بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
انقل لكم هذا الموضوع لبعض ديار قبيلة قحطان للرحاله/ محمد الشاوي...
ان شالله يحوز الموضوع على رضاكم..
في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من هذا العام 1430هـ قررت زيارة المناطق الواقعة إلى الشرق والشمال الشرقي من مدينة خميس مشيط
وكان الهدف منها أولا زيارة عين لهو الواقعة في هضبة لهو وقد تحقق مع هذا الهدف زيارة أماكن كثيرة لم أتوقع أن يتسع الوقت لزيارتها وكان ذلك كله بفضل الله تعالى ثم ببركة وقت رمضان
وحيث أن مقر سكني خلال شهر رمضان في جبال السودة فقد قررت أن أبيت تلك الليلة في المنطقة الواقعة شرق خميس مشيط
خارطة تبين موقع بعض المناطق التي تم التجول فيها نهار ذلك اليوم
صورة فضائية للمنطقة التي تمت زيارتها ويظهر فيها مسار الرحلة باللون الأزرق
صورة فضائية مقربة وعليها أسماء بعض الأماكن التي سترد بالتقرير إن شاء الله تعالى .
من مكان المبيت التقطت لكم صورة هذه الصخرة الجميلة في وقت الغسق
ثم انطلقت إلى طريب ومنها إلى قرية العرين
وهذه صورة للطريق بين طريب والعرين حيث يمر بهذا العبل الجميل
وهذه عقبة جميلة تطل على جبل المسناة وجبل شبوة ووادي تثليث وهي بين قريتي العرين والأمواه
وقرية الأمواه هي إحدى قرى وادي تثليث ذلك الوادي الشهير الذي كان يسكنه عمرو بن معد يكرب وهو أحد صناديد العرب وفرسانهم المعدودين
وفيه يقول :
لمن طَلَلٌ بالعَمقِ أصبحَ دارساً == تَبَدَّلَ آراماً وَعِيناً كَوَانِسا
تَبَدَّلَ أُدمانَ الظِباءِ وحَيرَماً == فأَصبحتُ في أطلالها اليومَ حابسا
أَعَبَّاسُ لو كانت شِياراً جيادُنا == بِتَثليثَ ما ناصَيتَ بعدي الأحامسا
لَدُسناكُمُ بالخيل من كلّ جانبٍ == كما داسَ طَبّاخُ القُدُورِ الكَرادِسا
وهو في هذه القصيدة يرد على العباس بن مرداس بن أبي عامر الذي غزا زبيدا في تثليث وغنم كثيرا حتى ملأ يديه .. والقصة في كتب الأدب .
كما ورد اسم هذا الوادي كثيرا في شعر العرب وممن ذكره منهم النابغة الجعدي :
فَذَر ذا ولكِن هَل تَرَى ضَوءَ بارِقٍ == يُضيءُ مِن الأَعراضِ أَثلاً وَعَرعَرا
يَبِيتُ عَلَـى تَثليِثَ أَيمَنُ صَوِبِــهِ == وَأَيسَـرُه يَعلُو الكَـراءَ فَكَركَـرا
وقول الأعشى الباهلي يرثي بها المنتشر بن وهب الباهلي :
فجاشت النفس لما جاء جمعهم == وراكب جاء من تثليث معتمر
وتروى هذه القصيدة للدعجاء بنت المنتشر
كما تروى لليلى بنت وهب الباهلية أخت المنتشر والله أعلم .
وممن ذكر تثليث في شعره طرفة بن العبد بقوله :
أَتَعرِفُ رَسمَ الدارِ قَفراً مَنازِلُه == كَجَفنِ اليَمانِ زَخرَفَ الوَشيَ ماثِلُه
بِتَثليثَ أَو نَجرانَ أَو حَيثُ تَلتَقي == مِنَ النَجدِ في قَيعانِ جَأشٍ مَسائِلُه
دِيارٌ لِسَلمى إِذ تَصيدُكَ بِالمُنى == وَإِذ حَبلُ سَلمى مِنكَ دانٍ تُواصُلُه
وحميد بن ثور الهلالي بقوله :
وَقولا خَرَجنا تاجِرين فأَبطأَت == رِكابٌ تَرَكناها بِتَثليث قُيّما
وأما ابن الدمينة فيتغزل قائلاً :
عُقَيِليَّةٌ أَمّا مَلاثُ إِزارِها == فَدِعصٌ وَأَمّا خَصرُها فَبَتِيلُ
تَرَبَّعُ أَكنَافَ الحِمَى وَمَقِيلُها == بتَثلِيثَ مِن ظِلِّ الأَرَاكِ ظَليلُ
ولو أننا أردنا أن نستقصي ما قيل في هذا الوادي الذي نحن الآن في أكنافه وعلى ضفافه لطال بنا المقام
وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق
لقد كان هذا الوادي مجدباً جداً ولكن تحيط به جبال وهضاب لا تمل العين من رؤيتها ومن ذلك :
هذه الهضبة الصغيرة التي تشكل غاراً جميلاً لمن أراد أن يستظل بها في ضحوات الصيف
وهذه صورة لمشروع الإسكان الخيري على ضفاف تثليث في قرية الأمواه ومن خلفه هضبات جميلة
بعد التجول في قرية الأمواه تم التوجه شمالا مع مجرى وادي تثليث مع طريق مزفت حديثاً يتجه إلى مدينة تثليث وبعد مسافة 15 كم تقريبا تركت هذا الطريق دخولا في قرية الحمراء ( بلاد المشاعلة ) عند هذه الإحداثية :
1853604 -- 4339370
ومنها التوجه شرقا إلى هضبة لهو
( عين لهو )
تقع هضبة لهو في الشمال الشرقي لقرية الأمواه وهي هضبة جميلة وكبيرة وبها شعاب كثيرة
كما تتميز بوجود عين ماء في أعلى أحد الأودية التي تنحدر منها غربا ويسمى وادي لهو
كانت الطرق إلى العين سهلة المسلك ماعدا الكيلومتر الأخير حيث يضيق الوادي وتكثر فيه الصخور
يوجد في مدخل الوادي وعلى بعد 3.5 كم من العين بئر عذبة وشيب ماء وحوله بعض البادية
إحداثية البئر
1854161 -- 4346871
إحداثية العين
1854995 -- 4348909
هذه العين كانت تجري طوال العام وبغزارة كما قال لي ذلك صاحب البيت الواقع في مدخل العين وهو من قبيلة قحطان .
مسجد في وادي لهو
بعض البيوت في وادي لهو
الطريق عندما يضيق قبل عين لهو والصورة التقطت صباحا باتجاه مطلع الشمس مما أثر على جودتها .
حوض وضع لجمع المياه المتسربة بعد أن شحت العين في السنوات القريبة الماضية .
من هنا يخرج الماء
بعض النخيل والأشجار الأخرى حول العين