رحلــة مع الكرم ...........

صفة الأنبياء والمؤمنين ، وصفة كل من أشرب حب السخاء والبذل ، لايتصف بهذه الخصلة إلا من عرف الله حق معرفته ومن آمن به وعلم أن هذه الصفة إذا وجهت في طريقها المستحق فقد استحق الثناء من رب العباد .

الكريم ليس كريم النسب والحسب فقط بل الكرم هو البذل بعينه ، فمتى استوى عندك الفقير والغني في مجلسك فأنت كريم ، وإلا هنك طائفة من الناس اتخذت الكرم ذريعة لمآرب دنيوية وإني أتحفظ على كلمة كرم ، فمثل هؤلاء لايعدون كرماء طالما أن الفقير إذا دق بابهم لووا أعناقهم وشرقوا بريقهم ......

الكريم يا إخوان هو من يبذل وينفق ويعطي المستحق ، هذا الكرم بالمعنى الرباني ، حتى تكاد كلتا يديه لاتعلم عن إنقاق الاخرى .....

أعرف شخصأ طيب المعشر حسن الاخلاق ملتزم في الدين مات رحمه الله قد فتح بابه ليل نهار للضيوف فقيرهم وغنيهم ،
بلغ من هذا الرجل أنه لم يطعم له أكلاً لوحده أربعين عامًا وقد خلفه أولاده على هذه الصفة صفة الكرم العجيب ، فمن يقدر على ذلك ؟

ضوابط الكرم كثيرة والناس لازالوا بخير والكرماء كثيرون ، ومن حق الضيف على المسلم تضييفه لمدة ثلاثة ايام وتقديم الطعام له على ألا يكون في ذلك كلفة مخالفة للدين .

المتعارف عليه عند العرب أن الضيف إذا قدم على مضيفه وجب عليه أن يقوم بإكرامه حتى لو لم يعرفه ، فالناس متفاوتون ، فهناك من يقدم لضيفة الذبيحة وهناك من يقدم أقل من باب الجود في الموجود وهناك من لم يقدم لضيفة إلا التمر والماء وذلك بسبب فقر المضيف .....

سؤال يتبادر للذهن وقد سألني أحد الاشخاص : هل العرب كانوا يقدمون للضيف المفاطيح ؟ أم أنها كانت عبارة عن ذبيحة ومقطعة إلى قطع ؟ لكن لو رجعنا للسيرة النبيوة قبل 1400 سنة لوجدنا أن العرب كانوا يقدمون اجود ماعندهم وهي الشاة ولم يرد عنهم أنهم كانوا يقطعونها أو يقدمونها مفطحاً ، فقد ورد في السيرة أن أبا أيوب الأنصاري قد قدم للرسول صلى الله عليه وسلم شاة ولم ينكر عليه .....

أرجو ألا يفهم من كلامي أنني مخالف لقاعدة المفاطيح أبدًا ، بل أنا من مؤيديها ، وأذكر أنني قد انزلت موضوعًا خاصاً بذلك وذكرت فيه بعض الأبيات للشاعر الكبير فجيحة ومن أبياته :

يغني عن المنقود طلي ولد شاه ...... اما كلاه الذيب ولا فغادي

ما رأيكم فيمن يقدم لضيفه بوفيه مفتوح ولايوجد فيها مفطح ؟

هل المفطح يكون لزاماً على المضيف ؟ ماذا لو قدمها ذبيحة مقطعة كاملة ؟

لاتحرمونا من آرائكم .......

أعبجتني هذه الصورة :

__________________
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه * * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي