واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن؟


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 16-06-2013, 05:06 PM
  #1
رحيق مختوم
عضو
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 49
رحيق مختوم is on a distinguished road
افتراضي واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن؟

اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي حَبَّبَ اِلَيْنَا الْاِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرَّهَ اِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَجَعَلَنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ فَضْلاً مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَنِعْمَة وَغُفْرَاناً وَرَحْمَة؟ نَحْمَدُكَ يَارَبَّنَا عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاء؟ وَنَحْمَدُكَ فِي السَّرَّاءِ وَفِي الضَّرَّاء؟ فَاَنْتَ رَبُّنَا لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِين؟ سُبْحَانَكَ لَانُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ اَنْتَ كَمَا اَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك؟ وَنَسْتَهْدِيكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنَسْتَرْحِمُكَ وَنَسْتَنْصِرُكَ مِنْ اَجْلِ اِخْوَانِنَا مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى اَنْفُسِنَا الْاَمَّارَةِ بِالسُّوء؟ وَنَسْتَغِيثُ بِكَ فَاَغِثْنَا بِمَنْعِنَا مِنْ ظُلْمِهِمْ؟ وَاَغِثْهُمْ بِحِمَايَتِهِمْ مِنْ شُرُورِنَا يَا رَبّ؟ سُبْحَانَكَ اَنْتَ الْاَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَاَنْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم؟ يَفْنَى كُلُّ شَيْء وَيَبْقَى وَجْهُكَ الْكَرِيم مُتَعَالِياً مَرْفُوعاً مُتَرَفّعاً مُتَعَاظِماً عَلَى كُلِّ قَوِيٍّ لَايَسْتَمِدُّ قُوَّتَهُ مِنْكَ وَاسْتَغْنَى عَنْك؟ شَاهِدِينَ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ اَمَرَ رَسُولَهُ بِالصَّبْرِ قَائِلاً{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ اُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل}وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه؟ قَالَ لَهُ رَبُّه{اُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ؟ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (وَكَلِمَة اُولَئِكَ هِيَ اِشَارَةٌ اِلَى الرُّسُلِ وَالْاَنْبِيَاءِ جَمِيعاً وَلَاسِيَّمَا اِلَى اُولِي الْعَزْمِ مِنْهُمْ؟ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً وَعَلَيْكَ مَعَهُمْ يَا رَسُولَ الله ؟يَامَنْ قُلْتَ صِدْقاً وَفَعَلْتَ خَيْراً وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَر؟ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامَاتُهُ عَلَيْكَ وَعَلَى اَزْوَاجِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَآلِكَ الْاَطْهَارِ الْاَبْرَارِ الْاَخْيَار وَعَلَى اَصْحَابِكَ الَّذِينَ حَمَلُوا الرَّايَةَ مِنْ بَعْدِكَ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِكَ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِكَ اِلَى يَوْمِ الدِّين وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَا رَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْد؟ فَالصَّبْرَ الصَّبْرَعِبَادَ الله؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ اَللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَدَّثَنَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَنْ آيَاتٍ كَوْنِيَّةٍ ظَهَرَتْ؟ وَحَدَّثَنَا فِي آيَاتٍ قُرْآنِيَّةٍ صَرَّفَهَا بِاَسَالِيبَ مُتَعَدِّدَة؟ وَحَدَّثَنَا عَنِ الْاُمَمِ الْمَاضِيَةِ؟ وَ كَيْفَ كَانَ مَوْقِفُهَا مِنْ رُسُلِ اللِه عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ حِينَمَا اَرَاهُمُ اللهُ تَعَالَى آيَةَ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ؟ اِضَافَةً اِلَى هَذَا الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ الْاَصْل؟ وَهُوَ الْآيَةُ الْمُعْجِزَةُ الْكُبْرَى الَّتِي اَيَّدَ اللهُ بِهَا رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لِتَكُونَ الدَّعْوَةُ اِلَى اللهِ دَعْوَةً عَقْلَانِيَّةً مَنْطِقِيَّةً؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ تَفَضَّلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ؟ حِينَمَا اَرَاهُمْ آَيَاتٍ كَوْنِيَّةً كُبْرَى؟ فَلَمْ يَرْتَدِعُوا؟ وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{اِقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر؟ وَاِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ(نَعَمْ هَكَذَا يُرِيدُونَ اَنْ يَصْرِفُوا الْعُقُولَ عَنِ التَّفْكِيرِ بِالْحَقِيقَةِ السَّاطِعَةِ سُطُوعَ الشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَار؟ فَكَيْفَ كَانُوا يَصْرِفُونَ النَّاسَ عَن ِالْحَقِيقَة؟ اِنَّهُ تَوَاصِي الْاُمَمِ الضَّالَّةِ مُنْذُ نُوحٍ اِلَى نَبِيِّنَا عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ حِينَمَا كَانُوا يُوصِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟فَاتَّفَقَتْ كُلُّ اُمَّةٍ مِنْهُمْ عَلَى اَنَّ رَسُولَهُمْ سَاحِر؟ وَاَنَّ مَا جَاءَ بِهِ هُوَ سِحْرٌ؟ وَكَانُوا يَصِفُونَهُ بِاَنَّهُ مَجْنُونٌ اَوْ كَذّاب؟ وَلِمَاذَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الظَّالِمَة؟ لِمَاذَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الْمُغْرِضَة؟ اِنَّهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَدْحَضُوا الْحَقَّ وَاَهْلَه؟ وَلَكِنْ اَيْنَ رَبُّ الْحَقّ؟ اَيْنَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لَابُدَّ اَنْ تَنْفَذَ مَشِيئَتُهُ بِهِمْ وَفِيهِمْ {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ(هَذَا الْحَقُّ وَهَذِهِ الْمَشِيئَة؟ نَعَمْ كَانُوا بِكُلِّ وَقَاحَةٍ وَبِلَا خَجَلٍ وَلَاحَيَاء؟ يَتَّهِمُونَ رَسُولَهُمْ اَنَّهُ سَاحِرٌ مَجْنُون؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كَذَلِكَ مَااَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ اِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ اَوْ مَجْنُون؟ اَتَوَاصَوْا بِه؟ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُون(وَكَاَنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ اَوْصَى بَعْضاً كُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ فَقُولُوا عَنْهُ سَاحِرٌ اَوْ مَجْنُون؟ وَلَكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَيُبْطِلَ السِّحْرَ وَسَيُظْهِرَ اَهْلَهُ عَلَى حَقِيقَتِهُمْ؟ وَلِذَلِكَ يَامُوسَى لَاتَخْشَ مِنْ هَؤُلَاءِ اَبَداً {وَلَاتَخَفْ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى{فَاَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى؟ قُلْنَا لَاتَخَفْ اِنَّكَ اَنْتَ الْاَعْلَى؟ وَاَلْقِ مَافِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا؟ اِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِر؟ وَلَايُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ اَتَى{فَلَمَّا اَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ اِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُه؟ اِنَّ اللهَ لَايُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين؟ وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون}نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام{اِقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر؟ وَاِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ؟ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا اَهْوَاءَهُمْ(نَعَمْ اِتَّبَعُوا اَهْوَاءَهُمْ؟ وَلِمَاذَا يَتَّبِعُونَ الْاَهْوَاء؟ لِاَنَّ الْاَهْوَاءَ هِيَ مَيْلٌ لِمَا فِي نُفُوسِهِمْ عَنِ الْحَقِّ الصَّادِقِ اِلَى التَّكْذِيبِ وَالتَّدْلِيس؟ فَلَمْ يَكْتَفُوا بِتَعَنُّتِهِمْ وَعَنَادِهِمْ؟ بَلِ اتَّبَعُوا الْهَوَى الْاِبَاحِيَّ الَّذِي لَايُرِيدُ لِقَتْلٍ اَوْ اِجْرَامٍ اَوْ تَشْبِيحٍ اَوْ فَسَادٍ اَخْلَاقِيٍّ اَنْ يَكُونَ مَحْظُوراً عَلَيْهِمْ تَعَاطِيهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَعَلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الضُّعَفَاءِ اَبَداً؟ بَلْ كَانَ هَوَاهُمْ دَائِماً مَعَ الْقَوِيِّ الْمُتَجَبِّرِ ضِدَّ الضَّعِيفِ الْمَغْلُوبِ عَلَى اَمْرِه؟ وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَنَّ الْهَوَى مُتَقَلّبٌ مُتَغَيِّرٌ فَوْضَوِيٌّ اِبَاحِيٌّ خَطِيرٌ جِدّاً عَلَى النَّاس وَلَايَثْبُتُ عَلَى حَالٍ اَبَداً؟ وَاَمَّا الْحَقُّ فَاِنَّهُ يَبْقَى ثَابِتاً صَالِحاً لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَان وَيَسْتَطِيعُ كُلُّ اِنْسَانٍ بِمُوجِبِهِ اَنْ يَصِلَ اِلَى حَقّه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذِهِ الْمُظَاهَرَاتِ الَّتِي تَقُومُ فِي اَكْثَرِ بُلْدَانِ الْعَالَمِ وَبِدَعْمٍ مِنْ قُرُودِ الْيَهُودِ وَخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ لَيْسَتْ لِوَجْهِ الله؟ وَاِنَّمَا تَقُومُ مِنْ اَجْلِ اَلَّا يَصِلَ اِنْسَانٌ اِلَى حَقّهِ فِي الْعَالَمِ كُلّهِ عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ مِنَ الْمُسَاوَاةِ الْعَادِلَةِ الَّتِي يَخَافُ مِنْهَا اَعْدَاءُ اللهِ هَؤُلَاء؟ لِاَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَكُونُوا اَسْيَادَ الْعَالَمِ بِوَاسِطَةِ الْعُلُوِّ وَالِاسْتِعْبَادِ الْاِبَاحِيِّ وَالْفَسَادِ فِي الْاَرْضِ وَعَلَى مَبْدَاْ فَرِّقْ تَسُدْ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ كَانُوا وَمَا زَالُوا اِلَى الْآن؟ يُوقِدُونَ هَذِهِ الْحُرُوبَ وَيُشْعِلُونَهَا؟ وَيَقْتُلُونَ الْقَتِيلَ ثُمَّ يَمْشُونَ فِي جَنَازَتِه؟ مُتَبَاكِينَ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَان؟ بِدُمُوعِ التَّمَاسِيحِ الْمُنَافِقَةِ الْمُفْتَرِسَةِ الْمُتَوَحِّشَة؟ وَهُمْ فِي حَقِيقَتِهِمْ كَالْاُخْطُبُوطِ الَّذِي يَنْفُثُ حِبْرَهُ الْمَسْمُوم؟ مِنْ اَجْلِ وَضْعِ الْغُبَاشِ عَلَى اَعْيُنِ النَّاس؟ وَمِنْ اَجْلِ التَّغْطِيَةِ وَالتَّعْمِيَةِ عَلَى جَرَائِمِهِمْ بِحَقِّ الْاِنْسَانِيَّة؟ وَالَّتِي يَسْعَوْنَ مِنْ خِلَالِهَا اِلَى اِخْضَاعِ الْعَالَمِ لِجَبَرُوتِهِمْ وَهَيْمَنَتِهِمْ؟ وَلَدَيْهِمْ اَذْيَالٌ كَثِيرَةٌ مِنَ اللّيبْرَالِيَّةِ وَالْعَلْمَانِيَّةِ وَالشُّيُوعِيَّةِ وَالشِّيعَةِ وَالْمَاسُونِيَّة؟ وَكُلُّهَا تَدْعَمُ اِجْرَامَهُمْ الَّلامَحْدُود؟ وَهُمْ كَالْحَرْبَاءِ الَّتِي تَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَلَوَّنَ بِاَلْوَانٍ مُتَعَدِّدَة؟ مِنْ سُمُومِ الْاِجْرَامِ الْبَطِيئَةِ الْمَدْسُوسَةِ فِي الْعَسَل؟ مُسْتَغِلّينَ ضَعْفَ الْبَشَر ِفي حُبِّهِمْ لِلنَّوْمِ فِي شَهْرِ الْعَسَل؟ بَلْ فِي شُهُورٍ وَدُهُورٍ مِنَ الْعَسَلِ الْمَمْزُوجِ بِالْمُخَدِّرَاتِ الَّتِي تَجْعَلُهُمْ مُدْمِنِينَ عَلَى عِشْقِ الْهَوَى الْاِبَاحِيِّ غَيْرِ الْمُنْضَبِطِ بِضَوَابِطِ الشَّرْعِ الْاِسْلَامِيّ؟ بَلْ اِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الْاِسْلَامَ وَيُعَادُونَه؟ لِاَنَّهُ يَضْبِطُ الْهَوَى؟ مِنْ اَجْلِ الْمَصْلَحَةِ الْبَشَرِيَّةِ الْعَامَّة؟ وَلَكِنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ اِلَّا الْمَصْلَحَةَ الْاَنَانِيَّةَ الْجَشِعَةَ الطَّمَّاعَةَ الْخَاصَّة؟ وَالَّتِي لَاتَخْدِمُ اِلَّا مَصَالِحَهُمُ الشَّخْصِيَّةَ؟ وَلَوْ كَانَتْ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الْبَشَرِيَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ يُمَارِسُونَ اِجْرَامَهُمْ بِهُدُوءٍ تَامٍّ لَايَخْطُرُ عَلَى بَالِ شَيْطَان؟ وَلَايَكَادُ ضَحَايَاهُمْ يَصْحُونَ مِنْ غَفْلَتِهِمْ؟ اِلَّا وَقَدْ حَقَنُوهُمْ بِجُرْعَةٍ ثَانِيَةٍ مِنْ الْمُخَدِّرَاتِ الَّتِي تَجْعَلُهُمْ يَسْتَمِرُّونَ فِي النَّوْمِ فِي الْعَسَلِ وَالْاَحْلَامِ الشَّيْطَانِيَّةِ السَّعِيدَةِ حَتَّى الْمَوْت؟ وَالِانْتَقَالِ بَعْدَهَا اِلَى الشَّقَاءِ الْاَبَدِيِّ فِي عَذَابِ اللهِ الْاَلِيمِ الْمُهِينِ الْمُخْزِي؟ لِمَنْ لَايَسْتَمِعُ اِلَى صَوْتِ الْحَقِّ اَبَداً؟ وَلِمَنْ يَتَجَاوَبُ مَعَ كَيْدِهِمْ؟ وَلِمَنْ{كَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا اَهْوَاءَهُمْ؟ وَكُلُّ اَمْرٍ مُسْتَقِرّ(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّهُ الْاَمْرُ الَّذِي حَقَّقَهُ اللهُ تَعَالَى؟ وَلَابُدَّ اَنْ يَكُونَ مُسْتَقِرّاً ثَابِتاً لَايَتَقَلَّبُ وَلَايَتَغَيَّر؟ لِاَنَّ اَمْرَ اللهِ لَايَتَّبِعُ اَهْوَاءَ النَّاس؟ِبدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحُقُّ اَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ فِيهِنّ( بَلْ اِنَّ اَمْرَ اللهِ هُوَ الْحَقُّ الثَّابِتُ الَّذِي لَايَتَغَيَّر{بَلْ اَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُون{وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْاَنْبَاءِ مَافِيهِ مُزْدَجَر( نَعَمْ اَيُّهَا النَّاس؟ اِقْرَؤُوا الْقُرْآن؟ وَاذْكُرُوا مَافِيه؟ وَتَدَبَّرُوا وَتَفَكَّرُوا بِمَا فِيه؟ نَعَمْ اَيُّهَا النَّاس؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتُمْ لَاتُؤْمِنُونَ بِمَا فِي هَذَا الْقُرْآن؟ اَلَا تَتَّعِظُونَ وَتَعْتَبِرُونَ بِالْاَحْدَاثِ الَّتِي جَرَتْ فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِر؟ اَلَا تَخَافُونَ مِنَ الْمُسْتَقْبَل؟ اَلَا تَخَافُونَ مِنْ هَذِهِ الْاَعَاصِيرِ وَ الْفَيَضَانَاتِ الَّتِي تَحْصَلُ فِي اُورُوبّا الْآن؟ اَلَا تَخَافُونَ مِنْ خِذْلَانِكُمْ لِلشُّعُوبِ الْمُسْتَضْعَفَة؟ وَفِيهَا مَا فِيهَا مِنَ الْاَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ وَالشُّيُوخِ وَالْاَبْرِيَاء؟ وَعَدَمِ نُصْرَتِهِمْ وَحِمَايَتِهِمْ وَاِسْعَافِهِمْ وَاِطْعَامِهِمْ؟ وَتَرْكِهِمْ يَنْزِفُونَ الدِّمَاءَ حَتَّى الْمَوْت؟ وَجُوعاً حَتَّى الْمَوْت؟ وَتَشَرُّداً وَعُرِيّاً وَتَعْذِيباً فِي السُّجُونِ حَتَّى الْمَوْت؟ وَتَدْمِيراً لِبُيُوتِهِمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ حَتَّى الْمَوْت؟ اَلَا تَخَافُونَ اللهَ اَيُّهَا الْمَسِيحِيُّون؟ وَقَدْ اَنْعَمَ عَلَيْكُمْ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّاْفَةِ فِي قُلُوبِكُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَاْفَةً وَرَحْمَة(اَلَا تَخَافُون اللهَ وَاَنْتُمْ تَدُوسُونَ عَلَى قُلُوبِكُمْ؟ اَلَا تَخَافُونَ اللهَ وَاَنْتُمْ تَدُوسُونَ عَلَى مَا فِيهَا مِنْ رَحْمَةٍ وَرَاْفَة؟ اَلَا تَخَافُونَ اللهَ وَاَنْتُمْ تَدُوسُونَ عَلَى هَذِه ِالنِّعْمَةِ الْكُبْرَى؟ لِمَاذَا خَيَّبْتُمْ آمَالَ هَؤُلَاءِ الْمُسْتَضْعَفِينَ بِكُمْ؟لماذا وَقَدْ كَانُوا يَاْمَلُونَ مِنْكُمْ اَنْ تَضُمُّوهُمْ اِلَى صُدُورِكُمْ بِحَنَانَيْكُمْ وَرَاْفَتِكُمْ وَرَحْمَتِكُمْ حَتَّى يَرْحَمَكُمُ الله؟ لِمَاذَا لَاتَمْسَحُونَ عَلَى رُؤُوسِ الْاَيْتَامِ اَيُّهَا الْمَسِيحِيُّون؟ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يَعُودَ اِلَى قُلُوبِكُمْ شَيْءٌ مِنْ هَذِه ِالرَّحْمَةِ وَالرَّاْفَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ عَلَى عِبَادِهِ الْمَسَاكِين؟ هَلْ نَسِيتُمُ الْاُمّ تِيرِيزَا رَحِمَهَا اللهُ وَرَاْفَتَهَا وَرَحْمَتَهَا عَلَى عِبَادِ اللهِ اَيُّهَا الْمَسِيحِيُّونَ بِهَذِهِ السُّهُولَة؟ هَلْ نَسِيتُمُ اللّيدِي دَيَانَا تِلْكَ الْمَرْاَةَ الطَّاهِرَةَ رَحِمَهَا الله وَرَاْفَتَهَا وَرَحْمَتَهَا عَلَى هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاِء وَقَدْ كَانَتْ تَذْهَبُ بِرِفْقَةِ دُودِي مِنْ اَجْلِ اَنْ يَدُلَّهَا عَلَى الْاَعْمَالِ الْخَيْرِيَّة؟ لِمَاذَا لَايُحَرِّكُ بَابَا رُومَا شَيْئاً مِنْ نَخْوَتِكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاء وَقَدْ قَامَ بِتَقْبِيلِ قَدَمِ امْرَاَةٍ مُسْلِمَة؟ لِمَاذَا لَانَرَى الْبَابَا اِلَى الْآن يَمْسَحُ عَلَى رُؤُوسِ الْاَيْتَامِ وَيُقَبِّلُهَا؟ اَلَا تَخَافُونَ اللهَ مِنْ دَعْوَةِ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ الْمَظْلُومِينَ مِنَ الْمُعَارَضَةِ فِي سُورِيَّا؟ وَمِنَ الْبَائِسِينَ فِي بُورْمَا؟ وَغَيْرِهِمْ كَثِيرُونَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ حَتَّى اَنَّ اللهَ قَدِ اسْتَجَابَ بَعْضَ دُعَائِهِمْ فِعْلاً؟ وَاَغْرَقَكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْفَيَضَانَات؟ حِينَمَا دَعَوْا بِقَوْلِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام{فَدَعَا رَبَّهُ اَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ؟ فَفَتَحْنَا اَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِر؟ وَفَجَّرْنَا الْاَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى اَمْرٍ قَدْ قُدِرْ( اَيْنَ قَوْمُ نُوح؟ اَيْنَ قَوْمُ عَادٍ وَثَمُود؟ اَيْنَ قَوْمُ لُوط؟ اَيْنَ رُسُلُهْم؟ لَقَدْ اُهْلِكُوا جَمِيعاً؟ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ اِلَّا رُسُلُهُمْ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَيَوْمَ يَقُومُ الْاَشْهَاد؟ يَوْمَ لَايَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ؟ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ؟ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار(نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن اِنَّهَا{حِكْمَةُ بَالِغَةٌ؟ فَمَا تُغْنِي النُّذُر(لِاَنَّ هَؤُلَاءِ الْبَشَرَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الْهَوَى؟ لَايَنْزَجِرُون؟ وَلَايَتَّبِعُونَ الْحِكْمَةَ اَبَداً؟ وَاِنَّمَا هُمْ حَمْقَى بُلَهَاءُ اَغْبِيَاءُ رُعَنَاء{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِ اِلَى شَيْءٍ نُكُر(هُنَالِكَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَة؟ حِينَمَا يُنَادِي الْمُنَادِ بِصَوْتٍ يُزْعِجُهُمْ؟ وَيَجْعَلُهُمْ يَنْبَعِثُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ؟ نَعَمْ بِصَوْتٍ يَجْعَلُهُمْ خَائِفِينَ حَيَارَى سُكَارَى{وَمَا هُمْ بِسُكَارَى؟ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيد( اِنَّها{حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ؟ فَمَا تُغْنِي النُّذُر(نَعَمْ كُلُّ النُّذُرِ وَالْمَوَاعِظِ الَّتِي اَنْذَرَ اللهُ بِهَا اَمْثَالَ هَؤُلَاء؟ لَايَلْتَفِتُونَ اِلَيْهَا؟ وَلَايَنْتَفِعُونَ بِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَا تُغْنِي النُّذُر}وَتَعَالَوْا مَعِي اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْآن؟ لِنَضْرِبَ مَثَلاً مِنْ اَمْثِلَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَايَرْتَدِعُونَ وَلَايَنْزَجِرُون؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ؟ لَايُؤْمِنُون؟ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَة؟ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْاَلِيم(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَلنَّاسُ جَمِيعاً سَيَمُوتُون؟ كَبِيرُهُمْ وَصَغِيرُهُمْ؟ عَظِيمُهُمْ وَحَقِيرُهُمْ؟ عَالِيهِمْ وَدَانِيهِمْ؟ اَلْكُلُّ سَيَمُوتُ رَغْماً عَنْهُمْ؟ رَضُوا بِذَلِكَ اَوْ لَمْ يَرْضُوا؟ وَمَنِ الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَحَدَّى الْمَوْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً وَمِنْ غَيْرِهِمْ؟ مَنِ الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَمْنَعَ عَنْهُمُ الْمَوْتَ وَيَحْمِيَهُمْ مِنْهُ وَلَوْ كَانُوا فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَة(وَلَوْ كُنْتُمْ فِي قُصُورٍ حَصِينَة؟ فَلَابُدَّ اَنْ يَاْتِيَكُمُ الْمَوْت؟ وَلَكِنْ مَتَى يَكُونُ هَذَا الْمَشْهَدُ الرَّعِيب؟ وَمَتَى يَكُونُ هَذَا الْمَشْهَدُ الْمُخِيف{يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْاَجْدَاثِ كَاَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِر( وَكَلِمَة اَجْدَاث هِيَ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ جَدَثْ وَهُوَ الْقَبْر؟ سَوَاءً كَانَ الْقَبْرُ فِي بُطُونِ السِّبَاعِ؟ اَوْ فِي بُطُونِ الْحِيتَانِ؟ اَوْ كَانَ عِبَارَةً عَنْ هَذِهِ الْحُفْرَةِ الْاَرْضِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ لِلنَّاسِ جَمِيعاً؟ نَعَمْ اَلْكُلُّ سَيَنْسِلُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ؟ مِنْ اَجْلِ يَوْمِ حَشْرِهِمْ؟ وَالْكُلُّ سَيُحْشَرُ حَافِياً عَارِياً؟ مِنْ دُونِ مَرَاكِز؟ وَمِنْ دُونِ تَفْرِقَة؟ و مِنْ دُونِ شَارَاتٍ تُوضَعُ عَلَى اَكْتَافِ الضُّبَّاطِ الْعَسْكَرِيِّين؟ وَمِنْ دُونِ مَرَاسِم؟ وَمِنْ دُونِ سَجَّادٍ اَحْمَرَ لِاَحَدٍ مِنْهُمْ؟ بَلْ جَهَنَّمَ الْحَمْرَاء؟ اَلَّتِي كَانَتْ صَفْرَاء؟ ثُمَّ اسْوَدَّتْ؟ تَنْتَظِرُ الْمُجْرِمِينَ مِنْهُمْ؟ عَلَى اَحَرِّ مِنَ الْجَمْرِ؟ لِيَكُونُوا وَقُوداً لَهَا؟ مَعَ الْحِجَارَةِ الَّتِي كَانُوا يَهْدِمُونَهَا عَلَى رُؤُوسِ الْاَبْرِيَاءِ؟ نَعَمْ اَخِي{يَخْرُجُونَ مِنَ الْاَجْدَاث؟ كَاَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِر؟ مُهْطِعِينَ اِلَى الدَّاع( نَعَمْ يَخْفِضُونَ رُؤُوسَهُمْ؟ بِذُلٍّ لَامَثِيلَ لَه؟ وَيَسْتَجِيبُونَ اِلَى الدَّاعِ الَّذِي يَدْعُوهُمْ بِقَوْلِهِ؟ اِذْهَبُوا اِلَى هُنَا؟ فَيَذْهَبُونَ رَغْماً عَنْهُمْ؟ اِذْهَبُوا اِلَى هُنَاك؟ فَيَذْهَبُونَ اَيْضاً رَغْماً عَنْهُمْ؟ وَهُمْ حُفَاةٌ عُرَاة؟ فَيَامَنْ تُذِلُّونَ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالْاَطْفَال؟ وَتُعَرُّونَهُمْ مِنْ كَامِلِ ثِيَابِهِمْ فِي السُّجُون؟ مِنْ اَجْلِ التَّحْقِيقِ مَعَهُمْ؟ وَكَمْ يَنْتَظِرُكُمْ مِنَ الذُّلِّ وَالْعَذَابِ الْمُخْزِي الْاَلِيم؟ وَالْعَارِ وَالْفَضِيحَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ مُجْتَمِعِين؟ مِنْ آدَمَ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ نَعَمْ اِذْهَبُوا اِلَى هُنَالِك؟ فَيَذْهَبُونَ اَيْضاً؟ ثُمَّ يَقُولُ لَهُمُ الدَّاعِي؟ قِفُوا هُنَا؟ فَيَقِفُون؟ اُجْثُوا عَلَى رُكَبِكُمْ؟ فَيَجْثُونَ عَلَى رُكَبِهِمْ؟ حُفَاةً عُرَاةً؟ مُطَاْطِئِي رُؤُوسِهِمْ؟ لَايُحَرِّكوُنَ سَاكِناً؟ مِنْ شِدَّةِ الْفَزَعِ الْاَكْبَرِ؟ وَلَايَتَخَلَّفُونَ اَبَداً؟ وَلَايَسْتَطِيعُونَ اَنْ يَفْعَلُوا شَيْئاً؟ اِلَّا الْاِذْعَانَ وَالْخُضُوعَ وَالِانْقِيَادَ؟ لِمَا يُقَالُ لَهُمْ؟ وَاَمَّا فِي الدُّنْيَا؟ فَقَدْ كَانُوا اِذَا دُعُوا اِلَى الْحَقِّ؟ تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِين؟ وَدَعَوْا اَنْصَارَهُمْ؟ اِلَى اِقَامَةِ الْمُظَاهَرَاتِ الْعَارِمَة؟ اَلَّتِي تَدْعُو اِلَى الِانْفِلَاتِ الْاِبَاحِيِّ اللَّامَحْدُود؟ مِنْ قُيُودِ الشَّرَفِ وَالْفَضِيلَة؟ وَالْمُطَالَبَةِ بِقَوَانِين؟ تَجْعَلُ الْاِبَاحِيَّةَ مَشْرُوعَةً؟ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا؟ بِمَا فِيهَا مِنَ الزَّوَاجِ الْمِثْلِيِّ الْمُسْرِف؟ اَلْقَاتِلِ لِلنَّسْلِ الْبَشَرِيِّ؟ وَبِمَا فِيهَا مِنَ الْخُمُور؟ اَلَّتِي تُحَرِّضُ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاء؟ وَالسَّرِقَةِ وَالْقَتْل؟ وَالْاِجْرَامِ وَالتَّشْبِيحِ؟ وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟ وَهَدْمِ الْبُيُوتِ عَلَى رُؤُوسِ اَصْحَابِهَا؟ وَاِخْرَاجِ اَهْلِهَا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ؟ اِلَّا اَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله وَلَيْسَ الْهَوَى الشَّيْطَانِيَّ الْاِبَاحِيّ؟ نَعَمْ كُلُّ ذَلِكَ يَحْصُلُ فِي الدُّنْيَا؟ بِحُكْمِ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرّ؟ وَالَّتِي اَعْطَاهَا اللهُ لِلنَّاس؟ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا؟ وَقَامُوا بِاسْتِغْلَالِهَا اَبْشَعَ اسْتِغْلَال؟ نَعَمْ كُلُّ ذَلِكَ يَحْصَل؟ فِي قَانُونِ الدُّنْيَا الْاِبَاحِيِّ الظَّالِم؟ وَاَمَّا فِي الْآخِرَة؟ فَلَا قَانُونَ اِلَّا قَانُونُ الله؟ وَلَاقَاضِيَ اِلَّا قَاضِي الْقُضَاةِ رَبُّ الْعَالَمِين؟ وَلَامُظَاهَرَاتٍ تُنَادِي بِالْاِبَاحِيَّة؟ اِلَّا مُظَاهَرَاتُ مَلَائِكَةِ الْعَذَاب؟ اَلَّذِينَ يُنَادُونَ بِالْاِبَاحِيَّة اَيْضاً؟ وَاَلَّتِي تَسْمَحُ بِتَعْذِيبِ هَؤُلَاء؟بِمُخْتَلَفِ اَشْكَالِ التَّعْذِيبِ السَّادِيِّ وَغَيْرِه؟ وَلَنْ يَشْعُرَ هَؤُلاَءِ بِلَذَّةٍ اَبَداً فِي تَعْذِيبِهِمْ؟ وَلَاوُجُودَ اِلَّا لِلْوَجَعِ وَالْاَلَم؟ وَالْعَذَابِ الْاَلِيمِ الْمُهِينِ الْمُخْزِي؟ وَالَّذِي لَنْ تَسْتَطِيعَ الْجِبَالُ تَحَمُّلَهُ وَهِيَ تَحْتَرِقُ عَلَيْهِمْ فِي جَحِيمِ جَهَنَّم؟ وَلِذَلِكَ{يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِر(وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا اَنْ يَقُولُوا عَسِير؟ لِاَنَّهُمْ يَتَلَعْثَمُونَ فِي كَلَامِهِمْ؟ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ وَالْهَلَع؟ وَلِذَلِكَ انْقَطَعَتْ اَنْفَاسُهُمْ؟ فَقَالُوا عَسِرْ؟ وَلَمْ يَقُولُوا عَسِير؟ نَعَمْ يَارَسُولَ الله؟ نَعَمْ يَااُمَّةَ مُحَمَّد؟ نَعَمْ يَااَيُّهَا النَّاسُ جَمِيعاً؟ اِسْتَمِعُوا اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَهُوَ يَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلاً عَجِيباً؟ مِنْ اَمْثِلَةِ الرُّسُل؟ اَلَّذِينَ كَانُوا مِنْ اَفْضَلِ وَاَصْبَرِ الصَّابِرِين{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ؟ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا؟ وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِر(نَعَمْ نُوحٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلام؟ وَالَّذِي عَاشَ هَذَا الْعُمْرَ الْمَدِيد؟ وَهَذَا الْعُمْرَ الطَّوِيل؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلَبِثَ فِي قَوْمِهِ اَلْفَ سَنَةٍ اِلَّا خَمْسِينَ عَاماً(نَعَمْ مَاتَتْ اَجْيَال؟ وَجَاءَتْ اَجْيَالٌ اُخْرَى؟ وَكُلَّمَا جَاءَ جِيلٌ؟ كَانَ اَفْسَدَ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ؟ وَاَشَدَّ تَكْذِيباً؟ اِنَّ نُوحاً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ لَمْ يَتْرُكْ وَسِيلَةً مِنْ وَسَائِلِ الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ الْوَاحِدِ؟ وَلَازَمَناً مِنْ اَزْمِنَتِهَا؟ اِلَّا وَ قَدْ سَلَكَهَا مَعَهُمْ؟ ثُمَّ يَشْكُو اِلَى رَبِّهِ{قَالَ رَبِّ اِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارَا؟ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي اِلَّا فِرَارَا(لَمْ اُقَصِّرْ يَا رَبّ؟ وَكَانَتْ دَعْوَتِي لَهُمْ مُسْتَمِرَّةً؟ فِي اللَّيْلِ؟ وَفِي النَّهَار؟ وَلَكِنْ كُلَّمَا اَزْدَادُ اَوِ ازْدَدْتُّ مَعَهُمْ فِي دَعْوَتِي اِلَيْك؟ اِزْدَادُوا اَوْ يَزْدَادُونَ فِرَارَا؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّصْوِير{وَاِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ؟ جَعَلُوا اَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ؟ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ؟ وَاَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارَا(تَصَوَّرْ مَعِي اَخِي؟ لَوْ اَنَّكَ عَبْدٌ عَادِيُّ مِنْ عِبَادِ اللهِ؟ يَخْطُبُ الْجُمُعَة؟ فَاِذَا بِكُلِّ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ اِلَيْكَ مِنَ الْحَاضِرِينَ فِي الْمَسْجِدِ ؟يَضَعُ اَصَابِعَهُ فِي اُذُنَيْهِ؟ لِكَيْ لَا يَسْمَعَكَ؟ اَوْغَطَّى وَجْهَهُ بِثَوْبِهِ؟ لِكَيْ لَا يَرَاك؟ وَكَاَنَّهُ يَقُولُ لَكَ؟ نَحْنُ نَكْرَهُ اَنْ نَسْمَعَ صَوْتَكَ؟ وَنَكْرَهُ اَنْ نَرَى هَيْئَتَك؟ فَبِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي؟ مَابَالُكَ بِرَسُولٍ مِنْ رُسُل ِاللهِ؟ بَلْ هُوَ مِنْ اُولِي الْعَزْمِ؟ وَيُفْعَلُ مَعَهُ هَكَذَا؟ وَلَوْ فُعِلَ مَعَكَ اَخِي مَا فُعِلَ بِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَاَنَا مُتَاَكِّدَة؟ اَنَّكَ سَتَتْرُكُ الْمِنْبَرَ؟ وَتَخْرُجُ مِنَ الْجَامِع؟ وَلَكِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام؟ صَبَرَ صَبْراً رَهِيباً مَعَهُمْ؟ وَلَمْ يَفْقِدِ الْاَمَلَ مِنْهُمْ؟ وَلَمْ يَتْرُكْ طَرِيقَةً مُرِيحَةً مِنْ طُرُق ِالدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ؟ رُبَّمَا يَسْتَسِيغُونَهَا وَيَتَقَبَّلُونَهَا؟ اِلَّا وَ قَدْ سَلَكَهَا مَعَهُمْ؟ وَلَكِنَّ زَمَّارَ الْحَيِّ وَطَبَّالَهُ؟ لَايُطْرِبُ اَهْلَ الْحَيِّ مَعَ الْاَسَف؟ حَتَّى وَلَوْ اَحْضَرَ مَعَهُ رَاقِصَاتِ الْعَالَمِ وَمَلِكَاتِ جَمَالِه؟حَتَّى وَلَوْ وَقَفْنَ عَارِيَاتِ الصُّدُورِ وَالْاَجْسَام اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ حَتَّى وَلَوْ كَتَبَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عَلَى صَدْرِهَا؟ جَسَدِي مُلْكٌ لِي؟ وَلَيْسَ مَصْدَرَ شَرَفٍ لِاَحَدٍ مِنَ النَّاس؟ حَتَّى وَلَوْ خَدَشْنَ حَيَاءَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ فَلَنْ يَرْضَى هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةُ الْاَقْذَارُ الْمُجْرِمُونَ اَبَداً؟ بِاَقَلَّ مِنَ الْاِبَاحَةِ الْمُطْلَقَة؟ لِجَمِيعِ الْمُحَرَّمَات؟ فِي جَمِيعِ دُوَلِ الْعَالَم؟ بِمَا فِيهَا مِنْ عِبَادَةِ الْفِئْرَانِ وَالشَّيَاطِينِ؟ وَالْفَسَادِ الْاَخْلَاقِيِّ؟ وَالْقَتْلِ وَالْاِجْرَامِ وَالتَّشْبِيحِ؟ وَتَعَاطِي الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتِّجَارَةِ بِهَا؟ وَمِنْ دُونِ اَيَّةِ ضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ تَرْدَعُهُم؟ وَهُمْ لَايَرْضَوْنَ حَتَّى بِالضَّوَابِطِ الْوضْعِيَّةِ الَّتِي تُقَيِّدُ هَوَاهَمُ الْاِبَاحِيَّ الشَّيْطَانِيَّ اللَّامَحْدُود؟ وَلِذَلِكَ قَدْ لَاتَنْفَعُ مَعَ هَؤُلاَءِ مَهْمَا طَالَ الزَّمَن؟ اَيَّةُ دَعْوَةٍ اِلَى اللهِ وَتَوْحِيدِهِ؟ وَطَهَارَةِ تَعَالِيمِهِ وَاَخْلَاقِه؟ بِسَبَبِ تَعَنُّتِهِمْ وَعَنَادِهِمْ؟ وَوَوَلَعِهِمْ وَعِشْقِهِمْ لِلْاِبَاحِيَّةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى الْمَوْت؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَقْذَارَ الْاَنْجَاسَ؟ لَايُرِيدُونَ الطَّهَارَةَ اَبَداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ؟ اِنَّهُمْ اُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون( بَلْ يَعْتَبِرُونَ الطّهَارَةَ عَاراً وَتَخَلُّفاً وَرَجْعِيَّةً؟ وَتَعْقِيداً وَكَبْتاً؟ وَيَعْتَبِرُونَ الْقَذَارَةَ الْاِبَاحِيَّةَ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا؟ تَقَدُّماً وَرُقِيّاً وَانْفِتَاحاً؟ وَانْطِلَاقاً وَحَضَارَةً؟ بَلْ يُرِيدُونَ الْقَذَارَةَ الْاِبَاحِيَّةَ بِكُلِّ اَشْكَالِهَا؟ اَنْ تَنْتَقِلَ عَدْوَاهَا اِلَى جَمِيعِ دُولِ الْعَالَم؟ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ(اِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم اَنْ تَحْلُمُوا بِالنَّصْرِ عَلَى عَدُوِّكُمْ وَلَوْ مُجَرَّدَ حِلْم؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا بَقِيتُمْ هَكَذَا مُعَطّلِينَ لِحُدُودِ الله؟ فَاِنَّ اللهَ كَذَلِكَ جَزَاءً وَفِاقاً؟ سَيُعَطّلُ جَمِيعَ اَسْبَابِ النَّصْرِ الَّتِي تَدْعَمُكُمْ؟ وَسَيَمْكُرُ لِمَصْلَحَةِ اَعْدَائِكُمْ ضِدَّكُمْ؟ وَلَنْ يَمْكُرْ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَصْلَحَتِكُمْ اَبَداً؟ مَهْمَا بَقِيتُمْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الْمُخْزِيَةِ مِنْ تَعْطِيلِ حُدُودِ الله؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله؟ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين(وَاِيَّاكُمْ ثُمَّ اِيَّاكُمْ ثُمَّ اِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْمُسْلِمُون؟ اَنْ تَظْلِمُوا النَّاسَ بِتَطْبِيقِ هَذِهِ الْحُدُودِ؟ مِنْ دُونِ تَحَقُّقِ الشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَةِ؟ وَهِيَ شُرُوطٌ صَعْبَةٌ جِدّاً؟ قَدْ تَكُونُ فِي بَعْضِ الْاَحْيَانِ مُسْتَحِيلَة؟ وَخَاصَّةً فِي مَوْضُوعِ الْقَتْلِ وَالسَّرِقَةِ وَالزِّنَى؟ فَاِنْ كَانَتْ هُنَاكَ شُبْهَةٌ لَدَى الْقَاضِي؟ فِي احْتِمَالِ بَرَاءَةِ الْقَاتِلِ؟ وَلَوْ بِنِسْبَةٍ ضَعِيفَةٍ جِدّاً؟ فَاِنَّهَا تَكُونُ فِي مَصْلَحَةِ الْقَاتِل؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَتِ الْاَدِلَّةُ الْمُتَوَفّرَةُ؟ لَاتَكْفِي لِاِدَانَتِه؟ وَحَتَّى وَلَوْ ثَبَتَتْ عَلَيْهِ جَرِيمَةُ الْقَتْل؟ بِالْاَدِلَّةِ الْقَاطِعَةِ الَّتِي لَاتَحْتَمِلُ الشَّكّ؟ فَاِنَّهُ يَنْجُو مِنَ الْاِعْدَامِ بِالْقِصَاصِ الْعَادِلِ؟ اِذَا عَفَا اَهْلُ الْقَتِيلِ عَنْهُ؟ اَوْ رَضُوا مِنْهُ بِالدِّيَة؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلسَّرِقَة؟ فَاِنَّ قَطْعَ يَدِ السَّارِقِ؟ يَحْتَاجُ اِلَى شُرُوطٍ كَثِيرَةٍ؟ قَدْ تَصِلُ اِلَى سِتِّينَ شَرْطاً اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة؟ فَلَايَجُوزُ لِلْقَاضِي اَبَداً؟ اَنْ يَاْمُرَ بِقَطْعِ يَدِ السَّارِقِ؟ اِلَّا بَعْدَ تَحَقّقِ هَذِهِ الشُّرُوطِ جَمِيعِهَا بِلَا اسْتِثْنَاء؟ وَنَحْنُ هُنَا اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَعِيشُ فِي بِلَادِ الْاِسْلَام؟ وَلَانَعِيشُ فِي حَدَائِقِ الدَّعَارَةِ الْعَلَنِيَّةِ فِي اِيطَالْيَا وَغَيْرِهَا مِنْ بِلَادِ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنْ شِبْهِ الْمُسْتَحِيلِ جِدّاً؟ اِحْضَارَ اَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ كَمَا اَمَرَ الله عَلَى الزِّنَا الَّذِي يَحْصَلُ فِي بِلَادِنَا؟ لِاَنَّهُ غَالِباً لَايَكُونُ عَلَنِيّاً؟ فَاِذَا فَاحَتْ رَائِحَةُ الزِّنَى اَوِ اللّوَاطِ اَوِ السِّحَاقِ اَوْ نِكَاحِ الْمَحَارِمِ اَوِ الْبَهَائِمِ عَلَى اَقَلَّ مِنْ اَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُود؟ فَيَجِبُ جَلْدُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً؟ وَيَجِبُ مُعَامَلُتُهْم عَلَى اَنَّهُمْ مِنْ شُهَدَاءِ الزُّورِ وَالْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ كَمَا اَمَرَ الله؟ اِنْ لَمْ يُغْلِقُوا اُنُوفَهُمْ وَيُخْرِسُوا اَلْسِنَتَهُمُ الْقَذِرَة؟ وَكَذَلِكَ اَيْضاً يَجِبُ التَّعَامُلِ بِنَفْسِ الطَّرِيقَةِ؟ مَعَ اَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ؟ اَقْوَالُهُمْ غَيْرُ مُتَطَابِقَة؟ وَيُنَاقِضُ بَعْضُهَا بَعْضاً؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ لَايَتَوَرَّعُونَ اَبَداً؟ عَنْ نَشْرِ رَائِحَةِ الْفَسَادِ؟ وَنَشْرِغَسِيلِ ثِيَابِهِمُ الْقَذِرَةِ؟ بَيْنَ النَّاسِ؟ مِنْ اَجْلِ اِشَاعَةِ الْفَاحِشَةِ بَيْنَهُمْ؟ بَلْ لَايَتَوَرَّعُونَ عَنْ اَكْلِ لُحُومِ الْاَمْوَاتِ؟ وَلَوْ كَانَتْ تَفُوحُ مِنْهَا رَائِحَةُ الْجِيفَةِ الْقَذِرَةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟ اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ اَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوه[ يَا رَسُولَ الله؟ اَرَاَيْتَ؟ اَخْبِرْنِي؟ اِنْ كَانَ فِي اَخِي مَااَقُولُ؟ مِنْ فُحْشِهِ وَزِنَاهُ وَلِوَاطِهِ وَسُحَاقِهَا؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اِنْ كَانَ فِيهِ مَاتَقُولُ حَقّاً وَفَضَحْتَهُ؟ فَقَدِ اغْتَبْتَه؟ وَاِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّه؟ اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام(وَالْبُهْتَانُ هُوَ اَشَدُّ ظُلْماً وَ اِجْرَاماً وَكَذِباً وَافْتِرَاءً مِنَ الْغِيبَة؟ لِاَنَّ الْمُغْتَابَ قَدْ يَكُونُ صَادِقاً فِي غِيبَتِهِ وَاتِّهَامِهِ عِنْدَ النَّاس؟ وَلَكِنَّهُ كَاذِبٌ عِنْدَ اللهِ اِذَا لَمْ يَاْتِ بِثَلَاثَةٍ مِنَ الشُّهُودِ هُوَ رَابِعُهُمْ؟ وَاَمَّا الْبَاهِتُ الَّذِي يَاْتِي بِالْبُهْتَان؟ فَاِنَّهُ كَاذِبٌ فِي جَمِيعِ الْاَحْوَال؟ لِاَنَّهُ يَتَّهِمُ اِنْسَاناً بَرِيئاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً اَوْ اِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً؟ فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَاِثْماً مُبِينَا( وَلِذَلِكَ اَعُودُ فَاَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ قَدْ لَايَنْفَعُ مَعَ اَمْثَالِ هَؤُلاَءِ الْاِبَاحِيِّينَ اَبَداً؟ اِلَّا اخْتِطَافُهُمْ؟ مِنْ اَجْلِ اِقَامَةُ حُدُودِ اللهِ فِي اَرْضِهِ وَتَاْدِيبِهِمْ بِهَا؟ ثُمَّ اِسْعَافُ مَنْ يُمْكِنُ اِسْعَافُهُ مِنْهُمْ؟ وَاِعَادَتُهُمْ سَالِمِينَ اِلَى اَهْلِهِمْ؟ حَتَّى لَايَتَجَرَّؤُوا عَلَى اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ اَبَداً؟ وَخَاصَّةً اُولَئِكَ الْاَنْجَاسَ؟ الَّذِينَ شَرِبُوا الْخَمْرَ؟ وَانْتَهَكُوا حُرْمَةَ الْمَسْجِدِ فِي تُرْكِيَّا؟ وَجَعَلُوهُ مَزْبَلَةً لِخُمُورِهِمْ؟ فَيَجِبُ تَعَقُّبُهُمْ؟ وَالْقَبْضُ عَلَيْهِمْ؟ وَجَلْدُهِمْ اَرْبَعِينَ جَلْدَةً لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ؟ وَلَامَانِعَ شَرْعاً مِنْ خَطْفِهِمْ وَتَاْدِيبِهِمْ؟ اِذَا اَفْلَتُوا مِنْ عِقَابِ الدَّوْلَةِ الْمُسْتَهْتِرَةِ بِحُرُمَاتِ اللهِ وَشَعَائِرِه؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ لَاتَنْفَعُ مَعَهُمْ تِلْكَ الطَّرِيقَةُ الَّتِي سَلَكَهَا نُوحٌ فِي دَعْوَتِهِ مَعَهُمْ لَيْلاً وَنَهَاراً فِي قَوْلِه{ثُمَّ اِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارَا(نَعَمْ يَحِقُّ لِنُوحٍ وَاَمْثَالِهِ مِنَ الدُّعَاةِ اِلَى اللهِ وَرَثَةِ الْاَنْبِيَاءِ؟ اَنْ يَجْهَرُوا بِدَعْوَتِهِمْ لِهَؤُلَاءِ؟ كَمَا هُمْ يُجَاهِرُونَ بِمَعَاصِيهِمْ؟ وَلِمَاذَا نَلُومُ الدُّعَاةَ اِلَى اللهِ عَلَى فَضْحِ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ؟ اِذَا كَانُوا هُمْ قَدْ بَدَؤُوا بِفَضْحِ اَنْفُسِهِمْ جَهَاراً لَيْلاً نَهَاراً وَعَلَناً؟ وَالْبَادِىءُ اَظْلَم؟ وَاِنْ كُنْتُ لَااُفَضِّلُ اُسْلُوبَ الْفَضِيحَةِ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى الله؟ نَعَمْ لَقَدِ اسْتَعْمَلَ مَعَهُمْ نُوحٌ كُلَّ الْاَسَالِيب؟ نَعَمْ دَعَاهُمْ جِهَارَا؟ وَكَانَ يَقِفُ فِيهِمْ خَطِيباً؟ يَخْطُبُ فِي جُمُوعِهِمْ؟ وَهَذَا مَا يُسَمَّى بِالْجِهَارِ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى الله{ثُمَّ اِنِّي اَعْلَنْتُ لَهُمْ وَاَسْرَرْتُ لَهُمْ اِسْرَارَا(نَعَمْ اَخِي يَقُولُ نُوحٌ عَنْ نَفْسِهِ؟ اَحْيَاناً اَرَى اثْنَانِ اَوْ ثَلَاثَة اَوْ اَرْبَعَة يَتَكَلَّمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ فَاَحْشُرُ نَفْسِي مَعَهُمْ؟ وَاَدْعُوهُمْ اِلَى الله؟ وَهَذَا مَا يُسَمَّى بِالْاِعْلَانِ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى الله؟ وَاَحْيَاناً اَرَى فَرْداً وَاحِداً فَقَطْ؟ فَاَدْعُوهُ اِلَى الله؟ وَهَذَا مَا يُسَمَّى بِالْاِسْرَارِ فِي الدَّعْوَةِ اِلَى الله؟ وَلَمْ اَكَلَّ؟ وَلَمْ اَمَلَّ؟ وَلَمْ اَفْتَاْ؟ وَلَمْ اَتَوَانَ؟ وَلَمْ اَتَاَخَّرْعَنْ دُعَائِهِمْ اِلَى اللهِ؟ لَا فِي لَيْلٍ؟ وَلَا فِي نَهَار؟ وَلَمْ اَسْمَحْ لِلْيَاْسِ وَلَا لِلْمَلَلِ وَلَا لِلْكَلَلِ وَلَا لِلْاِحْبَاطِ؟ بِالدُّخُولِ اِلَى قَلْبِي؟ بَلْ كَانَ قَلْبِي يَتَقَطَّعُ اَلَماً وَحَسْرَةً عَلَيْهِمْ؟ وَكِدْتُّ اَقْتُلُ نَفْسِي؟ وَكَادَ الْهَمُّ وَالْغَمُّ يَقْتُلُنِي مِنْ عَنَادِهِمْ وَتَعَنُّتِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَذَا النَّبِيُّ الْكَرِيمُ؟ وَالرَّسُولُ الصَّبُورُ؟ مَاذَا حَدَثَ لَهُ مَعَ قَوْمِهِ بَعْدَ ذَلِك{فَمَا آمَنَ مَعَهُ اِلَّا قَلِيل(وَهُنَاكَ اَقْوَالٌ لِلْعُلَمَاءِ عَنْ عَدَدِ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ؟ وَالْاَكْثَرِيَّةُ مِنْهُمْ تَقُول آمَنَ مَعَهُ ثَمَانُون؟ وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي{وَقَدْ لَبِثَ فِيهِمْ اَلْفَ سَنَةٍ اِلَّا خَمْسِينَ عَاماً(950 سَنَة؟ بِمَا فِيهَا مِنْ صَبْرٍ؟ وَمُعَانَاةٍ؟ وَتَحَمُّلٍ لِاَشَدِّ الْاَذَى مِنْ قَوْمِهِ عَلَيْهِ السَّلَام؟ وَمَا مَاتَ اِنْسَانٌ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ؟ اِلَّا وَقَدْ اَوْصَى وَرَثَتَهُ؟ بِاِيذَاءِ نُوحٍ اَشَدَّ الْاَذَى؟ حَتَّى اَنَّهُمْ كَانُوا لَعَنَهُمُ الله؟ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ؟ وَيُغْرُونَ اَوْلَادَهُمْ؟ حَتَّى يَرْمُوهُ بِالْحِجَارَة؟ وَكَانُوا يُؤْذُونَهُ اَذىً شَدِيداً؟ وَيَفْدَغُونَهُ بِالْحِجَارَةِ فِي رَاْسِهِ؟ حَتَّى تَوَرَّمَ رَاْسُهُ وَجِسْمُهُ مِنْهَا عَلَيْهِ السَّلَام؟ وَاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَاَمَرّ؟ اَنَّهُ مَا آمَنَ مَعَهُ اِلَّا ثَمَانُون؟ وَمَاذَا يَسْتَطِيعُ هَؤُلاَءِ اَنْ يَفْعَلُوا؟ اَمَامَ الْكَثْرَةِ الْهَائِلَةِ الَّتِي كَانَتْ تُؤْذِيهِ؟ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ وَالْاَجْيَال؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك{وَاُوحِيَ اِلَى نُوحٍ اَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ اِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ؟ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُون؟ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِاَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا؟ وَلَاتُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا؟ اِنَّهُمْ مُغْرَقُون وَيَصْنَعُ الْفُلْك(فَاِذَا بِقَوْمِهِ وَقَدْ رَاَوْهُ يَصْنَعُ الْفُلْكَ فِي الصَّحْرَاء؟ فَقَالُوا مَابَالُ نُوحٍ وَقَدْ جُنَّ جُنُونُه؟ هَلْ فَقَدَ عَقْلَه؟ هَلْ مَلَّ مِنَ الدَّعْوَةِ اِلَى اِلَهِهِ الْمَزْعُوم؟ حَتَّى اَنَّهُ صَارَ نَجَّاراً بَعْدَ اَنْ كَانَ رَسُولاً دَاعِياً بِزَعْمِهِ؟ وَاَيْنَ يَصْنَعُ الْفُلْك؟ هَلْ يَصْنَعُهَا فِي الصَّحْرَاء؟ يَبْدُو اَنَّ الْجُنُونَ قَدْ اَصْبَحَ لَهُ فُنُون{وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَاٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْه؟ قَالَ اِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَاِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُون؟ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَاْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيم(وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يُغْرِقُهُ اللهُ وَمَنْ يُنْجِيهِ فِي هَذِهِ السَّفِينَة؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ اَنْ قَطَعَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْاَمَلَ مِنْهُمْ؟ حِينَمَا اَوْحَى اللهُ اِلَيْهِ اَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ اِلَّا مَنْ قَدْ آمَن؟ بَعْضُ النَّاسِ الْجُهَّال يَتَّهِمُونَ نُوحاً ؟اَنَّهُ قَدْ تَسَرَّعَ بِالدَّعْوَةِ عَلَى قَوْمِهِ؟ كَمَا تَسَرَّعَ يُونُسُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام حِينَمَا{اَبَقَ اِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُون؟ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِين(وَكَمَا تَسَرَّعَ رَسُولُ اللهِ فِي قَوْلِهِ؟ كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ؟ حَتَّى نَزَلَ قَوْلُ الله{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْاَمْرِ شَيْء(وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ يَبْدُو اَنَّ اَلْفَ سَنَةٍ اِلَّا خَمْسِينَ عَاماً مِنَ الدَّعْوَةِ اِلَى الله؟ لَمْ تَكْفِكُمْ؟ مَعَ الْعِلْمِ؟ اَنَّ نُوحاً عَلَيْهِ السَّلَام؟ لَمْ يَفْقِدِ الْاَمَلَ فِي هِدَايَةِ قَوْمِهِ؟ اِلَى آخِرِ لَحْظَة؟ حَتَّى اَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام؟ لَمْ يَفْقِدِ الْاَمَلَ فِي نَجَاةِ ابْنِهِ الْكَافِرِ اَيْضاً؟ مِنْ غَرَقِ الطُّوفَان؟ حَتَّى قَطَعَ اللهُ اَمَلَهُ بِقَوْلِهِ{اِنَّهُ لَيْسَ مِنْ اَهْلِكَ؟ اِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِح؟ فَلَا تَسْئَلْنِ مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ؟ اِنِّي اَعِظُكَ اَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ اَنَّهُ عَدُوٌّ لِلهِ؟ تَبَرَّاَ مِنْه(وَهَذَا هُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّهُ لَيْسَ مِنْ اَهْلِك(بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكَ اَنْ تَتَبَرَّاَ مِنْهُ يَانُوح؟ لَا كَمَا يَفْهَمُهَا بَعْضُ الْجُهَّال؟ مِنْ اَنَّهُ وَلَدُ زِنَا؟ وَلَيْسَ وَلَداً لِنُوحٍ؟ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِدُعَاءِ نُوحٍ؟ فَاِنَّهُ لَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ فَقَدَ الْاَمَلَ مِنْ هِدَايَتِهِمْ تَمَاماً؟ مُعْتَمِداً فِي دُعَائِهِ عَلَيْهِمْ؟ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاُوحِي اِلَى نُوحٍ اَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ اِلَّا مَنْ قَدْ آمَن(كَمَا اَسْلَفْنَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ دَعَا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ{رَبِّ لَاتَذَرْ عَلَى الْاَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارَا؟ اِنَّكَ اِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ؟ وَلَايَلِدُوا اِلَّا فَاجِراً كَفَّارَا(وَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْاِيجَازِ الْعَجِيبِ فِي سُورَةِ الْقَمَر{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ؟ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا؟ وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِر( وَكَلِمَة ازْدُجِر؟ فِعْل مَاضِي مَبْنِي لِلْمَجْهُول؟ بِمَعْنَى اَنَّنَا زَجَرْنَاهُ وَمَنَعْنَاهُ مِنَ الدَّعْوَةِ اِلَى الله؟ وَقُمْنَا بِحَظْرِهَا عَلَيْهِ وَعَلَى اَتْبَاعِه{فَدَعَا رَبَّهُ اَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِر(يَارَبّ قَدْ بَذَلْتُ جَهْدِي؟ وَلَقَدْ بَذَلْتُ طَاقَتِي؟ وَلَقَدْ اَفْنَيْتُ عُمْراً طَوِيلاً جِدّا؟ً فِي لَيْلِي؟ وَنَهَارِي؟ جَهَاراً؟ وَاِعْلَاناً؟ وَاِسْرَاراً؟ بِدَعْوَتِي اِلَى تَوْحِيدِك؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ اَرَ اِلَّا صَدّاً وَسَدّاً مَنِيعاً؟ فَانْتَصِرْ لِدِينِكَ وَتَوْحِيدِكَ وَمُوَحِّدِيكَ يَا رَبّ؟ انْتَصِرْ لِدِينِكَ؟ اِنْتَصِرْ لِمَنْهَجِكَ؟ اِنْتَصِرْ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الْاَرْض؟ اِنْتَصِرْ لِاَصْحَابِ الْحَقّ؟ اِنْتَصِرْ لِلْمَقْهُورِين؟ اِنْتَصِرْ لِلْمَظْلُومِين؟ اِنْتَصِرْ لِلْحَيَارَى؟ اِنْتَصِرْ لِلشُّهَدَاءِ الْمَقْتُولِينَ بِغَيْرِ حَقٍّ اِلَّا اَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله؟ اِنْتَصِرْ عَلَى الظَّالِمِينَ الَّذِينَ لَايَتْرُكُونَ رَجُلاً اَنْ يَقًولَ رِبِّيَ اللهُ اِلَّا وَقَدْ قَتَلُوه؟ اِنْتَصِرْ لِلْاَطْفَالِ الرُّضَّع؟ وَالشُّيُوخِ الْخُشَّع؟ وَالشَّبَابِ الرُّكَّع؟ مِنْ اَصْحَابِ الدِّينِ الصَّحِيحِ السُّنِّيِّ الْاَرْفَع؟ يَا رَفِيعَ الدَّرَجَات؟ وَيَاذَا الْعَرْشِ الْعَظِيم؟ يَامَنْ تُلْقِي الرُّوحَ مِنْ اَمْرِكَ عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِك؟ اَزْهِقْ اَرْوَاحَ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِين؟ وَاَرِحْنَا مِنْ شُرُورِهِمْ وَاِجْرَامِهِمْ اِنْ لَمْ يَكُونُوا اَهْلاً لِهِدَايَتِكَ وَرَحْمَتِكَ بِهِمْ يَا رَبّ؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك{فَفَتَحْنَا اَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِر(نَعَمْ اِنَّهَا اسْتِجَابَةٌ فَوْرِيَّة؟ فَمَنْ هُوَ الَّذِي فَتَحَ اَبْوَابَ السَّمَاء؟ اِنَّهُ اللهُ الَّذِي اَسْنَدَ الْفَتْحَ اِلَى ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ؟ لِيُحِيطَهُ بِهَالَةٍ مِنَ التَّعْظِيمِ؟ وَبِحَالَةٍ مِنَ التَّبْجِيل؟ نَعَمْ؟ نَحْنُ الَّذِينَ فَتَحْنَا اَبْوَابَ السَّمَاء؟ لَمْ يَفْتَحْهَا جِبْرِيل؟ وَلَا اِسْرَافِيل؟ وَلَامِيكَائِيل؟ وَلَا عِزْرَائِيل؟ وَلَا مَالِك خَازِنُ النَّار؟ وَلَامُحَمَّدُ؟ وَلامُوسَى؟ وَلَاعِيسَى؟ وَاِنَّمَا الَّذِي فَتَحَهَا؟ هُوَ الله اَلْمُنْتَقِم الْجَبَّارُ شَدِيدُ الْعِقَابِ رَبُّ الْعَالَمِين{فَفَتَحْنَا اَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِر(وَاَمَّا الْاَرْضُ؟ فَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ فَجَّرْنَا عُيُونَ الْاَرْض؟ لِاَنَّهُ لَوْ قَالَهَا؟ لَتَوَهَّمَ قَارِىءُ الْقُرْآنِ؟ اَنَّ التَّفْجِيرَ قَدْ حَصَلَ؟ عَلَى مَسَاحَاتٍ مَحْدُودَةٍ مِنَ الْاَرْضِ؟ وَلَمْ يَشْمَلْ جَمِيعَ مَسَاحَةِ الْاَرْض؟ وَاِنَّمَا قَال{وَفَجَّرْنَا الْاَرْضَ عُيُوناً( بِمَعْنَى اَنَّ التَّفْجِيرَ؟ لَمْ يُبْقِ عَلَى نُقْطَةٍ مِنْ نِقَاطِ الْاَرْضِ؟ مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَةً؟ اِلَّا وَقَدْ شَمَلَهَا؟ بِمَا فَجَّرَهَا بِهِ مِنْ عُيُونِ الطُّوفَان؟ وَكَلِمَةُ الْاَرْضِ فِي الْاَصْلِ هِيَ مُضَاف اِلَى كَلِمَةِ عُيُونَ فِيمَا لَمْ يَقُلْهُ الله؟ وَلَكِنَّهَا تَحَوَّلَتْ اِلَى مَفْعُول بِهِ لِلْفِعْلِ الْمَاضِي فَجَّرْنَا فِيمَا قَالَهُ الله؟ وَكَلِمَة عُيُوناً اَيْضاً؟ هِيَ تَمْيِيزٌ مُحَوَّلٌ عَنْ مَفْعُول؟ بِمَعْنَى اَنَّ كَلِمَةَ عُيُوناً؟ كَانَتْ مَفْعُولاً بِهِ لِلْفِعْل فَجَّرْنَا فِيمَا لَمْ يَقُلْهُ سُبْحَانَه؟ وَلَكِنَّهَا تَحَوَّلَتْ اِلَى تَمْيِيز؟ وَحَلَّتْ مَحَلَّهَا كَلِمَةُ الْاَرْضِ وَاَصْبَحَتْ مَفْعُولاً بِهِ لِلْفِعْلِ فَجَّرْنَا بَعْدَ اَنْ كَانَتْ مُضَافاً اِلَيْهِ فِي جُمْلَةِ فَجَّرْنَا عُيُونَ الْاَرْض فِيمَا لَمْ يَقُلْهُ سُبْحَانَه؟ اِلَى جُمْلَة فَجَّرْنَا الْاَرْضَ عُيُوناً فِيمَا قَالَهُ سُبْحَانَهُ؟ مِنْ اَجْلِ بَيَانِ الْمَعْنَى الْبَلَاغِيِّ الشَّامِلِ؟ لِجَمِيعِ مَسَاحَةِ الْيَابِسَةِ عَلَى وَجْهِ الْاَرْض؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَوْ قَالَ فَجَّرْنَا عُيُونَ الْاَرْض؟ لَكَانَ الْمُتَفَجَّرُ هُوَ الْعُيُونُ فَقَطْ؟ اَمَا وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَفَجَّرْنَا الْاَرْضَ عُيُوناً؟ أيْ صَارَتِ الْاَرْضُ كُلُّهَا عُيُوناً تَتَفَجَّرُ اِلَى اَعْلَى؟ وَمَاءُ السَّمَاءِ يَنْهَمِرُ اِلَى اَسْفَل؟ فَالْتَقَى مَاءُ السَّمَاءِ مَعَ مَاءِ الْاَرْض{عَلَى اَمْرٍ قَدْ قُدِر(أيْ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَى هَؤُلاَء؟ ِلاَنَّهُمْ نَشَّفُوا دَمَ نُوحٍ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ اِلَى اللهِ وَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ؟ بَلْ بَلَغَتْ دَرَجَةُ عَنَادِهِمْ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُمْ يَذْهَبُونَ بِنُوحٍ اِلَى الْبَحْرِ ثُمَّ يَعُودُونَ بِهِ عَطْشَاناً مِنْ شِدَّةِ مُرَاوَغَتِهِمْ وَمُسَاوَمَتِهِمْ لِنُوحٍ عَلَى عَقِيدَتِه؟ وَالتَّارِيخُ يُعِيدُ نَفْسَهُ الْيَوْم مَعَ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ؟ اَلَّذِينَ يُرَاوِغُونَ وَيُرَاوِغُونَ وَيُرَاوِغُونَ مَعَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ اِلَى مَا لَانِهَايَةَ؟ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ نَسْمَعُ وُعُوداً كَاذِبَةً جَدِيدَةً؟ بِمُسَاعَدَةِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ؟ عَلَى حِمَايَةِ نَفْسِهِ؟ مِنْ بَطْشِ النِّظَامِ الْمُجْرِم؟ وَمَا اَكْثَرَ مَانَسْمَعُ؟ عَنِ الْاَسْلِحَةِ النَّوْعِيَّةِ وَالْفَتَّاكَةِ وَالرَّادِعَةِ الَّتِي يَعِدُونَنَا بِهَا؟ وَاَصْبَحْنَا لَانَرَاهَا اِلَّا فِي اَحْلَامِنَا{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ؟ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ اِلَّا غُرُورَا(وَاَمَّا عَلَى اَرْضِ الْوَاقِعِ الصَّادِقِ الْبَعِيدِ عَنِ الْاَحْلَامِ وَالْاَمَانِي الْكَاذِبَةِ؟ فَاِنَّنَا لَانَرَى اِلَّا الْاَسْلِحَةَ الْفَتَّاكَةَ الْمَصْنُوعَةَ مِنَ الصُّلْبَانِ الْخَشَبِيَّة؟ عَفْواً اَقْصِدُ الصُّلْبَانَ الْحَدِيدِيَّةَ؟ اَلْمُحَمَّاةَ بِنَارِ حِقْدِهِمْ وَغِلّهِمْ وَضَغِينَتِهِمْ وَكُرْهِهِمْ وَعَدَاوَتِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ؟ وَالَّتِي يَصُبُّونَ بِهَا جَامَّ غَضَبِهِمْ عَلَى الشَّعْبِ السُّورِي؟ مُسْتَعِينِينَ بِاَدَوَاتِهِمُ الْمُجْرِمَةِ؟ مِنْ عِصَابَاتِ قَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ الْعَمِيلَةِ لَهُمْ رَغْماً عَنْهَا؟ لِاَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَى الْقِيَامِ بِتَصْفِيَتِهَا وَاِبَادَتِهَا عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهَا؟ اِذَا لَمْ تُنَفِّذْ مُخَطَّطَاتِهِمُ الْاِجْرَامِيَّةَ التَّوَسُّعِيَّةَ بِالْحَرْفِ الْوَاحِدِ كَمَا يَاْمُرُونَهَا؟ وَمَا اَجْبَنَ قَوْمِي وَمَا اَخْوَفَهُمْ؟ فِي مُوَاجَهَةِ هَؤُلَاءِ الْجَبَابِرَةِ الْخَوَنَةِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؟ وَمَا اَقْوَاهُمْ فِي مُوَاجَهَةِ شَعْبٍ ضَعِيفٍ اَعْزَلَ؟ لَايَمْلِكُ مِنْ اَمْرِهِ شَيْئاً؟ اِلَّا اللُّجُوءَ اِلَى الله؟ وَلِذَلِكَ لَاتَسْتَغْرِبُوا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ حِينَمَا اَمَرَ اللهُ بِمُقَاتَلَةِ اَمْثَالِ هَؤُلَاء؟ لِاَنَّنَا اِذَا لَمْ نُقَاتِلْهُمْ؟ فَسَيَقْتُلُونَنَا بِدَمٍ بَارِد؟ وَلَاتَسْتَغْرِبُوا اِذَا اَمَرَ اللهُ بِمُقَاتَلَتِهِمْ وَلَوْ مِنْ اَجْلِ الْجِزْيَةِ الَّتِي فِيهَا مِنَ الْاِذْلَالِ وَالصَّغَارِ لَهُمْ مَافِيهَا؟ لِاَنَّنَا اِذَا لَمْ نَقُمْ بِاِذْلَالِهِمْ بِالْحُدُودِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِهَا؟ فَاِنَّهُمْ سَيُذِلُّونَنَا وَلَوْ بِهَتْكِ اَعْرَاضِنَا وَاغْتِصَابِنَا رِجَالاً وَنِسَاءً فِي السُّجُونِ وَخَارِجَهَا؟ وَلَنْ يَبْقَى نَوْعٌ مِنْ اَنْوَاعِ التَّعْذِيبِ وَالْاِذْلَالِ الْجِنْسِيِّ السَّادِيِّ؟ اِلَّا وَسَيُمَارِسُونَهُ عَلَيْنَا؟ وَلِذَلِكَ كَانَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ؟ يَشْمَئِزُّونَ مِنْ آيَةِ الْجِزْيَة؟ وَمَا فِيهَا مِنَ الذُّلِّ وَالصَّغَارِ لَهُمْ؟ وَيَطْعَنُونَ فِيهَا؟ وَيَعِيبُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ اَحْكَامَهَا؟ حَتَّى يَبْقَى اِذْلَالُ النَّاسِ وَاسْتِعْبَادُهُمْ مَقْصُوراً عَلَيْهِمْ وَحْدَهُمْ دُونَ سِوَاهُمْ؟ وَاَمَّا الْيَوْم؟ فَاِنَّهَا قَدْ اَصْبَحَتْ وَاضِحَة وُضُوحَ الشَّمْسِ؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أيُّ حَقٍّ اَبَداً؟ فِي تَوْجِيهِ أيِّ طَعْنٍ اَوِ انْتِقَادٍ اَوْ عَيْبٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي آيَةِ الْجِزْيَةِ هَذِهِ؟ لِاَنَّ الَّذِي اَنْذَرَ بِهَذِهِ الْآيَةِ سُبْحَانَهُ؟ قَدْ اَعْذَرَهُمْ قَبْلَ اَنْ يُنْذِرَهُمْ؟ فَاِمَّا الْاِسْلَامُ الَّذِي يَسْلَمُ بِهِ النَّاسُ مِنْ اِذْلَالِهِمْ وَاسْتِعْبَادِهِمْ؟ وَاِمَّا الْجِزْيَةُ الَّتِي تَكْسِرُ شَوْكَتَهُمْ؟ وَتَفْرِضُ هَيْبَةَ الْاِسْلَامِ عَلَيْهِمْ؟ لِتَحُدَّ مِنْ خَطَرِهِمْ؟ وَبِالتَّزَامُنِ مَعَ ذَلِكَ اَيْضاً؟ فَاِنَّ اَمْوَالَ الْجِزْيَةِ الَّتِي دَفَعُوهَا؟ تَفْرِضُ عَلَى الْاِسْلَامِ رَغْماً عَنْهُ؟ اَنْ يَكْسِرَ شَوْكَةَ اَعْدَائِهِمْ؟ مِنْ اَجْلِ حِمَايَتِهِمْ؟ وَاِلَّا فَعَلَيْهِ اَنْ يُعِيدَ لَهُمْ اَمْوَالَ الْجِزْيَةِ الَّتِي دَفَعُوهَا؟ اِذَا عَجِزَ الْاِسْلَامُ عَنْ حِمَايَتِهِمْ؟وَلِذَلِكَ فَاِمَّا الْاِسْلَامُ؟ وَاِمَّا الْجِزْيَةُ؟ وَاِمَّا السَّيْفُ عَلَى رِقَابِهِمْ؟ اِذَا رَفَضُوا دَفْعَ الْجِزْيَةِ لِلْمُسْلِمِين؟ بَعْدَ اِعْفَاءِ فُقَرَائِهِمْ مِنَ الدَّفْعِ وَمِنَ السَّيْفِ اَيْضاً؟ ثُمَّ مُسَاعَدَتِهِمْ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ بِالصَّدَقَةِ الشَّهْرِيَّةِ عَلَيْهِمْ؟ فَلَمْ يَعُدْ لَهُمْ أيُّ حُجَّةٍ فِي تَوْجِيهِ أيِّ طَعْنٍ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ؟ بَعْدَ اَنْ ظَهَرُوا عَلَى حَقِيقَةِ اِجْرَامِهِمُ اللَّامَحْدُودِ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِين؟ وَانْكَشَفَ لِلْعَالَمِ كُلِّهِ حِقْدُهُمُ الدَّفِينُ وَمَسْتُورُهُمْ وَاِذْلَالُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَانْتِهَاكُهُمْ لِاَبْسَطِ حُقُوقِ الْاِنْسَانِ الْمُسْلِمِ وَمُقَوِّمَاتِ عَيْشِه؟ فَاَيْنَ نُوحٌ وَمَنْ مَعَهُ؟ وَمَاذَا حَدَثَ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ الطُّوفَانِ الْمُخْزِي؟ وَمَاذَا كَانَ مَصِيرُهُمْ{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ اَلْوَاحٍ وَدُسُر؟ تَجْرِي بِاَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِر(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ هُنَا حَمَلْنَاهُ عَلَى السَّفِينَةِ؟ وَاِنَّمَا حَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ اَلْوَاحٍ وَدُسُر؟ وَلِمَاذَا يَذْكُرُ سُبْحَانَهُ اَوْصَافَ هَذِهِ السَّفِينَةِ؟ بِمَا فِيهَا مِنَ الْاَلْوَاحِ وَالدُّسُر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ مِنْ اَجْلِ تَعْظِيمِهَا؟ فَمَثَلاً نَقُولُ فِي اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ؟ جَاءَ زَيْدٌ مِنَ النَّاس؟ وَنَفْهَمُ مِنْهَا اَنَّ زَيْداً هَذَا اِنْسَانٌ عَادِيّ؟ وَاَمَّا حِينَمَا نَقُولُ جَاءَ الْعَالِمُ الْكَبِيرُ الْعَظِيمُ زَيْد؟ فَنَفْهَمُ مِنْهَا تَعْظِيمَ هَذَا الْاِنْسَان؟ وَطَبْعاً لَايَجُوزُ شَرْعاً اَنْ يَكُونَ تَعْظِيمُ النَّاسِ؟ اِلَّا بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء(بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نُعَظّمَ أيَّ مَخْلُوقٍ كَانَ؟ تَعْظِيماً مُمَاثِلاً لِتَعْظِيمِ اللهِ؟ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ سُبْحَانَه؟ بِمَعْنَى اَنَّنَا يَجُوزُ اَنْ نُعَظِّمَ اِنْسَاناً مَا بِعِلْمِهِ مَثَلاً؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ اَنْ نُعَظّمَهُ اِلَى دَرَجَةٍ نَعْتَقِدُ فِيهَا؟ اَنَّ عِلْمَهُ مِثْلُ عِلْمِ الله؟ وَاَنَّ رَحْمَتَهُ مِثْلُ رَحْمَةِ الله؟ بِمَعْنَى اَنَّنَا يَجُوزُ لَنَا مَثَلاً اَنْ نُعَظّمَ اِنْسَاناً مَا مِنْ بَابِ الِاحْتِرَامِ؟ بِقَوْلِنَا عَنْهُ مَثَلاً؟ اَنَّهُ رَبُّ الْعَمَلِ؟ وَاَنَّهُ رَبُّ الْاُسْرَة؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نُعَظّمَهُ اِلَى دَرَجَةٍ نَعْتَقِدُ فِيهَا؟ اَنَّ رُبُوبِيَّتَهُ مِثْلُ رُبُوبِيَّةِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؟ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ ذَكَرَ اللهُ السَّفِينَةَ بِاَوْصَافِهَا؟ مِنْ اَجْلِ تَعْظِيمِهَا؟ وَالدُّسُرُ هُوَ مَا تُشَدُّ بِهِ الْاَلْوَاحُ مِنْ رِبَاطٍ وَمَسَامِيرَ وَغِرَاءٍ يَسْتَعْمِلُهُ النَّجَّارُ فِي السَّفِينَةِ وَغَيْرِهَا اِلَى غَيْرِ ذَلِك{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ اَلْوَاحٍ وَدُسُر(وَفِي سُورَةِ هُود{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاسْمِ اللهِ مَجْرَايهَا وَمُرْسَاهَا؟ اِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيم؟ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال(وَيَالَهَوْلِ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ الْمُكَذّبِينَ مِنْ قَوْمِ نُوح؟ وَيَالَهَوْلِ الرَّحْمَةِ الْاِلَهِيَّةِ بِالتَّزَامُنِ اَيْضاً عَلَى سَفِينَةِ نُوحٍ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{تَجْرِي بِاَعْيُنِنَا(وَحِمَايَتِنَا وَرَاْفَتِنَا وَرَحْمَتِنَا لَهُمْ؟ وَلَوْ كَانَتْ تَجْرِي فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ مَعَ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ كَفَرُوا بِهِمْ؟ وَيَالَهَوْلِ الْاَجْرِ الْعَظِيمِ؟ وَالرِّضَا مِنْ اَكْرَمِ الْاَكْرَمِينَ؟ وَرَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ؟ وَمَحَبَّتِهِ لِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ؟ مِنْ اَبْطَالِ جَيْشِنَا الْحُرّ وَجَبْهَةِ النُّصْرَةِ؟ وَهُمْ يُحَارِبُونَ اَعْدَاءَ اللهِ؟ مِنْ حِزْبِ الشَّيْطَانِ؟ وَمِنْ عَصَائِب ِالْخِيَانَةِ وَمُقْتَدَى الْغَدْرِ وَالْهَالِكِيِّ؟ وَمِنْ حَرَسِ الْيَهُودِ وَالْحَاخَا خِنْزِيرمِنْئِيِّ وَالْمَلَالِي الْاِيرَانِي الثَّوْرِي؟ وَكُلُّ ذَلِكَ يَحْدُثُ بِالتَّزَامُنِ مَعَ قَصْفِ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ؟ وَبَرَامِيلِهِ الْمُتَفَجِّرَةِ؟ وَاَسْلِحَتِهِ الْكِيمَاوِيَّةِ؟ وَصَوَارِيخِهِ السْكُودِيَّةِ؟ وَخِيَانَتِهِ وَذُلّهِ وَعَارِهِ الْمُخْزِي الْحَقِيرِ؟ وَجُبْنِهِ وَاسْتِقْوَائِهِ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِين؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ خَرَجَ هَؤُلَاءِ الْاَبْطَالُ مِنْ تَحْتِ رُكَامِ الْبُيُوتِ الْمَدَمَّرَةِ؟ عَلَى رُؤُوسِ اَصْحَابِهَا؟ فِي مُوَاجَهَةِ هَذَا الْجَيْشِ الْعَرَمْرَمِ الْخَائِنِ الْجَبَانِ الطَّانْطِ؟ اَلَّذِي لَمْ يُوَاجِهْ مُوَاجَهَةً عَادِلَةً مُتَكَافِئَةً فِي يَوْمٍ مِنَ الْاَيَّامِ رَجُلاً لِرَجُل وَسِلَاحاً مُتَكَافِئاً يُكَافِئُهُ سِلَاحٌ آخَر؟ وَلَقَدْ خَسِئَتْ جَمِيعُ الْمَلَاحِمِ التَّارِيخِيَّةِ الْاُسْطُورِيَّةِ؟ وَوَقَفَتْ مُطَاْطِئَةَ الرَّاْسِ ذَلِيلَةً؟ اَمَامَ صُمُودِ هَؤُلَاءِ الْاَبْطَال؟ وَاَيُّ اَبْطَالٍ يَسْتَحِقُّونَ اَنْ نُقَبِّلَ الْاَرْضَ مِنْ تَحْتِ اَقْدَامِهِمْ اَقْوَى مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَبْطَال؟ وَاَيُّ رِجَالٍ شُجْعَانٍ يَسْتَحِقُّونَ اَنْ يَدْخُلُوا التَّارِيخَ مِنْ اَوْسَعِ اَبْوَابِهِ؟ فِي اَقْوَى مَلَاحِمِ النَّصْرِ وَالصُّمُودِ وَالتَّصَدِّي؟ وَالْبَسَالَةِ وَالْجِهَادِ وَالْفِدَائِيَّةِ؟ بِدِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ؟ فِدَاءً لِله؟ وَاِكْرَاماً لِوَجْهِ الله؟ وَمِنْ اَجْلِ اَعْيُنِ الله؟ فَاِذَا كَانَتِ السَّفِينَةُ تَجْرِي بِاَعْيُنِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَهَلْ يُصِيبُهَا غَرَق؟ هَلْ يُصِيبُهَا تَدْمِير؟ هَلْ يُصِيبُهَا حَرْق؟ وَحَتَّى وَلَوْ اَصَابَ هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءَ مَا اَصَابَهُمْ مِنْ حَرْقٍ وَتَدْمِيرٍ وَغَرْقٍ فِي رُكَامِ الْبُيُوتِ الْمُدَمَّرَة؟ فَهَلْ سَيَسْتَمِرُّ هَذَا التَّدْمِيرُ وَالْغَرَقُ وَالْحَرْقُ اِلَى مَابَعْدَ الْمَوْتِ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى اِبْرَاهِيم(هَلْ سَيَسْتَمِرُّ ذَلِكَ وَنَحْنُ نَرَاهُمْ بِاُمِّ اَعْيُنِنَا يَمُوتُونَ مُبْتَسِمِين؟ اِنَّهَا فِي اَعْيُنِ الله؟ وَاَنْتُمْ اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ اَيْضاً مَعَ هَذِهِ السَّفِينَةِ فِي اَعْيُنِ الله؟ فَاسْتَمِرُّوا عَلَى اِيمَانِكُمْ؟ فَاِنَّ اِجْرَامَهُمْ يَجْرِي بِاَعْيُنِنَا اَيْضاً؟ فَلَا تَعْجَلُوا عَلَيْهِمْ وَعَلَى انْتِقَامِ اللهِ مِنْهُمْ{اِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّا؟ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ اِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدَا؟ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ اِلَى جَهَنَّمَ وِرْدَا؟ لَايَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ اِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً(بِقَوْلِهِ اُعَاهِدُ اللهَ عَلَى التَّوْبَةِ مِنْ اِجْرَامِي؟ وَعَدَمِ الْعَوْدَةِ اِلَيْهِ؟ وَرَدِّ الْمَظَالِمِ وَالْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا؟ وَمَاالَّذِي يَمْنَعُكُمْ اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الِاسْتِمْرَارِ عَلَى اِيمَانِكُمْ؟ وَاَنْتُمْ تَرْكَبُونَ فِي سَفِينَةِ الْحَيَاةِ؟ مُسَافِرِينَ اِلَى الدَّارِ الْآخِرَةِ؟ وَهِيَ تَجْرِي بِاَعْيُنِ اللهِ؟ وَفِي حِمَايَتِهِ سُبْحَانَهُ؟ وَهِيَ تُقَاوِمُ بِمَنْ فِيهَا مِنْكُمْ؟ رِيَاحَ الْمُجْرِمِينَ الْخَبِيثَةِ؟ وَفَيَضَانَاتِهِمْ وَاَمْوَاجَهُمْ وَاَعَاصِيرَهُمْ وَحُروبَهُمُ الْمُدَمِّرَةَ؟ وَتَيَّارَاتِهِمُ الْفِكْرِيَّةَ الْخَبِيثَةَ؟ الَّتِي تَسْحَبُ مَنْ يَسْتَجِيبُ لَهَا؟ اِلَى نَارِ جَهَنَّمَ حَرْقاً وَتَعْذِيباً وَتَنْكِيلاً؟ وَذُلّاً وَاِهَانَةً فِي الْبِحَارِ الْمَسْجُورَةِ الْمُشْتَعِلَةِ بِهَا؟ لِاَنَّهُ خَرَجَ مِنْ اَعْيُنِ اللهِ؟ وَسَقَطَ مِنْ عَيْنِهِ؟ فَلَمْ تَعُدْ لَهُ اَيَّةُ مَكَانَةٍ تَلِيقُ بِهِ عِنْدَ اللهِ؟ اِلَّا اَنْ يَرْجِعَ اِلَى سَفِينَةِ اللهِ تَائِباً؟ مُتَعَلّقاً بِمَا تَرْمِيهِ لَهُ مِنْ حَبْلِ النَّجَاةِ وَطَوْقِهِ؟ وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ؟ فِي فِقْهِهِ لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَعُلُومِهِ؟ وَفَهْمِهِ وَتَطْبِيقِهِ تَطْبِيقاً عَمَلِيّا؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا سَفِينَةُ الْحَيَاةِ الْكُبْرَى؟ بِمَا فِيهَا مِنْ سَفِينَةِ الْحَيَاةِ الْاُخْرَى؟ الَّتِي عَاشَ فِيهَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَام؟ مَعَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ؟ وَمَنْ حَمَلَ مَعَهُ اَيْضاً مِنْ بَقِيَّةِ الْمَخْلُوقَاتِ{مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْن(نَعَمْ اِنَّهَا النَّجَاةُ الْاُولَى الَّتِي تَسْبِقُ النَّجَاةَ الْكُبْرَى لِلْمُتَّقِينَ؟ مِنْ سَفِينَةٍ سَتَحْتَرِقُ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً فِي نَارِ جَهَنَّمَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَاَمْلَاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّا(نَعَمْ اِنَّهَا سَفِينَةُ نُوحٍ وَاَهْلِهِ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ؟ اِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ بِاِغْرَاقِهِ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ؟ جَزَاءً وَفِاقاً لَهُمْ؟ عَلَى اَنَّهُمْ اَغْرَقُوا اَنْفُسَهُمْ وَغَيْرَهُمْ بِالضَّلَالِ وَالْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي وَالْمُنْكَرَاتِ وَتَكْذِيبِ رُسُل ِاللهِ جَمِيعاً؟ وَاَغْرَقُوا نُوحاً عَلَيْهِ السَّلَامُ بِسُخْرِيَتِهِمْ وَاسْتِهْزَائِهِمْ؟ حَتَّى امْتَدَّ هَذَا الْغَرَقُ اِلَى اَعْمَاقِ اَلْفِ سَنَةٍ قَادِمَةٍ اِلَّا خَمْسِينَ عَاماً؟ وَلَمْ يَسْتَجِيبُوا؟ وَلَمْ يَتَعَلَّقُوا بِاَيِّ حَبْلِ نَجَاةٍ رَمَاهُ لَهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ طَوَالَ هَذِهِ الْمُدَّةِ؟ وَاِنَّما اسْتَجَابُوا لِحَبَائِلِ الشَّيْطَانِ الَّتِي كَانَ يَنْصِبُهَا لَهُمْ بِاِحْكَامٍ؟ حَتَّى وَقَعُوا فِي فَخِّ عَدُوِّهِمُ الشَّيْطَانِ؟ وُقُوعاً لَارَجْعَةَ بَعْدَهُ اَبَداً؟ وَلَاسَلَامَةَ مِنْ قَبْضَتِهِ وَعَوَاقِبِهِ الْوَخِيمَةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{حَتَّى اِذَا جَاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون؟ لَعَلّي اَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرْكْتُ(مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ اِلَى اَنْ وَصَلْتُ اِلَى قِمَّةِ الِاسْتِهْتَار{كَلَّا اِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا؟ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون(وَالْبَرْزَخُ هُوَ عَذَابُ الْقَبْرِ الَّذِي يَسْبِقُ عَذَابَ جَهَنَّم؟ وَهُوَ السَّفِينَةُ الثّانِيَةُ الَّتِي يَسْتَقِلُّهَا الْمَيِّتُ بَعْدَ سَفِينَةِ الْحَيَاةِ؟ اِلَى اَنْ يَصِلَ اِلَى الْمِينَاءِ الْاُخْرَوِيِّ الْاَبَدِيِّ الَّذِي سَتَرْسُو فِيهِ هَذِهِ السَّفِينَةُ؟ مُنْطَلِقَةً بِاَصْحَابِهَا اِلَى نَاحِيَتَيْنِ لَاثَالِثَ لَهُمَا؟ اِلَّا عَلَى الْاَعْرَافِ؟ وَهُمَا{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ؟ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير( نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا سَفِينَةُ نُوحٍ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ{تَجْرِي بِاَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرْ؟ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَة(دَلِيلاً سَاطِعاً وَاضِحاً نَنْتَقِمُ بِهَا مِمَّنْ تَكَبَّرُوا وَتَجَبَّرُوا؟ وَبِالتَّزَامُنِ مَعَ ذَلِكَ الِانْتِقَامِ اَيْضاً؟ فَقَدْ نَصَرْنَا رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا؟ بِنَفْسِ هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي انْتَقَمْنَا بِهَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِين{وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً؟ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر؟ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُر(كَانَ شَدِيداً يَارَبّ؟ كَانَ عَظِيماً يَااَلله(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذّكْرِ؟ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر( نعم ايها الاخوة الكرام؟ اَلْقُرْآنُ مُيَسَّرٌ فِي اَحْكَامِه؟ مُيَسَّرٌ فِي اَوَامِرِهِ؟ مُيَسَّرٌ فِي فَهْمِهِ؟ نَعَمْ مُيَسَّرٌ وَكُلُّ شَيْءٍ فِيهِ يُسْرٌ؟ فَلِمَاذَا تَخَافُونَ مِنَ الْقُرْآن؟ مَنِ الَّذِي يَخَافُ مِنَ الْقُرْآن؟ اِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يَكُونُوا عَالِينَ وَمُتَعَالِينَ؟ وَمُتَجَبِّرِينَ وَمُفْسِدِينَ فِي الْاَرْض؟ نَعَمْ؟ اِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يَكُونُوا مُتَعَالِينَ عَلَى خَلْقِ اللهِ؟ لِاَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً؟ اَنَّ الْقُرْآنَ يُسَوِّي بَيْنَ الْجَمِيعِ؟ وَهُمْ لَايُرِيدُونَ هَذِهِ الْمُسَاوَاةَ مَعَ خَلْقِ الله؟ وَلَايُرِيدُونَ اَنْ يَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ الَّذِي يَعْتَبِرُ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِبَادَ الله؟ وَهُمْ لَايُرِيدُونَ اَنْ يَعْبُدُوا اللهَ؟ وَلَايُرِيدُونَ عُبُودِيَّةَ النَّاسِ لِلهِ؟ بَلْ يُرِيدُونَهَا لَهُمْ وَحْدَهُمْ دُونَ سِوَاهُمْ؟بِكُلِّ اَشْكَالِ الْاِبَاحِيَّةِ وَالْمُتْعَةِ الْقَذِرَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى الْخُمْسِ مِنْ اَمْوَالِهِمْ؟ اَنْ تَذْهَبَ لِمَا سِوَاهُمْ؟ وَاَمَّا الْاِسْلَامُ؟ فَاِنَّهُ لَايَخَافُ اِلَّا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْمُسْتَضْعَفِيَن؟ وَلَوْ كَانُوا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ؟ اَنْ تَذْهَبَ حُقُوقُهُمُ الَّتِي لَاتَتَجَاوَزُ رُبُعَ مَا يَطْلُبُهُ الْمُعَمَّمُونَ مِنَ الْخُمُسِ الْمَزْعُومِ فِي اَمْوَالِ النَّاسِ؟ وَهِيَ بِمِقْدَارِ اثْنَانِ وَنِصْفٍ بِالْمِائَةِ فَقَطْ مِنْ نِصَابِ الزَّكَاةِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا الْفُقَرَاءُ حَاجَةً مَاسّةً؟ لَايَحْتَاجُهَا الْمُعَمَّمُونَ الْاَغْنِيَاءُ الْمُتْرَفُونَ؟ الَّذِينَ يَعِيشُونَ عَلَى عَرَقِ النَّاسِ وَتَعَبِهِمْ وَمَجْهُودِهِمْ وَسَفْكِ دِمَائِهِمْ وَسَرِقَةِ اَمْوَالِهِمْ وَهَتْكِ اَعْرَاضِهِمْ؟ وَاَيْضاً لَايَحْتَاجُهَا اِخْوَانُهُمْ مِنْ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ؟ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُونَ النَّاسَ بِالرِّبَا وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَاِشْعَالِ الْحُرُوبِ فِيمَا بَيْنَهُمْ مِنْ اَجْلِ رَوَاجِ تِجَارَةِ الْاَسْلِحَةِ الرُّوسِيَّةِ وَالصِّينِيَّةِ وَالْاِيرَانِيَّةِ وَالصَّلِيبِيَّةِ وَمَا يَعُودُ عَلَى الْيَهُودِ مِنْهَا مِنْ نِسْبَةِ اَرْبَاحٍ هَائِلَةٍ مِنَ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ هَدَفِهِمْ فِي قَوْلِهِمْ اِنَّهُمْ شَعْبُ اللهِ الْمُخْتَار وَاَنَّ النَّاسَ يَنْبَغِي اَنْ يَكُونُوا دَوَابَّ لَهُمْ يَرْكَبُونَ عَلَيْهَا وَيَسُوقُونَهُمْ كَمَا يَسُوقُونَ الْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ وَيَسْتَعْبِدُونَهُمْ وَلَايَاْتَمِرُونَ اِلَّا بِاَمْرِهِمْ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْيَهُودَ لَعَنَهُمُ الله يُؤَمِّنُونَ الدَّعْمَ الْكَامِلَ لِهَذِهِ الدُّوَلِ فِي مَجْلِسِ الْاَمْن؟ لِاَنَّهُمْ جَمِيعاً مُتَوَاطِئُونَ مَعَ الْيَهُودِ مِنْ مَفْرَقِ رَاْسِهِمْ اِلَى اَخْمَصِ قَدَمَيْهِمْ فِي قَتْلِ الشَّعْبِ السُّورِي وَالْاَرَاكَانِيّ بِمَنْ فِيهِمْ مِنْ نِظَامِنَا الْمُجْرِمِ وَاِيرَان؟ اَللَّهُمَّ اَرِحِ الْعَالَمَ مِنْ شَرِّ الْاَفْعَى الْخَبِيثَة الْمُمْتَدَّةِ مِنْ اِيرَان اِلَى روسيا الى الصين الى بقيةِ عُبَّادِ الصليب الخنازير الخونة يارب العالمين يا منتقم يا جبار ياشديد العقاب؟نَعَمْ كُلُّ النَّاسِ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ فِي نَظَرِ الْقُرْآن؟ وَلَافَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى اَعْجَمِيٍّ؟ وَلَا لِاَبْيَضَ عَلَى اَسْوَدَ؟ اِلَّا بِالتَّقْوَى؟ وَاَمَّا اَصْحَابُ الْمَصَالِحِ الْخَاصَّةِ؟ فَاِنَّ الْقُرْآنَ يُزْعِجُهُمْ جِدّاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاَمَّا فِي سُورَةِ هُودٍ؟ فَاِنَّنَا نَقْرَاُ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَهِي تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَال(وَهُنَا تَتَغَلَّبُ عَاطِفَةُ الْاُبُوَّةِ عَلَى الْحَقِيقَةِ؟ فِي لَحْظَةٍ حَرِجَةٍ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنَادَى نُوحٌ نِ ابْنَهُ؟ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ؟ يَابُنَيَّ ارْكَمْ مَّعَنَا؟ وَلَاتَكُنْ مَعَ الْكَافِرِين(اِرْكبْ يَابُنَيّ؟ وَكَلِمَة يَابُنَيّ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ؟ تُقَالُ مِنْ بَابِ التَّحَبُّبِ مِنَ الْاَبِ وَالْاُمِّ لِوَلَدِهِمَا؟ وَهِيَ تَصْغِيرٌ لِكَلِمَةِ يَاابْنِي؟ كَمَا اَنَّ كَلِمَةَ اُسَيْد؟ هِيَ تَصْغِيرٌ لِكَلِمَةِ اَسَد{يَابُنَيِّ ارْكَبْ مَعَنَا؟ وَلَاتَكُنْ مَعَ الْكَافِرِين(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ نُوحٌ رَسُولُ الله؟ وَالَّذِي يَنْظُرُ بِنَظْرَةِ الْاِيمَانِ؟ الَّتِي هِيَ نَظْرَةٌ اُفُقِيَّةٌ بَعِيدَة؟ وَاَمَّا الَّذِينَ طَمَسَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ؟ فَاُفُقُهُمْ ضَيِّقٌ جِدّاً؟ فَبِاَيِّ شَيْءٍ اَجَابَ الْوَلَدُ الْعَاقُّ لِاَبِيهِ وَرَبِّهِ ؟وَالِدَهُ الْبَارَّ لِابْنِهِ وَلِرَبِّه{قَالَ سَآوِي اِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء{مَا اَغْفَلَكَ يَاوَلَدَ نُوح؟ مَااَغْفَلَكَ وَاَمْثَالَكَ مِنَ الْفُجَّارِ؟عَنِ الْحَقِّ؟ وَعَنِ الْحَقِيقَة؟ نَعَمْ؟ اَنْتَ غَافِلٌ عَنِ الْحَقِّ؟ وَعَنِ الْحَقِيقَة؟ لِاَنَّ الْكُفْرَ طَمَسَ عَلَى عَقْلِك؟ فَاِذَا ارْتَفَعْتَ اِلَى الْجَبَلِ؟ وَلَوْ وَصَلْتَ اِلَى قِمَّتِهِ؟ فَكَيْفَ تَرَى نَفْسَكَ اَنَّكَ سَتُعْصَمُ وَتُمْنَعُ؟ مِنْ اَنْ يَنْزِلَ بِكَ عَذَابُ الله؟ وَهَلْ يَسْتَطِيعُ اَحَدٌ فِي الْعَالَمِ؟ اَنْ يَتَحَدَّى اللهَ؟ اِلَّا بِاِرَادَةِ الله؟ وَاِلَّا بِاِذْنِهِ سُبْحَانَهُ؟ كَمَا اَذِنَ لِاِبْلِيسَ اَنْ يَتَحَدَّاهُ؟ خَائِناً لِلْاَمَانَةِ الْكُبْرَى؟ وَمُسْتَغِلّاً اِيَّاهَا اَبْشَعَ اسْتِغْلَالٍ؟ فِي الْاِبَاحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ الْمُحَرَّمَة؟ اَلَا وَهِيَ حُرِّيَّةُ الِاخْتِيَارِ؟ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؟ الَّتِي اَعْطَاهَا اللهُ لَهُ؟ وَلِمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ فِي قَوْلِهِ{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَاُغْوِيَنَّهُمْ اَجْمَعِين؟ اِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين(فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ اِلَّا اَنْ تَحَدَّاهُ اللهُ اَيْضاً بِقَوْلِهِ سُبْحَانَه{قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ اَقُول؟ لَاَمْلَاَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ اَجْمَعِين{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ(اِلَى الْفَاحِشَةِ وَالْاِبَاحِيَّةِ الشِّرِّيرَةِ الْمُجْرِمَةِ الْمُطْلَقَة {بِصَوْتِكَ(وَهُوَ صَوْتُ الْغِنَاءِ الْمُحَرَّم؟ وَهُوَ اَيْضاً صَوْتُ الْمَبَادِىءِ وَالْاَفْكَارِ السَّوْدَاوِيَّةِ الظَّلَامِيَّةِ الْمَغْشُوشَةِ الْبَاطِلَة؟ وَهِيَ مِنْ اَعْظَمِ اَنْوَاعِ الْخِيَانَةِ وَالْغِشّ{وَاَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ؟ وَشَارِكْهُمْ فِي الْاَمْوَالِ وَالْاَوْلَادِ وَعِدْهُمْ؟ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ اِلَّا غُرُورَا؟ اِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ؟ اِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنْهُمْ؟ فَاِنَّ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمَ جَزَاءً مَوْفُورَا(وَلِذَلِكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَفْهَمَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَنَّهُ كَمَا اَنَّ الْقَوِيَّ قَدْ يَسْتَغِلُّ الضَّعِيفَ وَيَظْلِمُهُ؟ فَاِنَّ الضَّعِيفَ اِبْلِيسَ اَيْضاً قَدِ اسْتَغَلَّ الْقَوِيَّ وَهُوَ اللهَ وَظَلَمَهُ بِكُفْرِهِ وَشِرْكِهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ دِينَنَا الْاِسْلَامِيَّ هُوَ دِينُ الْقَوِيِّ اَيْضاً؟ كَمَا هُوَ دِينُ الضَّعِيف؟ لِاَنَّهُ دِينُ اللهِ الْقَوِيِّ؟ قَبْلَ اَنْ يَكُونَ دِينَ الضَّعِيف؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْاِسْلَام(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ[الْمُؤْمِنَ الْقَوِيَّ؟ خَيْرٌ وَاَحَبُّ اِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ؟ وَفِي كُلٍّ خَيْر(وَلِذَلِكَ{وَاَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ(مَادِّيَّةٍ وَمَعْنَوِيَّةٍ مَعاً؟وَالْمَعْنَوِيَّةُ تَكُونُ بِالْحَرْبِ النَّفْسِيَّةِ عَلَى الْعَدُوِّ؟ مِنْ اَجْلِ خَفْضِ مَعْنَوِيَّاتِهِ وَتَكُونُ اَيْضاً بِرَفْعِ مَعْنَوِيَّاتِ الْمُسْلِمِينَ؟ بِالْاِيمَانِ وَالتَّقْوَى؟ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى قِتَالِ الْعَدُوِّ؟ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ الْاَبْرِيَاء؟ وَلِذَلِكَ فَلَا يَجُوزُ لِلضَّعِيفِ اَنْ يَظْلِمَ الْقَوِيَّ مَثَلاً بِحُجَّةِ اَنَّهُ يَتِيم؟ فَقَدْ يَفْتَرِي الْيَتِيمُ الضَّعِيفُ؟ عَلَى الْقَوِيِّ الَّذِي رَبَّاهُ وَاَحْسَنَ اِلَيْهِ ثُمَّ يَزْعُمُ اَنَّهُ لَمْ يَدْفَعْ لَهُ شَيْئاً مِنْ اَمْوَالِهِ الَّتِي وَرِثَهَا بَعْدَ مَوْتِ اَبِيهِ؟ فَقَبَضَهَا مَنْ رَبَّاهُ وَاَحْسَنَ اِلَيْهِ؟ وَاسْتَثْمَرَهَا لَهُ؟ حَتَّى اِذَا بَلَغَ الْيَتِيمُ سِنَّ الرُّشْدِ؟ دَفَعَهَا اِلَيْهِ؟ فَاِذَا بِالْيَتِيمِ يَزْعُمُ اَنَّهُ قَبَضَهَا نَاقِصَة؟ اَوْ يَزْعُمُ اَنَّهُ لَمْ يَقْبِضْ مِنْهَا شَيْئاً؟ وَلِذَلِكَ اَمَرَ اللهُ تَعَالَى مِنْ اَجْلِ الْحَذَرِ مِنْ لُؤْمِ الْيَتِيم{فَاِذَا دَفَعْتُمْ اِلَيْهِمْ اَمْوَالَهُمْ فَاَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ(لِاَنَّ اِحْسَانَكَ اِلَى الْيَتِيمِ اَخِي؟ قَدْ يَدْفَعُهُ اِلَى اَنْ يَكُونَ لَئِيماً مَعَكَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ اَوِ الْبَعِيد؟ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُنِالِكَ مَخْلُوقَاتٌ لَئِيمَةٌ نَاكِرَةٌ لِلْجَمِيلِ؟ وَلَايُؤَثّرُ فِيهَا أيُّ مَعْرُوفٍ؟ كَحِزْبِ هُبَل نَصْرِ الشَّيْطَانِ الرَّقَاص؟ مَا نَبَّهَنَا سُبْحَانَهُ اِلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ{هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان(وَمَا قَالَ الشَّاعِرُ اِذَا اَنْتَ اَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا(وَكَذَلِكَ اَخِي؟ فَاِنَّكَ اِذَا تَعَامَلْتَ مَعَ الْيَتِيمِ بِالْقَهْرِ فِي تَرْبِيَتِهِ؟ اَوْ تَعَامَلَ مَعَهُ الْمُجْتَمَعُ اَيْضاً بِمَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{اِنَّ الَّذِينَ يَاْكُلُونَ اَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً اِنَّمَا يَاْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرَا(فَقَدْ يُصْبِحُ هَذَا الْيَتِيمُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مُجْرِماً؟ لِاَنَّكَ ظَلَمْتَهُ اَخِي؟ وَاَوْقَدْتَّ فِي قَلْبِهِ نَارَ الْحِقْدَ وَالضَّغِينَةِ وَالْاِجْرَامِ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمُجْتَمَعِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ لَكَ اَخِي مِنْ اَنْ تَمْسَحَ عَلَى رَاْسِهِ؟ حَتَّى يَشْعُرَ بِحَنَانِ اَصَابِعِكَ؟ وَاَنْتَ تَمُرُّ بِيَدَيْكَ عَلَى كُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ شَعْرَاتِ رَاْسِهِ؟ وَلَكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَة؟ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ لِاَنَّكَ تَمْسَحُ مِنْ رَاْسِهِ الْاَفْكَارَ الظَّلَامِيَّةَ السَّوْدَاءَ اَيْضاً؟ وَتَجْعَلُهُ يَتَجَاوَبُ مَعَكَ كَمَا يَتَجَاوَبُ الْهِرُّ اَوِ الْكَلْبُ حِينَمَا تَمْسَحُ عَلَى رَاْسَيْهِمَا اَيْضاً؟ اِلَى دَرَجَةٍ تَجْعَلُهُمَا يُرَغّشَانِ لَك؟ اِلَّا اِذَا كُنْتَ اَخِي شَاذّاً جِنْسِيّاً؟ اَوْ تَشْعُرُ بِمُيُولٍ خَاطِئَةٍ؟ فَلَا اَنْصَحُكَ بِهَذَا الْمَسْحِ عَلَى رَاْسِ الْيَتِيمِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَبَداً؟ اِذَا لَمْ تَاْمَنْ عَلَى نَفْسِكَ وَعَلَى الْيَتِيمِ الَّذِي تَمْسَحُ عَلَى رَاْسِه؟ لِاَنَّ ارْتِكَابَ فَاحِشَةِ اللُّوَاطِ مَعَ الْيَتِيمِ؟ هِيَ اَشَدُّ جُرْماً عِنْدَ اللهِ مِنِ ارْتِكَابِهَا مَعَ غَيْرِ الْيَتِيم؟ وَقَدْ يَشْعُرُ الْيَتِيمُ بِمُيُولٍ خَاطِئَةٍ شَاذَّةٍ اَيْضاً؟ اِذَا بَالَغْتَ فِي الْمَسْحِ عَلَى رَاْسِهِ؟ وَلَوْ لَمْ تَرْتَكِبْ مَعَهُ اَيَّةَ فَاحِشَة؟ وَاعْذُرُونِي اَيُّهَا الْاِخَوَة؟ فَلَابُدَّ مِنَ الصَّرَاحَةِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْاُمُورِ؟ مِنْ اَجْلِ اِيضَاحِهَا؟ حَتَّى يَفْهَمَهَا النَّاسُ جَيِّداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَاحَيَاءَ فِي الدِّين] وَصَدِّقُونِي اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ الْمَآسِي وَالْمَصَائِبِ وَالنَّكَبَاتِ الَّتِي يُصَابُ بِهَا الرَّجُلُ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ؟ هُوَ عَدَمُ وُجُودِ شَهْوَةٍ اَوْ مَيْلٍ جِنْسِيٍّ اِلَى النِّسَاءِ فِي قَلْبِه؟ وَهِيَ اَيْضاً عَدَمُ انْتِصَابِ عُضْوِهِ الذَّكَرِيِّ عَلَى النِّسَاء؟ وَانْتِصَابُهُ عَلَى رُجُلٍ مِثْلِهِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَهَذِهِ هِيَ قِمَّةُ الْاِسْرَافِ الْمُحَرَّمِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّكُمْ لَتَاْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ؟ بَلْ اَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُون{اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ(الَّذِينَ يَقْتُلُونَ شَهْوَةَ الْحَيَاةِ الْجِنْسِيَّةِ؟ مِنْ اَجْلِ انْقِرَاضِ النَّسْلِ الْبَشَرِيِّ؟ بِمَا فِيهَا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الْمَنَوِيَّةِ؟ الَّتِي تَذْهَبُ هَدْراً عَلَى اللّوَاطِ؟ وَالْبُوَيْضَاتِ الْاُنْثَوِيَّةِ؟ الَّتِي تَذْهَبُ هَدْراً اَيْضاً عَلَى السِّحَاقِ؟ مِنْ دُونِ فَائِدَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ دِينَنا الْاِسْلَامِيَّ اَيْضاً؟ هُوَ دِينُ الْبَائِعِ؟ كَمَا هُوَ اَيْضاً دِينُ الْمُشْتَرِي؟ فَلَايَجُوزُ لِلْمُشْتَرِي اَنْ يَظْلِمَ الْبَائِعَ؟ بِحُجَّةِ اَنَّهُ غَنِيٌّ؟ وَيَمْلِكُ الْمَلَايِين؟ وَلَنْ يُؤَثّرَ عَلَيْهِ مَااَخَذَهُ الْمُشْتَرِي مِنْهُ بِالسَّرِقَةِ اَوْ بِسَيْفٍ حَرَامٍ مِنَ الْحَيَاءِ وَالْخَجَل؟ كَذَلِكَ لَايَجُوزُ لِلْبَائِعِ اَنْ يَظْلِمَ الْمُشْتَرِي بِالْغِشِّ وَالِاحْتِكَارِ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ دِينَنَا الْاِسْلَامِيَّ اَيْضاً هُوَ دِينُ الْعُمَّال؟ وَهُوَ اَيْضاً دِينُ اَرْبَابِ الْعَمَل؟ وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ اَخِي؟ وَهُوَ اَيْضاً دِينُ الْآبَاء؟ كَمَا اَنَّهُ اَيْضاً دِينُ الْاَبْنَاء؟ وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا؟ وَقَدْ سَاَلَنِي اَحَدُ الْاِخْوَةِ قَائِلاً؟ وَالِدِي مُتَزَوِّجٌ مِنْ زَوْجَةٍ اُخْرَى؟ وَلَهُ مِنْهَا اَوْلَاد؟ وَسُبْحَانَ الله؟ حِينَمَا يَتَزَوَّجُ الرَّجُلُ فِي مُجْتَمِعِنَا مِنْ زَوْجَةٍ اُخْرَى؟ تُصْبِحُ الزَّوْجَةُ الْاُولَى مَعَ اَوْلَادِهَا اَيْضاً مِنْ اَلَدِّ اَعْدَائِه؟ ثُمَّ يَقُولُ هَذَا السَّائِل؟ وَقَدْ اَمَرَ اللهُ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَانَا(وَالْحَمْدُ لِله؟ اَنَا رَجُلٌ بَارٌّ بِوَالِدِي؟ وَمُحْسِنٌ اِلَيْه؟ وَلَكِنَّ وَالِدِي دَائِماً؟ يُقَابِلُ اِحْسَانِي اِلَيْهِ؟ بِمَا يُنَكِّدُ عَلَيَّ حَيَاتِي مِنْ مَشَاكِلَ يَفْتَعِلُهَا لِاَتْفَهِ الْاَسْبَاب وَ بِالْاِسَاءَةِ اِلَيَّ بِالضَّرْبِ وَ بِقَوْلِهِ؟ اَنْتَ مَاْمُورٌ رَغْماً عَنْكَ بِالْاِحْسَانِ اِلَيَّ؟ وَلَايُوجَدُ آيَةٌ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ تُجْبِرُنِي عَلَى الْاِحْسَانِ اِلَيْكَ؟ وَاَنْتَ وَلَدِي؟ وَلَايَحِقُّ لَكَ اَنْ تُحَمِّلَنِي اَيَّةَ مِنَّةٍ مَهْمَا اَحْسَنْتَ اِلَيَّ؟ فَمَا رَاْيُكِ فِي هَذَا الْكَلَامِ اَيَّتُهَا الْاُخْتُ غُصُون؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هَنِيئاً لَكَ بِبِرِّكَ لِوَالِدَيْكَ وَخَاصَّةً وَالِدَكَ؟ وَمَهْمَا حَصَلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ مِنْ مَشَاكِل؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ اَبَداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلَا تَقُلْ لَهُمَا اُفٍّ؟ وَلَاتَنْهَرْهُمْا؟ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمَا؟ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ؟ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا(وَاَمَّا الْعُلَمَاءُ؟ وَاَنَا وَالْحَمْدُ لِلهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ؟ فَيَجُوزُ لِي اَنْ اَتَطَاوَلَ عَلَى وَالِدِكَ؟ تَطَاوُلاً مُنْصِفاً؟ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الرِّفْقِ؟ حَسْبَمَا تَقْتَضِيهِ الْحَاجَةُ الشَّرْعِيَّة؟ لِاَنَّ الرِّفْقَ مَا دَخَلَ عَلَى شَيْءٍ اِلَّا زَانَه؟ وَمَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا شَانَه؟ لَكِنْ هُنَاكَ بَعْضُ النَّاسِ؟ يَحْتَاجُونَ اِلَى خَضَّاتٍ قَوِيَّةٍ؟ تُوقِظُهُمْ مِنْ غَفْلَتِهِمْ؟ وَقَدْ لَايَنْفَعُ مَعَهُمُ الرِّفْقُ؟ وَقَدْ يَحْتَاجُونَ اِلَى فَرْكَةٍ شَدِيدَةٍ فِي آذَانِهِمْ؟ اَوْ اِلَى صَفْعَةٍ قَوِيَّةٍ جِدّاً عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ تُوقِظُهُمْ مِنْ تَخْدِيرٍ قَوِيٍّ؟ جَعَلَهُمْ يَنَامُونَ فِي مُسْتَشْفَى الْغَفْلَةِ وَالتَّوَهَانِ؟ وَقْتاً طَوِيلاً؟ وَاَتَمَنَّى اَلَّا يَكُونَ وَالِدُكَ وَاحِداً مِنْهُمْ؟ وَاَقُولُ لِهَذَا الْوَالِد؟ مَنْ قَالَ لَكَ اَيُّهَا الْاَحْمَقُ الْغَبِيُّ الْاَرْعَنُ الظَّالِمُ؟ اَنَّهُ لَاتُوجَدُ آيَةٌ فِي الْقُرْآنِ؟ تَاْمُرُ بِالْاِحْسَانِ اِلَى الْاَوْلَاد؟ مَاذَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ(اِلَى الْوَالِدَيْن{اِلَّا الْاِحْسَانُ(اِلَى الْاَوْلَادِ اَيْضاً{اِنَّ اللَهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَان( نَعَمْ اَيُّهَا الْاَبُ الْاَنَانِيُّ الظَّالِمُ الْمُسْتَبِدّ؟ اِنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ رَغْماً عَنْكَ بِالْعَدْلِ بَيْنَ اَوْلَادِك؟ بَلْ وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمْ اَيْضاً؟ وَهُوَ زِيَادَةٌ عَلَى الْعَدْلِ الَّذِي اَمَرَكَ اللهُ بِهِ اَيْضاً؟ بَلْ اِنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ بِالْاِحَسَانِ اِلَيْهِمْ فِي حَيَاتِكَ؟ وَبَعْدَ مَمَاتِكَ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ{يُوصِيكُمُ اللهُ فِي اَوْلاَدِكُمْ(نَعَمْ اِنَّهَا وَصِيَّةُ الْحَيِّ الَّذِي لَايَمُوتُ؟ لِاَمْثَالِكَ اَيُّهَا الْاَبُ الظَّالِمُ الَّذِي سَيَمُوت؟ فَمَاذَا سَتَقُولُ لِلْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ يَامَنْ قَطَعْتَ الْاَرْحَامَ؟ وَاَوْلَادُكَ هَؤُلَاءِ مِنْ اَقْوَى الْاَرْحَامِ الَّذِينَ اَنْتَ مَاْمُورٌ بِصِلَتِهِمْ{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ؟ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ(فَاِذَا كُنْتَ كَافِراً بِاِحْسَانِ وَلَدِكَ اِلَيْكَ؟بَلْ وَتَكْذِبُ عَلَى اللهِ بِعَدَمِ وُجُودِ آيَةِ اِحْسَانٍ وَاحِدَةٍ اِلَى الْاَبْنَاءِ؟ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكَ وَلِاَمْثَالِك{فَبِاَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذّبَان(فَكَمَا اَنَّ دِينَنَا الْاِسْلَامِيَّ هُوَ دِينُ الْآبَاءِ وَالْاَبْنَاءِ مِنَ الْاِنْس؟ فَكَذَلِكَ هُوَ دِينُ الْآبَاءِ وَالْاَبْنَاءِ الْجِنِّ اَيْضاً؟ وَاَقُولُ لِهَذَا الْاَبِ الْاَحْمَقِ الْجَاهِل؟ اِذَا كَانَ وَلَدُكَ لَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَمُنَّ عَلَيْكَ بِاِحْسَانِهِ؟ فَمَنْ قَالَ لَكَ اَيُّهَا السَّافِلُ الْمُنْحَطُّ الْقَذِرُ؟ اَنَّ الْحَنَّانَ الْمَنَّانَ؟ لَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَمُنَّ عَلَيْكَ بِاِحْسَانِه؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَنَّ الْحَنَّانَ الْمَنَّانَ سُبْحَانَهُ؟ لَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يَمُنَّ عَلَيْكَ بِاِحْسَانِ وَلَدِكَ اِلَيْكَ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ وَاُعِيدُهُ مَرَّاتٍ وَمَرَّات{هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان(وَفِعْلاً اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَكَمَا ذَكَرَ السَّائِلُ تَمَاماً؟ فَاِنَّ الزَّوْجَةَ الْاُولَى وَاَوْلَادَهَا؟غَالِباً يُصْبِحُونَ جَمِيعاً مِنْ اَلَدِّ اَعْدَاءِ اَبِيهِمْ؟ اِذَا تَزَوَّجَ امْرَاَةً ثَانِيَةً وَاَنْجَبَ مِنْهَا اَوْلَاداً؟ اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي مِمَّنْ يَعْدِلُونَ بَيْنَ زَوْجَاتِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ ويتقون الله ويخافونه؟ فَمَتَى سَتَتَّقُونَ اللهَ يَااَعْدَاءَ الله؟ وَمَتَى سَتَنْتَهُونَ عَنِ اسْتِهْزَائِكُمْ بِآيَاتِ الله؟ وَمَتَى سَتَنْتَهُونَ عَنِ التَّعَسُّفِ فِي اسْتِعْمَالِ حَقِّ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ؟ وَالَّذِي اَعْطَاهُ اللهُ لَكُمْ بِشَرْطٍ صَعْبٍ جِدّاً؟ وَهُوَ بِمُجَرَّدِ الْخَوْفِ مِنْ عَدَمِ الْعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ وَالْاَوْلَاد؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ الزَّوَاجُ بِاَكْثَرَ مِنْ وَاحِدَة؟ بَلْ اِنَّ وَلَدَكَ الَّذِي يُحْسِنُ اِلَيْكَ اَيُّهَا الْاَبُ الشَّقِيُّ الْجَاهِلُ؟ يَسْتَحِقُّ اَنْ تُعَامِلَهُ بِاَكْثَرَ مِنَ الْعَدْلِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اِخْوَتِهِ وَهُوَ الْاِحْسَانُ اِلَيْهِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان( وَلَكِنْ بِشَرْط؟ اَلَّا يَشْعُرَ اِخْوَتُهُ وَاَخَوَاتُهُ اَبَداً بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ عَلَى الْعَدْلِ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ؟ حَتَّى لَاَيَحْسُدُوهُ وَيَكْرَهُوهُ وَيُعَادُوهُ؟ كَمَا حَصَلَ مَعَ يُوسُفَ وَاَبِيهِ وَاِخْوَتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَام؟ فَاَيْنَ اَنْتَ مِنَ الْاِحْسَانِ اِلَى وَلَدِكَ اَيُّهَا الْاَبُ اللَّئِيم؟ وَمَاذَا تَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ الَّذِي قَدْ يَتَسَامَحُ بِحُقُوقِهِ بِالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ الْخَالِصَةِ لِوَجْهِهِ الْكَرِيم؟ وَلَكِنَّهُ لَايَتَسَامَحُ بِحُقُوقِ الْعِبَادِ وَمِنْهُمْ وَلَدُكَ اَبَداً؟ اِلَّا اِذَا سَامَحَكَ وَلَدُكَ؟ وَلَنْ يُسَامِحَكَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ هَلْ تَدْرِي لِمَاذَا اَيُّهَا الْغَبِيّ؟ لِاَنَّهُ قَدْ يَكُونُ بِحَاجَةٍ مَاسَّة اِلَى حَسَنَاتِكَ؟ فِي مُقَابِلِ مَا ظَلَمْتَهُ؟ حَتَّى يُنْقِذَ نَفْسَهُ مِنْ جَحِيمِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ وَمَاذَا يَنْتَظِرُ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ اَوَامِرِ رَسُولِ اللهِ؟ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ اَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم(مَاذَا يَنْتَظِرُ هَؤُلَاءِ وَاللهُ تَعَالَى قَدْ يَتَسَامَحُ بِحُقُوقِهِ؟ وَلَكِنَّهُ لَايَتَسَامَحُ بِحُقُوقِ عِبَادِهِ وَمِنْهُمْ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اِلَّا اِذَا سَامَحَهُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ؟ وَلَنْ يُسَامِحَهُمْ؟ هَلْ تَدْرُونَ لِمَاذَا اَيَّهُا الْاَغْبِيَاء؟ لِاَنَّهُ يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ اُمَّتِي اُمَّتِي؟ فَاِذَا بِمَلَائِكَةِ الْعَذَابِ وَقَدْ مَنَعَتْهُمْ مِنَ الِاقْتِرَابِ اِلَى حَوْضِ الْكَوْثَرِ؟ وَقَدْ كَادُوا يَمُوتُونَ مِنَ الْعَطَشِ الشَّدِيد؟ فَاِذَا بِرَسُولِ اللهِ يُنَادِي دَعُوهُمْ يَشْرَبُونَ اِنَّهُمْ مِنْ اُمَّتِي؟ فَاِذَا بِالْمَلَائِكَةِ تَقُولُ لَهُ اِنَّكَ يَارَسُولَ اللهِ لَاتَدْرِي مَاذَا اَحْدَثُوا بَعْدَكَ مِنَ الْمَخَازِي وَالْمُوبِقَاتِ وَمُخَالَفَةِ اَمْرِكَ؟ وَخُذْلَانِ الْاِسْلَامِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ وَالْاَبْرِيَاءِ مِنَ الْمُسْلِمينَ؟ وَتَرْكِهِمْ يَمُوتُونَ جُوعاً وَعَطَشاً وَعُرِيّاً وَذَبْحاً وَتَعْذِيباً فِي السُّجُونِ وَخَارِجَهَا حَتَّى الْمَوْتِ؟ وَهَتْكاً لِاَعْرَاضِهِمْ عَلَناً اَمَامَ آبَائِهِمْ وَاَهْلِيهِمْ دُونَ اَنْ يُحَرِّكُوا سَاكِناً مِنْ اَجْلِ نُصْرَتِهِمْ؟ بَلْ جَاهَدُوا بِاَمْوَالِهِمْ مِنْ اَجْلِ نُصْرَةِ الشَّيْطَانِ وَنُجُومِهِ مِنْ اَهْلِ الطَّرَبِ وَالْغِنَاءِ وَالْكُرَةِ؟ وَهُمْ يُصَوِّتُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ اَجْلِ انْتِخَابِ الْمُطْرِبِ الْغِنَائِيِّ السِّكْسِيِّ الْعَاهِرِ الْمُفَضَّلِ عِنْدَ الْعَاهِرِينَ وَالْعَاهِرَاتِ اَمْثَالِهِ؟ وَبِالتَّزَامُنِ مَعَ ذَلِكَ وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ؟ فَاِنَّهُمْ قَعَدُوا يَعُدُّونَ اَعْدَادَ الْقَتْلَى وَالْجَرْحَى وَالْجَائِعِينَ؟ دُونَ اَنْ يُقَدِّمُوا لَهُمْ حَبَّةَ دَوَاءٍ تُنْقِذُهُمْ مِنَ الْمَوْتِ؟ وَدُونَ اَنْ يُؤَمِّنُوا اَيَّةَ مَمَرَّاتٍ آمِنَةٍ مِنْ اَجْلِ اِسْعَافِهِمْ؟ وَدُونَ اَنْ يُؤَمِّنُوا لَهُمْ أيَّ قِطْعَةِ سِلَاحٍ خَفِيفَةٍ اَوْ ثَقِيلَةٍ اَوْ نَوْعِيَّةٍ اَوْ فَتَّاكَةٍ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُدَافِعُوا عَنْ اَنْفُسِهِمْ؟ وَدُونَ اَنْ يُصَوِّتُوا مِنْ اَجْلِ الْحَضِّ وَتَشْجِيعِ غَيْرِهِمْ عَلَى اِطْعَامِ الْمَسَاكِين؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ وَلَكِنَّهُمْ يُصَلُّونَ وَيَتَّجِهُونَ بِقُلُوبِهِمْ وَاَجْسَامِهِمْ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةً يَا رَسُولَ الله{اَرَاَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ؟ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ؟ وَلَايَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين ؟فَوَيْلٌ لِلْمُصَلّينَ؟ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُون؟ اَلَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ؟ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون( فَقَالَ رَسُولُ اللهِ سُحْقاً سُحْقاً؟ سُحْقاً لِمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَاَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاة( مَعاً؟ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ اِلَى جَحِيمِ جَهَنَّمَ؟ وِلِهَذَا لَابُدَّ لَنَا اَنْ نَكُونَ مُتَيَقِّظِينَ حَذِرِينَ اَيُّهَا الْاِخَوَة؟ لَابُدَّ لَنَا اَنْ نَكُونَ مَعَ الْحَقِّ؟ وَاَنْ نَكُونَ ضِدَّ الْبَاطِل{قَالَ سَآوِي اِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ لَاعَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ اَمْرِ اللهِ اِلَّا مَنْ رَحِم؟ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ؟ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِين(نَعَمْ اَيُّهَا الْاخْوَة؟ اِنَّهُ الْكُفْرُ الَّذِي يُعْمِي وَيُضِلّ؟ اِنَّهُ الْكُفْرُ الَّذِي لَايَهْدِي؟ اِنَّهُ الْكُفْرُ الَّذِي يَبْقَى صَاحِبُهُ مُصِرّاً عَلَى عَنَادِهِ وَبَاطِلِهِ وَمُعْتَزّاً بِهِ؟ وَمُفْتَخِراً حَتَّى آخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِه؟ اِنَّهُ الْكُفْرُ الَّذِي يَجْعَلُ اَمْثَالَ اَبِي جَهْلٍ مِنْ فَرَاعِينِ هَذِهِ الْاُمَّةِ؟ يَسْتَعْبِدُونَ النَّاسَ حَتَّى آخِرِ لَحْظَةٍ؟حَتَّى وَهُمْ يُعَالِجُونَ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ؟ قَائِلاً لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ وَهُوَ جَاثِمٌ عَلَى صَدْرِهِ؟ لَقَدِ ارْتَقَيْتَ مُرْتَقىً عَظِيماً يَارُوَيْعَ الْغَنَم؟ نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَة؟لَقَدْ جَهِلَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَلَغُوا قِمَّةَ الْمَجْدِ وَالشُّهْرَةِ؟ وَالْجَاهِ وَالسُّلْطَانِ وَالْجَبَرُوتِ؟ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ النَّاسِ وَشَقَائِهِمْ؟ وَظُلْمِهِمْ وَالتَّنْكِيلِ بِهِمْ؟ نَعَمْ جَهِلُوا جَمِيعاً؟ كَمَا جَهِلَ بَشَّارُ مَعَهُمْ؟ وَكَمَا جَهِلَ ابْنُ نُوحٍ اَيْضاً؟ اَنَّ اللهَ يَخْفِضُ اُنَاساً مِنَ الْاَخْيَارِ وَيَرْفَعُ آخَرِين؟ لَكِنَّهُ اَيْضاً وَبِالتَّزَامُنِ مَعَهُمْ؟ يَخْفِضُ اُنَاساً مِنَ الْاَشْرَارِ بِعُقُوبَةٍ قَدْ تَكُونُ عَاجِلَةً اَحْيَاناً؟ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَيْضاً يَرْفَعُ اُنَاساً آخَرِينَ مِنْهُمْ اِلَى قِمَّةِ الْمَجْدِ وَالشُّهْرَةِ وَالسُّلْطَانِ؟ وَالتَّجَبُّرِ عَلَى خَلْقِ اللهِ وَالتَّنْكِيلِ بِهِمْ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُنَكِّسَ بِهِمْ سُبْحَانَهُ اِلَى الْاَرْضِ؟وَيَقَعُوا عَلَيْهَا وُقُوعاً حَادّاً اَلِيماً جدا؟ وَيَنْتَقِمَ مِنْهُمْ شَرَّ انْتِقَامٍ؟ بِعُقُوبَةٍ اَشَدَّ؟ لِتَكُونَ الْوَقْعَةُ اَشَدَّ اِيلَاماً وَوَجَعاً وَعَذَاباً؟ وَذُلّاً وَاِهَانَةً؟ وَمَوْعِظَةً وَاعْتِبَاراً وَآيَةً لِلظَّالِمِينَ جَمِيعاً؟ وقَدْ يَكُونُ عَذَاباً اَبَدِيّاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعَذَابَ قَدْ يَكُونُ اَشَدَّ اِهَانَةً وَذُلّاً يَابَشَّار؟ عَلَى مَنْ تَعَوَّدَ طِيلَةَ حَيَاتِهِ؟ اَنْ يَعِيشَ فِي نَعِيمٍ مُقِيمٍ مِثْلِكَ؟ فَاِذَا بِهِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا؟ قَدْ اَصْبَحَ خَالِيَ الْوِفَاضِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؟ اِلَّا مِنْ غَضَبِ اللهِ وَلَعْنَتِهِ وَانْتِقَامِهِ وَعَذَابِهِ؟ وَهُوَ يَصِيحُ بِقَوْلِهِ يَاوَيْلَاه؟ وَااَسَفَاه؟ وَاحَسْرَتَاه{يَاحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُّ فِي جَنْبِ الله(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ انْتِقَامَ اللهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ يَكُونُ وَقْعُهُ شَدِيداً جِدّاً عَلَى الظَّالِمِينَ؟ لِاَنَّهُ اَشَدُّ بَاْساً وَاَشَدُّ تَنْكِيلاً مِنَ الِانْتِقَامِ الرَّبَّانِيِّ الَّذِي يَحْصَلُ عَلَى الْفَقِير؟ لِاَنَّ الْفَقِيرَ الْمُتَعَجْرِفَ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ يَخَافُ عَلَيْهِ لِيَخْسَرَهُ وَلَوِ انْتَقَمَ اللهُ مِنْهُ؟ اِلَّا عَقِيدَتَهُ وَاِيمَانَه؟ اِسْمَعْ مِنِّي يَابَشَّار مَاتَزَالُ الْفُرْصَةُ اِلَى الْآن سَانِحَةً لَكَ مِنْ اَجْلِ التَّوْبَةِ وَالْعَوْدَةِ اِلَى الله؟ وَقَدْ تَكُونُ آخِرَ فُرْصَةٍ لَكَ يَامِسْكِين؟ مَاذَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَفْعَلَ اَمَامَ جَبَرُوتِ اللهِ وَاَنْتَ بَعِيدٌ عَنْ رَحْمَتِه؟فَعَلَيْكَ اَنْ تَخْتَار؟ اِمَّا اَنْ تَتَعَامَلَ مَعَ اللهِ بِمَنْطِقِ الرَّحْمَةِ مَعَ خَلْقِهِ حَتَّى يَرْحَمَكَ الله؟ وَاِمَّا الْاُخْرَى؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَاالْاُخْرَى؟وَمَا فِيهَا مِنَ الضَّرْبَةِ الْقَاضِيَةِ الْكُبْرَى؟ وَالَّتِي تَقْصِمُ ظَهْرَ الْبَعِيرِ وَالْاَسَدِ وَالْفَاْرَة؟ وَلَايَبْقَى بَعْدَ ذَلِكَ اِلَّا النَّظَرُ وَالْمَوْعِظَةُ وَالِاعْتِبَارُ وَالذّكْرَى؟ وَلِهَذَا لَابُدَّ لَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ نَكُونَ مُتَيَقّظِين؟ وَلَابُدَّ لَنَا اَنْ نَكُونَ حَذِرِين؟ وَلَابُدَّ لَنَا اَنْ نَقِفَ مَعَ الْحَقِّ ضِدَّ الْبَاطِل{قَالَ سَآوِي اِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ لَاعَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ اَمْرِ اللهِ اِلَّا مَنْ رَحِمَ؟ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ؟ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِين(نَعَمْ اِنَّهُ ابْنُ نُوحٍ الَّذِي اعْتَزَّ بِارْتِقَائِهِ عَلَى عَذَابِ اللهِ اِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ؟ فَاِذَا بِهِ يَخْضَعُ رَغْماً عَنْهُ لِجَبَرُوتِ اللهِ وَانْتِقَامِهِ الشَّدِيدِ الْعِقَاب{وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِين(وَانْتَهَى كُلُّ شَيْءٍ بِالنِّسْبَةِ لَهُ اِلَى عَذَابٍ اَبَدِيٍّ فِي جَحِيمِ جَهَنَّم؟ فَانْظُرْ اَخِي بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى هَذِهِ الْوَمَضَاتِ الْقُرْآنِيَّة{وَقِيلَ يَااَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ؟ وَيَاسَمَاءُ اَقْلِعِي؟ وَغِيضَ الْمَاءُ؟ وَقُضِيَ الْاَمْرُ؟ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ؟ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِين(نَعَمْ اَخِي؟ فِي لَحَظَات؟ فِي ثَوَانِي مَعْدُودَة؟ وَانْتَهَى الْاَمْر{يَااَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ(فَابْتَلَعَتِ الْاَرْضُ الْمَاء{وَيَاسَمَاءُ اَقْلِعِي(وَامْتَنِعِي عَنْ نُزُولِ الْمَطَر{وَغِيضَ الْمَاء(وَدَخَلَ الْمَاءُ اِلَى جَوْفِ الْاَرْضِ؟ وَعَادَتِ الْيَنَابِيعُ عَادِيَّةً اِلَى طَبِيعَتِهَا؟ بَعْدَ اَنْ كَانَتْ مُتَفَجِّرَة؟ وَعَادَ خَرِيرُ النَّبْعِ هَادِئاً؟ اِلَى اَجْمَلِ صُورَةٍ طَبِيعِيَّةٍ خَلَقَهَا الله{وَقُضِيَ الْاَمْر(فَسُبْحَانَكَ يَارَبّ؟ يَامَنْ تَقْضِي اَمْرَكَ بِثَوَانٍ مَعْدُودَة؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ زِلْزَالاً مُدَمِّراً عَلَى مِقْيَاسِ رِيخْتَر؟ وَمَهْمَا كَانَتْ دَرَجَاتُهُ؟ فَاِنَّهُ يَسْتَمِرُّ وَيُقْضَى فِي اَرْبَعَةِ ثَوَانٍ فَقَطْ؟ تَرَى فِيهَا اَخِي مِنَ الْعَجَائِبِ وَالْاَهْوَالِ وَالتَّدْمِير؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَقُولُ لَكَ اَرْبَعَ ثَوَانِي فَقَطْ؟ وَلَمْ اَقُلْ اَرْبَعَ دَقَائِق؟ فَانْتَبِهْ لِمَا اَقُولُ اَخِي؟ فِي سَنَةِ 1964 ؟حَدَثَ ذَلِكَ لِمَدِينَةِ اَغَادِيرَ فِي الْمَغْرِب؟ وَهِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي كَانَ فِيهَا كُلُّ اَنْوَاعِ الْفُجُورِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ؟ وَالْفَوَاحِشِ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ؟ وَالْاِبَاحِيَّةَ الْمُطْلَقَةَ لِغَالِبِ مَا حَرَّمَهُ الله؟ مِمَّا لَايُتَصَوَّرُ اَبَداً؟ لَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْمَاضِيَة؟ وَلَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْحَاضِرَة؟ فَمَاذَا حَدَثَ لِهَذِهِ الْمَدِينَة؟ فِي اَرْبَعِ ثَوَانٍ فَقَطْ؟ دُمِّرَتْ تَدْمِيرَا؟ وَانْتَهَى كُلُّ شَيْء؟ نَعَمْ اَخِي {وَغِيضَ الْمَاءُ؟ وَقُضِيَ الْاَمْرُ؟ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ؟ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِين{اَلَا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ(اَيْضاً؟ فَيَا اَيُّهَا الْعَالَمُ الْمُتَخَاصِمُ؟ اَيُّهَا الْعَالَمُ الْمُتَدَابِر؟ اَيُّهَا الْعَالَمُ الْمُتَقَاتِل؟ وَيَا سَافِكِي الدِّمَاء؟ وَيَا مُنْتَهِكِي الْاَعْرَاضِ وَهَاتِكِيهَا؟ يَامَنْ تَعْتَدُونَ عَلَى الْحُرُمَات؟ وَيَا اَيَّتُهَا الْعِصَابَاتُ التَّشْبِيحِيَّةُ الدَّنِيئَة؟ يَامَنْ تَفْتِكُونَ بِالنَّاس؟ وَيَامَنْ تَقْتُلُونَ النَّاس؟ وَيَامَنْ تَقْتُلُونَ رِجَالَ الدِّينِ وَهُمْ يُعَالِجُونَ الْجَرْحَى كَمَا حَصَلَ لِرَجُلِ دِينٍ فِي حَمَاة؟ لِمَاذَا؟ هَلْ لِاَنَّهُ يُدَاوِي الْجَرِيح؟ هَلْ وَصَلَ اِجْرَامُكُمْ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ الشَّنِيعَة؟ وَدِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ يُحَرِّمُ الْاِجْهَازَ عَلَى الْجَرْحَى؟ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا اَعْدَاءً لَنَا؟ حَتَّى وَلَوْ قَتَلُوا مَنْ قَتَلُوا مِنَّا؟ فَلَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَقْتُلَ جَرْحَاهُمْ اَبَداً؟ لِاَنَّ دِينَنَا يَاْمُرُنَا رَغْماً عَنَّا؟ اَنْ نَاْخُذَهُمْ اِلَى مَكَانٍ آمِن؟ وَيَاْمُرُنَا اَيْضاً اَنْ نُعَالِجَهُمْ؟ بَلْ يَاْمُرُنا اَنْ نُطْعِمَهُمْ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى؟ وَاَرْجُو مِنْ قَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ وَالشِّيعَةِ؟ اَنْ يَقْرَؤُوا الْآيَةَ؟ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي سُورَةِ الْاِنْسَانِ؟ فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَه{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا؟ اِنَّمَا نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ اللهِ؟ لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورَا(مَاذَا تُرِيدُونَ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَمَاذَا دَهَاكُمْ اَيُّهَا الشِّيعَة وَالْعَلَوِيُّون؟ اَيْنَ الْهِلَالُ الشِّيعِي وَالْجَعْفَرِي؟الَّذِي يَجْعَلُ قُلُوبَ النَّاسِ تَتَعَلَّقُ بِحُبِّكُمْ وَحُبِّ آلِ الْبَيْت؟هَلْ نَنْتَظِرُ الصَّلِيبَ الْاَحْمَرَ حَتَّى يَتَنصَّرَ النَّاس؟ عَلَيْكُمْ اَنْ تُعَالِجُوا الْاَسِيرَ مِنْ اَعْدَائِكُمْ؟ بَلْ وَتُطْعِمُوهُ اَيْضاً؟ بَلْ وَتَقُولُوا لَهُ لَاشُكْرَ عَلَى وَاجِبٍ اَيْضاً؟ لِمَاذَا لَا تَقْرَؤُونَ الْقُرْآن؟ فَاِذَا كُنْتُمْ لَاتُصَدِّقُونَنِي؟ اَلَا تُصَدِّقُونَ الْقُرْآنَ وَرَبَّ الْقُرْآنِ سُبْحَانَه وَمَا يَقُولُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْآيَةِ رَقْم 8 مِنْ سُورَةِ الْاِنْسَان؟ وَمَنْ هُوَ الْاَسِيرُ بِرَاْيِكُمْ؟ اَلَيْسَ الْاَسِيرُ عَدُوّاً لَكُمْ قَدْ اَمَرَ اللهُ بِالْاِحْسَانِ اِلَيْه؟ بَلَى اَيُّهَا الشِّيعَةُ وَالْعَلَوِيُّون؟ قَابَلَنِي اَحَدُ النَّصَارَى فِي يَوْمٍ مِنَ الْاَيَّامِ؟ وَهُوَ يَتَبَاهَى وَيَرَى نَفْسَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟ بِتَسَامُحٍ مَسِيحِيٍّ مُنْقَطِعِ النَّظِيرِ لَايُوجَدُ عِنْدَ الْمُسْلِمِين كَمَا يَزْعُمُ؟ وَهُوَ يَفْتَخِرُ عَلَيْهِمْ اَيْضاً بِقَوْلِ الْمَسِيحِ[اَحِبُّوا اَعْدَاءَكُمْ؟ بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ؟اَحْسِنُوا اِلَى مُبْغِضِيكُمْ( فَقُلْتُ لَهُ كَذَلِكَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى اَخِيهِ الْمَسِيحِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول[ صِلْ مَنْ قَطَعَك؟ وَاَعْطِ مَنْ حَرَمَك؟ وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَك؟ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ؟ اَتَحَدَّاكَ اَنْ يُوجَدَ فِي دِينِكَ الْمَسِيحِي وَاَنَاجِيلِكَ الْاَرْبَعَةِ جَمِيعاً؟ مَا فِي قُرْآنِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ تَسَامُحٍ عَلَى النَّاسِ وَلَوْ كَانُوا اَعْدَاءً لِلْمُسْلِمِين؟ وَاَتَحَدَّاكَ اَنْ يُوجَدَ فِي دِينِ نَابِلْيُون بُونَابَرْت الْمَسِيحِي ذَرَّةٌ مِنَ التَّسَامُحِ بِحَقِّ آلَافِ الْاَسْرَى؟ حِينَمَا قَامَ بِقَتْلِهِمْ وَاِبَادَتِهِمْ عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهِمْ؟ لِمُجَرَّدِ اَنَّهُ عَجِزَ عَنْ اِطْعَامِهِمْ؟ اَتَحَدَّاكَ اَنْ يُوجَدَ فِي دِينِ اَبْرَهَةَ الْحَبَشِيِّ الْمَسِيحِيِّ؟ مَا عِنْدَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ مِنَ التَّسَامُحِ؟ وَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ اِلَى مَسْجِدِه ِعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ فَبَالَ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ؟ دَعُوهُ؟ اُتْرُكُوهُ يُكْمِلُ بَوْلَه؟ لَا تَزْرِمُوهُ؟ وَلَاتَقْطَعُوا عَلَيْهِ بَوْلَه؟ وَاَمَّا الْمَسِيحِيُّ اَبْرَهَةُ الْحَبِشِيّ؟ فَاِنَّهُ ذَهَبَ لِيَقْتَلِعَ الْكَعْبَةَ مِنْ قَوَاعِدِهَا؟ بِمَا جَلَبَهُ لَهَا مِنَ الْفِيلِ؟ لِمُجَرَّدِ اَنَّ اِنْسَاناً كَانَ مَحْصُوراً؟ فَاضْطُّرَّ اَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ خُرَاءً فِي كَنِيسَتِهِ؟ فَقَامَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ تَقْعُدْ؟ اِلَّا بِمَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِاَصْحَابِ الْفِيل؟ اَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ؟ وَاَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرَاً اَبَابِيلَ؟ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجٍّيلٍ؟ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَاْكُول(فَيَااَلله؟ يَارَبَّ الْاِنْسَانِيَّةِ جَمِيعاً؟ اِرْحَمْ الْاِنْسَانِيَّةَ يَارَبّ؟ وَاهْدِهَا اِلَى سَبِيلِ الرَّشَاد؟ اَمَّا بَعْد؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا؟ وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ لَكَ الْحَمْدُ يَارَبّ؟ لَكَ الشُّكْرُ يَااَلله؟ لَكَ الْمَرْجِعُ يَارَبّ؟ لَكَ دُعَاؤُنَا يَاكَرِيم؟ اِلَيْكَ نَرْفَعُ اَصْوَاتَنَا؟ بِكَ نَسْتَغِيثُ وَحْدَك؟ بِكَ نَسْتَنْجِدُ يَااَلله؟ يَارَبّ؟ لَقَدْ اَظْلَمَ الْكَوْنُ؟ وَلَمْ تَعُدْ شَمْسُ الْعَدَالَةِ وَالْاِحْسَانِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ النَّاسِ تُشْرِقُ وَتُضِيء؟ فَاَشْرِقْ بِنُورِكَ يَااَلله؟ وَتَجَلَّ بِعَظَمَتِكَ يَارَبّ؟ وَتَجَلَّ بِحِكْمَتِكَ يَارَبّ؟ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَ آلِهِ وَاَصْحَابِهِ؟ وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ يَارَبَّ؟ الْعِبَادُ عِبَادُكَ ياالله؟ وَالْخَلْقُ خَلْقُكَ يَالله؟ وَالْاَمْرُ اِلَيْكَ؟ وَاَنْتَ الْحَكِيمُ الْخَبِير؟ وَاَنْتَ الْمُجِيبُ يَااَلله؟ اَنْتَ السَّمِيعُ يَااَلله؟ اَنْتَ الْبَصِيرُ يَااَلله؟ اِرْفَعْ مَقْتَكَ وَغَضَبَكَ وَنَكَالَكَ عَنَّا يَاالله؟ وَلَاتُسَلّطْ عَلَيْنَا بِذُنُوبِنَا مَنْ لَايَخَافُكَ وَلَايَرْحَمُنَا ياالله؟ يَارَبُّ ضَاقَتْ حَلَقَاتُهَا؟ وَاَنْتَ الْمُفَرِّجُ لِكُلِّ كَرْبٍ يَااَلله؟ يَامُفَرِّجَ الْكُروبِ يَااَلله؟ يَاغَيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ يَااللَه؟ يَااَمَلَ الْمُتَاَمِّلِينَ ياالله؟ يَارَجَاءَ الرَّاجِينَ ياالله؟ اُنْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَهُ يَاالله؟ وَاهْزُمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَهُ يَااَلله؟ اَللَّهُمَّ نَحْنُ عِبَادُك؟ وَنَحْنُ اِمَاؤُك؟ نَوَاصِينَا بِيَدِك؟ فَخُذْنَا اِلَى الْحَقِّ وَلَوْ جَرّاً؟ وَاَبْعِدْنَا عَنِ الْبَاطِلِ وَلَوْ دَفْعَا؟ اَللَّهُمَّ ارْحَمْ اَمْوَاتَنَا؟ اَللَّهُمَّ ارْحَمْ شُهَدَاءَنَا؟ اَللَّهُمَّ فُكَّ اَسْرَانَا؟ اَللَّهُمَّ اسْتَجِبْ دُعَاءَنَا؟ اَللَّهُمَّ هَذَا كَرْبُنَا؟ وَلَامُفَرِّجَ لَهُ اِلَّا اَنْت؟ فَيَا مُعِينُ اَعِنَّا؟ وَيَا مُغِيثُ اَغِثْنَا؟ وَيَا مُجِيرُ اَجِرْنَا؟ وَيَارَبُّ رَبِّنَا عَلَى التَّوْحِيدِ وَ الْاِيمَانِ وَالتَّقْوَى وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الْخَالِصِ لِوَجْهِكَ الْكَرِيم وَحْدَكَ لَاشَرِيكَ لَكَ؟ وَيَااَلله تَرَضَّ عَنَّا؟ يَااَلله فُكَّ عُسْرَنَا؟ يَا مُيَسِّرَ كُلِّ اَمْرٍ عَسِيرٍ يَارَبّ؟ وَاَعِدْ اِلَى بِلَادِنَا اَمْنَهَا وَسَلَامَهَا؟ عَلَى الْحَقِّ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ وَعَلَى دِينِكَ الْقَوِيم؟ وَعَلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيم؟ سُبْحَانَكَ لَانُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ؟ اَنْتَ كَمَا اَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك؟ جَلَّ وَجْهُك؟ وَعَزَّ جَاهُك؟ تَفْعَلُ مَاتَشَاءُ بِقُدْرَتِك؟ وَتَحْكُمُ مَاتُرِيدُ بِحِكْمَتِك؟ يَاحَيُّ يَاقَيُّوم؟ يَابَدِيعَ السَّمَوَاتِ وْالْاَرْضِ؟ يَاذَا الْجَلَالِ وَالْاِكْرَام؟ اَللَّهُمَّ زَيِّنَا بِزِينَةِ الْاِيمَان؟ اَللَّهُمَّ اَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الْقُرْآن؟ يَا حَنَّانُ؟ يَامَنَّان؟ يَارَحْمَنُ؟ يَارَحِيم؟ اَللَّهُمَّ وَفّقْنَا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم؟ بِهَدْيِ مَنْ اَرْسَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين؟ وَاعْفُ عَنَّا يَاكَرِيم؟ وَعَافِنَا يَارَحِيم؟ اَللَّهُمَّ اسْتَجِبْ دُعَاءَنَا؟ وَاشْفِ مَرْضَانَا؟ وَارْحَمْ مَوْتَانَا؟ وَلَاتُخَيِّبْ فِيكَ رَجَاءَنَا؟ وَاخْتِمْ بِالْبَاقِيَات ِالصَّالِحَاتِ اَعْمَالَنَا؟ وَوَفّقْنَا بِرَحْمَتِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ يَاكَرِيم؟ اَللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الْقَنَاعَةَ؟ اَللَّهُمَّ حَبِّبْنَا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ جَمَاعَة؟ اَللَّهُمَّ حَبِّبْنَا فِي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ جَمَاعَة؟ اَللَّهُمَّ حَبِّبْنَا فِي مَجَالِس ِالْعِلْمِ وَالطَّاعَة؟ اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا نَخْشَاكَ كَاَنَّنَا نَرَاك؟ وَمَتِّعْنَا اللَّهُمَّ بِرُؤْيَاك؟ وَاجْمَعْنَا بِحَبِيبِكَ الْمُصْطَفَى بِاِذْنِكَ صَاحِبُ الشَّفَاعة؟ وَاَسْاَلُكَ يَارَبّ اَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِعُلَمَائِنَا وَلِمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا؟ وَلِلْقَائِمِينَ عَلَى هَذَا الْمُنْتَدَى وَجَمِيعِ الْاَعْضَاءِ وَالْمُشْتَرِكيِنَ فِيهِ وَالزَّائِرِينَ اَيْضاً؟ وَلِمَنْ يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ بِدُرُوسِ الْعِلْمِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة{اِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللِه وَالْيَوْمِ الْآخِر( وَلِكُلِّ فَاعِلِ خَيْر؟ اَللَّهُمَّ نَحْنُ الْمُقَصِّرِينَ؟ وَاَنْتَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم؟ لَاتُعَامِلْنَا بِالْعَدْلِ يَااَلله؟ بَلْ عَامِلْنَا بِالْحُسْنىَ وَالْاِحْسَانِ وَالتَّفَضُّلِ وَكَرَمِكَ يَا اَكْرَمَ الْاَكْرَمِين يَااَلله؟ لِاَنَّكَ لَوْ عَامَلْتَنَا بِالْعَدْلِ؟ فَاِنَّنَا نَخَافُ عَلَى اَنْفُسِنَا كَثِيراً يَارَبّ؟ مِنَ الْعَدْلِ فِي قَوْلِكَ؟ وَاَنْتَ اَصْدَقُ الْقَائِلِين{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ( وَعَامَلَهُمْ بِالْعَدْل{مَاتَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّة؟ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ اِلَى اَجَلٍ مُسَمَّى(وَيَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْهُمْ فِي هَذِه ِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِيُعْطِيَهُمْ اَكْبَرَ فُسْحَةٍ زَمَنِيَّةٍ مُمْكِنَةٍ مِنْ اَجْلِ تَوْبَتِهِمْ وَالرُّجُوعِ اِلَى رُشْدِهِمْ؟ حَتّى لَاتَكُونَ لَهُمْ حُجَّةٌ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَسَيُحَاسِبُهُمْ حِسَاباً عَسِيراً عَلَى الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ يَوْمَ الْقِيَامَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ( وَاَمَّا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا{وَمَااَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ؟ فَبِمَا كَسَبَتْ اَيْدِيكُمْ؟ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير{وَمَااَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ( بِاخْتِيَارِكَ وَاِرَادَتِكَ وَلَمْ يُرْغِمْكَ عَلَيْهَا اَحَدٌ اَخِي؟ عِبَادَ الله{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون(وَقَبْلَ اَنَ تَقُومُوا اِلَى الصَّلَاةِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَابُدَّ اَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ؟ بِسُؤَالٍ وَرَدَنِي حَوْلَ عِبَادَةِ الصَّوْم؟ يَقُولُ فِيهِ السَّائِل؟ اَنَّهُ قَدْ رَآهُ يَغْتَسِلُ اَوْ يَسْبَحُ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ لَهُ لَاتُذْهِبْ ثَوَابَ عَمَلِكَ بِهَذِهِ السِّبَاحَةِ اَوْ بِهَذَا الِاغْتِسَال؟ فَمَا قِيمَةُ هَذَا الْكَلَام؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَاقِيمَةَ لَهُ؟ اِلَّا اِذَا كَانَ الرَّجُلُ الَّذِي يَسْبَحُ اَوِ الْمَرْاَة؟ كَاشِفاً لِعَوْرَتِهِ؟ وَفِعْلاً فَاِنَّ ثَوَابَ صَوْمِهِ يَذْهَبُ اَدْرَاجَ الرِّيَاح فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ هُوَ وَالْمَرْاَةُ وَمَنْ يَنْظُرُ اِلَى عَوْرَاتِهِمَا اَيْضاً؟ وَاَمَّا اَنَّهُ يَذْهَبُ لِمُجَرَّدِ السِّبَاحَةِ سَاتِراً عَوْرَتَهُ هُوَ وَالْمَرْاَة؟ فَلَا قِيمَةَ لِهَذَا الْكَلَام؟ لِاَنَّهُ مُعَارِضٌ لِمَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَاَصْحَابِهِ الْكِرَام؟ لِاَنَّ الصَّوْمَ هُوَ الِامْتِنَاعُ عَنِ الْمُفْطِرَاتِ الَّتِي هِيَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالْجِمَاعُ وَكُلُّ مَا يَدْخُلُ اِلَى فَمِكَ اَخِي مِنْ دَوَاءٍ اَوْ غَيْرِهِ؟ وَاَمَّا الِاغْتِسَالُ اَوِ السِّبَاحَةُ؟ فَلَا يُؤَثّرَانِ عَلَى الصَّوْمِ غَالِباً؟ فَقَدْ رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي يَوْمٍ مِنْ اَيَّامِ رَمَضَانَ فِي النَّهَارِ؟ وَهُوَ يَغْسِلُ رَاْسَهُ؟ ثُمَّ يُفِيضُ بِالْمَاءِ عَلَى جَسَدِهِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ؟ وَكَانَ الْجَوُّ حَارّاً؟ وَكَذَلِكَ رُئِيَ اَصْحَابُهُ مِنْ بَعْدِه؟ فَقَدْ رُوِيَ عَنْ اَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ اَنَّهُ كَانَ لَهُ حَوْضٌ؟ وَهُوَ مَا يُسَمَّى فِي اَيَّامِنَا بِالْبَانْيُوم؟ وَكَانَ يَمْلَؤُهُ مَاءً؟ فَاِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ؟ غَمَسَ نَفْسَهُ فِي هَذَا الْمَاء؟ وَكَذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَهُوَ مَشْهُورٌ عَنْهُ التَّشَدُّد؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَ يَغْسِلُ رَاْسَهُ وَجَسَدَهُ بِالْمَاءِ وَهُوَ صَائِمٌ؟ وَيَتَمَضْمَضُ كَذَلِكَ وَلَكِنْ مِنْ دُونِ مُبَالَغَةٍ تُؤَدِّي اِلَى الْاِفْطَار؟ فَهَلْ هَؤُلَاءِ اَخِي اَذْهَبُوا ثَوَابَ صَوْمِهِمْ حِينَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ وَقَدْ كَانُوا جَمِيعاً؟ مِنْ اَشَدِّ النَّاسِ حِرْصاً؟ عَلَى ثَوَابِ اللهِ وَمَرْضَاتِهِ سُبْحَانَه؟ بَلْ بِالْعَكْس؟ فَاِنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَسْلُكُ سَبِيلَ الرَّاحَةِ وَاَنْتَ تَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى؟ يَكُونُ لَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْاَوْفَى عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ؟ وَلِهَذَا قَالَ عُلَمَاؤُنَا؟ يُكْرَهُ الْاِجْهَادُ لِلصَّائِمِ؟ بِمَعْنَى يُكْرَهُ لَهُ اَنْ يَقُومَ بِاَعْمَالٍ تُتْعِبُهُ وَتَشُقُّ عَلَيْه؟ لِاَنَّ ذَلِكَ رُبَّمَا يَضْطَّرُّهُ اِلَى الْاِفْطَار؟ وَكَاَنَّكَ يَازَيْد مَا غَزَيْت؟ وَلَاصُمْتَ وَلَا صَلَّيْت؟ وَلِذَلِكَ اَخِي؟ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَاْخُذَ بِالْوِقَايَةِ؟ مِنْ اَجْلِ اَلَّا تُضْطَّرَّ اِلَى الْاِفْطَار؟ وَلِهَذَا لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تُجْهِدَ نَفْسَكَ؟ وَلَا اَنْ تُتْعِبَهَا لِغَيْرِ ضَرُورَة؟ فَاِنْ قِيل؟ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّةِ يَاْتِي الْاَجْرُ وَالثَّوَاب؟ قُلْنَا بِشَرْط؟ اَلَّا تَكُونَ الْمَشَقَّةُ مُفْتَعَلَة؟ فَاِنْ كَانَتْ مُفْتَعَلَة؟ فَاِنَّكُمْ تُشَدِّدُونَ عَلَى اَنْفُسِكُمْ؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ اللهَ سَيُشَدِّدُ عَلَيْكُمْ؟ كَمَا شَدَّدَ عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ مِنْ قَبْل؟ لِاَنَّ الْمَشَقَّةَ الْمُفْتَعَلَةَ؟ لَاتَجْلِبُ اِلَّا الْاَقَلّيَّةَ الْمُؤْمِنَةَ وَالْاَكْثَرِيَّةَ الْفَاسِقَةَ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ الْمُسْلِمِ وَغَيْرِ الْمُسْلِم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنِ الرَّهْبَانِيَّةِ الْمُبْتَدَعَةِ الْمُفْتَعَلَةِ وَفِيهَا مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالتَّشْدِيدِ مَافِيهَا{فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا؟ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ اَجْرَهُمْ؟ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ قَوْلَ الْعَامَّةِ مِنَ النَّاسِ؟ اَنَّ الثَّوَابَ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّةِ؟ هُوَ كَلَامٌ صَحِيحٌ بِشَرْط؟ اَنْ يَفْهَمُوا مَعْنَاهُ اَوّلاً؟ فَلَيْسَتِ الْمَشَقّةُ الَّتِي تَتَصَنَّعُهَا اَخِي وَاَنْتَ تَعْبُدُ اللهَ؟ هِيَ الْمَشَقَّةُ الْمَقْصُودَةُ الَّتِي تَجْلِبُ الثَّوَاب؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً؟ اَنْ تُجْهِدَ نَفْسَكَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَتْعَبَ؟ لِاَنَّ الْاِجْهَادَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟ لَايَجْلِبُ الثَّوَابَ؟ وَاِنَّمَا يَجْلِبُ التَّشَدُّدَ وَالتَّزَمُّتَ وَالتَّنَطُّعَ؟ وَقَدْ هَلَكَ الْمُتَنَطّعُونَ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لِاَنَّهُمْ اَهْلَكُوا اَنْفُسَهُمْ بِغَيْرِ حَقّ؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتِ الْمَشَقّةُ تَاْتِي رَغْماً عَنْكَ اَخِي؟ فَهَذِهِ هِيَ الْمَشَقّةُ الْمَقْصُودَةُ؟ وَالَّتِي تَجْلِبُ ثَوَابَ اللهِ وَمَرْضَاتَه؟ وَلِهَذَا رَاَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يَمْشِي اِلَى الْحَجِّ؟ وَنَاقَتُهُ قَوِيَّةٌ غَيْرُ مَرِيضَةٍ؟ وَلَاتَحْتَاجُ اِلَى الرَّاحَةِ؟ وَهُوَ يَسُوقُهَا اَمَامَهُ؟ دُونَ اَنْ يَرْكَبَ عَلَيْهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لِمَاذَا هَذَا لَايَرْكَبُ نَاقَتَه؟ فَقَالُوا يَارَسُولَ الله؟ اِنَّهُ نَذَرَ اَنْ يَحُجَّ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ مَاشِياً؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ مُرُوهُ فَلْيَرْكَبْهَا؟ اِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ رَجُلٌ؟ يَمْشِي وَرَاءَ النَّاقَةِ؟ وَنَاقَتُهُ قَوِيَّةٌ؟ لَاتَحْتَاجُ اِلَى الرَّاحَةِ وَالرَّاْفَةِ بِالْحَيَوَان؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَرْكَبْ عَلَيْهَا؟ فَسُئِلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالُوا يَارَسُولَ الله؟ هَذَا اِنْسَانٌ؟ نَذَرَ اَنْ يَحُجَّ بَيْتَ اللهِ الْحَرَامِ مَاشِياً؟ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ مُرُوهُ؟ أيِ اْمُرُوهُ فَلْيَرْكَبْهَا؟ اِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَه؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى؟ لَيْسَ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ يُعَذّبَ هَذَا الْاِنْسَانُ نَفْسَه؟ وَمِنْ هُنَا قَالَ الْعُلَمَاء؟ مَنْ نَذَرَ اَنْ يَحُجَّ بَيْتَ اللهِ الْحَرَامِ مَاشِياً؟ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ اَنْ يَحُجَّ؟ وَلَكِنْ لَايَجِبُ عَلَيْهِ اَنْ يَمْشِيَ؟؟ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ يَخْطُبُ يَوْماً عَلَى الْمِنْبَرِ؟ فَوَجَدَ رَجُلاً؟ يَقِفُ فِي شِدَّةٍ مِنَ الْحَرِّ؟ تَحْتَ هَجِيرِ الشَّمْسِ وَلَهِيبِهَا؟ وَمَا اَدْرَاكَ اَخِي مَاالشَّمْسُ هُنَاكَ؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَالَهِيبُهَا وَهَجِيرُها فِي السُّعُودِيَّةِ؟ وَخَاصَّةً فِي وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْع ٍعِنْدَ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ فِي مَكَّةَ؟ فَسَاَلَ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ عَنْهُ؟ فَقَالُوا يَارَسُولَ الله؟ هَذَا اَبُو اِسْرَائِيل؟ نَذَرَ اَنْ يَقُومَ صَائِماً قَائِماً؟ فِي حَرِّ الشَّمْسِ؟ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ؟ وَقَائِماً بِالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي اللَّيْلِ؟ وَنَذَرَ اَلَّا يَقْعُدَ؟ وَلَايَتَكَلَّمَ مَعَ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ؟ وَاَنْ يَصْبِرَ عَلَى هَذِهِ الْمَشَقَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَخِي نَذَرَ لِلهِ عِدَّةَ اُمُورٍ مِنْهَا؟ اَنْ يَقِفَ طُولَ النَّهَارِ فِي اَشِعَّةِ الشَّمْسِ؟ وَلَايَقْعُدَ؟ وَكَذَلِكَ اَلَّا يَتَكَلَّمَ؟ وَاَنْ يَبْقَى صَائِماً عَلَى هَذِه ِالْحَالَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ مُرُوهُ فَلْيَسْتَظِلَّ؟ وَلْيَقْعُدْ؟ وَلْيَتَكَلَّمْ؟ وَلْيُتِمَّ صَوْمَه؟ وَالْمَعْنَى اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اَثْبَتَ لِاَبِي اِسْرَائِيلَ هَذَا؟ وُجُوبَ الْقِيَامِ بِالصَّوْمِ وَاِتْمَامِهِ؟ لِاَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ وَفَاءِ النَّذْرِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ(وَلَكِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اَلْغَى بَعْدَ ذَلِكَ الْاُمُورَ الَّتِي لَاعَلَاقَةَ لَهَا بِعِبَادَةِ النَّذْرِ؟ بَلْ بِاْلعَكْس؟ رُبَّمَا هَذَا يَقِفُ فِي الشَّمْسِ؟ فَيُصَابُ بِضَرْبَةٍ شَمْسِيَّةٍ؟ قَدْ تَجْعَلُهُ يُجَنُّ اَوْ يَمُوت؟ وَالنَّذْرُ كَمَا هُوَ مَعْلُوم؟ شَعِيرَةٌ كُبْرَى مِنْ شَعَائِرِ الله؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ؟ يُوجَدُ كَثِيرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُعَظّمُونَ هَذِه ِالشَّعِيرَة؟ وَهَنِيئاً لَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللهِ؟ فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(وَلِذَلِكَ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ آمِراً اَبَا اِسْرَائِيل؟ فَلْيَسْتَظِلَّ؟ وَلْيَتَكَلَّمْ؟ لِاَنَّهُ فِي شَرِيعَتِنَا الْاِسْلَامِيَّةِ كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَايَجُوزُ النَّذْرُ بِعَدَمِ الْكَلَام؟ يَعْنِي يَنْذُرُ اَلَّا يَتَكَلَّم؟ فَهَذَا كَانَ جَائِزاً فِي شَرَائِعِ مَنْ قَبْلَنَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مَرْيَمَ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ عَلَيْهَا السَّلَام{اِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً؟ فَلَنْ اُكَلّمَ الْيَوْمَ اِنْسِيّا(وَاَمَّا نَحْنُ فِي شَرِيعَتِنَا؟ فَلَوْ نَذَرْتَ اَخِي اَلَّا تَتَكَلَّمَ؟ فَاِنَّ هَذَا النَّذْرَ لَايَثْبُتُ عَلَيْكَ؟ وَلَسْتَ مُلْزَماً بِالْوَفَاءِ بِهِ؟ بَلْ قَدْ تَاْثَمُ مِنْ ذَلِكَ النَّذْر؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ اَقَرَّ هَذَا الَّذِي يُكْنَى بِاَبِي اِسْرَائِيلَ؟ عَلَى الصَّوْمِ فَقَطْ؟ وَاَلْغَى مَاعَدَاهُ مِمَّا قَامَ بِنَذْرِه؟ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَجِبُ اَنْ نَفْهَمَهُ جَيِّداً؟ وَاَمَّا الْمَشَقَّةُ؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي الْمُتَعَبِّدُ؟ اَنْ تَتَصَنَّعَهَا؟ وَاِنَّمَا تَاْتِيكَ رَغْماً عَنْكَ؟ فَمَثَلاً؟ اِذَا اَرَدْتَّ اَخِي اَنْ تَحُجّ؟ وَالْحَجُّ مِنْ اَشَقِّ الْعِبَادَات؟ وَلِذَلِكَ مَنْ حَجَّ لِلهِ تَعَالَى؟ فَلَمْ يَرْفُثْ؟ وَلَمْ يَفْسُقْ؟ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ؟ اَوْ رَجَعَ عَنْ ذُنُوبِهِ؟ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ اُمُّهُ؟ لِمَاذَا اَخِي؟ طَبْعاً لِاَنَّ الْحَجَّ فِيهِ مَشَقّةٌ كَبِيرَة؟ فَهَلْ اَنْتَ اَخِي هُنَا تَصَنَّعْتَ هَذِهِ الْمَشَقَّة؟ اَمْ اَتَتْ اِلَيْكَ رَغْماً عَنْكَ اِذَا كُنْتَ مُسْتَطِيعاً لِفَرِيضَةِ الْحَجِّ؟ وَحَتَّى وَلَوْ سَافَرْتَ بِالطَّائِرَة؟ اَوْ بِالْبَاخِرَة؟ اَوْ بِالسَّيَّارَة؟ اَوْ بِاَيِّ شَيْءٍ آخَر؟ فَلَابُدَّ اَنْ تَشْعُرَ بِالْمَشَقَّةِ؟ سَوَاءٌ كَانَتْ مَشَقّةَ الْحَرِّ؟ اَوْ مَشَقّةَ الزِّحَامِ؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُورِ الشَّاقَّة؟ وَهَذِهِ الْمَشَقَّاتُ كُلُّهَا؟ لَمْ تَدْخُلْ فِي اِرَادَةِ الْاِنْسَانِ؟ وَلَا فِي اِرَادَتِكَ اَخِي؟ بَلْ جَاءَتْ رَغْماً عَنْكَ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ تُثَابُ عَلَيْهَا بِشَرْط؟ اَلَّا تَكُونَ مُسْتَطِيعاً عَنْ اِبْعَادِهَا عَنْ نَفْسِكَ وَحِمَايَتِهَا مِنْهَا؟ فَاِذَا اسْتَطَعْتَ اِبْعَادَهَا وَلَمْ تَفْعَلْ؟ فَلَا ثَوَابَ لَكَ؟ وَاِنَّمَا عَلَيْكَ الْوِزْرُ وَالْعِقَابُ؟ وَقَدْ يَكُونُ شَدِيداً مِنَ الله؟ فَلَوِ اسْتَطَعْتَ اَخِي التَّخْفِيفَ مِنْ وَطْاَةِ الْحَرِّ وَالزِّحَامِ الشَّدِيدِ فِي الْحَجِّ وَلَمْ تَفْعَلْ؟ فَاِنَّكَ قَدْ تَاْثَمُ اِثْماً شَدِيداً عِنْدَ اللهِ؟ اِذَا عَرَّضْتَ نَفْسَكَ لِاَيِّ خَطَرٍ مِنَ الْاَخْطَارِ مِنْ دُونِ ضَرُورَةٍ شَرْعِيَّة؟ فَاِذَا كَانَتْ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ شَرْعِيَّةٌ لَابُدَّ مِنْهَا؟ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ الْاَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ وَالضُّعَفَاءِ وَالْاَبْرِيَاءِ وَالْاَمْوَالِ وَالْاَعْرَاضِ؟ فَلَا مَانِعَ هُنَا اَنْ تُعَرِّضَ نَفْسَكَ لِلْخَطَرِ الشَّدِيدِ؟ مِنْ اَجْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاِعْلَاءِ كَلِمَتِهِ وَحِمَايَةِ مَنْ يُوَحِّدُ اللهَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَلَايُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ آخِرَ الدَّوَاءِ الْكَيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاَعْدَاءَ لَمْ يَتْرُكُوا لِلْمُسْلِمِينَ خَيَاراً سِلْمِيّاً اَبَداً؟ اِلَّا اَنْ يَكْتَوُوا بِنَفْسِ النَّارِ الَّتِي اَشْعَلُوهَا؟ كَمَا اَحْرَقُوا قُلُوبَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى اَبْرِيَائِهِمْ وَكَوَوْهَا؟ وَاَمَّا اَنْ يَتَعَرَّضَ الْمُوَحِّدُونَ لِلْفَنَاءِ وَالْاِبَادَةِ؟ وَنَحْنُ نَجْلِسُ لِنَتَفَرَّجَ عَلَيْهِمْ كَمَا نَتَفَرَّجُ عَلَى الْبَرْقِ الَّذِي يَخْطَفُ اَبْصَارَنَا؟ فَاِذَا اَظْلَمَتْ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ قُمْنَا لِنَسْتَضِيءَ بِاَنْوَارِ الشَّيَاطِينِ مِنْ نُجُومِ الْغِنَاءِ وَالْكُرَةِ وَنُصَوِّتَ لَهُمْ عَلَى الْمُوبَايْلَاتِ وَالْمَحْمُولَاتِ؟ ثُمَّ اَطْفَاْنَا نَجْمَةَ التَّوْحِيِدِ مِنْ قُلُوبِنَا؟ فَمَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عُبَّادِ الْكَوَاكِبِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ النَّارَ وَالنُّجُومَ الشَّمْسِيَّةَ النِّيرَانِيَّة؟ فَهَلِ اسْتَطَاعَ نُجُومُ الْغِنَاءِ وَالْكُرَةِ اَنْ يَمْلِكُوا قُلُوبَنَا اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ مِنْ اُلُوهِيَّتِهِمْ عَلَيْنَا وَعِبَادَتِنَا لَهُمْ؟ هَلْ نَبِيعُ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ الَّذِي اَعَدَّهُ اللهُ لَنَا بِثَمَنٍ رَخِيصٍ حَقِيرٍ تَافِهٍ مِنْ نُجُومِ الْغِنَاءِ وَالْكُرَةِ هَؤُلَاء؟ اِلَى مَتَى سَنَبْقَى نَتَعَامَلُ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى اَنَّهُ مَعْبُودُ الْجَمَاهِير وَلَانُجُومِيَّةَ وَلَااحْتِرَامَ وَلَاتَقْدِيرَ لِعُلَمَائِنَا وَفِقْهِنَا وَدِينِنَا وَعُلُومِنَا وَتَشْرِيع ِاللهِ وَرَسُولِهِ لَنَا؟ اِلَى مَتَى سَنَبْقَى نَطْرَبُ لِسَمَاعِ اَصْوَاتِهِمْ وَغِنَائِهِمْ وَطَبْلِهِمْ وَزَمْرِهِمْ اَكْثَرَ مِمَّا نَطْرَبُ لِسَمَاعِ قُرْآنِنَا؟ نَعَمْ لَقَدِ اسْتَطَاعَ خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ اَنْ يَقْضُوا عَلَى لُغَتِنَا الْعَرَبِيَّةِ؟ حَتَّى حَلَّتْ مَحَلَّهَا اللَّهَجَاتُ الْمَحَلّيَّةُ؟ حَتَّى لَانَشْعُرَ بِاَيِّ تَذَوُّقٍ لُغَوِيٍّ بَلَاغِيٍّ يَجْعَلُنَا نَتَفَاعَلُ مَعَ هَذَا الْقُرْآنِ وَقَدْ اَنْزَلَهُ اللهُ{اَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ اِلَى ذِكْرِ الله(وَلَقَدْ كَانَ الْكَافِرُ عَدُوُّ اللهِ يَسْجُدُ لِعَظَمَةِ هَذَا الْقُرْآن وَقُوَّةِ بَلَاغَتِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَتَاْثِيِرهِ فِي قَلْبِهِ؟ وَاَمَّا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَدْ نَجَحَ اَعْدَاؤُنَا فِي اِبْعَادِنَا عَنِ التَّفَاعُلِ مَعَ هَذَا الْقُرْآنِ وَتَاْثِيرِهِ عَلَيْنَا؟ حَتَّى نَزَلْنَا بِوَظِيفَتِهِ اِلَى الْحَضِيض؟ وَلَمْ نَعُدْ نَقْرَؤُهُ اِلَّا عَلَى الْاَمْوَات؟ نَعَمْ لَقَدْ جَعَلْنَا الْقُرْآنَ مُوَظّفاً خَاصّاً بِوَظِيفَةٍ خَاصَّةٍ اَيْضاً لِلْاَمْوَاتِ فَقَطْ؟ وَحَرَمْنَاهُ بَلْ حَارَبْنَاهُ فِي وَظِيفَتِهِ الْاَصْلِيَّةِ الْعَامَّةِ مِنْ اَجْلِ الْاَحْيَاءِ؟ اَلَا وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ يَاسِين{لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِين(ثُمَّ جَعَلْنَاهُ ثَوْباً مُرَقّعاً بِمُخْتَلَفِ اَلْوَانِ الرُّقَعِ؟ وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ نَضَعُ رُقْعَةً جَدِيدَةً فِي لَوْنٍ مُخْتَلِفٍ؟ وَنَحْنُ لَانَرْضَى لِاَنْفُسِنَا اَنْ نَلْبَسَ مِثْلَ هَذَا الثَّوْبِ الْمُرَقّعِ؟ وَلَكِنَّنَا رَضِينَا اَنْ نَجْعَلَ الْقُرْآنَ يَلْبَسُه؟ بَلْ اِنَّنِي وَاللهِ اَخْطَاْتُ فِي التَّعْبِير؟ لِاَنَّنَا جَعَلْنَا الْقُرْآنَ ثَوْباً مُهْتَرِئاً؟ حِينَمَا قَصَصْنَا مِنْهُ قُصَاصَةَ السِّيَاسَةِ وَالِاقْتِصَادِ وَالْحُكْمِ وَالْقَضَاءِ؟ وَلَمْ نَرْضَ اَنْ يَتَدَخَّلَ الْقُرْآنُ فِيهَا؟ وَحَتَّى الْاَخْلَاقُ لَمْ تَسْلَمْ مِنَ هُرَائِنَا وَحَمَاقَتِنَا؟ بَلْ قَصَصْنَاهَا اَيْضاً مِنْ ثَوْبِ الْقُرْآنَ؟ وَوَضَعْنَا مَكَانَهَا رُقْعَةً مُهْتَرِئَةً مِنَ الْاَخْلَاقِ الْاِبَاحِيَّةِ الْقَذِرَةِ الَّتِي لَايُوجَدُ فِيهَا شَيْءٌ مُحَرَّمٌ مَمْنُوع؟ حَتَّى الْقَتْلُ وَالْاِجْرَامُ وَالتَّشْبِيحُ غَيْرُ مَمْنُوعٍ فِيهَا؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى سَخَافَةِ الْعُقُولِ الْاِبَاحِيَّةِ فِي الْهِنْدِ مَثَلاً؟ حِينَمَا تُبِيحُ لِنَفْسِهَا اَنْ تَعْبُدَ الْفِئْرَانَ مِنْ دُونِ الله؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى حَقَارَةِ الِانْحِطَاطِ الْفِكْرِيِّ وَالْعَقَائِدِيِّ الَّذِي وَصَلَ اِلَيْهِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ رَفَضُوا اَنْ يَعْبُدُوا اللهَ؟ وَلَاوُجُودَ لِلهِ فِي حِسَابَاتِهِمْ اَبَداً؟ حَتَّى اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّ الْحُكُومَةَ الْهِنْدِيَّةَ؟ لَاتَتَجَرَّاُ عَلَى قَتْلِ الْفِئْرَانِ الَّتِي قَامَتْ بِاِتْلَافِ الْمَزْرُوعَاتِ وَقَرْضِهَا وَاِبَادَةِ مَحَاصِيلِهَا عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهَا؟ وَلَايَهُمُّهُمْ اِنْ مَاتَ الشَّعْبُ الْهِنْدِيُّ مِنَ الْجُوع؟ اَلْمُهِمُّ عِنْدَهُمْ اَلَّا يُزْعِجُوا خَوَاطِرَ هَؤُلَاءِ عُبَّادِ الْجُرْذَانِ وَالْفِئْرَانِ مِنْ دُونِ الله؟ وَوَاللهِ اِنَّ فِيهِمْ مِنَ الْعَبَاقِرَةِ وَالْمُفَكِّرِينَ مَا يَتَفَوَّقُ عَلَى عُلَمَاءِ الْاَرْضِ وَعَبَاقِرَتِهِمْ وَمُفَكِّرِيهِمْ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُمْ اَعْمَلُوا عُقُولَهُمْ وَوُفّقُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ اِلَّا فِي الْوُصُولِ اِلَى الْحَقِيقَةِ الْكُبْرَى الْوَاضِحَةِ وُضُوحَ الشَّمْسِ وَالَّتِي لَايَجُوزُ اَنْ يَخْتَلِفَ عَلَيْهَا اثْنَانِ مِنَ النَّاسِ؟ وَهِيَ قَوْلُ جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ قَوْلاً وَاحِداً{يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِنْ اِلَهٍ غَيْرُه}نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ التَّشَدُّدَ فِي الدِّينِ لَيْسَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ اَبَداً؟ بَلْ اِنَّ التَّشَدُّدَ فِي الدِّينِ كَالتَّسَيُّب؟؟ تَرَاهُ وَالْعَيَاذُ بِاللِه يَتَّهِمُ الْعُلَمَاءَ بِالتَّشَدُّدِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ تَرَاهُ يَتَشَدَّدُ؟ بَلْ يُشَدِّدُ عَلَى نَفْسِهِ وَغَيْرِهِ؟ ثُمَّ يُفْتِي النَّاسَ عَنْ جَهْل؟ وَاَقُولُ لِهَذَا؟ اِيَّاكَ اَنْ تَطْمَئِنَّ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَجْرَؤُكُمْ عَلَى الْفَتْوَى؟ هُوَ اَيْضاً اَجْرَؤُكُمْ عَلَى اقْتِحَامِ جَحِيمِ النَّار؟ اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام(وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ مَنْ هَذَا الْاَحْمَقُ الْاَرْعَنِ الَّذِي يُفْتِيكَ اَيُّهَا الْجَاهِلُ؟ اَنَّكَ اِذَا اغْتَسَلْتَ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ؟ فَاِنَّكَ تُذْهِبُ ثَوَابَ صَوْمِك؟ هَلْ اَنْتَ وَهُوَ اَفْهَمُ مِنْ رَسُولِ الله؟ هَلْ اَنْتُمَا اَفْقَهُ مِنْ اَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ الِّذِينَ عَاشُوا مَعَهُ وَعَاشَرُوهُ وَقَلَّدُوه؟ وَلِذَلِكَ اِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ وَ اِيَّانَا مَعَكُمْ؟ اَنْ نُفْتِيَ بِشَيْءٍ نَجْهَلُه؟ وَاِيَّانَا اَنْ نُحَمِّلَ الدِّينَ مَالَيْسَ مِنْه؟ بِلْ بِالْعَكْسِ وَكَمَا قُلْنَا يَجِبُ عَلَى الصَّائِمِ اَنْ يَاْخُذَ قِسْطاً مِنَ الرَّاحَة؟ وَالصَّائِمُ لَهُ الْحَقُّ اَيْضاً اَنْ يُقَلّلَ مِنْ سَاعَاتِ عَمَلِه؟ وَعَلَى الدَّوْلَةِ اَنْ تَتَجَاوَبَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ التَّقْلِيل؟ وَالصَّائِمُ لَهُ الْحَقُّ اَيْضاً اَنْ يَنَام؟ وَنَوْمُهُ يُعْتَبَرُ عِبَادَة؟ لِاَنَّ هَذَا النَّوْمَ يُعِينُهُ عَلَى الصَّوْم؟ لَكِنْ لَايَنَامُ طُوَالَ النَّهَارِ كَمَا يَفْعَلُ الْبَعْضُ فِي اَيَّامِنَا؟ حَتَّى اَنَّهُمْ يُفَوِّتُونَ عَلَيْهِمْ صَلَاتَيِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ مَعاً؟ وَاَمَّا فِي اللَّيْلِ؟ فَاِنَّهُمْ يُقَضُّونَ اللَّيْلَ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَصَلَاةِ التَّرَاوِيحِ وَالتَّهَجُّدِ؟ عَفْواً وَمَعَاذَ الله؟ اَقْصِدُ فِي السَّهَرِ مَعَ الشَّيْطَان؟ لِاَنَّ الْاِحْيَاءَ الشَّرْعِيّ؟ عَفْواً اَقْصِدُ الشَّيْطَانِيّ لِلَيَالِي رَمَضَان؟ لَايكُونُ كَمَا نُشَاهِدُ وَكَمَا نَسْمَعُ في ايامنا اِلَّا فِي خِيَامِ رَمَضَانَ الَّتِي تُرْتَكَبُ فِيهَا كُلُّ الْمُنْكَرَاتِ وَكُلُّ الْمُخَالَفَاتِ بِاسْمِ شَهْرِ رَمَضَان؟ وَلَقَدْ كُنَّا نَرَى مِثْلَ هَذِهِ الْاُمَورَ الْعَجِيبَةَ؟ حِينَمَا ذَهَبْنَا مِنْ اَجْلِ السِّيَاحَةِ؟ اِلَى جُمْهُورِيَّةِ مِصْرَ الْعَرَبِيَّة؟ فَاِذَا بِالْاِعْلَانَاتِ؟ فِي لَيْلَةِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيف؟ تَمْلَاُ الشَّوَارِعَ؟ مَكْتُوباً عَلَيْهَا مَايَلِي؟ اِكْرَاماً لِذِكْرَى مَوْلِدِ خَيْرِ الْاَنَام؟ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ اَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَام؟ سَتُحْيِي نَجْوَى فُؤَاد لَيْلَتَهَا فِي الرَّقْصِ اِلَى الْفَجْر؟ نَعَمْ اَخِي؟ نَجْوَى فُؤَاد؟ سَتَرْقُصُ لَكَ؟ وَتَمِيلُ عَلَيْكَ بِصَدْرِهَا وَثَدْيَيْهَا وَبَطْنِهَا وَظَهْرِهَا وَعُهْرِهَا؟ اِكْرَاماً لِرَسُولِ الله؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْحَضِيضِ الْحَقِيرِ الَّذِي وَصَلَ اِلَيْهِ الْمِصْرِيُّون؟ فَاَيَّةُ كَرَامَةٍ بَقِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ عِنْدَ هَؤُلَاء؟ وَمَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ اَخْرَجُوا الْاَفْلَامَ الْمُسِيئَةَ بِحَقِّ رَسُولِ اللهِ؟ لِمَاذَا نَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَانَلُومُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى عُهْرِهِمْ وَفُجُورِهِمْ؟ قَبْلَ اَنْ نَلُومَ خَنَازِيرَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَسْتَبِيحُونَ دِمَاءَنَا وَاَمْوَالَنَا وَاَعْرَاضَنَا بِمُسَاعَدَةِ الرَّافِضَةِ وَالنُّصَيْرِيِّينَ مِنْ قَوْمِي الْخَوَنَة؟ وَالْمُسْلِمُونَ مَازَالُوا اِلَى الْآنَ؟ لَايَعْشَقُونَ اِلَّا نُجُومَ الْكُرَةِ وَالْغِنَاءِ؟ وَاَمَّا اَحْفَادُ الْقِرَدَةِ مِنَ الْيَهُودِ؟ وَاِخْوَانُهُمْ مِنْ عُبَّادِ الصَّلِيبِ الْخَنَازِيرِ الْحُثَالَةِ الْخَوَنَة؟ فَقَدْ كَانُوا وَمَا زَالُوا يَعْشَقُونَ الرَّافِضَةَ وَالْبَاطِنِيَّةِ مِنْ قَوْمِي الَّذِينَ قَامُوا بِمُسَاعَدَتِهِمْ بِارْتِكَابِ اَبْشَعِ الْمَجَازِرِ قَدِيماً وَحَدِيثاً بِحَقِّ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبُوسْنَة وَالْهِرْسِك وَالشِّيشَان؟ وَهَلْ كَانَ الرُّوسُ الْخَوَنَةُ الَّذِينَ مَازَالُوا اِلَى الْآنَ يُعَانُونَ مِنْ نَقْصِ عَدَدِ سُكَّانِهِمْ؟ هَلْ كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ قِتَالَ الشِّيشَانِ اِلَّا بِمُسَاعَدَةِ الرَّافِضَة؟ وَهَلْ كَانَ الصَّرْبُ الصَّلِيبِيُّونَ الْمُجْرِمُونَ الْاَنْجَاس يَسْتَطِيعُونَ قَتْلَ الْمُسْلِمِينَ اِلَّا بِمُسَاعَدَةِ الرَّافِضَة؟ حَتَّى اَنَّهُمْ قَتَلُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ فِي وَجْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَدَفَنُوهُمْ فِي مَقْبَرَةٍ جَمَاعِيَّة؟ وَنَحْنُ مَا زِلْنَا اِلَى الْآنَ نَنْتَظِرُ سَكَاكِينَ الرَّافِضَةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ مِنْ قَوْمِي؟ لِتَعْمَلَ عَمَلَهَا فِي رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ بِقَوْلِهَا؟ حَيَّ عَلَى الْجِهَادِ مِنْ اَجْلِ ثَارَاتِ الْحُسَيْنِ وَمِنْ اَجْلِ مَظْلُومِيَّةِ زَيْنَبَ؟ وَنَحْنُ غَافِلُونَ وَلَانُرِيدُ مِنْ اَحَدٍ اَنْ يُزْعِجَ خَاطِرَنَا؟ وَلَا اَنْ يَقُولَ لَنَا شَيْئاً اَبَداً عَنْ حَيَّ عَلَى الْجِهَادِ مِنْ اَجْلِ مَظْلُومِيَّةِ اَهْلِ السُّنَّةِ
؟ وَقَدْ قَتَلَ الرَّافِضَةُ مِنْهُمْ مَا قَتَلُوا مِنْ اَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ وَاَبْرِيَائِهِمْ وَضُعَفَائِهِمْ؟ وَقَدْ هَتَكُوا مِنْ اَعْرَاضِهِمْ مَاهَتَكُوا؟ وَقَدْ دَمَّرُوا مِنَ الْبُيُوتِ مَا دَمَّرُوا حَتَّى الْمَوْتِ عَلَى رُؤُوسِ اَصْحَابِهَا؟ وَقَدْ قَطَعُوا عَنْهُمْ مِنَ الْمَمَرَّاتِ الْآمِنَةِ مِنْ اَجْلِ اِسْعَافِ جَرْحَاهُمْ مَا قَطَعُوا؟ ثُمَّ تَرَكُوهُمْ يَنْزِفُونَ حَتَّى الْمَوْتِ جُوعاً وَعَطَشاً وَعُرِيّاً وَافْتِقَاراً وَحَاجَةً اِلَى الدَّوَاءِ اللَّازِمِ لِاِنْقَاذِهِمْ؟ بَلْ لَانُرِيدُ مِنْ اَحَدٍ اَنْ يَصِيحَ بِنَا بِحَيَّ عَلَى الْجِهَادِ مِنْ اَجْلِ مَظْلُومِيَّةِ اللهِ الْوَاحِدِ الْاَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذِي يُشْرِكُ بِهِ الشِّيعَةُ وَغَيْرُهُمْ وَيَظْلِمُونَهُ بِشِرْكِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم( بَلْ نَنَامُ فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ سُكَارَى وَمُحَشِّشين عَلَى حَيَّ عَلَى الْعُهْرِ وَالْفَسَادِ وَالدَّعَارَةِ وَالتَّصْوِيتِ عَلَى السُّحَاقِيَّةِ وَاللُّوطِيِّ وَالْعَاهِرَةِ وَالْعَاهِرِ الْمُفَضَّلِ لِلنَّيْكِ عِنْدَنَا فِي بَرْنَامَج عَرَب آيْدِل وَرَقَّصْنِي يَاجَدَعْ عَلْ وَحْدَوْ نِصْ؟ هِزِّي خَصْرِكْ هِزِّي وْهِزِّي وْهِزِّي وْهِزِّي وْهِزِّي؟ قَدِّيش فِي خَصْرِكْ لِذّي وَلِذّي وْلِذّي وَلِذّي؟ قَدِّيشْ يَلْتَذّ الرَّافِضَةُ وَالْبَاطِنِيُّونَ وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى الْخَوَنَةُ وَالْعَلْمَانِيُّونَ وَالشُّيُوعِيُّونَ وَالْمَاسُونِيُّونَ وَاللِّيبْرَالِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْيَمِينِيِّينَ وَالْيَسَارِيِّينَ الْمُتَطَرِّفِينَ بِسَفْكِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَسَرِقَةِ اَمْوَالِهِمْ وَانْتِهَاكِ اَعْرَاضِهِمْ وَتَدْمِيرِ الْبُيُوتِ عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَتَرْكِهِمْ يَنْزِفُونَ حَتَّى الْمَوْتِ مِنْ دُونِ اِسْعَافِهِمْ وَلَايَسْمَحُونَ لِلصَّلِيبِ الْاَحْمَرِ بِالدُّخُولِ لِنَجْدَتِهِمْ اِلَّا بَعْدَ انْتِهَاءِ الْعَمَلِيَّاتِ الْعَسْكَرِيَّة؟ وَلَكْ تْفُوووو عَلَى شَرَفِ الْحُكَّامِ الْعَرَبِ الْخَوَنَة وَمَنْ يَدْعَمُهُمْ؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنِّي اَنَا النُّصَيْرِيَّةُ الْعَلَوِيَّة وَقَدْ جَعَلُوا مِنْ قَلْبِي اَقْسَى مِنْ قُلُوبِ الْيَهُود وَنَفَثُوا فِيهِ مِنْ السُّمُومِ وَاْلاَحْقَادِ عَلَى اَهْلِ السُّنَّةِ مَالَايَعْلَمُهُ اِلَّا الله؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ قَلْبِي يَتَقَطَّعُ اَلَماً وَلَوْعَةً وَحَسْرَةً عَلَى اَهْلِ السُّنَّةِ وَمَا يَحْدُثُ لَهُمْ؟ وَاَكَادُ اَبْكِي دَماً بَدَل الدُّمُوع؟ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ يَزْدَادُ كُرْهِي اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ لِقَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ الَّذِينَ تَحَالَفُوا مَعَ الْمُجْرِمِينَ السَّفَّاحِينَ الْقَتَلَةِ الْمَجُوس؟ اَرَاَيْتَ اَخِي اِلَى مِثْلِ هَذِهِ الْفَوْضَى الَّتِي لَامَثِيلَ لَهَا فِي تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللهِ فِي رَمَضَان؟ عَفْواً اَقْصِدُ فِي احْتِقَارِ شَعَائِرِ اللهِ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ الَّذِينَ كُنَّا نَاْمُلُ مِنْهُمْ اَنْ يَكُونُوا قَلْعَةً حَصِينَةً لِلْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين؟ وَالْيَوْمَ اَيْضاً نَرَى مِثْلَ هَذِهِ الْفَوْضَى فِي رَمَضَانَ فِي اَكْثَرِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَعْكُفُونَ عَلَى الْغَيْبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَعَلَى التَّدْخِينِ فِي لَيَالِي رَمَضَانَ وَهُمْ يُشَوِّهُونَ لَيَالِيَ رَمَضَانَ وَهُمْ يَرْتَكِبُونَ الْمَعَاصِي وَالْمُنْكَرَاتِ عَلَناً فِي لَيَالِي رَمَضَان ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اِذَا مَاطَلَعَ الْفَجْرُ نَامُوا كَالْفَطَائِسِ الشَّيْطَانِيَّةِ اِلَى اَذَانِ الْعَصْرِ؟ فَهَلْ هَذَا هُوَ النَّوْمُ الْمَشْرُوعُ الْمَطْلُوب؟ اِنَّهُ النَّوْمُ الشَّيْطَانِيُّ الَّذِي كَبَسَ بِثِقْلِهِ عَلَيْهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ اَرْهَقُوا اَنْفُسَهُمْ فِي الْمَعْصِيَةِ اللَّيْلِيَّةِ؟ فَنَامُوا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنَ الْاِرْهَاقِ الشَّيْطَانِيِّ الَّذِي نَتَجَ عَنِ ارْتِكَابِهِمْ لِلْمَعَاصِي؟ وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الْمَعَاصِي رَغْماً عَنْهُمْ وَاِنَّمَا كَانَتْ بِاِرَادَتِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُمْ اَرْغَمُوا اَنْفُسَهُمْ عَلَيْهَا اِرْضَاءً لِلشَّيْطَانِ الرَّجِيم؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْاَمْرَاضَ الَّتِي تُصِيبُ الْمَدَخِّنِينَ مِنَ التَّدْخِينِ وَالسَّهَرِ وَالتَّعَبِ الْمُضْنِي فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ لَاتُصِيبُهُمْ رَغْماً عَنْهُمْ؟ وَاِنَّمَا اَصَابَتْهُمْ بِسَبَبِ اسْتِهْتَارِهِمْ فِي صِحَّتِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ فَلَا ثَوَابَ لَهُمْ عَلَيْهَا وَلَا عَلَى تَحَمُّلِهَا وَالصَّبْرِ عَلَيْهَا؟ وَاِنَّمَا عَلَيْهِمُ الْوِزْرُ وَالْاِثْمُ وَالْعِقَابُ وَالْعَذَابُ الْاَلِيمُ الْمُهِينُ الْمُخْزِي اِذَا مَاتُوا بِسَبَبِ التَّدْخِينِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ كَالْخَمْرِ وَالْمَيْسِر؟ وَاَمَّا الْاَمْرَاضُ الَّتِي تَاْتِيكَ اَخِي رَغْماً عَنْكَ وَمِنْ دُونِ اَنْ تَسْتَهْتِرَ فِي صِحَّتِكَ؟ فَهَذِهِ هِيَ الْاَمْرَاضُ الَّتِي يَاْتِيكَ بِسَبَبِهَا مِنَ الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ الْهَائِلِ عِنْدَ اللهِ بِشَرْط؟ اَنْ تَتَحَمَّلَ وَجَعَهَا وَآلَامَهَا وَتَصْبِرَ وَلَاتَعْتَرِضَ عَلَى قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ؟ وَاَنْ تُعَالِجَ نَفْسَكَ مِنْهَا قَدْرَ الْاِمْكَانِ بِمَا اَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْكَ مِنَ الْاَدْوِيَةِ الشَّافِيَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَعْتَقِدَ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ وَحْدَهُ الْمُؤَثّرُ الْحَقِيقِيُّ فِي شِفَائِكَ وَلَيْسَ الْاَدْوِيَة؟ وَاَنْ تَكُونَ حَرِيصاً عَلَى طَلَبِ الشِّفَاءِ مِنَ اللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ وَهَذَا شَرْطٌ ضَرُورِيٌّ اَيْضاً؟ وَاَمَّا الصَّائِمُ الَّذِي يَصُومُ وَيُفْطِرُ وَيُصَلّي التَّرَاوِيحَ وَيَنَامُ ثُمَّ يَقُومُ مُسْتَغْفِراً لِيُصَلّي وَلَوْ رَكَعْتَيْنِ فِي الْهَزِيعِ الْاَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ؟ ثُمَّ يَاْتِي اِلَى الْمَسْجِدِ لِيُصَلّيَ الْفَجْرَ جَمَاعَةً وَيَسْتَمِعَ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ؟ ثُمَّ يَذْهَبُ اِلَى بَيْتِهِ وَيَنَامُ بَعْضَ النَّهَارِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَصْحُوَ بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى عَمَلِهِ نَشِيطاً؟ فَاِنَّ نَوْمَهُ يُعْتَبَرُ عِبَادَةً تُقَرِّبُهُ اِلَى اللهِ زُلْفَى؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا ذَهَبْتَ اِلَى عَمَلِكَ وَلَمْ تَاْخُذْ كِفَايَتَكَ مِنَ النَّوْمِ؟ فَقَدْ تَصْدِمُكَ سَيَّارَةٌ فِي الشَّارِعِ دُونَ اَنْ تَشْعُر؟ وَخَاصَّةً اِذَا كُنْتَ كَبِيراً فِي السِّنِّ؟ فَاِذَا كُنْتَ سَائِقاً فِي السَّيَّارَةِ وَلَمْ تَاْخُذْ كِفَايَتَكَ مِنَ النَّوْمِ؟ فَاِنَّ الْمُصْيبَةَ تَكُونُ اَعْظَم؟ فَقَدْ تَصْطَدِمُ بِسَيَّارَةٍ اُخْرَى؟ اَوْ تَصْدِمُ اِنْسَاناً يَعْبُرُ الطَّرِيق؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنْ اَنْ تَشْبَعَ مِنَ النَّوْمِ بِمَا يَكْفِي؟ وَخَاصَّةً اِذَا كُنْتَ اَخِي تُدَخِّنُ اَوْتَتَعَاطَى بَعْضَ الْكُحُولِ اَوِالْمُخَدِّرَاتِ؟ اَوْ كُنْتَ مِنَ الْمُدْمِنِينَ فِي تَعَاطِيهَا وَالْعَيَاذُ بِالله؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ بِحَاجَةٍ اِلَى النَّوْمِ اَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ؟ حَتَّى يَقُومَ النَّوْمُ بِتَصْفِيَةِ دِمَائِهِمْ وَاَجْسَامِهِمْ مِنْ سُمُومِ الْخَمْرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِين؟ وَاَنْصَحُ هَؤُلاَءِ جَمِيعاً بِتَنَاوُلِ مِلْعَقَةٍ وَلَوْ صَغِيرَةٍ مِنَ الْعَسَلِ قَبْلَ اَنْ يَنَامُوا؟ لِاَنَّهُ يَلْعَبُ دَوْراً كَبِيراً فِي شِفَائِهِمْ وَتَخْلِيصِهِمْ مِنْ هَذِهِ السُّمُومِ الشَّيْطَانِيَّةِ بِاِذْنِ الله؟ وَقَدْ يُخَلّصُهُمْ مِنَ الْاِدْمَانِ اَيْضاً فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرَحْمَة؟ كَمَا وَاَنْصَحُهُمْ بِتَنَاوُلِ مُضَادَّاتِ الْاَكْسَدَةِ اَيْضاً بِمِقْدَارِ فِنْجَانٍ صَغِيرٍ مِنَ الشَّايِ الْاَخْضَرِ اَوِ الْقَهْوَةِ مَثَلاً قَبْلَ النَّوْمِ اَيْضاً؟ كَمَا وَاَنْصَحُهُمْ اَنْ يَنَامُوا عَلَى اِطْفَاءِ الْاَنْوَارِ تَمَاماً؟ مَعَ مُرَاعَاةِ التَّفْرِيقِ بَيْنَ الْاَوْلَادِ فِي الْمَضَاجِعِ وَاَمَاكِنَةِ النَّوْمِ؟ وَمُرَاقَبَتِهِمْ مُرَاقَبَةً شَدِيدَةً صَارِمَةً مِنْ فَتْرَةٍ اِلَى اُخْرَى فِي اَوْقَاتِ النَّوْمِ؟ حَتَّى لَايَحْصَلَ أيُّ تَحْرِيشٍ جِنْسِيٍّ مُحَرَّمٍ بَيْنَهُمْ؟ وَهَذَا مَا اَرْشَدَ اِلَيْهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَهَذِهِ مُعْجِزَةٌ عِلْمِيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ كُبْرَى؟ فَقَدِ اكْتَشَفَ الْعُلَمَاءُ؟ اَنَّ الْغُدَدَ الْمَسْؤُولَةَ عَنْ اِفْرَازِ مُضَادَّاتِ الْاَكْسَدَةِ فِي دَاخِلِ الْجِسْمِ؟ لَاتَقُومُ بِاِفْرَازِ شَيْءٍ اَبَداً فِي حَالَةِ اِضَاءَةِ الْاَنْوَارِ وَلَوْ كَانَتْ اَنْوَاراً ضَعِيفَةً مُضَاءَةً اَثْنَاءَ النَّوْم؟ وَهَذَا مَا يَجْعَلُ انْتِشَارَ الْخَلَايَا السَّرَطَانِيَّةِ يَتَزَايَدُ فِي الْجِسْمِ شَيْئاً فَشَيْئاً وَيَوْماً بَعْدَ يَوْم؟ كَمَا وَاَنْصَحُهُمْ بِالْعَوْدَةِ اِلَى اللهِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ عَلَيْنَا اَنْ نَحْذَرَ ثُمَّ نَحْذَرَ ثُمَّ نَحْذَرَ مِنْ غَضَبِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ؟ مِنْ اَنْ نُشَوِّهَ بَهَاءَ هَذَا الدِّينِ؟ وَاَنْ نَرْتَكِبَ الْمُنْكَرَاتِ وَالْمَعَاصِي بِاسْمِ هَذَا الدِّينِ وَهُوَ مِنْهَا بَرَاء؟ وَكَذَلِكَ اَنْ نَحْذَرَ اَنْ نَرْتَكِبَ مِثْلَ هَذِهِ الْمُنْكَرَاتِ بِاسْمِ الْعِبَادَةِ وَاِحْيَاءِ لَيَالِي رَمَضَان؟ اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْخَاشِعِينَ لَكَ وَالْمُطِيعِينَ لِاَمْرِكَ وَالْمُنْتَهِينَ عَنْ نَهْيِكَ؟ وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِهِمْ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله غُصُون وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين









رحيق مختوم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
400 مسالة في الحج لأبن قدامه رحمه الله تعالى المناضل السليماني مجلس الإسلام والحياة 0 11-10-2011 07:26 AM
الصحراء والمطر الجزء الثالث سعد ابوحيمد ملتقى الكتاب والمؤلفين 11 13-04-2009 06:30 PM
موسوعة الصقور اللبيب مجلس الباديه والرحلات 3 26-02-2007 01:17 AM


الساعة الآن 02:15 PM

سناب المشاهير