بن زلفة وحقوق المرءة(( منقول)))


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

موضوع مغلق
قديم 10-01-2006, 05:52 AM
  #1
بن حيان التهامي
عضو
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 90
بن حيان التهامي is a jewel in the roughبن حيان التهامي is a jewel in the roughبن حيان التهامي is a jewel in the rough
افتراضي بن زلفة وحقوق المرءة(( منقول)))

المرأة الريفية بين فقدان الحقوق وتعطيل القدرة على القيام بالواجبات
د. محمد بن عبد الله آل زلفة(*)


إجابة عن كثير من الأسئلة التي يوجهها لنا كثير من أبناء وبنات الجيل الشاب عن وضع المرأة في المناطق الريفية, خاصة في مناطقنا الجنوبية حيث يتجلى الريف في أجلى صورة.
إن الإجابة على هذه الأسئلة بشكل مفصل تحتاج إلى تأليف كتب أو إعداد أطروحات علمية وتأسيس مراكز أبحاث في معرفة أصول وجذور حياة المجتمع الذي تشكل المرأة خمسين في المائة منه على مدى مسيرة تشكله منذ بداية التكوين الأولى لقيام المجتمعات ومراحل تطورها إلى وقتنا الحاضر.
وهذه المعرفة مع أهميتها القصوى من المحزن أنها لم تحظ باهتمام الدارسين والباحثين إلى الآن, والخوف أن تختفي كلية مع تقادم الزمن وغياب التوثيق وهذا ما لا نتمناه. ولهذا فإجابتي المختصرة هي كما يلي.
لعبت المرأة الريفية الدور الأكبر في حياة مجتمعنا, فكانت تقوم بوظائف متساوية مع الرجل إن لم تفقه في كثير من الأحيان. وظلت تلعب هذا الدور إلى عهد قريب, وكان لها كامل الحقوق مثلها مثل الرجل, بدءا بالتقدير الكامل لها من قبل مجتمعها. ولا أعرف أن المرأة الريفية تعرضت لانتقاص حقوقها أو تقليل قيمتها أو نكران دورها في مجتمعها في يوم من الأيام. ومن أبرز هذه الحقوق حقها في الموافقة على اختيار زوجها, فهي الطرف المساوي للرجل في الموافقة على الزواج قبل أن يبدأ الرجل في التقدم لخطبتها رسميا من أهلها ضمن القيم والأخلاق وما تعارف عليه المجتمع.
وفي الريف المستقر أي الريف الزراعي الذي يمتد جغرافيا من الأطراف الجنوبية للحجاز وصولا إلى الحدود الفاصلة بين المملكة واليمن حاليا كانت المرأة تتمتع بحقوق كاملة في العمل, وفي المنزل, وفي التجارة, وفي اختيار السكن بمفردها إن كانت قد تجاوزت الأربعين ولم تتزوج حتى مع وجود والدها أحيانا أو إخوانها, أو مطلقة أو أرملة بمفردها أو مع أولادها, ولها حق اختيار زوجها بنفسها على من تراه كفؤا من الرجال. ولدينا أمثلة مشرقة بحق المرأة في تقرير مصير حياتها مع التزامها الكامل بحفظ سمعتها وسمعة أسرتها وعشيرتها, وهو التزام تلقائي وفطري دون خوف أو وجل من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى.
كانت المرأة تعمل في الزراعة والتجارة والصناعة ومجالات الفنون المتعلقة بالمنازل, وصياغة القماش والدباغة والتعدين, والحياكة وتربية الماشية والتجارة بها وبمنتجاتها والتعليم, وكان لها حق التصرف في مالها وثروتها العقارية. ولدينا عشرات إن لم تكن مئات من الأوقاف أوقفتها النساء على أعمال الخير وبناء المساجد, ومساكن لإيواء الغرباء والإنفاق عليهم.
كانت المرأة تتمتع بحرية كبيرة في الحركة مثل نقل تجارتها من سوق إلى آخر مع تباعد المسافات وتواصلها مع الموردين الكبار من التجار من خلال التواصل المباشر, أو من خلال المراسلات، وكانت التاجرات من النساء مكان ثقة الموردين الكبار من التجار. ولدي كباحث في تاريخ أهم منطقة ريفية في المملكة أمثلة لهذه المراسلات ومعرفة بمكانة ثقة الآخرين بالمرأة التاجرة. وكانت المرأة التاجرة أكثر قدرة على معرفة احتياجات المرأة والطفل. وكان بعض النساء يقمن بالتجارة المتجولة بين القرى.
وحينما كنت صغيرا كنت وأقراني من الصغار الأولاد والبنات نفرح بقدوم قافلة النساء التاجرات المتكونة في الغالب من أعداد من الحمير وأحيانا الجمال لما تحمله تلك القافلة من البضائع التي لا تقتصر فقط على احتياجات الكبار, بل ما يفرح به الصغار, وكن يقبلن المقايضة أو بيع سلعة وأخذ مقابلها سلعة تصنع في القرى, مثل الجلود المدبوغة أو المنتجات الأخرى التي تقوم المرأة أو حتى الرجل بإنتاجها في القرى وتقوم هؤلاء التاجرات ببيعها في الأسواق الأسبوعية الرئيسية. كانت المرأة تشارك في كل أحوال الحياة العامة, بما في ذلك المشاركة في الاجتماعات التي تعقد في مناقشة قضية عامة مثل تجهيز المغازي أثناء فترة توحيد المملكة. ومناقشة تقديم الضيافات الجماعية, والمشاركة في الاجتماع السنوي من أجل موسم تقليم الأشجار في الأحمية المشتركة, ومن ثم الاشتراك في عمل التقليم نفسه, وحضور لجان توزيع الأخشاب الصالحة للوقود (الحطب) من الأحمية العامة. تقوم المرأة الغائب زوجها, أو المطلقة, أو الأرملة بكامل واجباتها, والحصول على كامل حقوقها, مثلها مثل غيرها, ولها حق النقاش وإبداء الرأي. أما دورها الخالد أثناء سنوات المقاومة ضد قوات محمد علي باشا وأثناء فترة الحكم العثماني، فهذا حديث طويل وتاريخ مشرف يكتب بماء الذهب لصالح المرأة الجنوبية.
كانت كثير من النساء هن اللواتي يذهبن إلى المدارس لتسجيل أبنائهن, وهن اللواتي يأتين بشكل أسبوعي أو شهري أو دوري إلى المدارس يسألن عن أوضاع أولادهن في المدارس، وأنا واحد ممن عاش هذه الفترة, وكانت مدرستنا تكتظ بالنساء كل يوم أحد وهو يوم السوق الأسبوعي في محافظتنا للسؤال عن أبنائهن واصطحابهم إلى السوق لشراء احتياجاتهم, وكان الجدول الدراسي في يوم الأحد يختصر لكي يتمكن التلاميذ من الذهاب مع أمهاتهم وآبائهم للتسوق.
أما متى بدأ انحسار دور المرأة في الريف في المشاركة في الحياة العامة, فكان متزامنا مع بداية التعليم النظامي للبنات, أي منذ مطلع الستينات الميلادية من القرن الماضي حينما انتشرت مع بداية تعليم البنات ظاهرة ارتداء العباءة السوداء, وهي لم تكن معروفة في هذه المنطقة الواسعة وصاحبتها ظاهرة غطاء الوجه التي لم تكن معروفة في المنطقة أيضا. والحديث عن لباس المرأة في المنطقة الجنوبية يطول, ولكن لا أعتقد, بل أجزم بأنه كان شبيها لما كان عليه لباس المرأة في الجزيرة العربية, خاصة جزأها الغربي والجنوبي منذ عهد قيام دولة الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وكون المرأة شريكة الرجل في العمل داخل البيت وخارجه, فقد كان لباس المرأة في جنوبنا إلى عهد قريب ثوبا فضفاضا ذا جيوب تغطي الذراعين وشيلة تغطي بها رأسها وتلفها حول رقبتها, وتسدل طرفا منها على صدرها. هذا بالنسبة للمرأة المتزوجة, أما التي لم تتزوج فكان ثوبها مثل ثوب المتزوجة, وغطاء الرأس منديل أصفر يغطي كل رأسها وصدرها. وهناك المرأة البدوية وهي المنتمية إلى الفئة السكانية التي ظلت على بداوتها في التنقل والترحال مع ماشيتهم حسب منازل المطر فهي تغطي رأسها كاملة مثلها مثل أختها غير البدوية, وتغطي الجزء الأسفل من وجهها بقطعة من القماش تسمى الملثم.
هذه مواصفات كانت على ما يبدو تمكن المرأة من حرية الحركة, والقدرة على العمل في كل ميادينه الزراعية والتجارية والصناعية.
وزي المرأة الريفية الآن هو الزي الموحد لنساء المملكة الذي بدأ في التوحد مع بداية التعليم النظامي للمرأة حينما أصبح هذا النوع من اللباس هو السائد، دون مراعاة للخصوصيات الثقافية المحلية, بينما بلادنا مع اتساع مساحتها امتازت بالتنوع البيئي والجغرافي والثقافي, بما في ذلك التنوع المذهبي. وقضاة المذهب الحنبلي الذين انتشروا في معظم أنحاء المنطقة الجنوبية (ذات المذهب الشافعي) مع بداية وحدتنا الوطنية لم يكن لهم موقف من لباس المرأة, ولا من مشاركتها في المناشط العامة إلا قلة من المتشددين ولكنهم مع ذلك لم يفرضوا آراءهم على الآخرين بالشكل الذي نراه منذ بداية ما يسمى الصحوة التي انتشر دعاتها في كل مكان ليس من قبل من استوطنوا في المنطقة من غير أهلها, بل ومن المقلدين والأتباع من أبناء المنطقة نفسها الذين أصبح بعضهم أكثر تشددا ومغالاة. وأصبحت المرأة في ظل هذه الظروف المتغيرة التي أشرت إليها تشكل عبئا ثقيلا على الرجل بعد أن كانت شريكا وعونا له في سالف الأيام, فهو الذي أصبح يشتري ملابسها, ويفرض عليها في غالب الأحيان ذوقه, وهو الذي يذهب إلى السوق لشراء أبسط احتياجات المرأة, وهو الذي يزرع وحده في المزرعة, وهو الذي يذهب إلى بيته للحصول على طعامه أثناء انشغاله في المزرعة مع ضرورة وجوده فيها, بينما كانت هي التي تحضر له طعامه وقهوته, وتشد من أزره في عمله ولم يعد لها دور في السؤال عن وضع أولادها في المدرسة, حتى بناتها في مدرسة البنات لم تعد قادرة على معرفة أو السؤال عن أوضاعهن إما لصعوبة الوصول إلى المدرسة حتى إن كانت قريبة, لأنها في ظل المفاهيم الجديدة ليس من اللائق أن تخرج من بيتها على رجلها, حتى إن كانت في داخل القرية التي يتكون سكانها من أسر محدودة لا يعدم أن تكون ذات علاقة بكل منهم إما عمة أو خالة أو بنت عم.
فإذا كان هذا وضعها في ما يجب أن تقوم به، فكيف يكون وضعها للذهاب إلى المحكمة, أو الإمارة للمطالبة بحق ضائع أو مسلوب أو منهوب. ناهيك عن أن تشارك في النشاط الاجتماعي, مثل الانتساب للجمعيات الاجتماعية, كجمعيات رعاية الطفولة أو العجزة, أو جمعيات الفقيرات, أو تشكيل جمعيات للتنمية الريفية, ومساعدة المرأة على الارتقاء بمستوى معيشتها, ونظافة مجتمعها الصغير الذي تعيش فيه وهو بيتها, أو الاهتمام بالبيئة الاجتماعية والبيئة الطبية.
كل هذه الأعمال لا أرى أن التعليم ساعد المرأة في الريف على القيام بأي منها, لأنها أصبحت بيئة لا علاقة لها بالعادات والتقاليد, فهذه العادات والتقاليد المحلية لم تمنع المرأة مما كانت تقوم به في مجتمعها قبل ظاهرة هذه الأمور الطارئة المستحدثة والخليط من فهم خاطئ لنصوص الدين, في بعض ما يتعلق بالمرأة, وكأنهم لم يقرؤوا تاريخ رسول هذه الأمة, ووضع المجتمع, ومكانة المرأة المتميزة في عهده عليه أفضل الصلاة والسلام, وهو قدوة هذه الأمة إلى يوم القيامة.
وهكذا همش دور المرأة, من أن تقوم بواجباتها في هذه الحياة تجاه أسرتها ومجتمعها ونفسها وبوعد بينها وبين حقوقها, بل تم التجاوز إلى التعدي على حقوقها باستثمار بعض الآباء الجهلة والأزواج الجهلة لبناتهم أو زوجاتهم العاملات استثمارا سيئا يشترون بأسمائهن العقارات والسيارات وليس لهن منها نصيب سوى تحمل الديون, وهذا ما صدمتنا به جريدة الوطن في تحقيق حول هذه الممارسات اللاإنسانية.
وهذه الظاهرة ليست خاصة بالمناطق الريفية, وإنما هي في الكثير من مناطق المملكة ريفها ومدنها. ولا تزول إلا بزوال مسبباتها, وبإعادة النظر في مكانة المرأة, وسن القوانين والأنظمة التي تحميها وتصونها، وتنوير المرأة بطريقة الدفاع عن حقوقها ضمن ثقافة الحق والعدل التي أقرها الإسلام, ودعا إليها منذ بداياته الأولى.


(*)عضو مجلس الشورى))) هل هذا الرجل من قبيلة قحطان كما يقال عجباً اذا كان من هذه القبيلة العريقة المشهورة بمحافظتها وغيرتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل يستحق فعلاً عضوية مجلس الشورى؟؟؟؟؟؟؟؟؟
***** منقوووووووووووووووووووول*****
بن حيان التهامي غير متواجد حالياً  
قديم 10-01-2006, 03:53 PM
  #2
محمد الحياني

.: مشرف ســـابق :.

 الصورة الرمزية محمد الحياني
تاريخ التسجيل: Aug 2005
الدولة: k . s .a
المشاركات: 8,767
محمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond repute
افتراضي

كثر الهرج والمرج في هذه المسألة

التي اعتقد وأجزم جزماً بان لأحد يرضى بهذا لموضوع



تقبل ودي واحترامي
__________________
« اللهم كما أحسنت خَلقي فحسن خُلقي »
محمد الحياني غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 PM

سناب المشاهير