" لسان الخروف !"
ايها الاخوة : لعل من الاعراف السائدة بين قبائل العرب خاصة قبائل نجد وما جاورها والتي لا تزال سائدة حتى وقتنا
الحاضر هو ( لسان الخروف ) - الذبيحة - , بحيث اذا قدمت الذبيحة على الصحن لا يأكل لسان الذبيحة الا الشاعر فقط ,
وأما البقية فيتدافعونه بينهم تجنبا لاكله .
وفي هذا الموضوع قصة طريفه وهي بنفس الوقت تؤكد على معاني عظيمة كان يتمتع بها الاباء والاجداد من حيث
الكرم ولزوم المواجيب لهم .
القصة هي : ان الشاعر عمير بن عفيشة من بني هاجر وهو شاعر وفارس ولكن _ السالفة هذه _ كانت عندما طعن بالسن
وكان رجلا كبيرا أعمى وكان يصحبه ابنه راشد وهو شاعر ايضا وسارت بهم الاقدار الى ضيافة رجل لا يعرفونه ولا
يعرفهم من أحد القبائل في البادية ( حقيقة لا أعرف اسمه ولا نسبه ) فأضافوه بعد العصر وقام الرجل بواجبهم وذبح
لهم ذبيحة اكراما لهم , وعند الاسترسال معهم في الاحاديث والقصص شبّــه الرجل عليهم بأنهم آل عفيشه , ولكن كانت
عادة العرب ان لا يسأل الرجل ضيفه عن اسمه ولا عن علومه حتى يقوم بواجب الضيافه كاملا , فلما حضر العشاء وكان
عدد الموجودين لا يتجاوز اثنان والضيفين وصاحب البيت وكان في ذلك الوقت لا توجد اضاءة ولا اناره فقاما جميعا على
العشاء بما فيهم ( المعزب ) وكان لا يرى احد منهم الاخر لشدة الظلام وقبل ان ينتهوا من العشاء تحسس صاحب البيت
( لسان الخروف ) وكان هو شاعر ايضا فلم يجده فسكت حتى قاموا من العشاء وبعد ان جلسوا يحتسون القهوة
والشاي قال _ المعزب _ بيت من القصيد كان هدفه ان يتأكد من ضيوفه من من هم فقال ممازحا :
[poem=font="Arial,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مـ اللي كلا مكلماني الخـــــــــــــروف = كلاه لين إنه عداه اللهـــــــــاه [/poem]
فأجابه على الفور الشاعر عمير بن راشد ( الاب ) وكان كما ذكرنا كبيرا وأعمى قائلا :
[poem=font="Arial,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
خذاه اللي يشوف وعطاه اللي ما يشوف = وياجعل فيه العافيه للي كلاه [/poem]
وكان يقصد بأن ابنه راشد هو الذي عطاه اياه وهو الذي أكله )
فضحكوا جميعا من بيت القصيد وقال المعزب العذر والسموحه والله انكم ال عفيشة ولا خاب ظني .
ايها الاخوة : أوردت هذه القصة التي تبين موروث من عاداتنا ونعتز كثيرا فيها حتى لا يتناساها بعض الابناء الصغار
في زمن العولمة والتكنولوجيا المهلكة .
كلي امل ان تكون قد حازت على الرضاء
والله يحفظكم .