ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 08-09-2013, 05:41 AM
  #1
رحيق مختوم
عضو
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 49
رحيق مختوم is on a distinguished road
افتراضي ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا

اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ وَوَالَاهُمْ وَبَعْدُ؟ فَاِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَمَا كَلَّفَ عِبَادَهُ بِاَوَامِرِهِ بِالتَّدْرِيجِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَثَلاً[مُرُوا اَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ اَبْنَاءُ سَبْعٍ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ اَبْنَاءُ عَشْرٍ(وَكَمَا كَلَّفَ سُبْحَانَهُ عِبَادَهُ بِنَوَاهِيهِ بِالتَّدْرِيجِ بِنَهْيِهِمْ عَنِ الْخَمْرِ مَثَلاً مِنْ دَرَجَةِ التَّحْرِيمِ اِلَى اَقْوَى دَرَجَةٍ فِي التَّحْرِيمِ وَهِيَ اجْتِنَابُهَا نِهَائِيّاً شُرْباً وَبَيْعاً وَشِرَاءً وَاِهْدَاءً اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ؟ فَاِنَّهُ كَذَلِكَ سُبْحَانَهُ يُعَاقِبُهُمْ بِالتَّدْرِيجِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ السَّجْدَة{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْاَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْاَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون( وَفِي سُورَةِ الرُّوم{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ اَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون( فَهَذَا اَخِي مِنْ حِكْمَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَهُوَ اَنَّهُ سُبْحَانُهُ لَايَاْخُذُ النَّاسَ فَوْراً؟ وَلَايُهْلِكُهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً اِذَا انْحَرَفُوا عَنْ مَنْهَجِهِ؟ وَاِنَّمَا يُعَاقِبُهُمْ بِالتَّدَرُّج؟ فَاِنْ لَمْ يَعُودُوا اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَاءَهُمُ الْعَذَابُ الْاَكْبَر{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْاَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْاَكْبَر(بِمَعْنَى لَنُذِيقَنَّهُمْ مَبْدَئِيّاً اَقَلَّ مِنَ الْعَذَابِ الْاَكْبَرِ؟ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ اِلَى الله؟ بِمَعْنَى يَتُوبُونَ تَوْبَةً نَصُوحاً وَيَسْتَغْفِرُونَهُ؟ وَيَرُدُّونَ الْحُقُوقَ اِلَى اَصْحَابِهَا؟ وَيَحْصَلُونَ عَلَى سَمَاحِهِمْ وَمَغْفِرَتِهِمْ؟ حَتَّى يَحْصَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى مَغْفِرَةِ الله؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ الله{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ(وَنَحْنُ نَعْلَمُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ الذَّوْقَ حَاسَّةٌ مِنْ حَوَاسِّ الْاِنْسَان؟ وَاَنَّ مَكَانَ التَّذَوُّقِ هُوَ حُلَيْمَاتُ اللّسَان؟ فَاَنْتَ اَخِي تَسْتَطِيعُ اَنْ تَضَعَ شَيْئاً عَلَى لِسَانِكَ وَتُمَيِّزَهُ اِنْ كَانَ حُلْواً اَوْ مَالِحاً مُرّاً اَوْ مُزّاً حَامِضاً حَارّاً اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ فَاِذَا فَقَدْتَّ اَخِي حَاسَّةَ الذَّوْقِ وَتَعَطَّلَتْ عِنْدَكَ لَاقَدَّرَ الله؟ فَرُبَّما تَشْرَبُ الْكَازَ وَكَاَنَّكَ تَشْرَبُ الْمَاءَ دُونَ اَنْ تَشْعُرَ اِلَّا بَعْدَ فَوَاتِ الْاَوَان؟ فَتَقْتُلُ نَفْسَكَ بِنَفْسِكَ دُونَ اَنْ تَشْعُرَ بِالْخَطَرِ الَّذِي يَتَرَبَّصُ بِك؟ نَتِيجَةَ انْعِدَامِ تَذَوُّقِكَ بِحَاسَّةِ لِسَانِك؟ وَهَذِهِ هِيَ حَالُكَ اَيْضاً اَخِي؟ حِينَمَا تُعْدَمُ مِنْ تَذَوُّقِ آيَاتِ الله وَمَوَاعِظ ِالله وَاَمْثَالِ الله وَاَحْكَامِ الله وَعَقِيدَةِ الله وَنَهْجِ الله وَتَرْغِيبِ الله وَتَرْهِيبِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ فَاِنَّكَ سَتُنْزِلُ بِكَ وَبِاَمْثَالِكَ الْعُقُوبَةَ الْخَفِيفَةَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ فَارِكَةً عَلَى اُذُنِكَ الْيُمْنَى؟ ثُمَّ تَفْرِكُ اُذُنَكَ الْيُسْرَى فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَة؟ فَاِذَا لَمْ تَرْتَدِعُوا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بِفَرْكَاتِ آذَانِكُمْ؟ فَسَيَنْزِلُ بِكُمُ الْعَذَابُ الْاَكْبَرُ لَامَحَالَةَ عَلَى كَيْفِيَّةٍ يُقَدِّرُهَا اللهُ بِكَيْفِهِ وَاِرَادَتِهِ سُبْحَانَه؟ فَهَلَّا تَعْقِلُونَ هَذَا الْكَلَامَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ حَتَّى تَرْجِعُوا اِلَى اللهِ قَرِيباً وَبِسُرْعَةٍ كَبِيرَةٍ وَقَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَان؟ حَتَّى لَايُذِيقَكُمُ اللهُ الْعَذَابَ الْاَكْبَرَ بَعْدَ اَنْ اَذَاقَكُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْاَدْنَى وَاَنْتُمْ لَاتَشْعُرُون؟ لِمَاذَا اَصْبَحْنَا نَرَى فِي اَيَّامِنَا اَنَّ النَّاسَ قَدْ اَصْبَحَ اَكْرَهَ شَيْءٍ عِنْدَهُمْ اَنْ تَقُولَ لَهُمْ قَالَ الله؟ قَالَ رَسُولُ الله؟ هَذَا حَلَال؟ وَهَذَا حَرَام؟ لِمَاذَا تُرِيدُ الْحَلَالَ اَخِي عَلَى حَسَبِ هَوَاك؟ لِمَاذَا تُرِيدُ الْحَرَامَ اَيْضاً عَلَى حَسَبِ هَوَاك؟ لِمَاذَا تُرِيدُ اللهَ وَالْاِسْلَامَ وَنَبِيَّ الْاِسْلَامِ عَلَى هَوَاكَ اَيْضاً؟ لِمَاذَا اَخِي تَخْضَعُ لِعَوَاطِفِكَ وَمَشَاعِرِكَ دُونَ اَنْ تَضْبِطَهَا بِضَوَابِطِ الشَّرْعِ الْاِسْلَامِيِّ الْحَنِيف؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ نَعْقِلَ هَذَا الْكَلَام؟ وَقَدْ يَاْتِينَا الْعَذَابُ الْاَكْبَرُ لَاسَمَح َالله مِنْ دُونِ سَابِقِ اِنْذَارٍ وَشُعُور؟ وَدُونَ اَنْ نَتَذَوَّقَ قَبْلَهُ شَيْئاً مِنَ الْعَذَابِ الْاَدْنَى؟يَااَخِي اِذَا كُنْتُمْ تَضْعُفُونَ اَمَامَ مَا حَرَّمَهُ اللهُ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ؟ فَبَابُ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ وَاسِعٌ وَمَفْتُوح؟ لَكِنْ اِيَّاكُمْ اَنْ تَجْعَلُوا مِنَ الْحَرَامِ حَلَالاً؟ اِيَّاكُمْ اَنْ تَجْعَلُوا مِنَ الْحَلَالِ حَرَاماً؟ اِيَّاكُمْ اَنْ تَتَدَخَّلُوا فِي خُصُوصِيَّاتِ اللهِ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيم؟ اِيَّاكُمْ اَنْ تَقَعُوا فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَقُولُوا لِمَا تَصِفُ اَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ(بِهَذِهِ الْاِبَاحِيَّةِ الْبَغِيضَة{اِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَايُفْلِحُون (اِيَّاكُمْ اَيْضاً اَنْ تَقَعُوا فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ اَرَاَيْتُمْ مَااَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلَالَا؟ قُلْ آ~~~~~اللهُ اَذِنَ لَكُمْ اَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُون؟ وَمَاظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة(هَلْ يَظُنُّونَ اَنَّ اللهَ سَيَرْحَمُهُمْ؟ بَلْ سَيُحْرِقُهُمْ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ الْاَبَدِي اِنْ لَمْ يَتُوبُوا{ اِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ اَكْثَرَ النَّاس لَايَشْكُرُون(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَهَلْ تَدْرُونَ مَاهُوَ هَذَا الْفَضْلُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ فِي هَذِهِ الْآيَة؟ اِنَّهُ فَضْلُهُ عَلَيْكُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ؟ مَاتَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ؟ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ اِلَى اَجَلٍ مُسَمَّى(حَتَّى يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا اِلَى اللهِ قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَان؟اِيَّاكُمْ اَنْ تُنْكِرُوا عَلَى مَنْ يُنَادِي بِاَعْلَى صَوْتِهِ قَالَ اللهُ وَقَالَ رَسُولُ الله مَهْمَا كَانَ صَوْتُهُ مُزْعِجاً لَكُمْ؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا اَنْكَرْتُمْ عَلَيْهِ؟ فَصَدِّقُونِي اَنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ بِهَلَاكِكُمْ وَدَمَارِكُمْ؟ لِاَنَّ اللهَ لَايَتَسَامَحُ اَبَداً فِي اِهْمَالِ قَضِيَّةِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بِقَالَ اللهُ وَقَالَ رَسُولُ الله؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ؟ وَاَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون( وَمَا سَبَبُ هَزِيمَةِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ اُحُد اِلَّا اِعْرَاضُهُمْ عَنْ قَالَ رَسُولُ اللهِ فَقَطْ؟ فَمَا بَالُكُمْ بِقَالَ اللهُ اِذَا اجْتَمَعَتْ مَعَهَا اَوْ بِدُونِهَا؟ وَاُقْسِمُ بِاللِه الْعَظِيم؟ اَنَّ هَيْئَةَ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ؟ هِيَ اَكْبَرُ حِصْنٍ حَصِينٍ يَحْمِيكُمْ وَيَمْنَعُ عَنْكُمْ عَذَابَ الله؟ بَلْ لَايُرِيدُ اللهُ مِنْهُمْ اَنْ يَكْتُمُوا اَنْفَاسَكُمْ؟ وَلَا اَنْ يُضَايِقُوا عَلَيْكُمْ بِمَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَذَكِّرْ اِنَّمَا اَنْتَ مُذَكِّرٌ؟ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر؟ اِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ؟ فَيُعَذّبُهُ اللهُ الْعَذَابَ الْاَكْبَر؟ اِنَّ اِلَيْنَا اِيَابَهُمْ؟ ثُمَّ اِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(وَلَكِنَّهُ يُرِيدُ مِنْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بِالْمُقَابِلِ اَلَّا تَمْنَعُوهُمْ مِنْ اِدْلَاءِ دَلْوِهِمْ فِي قَالَ اللهُ وَقَالَ رَسُولُ الله؟ وَاِيَّاكُمْ اَنْ تَجْعَلُوهُمْ يَشْعُرُونَ بِضَجَرِكُمْ اَوْ مَلَلِكُمْ مِمَّا يَقُولُونَ وَلَوْ بِكَلِمَةِ اُفّ؟ وَاِلَّا فَاِنَّ عَاقِبَتَكُمْ وَعُقُوبَتَكُمْ سَتَكُونُ وَخِيمَةً جِدّاً؟ وَسَيَصُبُّ اللهُ عَلَيْكُمُ الْعَذَابَ صَبَّا؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ حُرْمَتَهُمْ عِنْدَ اللهِ اَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْوَالِدَين؟ لِاَنَّهُمْ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاء؟ وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ[وَمَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً؟ فَقَدْ اَعْلَنْتُ عَلَيْهِ الْحَرْب(فَهَلْ تَرْضَى يَا سِي السِّيسِي اَنْ يُعْلِنَ اللهُ عَلَيْكَ الْحَرْبَ وَاَنْتَ تَزُجُّ بِجَمِيعِ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ فِي السُّجُونِ اِذْلَالاً وَقَهْراً؟ بَقَ بَطَّلُودَا وِاسْمَعُودَا؟ اِيهِ الْهِبَابِ لِي بِتْهَبِّبُوا دَهْ يَاسُوسُو؟ حَتَّى اَنَّكَ لَمْ تَرْحَمْ لَوْعَتَهُمْ عَلَى فَقْدِ اَبْنَائِهِمْ؟ بَلْ زِدْتَّهُمْ غَمّاً عَلَى غَمٍّ؟ وَلَوْعَةً عَلَى لَوْعَة؟وَلْنَفْرِضْ جدلا اَنَّهُمْ اَخْطَؤُوا؟ بِمَاذَا سَتُجِيبُ اللهَ يَاسِيسِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِذَا تَعَامَلَ مَعَهُمْ عَلَى اَنَّهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمُجْتَهِدِينَ الَّذِينَ اَخْطَؤُوا وَلَهُمْ اَجْرٌ وَاحِد؟ وَلَقَدْ كَانَ الْيَهُودُ يُحَرِّضُونَ جَمِيعَ قَبَائِل ِالْعَرَبِ عَلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ وَقَتْلِهِمْ كَمَا تَتَّهِمُ الْاِخْوَانَ الْمُسْلِميِنَ بِالتَّحْرِيضِ عَلَى الْقَتْلِ يَاسِيسِي؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يُنْكِّلْ رَسُولُ اللهِ بِالْيَهُودِ كَمَا تُنَكِّلُ حَضْرَتُكَ بِالْمُسْلِمِين؟ بَلْ اَجْلَى يَهُودَ قَيْنُقَاعَ وَالنُّضَيْرَ وَخَيْبَرَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَقَال؟ اَخْرِجُوا الْيَهُودَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَب؟ وَلَوْلَا اَنْ طَفَحَ الْكَيْلُ مِنْ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ بِسَبَبِ خِيَانَتِهِمُ الْعُظْمَى؟ وَلَوْلَا اَنْ جَاءَ الْوَحْيُ بِعُقُوبَتِهِمْ عَلَى هَذِهِ الْخِيَانَةِ عُقُوبَةً رَادِعَةً لَهُمْ وَلِغَيْرِهِمْ؟ مَاقَتَلَ رَسُولُ اللهِ مِنْهُمْ قَتِيلاً وَاحِداً؟ بَلْ كَانَ يَقُولُ لِلْاِمَامِ عَلِيّ؟ لَاَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ يَهُودِيّاً وَاحِداً؟ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؟ وَخَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النِّعَم؟ وَخَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس؟ وَلَمْ نَسْمَعْ يَوْماً اَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قَتْلِ الْيَهُودِ كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ مَشَايِخِ الضَّلَالِ فِي اَيَّامِنَا مِنْ تَحْرِيضِهِمْ عَلَى مَشَايِخِ الْاِخْوَان؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ فِقْهِيٌّ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ؟ بِالنِّسْبَةِ لِمَا يَتَعَلَّقُ بِفَرِيضَةِ الْحَجّ؟ هَذَا السُّؤَالُ يَقُولُ صَاحِبُه؟ هَلِ الصَّدَقَةُ اَفْضَلُ اَوْ حَجُّ التَّطَوُّعِ اَفْضَل؟ وَجَوَابُنَا عَلَى ذَلِكَ اَيَّهَا الْاِخْوَةُ نُرْجِئُهُ اِلَى مُشَارَكَةٍ قَادِمَة؟ فَلَابُدَّ مِنَ التَّمْهِيدِ؟ بِحَدِيثِنَا اَوّلاً عَمَّا يُسَمَّى بِحَجَّةِ الْاِسْلَام؟ وَنَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّهَا فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي عُمُرِكَ كُلّهِ اَخِي؟ وَهِيَ اَيْضاً رُكْنٌ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَهُوَ اَصْدَقُ الْقَائِلِين{وَلِلِه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ اِلَيْهِ سَبِيلَا(وَكَلِمَةُ عَلَى اَيُّهَا الْاِخْوَةُ هُنَا فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَة؟ هَلْ تُفِيدُ اسْتِحْبَابَ حَجِّ النَّفْلِ وَالتَّطَوُّع؟ اَمْ تُفِيدُ وُجُوبَ الْحَجّ؟ بَلْ اِنَّهَا تُفِيدُ الْوُجُوبَ اَخِي؟ وَالْمَعْنَى كَمَا يَقُولُ سُبْحَانَهُ؟ اَنِّي اَفْرِضُ عَلَى النَّاسِ وُجُوباً وَفَرْضاً كَامِلاً؟ اَنْ يَحُجُّوا اِذَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلَا؟ وَلَا اَفْرِضُ ذَلِكَ بِاَقَلَّ مِنَ الْفَرْضِ كَمَا تَعْنِي كَلِمَةُ وُجُوب عِنْدَ الْحَنَفِيَّةُ؟ بَلْ كَمَا تَعْنِيهِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ فِي كَوْنِهَا تُسَاوِي الْفَرْضَ وَتُعَادِلُهُ تَمَاماً اِذَا كَانُوا يَمْلِكُونَ الِاسْتِطَاعَة؟ وَمَاهِيَ الِاسْتِطَاعَةُ هُنَا اَخِي؟ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَال[هِيَ الزَّادُ وَالرَّاحِلَة( وَفِي اَيَّامِنَا يَقُومُ مَقَامَ الرَّاحِلَةِ اُجْرَةُ الطَّيَّارَةِ اَوْ اُجْرَةُ الْبَاخِرَةِ اَوْ اُجْرَةُ الْبَاصِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مُتَوَفّرٌ مِنْ اُجْرَةِ وَسَائِلِ النَّقْلِ الْمُسْتَحْدَثَةِ فِي اَيَّامِنَا هَذِه؟ وَكَلِمَةُ طَيَّارَة قَدْ يَظُنُّهَا بَعْضُ النَّاسِ اَنَّهَا كَلِمَة عَامِّيَّة؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ بَلْ هِيَ كَلِمَةٌ عَرَبِيَّة فَصِيحَة بِمَعْنَى الْمُبَالَغَةِ فِي سُرْعَةِ الطَّيَرَان؟ وَلِذَلِكَ اَيْضاً يُقَالُ لِلْعَرَبَةِ اَوِ الْمَرْكَبَةِ الَّتِي تَمْشِي بِبُطْءٍ سَائِرَة؟ وَيُقَالُ سَيَّارَة لِلْمَرْكَبَةِ الَّتِي تَمْشِي بِسُرْعَة؟ وَكَذَلِكَ يُقَالُ لِلْآلِيَّةِ طَائِرَة؟ لِاَنَّهَا تُقْلِعُ بِبُطْءٍ؟ ثُمَّ اِذَا اَسْرَعَتْ فِي الطَّيَرَانِ يُقَالُ لَهَا طَيَّارَة؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَايُسَمَّى الَّذِي يُرِيدُ الْحَجَّ مُسْتَطِيعاً؟ اِلَّا اِذَا كَانَ يَمْلِكُ زَادَهُ؟ وَيَمْلِكُ اُجْرَةَ سَفَرِهِ ذَهَاباً وَاِيَاباً؟ وَيَمْلِكُ نَفَقَةَ مَنْ هُوَ مُلْزَمٌ بِالْاِنْفَاقِ عَلَيْهِمْ مُدَّةَ غِيَابِهِ عَنْهُمْ طَعَاماً وَشَرَاباً وَكِسَاءً وَدَوَاءً؟ وَلَانَنْسَى اَنْ يَكُونَ مُسْتَطِيعاً لِلْحَجِّ بِمَالِهِ وَبِبَدَنِهِ اَيْضاً؟ بِمَعْنَى اَنْ يَمْلِكَ صِحَّتَهُ اَيْضاً؟ بِمَعْنَى عَدَمَ اعْتِلَالِهِ بِالْاَمْرَاض؟ اَوْ عَدَمَ اِصَابَتِهِ بِعَدْوَاهَا؟ وَعَدَمَ نَقْلِهَا اِلَى غَيْرِه؟ فَاِذَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَطِيعاً بِنَفْسِهِ بِسَبَبِ وُجُودِ مَرَضٍ مَا؟ فَقَدْ يَكُونُ مُسْتَطِيعاً بِغَيْرِهِ مِمَّنْ يَقُومُ بِتَوْكِيلِهِ لِيَحُجَّ عَنْهُ اِذَا كَانَ سَلِيماً خَالِياً مِنَ الْاَمْرَاضِ اَيْضاً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا تَوَفَّرَ الْمَالُ وَتَوَفَّرَ كُلُّ شَيْءٍ لَكَ اَخِي؟ وَلَكِنَّ صِحَّتَكَ لَاتُسَاعِدُكَ وَلَاتُنَاسِبُكَ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَحُجَّ؟ بِسَبَبِ مَرَضٍ مَا مُزْمِنٍ لَايَتَوَقَّفُ مَثَلاً اَوْ يَتَاَخَّرُ شِفَاؤُهُ اَوْ يَتَفَاقَمُ بِمُضَاعَفَاتٍ مَا بِسَبَبِ سَفَرِكَ اِلَى الْحَجّ؟ اَوْ قَالَ لَكَ الطَّبِيبُ يُوجَدُ خَطَرٌ عَلَى حَيَاتِكَ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْقَلِبُ الْحَجُّ مِنْ حَجِّكَ عَنْ نَفْسِكَ؟ اِلَى اَنْ يَحُجَّ اَحَدٌ مَا عَنْكَ؟ وَلَكِنْ قَدْ قَامَ بِالْحَجِّ عَنْ نَفْسِهِ اَوّلاً؟ وَهَذَا شَرْطٌ ضَرُورِيٌّ حَتَّى يَصِحَّ حَجُّهُ عَنْكَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَصِحَّ حَجُّكَ بِالتَّوْكِيلِ لَهُ عِنْدَ الله؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ طَالَمَا اَنَا مَرِيض؟ وَيَجُوزُ وَيَصِحُّ اَنْ اَقُولَ لِاِنْسَانٍ مَا حُجَّ عَنِّي؟ لِمَاذَا لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَقُولَ لَهُ صَلِّ عَنِّي لِاَنِّي مَرِيضٌ لَااَسْتَطِيعُ الصَّلَاةَ وَاقِفاً؟ لِمَاذَا لَايَصِحُّ اَنْ اَقُولَ لَهُ صُمْ عَنِّي لِاَنِّي مَرِيضٌ لَااَسْتَطِيعُ الصِّيَام؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِيَّاكَ اَنْ تَقُولَهَا لِاَحَدٍ مَا؟ لِاَنَّ هَذَا رُبَّمَا يَكُونُ مِنْ قَوْلِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ آيَاتِ اللهِ هُزُواً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ بَلْ اِنَّ هَذِهِ هِيَ عَقِيدَةُ الضَّالّينَ مِنْ قَوْمِي وَالشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ؟ لِاَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ اَنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ نَوَاصِب؟ وَسَيَذْهَبُونَ بِثَوَابِ صَلَاتِهِمْ وَجَمِيعِ اَعْمَالِهِمْ مِنْ صَوْمٍ وَحَجٍّ وَزَكَاةٍ وَغَيْرِهِ اِلَى غَيْرِهِمْ مِنْ شَعْبِ اللهِ الْيَهُودِيِّ الْمُخْتَار مِنَ الشِّيعَة؟ وَكَاَنَّهُمْ يَقُولُونَ لِاَهْلِ السُّنَّة؟ صَلُّوا عَنَّا هَبَاءً مَنْثُوراً لَكُمْ؟ وَبَاقِيَاتٍ صَالِحَاتٍ مِنْ ثَوَابِ اَعْمَالِكُمْ لِغَيْرِكُمْ؟ وَاَقُولُ لِلشِّيعَةِ وَقَوْمِي اَنْتُمْ تَحْلُمُون وَ{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون(بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين(بِمَعْنَى اَنَّهُ رَهِينٌ لِنَفْسِهِ؟ وَلَيْسَ لِغَيْرِهِ مِنْكُمْ اَوْ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يُرَاهِنُ بِاَعْمَالِهِ الصَّالِحَةِ مِنْ صَلَاةٍ وَغَيْرِهَا عَلَى نَجَاةِ نَفْسِهِ مِنْ عَذَابِ الله؟ وَلَيْسَ عَلَى نَجَاتِكُمْ؟ وَاَقُولُ لِلشِّيعَةِ وَقَوْمِي؟ بِالْعَكْسِ؟ فَاِنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ؟ سَيَاْخُذُونَ مِنْ اَعْمَالِكُمُ الصَّالِحَة* اِنْ كَانَ لَكُمْ اَعْمَالٌ صَالِحَةٌ اَصْلاً لَمْ تَضِعْ هَبَاءً مَنْثُوراً بِشِرْكِكُمْ*عَلَى قَدْرِ مَاظَلَمْتُمُوهُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْمُفْلِسُ مِنْ اُمَّتِي مَنْ يَاْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَحَجّ؟ وَيَاْتِي وَقَدْ سَفَكَ دَمَ هَذَا؟ وَضَرَبَ هَذَا؟ وَشَتَمَ هَذَا؟ وَقَذَفَهُ؟ وَسَبَّهُ؟ وَهَتَكَ عِرْضَهُ؟ وَاَكَلَ مَالَ هَذَا؟ فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ؟ فَاِنْ فَنِيَتْ قَبْلَ اَنْ يَقْضِيَ هَذَا الظَّالِمُ مَاعَلَيْهِ مِنْ حُقُوقِ الْمَظْلُومِينَ اَمَامَ الله؟ اَخَذَ مِنْ سَيِّآتِ مَنْ ظَلَمَهُمْ؟ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ؟ ثُمَّ طُرِحَ فِي نَارِ جَهَنَّم(اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي جَوَاباً عَلَى سُؤَالِك؟ اِنَّ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ عِبَادَتَانِ بَدَنِيَّتَانِ؟ لَاتَجُوزُ النِّيَابَةُ فِيهِمَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْبَدَنَ يَقُومُ بِهِمَا؟ وَلَايَجُوزُ لِاِنْسَانٍ اَنْ يُنِيبَ آخَرَ مِنْ اَجْلِ اَدَائِهِمَا؟ لَاَقَبْلَ الْمَوْتِ وَلَابَعْدَ الْمَوْت؟ بَلْ لَابُدَّ مِنْ اَدَائِهِمَا بِبَدَنِكَ حَصْراً اَخِي؟ وَهَذَا مِنْ حَيْثُ الْبَدَن؟ وَاَمَّا مِنْ حَيْثُ الرُّوحِ؟ فَاِنَّ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ عِبَادَتَانِ رُوحِيَّتَانِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذِهِ الْحَرَكَاتِ مِنَ الْقِيَامِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالِامْتِنَاعِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِنْسِ وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ كُلُّهَا تَكُونُ بِبَدَنِكَ اَخِي حَصْراً؟ وَلَاتَصِحُّ النَّيَابَةُ فِيهَا لِاَحَدٍ غَيْرِك؟ فَاَنْتَ مَثَلاً اَخِي؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَقُولَ لِاِنْسَانٍ مَا؟ اَنَا لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اَمْتَنِعَ عَنْ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَمْتَنِعَ اَنْتَ نِيَابَةً عَنِّي؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ يَقُولُ لَكَ الطَّبِيبُ؟ عَلَيْكَ اَنْ تَمْشِيَ كُلَّ يَوْمٍ لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَة؟ عَلَيْكَ اَنْ تَقُومَ بِبَعْضِ التَّمَارِينِ الرِّيَاضِيَّةِ فِي النَّهَار؟ فَهَلْ يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَقُولَ يَافُلَان؟ خُذْ اَلْفَ لَيْرَةٍ مِنِّي؟ وَصُمْ عَنِّي بِهَا؟ وَهَلْ تَسْتَفِيدُ بِذَلِكَ شَيْئاً اَخِي؟ وَهَلْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُبْرِىءَ ذِمَّتَكَ اَمَامَ اللهِ اِذَا كُنْتَ تَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ بِمَنْ يَصُومُ عَنْكَ بِاَلْفِ لَيْرَةٍ تَدْفَعُهُا لَهُ؟ طَبْعاً اَخِي لَنْ تَسْتَفِيدَ شَيْئاً وَلَوْ دَفَعْتَ لَهُ اَمْوَالَ الدُّنْيَا؟ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تَصُومَ بِنَفْسِك؟ فَهَذِهِ اُمُورٌ تَعَبُّدِيَّةٌ بَدَنِيَّةٌ مِنَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْم؟ لَابُدَّ اَخِي اَنْ تَقُومَ بِهَا بِنَفْسِك؟ وَلِذَلِكَ لَاتَصِحُّ النِّيَابَةُ فِيهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ قُلْتُ لِاِنْسَانٍ مَا اَمِينٍ مُؤْتَمَن؟ خُذْ هَذَا الْمَبْلَغَ مِنَ الْمَالِ؟ وَاَخْرِجْهُ عَنِّي مِنْ اَجْلِ الزَّكَاةِ اَوْ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ اَوْ غَيْرِهَا؟ فَهَلْ هَذَا جَائِز؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ؟ لِاَنَّ الزَّكَاةَ عِبَادَةٌ مَالِيَّة؟ وَلِذَلِكَ فِي الْعِبَادَاتِ الْمَالِيَّةِ تَجُوزُ النِّيَابَة؟ وَيَجُوزُ التَّوْكِيل؟ وَاَمَّا الْحَجُّ اَخِي؟ فَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ عِبَادَةِ الْبَدَنِ وَعِبَادَةِ الْمَال؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اِذَا عَجَزْتَ عَنِ الْحَجِّ بِبَدَنِكَ بِسَبَبِ مَرَضٍ مَا؟ وَكَانَ عِنْدَكَ الْمَالُ؟ فَاِنَّهُ يُحَجُّ عَنْكَ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُوعِزَ اِلَى مَنْ يَقُومُ بِالْحَجِّ عَنْكَ بِتَوْكِيلِهِ بِالْحَجِّ عَنْكَ اَوْ اِنَابَتِه؟ لِاَنَّ الِاسْتِطَاعَةَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ فِي الْآيَةِ نَوْعَان؟ اِسْتِطَاعَةٌ بِنَفْسِكَ؟ وَاسْتِطَاعَةٌ بِغَيْرِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ لَايُعْفِيكَ مِنَ الْحَجِّ اَخِي فِي حَالِ مَرَضِك؟ اِذَا وَجَدْتَّ مَنْ يَحُجُّ عَنْكَ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْحَجُّ فَرْضٌ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمُرِ؟ وَهُوَ فَرْضٌ مَعْلُومٌ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَة؟ وَنَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُنْكِرَ اَنَّهُ فَرْضٌ اَبَداً؟ لِاَنَّ مُنْكِرَهُ اَوْ مُنْكِرَ فَرَضِيَّتِهِ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ فَرْضِيَّتَهُ ثَبَتَتْ بِالنُّصُوصِ الْقَطْعِيَّةِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالنُّصُوصِ النَّبَوِيَّةِ الَّتِي{لَايَنْطِقُ فِيهَا(عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ{عَنِ الْهَوَى؟ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(لِاَنَّ هَذِهِ النُّصُوصَ جَمِيعاً تَدُلُّ عَلَى فَرْضِيَّةِ الْحَجِّ؟ بِدَلَالَةٍ قَطْعِيَّةِ الثُّبُوت؟ وَبِاِجْمَاعِ الْعُلَمَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَاحَاجَتُنَا اِلَى اِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ بِوُجُودِ النُّصُوصِ الْقَطْعِيَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَنْتَ بِحَاجَتِهِمْ فِعْلاً اِلَى اَنْ يُثْبِتُوا لَكَ اَنَّ الْحَجَّ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا غَيْرُ مَنْسُوخَة؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَقُولُونَ بِالنَّسْخِ؟ وَهُنَاكَ مِنْهُمْ اَيْضاً مَنْ لَايَقُولُ بِالنَّسْخِ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اِذَا اَنْكَرْتَهَا؟ فَاِنَّكَ تُنْكِرُ شَيْئاً مَعْلُوماً؟ بَلْ تَرُدُّ اَمْراً مَعْلُوماً مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ عَلَى الْآمِرِ بِهِ وَهُوَ اللهُ سُبْحَانَه؟ كَمَا فَعَلَ اِبْلِيسُ لَعَنَهُ الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ تُعْتَبَرُ مُرْتَدّاً فِي هَذِهِ الْحَالَةِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ وَحَاشَاكَ؟ وَنَسْاَلُ اللهَ لَنَا وَلَكَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ وَحُسْنَ الْخِتَامِ وَالْمَوْتَ عَلَى الْاِيمَان؟ وَاَمَّا فَلْسَفَةُ بَعْضِ النَّاسِ الَّتِي لَامَعْنَى لَهَا مِنْ قَوْلِهِمْ اِنَّ الْحَجَّ فِي الْمَاضِي كَانَ ضَرُورَةً؟ لِاَنَّ اَهْلَ الْحِجَازِ كَانُوا فُقَرَاءَ وَمَسَاكِين؟ فَحِينَمَا يَذْهَبُ الْحَاجُّ اِلَى الْحَجِّ وَيُنْفِقُ هُنَالِكَ مِنْ اَمْوَالِهِ؟ فَاِنَّهُمْ يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَلَا دَاعِيَ لِلْحَجّ؟ وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ مَشَقَّةَ الْحَجِّ وَمَخَاطِرَه؟ لِاَنَّ اَهْلَ الْحِجَازِ اَصْبَحُوا اَغْنِيَاءَ اَثْرِيَاء؟ بَعْدَ اَنْ كَانُوا فُقَرَاء؟ بَلْ هُمْ اَغْنَى مِنَّا بِكَثِير؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْحَمْقَى؟ هَذَا تَفْسِيرٌ مَادِّيٌّ لِلْعِبَادَة؟ وَاَنْتُمْ مَادِّيُّونَ بِامْتِيَاز؟ وَلَايَهُمُّكُمْ اِلَّا الْمَادَّة؟ وَلَمْ تُفَكِّرُوا بِاَرْوَاحِكُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَبَداً؟ فَاِلَى مَتَى سَتَعْتَقِدُونَ اَنَّ مَصْلَحَةَ الْاِنْسَانِ مُرْتَبِطَةٌ بِالْمَادَّةِ حَصْراً؟ وَطَالَمَا تَحَقَّقَتِ الْمَادَّةُ فَلَا دَاعِيَ لِاُمُورٍ اُخْرَى مِنَ الرُّوحَانِيَّات؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَيْضاً؟ اِنَّ مِنْ حِكَمِ الْحَجِّ؟ اَنَّ اَهْلَ الْحِجَازِ يَسْتَفِيدُونَ مِنَ الْحُجَّاجِ مَادِّيّاً؟ وَاَنَّ الْحُجَّاجَ الْمُغْتَرِبِينَ اَيْضاً يَسْتَفِيدُونَ مَادِّيّاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ اَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ(لَكِنْ بِشَرْط اَلَّا يُقْحِمَ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجُ التُّجَّارُ وَالْحَلَّاقُونَ وَالْقَصَّابُونَ وَغَيْرُهُمْ اَنْفُسَهُمْ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاق(وَاَمَّا الشَّرْطُ الثَّانِي؟ فَهُوَ اَنْ يُقْحِمُوا اَنْفُسَهُمْ فِي سَعَادَةِ الْحُسْنَيَيْنِ فِي الدَّارَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَعَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار؟ اُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا؟ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَاب( وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْمَادَّةَ لَيْسَتْ اِلَّا حِكْمَةً وَاحِدَةً مِنْ حِكَمِ الْحَجِّ الْكَثِيرَة؟ فَهَلْ مِنْ اَجْلِ الْمَادَّةِ فَقَطْ؟ شَرَعَ اللهُ الْحَجّ؟ هَلْ مِنَ الْمَنْطِقِ وَالْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ اَنْ يَاْتِيَ اِنْسَانٌ مَا وَيَقُول؟ نَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّ اللهَ شَرَعَ الصَّوْمَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَشْعُرَ الْغَنِيُّ بِحَاجَةِ الْفَقِير؟ وَمَادَامَ الْغَنِيُّ يَشْعُرُ بِحَاجَةِ الْفَقِيرِ؟ فَلَادَاعِيَ لِاَنْ نَصُوم؟ فَهَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاَقُولُ لِهَذَا وَاَمْثَالِهِ لَا؟ هَذَا الشُّعُورُ الَّذِي ذَكَرْتَ؟ وَاحِدٌ فَقَطْ مِنْ حِكَمِ الصَّوْمِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي شَرَعَ اللهُ الصَّوْمَ مِنْ اَجْلِهَا جَمِيعاً؟ وَلَيْسَ هَذَا الشُّعُورُ الَّذِي ذَكَرْتَهُ هُوَ عِلَّةُ مَشْرُوعِيَّةِ الصَّوْم؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ لَمْ يَشْرَعِ الصَّوْمَ مِنْ اَجْلِ مَاذَكَرْتَ فَقَطْ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَشْرُوعِيَّةَ الشَّامِلَةَ الْكُبْرَى لِلصَّوْمِ وَاَحْكَامِهِ هِيَ فِي حَقِيقَتِهَا اَمْرٌ تَعَبُّدِيٌّ رَبَّانِيٌّ يَجِبُ تَنْفِيذُهُ مِنْ دُونِ مُنَاقَشَةٍ وَمِنْ دُونِ اعْتِرَاض؟ فَكَيْفَ سَتُثْبِتُ عُبُودِيَّتَكَ لِلهِ اَخِي اِذَا كُنْتَ تُنَاقِشُهُ وَتَعْتَرِضُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَيْء؟ فِي الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَة؟ وَفِي الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَة؟ هَلْ هُوَ عَبْدٌ لَكَ؟ اَمْ اَنْتَ عَبْدٌ لَهُ؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَخْبِرْنِي؟ هَلْ هَذَا مِنَ الْعُبُودِيَّةِ فِي شَيْء ؟هَلِ الْوَقَاحَةُ وَسُوءُ الْاَدَبِ وَالِاسْتِهْزَاءُ وَالسُّخْرِيَةُ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ فِي شَيْءٍ وَاللهُ تَعَالَى يَقُول {يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِه(أيْ لَاتُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ مِنَ الْجُرْاَةِ الْوَقِحَةِ غَيْرِ الْاَدَبِيَّةِ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ بِمَا يُوحِي اَنَّكُمْ اَدْرَى وَاَعْلَمُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ بِمَصْلَحَةِ النَّاسِ مَادِّيّاً اَوْ رُوحِيّاً اَوْ كِلَيْهِمَا مَعاً( وَيَامَا نَاس تَخْلِطُ الْاَوْرَاقَ اَيَّهَا الِاخْوَة؟ بَلْ تُلْبِسُ الْحَقَّ لِبَاسَ الْبَاطِلِ؟ وَتُلْبِسُ الْبَاطِلَ لِبَاسَ الْحَقّ؟ وَتَخْلِطُ الْحَلَالَ بِالْحَرَامِ؟ مُسْتَغِلّينَ اَبْشَعَ اسْتِغْلَالٍ مَابَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مِنْ شَعْرَة؟ فَاَيْنَ سَيَهْرُبُ هَؤُلَاءِ الْمُغَفَّلُونَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْاَعْيُنِ وَمَاتُخْفِي الصُّدُور(اَيْنَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ مِنْ اَعْظَمِ الْخِيَانَةِ وَالْغِشِّ عِنْدَ الله هُوَ الْغِشُّ فِي الْمَبَادِىءِ وَالْاَفْكَارِ وَالدِّينِ وَتَلْبِيسِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ وَالْحَلَالِ بِالْحَرَامِ؟ مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَى الْاِبَاحِيَّةِ الْبَغِيضَةِ وَالتَّسَيُّبِ فِي اَحْكَامِ الدِّين؟ وَاُقْسِمُ بِاللِه الْعَظِيم؟ اَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُتَسَيِّبِينَ؟ هُمْ اَشَدُّ خَطَراً عَلَى الْاِسْلَامِ بِكَثِيرٍ جِدّاً مِنَ الْمُتَشَدِّدِين؟ وَاسْتَمِعْ اَخِي مَعِي اِلَى مَايَقُولُهُ اَحَدُ هَؤُلَاءِ الْمُتَسَيِّبِين؟ يَقُول؟ اِنْسَانٌ مَا نَظِيفٌ ظَرِيفٌ تَخْرُجُ مِنْهُ الرَّوَائِحُ الْعِطْرِيَّة؟ وَقَدْ قَامَ بِالِاغْتِسَالِ وَالِاسْتِحْمَامِ عَلَى اَكْمَلِ وَجْهٍ؟ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ مِنَ الرِّيحِ مِنَ الضُّرَاطِ اَوِ الْفُسَاءِ الْمَعْرُوف؟ فَمَا هُوَ الْمَانِعُ اَنْ يُصَلّيَ؟ وَمَازَالَ مُحَافِظاً عَلَى نَظَافَتِه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَيُّهَا الْمُسْتَهْتِر؟ هَلْ تَعْتَقِدُ اَنَّ اللهَ شَرَعَ الِاغْتِسَالَ وَالْوُضُوءَ مِنْ اَجْلِ النَّظَافَةِ فَقَطْ؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ الْوُضُوءَ اَمْرٌ تَعَبُّدِيٌّ اَيْضاً؟ مِنْ اَجْلِ اِثْبَاتِ عُبُودِيَّتِكَ لِلهِ وَطَاعَتِهِ فِي مَكْرَهِكَ وَفِي مَنْشَطِكَ ؟بَلْ فِيمَا تُحِبُّهُ وَفِيمَا تَكْرَهُهُ اَيْضاً؟ وَمَاهِيَ الْفَائِدَةُ مِنْ عُبُودِيَّتِكَ لِلهِ اَنْ تَكْرَهَ طَاعَتَهُ فِيمَا تَكْرَهُهُ وَاَنْ تُحِبَّ طَاعَتَهُ فِيمَا تُحِبُّه؟ هَلْ مَصْلَحَتُكَ مَعَ اللهِ هِيَ مَصْلَحَةٌ مَادِّيَّةٌ تَتَّبِعُ فِيهَا هَوَاكَ اَنْتَ فَقَطْ؟ بَلْ اِنَّكَ تَتَّبِعُ هَوَى زَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ مِنْ قُوَّةِ مَحَبَّتِكَ لَهُمْ فِي اَقْوَى مَاتَكْرَهُ وَلَوْ طَلَبُوا مِنْكَ لَبَنَ الْعُصْفُور؟فَاَيْنَ مَحَبَّتُكَ لِلِه اَيْضاً مَهْمَا طَلَبَ مِنْكَ سُبْحَانَهُ مِنْ اَشْيَاءَ تَكْرَهُهَا؟ فَهَلْ تَكْرَهُ اَنْ تَكُونَ مِنَ{الَّذِينَ آمَنُوا اَشَدُّ حُبّاً لِله(هَلْ اَنْتَ اَشَدُّ حُبّاً لِزَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ؟ اَمْ اَشَدُّ حُبّاً لِلهِ مِنْهُمْ؟ هَلْ زَوْجَتُكَ وَاَوْلَادُكَ وَلَبَنُ عُصْفُورِهِمْ وَطَلَبَاتُهُمُ الَّتِي لَاتَنْتَهِي؟ وَقَدْ يَرْفَعُونَ لَكَ الضَّغْطَ وَالسُّكَّرِي مِنْ كَثْرَةِ طَلَبَاتِهِمْ؟ وَاَنْتَ فَاضِي رَاضِي لَهُمْ؟ بَلْ تَبْتَسِمُ فِي وَجُوهِهِمْ وَلَوْ كَادُوا اَنْ يَقْتُلُوكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ مِنْ قُوَّةِ مَحَبَّتِكَ لَهُمْ؟ فَهَلْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اَغْلَى عِنْدَكَ مِنَ اللهِ الَّذِي تَشْتُمُهُ وَاَنْتَ تَضْرِبُ بِالشَّدَّةِ عَلَى الطَّاوِلَةِ وَهُوَ يَدْعُوكَ بِقَوْلِهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاح؟ فَاِذَا بِكَ تَحْقِدُ عَلَيْهِ وَتَحْقِدُ عَلَى مَايَدْعُوكَ اِلَيْهِ وَمَايَنْهَاكَ عَنْهُ وَتَقُولُ فِي نَفْسِكَ مَااَكْثَرَ طَلَبَاتِهِ مِنْ اَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ؟ وَلَاتَحْقِدُ عَلَى اَحَدٍ مِنْ زَوْجَتَكِ وَاَوْلَادِكَ وَخَاصَّتِكَ مَهْمَا اَوْجَعُوا رَاْسَكَ بِطَلَبَاتِهِمْ؟ وَرُبَّمَا حَرَمُوكَ مِنْ أيِّ مَصْلَحَةٍ مَادِّيَّةٍ تَرْجُوهَا وَتَعِيشُ مِنْ اَجْلِهَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟ فَهَلْ يَبْقَى لَكَ اِلَّا مَصْلَحَةٌ رُوحِيَّةٌ تَرْجُوهَا فِي الْآخِرَةِ وَتَعْمَلُ مِنْ اَجْلِ سَعَادَةِ رُوحِكَ عَلَيْهَا وَفِيهَا؟ وَاللهُ تَعَالَى اَدْرَى بِمَصْلَحَتِكَ وَمَصْلَحَةِ رُوحِكَ وَجَسَدِكَ مِنْكَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ؟ وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ؟ وَاللهُ يَعْلَمُ وَاَنْتُمْ لَاتَعْلَمُون(وَهَلْ تَدْرِي اَيُّهَا الْغَبِيُّ اَيْنَ مَصْلَحَتُكَ فِيمَا تُحِبُّ وَتَكْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ اِلَّا بِطَاعَةِ اللهِ فِيمَا اَمَرَ؟ وَالِانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَزَجَر؟ بَلْ اِنَّ اللهَ لَايَقْبَلُ مِنْكَ الْاِيمَانَ اَبَداً حَتَّى تُحِبَّهُ سُبْحَانَهُ اَكْثَرَ مِنْ نَفْسِكَ؟ بَلْ حَتَّى تُحِبَّ رَسُولَ اللهِ اَيْضاً اَكْثَرَ مِنْ حُبِّكَ لِنَفْسِكَ وَزَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكَ؟ اِنَّ اللهَ مَاشَرَعَ الْوُضُوءَ مِنْ اَجْلِ النَّظَافَةِ فَحَسْبُ؟ وَاِنَّمَا مِنْ ثَمَرَاتِ الْوُضُوء اَلنَّظَافَة؟ فَهَلْ مِنَ الْعَقْلِ وَالْمَنْطِقِ وَالدِّين؟ اَنْ تَاْتِيَ مِنْ اَجْلِ النَّظَافَةِ وَتَقُول؟ لَنْ اَتَوَضَّاَ بِالْمَاءِ بَعْدَ الْيَوْمِ وَلَنْ اَسْتَحِمَّ بِهِ؟ لِاَنَّ الْمُعَقّمَاتِ اَوِ الْكُحُولَ اَوْ مَايُسَمَّى بِالسْبِيرْتُو يُنَظّفُ الْجِسْمَ اَكْثَرَ مِنَ الْمَاء؟ فَلَنْ اَسْتَحِمَّ بَعْدَ الْيَوْمِ؟ وَلَنْ اُنَظّفَ جِسْمِي اِلَّا بِالْمُعَقّمَات؟ هَلْ يَصِحُّ وُضُوؤُكَ بِدُونِ الْمَاءِ اَيُّهَا الْاَبْلَه؟ بَلْ اِنَّ اللهَ لَايَقْبَلُ مِنْكَ فِي حَالِ انْقِطَاعِ الْمَاءِ؟ اِلَّا اَنْ تَضْرِبَ يَدَيْكَ عَلَى غُبَارٍ طَاهِرٍ وَتَمْسَحَهُمَا وَتَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ اَيْضاً؟ مِنْ اَجْلِ التَّيَمُّم؟ وَلَايَكْتَفِي مِنْكَ سُبْحَانَهُ بِهَذِهِ الْمُعَقّمَات؟ اَلَمْ تَعْلَمْ اَيُّهَا الْمَصْرُوع؟ اَنَّ اللهَ اَمَرَكَ اَنْ تَتَوَضَّاَ بِالْمَاءِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا قُمْتُمْ اِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَاَيْدِيَكُمْ اِلَى الْمَرَافِقِ؟ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ؟ وَاَرْجُلَكُمْ اِلَى الْكَعْبَيْنِ؟ وَاِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَؤُلَاءِ الْمُتَفَزْلِكِينَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اِلْغَاءَ الْعِبَادَاتِ بِحُجَّةِ اَنَّهَا شُرِعَتْ مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَةِ كَذَا؟ وَمَادَامَ هَذَا الْكَذَا قَدْ تَحَقَّقَ؟ وَمَادَامَتْ مَصْلَحَةُ كَذَا قَدْ تَحَقَّقَتْ مِنْ مَشْرُوعِيَّتِهَا؟ فَانْتَهَى الْاَمْرُ؟ فَلَا دَاعِيَ لِهَذِهِ الْعِبَادَات؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ؟ اِيَّاكُمْ يَامَسَاكِين؟ وَاللِه الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ اَنَا مُشْفِقَةٌ عَلَيْكُمْ؟ لِاَنَّكُمْ لَاتَعْلَمُونَ مَا يَنْتَظِرُكُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيمِ؟ بِمُجَرَّدِ نُزُولِكُمْ فِي حُفْرَةِ الْقَبْرِ وَانْصِرَافِ الْمُشَيِّعِينَ عَنْكُمْ؟ فَاِيَّاكُمْ ثُمَّ اِيَّاكُمْ؟ اَنْ تَدْخُلُوا فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيْلٌ لِكُلِّ اَفَّاكٍ اَثِيم؟ يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ؟ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَاَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا؟ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ اَلِيم؟ وَاِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُوَا(وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَيْضاً؟ نَحْنُ اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ؟ نَاْخُذُ اَمْرَ اللهِ تَعَالَى عَلَى اَنَّهُ اَمْرٌ تَعَبُّدِيٌّ؟ أيْ تَعَبَّدَنَا اللهُ تَعَالَى بِهِ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نُفَتِّشُ عَنِ الْحِكْمَةِ فِي تَشْرِيعِ هَذِهِ الْعِبَادَات؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْحَجَّ فَرِيضَةُ عَيْنٍ مُحْكَمَةٍ؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا تَعَيَّنَتْ عَلَيْكَ اَخِي؟ وَعَيَّنَهَا اللهُ عَلَيْكَ؟ وَاَحْكَمَهَا اِحْكَاماً صَارِماً؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّ مَنْ اَنْكَرَهَا فَقَدْ كَفَرَ؟ وَمَنْ اعْتَرَفَ بِهَا لَكِنَّهُ لَمْ يَقُمْ بِهَا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهَا؟ فَقَدْ ارْتَكَبَ اِثْماً عَظِيماً؟ وَنَخْشَى عَلَيْهِ كَثِيراً مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ مَلَكَ الزَّادَ وَالرَّاحِلَةَ وَلَمْ يَحُجَّ؟ فَلَا عَلَيْهِ اِنْ مَاتَ يَهُودِيّاً اَوْ نَصْرَانِيّاً] بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَة؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْهَدَايَا الَّتِي يَجْلِبُهَا الْحَاجُّ مَعَهُ لِمَنْ يُهَنِّئُهُ بِعَوْدَتِهِ بِالسَّلَامَةِ بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنَ الْحَجّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هَذِهِ الْهَدَايَا لَيْسَتْ رُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الْحَجِّ؟ وَلَيْسَتْ وَاجِباً مِنْ وَاجِبَاتِ الْحَجِّ؟ وَلَيْسَتْ مَنْدُوبَةً مِنْ مَنْدُوبَاتِ الْحَجّ؟ وَاِنَّمَا الْهِبَاتُ اَوِ الْهَدَايَا تَكُونُ صِلَاتٍ مِنْ اَجْلِ الْمَوَدَّةِ بَيْنَ النَّاس[وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَه(لَكِنْ ضِمْنَ طَاقَةِ الْحَاجِّ؟ وَلَيْسَ فَوْقَ طَاقَتِه؟ وَمِنْ دُونِ اِحْرَاجٍ لِلْحَاجِّ غَيْرِ الْقَادِر[فَمَا اُخِذَ بِسَيْفِ الْحَيَاءِ فَهُوَ حَرَام(وَاَمَّا الْحَاجُّ الْقَادِرُ؟ فَالْاَفْضَلُ لَهُ اَنْ يَدْفَعَ اَمْوَالاً نَقْدِيَّةً لِلضُّيُوفِ الْفُقَرَاءِ الْقَادِمِينَ لِتَهْنِئَتِهِ؟ وَاَنْ يَحْتَسِبَهَا مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِهِ اِذَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ وَمَلَكَ النِّصَاب؟اَوْ يَدْفَعُهَا سَلَفاً عَنْ سَنَةٍ قَمَرِيَّةٍ اَوْ سَنَتَيْنِ اَوْ ثَلَاث اَوْ خَمْس اِذَا مَلَكَ النِّصَاب وَقَبْلَ حَوْلِ الْحَوْل؟ وَالْاَوْلَوِيَّةُ دَائِماً تَكُونُ لِلْمَرْضَى وَالْجَرْحَى الَّذِينَ تَكُونُ حَيَاتُهُمْ فِي خَطَرٍ شَدِيدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْجَرْحَى وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ الْجَرْحَى وَيُمْكِنُ اِنْقَاذُهُمْ بِهَذِهِ الْاَمْوَال؟ فَعَلَى الْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّةِ وَالطّبِّيَّةِ وَالْاِسْعَافِيَّةِ؟ اِرْسَالُ الضُّيُوفِ؟ مِنْ اَجْلِ تَهْنِئَةِ الْحُجَّاجِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَجِّ؟ وَمِنْ اَجْلِ جَمْعِ التَّبَرُّعَات؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُعِطِي الْحَاجُّ زَكَاةَ اَمْوَالِهِ لِلضَّيْفِ الْمُسْلِمِ اَوْ غَيْرِ الْمُسْلِمِ الْفَقِيرِ؟ اَوِ الْمِسْكِينِ؟ اَوِ الْجَابِي لِاَمْوَالِ الزَّكَاةِ؟ اَوِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ؟ اَوِ الْغَارِمِ الْمَدْيُونِ؟ اَوْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَهُوَ الضَّيْفُ الْمَبْعُوثُ مِنْ قِبَلِ الْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا اَوْ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ اَوْ تَجْهِيزِ الْمُقَاتِلِينَ تَحْتَ عُنْوَان فِي سَبِيلِ اللهِ؟ اَوِ ابْنِ السَّبِيلِ وَهُوَ الْمُسَافِرُ الْمُنْقَطِعُ وَلَوْ كَانَ غَنِيّاً فِي بَلَدِهِ وَلَكِنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ الْوُصُولَ اِلَى اَمْوَالِهِ لِسَبَبٍ مَا خَارِجٍ عَنْ اِرَادَتِهِ؟ اَوِ ابْنِ السَّبِيلِ وَهُوَ اَيْضاً يِاْتِي بِمَعْنَى الضَّيْفِ الَّذِي اَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِاِكْرَامِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ جَمِيعَ هَؤُلَاءِ يَسْتَحِقُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سَهْماً مِنْ سِهَامِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ اِذَا قَدِمُوا مِنْ اَجْلِ تَهْنِئَةِ الْحَاجِّ الِّذِي يَمْلِكُ نِصَابَ الزَّكَاة؟ لَكِنْ هُنَاكَ بَعْضُ الْحُجَّاجِ بَعَثَ اِلَيَّ بِرِسَالَةٍ يَشْتَكِي فِيهَا بِقَوْلِهِ؟ قَدْ يُكَلّفُنِي الْحَجُّ مَافَتَحَ وَرَزَقَ سُبْحَانَهُ مِنَ الْاَمْوَال؟ وَلَااَجِدُ فِي نَفْسِي غَضَاضَة؟ لَكِنْ حِينَمَا اُفَكِّرُ اَنَّ الْهَدَايَا سَتُكَلّفُنِي اَضْعَافَ مَاقَدْ يُكَلّفُنِي الْحَجُّ؟ فَاِنِّي اَمْتَنِعُ عَنِ الْحَجّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هَذَا لَيْسَ عُذْراً اَبَداً؟ فَاِذَا اسْتَطَعْتَ اَنْ تَاْتِيَ بِهَدَايَا عَيْنِيَّةٍ اَوْ نَقْدِيَّةٍ تَحْتَسِبُهَا مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِكَ صَرَاحَةً اَمَامَ مَنْ تُعْطِيهِ اِيَّاهَا؟ فَلَابَاْسَ بِذَلِك؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ اِلَّا اَنْ تَحُجَّ فَقَطْ؟ فَعَلَيْكَ بِالْحَجِّ فَقَطْ؟ وَلَسْتَ مُلْزماً بِالْهَدَايَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَقُلْ مَنْ مَلَكَ الزَّادَ وَالرَّاحِلَةَ وَالْهَدَايَا؟ وَاِنَّمَا قَال[مَنْ مَلَكَ الزَّادَ وَالرَّاحِلَةَ وَلَمْ يَحُجَّ؟ فَلَاعَلَيْهِ اِنْ مَاتَ يَهُودِيّاً اَوْ نَصْرَانِيّا(بِمَعْنَى اَنَّ مِلَّةَ الْكُفْرِ وَاحِدَةٌ عِنْدَ الله؟ فسَوَاءٌ عَلَيْهِ مَاتَ يَهُودِيّاً اَوْ نَصْرَانِيّاً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سَيَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الْاِسْلَام؟لِاَنَّهَا تُسَمَّى حَجَّةَ الْاِسْلَام؟ وَلَاتُسَمَّى حَجَّةَ النَّصَارَى؟ وَلَاحَجَّةَ الْيَهُود؟ لِاَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مَمْنُوعُونَ مِنْ دُخُولِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ اِلَّا اِذَا اَسْلَمُوا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ؟ فَلَايَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا[اَخْرِجُوا الْيَهُودَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَب(وَلَا اَعْلَمُ شِرْكاً اَعْظَمَ مِنْ اَنْ يَقُولَ الْمَسِيحِيُّ اَنَّ رَبَّهُ عِيسَى كَمَا يَقُولُ الصَّحَابِيُّ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا(وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ حَجَّةَ الْاِسْلَامِ هَذِهِ هِيَ الْعِبَادَةُ الْوَحِيدَةُ الَّتِي تُمَيِّزُكَ بِاِسْلَامِكَ عَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْحَجُّ يَجِبُ فِي الْعُمُرِ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ؟ وَلِذَلِكَ لَمَّا خَطَبَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي النَّاسِ قَال[يَااَيُّهَا النَّاسُ؟ اِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا؟ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ؟ اَفِي كُلِّ عَامٍ يَارَسُولَ الله؟ وَكَرَّرَ هَذَا السُّؤَالَ ثَلَاثاً؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَا؟ وَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَ عَلَيْكُمْ؟ ذَرُونِي وَمَا آمُرُكُمْ بِه؟ فَاِذَا اَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَافْعَلُوهُ وَاْتُوا مِنْهُ مَااسْتَطَعْتُمْ؟ وَاِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا عَنْهُ(وَالْمَعْنَى اَخِي اِذَا نَهَاكَ رَسُولُ اللهِ عَنْ شَيْءٍ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَنْتَهِيَ؟ وَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَعَلَّلَ اَوْ تَعْتَذِرَ بِعُذْرٍ مِنَ الْاَعْذَار؟ فَاِذَا نَهَاكَ مَثَلاً عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ فِي شَرْعِهِ الْاِسْلَامِي؟ فَلَاتَقُلْ اَنَا لَااَسْتَطِيعُ اِلَّا اَنْ اَشْرَبَ الْخَمْر؟ وَاِذَا نَهَاكَ عَنْ كُلِّ مَايَضُرُّكَ؟ فَلَا يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَقُول اَنَا لَااَسْتَطِيعُ تَرْكَ التَّدْخِينِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَغَيْرِ ذَلِك؟ فَهَذَا لَايُقْبَلُ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاِذَا نَهَاكَ عَنِ السَّرِقَةِ؟ فَلَا تَقُلْ لَااَسْتَطِيعُ اِلَّا اَنْ اَسْرِق؟ نَهَاكَ عَنِ الْغِيبَةِ؟ فَلَاتَقُلْ لَااَسْتَطِيعُ اِلَّا اَنْ اَغْتَاب؟ فَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ اَخِي يَجِبُ تَرْكُهُ تَرْكاً فَوْرِيّاً؟ اَمَّا الْمَاْمُورُ بِهِ؟ فَاِنَّكَ تَمْتَثِلُ مِنْهُ مَاتَسْتَطِيعُه؟ وَلَكِنْ ضِمْنَ الْحُدُودِ الَّتِي اَمَرَكَ اللهُ بِهَا اَيْضاً؟ وَلَيْسَ خَارِجَهَا؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَقُولَ مَثَلاً؟ اَنَا لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اُصَلّيَ؟ وَلِذَلِكَ سَاَتْرُكُ الصَّلَاةَ نِهَائِيّاً؟ فَمَثَلاً اَمَرَكَ سُبْحَانَهُ بِالصَّوْمِ؟ وَلَكِنَّهُ قَاَل لَكَ{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ؟ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَر(وَلَمْ يَقُلْ لَكَ اُتْرِكِ الصِّيَامَ نِهَائِيّاً؟ اِلَّا اِذَا كُنْتَ مُصَاباً بِمَرَضٍ مُزْمِنٍ يَسْتَحِيلُ مَعَهُ الصَّوْم؟ وَاِذَا اَمَرَكَ سُبْحَانَهُ اَخِي بِالزَّكَاةِ؟ وَلَكِنَّهُ اشْتَرَطَ لَهَا شُرُوطاً؟ وَمِنْهَا مُلْكُكَ لِلنِّصَابِ؟ فَاِذَا لَمْ تَتَحَقَّقْ شُرُوطُ الزَّكَاةِ؟ فَلَاتَجِبُ عَلَيْكَ الزَّكَاة؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَاْمُرْكَ بِتَرْكِ الزَّكَاةِ نِهَائِيّاً وَاِلَى الْاَبَد؟ فَاِذَا رَزَقَكَ اللهُ النِّصَابَ؟ فَعَلَيْكَ بِالْعَوْدَةِ اِلَى الزَّكَاة فَوْراً؟ وَاِذَا اَمَرَكَ اللهُ بِالصَّلَاةِ؟ فَاِذَا لَمْ تَسْتَطِعُ اَنْ تُصَلّيَ وَاقِفاً؟ فَاِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَكَ اَخِي اَبَداً بِتَرْكِ الصَّلَاةِ نِهَائِيّاً وَاِلَى الْاَبَد؟ وَاِنَّمَا قَالَ لَكَ؟ اِذَا عَجَزْتَ عَنِ الصَّلَاةِ وَاقِفاً؟ فَلَا اَسْمَحُ لَكَ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ اَبَداً وَلَوْ كُنْتَ تُعَالِجُ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ وَتُعَانِي مِنْهَا؟ بَلْ صَلِّ قَاعِداً؟ وَاِلَّا فَصَلِّ مُضْطّجِعاً؟ اَوْ عَلَى جَنْبِكَ؟ اَوْ مُومِئاً بِرَاْسِكَ؟ اَوْ عَيْنَيْكَ؟ وَالصَّلَاةُ تَتَكَيَّفُ حَسَبَ حَالَتِكَ اَخِي؟ فَلَوْ كُنْتَ لَاسَمَحَ الله تَكَادُ اَنْ تَغْرَقَ فِي عُرْضِ الْبَحْرِ مُتَعَلّقاً بِلَوْحٍ مِنَ الْخَشَبِ بَعِيداً جِدّاً عَنِ النَّجْدَةِ وَجَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُصَلّي؟ وَلَاتُعْفَى مِنْ اَدَاءِ الصَّلَاةِ اَبَداً؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالْقَاعِدِ عَلَى الْمَقَاهِي وَالْمَلَاهِي؟ يَلُفُّ رِجْلاً عَلَى رِجْلٍ؟ يَعْكُفُ عَلَى اَصْنَامٍ لَهُ مِنَ اللَّعِبِ بِالشَّدَّةِ وَالضَّامُو وَالزَّهْرِ وَالنَّرْدَشِيرِ وَالشِّطْرَنْجِ؟ غَارِقاً فِي اَفْكَارِهِ وَتَصَوُّرَاتِهِ وَاِدْمَانِهِ عَلَيْهَا؟ مُتَعَلّقاً بِحَبَائِلِ الشَّيْطَانِ؟ مُنْقَطِعاً عَنْ حَبْلِ اللهِ الْمَتِينِ فِي الصَّلَاةِ؟ غَيْرَ مُبَالٍ بِاَذَانٍ وَلَاصَلَاةٍ وَلَاتَعْظِيمٍ لِشَعَائِرِ الله؟ فَبِاَيِّ مَنْطِقٍ؟ وَبِاَيِّ عَقْلٍ؟ وَبِاَيِّ دِينٍ سَيَعْذُرُ اللهُ غَرِيقَ الشَّيْطَانِ فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ وَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِحَبَائِلِهِ الْقَوِيَّةِ جِدّاً؟ وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ لَايَعْذُرُ سُبْحَانَهُ غَرِيقَ الْبَحْرِ فِي تَرْك ِالصَّلَاةِ وَالْمِسْكِينُ يَتَعَلَّقُ بِلَوْحٍ مِنَ الْخَشَبِ ضَعِيفٍ جِدّاً لَنْ يَصْمُدَ مَعَهُ طَوِيلاً اِلَّا اِذَا اَدْرَكَتْهُ رَحْمَةُ الله؟ مَاذَا سَتُجِيبُ رَبَّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَخِي غَرِيقَ الشَّيْطَان؟ وَبِاَيِّ وَجْهٍ سَتَلْقَى الله؟ هَلْ بِوَجْهٍ اَبْيَضَ اَمْ اَسْوَد؟ طَبْعاً سَتَلْقَاهُ بِوَجْهٍ اَسْوَدَ اِذَا لَمْ تَتُبْ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَاِذَا اَمَرَكَ سُبْحَانَهُ؟ فَاِنَّكَ تَاْخُذُ اَمْرَهُ قَدْرَ اسْتِطَاعَتِك؟ وَاِذَا نَهَاكَ؟ فَاِنَّكَ تَنْتَهِي عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَهُ اللهُ؟ اِلَّا فِي حَالَةِ الضَّرُورَةِ الْقُصْوَى؟ فَحِينَمَا حَرَّمَ سُبْحَانَهُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ قَال {فَمَنِ اضْطّرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِثْمٍ؟ فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(وَالْمَخْمَصَةُ هِيَ الْمَجَاعَةُ الشَّدِيدَة؟ وَالْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ الْاُولَى تَقُول؟ اَلضَّرُورَاتُ تُبِيحُ الْمَحْظُورَات؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوِ اقْتَصَرْنَا عَلَى هَذِهِ الْقَاعِدَةِ فَقَطْ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِيَّاكَ؟ لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ حِينَهَا؟ سَيُفَسِّرُ الضَّرُورَةَ حَسَبَ ذَوْقِهِ وَهَوَاهُ الشَّيْطَانِي؟ وَيَاْخُذُهَا اِلَى الْحَضِيضِ؟ وَيَتَوَسَّعُ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ تَاْتِي الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّةُ الثَّانِيَة لِتَحْسِمَ الْمَوْقِفَ قَائِلَةً؟ وَالضَّرُورَاتُ تُقَدَّرُ بِقَدْرِهَا؟ وَلَيْسَ بِقَدَرِهَا؟ كَمَا نَسْمَعُ اَسَاتِذَةَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُحْتَرَمِينَ دَائِماً لَايُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْقَدَرِ وَهُوَ مَايَجْتَمِعُ مَعَ الْقَضَاءِ؟ وَبَيْنَ الْقَدْرِ وَهُوَ مَايَجْتَمِعُ مَعَ الْمِقْدَارِ فِي نَفْسِ الْمَعْنَى تَقْرِيباً؟ وَلَايُفَرِّقُونَ اَيْضاً فِي قَوْلِهِمْ عَرْضَ الْبَحْرِ وَهُوَ مَايُقَابِلُ الطُّولَ؟ وَبَيْنَ قَوْلِهِمْ عُرْضَ الْبَحْرِ بِمَعْنَى وَسَطَ الْبَحْرِ؟ وَيُقَالُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اِضْرِبْ بِرَاْسِكَ عَرْضَ الْحَائِطِ اَمْ عُرْضَ الْحَائِطِ اَخِي؟ بَلْ عُرْضَ الْحَائِط؟ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَضْرِبَ رَاْسَكَ فَتُؤْذِيَ نَفْسَك؟ وَاَنَا اَقُولُ لَكَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ ضَرْبِ الْمِثَال؟ وَاِلَّا فَصَدِّقْنِي؟ لَوْ كُنْتُ رَجُلاً مِثْلَكَ؟ لَقَبَّلْتُ رَاْسَكَ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي؟ هَذِهِ اُمُورٌ فِقْهِيَّةٌ لُغَوِيَّةٌ عَرَبِيَّةٌ؟ لَابُدَّ اَنْ نَفْهَمَهَا جَيِّداً؟ وَاَقُولُ لِاَسَاتِذَةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ؟ وَخَاصَّةً مُذِيعِي نَشْرَةِ الْاَخْبَار؟ اَرْجُو اَلَّا يَاْتِيَ يَوْمٌ؟ اَلْعَنُ فِيهِ مَنْ اَعْطَاكُمْ هَذِهِ الشَّهَادَةَ الْجَامِعِيَّةَ وَالْاِجَازَةَ فِي عُلُومِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ فَلَنْ نَسْمَحَ بِاَيِّ تَجَاوُزَاتٍ اَوْ اَخْطَاءٍ لُغَوِيَّةٍ بَعْدَ الْيَوْم؟ وَاَكْثُرُ مَايَغِيظُنِي؟ بَلْ يَجْعَلُنِي اَنْفَجِرُ مِنَ الْغَيْظِ؟ اَنَّ خَنَازِيرَ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةَ؟ لاَيَتَسَامَحُونَ اَبَداً فِي أيِّ خَطَاٍ لُغَوِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِالِانْكِلِيزِيَّةِ اَوِ الْفَرَنْسِيَّةِ وَغَيْرِهَا مِنْ لُغَاتِ الْعُهْرِ وَالدَّعَارَةِ وَالْفَسَاد وَلَوْ بِمُجَرَّدِ اللَّكْنَة؟ وَخَاصَّةً الْفَرَنْسِيَّة لُغَةُ الْقَحْبَاتِ الْعَاهِرَات؟ وَلَكِنَّنَا نَحْنُ مَازِلْنَا اِلَى الْآن نَسْمَعُ اَبَا عُمَر وَاَبَا عُثْمَان عَلَى قَنَاةِ السُّورِي الْحُرّ يُخْطِؤُونَ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآن؟ وَكَاَنَّهُمْ لَمْ يَقْرَؤُوا شَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ؟ وَلَمْ يَتَعَلَّمُوهُ مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِمْ؟ وَاَقُولُ لِاَبِي عُمَر؟ ثِقْ بِالله يَابُوعُمَر اَنَّ{خَيْرَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه(مَعَ تَحِيَّات اَخُوكَ بُو فَهْد مِنَ الْكُوِيت؟ وَاَقُولُ لِاَبِي فَهْد مِنَ الْكُوَيْت؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ حَسَنْ نَصْرِ الشَّيْطَان وَخَنَازِيرَه؟ وَشَبِّيحَة بَشَّار وَخَنَازِيرَه؟ وَمَلَالِي خُمْ وَطَهْرَان وَالْمَالِكِي وَخَنَازِيرَهِمْ؟ وَغَيْرَهِمْ مِنْ اَصْحَابِ الْعَمَائِمِ السُّود؟ اَنَّ جَمِيعُ هَؤُلَاءِ مَعَ الْاَسَف؟ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ اَحْسَنَ مِنْكُمْ؟ وَلَكِنَّهُ مَعَ الْاَسَفِ لَايُجَاوِزُ تَرَاقِيَّهُمْ وَيَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّة؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ الزَّوَاجَ بِي يَابُو عُمَر عَلَى شَرْع ِاللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فَاِنِّي لَااَقْبَلُ مِنْكَ اَمْوَالَ الْاَرْضِ مَهْراً لِي؟ وَلَااَقْبَلُ مِنْكَ اِلَّا مَهْراً وَاحِداً وَهُوَ مَامَعَكَ مِنَ الْقُرْآن بِشَرْط؟ وَهُوَ اَنْ تُتْقِنَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ وَاللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ جَيِّداً؟ اِنَّهُ كَلَامُ اللهِ الَّذِي لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَسْتَهْتِرَ بِهِ اَبَداً اَنْتَ وَغَيْرُك؟ وَيَبْدُو اَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لَنَا فِي الطَّيِّبِ نَصِيبٌ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ آخِرُ مُشَارَكَةٍ اَبْعَثُهَا اِلَيْكَ وَاَنَا اَرَى الْمَوْتَ يُحِيطُ بِي وَيَتَرَبَّصُ مِنْ كُلِّ جَانِب؟ فَاَرْجُوكَ اَنْ تُتْقِنَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ جَيِّداً حَتَّى تَقْرَاَهُ عَلَى رُوحِي بَعْدَ مَوْتِي؟ وَلَااُرِيدُ مِنْكَ اِلَّا خِتْمَةً وَاحِدَةً مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ اَنْ تُهْدِيَ ثَوَابَهَا اِلَى رُوحِي؟ وَتَذَكَّرْ اَنِّي اَحْبَبْتُكَ دُونَ اَنْ اَرَاكَ اِلَى الْآن وَمِنْ مُجَرَّدِ سَمَاعِ صَوْتِك؟ وَلَيْسَ الْحُبُّ الْعُذْرِيُّ الطَّاهِرُعَيْباً اَبَداً فِي شَرْعِنَا الْاِسْلَامِيّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْحَجُّ لَايَكُونُ اِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمُر؟ بِنَصِّ كَلَامِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَهُنَاكَ مَعْنىً لُغَوِي يَدُلُّ عَلَى ذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ تَعَالَى جَعَلَ لِلْفَرَائِضِ اَسْبَاباً؟ فَنَقُولُ مَثَلاً صَوْمُ رَمَضَانَ سَبَبُهُ رَمَضَان؟ صَلَاةُ الظُّهْرِ سَبَبُهَا الظٌّهْرُ؟ صَلَاةُ الْعَصْرِ سَبَبُهَا الْعَصْرُ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ طَيِّبْ هَلِ الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ وَرَمَضَان ظَرْفُ مَكَان اَمْ ظَرْفُ زَمَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي بَلْ هُوَ ظَرْفُ زَمَان؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟هَلِ الزَّمَانُ يَكُونُ ثَابِتاً اَمْ مُتَحَرِّكاً يَتَكَرَّر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ بَلْ اِنَّ الزَّمَانَ مُتَحَرِّكٌ يَتَكَرَّر بِنُسْخَةٍ لَيْسَتْ طِبْقَ الْاَصْلِ عَمَّا سَبَقَهَا مِنْ زَمَان؟ وَلَكِنْ تُشْبِهُهَا اِلَى حَدٍّ مَا؟ لِاَنَّ مَاذَهَبَ مِنَ الزَّمَانِ فَلَنْ يَعُودَ اَبَداً؟ اِلَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَحْفُوظاً عِنْدَ اللهِ بِالسَّاعَةِ وَالدَّقِيقَةِ؟ بَلْ بِالثَّانِيَةْ؟ مِنْ اَجْلِ مُحَاسَبَةِ النَّاسِ عَلَى مَااقْتَرَفُوهُ فِيه؟ فَلَوْ كَانَ الزَّمَانُ لَايَتَكَرَّرُ فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا بِنُسْخَةٍ شَبِيهَةٍ بِمَا سَبَقَهَا مِنْ زَمَان؟ فَمَا عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُصَلّيَ طَوَالَ حَيَاتِكَ اِلَّا ظُهْراً وَاحِداً فَقَطْ وَمَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْرِ فَقَطْ؟ اَوْ عَصْراً وَاحِداً فَقَطْ وَلِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ فِي الْعُمْرِ فَقَطْ؟ اَوْ تَصُومَ رَمَضَانَ وَاحِداً فِي الْعُمُرِ فَقَطْ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا يَتَرَتَّبُ عَلَى تَكَرُّرِ الزَّمَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ مَادَامَ الزَّمَانُ يَتَكَرَّرُ؟ فَكُلَّمَا تَكَرَّرَ؟ وَجَبَ عَلَيْكَ اَنْ تَفْعَلَ مَايَتَعَلَّقُ بِه؟ فَكُلَّمَا تَكَرَّرَ اَذَانُ الظُّهْرِ وَوَقْتُهُ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُكَرِّرَ صَلَاةَ الظُّهْرِ مِنْ جَدِيدٍ فِي الْاَيَّامِ الْمُقْبِلَة؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْعَصْرِ وَغَيْرِهِ مِنَ الْاَوْقَات ِالَّتِي تَتَكَرَّرُ يَوْمِيّاً؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِصِيَامِ رَمَضَانَ الَّذِي يَتَكَرَّرُ شَهْراً وَاحِداً فَقَطْ فِي كُلِّ سَنَةٍ قَمَرِيَّة؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلزَّكَاةِ اِذَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْل؟ وَلَكِنَّهَا الْفَرِيضَةُ الْوَحِيدَةُ الَّتِي يَجُوزُ لَكَ فِيهَا اَخِي اَنْ تُقَدِّمَهَا عَنْ وَقْتِهَا الْاَصْلِيّ؟ وَلَايَجُوزُ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجّ؟ اِلَّا مَا سَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ فِي تَقْدِيمِ السَّعْيِ عَلَى الطَّوَافِ وَغَيْرِهِ فِي بَعْضِ مَنَاسِكِ الْحَجِّ؟ وَفِي قَصْرِ الصَّلَاةِ الرُّبَاعِيَّةِ وَجَمْعِهَا تَقْدِيماً اَوْ تَاْخِيراً بِالنِّسْبَةِ لِلْمُسَافِر؟ وَلِذَلِكَ اَخِي كُلَّمَا تَكَرَّرَ زَمَانُ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ وَالزَّكَاةِ بِوُجُودِ النِّصَاب؟ وَجَبَ عَلَيْكَ فِعْلُ مَايَتَعَلَّقُ بِهَذَا الزَّمَان؟ سَوَاءً كَانَ صَلَاةً اَوْ صَوْماً؟ اَوْ زَكَاةً فِي زَمَانِهَا اَوْ قَبْلَ زَمَانِ اسْتِحْقَاقِهَا؟ وَاَمَّا حِينَمَا يَقُولُ سُبْحَانَهُ{وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ{فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ هُنَا اَضَافَ الْحَجَّ اِلَى الْبَيْت(وَهَلِ الْبَيْتُ مُتَحَرِّكٌ يَذْهَبُ وَيَاْتِي كَزَمَانِ وَقْتِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَغَيْرِهَا؟ اَمْ هُوَ ثَابِتٌ اَخِي؟ نَعَمْ هُوَ ثَابِت؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ فَرِيضَةَ الْحَجِّ تَجِبُ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي الْعُمْرِ؟ لِاَنَّهَا تَعَلَّقَتْ بِمَكَانٍ ثَابِتٍ لَايَتَحَرَّك وَهُوَ الْكَعْبَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{حِجُّ الْبَيْتِ(وَلِاَنَّهَا لَمْ تَتَعَلَّقْ بِالزَّمَان؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ اَنَّهَا تَعَلَّقَتْ بِمَكَانٍ ثَابِتٍ لَايَتَحَرَّك؟ لِاَنَّ فَرِيضَةَ الْحَجِّ لَوْ تَعَلَّقَتْ بِزَمَانٍ مُتْحَرِّكٍ؟ لَوَجَبَتْ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ الزَّمَانُ ثَابِتاً لَايَتَحَرَّكُ اَيْضاً كَمَكَانِ الْكَعْبَةِ؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَوْ كَانَ ذَلِكَ حَاصِلاً فِعْلاً؟ مَاوَجَبَتِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ اِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي الْعُمْرِ فَقَطْ وَلِمُدَّةِ يَوْمٍ وَاحِدٍ فَقَطْ؟ وَمَا وَجَبَ صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ اِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً اَيْضاً فِي الْعُمْرِ وَلِمُدَّةِ شَهْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ؟ وَلَتَحَقَّقَتْ اُمْنِيَةُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وَاَتْبَاعِهِ فِي اِعْفَائِهِمْ مِنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ؟ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اَنْ يُعْفِيَ اللهُ اَحَداً مِنْهَا جَمِيعاً؟ وَقَدْ كَادَ سُبْحَانَهُ اَنْ يَفْرِضَ عَلَيْنَا خَمْسِينَ صَلَاةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ لَوْلا اَنْ تَدَارَكَتْنَا رَحْمَتُهُ سُبْحَانَهُ فِي خَمْسِ صَلَوَاتٍ فَقَطْ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَة؟ هَلْ لِلْاِنْسَانِ الْحَقُّ فِي اَنْ يَتَنَفَّلَ اَوْ يَتَطَوَّعَ صَلَاةً اَوْ صَوْماً اَوْ زَكَاةً اَوْ حَجّاً؟ وَهَلْ هُنَاكَ ضَوَابِطُ شَرْعِيَّةٌ لِهَذَا التَّنَفُّلِ وَالتَّطَوُّع؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِي؟ اَحَبُّ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ عَبْدِي اِلَيَّ هُوَ فِيمَا فَرَضْتُّهُ عَلَيْه؟ بِمَعْنَى اَنَّ اَحَبَّ شَيْءٍ اِلَى اللهِ تُجْزَى عَلَيْهِ اَخِي الْجَزَاءَ الْعَظِيمَ الْاَوْفَى؟ هُوَ فَرَائِضُ اللهِ تَعَالَى اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْء؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَه؟ وَمَا زَالَ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ اِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى اُحِبَّه؟ فَاِذَا اَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ؟ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ؟ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا؟ وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هُنَاكَ حَدِيثٌ نَبَوِيٌّ؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً حَدِيثٌ قُدْسِي؟ فَحِينَمَا يَقُولُ الرَّاوِي قَالَ رَسُولُ اللهِ قَالَ اللهُ تَعَالَى؟ فَهَذَا لَيْسَ حَدِيثاً نَبَوِيّاً وَلَا قُرْآناً كَرِيماً؟ وَاِنَّمَا هُوَ حَدِيثٌ قُدْسِيّ؟ وَاَمَّا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ؟ فَلَيْسَ فِيهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ قَالَ اللهُ تَعَالَى وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ؟ وَاِنَّمَا فَوْراً نَقُول قَالَ اللهُ تَعَالَى{وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ( نَعَمْ اَخِي؟ فَحِينَمَا تَتَقَرَّبُ اِلَى رَبِّكَ سُبْحَانَهُ بِالنَّوَافِلِ الَّتِي شَرَعَهَا؟ فَهَنِيئاً لَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ؟ وَدَائِماً فَاِنَّ الْمُؤْمِنَ يَاْخُذُ اَوَامِرَ اللهِ وَيُنَفّذُهَا تَنْفِيذَ الْعَاشِقِ لِاَمْرِ مَعْشُوقِهِ كَمَا يَقُولُ اَهْلُ التَّصَوُّف؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يَبْغُونَ لِلْعَاشِقِ الزِّيَادَةَ بِنَوَافِلِ اللهِ عَلَى فَرَائِضِهِ؟ حَتَّى يَتَقَرَّبَ اَكْثَرَ اِلَى مَعْشُوقِهِ سُبْحَانَه؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَهُ عَنْ اِبْرَاهِيم{وَاِذِ ابْتَلَى اِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَاَتَمَّهُنّ(وَلِذَلِكَ حِينَمَا طَلَبَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ اِبْرَاهِيمَ اَنْ يَبْنِيَ بَيْتَ اللهِ الْحَرَامِ عَلَى طُولِ قَامَتِهِ فَقَطْ وَلَمْ يُلْزِمْهُ بِاَكْثَرَ مِنْ ذَلِك؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ قَامَ اِبْرَاهِيمُ بِمَا اَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْهِ وَلَمْ يَكْتَفِ بِذَلِكَ؟ بَلْ سَعَى اِلَى الزِّيَادَةِ مِنْ اَجْلِ التَّقَرُّبِ اِلَى اللهِ وَمَرْضَاتِهِ اَكْثَرَ وَاَكْثَر؟ فَدَعَا بِحَجَرٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ؟ وَطَلَبَ مِنَ وَلَدِهِ اِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اَنْ يُنَاوِلَهُ الْحِجَارَةَ لِيُكْمِلَ فِي بِنَاءِ الْبَيْتِ زِيَادَةً عَلَى مَابَنَاهُ مِمَّا اَمَرَهُ اللهُ بِه؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ عَنْهُ{وَاِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى(وَلَذِلِكَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ اَلَّا يَكْتَفِيَ بِمَا فَرَضَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ؟ وَاِنَّمَا يَزْدَادُ قُرْباً اِلَى اللهِ؟ فَحِينَمَا تَتَقَرَّبَ اِلَى اللهِ بِالْفَرَائِضِ اَخِي؟ فَلَكَ الْاَجْرُ الْعَظِيمُ عِنْدَهُ؟ لَكِنْ اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَبْلُغَ دَرَجَةَ الْحُبِّ عِنْدَ الله؟ وَاَنْ تُعْلِمَ اللهَ عِلْماً ظَاهِرِيّاً وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُظْهِرَ لَهُ عَمَلَكَ مِمَّا افْتَرَضَهُ عَلَيْكَ صَرْفاً؟ اَوْ تَطَوَّعْتَ بِهِ اَوْ تَنَفَّلْتَهُ عَدْلاً؟ وَاِلَّا فَاِنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مَاخَفِيَ وَلَاحُدُودَ لِعِلْمِهِ؟ بَلْ لَاوُجُودَ لِلْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ فِي عِلْمِهِ؟ وَكُلُّهُ عِنْدَهُ سَيَّانَ؟ وَلَكِنَّهُ لَايُكَافِؤُكَ وَلَايُحَاسِبُكَ اَخِي عَلَى مَالَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ مِنْ عَمَلِكَ خَيْراً اَوْ شَرّاً وَلَوْ كَانَ ظَاهِراً فِي عِلْمِهِ سُبْحَانَهُ قَبْلَ اَنْ تَعْمَلَهُ اَخِي بِمَلَايِينِ السِّنِين؟ بَلْ مُنْذُ الْاَزَلِ السَّحِيقِ اللَّامُتَنَاهِي؟ نَعَمْ اَخِي حِينَمَا تُرِيدُ اَنْ تَصِلَ اِلَى دَرَجَةٍ عَظِيمَةٍ مِنْ حُبِّ اللهِ لَكَ؟ فَاِنَّكَ لَاتَكْتَفِي بِالْفَرَائِضِ؟ بَلْ تَزِيدُهَا نَفْلاً قَدْرَ اسْتِطَاعَتِكَ وَبِشُروطٍ كَمَا سَيَاْتِي؟ نَعَمْ اَخِي[وَمَازَالَ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ اِلَيَّ بِالنَّوَافِل(وَكَلِمَةُ عَبْدِي بِدُونِ الْيَاء هِيَ مُضَاف؟ وَالْمُضَافُ اِلَيْهِ هُوَ يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ وَهُوَ اللهُ سُبْحَانَه؟ وَاِضَافَةُ عُبُودِيَّتِكَ اِلَى اللهِ اَخِي تُفِيدُ تَشْرِيفَهُ لَك؟ فَحِينَمَا تَقُولُ اَخِي مَثَلاً عَنْ نَفْسِكَ اَنَّكَ عَبْدُ فُلَانٍ مِنَ النَّاسِ؟ فَاِنَّ فِي هَذِهِ الْعُبُودِيَّةِ مِنَ الذُّلِّ مَافِيهَا؟ حَتَّى وَلَوْ قُلْتَ اَنَا عَبْدُ الرَّسُول؟ فَاِنَّ فِيهَا نَوْعاً مِنَ الْمَذَلَّةِ اَيْضاً؟ لِاَنَّ الرًّسُولَ لَمْ يَطْلُبْ مِنْكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ لَهُ اَنَا عَبْدُكَ يَارَسُولَ الله؟ وَاِنَّمَا طَلَبَ مِنْكَ اَنْ تَقُولَ اَشْهَدُ اَنْ لَااِلَهَ اِلَّا الله؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه؟ فَحِينَمَا تُسْنِدُ عُبُودِيَّتَكَ اَخِي اِلَى اللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكَ تَسْتَحْوِذُ عَلَى عِزَّةِ الْاِيمَان؟ لِاَنَّ مَنْ كَانَ عَبْداً لِلهِ حَقّاً؟ فَاِنَّهُ لَايَرْضَى اَنْ يَكُونَ عَبْداً لِغَيْرِ اللهِ مَهْمَا عَظُمَ شَاْنُ هَذَا الْعَبْدِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَمِنْ مُقْتَضَى عُبُودِيَّتِكَ لِلهِ اَنْ تُنَفّذَ اَمْرَهُ وَنَهْيَهُ قَبْلَ اَنْ تَقُولُ لِمَاذَا؟ فَمَثَلاً اِذَا قَالَ لَكَ سُبْحَانَهُ{فَاِنْ لَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا(فَاِنَّ مِنْ وَقَاحَتِكَ اَخِي وَسُوءِ اَدَبِكَ مَعَ اللهِ اَنْ تَقُول؟ لَااُرِيدُ اَنْ اَتَيَمَّمَ؟ وَلَنْ اَتَيَمَّمَ حَتَّى اَعْرِفَ مَاهِيَ الْحِكْمَةُ مِنْ هَذَا التَّيَمُّمِ اَوّلاً؟ فَاَنْتَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لَسْتَ عَبْداً لِله؟ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تُنَفّذَ اَمْرَهُ اَوّلاً بِالتَّيَمُّم؟ ثُمَّ لَكَ الْحَقُّ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ تَسْاَلَ وَتُفَتِّشَ عَنِ الْحِكْمَةِ مِنَ التَّيَمُّم؟ وَقَدْ تَكُونُ هَذِهِ الْحِكْمَةُ غَيْرَ مُقْنِعَةٍ لَكَ اَخِي؟ وَاللهُ اَعْلَمُ بِاَسْرَارِهَا وَلُغْزِهَا الْمُحَيِّر؟ وَاَنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَعْلَمَه؟ فَهَلْ يِحِقُّ لَكَ اَخِي اَنْ تُلْغِيَ عُبُودِيَّتَكَ لِلهِ فِي امْتِثَالِ اَمْرِهِ وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ لِمُجَرَّدِ اَنَّكَ لَمْ تَقْتَنِعْ بِهَذِهِ الْحِكْمَة؟ فَمَثَلاً نَسْمَعُ كَثِيراً عَنْ وُجُودِ الدُّودَةِ الشَّرِيطِيَّةِ فِي لَحْمِ الْخِنْزِير؟ وَنَسْمَعُ كَثِيراً اَيْضاً مِنْ بَعْضِ النَّاسِ اَنَّ اللهَ حَرَّمَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ بِسَبَبِ وُجُودِ هَذِهِ الدُّودَةِ الشَّرِيطِيَّة؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ مَاذَا عَنْ وَسَائِلِ الطَّبْخِ وَالطَّهْيِ وَالطَّعَامِ وَالتَّعْقِيمِ الَّتِي تَسْتَطِيعُ الْقَضَاءَ عَلَى هَذِهِ الدُّودَةِ الشَّرِيطِيَّةِ بِكُلِّ سُهُولَة؟ فَهَلْ يُصْبِحُ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ حَلَالاً اَكْلُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ فَاِذَا كَانَتْ عُبُودِيَّتُكَ لِلهِ اَخِي مُعْتَمِدَةٌ وَمَبْنِيَّةٌ عَلَى الْقَنَاعَةِ؟ وَلَاتَرْتَكِزُ اِلَّا عَلَى قَنَاعَتِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ وَلَايُمْكِنُ تَفْعِيلُهَا اِلَّا عَنْ طَرِيقِ الْمَدْرَسَةِ الْعَقْلِيَّةِ؟ فَكَيْفَ تَدَّعِي الْكَمَالَ فِي عَقْلِكَ اَخِي؟ وَاَنْتَ لَاتَدْرِي شَيْئاً عَنْ رُوحِكَ الَّتِي تُحَرِّكُ جَسَدَك؟ كَيْفَ وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ{وَمَااُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ اِلَّا قَلِيلَا( وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكَ اَخِي مُنْذُ الْآن؟ اِذَا كَانَ اِيمَانُكَ مُرْتَكِزاً عَلَى هَذَا الْعَقْلِ الْقَاصِرِ الشَّارِدِ الشَّاطِحِ الَّذِي لَايَضْبِطُهُ اِلَّا شَرْعُ الله؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَكُونُ مُلْحِداً؟ وَعَلَيْكَ اَلَّا تَقْتَنِعَ بِوُجُودِ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالجِنِّ؟ لِاَنَّكَ لَاتَرَاهُمْ؟ لِاَنَّ الْمَلَائِكَةُ وَالْجِنَّ مَخْلُوقَاتٌ غَيْبِيَّة؟ وَقَدْ اَمَرَنَا اللهُ بِالْاِيمَانِ بِهَا فِي ثَانِي سُورَةٍ تَرْتِيباً فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَهِيَ سُورَةُ الْبَقَرَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْب(فَلَاتَنْفَعُكَ صَلَاةٌ وَلَازَكَاةٌ وَلَاعِبَادَةٌ اَخِي؟ اِذَا لَمْ يَسْبِقْهَا جَمِيعاً اِيمَانُكَ بِالْغَيْبِ؟ لِاَنَّ الْاِيمَانَ بِالْغَيْبِ سَبَقَ ذَلِكَ كُلَّهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَهُ{وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون؟ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَااُنْزِلَ اِلَيْكَ وَمَا اُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ؟ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُون(وَكَلِمَةُ يُوقِنُونَ بِمَعْنَى يَقْتَنِعُونَ وَيُصَدِّقُون؟ فَلَايَنْفَعُكَ اِيمَانُكَ اَخِي اَبَداً بِالرِّسَالَاتِ السَّمَاوِيَّةِ السَّابِقَةِ وَبِرِسَالَةِ الْاِسْلَامِ اَيْضاً اِذَا لَمْ يَكُنْ عَنْ قَنَاعَةٍ بِالْغَيْبِ وَمِنْهُ اَيْضاً غَيْبُ الْآخِرَة؟ فَاِذَا كَانَ اِيمَانُكَ عَنْ قَنَاعَةٍ؟ فَاَبْشِرْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَهَا{اُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ؟ وَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون(فَاَنْتَ اَخِي هُنَا تَمْتَثِلُ اَمْرَ اللهِ امْتِثَالَ الْعَبْدِ لِمَوْلَاه؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ لَايُغْلِقُ عَلَيْكَ وَلَايَحْجُرُ عَلَيْك؟ بَلْ تَكَلَّمْ اَخِي؟ وَنَاقِشْ؟ وَجَادِلْ؟ وَاسْاَلْ مَاهِيَ الْحِكْمَةُ فِي هَذَا الْاَمْر؟ وَمَاهِيَ الْحِكْمَةُ فِي هَذَا النَّهْيِ؟ وَلَكِنْ ضِمْنَ الْحُدُودِ الَّتِي يَحْتَمِلُهَا عَقْلُكَ الْقَاصِرُ؟ وَلَاتَخْرُجْ عَنْهَا اِلَى مَالَايَحْتَمِلُهُ عَقْلُكَ مِنْ اُمُورٍ غَيْبِيَّةٍ لَمْ يُخْبِرْنَا اللهُ عَنْهَا كَالرُّوحِ مَثَلاً مَاهُوَ شَكْلُهَا؟ مَاهُوَ طَعْمُهَا؟ مَاهِيَ رَائِحَتُهَا؟ وَاِذَا كَانَتْ نَفْخَةً مِنْ رُوحِ اللهِ فَمَاهِيَ قُوَّتُهَا؟ وَكُلُّ ذَلِكَ اسْتَاْثَرَ اللهُ بِعِلْمِهِ؟ وَلَمْ يُخْبِرْ عَنْهُ اَحَداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيَسْاَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ؟ قُلِ الرُّوحُ مِنْ اَمْرِ رَبِّي(أيْ مِنِ اخْتِصَاصِ رَبِّي؟ وَلَيْسَ مِنَ اخْتِصَاصِكَ اَخِي اَنْ تَعْرِفَ عَنْهَا شَيْئاً؟ وَعَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ نَاْخُذُ اَوَامِرَ اللهِ وَنَوَاهِيَهُ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَاعَلَى طَرِيقَةِ اَلْغِ عَقْلَكَ قَبْلَ اَنْ تَتَّبِعَنِي كَمَا يَقُولُ رِجَالُ الدِّينِ غَيْرُ الْمُسْلِمِين؟ وَلَاعَلَى طَرِيقَةِ اَصْحَابِ الْمَدْرَسَةِ الْعَقْلِيَّةِ وَزَعِيمِهَا مُحَمَّد عَبْدُه رَحِمَهُ الله؟ وَلَا عَلَى طَرِيقَةِ الْمُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ بَالَغُوا فِي تَقْدِيسِ الْعَقْلِ؟ وَلَاعَلَى طَرِيقَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ الَّذِينَ شَطَحُوا وَنَطَحُوا وَتَاهُوا وَضَلُّوا وَاَضَلُّوا اِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ؟ وَاِنَّمَا عَلَى طَرِيقَةِ الْاِسْلَامِ دِينِ الْعَقْلِ الَّذِي اَخَذَ حَدّاً وَسَطاً وَرَفَضَ اَنْ يُلْغِيَ الْاِنْسَانُ عَقْلَهُ وَيُصْبِحَ كَالْمَجْنُون؟ لَكِنَّهُ رَفَضَ اَيْضاً اَنْ يُطْلِقَ الْعَنَانَ لِهَذَا الْعَقْلِ فِيمَا لَايَحْتَمِلُهُ وَفِيمَا هُوَ فَوْقَ طَاقَتِهِ حَتَّى لَايَنْفَجِرَ دِمَاغُ صَاحِبِهِ فَيُصْبِحَ مَجْنُوناً خَالِصاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الِاسْتِوَاءَ مَعْلُومٌ يَعْلَمُهُ الْعَقْلُ؟ وَلَكِنَّ الْكَيْفَ مَجْهُولٌ يَجْهَلُهُ الْعَقْلُ؟ لِاَنَّ الْعَقْلَ مَهْمَا كَانَ رَاقِياً ذَكِيّاً خَارِقاً فِي ذَكَائِهِ وَعَبْقَرِيَّتِهِ؟ فَلَايَسْتَطِيعُ اَبَداً اَنْ يَصِفَ لَنَا كَيْفِيَّةَ هَذَا الِاسْتِوَاءَ الَّذِي اسْتَوَى بِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى عَرْشِهِ؟ وَقَدْ يَنْفَجِرُ دِمَاغُهُ قَبْلَ اَنْ يُدْلِيَ بِدَلْوِهِ وَلَوْ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ عَنْ كَيْفِيَّةِ هَذَا الِاسْتِوَاء عَلَى عَرْشِهِ سُبْحَانَه؟ لِاَنَّ اللهَ لَايُشْبِهُ اَحَداً مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ اَبَداً فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي بَعْضِ فِعْلِهِ وَمِنْهُ اسْتِوَاؤُهُ عَزَّوَجَلَّ عَلَى الْعَرْش؟ وَلِاَنَّ اللهَ اَيْضاً لَمْ يُخْبِرْنَا شَيْئاً عَنْ كَيْفِيَّةِ هَذَا الِاسْتِوَاء؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَخِي؟ اَنَّ دِمَاغِي فِعْلاً يَكَادُ اَنْ يَنْفَجِرَ وَيُغْمَى عَلَيَّ؟ حِينَمَا يَاْتِي الشَّيْطَانُ اِلَي بِوَسَاوِسِهِ الَّتِي لَاتَنْتَهِي قَائِلاً لِي؟ مَاذَا قَبْلَ الله؟ مَاذَا بَعْدَ الله؟ لَوْلَا اَنِّي فَوْراً اَقْرَاُ سُورَةَ الصَّمَدِيَّةِ؟ وَاَقْرَاُ قَوْلَهُ تَعَالَى اَيْضاً{هُوَ الْاَوَّلُ وَالْآخِرُ( بِمَعْنَى لَيْسَ قَبْلَهُ وَلَابَعْدَهُ شَيْءٌ اَبَداً سُبْحَانَه{وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم(نَعَمْ اَخِي؟ وَمَازَالَ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ اِلَيَّ(وَكَلِمَةُ مَازَالَ هِيَ هُنَا نَفْيُ النَّفْيِ الَّذِي يُؤَدِّي اِلَى الْاِثْبَاتِ فِي مَعَانِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ فَحِينَمَا نَقُولُ اَخِي زَالَ عَبْدِي؟ فَهِيَ بِمَعْنَى زَوَالِ الْعَبْدِ وَانْعِدَامِهِ وَعَدَمِ وُجُودِهِ وَمَوْتِه؟ فَاَنْتَ هُنَا اَخِي تَنْفِي وُجُودَهُ حَتَّى يَتَقَرَّبَ اِلَى اللهِ بِهَذِهِ النَّوَافِل؟ وَاَمَّا حِينَمَا يَقُولُ اللهُ مَازَالَ عَبْدِي؟ فَاِنَّ اللهَ هُنَا يَنْفِي غِيَابَ عَبْدِهِ وَيُثْبِتُ حُضُورَهُ فِي تَقَرُّبِهِ اِلَى اللهِ بِهَذِهِ النَّوَافِل؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ غِيَابَ الْعَبْدِ هُوَ نَفْيُ وُجُودِهِ بِزَالَ النَّافِيَة؟ لَكِنْ سَبَقَهَا نَفْيٌ آخَرُ اَيْضاً بِمَاالنَّافِيَة؟ فَاَصْبَحَتْ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي؟ مَازَالَ؟ اَوْ بِلَا النَّافِيَة لَا زَالَ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ نَفْيَ مَا النَّافِيَة الْاَوَّلَ لِلنَّفْيِ الثَّانِي وُهُوَ كَلِمَةُ زَالَ؟ يُؤَدِّي اِلَى الْاِثْبَات؟ بِمَعْنَى يُؤَدِّي اِلَى اِثْبَاتِ حُضُورِ الْعَبْدِ وَاسْتِمْرَارِهِ فِي التَّقَرُّبِ اِلَى اللهِ بِهَذِهِ النَّوَافِل؟ وَهَذَا هُوَ مَعْنَى نَفْيُ النَّفْيِ اِثْبَاتٌ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي [يَتَقَرَّبُ اِلَيّ(نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى التَّقَرُّبُ اِلَى اللهِ؟ فَاِنَّهُ لَيْسَ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَة؟ وَاِنَّمَا هُوَ دَرَجَات؟ وَذَلِكَ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَبْلُغَ الْعَبْدُ اَعْلَى دَرَجَة؟ وَهِيَ حُصُولُ الْحُبِّ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ رَبِّه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ الْقُدْسِيّ؟ هُوَ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى كَذِبِ وَافْتِرَاءِ الْحَاقِدِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ فِي قَوْلِهِمْ؟ اِنَّ الْعَلَاقَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ فِي الْاِسْلَامِ قَائِمَةٌ عَلَى التَّخْوِيفِ؟ وَقَائِمَةٌ عَلَى الْاِرْهَابِ؟ وَقَائِمَةٌ عَلَى جَهَنَّمَ؟ وَلَايُوجَدُ فِي هَذِهِ الْعَلَاقَةِ اِلَّا جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ لَا اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ بَلْ هِيَ قَائِمَةٌ اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ عَلَى الْمَحَبَّة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه( نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ الْحُبُّ الْمُتَبَادَلُ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ عِبَادِه؟ بِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْحَاقِدُون؟ اُرِيدُكُمْ اَنْ تُحَكِّمُوا ضَمَائِرَكُمْ؟ وَلَاتَظْلِمُوا اللهَ فِي حِقْدِكُمْ عَلَيْه؟ فَقَدْ يَاْتِيكُمْ اِنْسَانٌ مَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَنَانِيِّينَ؟ ثُمَّ يَتَبَاهَى اَمَامَكُم بِقَوْلِهِ؟ اَنَا النَّاسُ تُحِبُّنِي؟ اَنَا النَّاسُ تَحْتَرِمُنِي؟ اَنَا النَّاسُ كَذَا وَكَذَا؟ فَهَلْ قَالَ لَكُمْ هَذَا الْاَنَانِيُّ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام اَنَا اُحِبُّ النَّاس؟ فَكَيْفَ بِكُمْ بِاللهِ وَقَدْ قَدَّمَ مَحَبَّتَهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ عَلَى مَحَبَّتِهِمْ لَهُ بِقَوْلِهِ{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه( وَلَمْ يَقُلْ يُحِبُّونَهُ وَيُحِبُّهُمْ(هَلْ كَانَ اللهُ اَنَانِيّاً مَعَ عِبَادِهِ فِي مَحَبَّتِهِمْ لَهُ كَهَذَا الْاَنَانِيِّ الَّذِي ذَكَرْتُهُ لَكُمْ؟ وَالَّذِي لَمْ يُكَلّفْ خَاطِرَهُ يَوْماً فِي اِعْلَانِ مَحَبَّتِهِ لِلنَّاسِ اَمَامَ النَّاسِ كَمَا هُمْ يُحِبُّونَه؟ بَلْ اِنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدَّمَ مَحَبَّتَهُ لَكَ اَخِي عَلَى مَحَبَّتِكَ لَهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ تَفْعَلَ مَعَهُ وَلَوْ ذَرَّةً مِنَ الْمَعْرُوف؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(وَهُنَا اَيْضاً فِي هَذِهِ السُّورَةِ قَدَّمَ خَيْرَهُ لَكَ سُبْحَانَهُ عَلَى شَّرِّه؟ وَاِذَا جَاءَ الشَّرُّ مِنَ اللهِ؟ فَاِنَّهُ يَكُونُ شَرّاً اِلَهِيّاً عَادِلاً عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا؟ وَاَمَّا اِنْ جَاءَ مِنْ غَيْرِهِ؟ فَاِنَّهُ يَكُونُ شَرّاً ظَالِماً؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي؟ اَمَا تَدْمَعُ عَيْنَاكَ حِينَمَا تَسْمَعُ هَذَا الْكَلَام؟ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّكَ مَهْمَا فَعَلْتَ مِنَ الْمَعْرُوفِ معَ النَاسِ؟ فَرُبَّمَا يَكُونُ اَكْثَرُهُمْ جَاحِدِينَ لِمَعْرُوفِك؟ وَاَمَّا اللهُ؟ فَاِنَّهُ لَايُضِيعُ لَكَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ مَعْرُوفِك؟ بَلْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ اِلَى دَرَجَةِ حُبِّهِ لَك؟ حَتَّى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُلْهِمَكُ التَّوْبَةَ النَّصُوح؟ كَمَا حَدَثَ ذَلِكَ مَعَ الْمَرْاَةِ الْبَغِيِّ الَّتِي سَقَتْ كَلْباً فَاَلْهَمَهَا اللهُ التَّوْبَةَ النَّصُوح؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اَتَفَاءَلُ كَثِيراً بِهِدَايَةِ النَّصَارَى اِلَى الْحَقّ؟ بِسَبَبِ اهْتِمَامِهِمْ بِهَذِهِ الْكِلَابِ وَالْقِطَط؟ وَلَكِنَّهُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يُفَقّهُهُمْ فِي دِينِ اللهِ؟ وَيَطْرُدُ عَنْهُمْ ذُبَابَ الشَّيْطَانِ الَّذِي لَايُفَارِقُهُمْ اَبَداً؟ نَعَمْ اَخِي {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه(وَقَدْ قَدَّمَ حُبَّهُ لَهُمْ سُبْحَانَهُ عَلَى حُبِّهِمْ لَه؟ وَهَذَا هُوَ الْاَسَاسُ الْاَكْبَرُ وَالْاَوَّلُ فِي الْعَلَاقَةِ مَعَ الله؟ وَهُوَ الْحُبّ؟ وَاَمَّا الَّذِي لَايَمْشِي بِالْمَعْرُوفِ مَعَ اللهِ وَلَا مَعَ النَّاسِ؟ فَهَذَا اَخِي لَابُدَّ اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَهُ بِقَانُونِ الثَّوَابِ وَالْعِقَاب؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ عَلَى الْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَّةِ تَعَامُلَهَا مَعَ النَّاسِ بِهَذَا الْقَانُون؟ فَلِمَاذَا اَخِي نُنْكِرُ عَلَى الله؟ فَلَابُدَّ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ؟ حَتَّى يَتَحَقَّقَ الْعَدْلُ وَالْاِحْسَان؟ وَالْعَدْلُ هُوَ الْحُبّ؟ وَالْاِحْسَانُ هُوَ الْحُبُّ اَيْضاً؟ لِاَنَّ مِنْ مَعَانِي الْحُبِّ هُوَ الْعَدْلُ وَالْاِحْسَانُ وَمَايُرَافِقُهُمَا مِنْ وُجُوبِ تَطْبِيقِ قَانُونِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ حَتَّى يَتَحَقَّقَ بِمُوجِبِهِمَا الْعَدْلُ وَالْاِحْسَان؟ لِاَنَّ النَّاسَ جَمِيعاً وَخَالِقَهُمْ يُحِبُّونَ الْعَدْلَ وَالْاِحْسَان؟ وَلَا يَكْرَهُ الْعَدْلَ وَالْاِحْسَانَ اِلَّا ظَالِم؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْقَوَانِينَ الْوَضْعِيَّةَ تُعَاقِبُكَ اِذَا خَالَفْتَهَا؟ وَلَكِنَّهَا لَاتُثِيبُكَ اِذَا فَعَلْتَ مَاتَطْلُبُهُ مِنْكَ؟ وَاَمَّا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ؟ فَاِنَّهُ يُثِيبُ عَلَى طَاعَتِهِ؟ وَمَنْ عَصَاهُ فَلَايَنْتَقِمُ مِنْهُ فَوْراً؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ حَلِيمٌ يَتَّصِفُ باِلْحِلْمِ؟ وَالْحَلِيمُ هُوَ الَّذِي لَايُسَارِعُ فِي الْعُقُوبَة؟ وَلَكِنْ كَمَا يُقَال اِتَّقِ غَضَبَ الْحَلِيم؟ لِاَنَّهُ اِذَا غَضِبَ؟ فَيَالَطِيف؟ فَلَيْسَ غَضَبُهُ سُبْحَانَهُ بِالْاَمْرِ الْهَيِّنِ اَبَداً؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَخِي؟ قَارِنْ مَعِي بَيْنَ اُسْلُوبِ الْحَمْقَى الْاَغْبِيَاءِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ النَّاسِ؟ وَبَيْنَ اُسْلُوبِ الله؟ فَاِنَّكَ تَرَى الْعَجَبَ الْعُجَاب؟ فَحِينَمَا حَصَلَ التَّفْجِيرُ الْاِرْهَابِيُّ بِحَقِّ وَزِيرِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمِصْرِيّ؟ وَاِنَّنَا نَسْتَنْكِرُهُ بِشِدَّةٍ؟ وَنَقُولُ لَهُ اَلْحَمْدُ لِلِه عَلَى سَلَامَتِك؟ وَنُعَزِّي ضَحَايَا هَذَا التَّفْجِيرِ الظَّالِم؟ لَكِنْ اَنْ يَاْتِيَ وَزِيرُ الدَّاخِلِيَّةِ الْمِصْرِيّ الْغَبِيُّ الْاَحْمَقُ وَيَسْتَدْعِي مَوْجَةً مِنَ الْاِرْهَابِ الْجَدِيدِ بِلَا تَوَقُّفٍ وَلَا قَطْعٍ لِمُسَلْسَلَاتِهِ وَسِينَارْيُوهَاتِهِ وَلَا كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ عِنْدَ فَتْحِ مَكَّةَ قَائِلاً لِلْاِرْهَابِيِّينَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ نَكَّلُوا بِالْمُسْلِمِينَ وَبَقُرُوا بَطْنَ عَمِّهِ حَمْزَةَ وَاسْتَخْرَجُوا كَبِدَهُ وَمَثَّلُوا بِجُثَّتِهِ وَبِجُثَثِ كَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ وَلَااَسْتَطِيعُ اِحْصَاءَ الْمَآسِي الَّتِي عَاشَهَا رَسُولُ اللهِ وَالْمُسْلِمُونَ بِسَبَبِهِمْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَبَعْدَهَا؟ وَيَكْفِيكَ اَخِي حِصَارُ بَنِي هَاشِم قَبْلَ الْهِجْرَة؟ نَعَمْ يَكْفِيكَ اَنْ تَعْلَمَ اَنَّهُ اَكْبَرُ مَاْسَاةٍ تَارِيخِيَّةٍ عَاشَهَا رَسُولُ اللهِ وَالْمُسْلِمُونَ الْمُسْتَضْعَفُونَ مَعَهُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَمَا تَظُنُّونَ اَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ؟ قُالُوا اَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ اَخٍ كَرِيم؟ قَالَ فَاذْهَبُوا فَاَنْتُمُ الطُّلَقَاء؟ فَاِذَا كَانَتْ سَمَاحَةُ الْاِسْلَامِ مَطْلُوبَةً عَلَى هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْاِرْهَابِيِّينَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ الْاَصْنَام؟ فَمَابَالُكُمْ بِالْمُسْلِمِينَ مِنَ الْاِخْوَانِ يَامَشَايِخَ الْحَمَاقَةِ وَالْغَبَاءِ فِي قَنَاةِ الْعَمَى؟ عَفْواً اَقْصِد قَنَاةَ الْبَصِيرَة؟ وَفِعْلاً لَقَدْ اَصْبَحَ بَطْنُ الْاَرْضِ خَيْراً لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا؟ لِاَنَّ مَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْر؟ مَاذَا جَرَى لِعُقُولِكُمْ؟هَلْ شَرِبْتُمْ سِيجَارَة حَشِيش وَاَفْيُون؟ هَلْ تُوَافِقُونَ وَزِيرَ الدَّاخِلِيَّةِ عَلَى اسْتِدْعَاءِ مَزِيدٍ مِنَ الْاِرْهَابِ فِي قَوْلِهِ؟ اِنَّهَا بِدَايَةُ مَوْجَةٍ مِنَ الْاِرْهَابِ وَالْقَتْلِ لَنْ تَنْتَهِيَ اَبَداً؟ وَكَاَنَّهُ بِهَذَا الْكَلَامِ يُشَجِّعُ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ السَّيَّارَاتِ الْمُفَخَّخَة وَالْاَعْمَالِ الْاِرْهَابِيَّةِ بِمَا يَسْتَفِزُّ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ اسْتِفْزَازاً حَقِيراً مِنْ مُسْتَوَى اِنْسَانٍ مُثَقَّفٍ وَمُتَعَلّمٍ مِثْلِه؟نَعَمْ اِنَّهُ لَعَيْبٌ كَبِير اَنْ يَصْدُرَ هَذَا الْكَلَامُ مِنْ مُسْتَوَى اِنْسَانٍ مُثَقَّفٍ جَامِعِيٍّ وَمُتَعَلّمٍ مِثْلِه؟ بَلْ اِنَّ مُسْتَوَاهُ فَوْقَ مُسْتَوَى الْاِخْوَان فِي الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالدِّين؟ وَاَمَّا اللهُ سُبْحَانَهُ؟ فَلَايُشَجِّعُ عَلَى هَذَا الْاُسْلُوبِ فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْاِرْهَابِيِّينَ اَبَداً؟ بَلْ يَقُولُ سُبْحَانَهُ؟ اِنَّهَا بِدَايَةُ مَوْجَةٍ جَدِيدَةٍ مِنَ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ وَ الرَّحْمَة لَنْ تَنْتَهِيَ اَبَداً؟ وَلَنْ تُغْلَقَ اَبْوَابُهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا؟ اِنَّهَا الرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ الَّتِي يَدْعُو اِلَيْهَا الرَّحْمَنُ هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّين؟ حَتَّى تَسْتَقِرَّ فِي قُلُوبِهِمْ؟ وَحَتَّى لَايَكُونَ هُنَاكَ مَزِيدٌ مِنَ الْقَتْلِ وَالْاِرْهَاب؟ وَحَتَّى يَرْحَمُوا عِبَادَ الله؟ وَحَتَّى يَنْزِعُوا مِنْ قُلُوبِهِمْ هَذِهِ الْاَحْقَادَ وَالضَّغَائِنَ وَالْاَفْكَارَ الظَّلَامِيَّةَ السَّوْدَاء؟ اِنَّهُ الرَّحْمَنُ سُبْحَانَه؟ نَعَمْ اِنَّهُ الرَّحْمَنُ الَّذِي يَدْعُو هَؤُلَاءِ الْاِرْهَابِيِّينَ حَتَّى يَكُونُوا مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَنِ{الَّذِينَ لَايَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ اِلَّا بِالْحَقِّ؟ وَلَايَزْنُون؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ اَثَامَا؟ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ ي مُهَانَا؟ اِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً؟ فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَات؟ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا(نَعَمْ لَقَدْ اَعْلَنَ حَرْبَهُ عَلَى الْاِرْهَابِ حَتَّى قَبْلَ اَنْ تُعْلِنَ أيُّ جِهَةٍ مَسْؤُولِيَّتَهَا؟ وَعَلَى الشَّعْبِ الْمِصْرِيِّ كُلّهِ اَنْ يَدْفَعَ ثَمَنَ هَذَا الْاِرْهَاب؟ فَمِنْ أيِّ شَرِيعَةِ غَابٍ تَعَلَّمْتُمْ اَنْ تَتَعَامَلُوا مَعَ النَّاسِ الْاَبْرِيَاءِ هَكَذَا؟ هَلْ مِنْ شَرِيعَةِ اَلْف اُمّ تَبْكِي وَلَااُمِّي تَبْكِي؟ هَلْ مِنْ شَرِيعَةِ الْكُحْل؟ اَمْ مِنْ شَرِيعَةِ الْعَمَى؟ هَلْ مِنْ شَرِيعَةِ طِخُّوا وَاسْتَخْرِجْ اَحْشَاء مِخُّو؟ هَلْ مِنْ شَرِيعَةِ الْاِسْرَافِ فِي الْقَتْلِ عَلَى الْمُجْرِمِينَ وَالْاَبْرِيَاءِ مَعاً مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ قِصَاصٍ غَيْرِ عَادِلٍ عَلَى مَنْ لَهُ عَلَاقَة وَمَنْ لَيْسَ لَهُ عَلَاقَةٌ بِمَا حَدَث؟ مَنْ قَالَ لَكَ اَنَّ اللهَ يَقْبَلُ مِنْكَ قِصَاصاً غَيْرَ عَادِلٍ مِنْ اَجْلِ مُكَافَحَةِ الْاِرْهَاب؟ مَنْ قَالَ لَكُمْ ذَلِكَ يَامَشَايِخَ الْحَمَاقَةِ وَالْغَبَاءِ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ اللهَ لَايَقْبَلُ بِاَقَلَّ مِنْ مِائَةِ نَاقَةٍ وَتَحْرِيرِ رَقَبَةٍ مِنْ اَجْلِ قَتِيلٍ وَاحِدٍ فَقَطْ قُتِلَ بِالْخَطَا؟ فَمَابَالُكُمْ بِمَنْ يَقُومُ بِالْقَتْلِ عَمْداً وَخَبْطَ عَشْوَاءَ كَيْفَمَا اتَّفَقَ بِحُجَّةِ مُحَارَبَةِ الْاِرْهَاب؟ وَبِحُجَّةِ الدِّفَاعِ الْمَشْرُوعِ عَنِ النَّفْس؟ اَلَيْسَ لِهَؤُلَاءِ اَيْضاً حَقٌّ مَشْرُوعٌ فِي الدِّفَاعِ عَنْ اَنْفُسِهِمْ بِسَبَبِ قُوَّةِ الْبَطْشِ وَالتَّنْكِيلِ وَالِاعْتِقَالَاتِ الْعَشْوَائِيَّةِ وَالتَّعَسُّفِيَّةِ الَّتِي يَتَعَرَّضُونَ لَهَا؟ مَنْ اَعْطَاهُمُ الضَّوْءَ الْاَخْضَرَ حَتَّى يَفْعَلُوا مَاسَيَنْدَمُونَ عَلَيْهِ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ 22 مِلْيُون اِرْهَابِي؟ وَبَشَّار الْاَسَد وَالسِّيسِي وَحْدُهُمْ هُمُ الْاَشْرَافُ الْاَوَادِم؟ هَلْ هَذَا كَلَامٌ يَدْخُلُ الْعَقْل؟ نَعَمْ لَقَدْ قَامَ الْاِنْقِلَابِيُّونَ بِقَتْلِ الْاِخْوَانِ وَحَرْقِ جُثَثَهِمْ وَلَمْ نُنْكِرْ عَلَيْهِمْ حَتَّى لَاتَحْدُثَ فِتْنَة؟ وَاِنَّمَا دَعَوْنَاهُمْ اِلَى التَّوْبَةِ الَّتِي دَعَا اِلَيْهَا سُبْحَانَهُ اَصْحَابَ الْاُخْدُودِ الَّذِينَ اَحْرَقُوا الْمُؤْمِنِينَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ {اِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا؟ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلًهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق(فَلِمَاذَا يَامَشَايخَ الْعُهْرِ وَالْاِجْرَام؟ لِمَاذَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ اَخْرَس؟ لِمَاذَا اَنْتُمْ اَيْضاً لَاتَدْعُونَ الْاِخْوَانَ اِلَى التَّوْبَة؟ لِمَاذَا تُحَرِّضُونَ النَّاسَ عَلَى قَتْلِهِمْ؟وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّكُمْ اِذَا بَقِيتُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ الْمُخْزِيَة؟ فَاِنَّ اللهَ سَيَقْلِبُ السِّحْرَ عَلَى السَّاحِر؟ وَسَيَجْعَلُ مِنْ هَؤُلَاءِ الِانْقِلَابِيِّينَ كَابُوساً مُرْعِباً لَكُمْ لَايَجْعَلُكُمْ تَنَامُونَ اللَّيْلَ اَبَداً؟ وَسَيُنَكِّلُونَ بِكُمْ تَنْكِيلَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَتَاْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوف؟ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَر؟وَلَتَاْخُذُنَّ عَلَى الظَّالِمِ وَتَاْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ اَطْراً؟ اَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ اَنْ يَعُمَّكُمْ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ؟ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَايَسْتَجِيبُ لَكُمْ(مَاذَا تَقُولُونَ يَامَشَايِخَ الْاِجْرَامِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِذَا كُنْتُمْ جَمِيعاً مُتَّفِقِينَ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ؟ وَجَاءَ مَنْ يَشُقُّ عَلَيْهِ وَعَلَيْكُمْ عَصَا الطَّاعَةِ فَاقْتُلُوه( اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَنَحْنُ لَانَدْعُو اِلَى قَتْلِ مَنْ يَشُقُّ عَصَا الطَّاعَةِ؟ اِلَّا اِذَا اَسْرَفَ فِي قَتْلِ النَّاسِ الْاَبْرِيَاءِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَصِلَ اِلَى مُبْتَغَاهُ الْفِرْعَوْنِيّ؟ لِاَنَّ الَّذِي يُسْرِفُ فِي قَتْلِ النَّاسِ وَلَايُؤَمِّنُ الْحِمَايَةَ لِلْمُتَظَاهِرِينَ وَلَوْ كَانُوا يُخَالِفُونَهُ فِي الرَّاْيِ؟ فَاِنَّهُ لَايَسْتَحِقُّ اَنْ يَتَكَلَّمَ بِاسْمِ الَّذِينَ يُكَافِحُونَ الْاِرْهَاب؟ لِاَنَّهُ الْاِرْهَابِيُّ الْمُجْرِمُ الْاَوَّلُ عَلَى مُسْتَوَى الْعَالَمِ كُلّه؟ فَلَوْ اَنَّ النَّصَارَى مَثَلاً قَامُوا بِمُظَاهَرَاتٍ سِلْمِيَّةٍ ضِدَّ الْمُسْلِمِين؟ فَهَلْ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِينَ اَنْ يَقْمَعُوا مُظَاهَرَاتِ النَّصَارَى بِوَحْشِيَّة اِذَا كَانُوا يَدْفَعُونَ لَهُمُ الْجِزْيَة؟ بَلْ لَايَجُوزُ اَخِي لِلْمُسْلِمِينَ اَنْ يَتْرُكُوهُمْ مِنْ دُونِ حِمَاية؟ بِسَبَبِ الْجِزْيَةِ الَّتِي يَدْفَعُونَهَا لَهُمْ وَالَّتِي تُلْزِمُ الْمُسْلِمِينَ رَغْماً عَنْهُمْ بِتَاْمِينِ حِمَايَتِهِمْ؟ وَكَذَلِكَ اِذَا قَامَ الْمُسْلِمُونَ بِمُظَاهَرَاتٍ ضِدَّ الْمُسْلِمِينَ اَمْثَالِهِمْ؟ فَلَايَجُوزُ لَهُمْ اَنْ يَتْرُكُوهُمْ مِنْ دُونِ حِمَايَةٍ اَبَداً؟ طَالَمَا اَنَّهُمْ يَدْفَعُونَ الزَّكَاةَ وَالضَّرَائِبَ وَالْاَمْوَالَ لَهُمْ وَهِيَ اَكْثَرُ بِكَثِيرٍ جِدّاً مِمَّا يَدْفَعُهُ النَّصَارَى؟ هَلْ تَتَوَقّعُونَ اَنّكُمْ اِذَا اَفْرَطْتُّمْ فِي اسْتِعْمَالِ الْقُوَّةِ بِلَارَحْمَةٍ عَلَى النَّاسِ الَّذِينَ لَاذَنْبَ لَهُمْ وَلَاشَفَقَة؟ هَلْ تَتَوَقَّعُونَ اَنَّ النَّاسَ سَيَقْعُدُونَ مَكْتُوفِي الْاَيْدِي يَتَفَرَّجُونَ عَلَيْكُمْ وَاَنْتُمْ تَلُفُّونَ رِجْلاً عَلَى رِجْلٍ وَاَنْتُمْ تُدَخِّنُونَ الْمُعَسَّلَ مِنَ النَارْجِيلَة وَهُمْ لَايُحَرِّكُونَ سَاكِناً؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّكُمْ بِذَلِكَ سَتَفْتَحُونَ اَبْوَابَ الْجَحِيمِ عَلَى اَنْفُسِكُمْ؟ لِاَنَّ عُنْفَكُمْ لَايُوَلِّدُ اِلَّا عُنْفاً مُضَادّاً مِثْلَهُ؟ بَلْ قَدْ يَكُونُ اَقْوَى مِنْ عُنْفِكُمْ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً؟ لِمَاذَا اَصْبَحَ الْيَهُودُ خَيْراً مِنْكُمْ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ الْفَلَسْطِينِيِّينَ وَلَايُفْرِطُونَ فِي اسْتِعْمَالِ الْقُوَّةِ مَعَهُمْ وَلَايَسْتَهْدِفُونَ غَالِباً اِلَّا مَنِ اعْتَدَى عَلَيْهِمْ حَصْراً؟ بَلْ نَحْنُ نَرَاهُمْ بِاُمِّ اَعْيُنِنَا مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَة؟ فِي تَعَايُشٍ سِلْمِيٍّ مَقْبُولٍ نَوْعاً مَا مَعَهُمْ؟ مَنِ الَّذِي خَوَّلَكُمْ وَاَعْطَاكُمُ الْحَقَّ اَنْ تُدْرِجُوا النَّاسَ بَعْضَهُمْ اَوْ اَكْثَرَهُمْ اَوْ كُلّهُمْ عَلَى قَائِمَةِ الْمُنَظَّمَاتِ الْاِرْهَابِيَّة؟ مَنْ هَذَا الْاَفَّاكُ الْاَثِيمُ وَلَمْ نَسْمَعْ فِي دِينِنَا الْاِسْلَامِيِّ اَبَداً اَنَّ اللهَ اَدْرَجَ اَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَهُمُ الْيَهُودُ وَالِّذِينَ اَشْرَكُوا عَلَى قَائِمَةِ الْمُنَظَّمَاتِ الْاِرْهَابِيَّة؟ بَلْ اِنَّ اللهَ اَبَاحَ لِلْمُسْلِمِ اَنْ يَتَزَوَّجَ الْيَهُودِيَّةَ وَالنَّصْرَانِيَّةَ وَلَوْ كَانَتْ مُحَارِبَة؟ اِذَا اَمِنَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ غَدْرِهَا وَغَدْرِ قَوْمِهَا بِالْمُسْلِمِين؟ اِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْمُصَاهَرَةُ قَدْ تُسَاعِدُ فِي التَّقِيَّةِ؟ اَوْ فِي التَّجَسُّسِ عَلَى الْعَدُوِّ لِصَالِحِ الْمُسْلِمِين؟ اَوْ تُؤَدِّي اِلَى الْمُصَالَحَةِ مَعَ الْعَدُوِّ الْمُحَارِب؟ نَعَمْ اَخِي؟ عَلَيْكَ اَنْ تَتَقَرَّبَ اِلَى اللهِ؟ حَتَّى تَحْصَلَ عَلَى التَّوْفِيقِ الرَّبَّانِيِّ؟ مِنْ خِلَالِ اِيمَانِكَ بِاللِه وَتَقْوَاك؟ نَعَمْ؟ اِنَّهُ نُورُ الْاِيمَانِ وَالتَّقْوَى الَّذِي يَكْشِفُ لَكَ مَعَالِمَ الطَّرِيقِ؟ حَتَّى تُمَيِّزَ اَيُّهَا التَّقِيُّ الْمُؤْمِنُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَبَيْنَ الشَّرّ؟ وَاَمَّا الَّذِينَ حُجِبَ عَلَى عُقُولِهِمْ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ فَهَؤُلَاءِ{اِذَا قِيلَ لَهُمْ لَاتُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ؟ قَالُوا اِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون(نَعَمْ اَخِي؟ لِاَنَّ الرُّؤْيَةَ عِنْدَ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ قَدِ انْعَدَمَتْ؟ وَلَمْ يَعُودُوا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل؟ بَلْ اِنَّهُمْ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ مِنْ صَيْحَاتِ الْحَقِّ عَلَيْهِمْ؟ لِاَنَّ اَكْرَهَ شَيْءٍ عَلَيْهِمْ هُوَ اَنْ يَاْتِيَهُمْ اِنْسَانٌ مَا وَيُطَالِبَهُمْ بِحَقّه؟ وَلِذَلِكَ{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَافِي قَلْبِهِ؟ وَهُوَ اَلَدُّ الْخِصَام؟ وَاِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ؟ وَاللهُ لَايُحِبُّ الْفَسَاد(وَالْحَرْثُ وَالنَّسْلُ هُوَ هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالُ الْاَبْرِيَاءُ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِدَمٍ بِارِد؟ وَهُوَ هَذِهِ الْبُيُوتُ الَّتِي تُدَمَّرُ عَلَى رُؤُوسِ اَصْحَابِهَا؟ وَهَذِهِ الزُّرُوعُ وَالثّمَارُ الَّتِي تُحْرَقُ حَتَّى يَجُوعَ النَّاسُ؟ وَهَؤُلَاءِ الْاَطِبَّاءُ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِدَمٍ بَارِدٍ حَتَّى لَايُعَالِجُوا النَّاس؟ فَهَلْ تَعْتَقِدُونَ اَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُون؟ فَكَمْ سَتَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ اَثْقَالِ هَذَا الْاِجْرَامِ يَابَشَّارُ اَنْتَ وَاَمْثَالُكَ مِنَ الْمُجْرِمِين؟ كَمْ وَكَمْ وَكَمْ حَتَّى يَغُوصَ بِكَ فِي بِحَارٍ مَسْجُورَةٍ بِنَارِ جَهَنَّمَ اِلَى قَعْرِ الْجَحِيم؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَيَحْمِلُنَّ اَثْقَالَهُمْ وَاَثْقَالاً مَعَ اَثْقَالِهِمْ} نَعَمْ اَخِي؟ هَذَا هُوَ حَالُ اُولَئِكَ اِنْ لَمْ يُسْرِعُوا اِلَى تَوْبَةٍ نَصُوح؟ وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ{فَمَازَالَ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ اِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى اُحِبَّه( يَاسَلَام عَلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي اَرْجُوهَا مِنْ حُبِّ اللهِ لِي وَلَكَ اَخِي؟ فَلَوْ اَنَّ عَظِيماً مِنْ عُظَمَاءِ الدُّنْيَا وَكِبَارِهَا قَالَ لَكَ اَنَا اُحِبُّك؟ وَاَنَا رَهْنُ اِشَارَتِكَ؟ وَسَوْفَ اَفْعَلُ لَكَ مَاتُرِيد؟ فَاِنَّكَ اَخِي هُنَا تَفْتَخِرُ بِمَحَبَّةِ هَذَا الْاِنْسَانِ لَكَ؟ وَمَا تَحْمِلُهُ لَكَ مَحَبَّتُهُ مِنْ وَجَاهَةٍ وَهَيْبَةٍ فِي اَعْيُنِ النَّاس؟ فَمَا بَالُكَ بِرَبِّ النَّاسِ اَخِي؟مَابَالُكَ بِالَّذِي يُنَادِي فِي الْمَلَاِ الْاَعْلَى اَنِّي اُحِبُّ فُلَاناً فَاَحِبُّوهُ؟ فَيُنَادِي اَصْحَابُ الْمَلَاِ الْاَعْلَى مَلَائِكَةَ السَّمَاءِ وَالْاَرْضِ اِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَاناً فَاَحِبُّوه؟ فَتُوضَعُ لَكَ الْمَحَبَّةُ فِي الْاَرْضِ؟ فَاِلَى اَيْنَ نَحْنُ سَائِرُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَاِلَى مَتَى نَهْجُرُعِبَادَةَ الله؟ وَاِلَى مَتَى نَهْجُرُ مَنْهَجَ الله؟ وَاِلَى مَتَى نَهْجُرُ بُيُوتَ الله؟ وَاِلَى مَتَى نَهْجُرُ التَّفَقُّهَ فِي الدِّين؟ مَاهَذَا الْحَضِيضُ الَّذِي وَصَلْنَا اِلَيْهِ؟ هَلْ تَعْلَمُ اَخِي اَنَّ جُلُوسَكَ مِنْ اَجْلِ دُرُوسِ الْعِلْمِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَةٍ فِي الْيَوْمِ فَقَط؟ اَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ جَمِيعِ هَذِهِ النَّوَافِلِ الَّتِي يُحِبُّكَ اللهُ بِسَبَبِهَا مَهْمَا كَانَ عَدَدُ رَكَعَاتِهَا؟ وَمَهْمَا اَحَبَّكَ اللهُ مِنْ اَجْلِهَا فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ{حَتَّى اِذَا اَحْبَبْتُهُ؟ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ(وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنَّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ مُنَزَّهٌ عَنِ الْحُلُول؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ لَايَحُلُّ فِي اِنْسَان؟ وَلَااِنْسَانٌ حَلَّ فِي اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَيْضاً كَمَا يَعْتَقِدُ النَّصَارَى فِي الْمَسِيح؟ فَمَا هِيَ اِذاً قِصَّةُ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ؟ اِنَّ هَذَا مِنْ بَابِ التَّذَوُّقِ الْفَنِّيِّ الرُّوحَانِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَاعَبْدِي؟ طَالَمَا اَنَا اَحْبَبْتُكَ؟ فَاعْلَمْ اَنِّي اَقْرَبُ اِلَيْكَ مِنْ سَمْعِكَ الَّذِي تَسْمَعُ بِهِ؟ وَمِنْ بَصَرِكَ الَّذِي تُبْصِرُ بِهِ؟ وَمِنْ يَدِكَ الَّتِي تَبْطِشُ بِهَا؟ بَلْ مِنْ رِجْلِكَ الَّتِي تَمْشِي بِهَا؟ بَلْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنَحْنُ اَقْرَبُ اِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد(وَلَيْسَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ اَنَّ اللهَ يَتَفَاعَلُ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ مَعَكَ اَخِي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدِهِ مَعَ سَمْعِكَ وَبَصَرِكَ وَيَدِكَ وَرِجْلِك؟ بَلْ يَتَفَاعَلُ مَعَكَ بِقُرْبِهِ مِنْكَ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ تَفَاعَلَ مَعِي سُبْحَانَهُ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ مَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَيَدِي وَرِجْلِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَايَلِيقُ بِكَ وَلَايَلِيقُ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ سُبْحَانَهُ اَنْ تُنْزِلَهُ اِلَى هَذَا الْمُسْتَوى؟ لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ اَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّهُ لَايُعْجِزُهُ شَيْءٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَفَاعَلَ مَعَكَ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ لَوْ اَرَادَ ذَلِك؟ وَلَكِنّهُ لَايَفْعَلُ اَبَداً اِلَّا مَايَلِيقُ بِجَلَالِهِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ شَرّاً عَادِلاً وَلَهُ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ فِي ذَلِك؟ وَاَنْتَ اَخِي اَيْضاً لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَفَاعَلَ مَعَ ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ اِلَّا بِاِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ اَخِي حِجَاباً مِنْ نُور؟ لَوْ كَشَفَهُ عَنْ ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ وَاَزَاحَهُ عَنْهَا؟ لَاَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَاانْتَهَى اِلَيْهِ بَصَرُهُ سُبْحَانَهُ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَوْ كَشَفَ حِجَابَهُ سُبْحَانَهُ عَنْ وَجْهِهِ الْكَرِيم؟ لَاحْتَرَقَ كُلُّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْكَوْنِ وَاَصْبَحَ عَدَماً كَاَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً مِنْ قَبْلُ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ فَمَا هُوَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ اِذاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي[فَاِذَا اَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يُبَشِّرُك اَخِي بِقَوْلِهِ اِذَا سَمِعْتَ شَيْئاً اَلْهَمْتُكُ اَنْ تُمَيِّزَ بِمَا سَمِعْتَهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَبَيْنَ الْبَاطِل؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَه{وَكُنْتُ بَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ(بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي اَيُّهَا الْمُؤْمِنُ التَّقِيُّ يُبَشِّرُكَ اللهُ بِاَنَّهُ سَيُعْطِيكَ الْبَصِيرَة؟ لِاَنَّ اللهَ لَوْ تَفَاعَلَ بَصَرُهُ مَعَ بَصَرِكَ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ؟ لَرَاَيْتَهُ عَيَاناً وَوَجْهاً لِوَجْهٍ؟ وَذَلِكَ مُسْتَحِيلٌ عَلَيْكَ اَخِي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَا فِي الْآخِرَة؟ كَمَا كَانَ مُسْتَحِيلاً عَلَى مَنْ هُوَ اَفْضَلُ مِنْكَ عِنْدَ اللهِ وَهُوَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ اَرِنِي اَنْظُرْ اِلَيْك؟ قَالَ لَنْ تَرَانِي؟ وَلَكِنِ انْظُرْ اِلَى الْجَبَلِ؟ فَاِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي؟ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَا؟ فَلَمَّا اَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ اِلَيْك(وَلِذَلِكَ اَخِي؟ فَاِنَّكَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَرَى اللهَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا اِلَّا بِالْبَصِيرَةِ الَّتِي رَزَقَكَ اللهُ اِيَّاهَا وَبَشَّرَكَ بِهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً(بِمَعْنَى آيَةً اَوْعَلَامَةً تُفَرِّقُونَ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِل{وَيُكَفّرْ عَنْكُمْ سَيِّآتِكُمْ(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى كَرَمِ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلَيْنَا؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى[وَكُنْتُ يَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا(وَطَبْعاً اَخِي فَاِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بَطّاشاً عَلَى اِخْوَانِهِ الْمُؤْمِنِين؟ اِلَّا عَلَى اَعْدَاءِ اللهِ الَّذِينَ يُحَارِبُونَهُ وَيُحَارِبُونَهُمْ؟ فَاِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ فِي الْمَعْرَكَةِ اَخِي وَهُو يُرِيدُ اَنْ يَقْتُلَكَ؟ فَهَلْ تَقُولُ لَهُ تَعَالَ حَتَّى اُلَحْمِسَ لَكَ بِتَدْلِيكٍ وَمَسَّاجَاتٍ عَلَى ظَهْرِكَ حَتَّى اُرِيحَكَ مِنْ تَعَبِ الْمَعْرَكَة؟ هَلْ سَيَرْضَى عَدُوُّكَ مِنْكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ لَهُ تَعَالَ اُلَحْمِسْ لَكَ وَسَاَجْعَلُكَ تُرَغّشُ لِي كَمَا اُلَحْمِسُ لِلْقِطَطِ وَالْكِلَابِ وَاَجْعَلُهُمْ يُرَغّشُونَ لِي؟ هَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ اَمْ مَجْنُونٌ اَخِي؟ هَلْ سَيَكُفُّ عَدُوُّكَ عَنْ قَتْلِكَ بِهَذَا الْكَلَامِ اَخِي؟ اَمْ يَقْتُلُكَ وَيُجْهِزُ عَلَيْكَ اَخِي قَبْلَ اَنْ تُنْهِيَ كَلَامَك؟ بَلْ لَايُرِيدُ اَنْ يَسْمَعَ مِنْكَ كَلِمَةً وَاحِدَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى فَوْراً حَسَمَ الْمَوْضُوعَ بِقَوْلِهِ{فَاِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَاب؟ حَتَّى اِذَا اَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاق( وَالْمَعْنَى اِذَا جَرَحْتُمُوهُمْ وَاَعْطَبْتُمْ حَرَكَتَهُمْ وَاَمِنْتُمْ مِنْ غَدْرِهِمْ فَلَاتَقْتُلُوهُمْ؟ لِاَنَّ شَرْعَنَا الْاِسْلَامِيَّ يُحَرِّمُ الْاِجْهَازَ عَلَى الْجَرِيح؟ وَقَدْ سَبَقَ بِذَلِكَ جَمِيعَ الْاَدْيَانِ السَّمَاوِيَّةِ وَالْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَّة؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى الْقُرْآنِ وَمَا فِيهِ مِنْ شِدَّةٍ اُولَى وَشِدَّةٍ ثَانِيَةٍ فِي مَوْضِعِهَا الصَّحِيح وَلَيْسَ فِي مَوْضِعٍ خَاطِىء؟ ثُمَّ انْظُرْ اَخِي اَيْضاً اِلَى مَافِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ تَرَاخِي وَرِقَّة وَرَحْمَة فِي مَوْضِعِهَا الصَّحِيحِ اَيْضاً وَلَيْسَ فِي الْمَوْضِعِ الْخَطَاِ اَيْضاً؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَ ذَلِكَ{فَاِمَّا مَنّاً بَعْدُ؟ وَاِمَّا فِدَاءَ(وَلِذَلِكَ اَخِي؟ فَاِنَّ الشِّدَّةَ لَهَا مَوْضِعُهَا وَلَايَجُوزُ اَنْ تُسْتَعْمَلَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا؟ وَكَذَلِكَ فَاِنَّ الرِّقَّةَ وَالرَّحْمَةَ وَالتَّرَاخِي لَهَا مَوْضِعُهَا اَيْضاً وَلَايَجُوزُ اَنْ تُسْتَعْمَلَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا؟ وَهَذَا هُوَ بِالضَّبْط سَبَبُ الْحُرُوبِ الْاَهْلِيَّةِ الَّتِي تَحْصَلُ فِي بِلَادِنَا الْعَرَبِيَّةِ وَالْاِسْلَامِيَّة؟ وَهُوَ عَدَمُ وُجُودِ اُنَاسٍ حُكَمَاءَ مِنَ الْحُكَّامِ وَالشَّعْبِ اَيْضاً يَسْتَعْمِلُونَ الشِّدَّةَ فِي مَوْضِعِهَا الصَّحِيح؟ وَيَسْتَعْمِلُونَ الرِّقَّةَ فِي مَوْضِعِهَا الصَّحِيحِ اَيْضاً لَا مَعَ الْكُفَّار وَلَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُسَالِمِينَ وَالْمُحَارِبِينَ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَايَجُوزُ الْاِجْهَازُ عَلَى الْجَرِيحِ الْكَافِرِ وَلَامُعَامَلَتُهُ اِلَّا بِالْحُسْنَى اِذَا وقَعَ اَسِيراً لَدَى الْمُسْلِمِين؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالْجَرِيحِ الْمُسْلِم؟ وَمَابَالُكَ بِمُعَامَلَتِهِ اِذَا وَقَعَ اَسِيراً عِنْدَ مَنْ يَنْتَسِبُونَ اِلَى الْاِسْلَام؟ فَمَتَى سَنَفْهَمُ قَوْلَهُ تَعَالَى{رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ(وَمَتَى سَنَتَوَقَّفُ عَنْ قَتْلِ الْاَطِبَّاءِ الَّذِينَ يَتَطَوَّعُونَ مِنْ اَجْلِ اِسْعَافِ الْجَرْحَى وَالْمَرْضَى؟ اَلَيْسَ مِنَ الْمُعِيبِ اَنْ نَرَى اَكْثَرَ هَؤُلَاءِ الْمُتَطَوِّعِينَ مِنْ اِخْوَانِنَا النَّصَارَى الرُّحَمَاءِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِين؟ وَلَانَرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ اِلَّا قَلِيلاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَكَذَا يَجِبُ اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ وَاَصْدِقَائِهِ وَاَعْدَائِهِ؟ بِالرَّحْمَةِ عَلَى هَؤُلَاءِ جَمِيعاً؟ وَلَانَسْتَعْمِلُ الشِّدَّةَ مَعَهُمْ اِلَّا اِذَا اَلْجَاَتْنَا الضَّرُورَةُ الْقُصْوَى وَهِيَ دِفَاعُنَا الْمَشْرُوعُ عَنْ اَنْفُسِنَا؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ [وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا اَوْ عَلَيْهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يُشَبِّهُ اللهُ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ بِالرِّجْلِ؟ وَكَيْفَ يُنْزِلُ نَفْسَهُ اِلَى هَذَا الْحَضِيض؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ مَاذَا عَنْ خُرَائِكَ وَبَوْلِك؟ هَلْ اَنْزَلَ اللهُ نَفْسَهُ اِلَى الْحَضِيضِ حِينَمَا خَلَقَ لَكَ مَخْرَجاً لَهُمَا مِنْ شَرْجِكَ وَعُضْوِكَ الذَّكَرِيّ؟ وَمَاذَا عَنْ عُضْوِكَ الذَّكَرِيِّ هَذَا؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُخْرِجَ مِنْهُ نُقْطَةً صَغِيرَة مِنَ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ اِلَّا بِاِرَادَةِ اللهِ الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَجْعَلَ مِنْكَ عَقِيماً مَتَى شَاءَ سُبْحَانَه؟ فَهَلْ اَنْزَلَ اللهُ نَفْسَهُ اِلَى الْحَضِيضِ حِينَمَا خَلَقَ لَكَ عُضْواً تَسْتَمْتِعُ بِهِ فِي الْحَلَالِ اَوِ الْحَرَامِ وَمَايُرَافِقُهُ اَيْضاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَرَاَيْتُمْ مَاتُمْنُونَ؟ اَاَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ؟ اَمْ نَحْنُ الْخَالِقُون(مَاذَا عَنْ رَائِحَةِ فَمِكَ اَخِي اِذَا كُنْتَ صَائِماً؟ وَحَاشَ لِلهِ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ رَائِحَةَ شَرْجِكَ قَدْ تَكُونُ اَرْحَمَ مِنْ رَائِحَةِ فَمِكَ اِذَا كُنْتَ صَائِماً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ اَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين{وَقَدْ كَانُوا يَغْسِلُونَ شُرُوجَهُمْ بِالْمَاء؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهَلْ اَنْزَلَ اللهُ نَفْسَهُ اِلَى الْحَضِيضِ حِينَمَا جَعَلَ خَلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ بِمَا يَحْمِلُهُ مِنْ رَائِحَةٍ مُقْرِفَةٍ كَرِيهَةٍ جِدّاً؟ اَطْيَبَ عِنْدَهُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي مِنَ النَّاحِيَةِ الْعُرْفِيَّةِ؟ لَابَاْسَ بِذَلِكَ؟ وَهُوَ اَنْ يُشَبِّهَ اللهُ نَفْسَهُ بِرِجْلِكَ؟ وَحَتَّى اِخْوَانُنَا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ يَقُولُونَ؟ فُلَانٌ لَهُ قَدَمُ الْخَيْرِ وَقَدَمُ السَّعْدِ وَالْبَرَكَةِ عَلَيْنَا؟ فَهَلْ اَنْزَلُوا اَنْفُسَهُمْ بِهَذَا الْكَلَامِ اِلَى حَضِيضِ فُلَانَ وَرِجْلِه؟ هَلْ اَنْزَلَكَ رَسُولُ اللهِ اِلَى الْحَضِيضِ حِينَمَا اَمَرَكَ اَنْ تَلْزَمَ قَدَمَيْهَا؟ نَعَمْ اِنَّهَا اُمُّكَ الْحَنُونُ الْغَالِيَة؟ فَهَلْ اَنْزَلَ رَسُولُ اللهِ الْجَنَّةَ اِلَى الْحَضِيضِ حِينَمَا جَعَلَهَا تَحْتَ قَدَمَيْهَا فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْجَنَّةُ تَحْتَ اَقْدَامِ الْاُمَّهَات] هَلْ اَنْزَلَ الْمَسِيحُ نَفْسَهُ اِلَى الْحَضِيضِ حِينَمَا كَانَ يَغْسِلُ اَقْدَامَ تَلَامِيذِهِ وَيَغْسِلُونَ هُمْ قَدَمَيْهِ اَيْضاً؟ هَلْ اَنْزَلَتْ نَفْسَهَا اِلَى الْحَضِيض تِلْكَ الْمَرْاَةُ الطَّاهِرَة مَرْيَمُ الْمَجْدُلِيَّة حِينَمَا غَسَلَتْ قَدَمَيِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْمَاءِ وَبِدُمُوعِ تَوْبَتِهَا وَنَدَمِهَا بَلْ قَبَّلَتْهُمَا رَاجِيَةً مِنْهُ اَنْ يَدْعُوَ اللهَ لَهَا اَنْ يُلْهِمَهَا التَّوْبَةَ النَّصُوحَ وَيَغْفِرَ لَهَا ذُنُوبَهَا وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزاً فِي شَرِيعَتِهِمْ وَفِي شَرِيعَتِنَا اَيْضاً يَجُوزُ مَاوَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيمَا}هَلْ اَنْزَلَ نَفْسَهُ اِلَى الْحَضِيض بَابَا الْفَاتِيكَان حِينَمَا قَبَّلَ قَدَمَيِ امْرَاَةٍ مُسْلِمَةٍ وَهُوَ اَكْبَرُ رَمْزٍ مَسِيحِيٍّ فِي الْوَقْتِ الْحَالِي لِلْكَاثُولِيك؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَيْفَ يَتَكَبَّرُ اللهُ عَلَى رِجْلَيْكَ وَقَدْ نَفَخَ فِيهِمَا مِنْ رُوحِهِ فَتَحَرَّكَتَا؟ فَهَلْ يَتَكَبَّرُ اللهُ عَلَى نَفْخَةٍ مِنْ رُوحِهِ الْمُقَدَّسَةِ الطَّاهِرَة كَمَا فَعَلَ اِبْلِيسُ لَعَنَهُ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين( لَكِنَّ رِجْلَيْكَ اَخِي قَدْ تَتَحَرَّكُ بِهَا اِلَى الشَّرِّ اَوْ اِلَى الْخَيْر؟ فَاِذَا تَحَرَّكْتَ بِهَا اِلَى الشَّرِّ وَالْفَسَادِ وَمُحَارَبَةِ اللهِ؟ فَقَدْ كَانَتْ اَمِينَة؟ فَلَمَّا خَانَتْ هَانَتْ عَلَى اللهِ وَاَصْبَحَتْ رَخِيصَةً جِدّاً لَاقِيمَةَ لَهَا عِنْدَ الله؟ فَاَبْشِرْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{اَوْ تُقَطَّعَ اَيْدِيهِمْ وَاَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَاف(وَاَمَّا اِذَا تَحَرَّكْتَ بِهَا اِلَى الْخَيْرِ؟ فَاَبْشِرْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا اَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ(فَاِذَا اسْتَقَمْتَ مَعَ اللهِ وَبَلَغَتِ الرَّابِطَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ دَرَجَةً الْحُبِّ؟ فَرِجْلَاكَ هَاتَانِ تَقُودَانِكَ اِلَى الْخَيْر؟ فَاِذَا سَمِعْتَ الْمُؤَذّنَ يُؤَذّنُ وَاَنْتَ عَابِرُ سَبِيلٍ اِلَى الْجَامِعِ؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقُودَكَ رِجْلَاكَ اِلَى الْمَلْهَى؟ وَاِنَّمَا عَلَيْكَ اَنْ تَذْهَبَ اِلَى الْجَامِعِ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاة؟ حَتَّى تَشْكُرَ اللهَ عَلَى مَااَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكَ مِنَ هَاتَيْنِ الرِّجْلَيْنِ وَمَارَزَقَكَ مِنَ الْمَشْيِ بِهِمَا؟ وَحَتَّى لَاتَقْعُدَ عَلَى الْكُرْسِيِّ مَشْلُولاً فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَاَنْتَ تُخَاطِبُ النَّاسَ بِقَوْلِكَ هَلِ الْمُشْكِلَةُ فِي الْكُرِسِي اَمْ فِي نَظْرَتِكَ اِلَيّ؟ وَكَمْ اَرَى مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لَايَخَافُونَ اللهَ اَبَداً؟ وَهُمْ لَايُعْجِبُهُمُ الذَّهَابُ اِلَى الْمَقَاهِي وَبِنَشَاطٍ شَيْطَانِيٍّ رَهِيبٍ لَامَثِيلَ لَهُ اِلَّا عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَاِقَامَةِ شَعَائِرِهَا؟ ثُمَّ اَرَى مِنَ النَّاسِ الْكِبَارِ فِي السِّنِّ وَالَّذِينَ يَحْتَاجُونَ اِلَى رُبُعِ سَاعَةٍ مِنَ الْوَقْتِ وَهُمْ يَصْعَدُونَ سَلَالِمَ الْجَامِعِ حَتَّى يَصِلُوا اِلَى دَاخِلِه؟ فَمَاهُوَالْفَرْقُ بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَعَمْ ذَاكَ الَّذِي اَعْطَاهُ اللهُ مِنَ الْقُوَّةِ وَالنَّشَاطِ مَالَمْ يُعْطِهِ لِهَذَا الْمِسْكِينِ الضَّعِيفِ الْعَاجِزِ الْكَبِيرِ فِي السِّنّ؟ وَلَكِنَّ ذَاكَ مَعَ الْاَسَفِ سَخَّرَ قُوَّتَهُ وَنَشَاطَهُ وَصِحَّتَهُ مِنْ هَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي اَعْطَاهُ اللهُ اِيَّاهَا فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ يَمْشِي مُتَكَبِّراً مُتَجَبِّراً عَلَى اللهِ وَعَلَى خَلْقِ اللهِ؟ فَزَادَهُ الشَّيْطَانُ نَشَاطاً عَلَى نَشَاطٍ؟ مِنْ اَجْلِ زِيَادَةِ لَعْنَةِ اللهِ وَسَخَطِهِ وَغَضَبِهِ عَلَيْهِ؟ وَزَادَ اللهُ هَذَا الْمِسْكِينَ ضَعْفاً عَلَى ضَعْفٍ وَمَرَضاً عَلَى مَرَضٍ وَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ اَجْرَهُ عِنْدَ الله؟ بَلْ عَلَى الله؟ مِنْ اَجْلِ زِيَادَةِ حَسَنَاتِهِ وَرَفْعِ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ وَمَحْوِ ذُنُوبِهِ وَنَحْتِهَا عَنْهُ شَيْئاً فَشَيْئاً كَمَا تَتَنَاحَتُ الْاَوْرَاقُ عَنْ اَغْصَانِ الْاَشْجَارِ فِي فَصْلِ الْخَرِيف؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْاَيَّام؟ رَاَيْتُ هَذَا الْاِنْسَانَ الْمُتَجَبِّرَ الْمُتَكَبِّرَ بِاُمِّ عَيْنَيَّ؟ وَقَدِ اسْتَضْعَفَ هَذَا الْاِنْسَانَ الضَّعِيفَ الْمِسْكِينَ الْفَقِيرَ الَّذِي يَصْعَدُ السَّلَالِمَ بِطُلُوعِ الرُّوحِ كَمَا يُقَال؟ فَمَاذَا حَدَثَ مَعَهُمَا؟ رَفَعَ رِجْلَهُ وَلَبَطَهُ وَرَفَسَهُ بِهَا؟ فَنَظَرَ الْفَقِيرُ اِلَيْهِ وَقَالَ؟ شَكَوْتُكَ اِلَى الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَلِمَةُ شَكَوْتُكَ اِلَى اللهِ هُنَا؟ لَيْسَتْ بِمَعْنَى اَنَّهُ سَامَحَهُ وَعَفَا عَنْهُ؟ بَلْ هِيَ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَشْكُوهُ اِلَى مَنْ هُوَ مَصْدَرُ الْعَدْلِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ كَلِمَةَ شَكَوْتُكَ اِلَى الله؟ هِيَ اَخْطَرُ دُعَاءٍ يَدْعُو بِهِ مَظْلُومٌ عَلَى ظَالِمِهِ عَلَى الْاِطْلَاق؟ فَلَمْ تَمْضِ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّة؟ اِلَّا وَقَدْ اُصِيبَ هَذَا الْمُتَكَبِّرُ الْمُتَجَبِّرُ بِغَرْغَرِينَا فِي رِجْلِهِ؟ اَدَّتْ اِلَى بَتْرِهَا وَقَطْعِهَا لَهُ مِنْ قِبَلِ الْاَطِبَّاءِ عَلَى الْفَوْر؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لَايَاْخُذُ الظَّالِمَ؟ وَلَايَنْتَقِمُ مِنْهُ فَوْراً؟ وَاِنَّمَا رُوَيْداً رُوَيْداً؟ وَلَكِنْ اِذَا طَفَحَ الْكَيْلُ مَعَ الظَّالِمِينَ؟ فَاِنَّ اللهَ يَاْخُذُهُمْ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر؟ بِمَعْنَى اَنَّ رَبَّنَا حِينَمَا يُرِيدُ اَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ ظَالِمٍ مَا؟ فَاِنَّهُ يَنْتَقِمُ مِنْهُ وَيَرْمِيهِ مِنْ قَلْبِ صِحَّتِهِ وَعَافِيَتِهِ وَقًوَّتِهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَرْمِيهِ سُبْحَانَهُ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى السَّجَّادَةِ وَالْحَصِير؟ وَاِنَّمَا يَرْمِيهِ مِنْ مَسَافَاتٍ عَالِيَةٍ بَعِيدَةٍ جِدّاً مِنْ اَعْلَى حَتَّى يُرْغِمَ اَنْفَهُ التُّرَاب؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ؟ فَكَاَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ؟ اَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق(وَكَمَا فَعَلَ اللهُ بِبَنِي اِسْرَائِيلَ حِينَمَا{قَضَيْنَا اِلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْاَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيرَا؟ فَاِذَا جَاءَ وَعْدُ اُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا اُولِي بَاْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولَا؟ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَاَمْدَدْنَاكُمْ بِاَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ اَكْثَرَ نَفِيرَا؟ اِنْ اَحْسَنْتُمْ اَحْسَنْتُمْ لِاَنْفُسِكُمْ؟ وَاِنْ اَسَاْتُمْ فَلَهَا؟ فَاِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ اَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرَا؟عَسَى رَبُّكُمْ اَنْ يَرْحَمَكُمْ؟ وَاِنْ عُدْتُّمْ عُدْنَا؟وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرَا(نَعَمْ اَخِي وَالتَّارِيخُ دَائِماً يُعِيدُ نَفْسَهُ مَعَ بَنِي اِسرَائِيلَ وَعُلُوِّهِمْ وَفَسَادِهِمْ فِي الْاَرْض؟ لِاَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ اِلَّا الدُّنْيَا مِنْ هَذِهِ الْحَيَاةِ الدَّنِيئَةِ الْفَاسِدَة؟ وَاَمَّا{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَايُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْاَرْضِ وَلَافَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين} بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ بَعْضِ الْاِخْوَةِ؟ وَقَدْ اعْتَرَضَ عَلَى قَوْلِ بَعْضِهِمْ؟ شَهْرُ الصِّيَامِ وَلَّى؟ فَهَلْ هَذَا الْقَوْلُ مُنَاسِبٌ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ وَهَلْ يَجُوزُ فِي اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اَنْ نَقُولَ شُهْرُ الصِّيَامِ وَلَّى وَقَدْ عَزَمَ عَلَى الرَّحِيل؟ وَمَابَقِيَ مِنْهُ اِلَّا الْقَلِيل؟ فَنَسْاَلُ اللهَ مَوْلَانَا الْجَلِيل؟ يُحْيِيكُمُ اللهُ لِكُلِّ عَام؟ فَوَدِّعُوا شَهْرَكُمْ وَقُولُوا لَهُ؟ يَاشَهْرَنَا هَذَا عَلَيْكَ السَّلَام؟ لَااَوْحَشَ اللهُ مِنْكَ يَاشَهْرَ التَّرَاوِيح؟ وَيَاشَهْرَ التَّسَابِيح؟ وَيَاشَهْرَ الْمَصَابِيح؟ كَمَا نَسْمَعُ فِي بَعْضِ التَّوَاشِيحِ الدِّينِيَّةِ فِي رِثَاءِ شَهْرِ الصَّوْمِ مُنْذُ بِدَايَةِ الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ اِلَى نِهَايَتِهَا؟ وَلَااَدْرِي مَاذَا يَقْصِدُونَ بِهَذِهِ الْمَصَابِيحِ وَالْفَوَانِيس؟ وَاَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مُنْذُ الْآن؟ اِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْمَصَابِيحُ اَوِ الْفَوَانِيسُ الْحَمْرَاءُ اَوِ الْخَضْرَاءُ عَادَةً فَارِسِيَّةً مَجُوسِيَّةً قَدِيمَةً تَابَعَ عَلَيْهَا مَنْ اَسْلَمَ مِنَ الْفُرْسِ؟ فَاِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ قَطْعاً حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَنْ يَفْعَلُهَا مِنْ اِخْوَانِنَا الْجُهَّالِ مِنَ الْفُرْسِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّة؟ وَلَايَجُوزُ التَّشَبُّهُ بِعُبَّادِ النَّارِ اَبَداً وَلَابِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَال؟ وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَمَّا قَوْلُ بَعْضِ الْعَوَامِّ؟ لَانَشْتَكِي اِلَى الله؟ اَوْ لَاتَشْتَكِ اِلَى اللهِ مِنْ سُوءِ اَعْمَالِنَا؟ فَاصْفَحْ فَاِنَّ الصَّفْحَ مِنْ شِيَمِ الْكِرَام؟ فَلَا اَدْرِي مَاذَا يَقْصِدُونَ؟ وَلَكِنْ اِنْ كَانُوا يَقْصُدُونَ تَشْجِيعَ الْمَظْلُومِ عَلَى الْعَفْوِ وَالصَّفْحِ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَاَلَّا يَشْكُوَ ظَالِمَهُ اِلَى اللهِ مِنْ سُوءِ اَعْمَالِهِ مَعَهُ؟ فَلَابَاْسَ بِذَلِك؟ وَاَمَّا اِنْ كَانُوا يَقْصُدُونَ اَنَّهُ لَايَجُوزُ الشَّكْوَى اِلَى اللهِ مُطْلَقاً مِنْ سُوءِ اَعْمَالِنَا؟ فَاِنَّ هَذَا جَهْلٌ عَظِيم؟ لِاَنَّنَا نَدْعُو دَائِماً مِنْ جُمْلَةِ مَانَدْعُو؟ اَللَّهُمَّ لَاتُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا؟ بِمَعْنَى اَنَّنَا نَشْتَكِي اِلَى اللهِ مِنْ سُوءِ اَعْمَالِ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ؟ حَتَّى لَايَصُبَّ اللهُ عَلَيْنَا الْعَذَابَ صَبّاً وَعَلَيْهِمْ؟ لِاَنَّنَا لَوْ رَضِينَا بِاَعْمَالِ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ وَلَمْ نُنْكِرْ عَلَيْهِمْ؟ فَاِنَّ اللهَ سَيُهْلِكُنَا مَعَهُمْ لَامَحَالَة؟ بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ اَهْلَكَ قَوْمَ صَالِحٍ عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهِمْ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّهُ لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ اَحَدٌ بِقَتْلِ النَّاقَةِ وَلَااَذِيَّتِهَا اِلا شَقِيٌّ مِنْهُمْ فَقَطْ؟ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعاً رَاضِينَ بِقَتْلِ النَّاقَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ اَنْفُسَكُمْ؟ لَايَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ اِذَا اهْتَدَيْتُمْ(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَانَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَبَداً مَايَفْهَمُهُ بَعْضُ الْجَهَلَةِ مِنَ النَّاسِ مِنْ تَرْكِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بَيْنَ النَّاس؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ اَنَّ مَنْ تَرَكَ الْاَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ مُحْتَجّاً بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ فَهُوَ لَيْسَ مِنَ الْمُهْتَدِينَ الَّذِينَ ذَكَرَتْهُمْ هَذِهِ الْآيَةُ اَبَداً؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا لَمْ تَهْتَدِ اِلَى الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى تَكُونَ مِنَ خَيْرِ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ؟ فَمَا هِيَ فَائِدَةُ هَذِهِ الْهِدَايَة؟ بَلْ اِنَّكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَخِي سَتَهْتَدِي اِلَى اَنْ تَكُونَ شَيْطَاناً اَخْرَسَ سَاكِتاً عَنِ الْحَقّ؟ وَاَمَّا قَوْلُ الْمُنْشِدِينَ شَهْرُ الصِّيَامِ وَلَّى؟ فَاِنَّ الْاَخَ السَّائِلَ رُبَّمَا فَهِمَ مِنْهُ اَنَّهُ وَلَّى بِمَعْنَى هَرَبَ فَقَطْ؟ وَرُبَّمَا الْاَخُ السَّائِلُ الَّذِي سَاَلَنِي هَذَا السُّؤَالَ انْصَرَفَ ذِهْنُهُ اِلَى هَذَا الْمَعْنَى وَاقْتَصَرَعَلَيْهِ فَقَطْ؟ وَهُوَ مَاتَنْصَرِفُ اِلَيْهِ اَذْهَانُنَا وَمَانَفْهَمُهُ اَيْضاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْاَدْبَار(بِمَعْنَى لَاتُعْطُوهُمْ ظُهُورَكُمْ؟ وَلَاتَهْرُبُوا مِنْ اَمَامِهِمْ؟ اِلَّا مِنْ اَجْلِ الْكَرِّ؟ لَا مِنْ اَجْلِ الفَرِّ اَوِ الْفَرَارِ وَالْهَرَبِ كَمَا نَفْهَمُ ذَلِكَ مِنْ بَقِيَّةِ الْآيَة؟ بَلْ رُبَّمَا مِنْ اَجْلِ وُصُولِ الْمُسَاعَدَاتِ وَالْاِمْدَادَاتِ مِنَ الْاَسْلِحَةِ وَالْمُقَاتِلِينَ الْاَشِدَّاءِ الْاَذْكِيَاءِ اِلَى فِئَةٍ اُخْرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ تَكُونُ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ حَتَّى لَايَسْحَقَهَا الْعَدُوُّ فِي مَنْطِقَةٍ حَسَّاسَةٍ رُبَّمَا يَحْتَاجُهَا الْمُسْلِمُونَ مِنْ اَجْلِ قَطْعِ الْاِمْدَادَاتِ وَالْمَعُونَاتِ وَالْمُسَاعَدَاتِ عَنِ الْعَدُوّ؟ اَوْ رُبَّمَا يَحْتَاجُونَهَا مِنْ اَجْلِ اِيصَالِ الْمُسَاعَدَاتِ اِلَى الْمُسْلِمِين
؟اَوْ رُبَّمَا مِنْ اَجْلِ تَعْدِيلِ الْخُطَّةِ الْعَسْكَرِيَّةِ؟ اَوْ اِلْغَائِهَا؟ اَوِالِاسْتِعَاضَةِ عَنْهَا بِخُطَّةٍ اُخْرَى بَدِيلَةٍ؟ مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِ الْمَوْقِفِ وَتَدَارُكِهِ بِخُطَّةٍ عَسْكَرِيَّةٍ نَاجِحَةٍ اُخْرَى اَوْ مُعَدَّلَةٍ؟ حَتَّى لَايَسْحَقَ الْعَدُوُّ جَيْشَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ بَكْرَةِ اَبِيه؟ لَكِنَّ السَّائِلَ الْكَرِيمَ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِهِ مَعَ الْاَسَفِ؟ اَنَّ وَلَّى تَاْتِي بِمَعْنَى هَرَبَ؟ لَكِنَّهَا قَدْ تَاْتِي اَيْضاً بِمَعْنَى اتَّجَهَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَكَيْفَ السَّبِيلُ اِلَى فَهْمِ الْقُرْآنِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اِذَا كَانَتْ وَلَّى تَاْتِي مَرَّةً بِمَعْنَى هَرَبَ؟ ثُمَّ تَاْتِي مَرَّةً اُخْرَى بِمَعْنَى اتَّجَهَ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ الْاِسْلَامَ دِينُ الْعَقْلِ بِالدَّرَجَةِ الْاُولَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الِاعْتِمَادَ الْمَطْلُوبَ مِنْ اَجْلِ فَهْمِ الْقُرْآنِ؟ يَتَوَقَّفُ عَلَى مَايَنْصَرِفُ اِلَيْهِ ذِهْنُكَ وَعَقْلُك؟ فَهَلْ مِنَ الْمَنْطِقِ وَالْمَعْقُولِ وَالتَّفْكِيرِ السَّلِيمِ؟ اَنْ يَنْصَرِفَ ذِهْنُكَ فِي تَفْسِيرِ كَلِمَةِ وَلَّى؟ اَنَّهَا بِمَعْنَى هَرَبَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَه(اِلَّا اِذَا كَانَ مَفْهُومُ الْهَرَبِ مُوَافِقاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَفِرُّوا اِلَى الله(بِمَعْنَى اهْرُبُوا اِلَيْهِ مُتَّجِهِينَ بِصَلَاتِكُمْ اِلَى الْقِبْلَة؟ بِمَعْنَى اهْرُبُوا مِنْ عَذَابِهِ اِلَى رَحْمَتِهِ؟ وَلَايَتَحَقَّقُ ذَلِكَ اِلَّا بِاَنْ تَتُوبُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَا؟ لِمَاذَا خَلَقَ اللهُ لَكَ هَذَا الْعَقْلَ اَخِي اِذاً اِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تُحَرِّكَهُ بِنَشَاطٍ ذِهْنِيٍّ غَيْرِ مُعْتَادٍ وَغَيْرِمَحْدُود؟ هَلْ سَتَبْقَى اَخِي تَقْضِي عُمُرَكَ كُلَّهُ فِي حَلِّ الْكَلِمَاتِ الْمُتَقَاطِعَة؟ لِمَاذَا لَاتَضْجَرُ وَلَاتَكَلُّ وَلَاتَمَلُّ وَلَاتَتَاَفَّفُ وَلَاتَشْمَئِزُّ بِعَقْلِكَ وَنَفْسِكَ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْمُتَقَاطِعَة؟ بَلْ اِنَّكَ لَاتَتْرُكُ اَحَداً مِنَ النَّاسِ اِلَّا وَتَطْلُبُ مُسَاعَدَتَهُ مِنْ اَجْلِ مُسَاعَدَتِكَ عَلَى حَلِّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْمُتَقَاطِعَة؟ وَلَكِنَّكَ تَتَكَبَّرُ عَلَى اللهِ وَعَلَى رَسولِ اللهِ وَعَلَى الْعُلَمَاءِ؟ وَلَاتَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ اَحَدٍ مِنْهُمْ اَبَداً مِنْ اَجْلِ اَنْ يُسَاعِدُوكَ فِي تَفْسِيرِ اَوْ فَهْمِ وَلَوْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْكَلِمَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ الْمُتَقَاطِعَةِ؟ وَالَّتِي قَدْ تَتَقَاطَعُ بِمَعْنَاهَا اَيْضاً بِمَا يُفَسِّرُ الْقُرْآنُ بِهِ بَعْضَهُ بَعْضاً؟ كَمَا اَنَّهَا قَدْ تَخْتَلِفُ قَلِيلاً فِي قُرْآنٍ كَرِيمٍ {لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيرَا( لِاَنَّ الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ قَدْ تَحْتَمِلُ عِدَّةَ مَعَانِي؟ لِمَاذَا اَخِي لا تَبْذُلُ كُلَّ طَاقَتِكَ الذّهْنِيَّةِ فِي فَهْمِ مُفْرَدَاتِ الْقُرْآنِ؟ وَحَالُهَا كَحَالِ الْمُفْرَدَاتِ الْمُعَقَّدَةِ لِلُّغَةِ الِانْكِلِيزِيَّةِ اَوِالْفَرَنْسِيَّةِ فِي احْتِمَالِ الْكَلِمَةِ الِانْكِلِيزِيَّةِ مَثَلاً لِعِدَّةِ مَعَانِي؟ بَلْ اِنَّكَ تَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ وَلَذَّةٍ فِكْرِيَّةٍ لَامَثِيلَ لَهَا وَخَاصَّةً فِي اللُّغَةِ الْفَرَنْسِيَّةِ لُغَةِ الْاَتِيكَاتِ الْحَضَارِيَّةِ؟ وَلُغَةِ النَّوَاعِمِ الْقَحْبَاتِ الْعَاهِرَاتِ؟ وَلُغَةِ اللّوَاطِ وَالشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ الَّذِي اَصْبَحَ مَشْرُوعاً عِنْدَ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْاَنْجَاسِ الْمُقْرِفِين؟ بَلْ اِنَّكَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تُدْخِلَ أيَّ تَعْدِيلٍ اَوِ اشْتِقَاقٍ لُغَوِيٍّ جَدِيدٍ اَوْ لَكْنَةٍ غَرِيبَةٍ غَيْرِ مَعْرُوفَةٍ عَلَى لُغَاتِهِمْ وَلَهَجَاتِهِمْ اِلَّا كَمَا سَمِعْتَهَا مِنْ اَلْسِنَتِهِمْ سَمَاعاً صَارِماً بَاسْتْ بَارْتِي سِبُل مِنْ اَسْمَاءِ الْمَفْعُولِ الِانْكِلِيزِيَّةِ وَمِنْ اَلْسِنَتِهِمْ حَصْراً؟ وَلَايَقْبَلُونَ أيَّ تَعْدِيلٍ عَلَيْهَا؟ وَلَايَقْبَلُونَ مِنْ اَحَدٍ مَا اَنْ يَتَحَدَّاهُمْ فِي لُغَتِهِمْ اَوْ يُدْخِلَ عَلَيْهَا مُصْطَلَحاً جَدِيداً غَيْرَ مَعْهُودٍ وَلَامَاْلُوف؟ وَاَمَّا مُفْرَدَاتُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَمَعَانِيهِ وَبَلَاغَتِهِ الَّتِي تَحَدَّى اللهُ بِهَا الْعَرَبَ وَشُعَرَاءَهُمْ وَالنَّاسَ وَالْجَانَّ جَمِيعاً عَلَى اَنْ يَاْتُوا بِمِثْلِهَا فِي بَلَاغَتِهَا وَفَصَاحَتِهَا وَاِعْجَازِهَا اللُّغَوِيِّ وَالْعِلْمِيِّ وَالْكَوْنِيّ؟ فَلَا تُعْطِيهَا شَيْئاً مِنْ وَقْتِكَ اَبَداً؟ بَلْ اِنَّكَ تَشْمَئِزُّ مِنْهَا؟ اَلَا تَخَافُ اَخِي اَنْ تَدْخُلَ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَاَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَة؟ وَاِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ اِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُون( هَلْ اَصْبَحَتِ اللُّغَةُ الْاَجْنَبِيَّةُ الَّتِي يَنْطِقُ بِهَا خَنَازِيرُ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ الْمُقْرِفَونَ فَوْقَ لُغَةِ الْقُرْآن؟ اَمْ هِيَ دُونَهَا اَخِي؟ فَلِمَاذَا تَسْتَبْشِرُ بِهَا وَلَاتَسْتَبْشِرُ بِلُغَةِ الْقُرْآنِ اَبَداً؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي تَسْتَبْشِرُ وَتَفْرَحُ وَتَشْعُرُ بِلَذَّةٍ فِكْرِيَّةٍ وَسَعَادَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا وَتَبْذُلُ كُلَّ طَاقَتِكَ الذّهْنِيَّةِ مَعَ الرِّيَاضِيَّاتِ الذّهْنِيَّةِ وَحَلِّ مُعَادَلَاتِهَا الْجَبْرِيَّةِ وَالْهَنْدَسِيَّةِ؟ وَمَا فِيهَا مِنْ خُطُوطٍ مُتَقَاطِعَةٍ؟ وَمَا فِيهَا مِنِ احْتِمَالَاتٍ كَثِيرَةٍ لِحُلُولٍ هَنْدَسِيَّةٍ وَجَبْرِيَّةٍ نَاجِحَةٍ وَصَحِيحَةٍ وَلَوْ كَانَتْ مُخْتَلِفَة؟ وَاَمَّا احْتِمَالَاتُ الْقُرْآن؟ وَاَمَّا مَايَحْتَمِلُهُ الْقُرْآنُ مِنْ مَعَانِي كَثِيرَةٍ مُعْجِزَةٍ بِسَبَبِ كَثْرَتِهَا وَسِعَةِ اُفُقِهَا؟ بَلْ اِنَّهَا تَخْتَرِقُ الْمَاضِي عَبْرَ الْحَاضِرِ وُصُولاً اِلَى الْمُسْتَقْبَلِ بِدِرَاسَاتٍ عَمِيقَةٍ وَحُلُولٍ نَاجِحَةٍ مِنَ اَجْلِ تَحْقِيقِ مَصْلَحَةٍ وَسَعَادَةٍ كَوْنِيَّةٍ تَشْمَلُ جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ الْكَوْنِيَّةِ وَلَيْسَ النَّاسَ فَقَطْ؟ وَاَمَّا آرَاءُ الْفُقَهَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ مِنْ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَةِ؟ فَاِنَّكَ اَخِي لَاتُلْقِي لَهَا بَالاً وَلَوْ كَانَتْ جَمِيعُهَا صَحِيحَة؟ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا مُخْتَلِفَة؟ فَكَيْفَ تَقْتَنِعُ اَخِي بِالْمَسَائِلِ الْجَبْرِيَّةِ وَالْهَنْدَسِيَّةِ وَكَلِمَاتِ اللُّغَةِ الْاَجْنَبِيَّةِ مَهْمَا كَانَتْ مُخْتَلِفَةً اَوْ مُتَنَاقِضَةً؟ وَلَاتَقْتَنِعُ بِآرَاءِ الْفُقَهَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ وَلِكُلٍّ مِنْهُمْ دَلِيلُهُ وَاجْتِهَادُهُ الصَّحِيحُ وَلَوْ كَانَ يُخَالِفُ الْآخَر؟ اَمَا عَلِمْتَ اَخِي اَنَّهُ مَااَدْلَى اَحَدٌ مِنْهُمْ بِدَلْوِهِ وَلَاقَالَ بِرَاْيِهِ عَنْ عَبَثْ؟ فَقَدْ يَكُونُ رَاْيُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَالِحاً لِزَمَانٍ وَمَكَانٍ وَمَوْقِفٍ وَحَدَثٍ مَا؟ وَقَدْ يَكُونُ رَاْيُ الْبَاقِينَ صَالِحاً فِي وَقْتٍ آخَر اَوْ مَكَانٍ آخَر اَوْ زَمَانٍ آخَر؟ لِمَاذَا اَخِي تَتَفَهَّمُ وَتَسْتَوْعِبُ مَسَائِلَ الْجَبْرِ وَالْهَنْدَسَةِ وَالْفِيزْيَاءِ وَالْكِيمْيَاءِ وَاللُّغَةِ؟ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ نَسْمَعُ عَنْ ظُهُورِ نَظَرِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ جَدِيدَةٍ رِيَاضِيَّةٍ اَوْ فِيزْيَائية اَوْ كِيمْيَائِيَة اَوْ غَيْرَهَا مِمَّا يُلْغِي النَّظَرِيَّةَ الِّتِي قَبْلَهَا وَيَقْضِي عَلَيْهَا وَيُعَاكِسُهَا وَيُنَاقِضُهَا؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي لَاتُرِيدُ اَنْ تَقْبَلَ؟ وَلَاتُرِيدُ اَنْ تَتَفَهَّمَ؟ وَلَاتُرِيدُ اَنْ تَسْتَوْعِبَ شَيْئاً مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ؟ بَلْ لَاتُرِيدُ اَنْ تَحْشُرَ اَنْفَكَ وَلَانَفْسَكَ وَلَاعَقْلَكَ فِي اَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ وَالْمُفَسِّرِين؟ هَلْ تُرِيدُ اَخِي مِنَ الْقُرْآنِ اَنْ يَكُونَ عَقِيماً لَايَحْتَمِلُ في تَفْسِيرِهِ اِلَّا رَاْياً وَاحِداً اَوْ قَوْلاً وَاحِداً يَتِيماً؟ لِمَاذَا اَخِي وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَمِنْ آيَاتِهِ اخْتِلَافُ اَلْسِنَتِكُمْ وَاَلْوَانِكُمْ( فَاِذَا كَانَتْ اَلْسِنَتُنَا وَاَلْوَانُنَا مُخْتَلِفَة؟ فَكَيْفَ لَانَخْتَلِفُ فِي عُقُولِنَا وَمَفْهُومِنَا؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لَهُ لَوْنٌ مِنَ التَّفْكِيرِ يَخْتَلِفُ عَنِ الْآخَرِ فِي اُسْلُوبِ تَفْكِيرِه؟ وَمَا هُوَ الْعَيْبُ فِي هَذَا الِاخْتِلَافِ اَخِي؟ اِذَا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيَخْدِمُ الْآخَرَ فِي تَصْحِيحِ تَفْكِيرِهِ؟ عَبْرَ الْبَحْثِ عَنْ مَوَاضِعِ الْخَلَلِ وَالزَّيْغِ وَالشَّطَطِ؟ مِنْ اَجْلِ اِصْلَاحِهَا وَبَرْمَجَتِهَا؟ بِمَا يُرْضِي الله؟ لِمَاذَا تَصْبِرُ اَخِي عَلَى بَرْمَجَةِ الْعُقُولِ الِالِكِتْرُونِيَّةِ الضَّخْمَةِ بِاَقْوَى الْبَرَامِجِ وَاَحْدَثِهَا وَاَحْسَنِهَا؟ وَلَاتَصْبِرُ عَلَى بَرْمَجَةِ عَقْلِ اَخِيكَ الْمِسْكِينِ الَّذِي قَدْ يُعَانِي مَايُعَانِيهِ مِنْ خَلَلٍ اَوْ ضَعْفٍ فِي الِاسْتِيعَابِ وَقُوَّةِ التَّرْكِيزِ وَالزَّهَايْمَرِ الْمُبَكِّرَة؟ لِمَاذَا اَخِي وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ؟ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ اَلْوَانُهَا؟ وَغَرَابِيبُ سُود؟ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْاَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ اَلْوَانُهُ كَذَلِكَ؟ اِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء(فَمِنْ اَيْنَ جَاءَتْ خَشْيَةُ الْعُلَمَاءِ مِنَ اللهِ اَخِي؟ مِنْ اَيْنَ جَاءَ خَوْفُ الْعُلَمَاءِ مِنَ اللهِ اَخِي؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَجِبْنِي وَاَتَحَدَّاكَ اِذَا لَمْ تَكُنْ جَاءَتْ مِنْ هَذَا الِاخْتِلَاف؟ فَكَيْفَ لَاتُرِيدُ مِنْهُمْ اَخِي اَنْ يَخْتَلِفُوا فِي آرَائِهِمْ وَاجْتِهَادَاتِهِمْ؟ كَيْفَ لَاتُرِيدُ مِنْهُمْ اَنْ يَخْتَلِفُوا فِي عَظَمَتِهِ وَفِي عَظَمَةِ شَرْعِهِ؟ وَقَدْ حَارَتِ الْعُقُولُ فِي عَظَمَتِهِ اللَّامَحْدُودَةِ سُبْحَانَه؟ وَقَدْ حَارَتِ الْاَفْهَامُ اَيْضاً فِي فَهْمِ قُدْرَتِهِ اللَّامَحْدُودَة؟ جَلَّ اللهُ فِي عُلَاه؟ مَالَنَا رَبٌّ سِوَاه؟ لَااِلَهَ اِلَّا الله؟ فَكَيْفَ لَاتَحَارُ الْآرَاءُ وَالِاجْتِهَادَاتُ فِي فَهْمِ كَلَامِهِ وَاَحْكَامِهِ وَمَنْهَجِه؟ فَهَلْ كَلَامُ اللهِ بِرَاْيِكَ اَخِي هُوَ كَلَامُ بَشَرٍ عَادِيّ؟ هَلْ هُوَ قَوَانِينُ وَضْعِيَّة دَوْلِيَّة اَوْ جِنَائِيَّة اَوِ اجْتِمَاعِيَّة اَوْ سِيَاسِيَّة جَافَّة صَارِمَة لَاتَقْبَلُ الِاجْتِهَادَ اِلَّا عَلَى قَاعِدَةِ الْهَوَى وَالرَّغَبَاتِ الشَّخْصِيَّة؟ لِمَاذَا اَخِي وَاللهُ تَعَالَى يَقُول{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ اَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس(لِمَاذَا اَخِي تَاْبَى هَذَا الِاخْتِلَافَ وَالتَّنَوُّعَ فِي الْآرَاءِ وَمَا جَعَلَ اللهُ شِفَاءَكَ اِلَّا فِيهِ وَفِي شَرَابِه؟ هَلْ تُرِيدُ اَخِي اَنْ تَبْقَى عَلَى الرُّوتِينِ الْمُمِلِّ الْقَاتِلِ فِي تَعَصُّبِكَ وَتَشَدُّدِكَ وَتَزَمُّتِكَ وَتَنَطُّعِكَ وَعَدَمِ اسْتِمَاعِكَ اِلَّا لِلرَّاْيِ الْوَاحِدِ الْيَتِيمِ وَالَّذِي قَدْ يَكُونُ عَقِيماً لَايَصْلُحُ لِحَلِّ الْمُعْضِلَاتِ مِنَ الْمَشَاكِلِ فِي الْوَقْتِ الْحَالِي وَقَدْ يَصْلُحُ فِي وَقْتٍ آخَر؟ وَلِذَلِكَ {فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام(فَهُنَا كَلِمَةُ وَلُّوا جَاءَتْ بِمَعْنَى اتَّجِهُوا؟ وَيُقَالُ فُلَانٌ وَلَّى بِمَعْنَى تَرَكَ الْمَكَانَ وَاتَّجَهَ اِلَى مَكَانٍ آخَر؟ فَحِينَمَا تَسْمَعُ اَخِي مِنَ الْمُنْشِدِ قَوْلَهُ رَمَضَانُ وَلَّى؟ فَلَيْسَ الْمَقْصُودُ اَنَّ رَمَضَانَ قَدْ هَرَب؟ وَاِنَّمَا الْمَقْصُودُ اَنَّ رَمَضَانَ فَارَقَنَا وَاتَّجَهَ اِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلّ؟ كَمَا نَحْنُ فَارَقْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فِي اتِّجَاهِنَا وَاَخَذْنَا نَتَّجِهُ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اَحْيَاناً قَدْ تَحْمِلُ عِدَّةَ مَعَانِي؟ وَهَذَا مَايُسَمَّى بِالْمُشْتَرَكِ اللَّفْظِي؟ بِمَعْنَى اَنَّ عِدَّةَ مَعَانِي مُخْتَلِفَة تَشْتَرِكُ فِي لَفْظَةٍ وَاحِدَة؟ وَهَذَا سَبَبٌ مِنْ اَهَمِّ الْاَسْبَابِ الَّتِي جَعَلَتِ الْفُقَهَاءَ يَخْتَلِفُونَ فِي بَعْضِ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة؟ كَقَوْلِ اللهِ سُبْحَانَهُ مَثَلاً{ثَلَاثَةَ قُرُوء(فَهُنَا كَلِمَةُ قُرُوء تَحْتَمِلُ الْمَعْنَى وَضِدَّه؟ فَقَدْ يَاْتِي الْقُرُوءُ بِمَعْنَى ثَلَاثِ حَيْضَات؟ وَقَدْ يَاْتِي بِمَعْنَى مُعَاكِسٍ لِلْحَيْضَاتِ وَهُوَ ثَلَاثَةُ اَطْهَار؟ وَكَذَلِكَ اَخِي بِالنِّسْبَةِ لِكَلِمَةِ عَزَّرُوهُ مِنَ التَّعْزِير؟ فَقَدْ تَاْتِي بِمَعْنَى اَيَّدُوهُ وَدَعَمُوهُ وَنَصَرُوهُ وَقَوُّوه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي اُنْزِلَ مَعَهُ{لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَاَصِيلَا(وَقَدْ تَاْتِي كَلِمَةُ تَعْزِيرٍ بِمَعْنَى آخَرَ مُخَالِفٍ وَهُوَ التَّوْبِيخ؟ نَقُولُ مَثَلاً عُقُوبَةٌ تَعْزِيرِيَّة وَهُوَ مَادُونَ الْحَدّ؟ نَعَمْ اَخِي فَاللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ اِذاً فِيهَا مَايُسَمَّى بِالْمُشْتَرَكِ اللَّفْظِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَقَطْ تَدُلُّ عَلَى عِدَّةِ مَعَانِي؟ فَمَثَلاً كَلِمَةُ عَيْن؟ قَدْ تُطْلَقُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى هَذِهِ الْجَارِحَةِ الْمَعْرُوفَةِ فِي وُجُوهِنَا وَنَقُولُ مَثَلاً رَاَيْتُ بِعَيْنِي؟ وَقَدْ تُطْلَقُ الْعَيْنُ اَيْضاً عَلَى ذَاتِ الشَّيْء نَقُولُ مَثَلاً جَاءَ زَيْدٌ عَيْنُهُ اَوْ بِعَيْنِهِ بِمَعْنَى جَاءَ زَيْدٌ ذَاتُهُ اَوْ بِذَاتِهِ؟ وَقَدْ تُطْلَقُ كَلِمَةُ عَيْنٍ عَلَى الْجَاسُوس نَقُولُ مَثَلاً بَعَثَ الْعَدُوُّ بِعُيُونِهِ أيْ بِجَوَاسِيسِهِ؟ وَقَدْ تُطْلَقُ كَلِمَةُ عَيْنٍ عَلَى النَّبْعِ نَقُولُ مَثَلاً شَرِبْتُ مِنَ الْعَيْنِ بِمَعْنَى نَبْعِ الْمَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاهَذِهِ الْمَتَاهَة اللُّغَوِيَّة؟ وَكَيْفَ سَاُحَدِّدُ الْمَعْنَى؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَلْقَرِينَةُ هِيَ الَّتِي تُحَدِّدُ الْمَعْنَى؟ وَالْقَرِينَةُ مِنْ قَرَنَ بِمَعْنَى جَمَعَ؟ فَهَلْ يَجْتَمِعُ فِي عَقْلِكَ اَخِي اَنَّ زَيْداً جَاءَ بِعَيْنِهِ بِمَعْنَى مَشَى بِعَيْنِه؟ وَهَلِ الْعَيْنُ اَدَاةٌ لِلْمَشْيِ اَمْ اَدَاةٌ لِلرُّؤْيَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي كَانَ لَابُدَّ اَنْ يَنْصَرِفَ ذِهْنُكَ اِلَى اَنَّ الْمَقْصُودَ بِالْعَيْنِ هُنَا هُوَ مَعْنَاهَا الْمَجَازِي وَهُوَ الذَّات وَلَيْسَ مَعْنَاهَا الْحَقِيقِي وَهُوَ الْعَيْن؟ وَالْمَعْنَى جَاءَ زَيْدٌ بِعَيْنِهِ أيْ بِذَاتِهِ؟ وَلِذَلِكَ اَخِي كَانَ لَابُدَّ لِلْعَيْنِ اَنْ تَنْصَرِفَ اِلَى ذِهْنِكَ وَتَسْتَقِرَّ فِيهِ بِمَعْنَاهَا الْمَجَازِي وَهُوَ الذَّات؟ وَكَانَ لَابُدَّ لِلْعَيْنِ اَنْ تَنْصَرِفَ عَنْ ذِهْنِكَ وَتَخْرُجَ مِنْهُ بِمَعْنَاهَا الْحَقِيقِي وَهُوَ الْجَارِحَةُ الْمَعْرُوفَةُ فِي الْوَجْه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَنَّ مِنْ اَسْبَابِ اخْتِلَافِ اَئِمَّةِ الْفِقْهِ فِي أيِّ حُكْمٍ شَرْعِيّ هُوَ اخْتِلَافُهُمْ اَيْضاً فِي فِقْهِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ لِاَنَّ الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ تَحْتَمِلُ عِدَّةَ مَعَانِي؟ وَكُلُّ مَعْنَى يَخْتَلِفُ عَنِ الْآخَر؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْمُسْتَشْرِقِينَ حِينَمَا يَطْعَنُونَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؟ فَاِمَّا اَنْ يَكُونَ طَعْنُهُمْ عَنْ عَمْدٍ؟ وَاِمَّا اَنْ يَكُونَ عَنْ جَهْلٍ؟ وَقَدْ يَكُونُ عَنْ جَهْلٍ؟ لِاَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ لِلْكَلِمَةِ الْعَرَبِيَّةِ اِلَّا مَعْنَى وَاحِد؟ بَلْ لَايُرِيدُونَ اَنْ يَفْهَمُوا مِنْ أيِّ كَلِمَةٍ عَرَبِيَّةٍ اِلَّا مَعْنَى وَاحِد؟ وَلَكِنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ فَهُمْ خُبَثَاء؟ لِاَنَّهُمْ تَعَوَّدُوا فِي لُغَاتِهِمْ الْاَجْنَبِيَّةِ اَلَّا يَقْتَصِرُوا عَلَى الْمَعْنَى الْوَاحِدِ لِلْكَلِمَةِ الْوَاحِدَة؟ وَلَكِنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يُظْهِرُوا الْاِسْلَامَ لِلْعَالَمِ كُلّهِ عَلَى صُورَةِ الْاُفُقِ الضَّيِّقِ وَالتَّفْكِيرِ الضَّيِّقِ الْمُنْغَلِقِ غَيْرِ الْمُنْفَتِح وَالَّذِي لَايَحْتَمِلُ اِلَّا رَاْياً وَاحِداً وَمَعْنىً وَاحِداً؟ لِاَنَّ الْخُبَثَاءَ يُدْرِكُونَ جَيِّداً اَنَّ الْاِسْلَامَ دِينٌ اِنْسَانِيٌّ عَالَمِيٌّ جَاءَ مِنْ اَجْلِ النَّاسِ جَمِيعاً وَلَايُمْكِنُهُ اَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى الرَّاْيِ الْوَاحِدِ وَالْمَعْنَى الْوَاحِدِ فِي مُخَاطَبَةِ النَّاسِ جَمِيعاً عَلَى اخْتِلَافِ اتِّجَاهَاتِهِمُ الْفِكْرِيَّةِ وَعُقُولِهِمْ وَمَدَارِكِهِمْ؟ وَالْاَخْبَثُ مِنْ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً؟ بَلْ هُمْ اَحْقَرُ النَّاسِ عَلَى الْاِطْلَاقِ؟ وَهُمْ قَوْمِي الْعَلِوِيِّين؟ لِاَنَّهُمْ يَقْرَؤُونَ قَوْلَ الْاِمَامِ عَلِيّ فِي كُتُبِهِمْ عَنِ الْقُرْآنِ اَنَّهُ حَمَّالُ اَوْجُه؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ تَحْتَمِلُ عِدَّةَ اَوْجُهٍ مِنَ الْمَعَانِي؟ وَتَحْتَمِلُ الْوَجْهَ وَالْوَجْهَ الْآخَرَ الْمُخَالِف؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَايُرِيدُونَ الْاِسْلَام؟ لِاَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ الْاِسْلَامَ دِينٌ مُنْفَتِحٌ عَلَى النَّاسِ جَمِيعاً اَسْيَاداً وَعَبِيداً؟ وَلِكنَّهُمْ يُرِيدُونَ مِنَ النَّاسِ اَنْ يَكُونُوا عَبِيداً لَهُمْ وَلِخِنْزِيرِهِمْ بَشَّار وَهُمْ وَحْدُهُمُ الْاَسْيَاد؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ النَّاسَ جَمِيعاً يَنْبَغِي عَلَيْهِمْ اَنْ يَكُونَ مُسْتَوَاهُمْ مِنْ مُسْتَوَى حِذَاءِ الْوَطَن وَحِذَاءِ قَائِدِهِ بَشَّار كَمَا سَمِعْتُ مِنْ اِحْدَى الْعَاهِرَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَنْبَحُ كَالْكَلْبَةِ الْمَسْعُورَةِ الْمَمْحُونَة فِي مَهْرَجَانِ الطُّيُورِ الْفِينِيقِيَّةِ فِي مُحَافَظَةِ طَرْطُوس؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنِّي هَمَمْتُ اَنْ اَخْلَعَ الْحِذَاءَ مِنْ رِجْلِي وَاَنْهَالَ بِهِ ضَرْباً عَلَى الْقَحْبَةِ الْعَاهِرَةِ وَصُوَرِ كَلْبِهَا بَشَّار؟ لَوْلَا اَنْ تَمَالَكْتُ نَفْسِي؟ وَلِهَذَا اَخِي فَاِنَّ النَّاسَ فِعْلاً لَايُرِيدُونَ اِلَّا الْمَعْنَى الْوَاحِد؟ وَهَذَا فِيهِ مِنَ الْخُطُورَةِ مَافِيه؟ بَلْ هُوَ خَطِرٌ جِدّاً؟ بَلْ هُوَ الْاَخْطَرُ عَلَى الْاِطْلَاق؟ فَقَدْ كُنْتُ جَالِسَةً مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ فِي جُنَيْنَةٍ اَوْ حَدِيقَةٍ صَغِيرَةٍ فِي مَنْزِلِي؟ فَاَطَلَّتْ عَلَيَّ جَارَتِي مِنْ نَافِذَةِ بَيْتِهَا قَائِلَةً؟ اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ جَارَتِي؟ مَا شَاءَ اللهُ عَلَى هَذَا الْوَرْدِ الْجَمِيل ِوَالْفُلِّ وَالْيَاسَمِينِ وَالرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي تَفُوحُ مِنْ بَيْتِكِ؟ لَكِنْ لَفَتَ نَظَرِي هَذَا الزُّهْرُ مِمَّا يُسَمَّى زَهْرَ الْفِتْنَة؟ لِمَاذَا تَزْرَعِينَهُ فِي بَيْتِكِ؟ عَلَيْكِ اَنْ تَنْزِعِيهِ فَوْراً وَتَقْطَعِي شَجَرَةَ الْفِتْنَةِ وَتُبْعِدِي خَطَرَهَا عَنْ حَدِيقَةِ بَيْتِكِ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَالْفِتْنَةُ اَشَدُّ مِنَ الْقَتْل(فَقُلْتُ لَهَا؟ سُبْحَانَ الله؟ اِنَّ الْاَوْلَادَ فِتْنَة؟ وَاِنَّ الْاَمْوَالَ اَيْضاً فِتْنَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاعْلَمُوا اَنَّمَا اَمْوَالُكُمْ وَاَوْلَادُكُمْ فِتْنَة(بِمَعْنَى ابْتِلَاءٌ وَاخْتِبَارٌ وَامْتِحَان؟ فَاِذَا كُنْتِ لَاتُرِيدِينَ لِهَذَا الْمَعْنَى اَنْ يَنْصَرِفَ اِلَى ذِهْنِكِ؟ فَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ نَقْتُلَ الْاَوْلَادَ وَنُحْرِقَ الْاَمْوَالَ وَنَنْزِعَهَا مِنْ حَيَاتِنَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ عَنْهَا اِنَّهَا فِتْنَة؟ لِمَاذَا لَا تُرِيدِينَ الْفِتْنَةَ الَّتِي اَشَرْتِ اِلَيْهَا بِمَعْنَى صَدِّ النَّاسِ عَنْ دِينِ اللهِ وَتَعْذِيبِهِمْ اَوْ اِحْرَاقِهِمْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَكْفُرُوا بِدِينِ اللهِ وَيَتْرُكُوهُ كَمَا فَعَلَ اَصْحَابُ الْاُخْدُود؟ اَوْ بِمَعْنَى جَرِيمَةِ الشِّرْكِ الْاَشَدِّ مِنْ جَرِيمَةِ الْقَتْل؟ اَوْ بِمَعْنَى الْوَقِيعَةِ وَالنَّمِيمَةِ بَيْنَ النَّاس؟ لِمَاذَا لَاتُرِيدِينَ فِتْنَةَ الْاَمْوَالِ وَالْاَوْلَادِ هُنَا بِمَعْنَى اخْتِبَارَ الْآبَاءِ وَامْتِحَانَهُمْ بِهَا؟ لِمَاذَا لَاتُرِيدِينَ اَنْ تَفْهَمِي مِنَ الْفِتْنَةِ اِلَّا مَعْنىً وَاحِداً اَشَدَّ مِنْ مَعْنَى الْقَتْلِ الَّذِي يَطَالُ الْمُجْرِمِينَ وَالْاَبْرِيَاءَ مَعاً؟ ثُمَّ مَنْ قَالَ لَكِ اَنَّهُ يَجُوزُ اَنْ تَقْتُلِي الْمُشْرِكَ اِذَا كَانَ مُسَالِماً حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ جَرِيمَةُ اِشْرَاكِهِ بِاللهِ اَشَدَّ مِنْ جَرِيمَةِ الْقَتْل؟ بَلْ يَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَتَزَوَّجَ مِنْ مُشْرِكَةٍ كِتَابِيَّةٍ مُسَالِمَةٍ حَتَّى وَلَوْ بَقِيَتْ عَلَى دِينِهَا؟ ثُمَّ مَنْ قَالَ لَكِ اَنَّهُ يَجُوزُ قَتْلُ النَّمَّامِ اَوِ الَّذِي يَسْعَى مِنْ اَجْلِ الْوَقِيعَةِ بَيْنَ النَّاس؟ اَمَا عَلِمْتِ اَنَّهُ لَايَجُوزُ الْقَتْلُ اِلَّا فِي حَالَاتٍ ثَلَاث؟ اَلنَّفْسُ بِالنَّفْسِ اِلَّا اِذَا عَفَا اَهْلُ الْقَتِيلِ اَوْ رَضُوا بِالدِّيَة؟ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي الْمُتَزَوِّجُ الَّذِي يَخُونُ زَوْجَتَهُ اَوِ الَّتِي تَخُونُ زَوْجَهَا وَيَسْتَحِقَّان ِعُقُوبَةَ الرَّجْمِ حَتَّى الْمَوْتِ بِالشُّرُوطِ الْمَعْرُوفَة؟ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ بَعْدَ اَنْ يُسْتَتَابَ مُطَوَّلاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ قَدْ تَاْتِي الْفِتْنَةُ بِمَعْنَى الصَّدِّ عَنْ دِينِ اللهِ بِمُخْتَلَفِ وَسَائِلِ الْاِرْهَابِ الْجَسَدِيِّ وَالْمَادِّيِّ وَالْفِكْرِيِّ الْمَسْمُومِ الْمَغْشُوشِ الَّذِي يَحْتَاجُ اِلَى غَسِيلِ دِمَاغٍ اِسْلَامِيٍّ طَوِيلٍ حَتَّى يَعُودَ صَاحِبُهُ اِلَى جَادَةِ الصَّوَاب؟ وَقَدْ تَاْتِي الْفِتْنَةُ بِمَعْنَى الشِّرْكِ؟ وَقَدْ تَاْتِي بِمَعْنَى النَّمِيمَةِ وَالْوَقِيعَة؟ وَقَدْ تَاْتِي الْفِتْنَةُ بِمَعْنَى تَخْلِيصِ الشَّيْءِ مِنَ الشَّوَائِبِ؟ نَقُولُ مَثَلاً فَتَنْتُ الذَّهَبَ عَلَى النَّار بِمَعْنَى خَلَّصْتُهُ مِنَ الشَّوَائِب؟ اَللَّهُمَّ فَقّهْنَا فِي دِينِنَا وَفِي لُغَتِنَا؟ وَيَسِّرْ اَمْرَنَا؟ وَاكْشِفْ غَمَّنَا؟ وَاَزِلْ عُسْرَنَا يَارَبَّ الْعَالَمِين؟اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْم ِالدِّين؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ آلَاء؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين




رحيق مختوم غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوقف هدردماءاهل السنه يامسلمين في ايران المجوسيه الرافضية الصفوية ؟؟ ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 10 29-04-2015 06:44 PM
فتاوى سماحة الامام العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الحج المناضل السليماني مجلس الإسلام والحياة 2 02-11-2011 07:29 PM
بعض كبار الصوفية الذين هداهم الله للعقيدة السنية بن خرصان فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 4 31-01-2009 12:02 PM
عجيب .. غريب .. حتى شركة مايكروسوفت عجزة فيها .. جرب وانت الحكم ابن سابره المجلس الـــــعــــــــام 18 01-03-2007 08:05 PM


الساعة الآن 04:11 AM

سناب المشاهير