مــا الـذي يــعصــمــك مــن الـــدجــ( 9 )ــال ؟؟؟
أخي الحبيب
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لا زلت أتواصل معك في هذا المجلس المبارك وعلى هذه الصفة حول سلسلة
[ ما الذي يعصمك من الدجال( 8 )؟؟؟]
ولقد ختم ذلك اللقاء ب [ وهل تظن أن الله يتخلى عن صاحب الإيمان ؟؟]
كلا والله لن يتخلى عنه...إنه سيصبح وليا من أولياء الله .... وتأمل في هذا الحديث القدسي قال الله
" من عادى لي وليا " وفي رواية [ من آذى لي وليا ] فقد آذنته بالحرب
وفي رواية [ فقد استحل محاربتي ] وفي رواية أخرى
[ فقد بارز الله بالمحاربة ] وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، وما
يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها , وإن سألني لأعطيته لئن استعاذ بي لأعيذنه
وما ترددت عن شيءأنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته "
رواه البخاري والزيادات في السلسة الصحيحة للألباني رحمه الله
أخي المسلم: بهذه الولاية وتلك الرعاية من ربنا تبارك وتعالى يطيب عيش من آمن، بل ويتحقق له الأمن
في الدنيا والآخرة قال الله تعالى { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون }
لهم الأمن في الدنيا والآخرة ، وهم مهتدون في الدنيا والآخرة
إن المؤمن وربي على نور من ربه في الدنيا والآخرة , هذا هو الذي ينجو من كل فتنة
وصدق الله إذ قال { وكذلك ننج المؤمنين } هذه هي نتيجة الإيمان
أما من فقد الإيمان فأول ما يفقد حقيقة الولاية والمدافعة والنجاة من الفتن
ومن ثم يفقد عمل الصالحات ، فتراه يقع في الذنوب والمعاصي والمحرمات
ويفقد دعاء المؤمنين له
{ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنااغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بلإيمان
ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءؤف رحيم }
نعم من فقد الإيمان زاغ قلبه وانفرط أمره { وكان أمره فرطا } تجده يقول ويفعل من غير رقيب
ويسير في دنياه تبعا لهواه , فتراه يتبع كل ناغق وناعقة ، ويعجب بكل فاسق وفاسقه
حياته كما قال الله: { حيران في الأرض } معدم الثقة بنفسه وبالناس , انقطع حبله مع الله
وضاعت صلته بالله , ومن هنا تراه قد وكل إلى نفسه فالنفس الأمارة بالسوء تقوده
والشيطان يأزوه أزا ،كأنك ترى حياته:
أمراضاَ نفسية .... واضطرابات اجتماعية .... ومشكلات زوجية .... وتقلبات فكريه ....
وتصورات خاطئة ..... ومعلوماته سطحية جامدة ....
ما عنده إلا أخبار الفن العفن أغنية ومغني ، صورهم أغانيهم يحملها جواله...
والرياضة التي معها ضاع الولاء والبراء قد شغلت أفكاره وأوقاته ...
ومعلومات عن الحاسب والأسهم والأسواق والسيارات وغير ذلك ....
وللأسف معلوماته عن الله وأسمائه وصفاته قليلة إن لم تكن معدومة
ومعلوماته عن نبيه في أشياء بسيطة جدا قد لا تمكنه من الإجابة على السؤال في قبره
وبالجملة فمعلوماته لا تضيء القلب نوراَ , ولا تهب في النفس خلقاَ ، ولا في اللسان قولا حسنا
ولا في الجوارح عملا صالحا , حياته ومعيشته ضنك في ضنك وهم في هم وغم في غم ...
صدره ضيقا حرجا يبحث عن سعادته بالوقوع في الذنوب والمعاصي صغيرها وكبيرها
يروح عن نفسه بالتدخين والمخدرات أو المسكرات أو الأغاني الماجنات ، سبحان الله! تراه
{ يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله }
أو يسافر ليقع في أحضان البغايا والمومسات وإن لم يجدها فتراه ينظر إليها
ثم يعود والعياذ بالله في سخط الله وأنواع الأمراض
لقد فقد الإيمان الذي يمنعه من الوقوع في هذا ومثله
فقد الإيمان الذي يعينه على البعد عنها ناهيك أن يقع فيها
إن فاقد الإيمان لم يتحلى بصبر ولم يمتنع لا بدليل ولا بعقل ، بل اتخذ الأسباب للوقوع في
حياة الضياع والخسران ، حتى إذا جاءه بأس الله بدأ يتلمس للإيمان فلم يجده ، قال الله تعالى
{ فلم يكن ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا } وقال سبحانه
{ يوم يأتي بعض لآيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا }
ويوم القيامة يقول عنه
{ الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين}
فقلي بربك من هم سادة الموقف يوم القيامة؟
ومن هم أصحاب العزة يوم القيامة؟
ومن هم الناجون يوم القيامة؟
ومن هم الفائزون يوم القيامة؟
وقبل ذلك من هم سادة الموقف في فتنة الدجال؟
إنهم المؤمنون حقا ،
والسؤال: أين الإيمان من الذين ظلموا أنفسهم؟
لقد ضاع وفقد ، ولم يوجد مع من ظلم نفسه ما يمنعه ، إذا كان هذا حاله في الأمن والرخاء
فكيف به إذا واجه الدجال؟
هل سيقول له مثل ما قال صاحب الأيمان الحقيقي؟
أنت الذي أخبرنا عنك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!!
أخي في الله: الإيمان له مكانته .... وله وقعه .... وله تأثيره .... لذا يقول الحسن البصري:
" ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال "
فالمسلم الذي يريد النجاة من كل فتنة يحتاج إلي أن يعد للإيمان عدته حتى يباعد هذا الإيمان
بين العبد وبين الوقوع في الذنوب والمعاصي ، ويعد للإيمان عدته حتى لا يميل ويركن إلى
الدنيا وشهواتها وزينتها ، فتصرفه عن دينه ومسؤوليته وما وكل إليه ، فالدنيا والمعصية هي
من أسباب الخذلان والهزيمة كما قال عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما – في
مسيره إلى غزو الفرس أوصاه بالتقوى فقال:
" فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو ....وإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم
وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة ، لأن عددناليس كعددهم
ولا عدتنا كعدتهم ، فإن استوينا في المعصية ، كان لهم الفضل علينا في القوة "
وهذا تجده واقعا اليوم ، وذلك عندما ركنا إلى الدنيا وتركنا أمر الآخرة
وأنت ترى كثرة العدد واضح ولكن تجد ما أخبر به ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" غثاء كغثاء السيل "
فالإيمان يحتاج إلى جهد ومجاهدة حتى نجد حلاوته وطعمه ولذته في عبادتنا وأعمالنا
وانتصارنا على أنفسنا وعدونا ، والإيمان إذا قام في قلب عبد حصل له أصل كل خير ، بل وبه
تحصل سعادة الدنيا ة الآخرة ، والنجاة من شقاوة الدنيا والآخرة
ومتى رسخ الإيمان في القلب انبعثت الجوارح كلها بالأعمال الصالحة.
استودعك الله ، وفي اللقاء القادم ـ إن شاء الله ـ نلتقي.
18-03-2010, 06:29 AM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
