اللعبه المعمّره( الدومينو)
.
.
.
.
يقال كثيرا أن التاريخ يعيد نفسه..ولكن القليل من الطلاب من يعييه!!
ان الوقائع تتشابه..الى أبعد حد حتى في التفاصيل الصغيره كالتجاعيد!!..
والمترادفات وإن أستوعبتها اللغات لا تدل الا على أنها مجرد مشتقات لكلمه واحده في الأصل!!
فلو عدنا الى بداية تكوين اللغات لوجدتها بضع كلمات لا تكاد تملأ ورقه واحده..
حتى في مايدور حولنا في الطبيعه من أمراض وأوبئه وميكروبات..
ماهي هي الا نفسها منذ ملايين السنين فقط تعود ببعض التأنق !!
للتتعايش مع تأنق الإنسان لمجابهتها..
.
.
لقد تعلمنا ان الأطوار المتشابهه تتكاثر بسرعه وتتلاشى بسرعه..فقط!!
لأنها تتقتتات على نفس الطعام وتخدمها نفس الظروف لتزدهر!!
وفي نفس الوقت تتلاشى لغياب القوت الأصيل وتغير الظروف الخادمه لرغدها..
ولنا في ما يحيط بنا من أجناس أمثله صارخه لإثبات قانوني الخاص..
فالديناصورات أنقرضت قبل 60 مليون سنه جميعا..
الجراد له دورة خاصه من الظهور والمنعه ومن ثم الموت الجماعي..
الظروف تصنع والظروف تهدم..
وجود الكثير من البشر الذين عندهم إستعداد للظلم والقمع والتواري.. يخلق ظروفا تتمخض عن ظلمه ومستبدين وقاهرين وجبابره..
وعلى العكس يوجد الصواب..
ومن خلال الأضداد..عرفنا كيف نصنف الأشياء!!
فلايمكن بأي شكل من الأشكال أن نتعرف على الشيء الا بنقيضه..
فلولا الشمعه لما عرفنا الظلام!!
وهنا ..
اخترت اللعبه المعمره والأكثر تعبيرا من وجهة نظري..
توجد في أحجار الدومينو( الضومنه) مثلا صارخا لما أعني!!
التشابه في الأطوال والأوزان والماده..
التشابه في المسافه بين بعضها البعض..
التشابه في ظروف السقوط والمناعه والاتجاه....
..
..
..
وما يحدث اليوم وأمس من تحركات شعبيه وهتافات مليونيه..
أبتداءا من تونس مرورا بمصر واتجاها غير محدد !!
( على حسب شروط احجار الدومينو لتستمر بالسقوط)دليلا قاطعا على أن التاريخ يعيد نفسه بنفسه وأن الدوره تتشابه فصولها ..
.
.(عندما قام اليهود برفض محاربة العماليق مع موسى وقالوا {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدونْ} عاقبهم الله بالتيه في الأرض 40 عاما!!
لم؟؟
ليتغير الجيل المتقاعس ويظهر جيل جديد !!
هذا الجيل هو من فتح بيت المقدس!!)
عفوا على الشطحه.!!
نعود.
خرج جيل تونس الجديد بعد مرور ما يقارب الاربعين عاما!!
وخرج جيل ارض الكنانه بعد مرور ما يقارب الاربعين عاما..
ذهب الجيل الذي خلق الظروف التي صنعت القهر والاستبداد والعلو في الأرض..
ظهور جيل كهذا ينبئ بعصر زاهر وخطوات متباعده الى الأمام..
...
سقط حجر زين العابدين..وتلاه حجر حسني مبارك..ولا أعلم من الحجر المترنح الذي سيسقط ويسقط شبيهه من بعده!!؟
أصبحت الحكومات العربيه تحاول أن تخفي التشابه وتتغير في المسافات وتبعد الأسباب والاتجاهات لسقوطها..
بعمل بعض الاصلاحات والتغييرات والوعود..
وكسر الظروف التي طالما تشدقت بها فهذه
سوريا ترفع المرتبات 500 %
وهذه الاردن تعدل في تصلح في حكومتها
وهذه البحرين تهب لمواطنيها 1000 دينار( 10 آلاف ريال)
وهذه ليبيا تخلق عشرا الألوف من الوظائف..
وهذه المملكه تحدث 140 الف وظيفه..
وتجعل حدا أدنى للرواتب بـ 4000 للسعودي..
كل ذلك..
ليتغير صفات الحجر ( فيزيائيا) ويستمر بالوقوف..
وأختم بقول الشاعر التونسي الشاب الراحل..
ابوالقاسم الشابي
اذا الشعب يوما أراد الحياة...فلابد أن يستجيب القدر
.
.
أسعد الله أيامكم.