مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجـــ( 13 )ــال ؟؟؟


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

 
قديم 27-04-2010, 07:51 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجـــ( 13 )ــال ؟؟؟

أهلا ومرحبا بك ومع هذه السلسلة

ومع قوله ـ عز وجل ـ

{ أن لهم أجرا حسنا }

والسؤال منهم الذين وعدهم الله بهذا الأجر الحسن؟

إنهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وكانوا لأنفسهم يمهدون ، إنهم الذين آمنوا بما نزل على محمد وهو الحق

من ربهم ، إنهم الذين استجابوا لربهم ، هذا الأجر الحسن هو للذين استقاموا ظاهرا وباطنا على هذا الدين

هذا الأجر هو للذين يخشون ويخافون ربهم بالغيب ، نعم أجر حسن للذين هم على صلواتهم يحافظون ، أجر

حسن للذين لهم في رسول الله أسوة وقدوة حسنة ، أجر حسن للذين يستنون بسنته ويمتثلون أمره ويجتنبون

نهيه ، ولو تساءلنا وقلنا ما هو هذا الأجر الحسن؟

ما هو هذا الثواب العظيم الذي وعد الله به عباده المؤمنين ، ووعد به من عمل صالحا؟ هذا الأجر الحسن هو

الجنة ، { تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون }

أيها الأخ الحبيب: إن من رحمة الله ـ تعالى ـ أن بشر وأنذر ، فقيض العقوبات الغليظة على من خالف أمره

وبينها لهم ، وحذرهم من الأعمال التي يستحقون العقوبة عليها ، ولذا قال عز وجل

{ ولقد وصلنا لهم القول }

وضحناه وبيناه وأرشدناهم إليه ، وكفى والله لكل عاقل أن يتفكر في نعمة الله عليه بأن جعله سميعا بصيرا

جعل له سمعا يسمع به الحق ، وبصرا يبصر به الطريق السوي ، وصل القول بكل وضوح قولا قال الله عنه

{ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه }

وما أخبار الدجال ووصفه على لسان نبينا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ إلا من القول الذي وصل إلينا ، ومن

البصائر التي جاءتنا من ربنا ، ومن البيان الواضح ، كل ذلك لينذر بأسا شديدا من لدنه ، فالذين آمنوا

وعملوا الصالحات لهم أجرا حسنا على إيمانهم وعملهم واستجابتهم ، وهؤلاء اتخذوا الأسباب في تحقيق

الإيمان ، وفي عمل الصالحات ، وفيما يقربهم من ربهم ، واتخذوا الأسباب وبذلوا جهدهم في البعد عما يغضب

ربهم ، لذا اسحقوا الأجر الحسن على الإيمان الذي حققوه ، والعمل الصالح الذي فعلوه وعملوا به

ما هو هذا الثواب العظيم؟

ما هو هذا الأجر الحسن؟

إنه الفوز برضى الرحمن ودخول جنته ، هذا وعد الله ، فإذا عرفنا هذا فلنربط هذا الأجر الحسن وذلك الوعد

الحق بما عند الدجال من وعود ، وبما أعطاه الله من آيات وبما سخر له ، لقد أعطى الله الدجال جنه ونار

وأعطاه من المظاهر الخادعة ما يجعل المخالفين والمنحرفين عن منهج الله وسنة رسوله يقعون في شباكه

فكيف يكون لهم الأجر الحسن؟

كيف تكون لهم الجنة؟

وكيف يكون لهم الرضوان من الله؟

إنهم سيخدعون إن أدركهم الدجال بما معه من مظاهر براقة ، وسيدخلون في جنته التي أخبر نبينا ـ صلى

الله عليه وسلم ـ أنها نار وليست بجنه ، ولذا يقول ـ عليه الصلاة والسلام ـ

" لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان: أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر رأي العين نار

تأجج ، فإما أدركن أحد فليأتي النهر الذي يراه نارا وليغمض ، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه ، فإنه

ماء بارد " أخي المسلم: قارن بين ما مع الدجال ، وبما وعد ربنا سبحانه المؤمنين ، قارن بين ما مع الدجال

وبين وصف الله لذلك الأجر الذي أعده الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، لقد وصفه بالحسن ، وهذا فيه دلالة

واضحة أنه لا مكدر فيه ولا منغص له ، إذ لو وجد فيه شيء من ذلك لم يوصف بالحسن ، ولم يكن حسنه تاما

لذا قال الله عنه { ماكثين فيه أبدا } لا يزول عنهم ولا هم يزولون عنه ، بل نعيم مقيم في كل وقت ، متزايد

لهم ، فيه ما يشاءون ، يقال لهم وهم فيه ماكثون

{ كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون }

هذا هوا جزاء المحسنين الذين أحسنوا في الحياة الدنيا

{ للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها تجري من

تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون }

هذا هو حسن المآب الذي كانوا يوعدون به في الدنيا

{ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب وعندهم قاصرات الطرف

أتراب هذا ما توعدون ليوم الحساب }

هذا هو الرزق الذي ليس له نهاية ولا انتهاء

{ إن هذا لرزقنا ماله من نفاد }

هذا هو العطاء الغير منقوص

{ عطاء غير مجذوذ }

فهل تعلم يا ـ أخي المسلم ـ ماذا هذا الأجر الحسن الذي أهله فيه ماكثون وخالدون؟

إنها الجنة وما فيها من النعيم المقيم؟

ومهما جال في خاطرك أو تردد في ذهنك أو اشتهته نفسك فأعلم أن في الجنة ما هو أعلى منه وأتم

ومهما رأيت أو سمعت أو شربت أو طعمت أو تلذذت به في الدنيا ، فما يساوي ـ والله ـ لذة واحدة من لذات

جنات { تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا }

ولا يقاربها ، ولا يشبهها ، وقد صرح بذلك المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ تصريحا واضحا ، فعن أبي

هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: قال الله ـ عز وجل ـ

" أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، مصداق ذلك في كتاب

الله { فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } رواه البخاري ومسلم .

الله أكبر! ما أجمل الإكرام الإلهي ، والله أكبر! ما أعظم الحفاوة الربانية بهذه النفوس المؤمنة الصالحة ، هنيئا

لمن حققوا الإيمان وعملوا الصالحات ، هنيئا للصالحين ، ترعاهم رعاية خاصة وإكرام تقر به الأعين وتلذ به

الأنفس ، يدخر الله لعباده الصالحين ما تقطع قلوب الفاسقين والمنافقين عليه ، ويوم القيامة يكشف الله

لعباده الصالحين جزاء ما كانوا يعملون ، نعم يكشفه لهم جزاء لهم بما أسلفوا في الأيام الخالية ، بما عملوا

في أيامهم الماضية التي عاشوها في الدنيا ، إنه من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس ، ويخلد ولا يموت ، لا تبلى

ثيابه ولا يفنى شبابه ، روى أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال

" ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا

فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا أبدا " فذلك قول الله عز وجل { ونودوا } مناداة تأهيل

وتكريم ورفعة وشرف ، مناداة تحمل المحبة والتهنئة والتحية والسلام {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها }

أنتم ـ أيها الصالحون ـ فأنتم الوارثون لها ، وهي مكانا ومستقرا لكم { بما كنتم تعملون }

قال بعض السلف: أهل الجنة نجوا من النار بعفو الله ، وأدخلوا الجنة برحمة الله ، واقتسموا المنازل وورثوها

بالأعمال الصالحة ، وهي من رحمة الله ، بل من أعلى أنواع رحمته ، ولعل في ذهنك يا ـ أيه الحبيب ـ:

كثيرة تقول منها: ما سعة الجنة؟

وهل هي جنة واحدة أم جنان كثيرة؟

ويجيبك على سؤالك الأول ، نداء رباني ، ودعوة إلهية ، إلى مغفرة من الله وجنة عرضها السماوات

والأرض ، قال الله { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين }

هذه جائزة لا تنال إلا بالمسارعة والمبادرة والمسابقة والتنافس في الخيرات ، فهي هناك عند ربنا لا عند

الدجال ، قال المفسرون : العرض ـ أي عرض الجنة ـ أقصر الامتدادين ، وفي ذكره دون ذكر الطول مبالغة

وروى السدي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال

" تقرن السموات السبع ، والأراضون السبع ، كما تقرن الثياب بعضها ببعض ، فذاك عرض الجنة "

فإذا كان عرضها كذلك ، فما بالك بطولها؟ لا حرمنا الله وإياك منها .

أما الشق الثاني من السؤال وهو هل هي جنة واحدة أم جنات كثيرة؟

خذ الجواب ممن لا ينطق عن الهوى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أخرج البخاري وغيره عن أنس

ـ رضي الله عنه ـ أن أم حارثة اتت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد هلك حارثه يوم بدر ، أصابه سهم

غرب فقتله ، فقالت: يا رسول الله قد علمت موقع حارثة من قلبي فإن كان في الجنة لم أبك عليه ، وإلا

سترى ما أصنع فقال لها " هبلت! " أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة ، وإنه لفي جنة الفردوس "

وأما إن سألت عن ريح الجنة ، فيوجد من مسيرة مائة عام ، وأما إن سألت عن أنهارها ففيها

{ أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل

مصفى } للمؤمن في الجنة: خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا ، للمؤمن فيها أهلون يطوف

عليها المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا ، في الجنة: شجرة يسير فيها الراكب الجواد المضمر السريع مائة

عام ما يقطعها ، وروى أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال

" إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال ، فتحثوا في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون

حسنا وجمالا ، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا ، فيقولون لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم

بعدنا حسنا وجمالا ، فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا " رواه مسلم.

وروى أنس أيضا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

" لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لأضاءت الدنيا ، ولملأت ما بينهما ريحا ، ولنصيفها على

رأسها خير من الدنيا وما فيها " أخرجه الترمذي ، ولأبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول ـ عليه الصلاة

والسلام ـ قال: " للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين ، على كل واحدة سبعون حلة ، يرى مخ ساقها

من وراء الثياب " أهل الجنة في حبور ونعيم دائم ، عند مليك مقتدر ، يتنعمون بكلامه ويلهمون التسبيح

كما تلهمون النفس ، قد حل عليهم رضوان الله فلا يسخط عليهم أبدا ، أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن

أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

" إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة ، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك ، فيقول: هل رضيتم؟

فيقولون: وما لنا لا نرضى؟ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟ فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك.

قالوا: يا ربنا فأي شي أفضل من ذلك؟ قال: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا "

وصدق الله إذ يقول { ما كثين فيه أبدا } يقيمون في هذا النعيم لا يفارقونه ، دائم مستمر لا انقطاع له

فإذا عرفت هذا النعيم وعلمت أنه دائم مستمر وغير منقطع وأن أهله فيه { ما كثين فيه أبدا } فأعلم علم

يقين أن ما مع الدجال منقطع غير دائم ، وهذا هو السر المكنون في قوله ـ عز وجل ـ { ما كثين فيه أبدا }

ومثل هذا السر يحتاج إلى تدبر وتأمل وتفكر ، وما مع الدجال إلا شبهات وفتن يفتن بها الناس ، ويفتتن

بها الذين لم يحققوا الإيمان الذي يمنعهم من هذه الفتنة ، ولم يعلموا أن ما عند الله هو خر وأبقى للذين

أمنوا وعملوا الصالحات ، وهؤلاء يعلمون أن ما في الدنيا متاع زائل وأن الدار الآخرة هي دار القرار ، لذا

قال الله { ما عندكم ينفد } يقول ابن كثير " يفرغ وينقضي ، فإنه إلى أجل معدود محصور، مقدر منتهاه "

{ وما عند الله باق } لا زوال له ولا انقطاع ، فأصحاب الإيمان والعمل الصالح { ما كثين فيه } مكثا { أبدا }

لهم فيه ما اشتهته أنفسهم ولهم فيه ما يدعون { نزلا من غفور رحيم } تجده { عطاء غير مجذوذ }.

هذا وإلى لقاء آخر بإذن الله تعالى .
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 11 )ــال ؟؟؟ سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 22-03-2010 12:41 PM
مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 8 )ــال ؟؟؟ سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 4 21-03-2010 04:35 PM
مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 10 )ــال ؟؟؟ سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 21-03-2010 06:52 AM
مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 9 )ــال ؟؟؟ سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 18-03-2010 06:29 AM
مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 5 )ــال ؟؟؟ سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 3 07-03-2010 05:58 AM


الساعة الآن 07:12 PM

سناب المشاهير