مآسي العام
عام مضى وكأننا نسينا فتنه ومحنه المتلاطمة وما لاقى فيه أهل السنة
من ألوان العذاب والنكال , في كل بقاع الأرض ، لا ترى مسلما صادقا
إلا ويذوب قلبه ويتفطر مما يرى من تسلط الأعداء المستمر , وفي المقابل
يرى التخاذل من بعض المسلمين في نصرة هذا الدين وأهله , وفي هذا العام
الذي رحل ، ظهرت فيه أبشع العدوات المسافرة والحروب الضاريه التي اصطلى
بنارها أهل السنة في غزة خاصة وفي كل مكان عامة , ولك أن تنظر إلى
المشردين والمحاربين والمضطهدين ، ولو نظرت من زاوية أخرى لرأيت من معاني
الفقر والذل والجوع والحرمان والظلم والعدوان , لقد أصبح جسد الأمة جسدا
مثخنا بالجراح ، فعن أي شيء أتحدث ـ أخي الحبيب ـ أأتحدث عن الدماء
المسفوكة بغير حق؟ ونحن نراها مذابح بشرعة في كثير من البلدان
فكم من قتيل وجريح؟
وكم من امرأة انتهك عرضها؟
وكم من طفل يتم أو شوه أو بدل دينه وفطرته؟
وكم من منزل هدم على أهله؟
ما هي أحوال إخواننا وأخواتنا؟
إنها تشكى إلى الله فحسبنا الله ونعم الوكيل
مذابح رهيبة , وأراضي مغتصبة , ومساجد مهدمة ومدنسه
بأيادي يهودية أو هندوسية أو نصرانية أو من عملائهم من أهل البدع , هل أتحدث عن
مصيبة موت الدعاة والعلماء؟ أم أتحدث عن محاربتهم وأذيتهم والسخرية بهم ووصفهم
بالتطرف والإرهاب والرجعية والتخلف والشطط الفكري؟ أم أتحدث عن إعراض كثير من
المسلمين عن دينه فكثير منهم يجهلون حدود ما أنزل الله على رسوله؟ أم أتحدث عن
العلمانيين والمنافقين الذين صدوا بقنواتهم وصحفهم ومجلاتهم وأشرطتهم الماجنة؟
أم أتحدث عن رواد المقاهي والاستراحات وهم يقرقرون وكأنهم ضفادع في جوف ماء راكد؟
أم أتحدث عن دعاة التحرير ـ تحرير المرأة ـ والاختلاط والتبرج والسفور؟
هؤلاء الذين يقولون حقوق المرأة , أهم أعلم بحقها أم الله؟
{ قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون }
{ أفغير دين الله يبغون}؟؟ إي والله ، يا من تريدون غير دين الله لقد أعطاها الله حقها فقال
{وعاشروهن بالمعروفِ} وقال{ وقرن في بيوتكم ولا تبرجن } وقال{ يدنين علهيم من جلابيبهن
ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } وقال{ ولهن مثل الذي عليهن } وغير ذلك مما ثبت من كتاب
الله وسنة رسوله في حق أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا وعماتنا وخالاتنا وأخواتنا ، فهل هؤلاء
يريدون ما أراد الله؟؟ كلا والله , يا ـ أخي المسلم ـ تأمل في قول الله تعالى
{ يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد
أن يتوب عليكم } هذا هو مراد الله لعبادة , لكن المنافقون والعلمانيون لا يريدون ذلك أبدا
لذا قال عنهم سبحانه { ويريدون الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} فهذا هو مرادهم
أن تنحرف معهم في شهواتهم وملذاتهم و انحرافاتهم وأفكارهم المخالفة للكتاب والسنة , لماذا؟
{حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } هم يحبون أن تشيع الفاحشة في صفوف المؤمنين
بكل أشكالها وصورها ، لذا أخبر سبحانه عنهم فقال{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين
آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة } أوترضى ـ أخي المسلم ـ أن تكون معهم في هذا العذاب؟
لا شك أنك ما ترضى , إذا.. فاهجرهم وأهجر ما يدعون إليه {ذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه
يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا ينصرون } تقول ما أقدر .. ما استطيع .. تعودت..وقعت ..
أجل استمع إلى حالك وحالهم يوم القيامة { وقفوهم أنهم مسئولون ما لكم لا تناصرون بل هم اليوم
مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض } التابع والمتبوع {يتساءلون قالوا } الذين تبعوهم ووافقوهم
وعملوا بما دعوا إليه وبما نشروه { إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين } باسم الدين والتطور والإصلاح
{ قالوا بل لم تكونوا مؤمنين } فلوكان لديكم الإيمان الحقيقي لمنعكم ولحماكم
{ وما كان لنا عليكم من سلطان } هل جبرناكم وغصبناكم على أفكارنا وأطروحاتنا؟ كلا
{ بل كنتم قوما طاغين } تجاوزتم حدود الله وعصيتم أوامره ، فكان جزاؤكم أنكم معنا في العذاب
{ فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون إنا كذلك نفعل بالمجرمين } فالراضي والفاعل سواء في الطغيان والإجرام
وهنا قد يتساءل سائل ويقول:
أما لأعداء الدين أن يكفوا بأسهم؟
أما آن لهذا الليل المظلم من فجر جديد؟
أما آن لشمس الحق أن تشرق؟
بلى .. والله ..
تابع تفصيله في الصفحة الرابعة
26-12-2009, 07:45 PM
الصـفـحـة الــثـالـثة
تعليمات المشاركة
العرض العادي
