قواعد في الحب والبغض في الله


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

موضوع مغلق
قديم 30-05-2006, 10:33 PM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read قواعد في الحب والبغض في الله

المحمود الله جل جلاله ، والمصلى عليه محمد وآله ، والمدعو له الإسلام ورجاله ، وبعد :0

علينا أن نفرق بين بغض الكفار ومعاداتهم ، وبين البر والاقساط ، فبعض الناس يخلطُ بين الأمرين ، فيجعل البر والعدل مع الكفار محبةً لهم ، وعكسَ بعض الناس المسألة ، فربما ظلمَ الكافر باسم العداوة له .

فلمتعين أن نبغض الكفار ؛ لأن الله أمرنا أن نبغضهم ، ولكن لا نظلمهم ، فق قال تعالى : ( ولا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) ( الممتحنة : 8 )

يقول القرافي في كتابه ( الفروق ) لما فرقَ بين مسألة بُغضهم ، ومراعاة البر والاقساط قال : " وسرُّ الفرق أنَّ عقد الذمة يوجبُ حقوقاً علينا لهم ؛ لآنهم في جوارنا ، فيتعين علينا برهم في كل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودةٍ في القلب ، ولا تعظيم شعائر الكفر ، فمتى أدَّى إلى أحد هذين ، امتنع وصار من قبل ما نهى عنه في الآية " .

بعض الناس يقول نحن إذا بغضنا النصارى ناصبناهم العداء – مثلاً – هذا يؤدي إلى نفرتهم عن الإسلام وبغضهم له .
وليس الأمر كذلك ، فإن الله تعالى أرحم الراحمين ، وهو سبحانه أحكم الحاكمين ، حيث شرع بغض الكفارِ وعداوتهم ، فلا يتوهم أن تحقيق شعيرة البرءاةِ من الكافرين يؤول إلى النفرة عن الإسلام ، بل إنَّ الالتزامَ بهذه الشريعة – وسائر شعائر الاسلام – سببٌ في ظهور الإسلامِ وقبوله ، كما وقع في القرون المفضلة .

جاء في سيرة ابن هشام أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " ومن ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه " فوثب حويصة بن مسعود على ابن سُنَينَة رجلٌ من تجار اليهود يبايعهم ، فقتله ، وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ، وكان أسنّ من محيصة ، فلما قتله جعل حويصةُ يضربه ويقول : أي عدوُّ الله أقتلته ؟ أما والله لربَّ شحم في بطنك من ماله ، قال محيصة : فقلت له : والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربتُ عُنُقك ، قال فوالله إن كان لأول إسلام حويصة ، قال : آلله أمرك محمد بقتلي لقتلتني ؟ قال : نعم ، والله لو أمرني بضرب عنقك لضربتها ، قال : والله إنَّ ديناً بلغَ بك هذا لَعجَبٌ ، فأسلم حويصة "

وهانحن نرى الكثير من المسلمين – في هذا العصر – وقد ارتموا في احضان الكفار ، وأحبُّوهم وداهنوهم ، ولم يكن ذلك سبباً في إسلامهم ، بل إمتهن الكفار أولئك القوم ، وزادوا عتواً ونفوراً عن الإسلام وأهله .
وأمر آخر : أن تحقيق هذا الأصل سببٌ في إسلامهم ، كما كان اليهودُ والنصارى يدفعون الجزية للمسلمين عن صغارٍ وذلة ، فكان هذا سبباً في أن ينظروا إلى الإسلام ، ويسلموا من أجل أن تسقط عنهم الجزية .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( مثل الآصار والاغلال التي على أهلِ الكتاب ، وأذلال المسلمين لهم ، وأخذ الجزية منهم ، فهذه قد تكون داعياً له إلى أن ينظر في اعتقاده ، هل هو حقٌّ أم باطل ، حتى يتبين له الحق ، قد يكونُ مرغباً له في اعتقاد يخرج به من هذا البلاء ، وكذلك قهرَ المسلمين عدوهم بالأسر ، يدعوهم للنظر في محاسن الإسلام )
البعض يقول : إن الكفار تغيروا ، فليسوا كالكفار الأوائل ، نقول : هذا غير صحيح ، فالكفارُ هم الكفار ، وهم أعداؤنا في القديم والحديث ، والله تعالى ذكر في ذلك حكماً عاماً فقال : ( لا يرقبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذِمَّةَ ) سورة التوبة آية رقم (10) .


البعضُ يحبُ في الله ، لكن تكونُ هناك شائبة ، فعندما يتفقدُ نفسهُ يجدها تحبُّ لأجل دنيا أو تبغض لأجل دنيا.
مثال : رجلٌ يقول : أنا أبغضُ فلاناً النصراني في الله ، لكن عندما تبحث في أصلِ البغض تجدهُ يبغضهُ لأجل حظٍ أو أثرةٍ ، فينبغي أن يمحصَ الحبُّ في الله والبغضُ في الله ، بأن يكون خالصاً لله وحده .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:" من أحب إنساناً لكونه يعطيهِ فما أحب إلا العطاء ، ومن قال إنَّهُ يحبُ من يعطيهِ لله فهذا كذبٌ ومحالٌ وزرٌ من القول ، وكذلك من أحبَّ إنساناً لكونه ينصره إنما أحب النصر لا الناصر ، وهذا اتباع لما تهوى الأنفس ، فإنَّه لم يحب في الحقيقة إلاَّ ما يصلُ إليه من جلب منفعةٍ أو دفع مضرةٍ ، فهو إنما أحب تلك المنفعة ودفع المضرة ، وليس هذا حباً لله ولا لذاته المحبوب ، وعلى هذا تجري عامةُ محبة الخلقِ بعضهم مع بعض ، لا يُثابون عليه في الآخرة ولا ينفعهم ، بل رُبما أدَّى هذا للنفاقِ والمدهنةِ ، فكانوا في الآخرة من الأخلاء الذين بعضهم لبعض عدو إلاَّ المتقين ، وإنما ينفعهم في الآخرة الحبُّ في الله ولله وحده . وأمَّا من يرجو النفعَ والضر من شخصٍ ثُمّ يزعمُ أَنَّهُ يحبهُ لله ، فهذا من دسائسِ النفوسِ ونفاقِ الأقوال ).
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-2006, 03:23 PM
  #2
نسناس
عضو فضي
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 1,429
نسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond repute
افتراضي

ابن رشد

سلمت اناملك ، وصح فكرك ،،

على هذه الكلمات الجميلة والرائعة بحق ،،

الحب والولاء فن لا اتصور ان هناك على وجه البسيطة من يتقنه ، الا المسلم !!! ( المسلم بحق )

بل تجد المسلمين - كثيرا منهم - قد خلط وتاه في هذا المفهوم ، فاضطرب فيه ولم يفهمه !!

فتجد الوقوع في التقديس والتعظيم لاشخاص او قبائل او جهات خااارج اطار موضوعنا هذا ،،

كما تجد العكس من الامتهان والتقليل من شان اشخاص او غيرهم !! والسبب غياب هذا المعيار الرائع ( الحب والبغض في ذات الاله ) ،،

لقد نسينا ان هذا الامر هو حقيقة الايمان !! ومحكه الاساس والعظيم ،،


شكرا لك عزيزي ،،
.
نسناس غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-2006, 03:28 PM
  #3
بن راسي
عضو
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 32
بن راسي is on a distinguished road
افتراضي

بيض الله وجهك

وجزاك الله كل خير

موضوع مميز وتستحق الشكر والثناء
بن راسي غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-2006, 06:38 PM
  #4
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
افتراضي

أخي نسناس : شعور رائع أن يكون هناك أناس متحابين في الله ، وأشكرك على مداخلتك الجميلة الرائعة بوركت أخي الكريم
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-2006, 06:39 PM
  #5
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
افتراضي

بن راسي ووجهك أبيض في الخير جزاك الله خيراً على مرورك الطيب
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 AM

سناب المشاهير