الجهاد والارهاب


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

موضوع مغلق
قديم 30-12-2005, 12:55 PM
  #1
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي ارهاب الدولة

* واشار الى ان ارهاب الدولة من الارهاب المذموم شرعا ووضعا، ودينا وخلقا: ارهاب الدولة لمواطنيها، او لطائفة منهم يخالفونها في العرق او اللغة او الدين او المذهب او السياسة او غير ذلك، تستخدم قوتها المادية ـ بما تملك من عساكر وجنود ـ لقمع مخالفيها وقهرهم باخراس ألسنتهم، او ربما العمل على ابادتهم وتصفيتهم كليا او جزئيا. وهذا نموذج قديم حديث ـ عرفه التاريخ من قديم الزمان ـ ولا يزال قائما في واقع الناس الى اليوم. ولقد ذكر القرآن الكريم لنا منه (النموذج الفرعوني) الذي صب جام غضبه على بني اسرائيل، يريد ابادة ذكورهم ما استطاع، كما قال الله تعالى: «ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المفسدين» يقصد بهذه الطائفة: بني اسرائيل.
وقال انه وقد حفل عصرنا الحديث بصور شتى من ارهاب الدولة، ولا سيما في الاقطار التي حكمتها الشيوعية، وفرضت على اهلها فلسفة جديدة، ونظاما جديدا، وحياة جديدة، رفضها الناس في اول الامر وقاوموها، ولكن الدولة بحديدها ونارها وادواتها القمعية الجبارة: سحقت ارادة الناس، وألزمتهم ان يدخلوا جحورهم، وان يذعنوا لامرها، ويسلموا لقرارها، وحسبهم ان يقولوا: نعم او آمين.
هذا ما جرى في روسيا، وغيرها من بلاد الاتحاد السوفياتي، واوروبا الشرقية، وغيرها من البلاد الشيوعية، وقال رجل الثورة الشيوعية الاول لينين لماكسيم جوركي: «لا بأس بقتل ثلاثة ارباع العالم ليكون الربع الباقي شيوعيا!». وفي بلادنا العربية والاسلامية، قامت ثورات وانقلابات استولت على الحكم في اكثر من بلد، فقهرت اهله واذلتهم، حتى يستسلموا طوعا او كرها، حتى قتل في مدينة واحدة ـ على ايدي السلطة الحاكمة ـ ما يقدر بثلاثين الفا، حتى ان بعض البلاد ليقدر من قتل من المعارضين فيها بالملايين. وقد سهل على دولة الارهاب ما تقوم به من ارهاب الدولة: انهم فصلوا بين السياسة والاخلاق، كما فصلوا بين الحرب والاخلاق، وبين الاقتصاد والاخلاق، واعتنقوا هذه النظرية الشيطانية (الغاية تبرر الوسيلة)، هذا مع ان غايتهم من جنس وسيلتهم، مرفوضة اخلاقيا.
واوضح ان ابرز دولة قامت على الارهاب من اول يوم: هي دولة الكيان الصهيوني المسماة (اسرائيل)، اذ لم يكن هناك وجود لبني صهيون في المنطقة قبل ان تقوم بنصف قرن واحد، كما تدل على ذلك الوثائق والارقام والاحصاءات المستيقنة والثابتة، والتي لا يختلف فيها اثنان. ولكنها ـ بواسطة عصابات الارهاب الاجرامية الشهيرة: الهاجاناه وغيرها، وعن طريق المذابح الرهيبة التي صنعتها في دير ياسين وغيرها من قرى فلسطين، مما لم ير له العالم نظيرا ـ استطاعت ان تخرج الفلسطينيين من ديارهم مكرهين، وان تشردهم في الآفاق، وان تسكن الارض من بعدهم، وتقيم دولتها على انقاضهم.
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-2005, 01:03 PM
  #2
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي الإرهاب الدولي

* اما عن الارهاب الدولي، فقال الدكتور القرضاوي:
ـ قد رأينا في عصرنا لونا من الارهاب، اشد خطرا من كل انواع الارهاب المذكورة، وهو ما يمكن ان نسميه (الارهاب الدولي)، لانه يتم على مستوى العالم كله، والدول جميعا. وهو الارهاب الذي تمارسه اميركا اليوم على دول العالم في الشرق والغرب، فهي تريد ان تكره العالم كله على السير في ركابها، والدوران في فلك سياستها، يعادي الجميع من عادت، ويوالون من والت، يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت. والعجيب انها تمارس هذا النوع من الارهاب المكشوف بدعوى الحرب على الارهاب. وما الارهاب؟ انه ما تراه اميركا ارهابا. ولا خيار لدولة من الدول، ولا لشعب من الشعوب: ان يقف على الحياد، او يعتزل المعركة كلها ويجلس في بيته. فالشعار الذي رفعته اميركا والزمت فيه العالم اجمع: «من ليس معنا فهو مع الارهاب». حتى لم تقل: من ليس معنا فهو علينا، بل جعلت من لم يكن معها، فهو في صف الارهابيين، يجب ان يحارب كما يحاربون.
* الإرهاب السياسي
* واضاف ان اشهر انواع الارهاب: هو ما يمكن ان نسميه «الارهاب السياسي» وهو الارهاب في مواجهة الانظمة السياسية الحاكمة. وهو: كل عمل من اعمال العنف موجه الى السلطة او احد رجالها او مؤسساتها، بقصد الضغط عليها لتحقيق مطلب معين، كفك اسرى، او الافراج عن مسجونين، او الجلاء عن ارض محتلة، او دفع فدية، او غير ذلك من المطالب. وهذا النوع من انواع الارهاب يختلف حكمه باختلاف هدفه ووسيلته، فقد يكون الهدف مشروعا، والوسيلة مشروعة. وقد يكون الهدف مشروعا، والوسيلة غير مشروعة. وقد يكون الهدف غير مشروع، والوسيلة غير مشروعة.
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-2005, 01:07 PM
  #3
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي الإرهاب المشروع

* ويتطرق الدكتور القرضاوي في بحثه الى الارهاب المشروع قائلا: ففي الحالة الاولى ـ مشروعية الهدف والوسيلة معا ـ لا يكون هذا من الارهاب المحظور، بل لا ينبغي ان يعد هذا من الارهاب مطلقا. فمما لا خلاف عليه: ان المقاومة الوطنية للغازي المحتل، امر مشروع لاهل الدار، لا ينكره شرع سماوي، ولا قانون وضعي، ولا ميثاق دولي، ولا اعتبار اخلاقي. واضاف انه من الارهاب المشروع اعداد المستطاع من القوة ومن رباط الخيل، ويدخل في ذلك القوة البشرية المدربة، والقوة المادية باعداد السلاح المتطور، واعداد المركبات والآليات اللازمة لاستخدام السلاح وتفعيله، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بـ«رباط الخيل». وخيل عصرنا هي: الدبابات والمصفحات وسائر المركبات البرية والبحرية والجوية، فهذه هي التي (تركب) في عصرنا، ويقاتل عليها، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-2005, 01:09 PM
  #4
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي * الارهاب غير المشروع

* اما الارهاب غير المشروع فهو انواع: منه ما لا يكون الهدف والوسيلة فيه مشروعين، مثل ما يقوم به تجار المخدرات من عمليات ومقاومات، يقتلون فيها ابرياء وآمنين، لحماية تجارتهم وملياراتهم، التي يدمرون بها صحة البشر، وعقول البشر، وامن البشر، وحياة البشر. ومثل ذلك: ما تفعله جماعات (المافيا) في اوروبا وغيرها من اختطاف بعض الناس، قضاة ومحلفين وزعماء وصحافيين، لارهابهم، وليفرضوا مطالب خاصة بهم مثل الافراج عن بعض مجرميهم، او نحو ذلك مما لا يشك في عدم مشروعيته، فهؤلاء اهدافهم ووسائلهم غير مشروعة جميعا. وقال الدكتور القرضاوي ان من الارهاب غير المشروع: ان يكون الهدف مشروعا والوسيلة غير مشروعة، مثل خطف الطائرات، بركابها المدنيين الذين لم يقترفوا جرما ولم يكسبوا اثما، وليس بينهم وبين الخاطفين اي قضية او مشكلة. فهم لا يعرفونهم اصلا، ولا يدرون من هم، وانما اوقعهم قدرهم وسوء حظهم في شباكهم، وجعلهم تحت رحمتهم، يهددون بهم آخرين من خصومهم: اما ان يحققوا لهم مطالبهم، واما ان يفجروا الطائرة بمن فيها، او يقتلوا بعض من فيها واحدا بعد الآخر، ليرى خصومهم انهم جادون في ما يقولون، ولا يتورعون عن تنفيذ ما هددوا به. والاصل الشرعي اليقيني: الا تزر وازرة وزر اخرى، مشيرا الى انه كان قد اصدر منذ نحو سبعة عشر عاما فتوى «تحريم خطف الطائرات» بعد حادث خطف الطائرة الكويتية الشهير. ومثل ذلك: خطف الرهائن واحتجازهم، والتهديد بقتلهم، اذا لم يستجب لمطالبهم. ومثل ذلك: قتل السياح، كما في حادث «مذبحة الاقصر» في صعيد مصر، وما حدث من قريب في جزيرة بالي في اندونيسيا. فهذه الاعمال كلها ارهاب غير مشروع، لان الوسيلة فيها غير مشروعة، لانها تقوم على تعذيب اناس ابرياء بذنوب غيرهم، والقاعدة الشرعية المتفق عليها: ان لا تزر وزارة وزر اخرى، وهذا اذا افترضنا ان الهدف نفسه مشروع على ما يدعيه هؤلاء.
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-2005, 01:19 PM
  #5
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي العمليات «الاستشهادية»

* واثار الدكتور القرضاوي في بحثه مجددا ما سبق ان افتى بها الخاص بجواز القيام بالعمليات الفدائية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، اذ قال اما العمليات «الاستشهادية» التي تقوم بها فصائل المقاومة الفلسطينية لمقاومة الاحتلال الصهيوني، فهي لا تدخل في دائرة الارهاب المجرّم والمحظور بحال من الاحوال، وان كان من ضحاياها بعض المدنيين، وذلك لعدة اسباب:
اولا: ان المجتمع الاسرائيلي ـ بحكم تكوينه الاستعماري الاستيطاني الاحلالي العنصري الاغتصابي ـ مجتمع عسكري لحما ودما، مجتمع عسكري كله، اي ان كل من جاوز سن الطفولة منه، من رجل أو امرأة، مجند في جيش اسرائيل، كل اسرائيلي جندي في الجيش، اما بالفعل، واما بالقوة، اي هو جندي احتياط، يمكن ان يستدعى في اي وقت للحرب. وهذه حقيقة ماثلة للعيان، وليست مجرد دعوى تحتاج الى برهان. وهؤلاء الذين يسمونهم (مدنيين) هم في حقيقة امرهم (عساكر) في جيش بني صهيون بالفعل او القوة.
ثانيا: ان المجتمع الاسرائيلي له خصوصية تميزه عن غيره من سائر المجتمعات البشرية، فهو ـ بالنسبة لاهل فلسطين ـ (مجتمع غزاة) قدموا من خارج المنطقة ـ من روسيا او من اميركا، او من اوروبا او من بلاد الشرق ـ ليحتلوا وطنا ليس لهم، ويطردوا شعبه منه، اي ليحتلوا فلسطين ويستعمروها، ويطردوا اهلها، ويخرجوهم من ديارهم بالارهاب المسلح، ويشتتوهم في آفاق الارض، ويحلو محلهم في ديارهم، واموالهم. ومن حق المغزو ان يحارب غزاته بكل ما يستطيع من وسائل، ليخرجهم من داره، ويردهم الى ديارهم التي جاءوا منها، ولا عليه ان يصيب دفاعه رجالهم او نساءهم، كبارهم او صغارهم، فهذا الجهاد (جهاد اضطرار) كما يسميه الفقهاء لا جهاد اختيار، جهاد دفع لا جهاد طلب. ومن سقط من الاطفال الابرياء فليس مقصودا، انما سقط تبعا لا قصدا، ولضرورة الحرب.
ومرور الزمن لا يسقط عن الصهاينة: صفة الغزاة المحتلين المستثمرين، فان مضي السنين لا يغير الحقائق، ولا يحل الحرام، ولا يبرر الجريمة، ولا يعطي الاغتصاب صيغة الملكية المشروعة بحال. فهؤلاء الذين يسمون (المدنيين) لم يفارقهم وصفهم الحقيقي: وصف الغزاة البغاة الطغاة الظالمين. (الا لعنة الله على الظالمين).
ثالثا: يؤكد هذا ان الشريعة الاسلامية ـ التي هي مرجعنا الاوحد في شؤوننا كلها ـ تصف غير المسلمين بأحد وصفين لا ثالث لهما، وهما: مسالم ومحارب. فأما المسالم، فالمطلوب منا ان نبره ونقسط اليه، واما المحارب فالمطلوب منا ان نحاربه، ونقابل عدوانه بمثله. كما قال تعالى: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين. واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل، ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه. فان قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين الله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين). وهؤلاء هم الذين يسميهم الفقهاء (الحربيين). ولهم في الفقه احكامهم الخاصة بهم. ومن المقرر شرعا: ان (الحربي) لم يعد معصوم الدم والمال، فقد اسقط بحربه وعدوانه على المسلمين عصمة دمه وماله.
رابعا: يؤكد ذلك ان فقهاء المسلمين: اتفقوا ـ او اتفق جمهورهم ـ على جواز قتل المسلمين اذا تترس بهم الجيش المهاجم للمسلمين، اي اتخذ العدو منهم تروسا ودروعا بشرية يحتمي بها، ويضعها في المقدمة، ليكونوا اول من نصيبهم بنيران المسلمين او سهامهم وحرابهم، فأجاز الفقهاء للمسلمين المدافعين ان يقتلوا هؤلاء المسلمين الابرياء، الذين اكرهوا على ان يوضعوا في مقدمة جيش عدوهم ـ لانهم اسرى عنده او اقلية ضعيفة، او غير ذلك ـ اذ لم يكن لهم بد من ذلك، والا دخل عليهم الجيش الغازي، واهلك حرثهم ونسلهم. فكان لا بد من التضحية بالبعض، مقابل المحافظة على الكل، وهو من باب (فقه الموازنات) بين المصالح والمفاسد بعضها وبعض. فاذا جاز قتل المسلمين الابرياء المكرهين للحفاظ على جماعة المسلمين الكبرى، فان يجوز قتل غير المسلمين، لتحرير ارض المسلمين من محتليها الظالمين: احق واولى.
خامسا: ان الحرب المعاصرة تجند المجتمع كله، بكل فئاته وطوائفه، ليشارك في الحرب، ويساعد على استمرارها، وامدادها بالوقود اللازم من الطاقات المادية والبشرية، حتى تنتصر الدولة المحاربة على عدوها. وكل مواطن في المجتمع عليه دور يؤديه في امداد المعركة، وهو في مكانه، فالجبهة الداخلية كلها ـ بما فيها من حرفيين وعمال وصناع ـ تقف وراء الجيش المحارب، وان لم تحمل السلاح. ولذا يقول الخبراء: ان الكيان الصهيوني في الحقيقة (اسرائيل) كله جيش.
سادسا: ان الاحكام نوعان: احكام في حالة السعة والاختيار، واحكام في حالة الضيق والاضطرار، والمسلم يجوز له في حالة الاضطرار ما لا يجوز له في حالة الاختيار، ولهذا حرم الله تعالى في كتابه في اربع آيات: الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله، ثم قال: «فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم). ومن هنا اخذ الفقهاء قاعدة: الضرورات تبيح المحظورات، واخوتنا في فلسطين في حالة ضرورة لا شك فيها، بل هي ضرورة ماسة وقاهرة، للقيام بهذه العمليات الاستشهادية، لاقلاق اعدائهم وغاصبي ارضهم، وبث الرعب في قلوبهم، حتى لا يهنأ لهم عيش، ولا يقر لهم قرار، فيعزموا على الرحيل، ويعودون من حيث جاءوا. ولولا ذلك لكان عليهم ان يستسلموا لما تفرضه عليهم الدولة الصهيونية من مذلة وهوان يفقدهم كل شيء، ولا تكاد تعطيهم شيئا.
اعطوهم عشر معشار ما لدى اسرائيل من دبابات ومجنزرات، وصواريخ وطائرات، وسفن وآليات، ليقاتلوا بها. وسيدعون حينئذ هذه العمليات الاستشهادية. والا فليس من سلاح يؤدي خصمهم، ويقض مضجعهم، ويحرمهم لذة الامن وشعور الاستقرار، الا هذه (القنابل البشرية): ان (يقَنْبل) الفتى او الفتاة نفسه، ويفجرها في عدوه. فهذا هو السلاح الذي لا يستطيع عدوه ـ وان امدته اميركا بالمليارات وبأقوى الاسلحة ـ ان يملكه، فهو سلاح متفرد، ملكه الله تعالى لاهل الايمان وحدهم، وهو لون من العدل الالهي في الارض لا يدركه الا اولوا الابصار. فهو سلاح الضعيف المغلوب في مواجهة القوي المتجبر «وما يعلم جنود ربك الا هو».
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً  
قديم 30-12-2005, 01:23 PM
  #6
الدكتور أحمد باذيب
عضو
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 36
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
افتراضي الرد على شبهات المعارضين

* واورد الدكتور القرضاوي في بحثه هذا رده على شبهات المعارضين، اذ قال ان الذين يعارضون العمليات الاستشهادية يعارضونها لشبهات ثلاث:
1 ـ انها تدخل في (الانتحار) اي قتل النفس، والقائها في التهلكة، والانتحار من اكبر المحرمات في الاسلام.
2 ـ انها كثيرا ما تصيب المدنيين الذين لا يحاربون من النساء والاطفال، وهؤلاء يحرم قتلهم في الاسلام، حتى في حرب المواجهة في الجيوش، وحتى الرجال الذين يُقتلون هم من المدنيين الذين لا يحملون السلاح.
3 ـ انها ادت الى الحاق الاذى والضرر بالفلسطينيين، بسبب عمليات الانتقام الفظيعة التي تقوم بها دولة الكيان الصهيوني (اسرائيل) من قتل وتدمير واحراق واستباحة للمحرمات. فلو كانت هي مشروعة اصلا لاصبحت محظورة بنتائجها وآثارها. والنظر الى (مآلات الافعال) مطلوب شرعا.
فأما الذين يعارضون العمليات الاستشهادية بانها نوع من (الانتحار) او (قتل النفس) فهم جد مخطئين، فان الهدف مختلف تماما بين (الاستشهادي وبين المنتحر) من ناحية اخرى: من يحلل نفسية (الاستشهادي) ونفسية (المنتحر) يجد بينهما بونا شاسعا. فالمنتحر يقتل نفسه من اجل نفسه، لفشله في صفقة او في حب او في امتحان، او غير ذلك، فضعف عن مواجهة الموقف، فقرر الهرب من الحياة بالموت. اما الاستشهادي، فهو لا ينظر الى نفسه، انما يضحي من اجل قضية كبيرة، تهون في سبيلها كل التضحيات، فهو يبيع نفسه لله، ليشتري بها الجنة، وقد قال تعالى: «ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة». فاذا كان المنتحر يموت فارا منسحبا، فان الاستشهادي يموت مقداما مهاجما. واذا كان المنتحر لا غاية له الا الفرار من المواجهة، فان الاستشهادي له غاية واضحة، هي تحقيق مرضاة الله تعالى، كما قال تعالى: «ومن الناس من يشري نفسه (اي يبيعها) ابتغاء مرضاة الله، والله رؤوف بالعباد».
اما شبهة اصابة المدنيين من النساء والشيوخ والاطفال والموظفين والعمال وغيرهم من طبقات المجتمع المدني، ممن لا يحملون السلاح. فقد رددنا على هذه الشبهة بما يبطلها فيما مضى، وان المجتمع الاسرائيلي مجتمع عسكري كله، وانه مجتمع من الغزاة.. الخ، فليراجع ما كتبناه.
وبالنسبة للاطفال، نرى الاستشهاديين لا يتعمدون قتل الاطفال، ولا يقصدون ذلك اصلا، ولكن هذا يأتي تبعا، وبحكم الضرورة التي لا يمكن تخطيها.
واما شبهة الاضرار بالفلسطينيين، وانها عادت عليهم بالقتل والتدمير والاحراق، بسبب عمليات الانتقام الصهيونية، فان ذراع اسرائيل اطول، وقدرتها على الانتقام اقوى، وهي تكيل بالصاع صاعين، بل عشرة اصوع.
فنجيب بما يلي: اولا: ان اسرائيل كانت دائما هي البادئة بالشر والاذى، والمقاومة هي التي تحاول ان ترد وتدافع عن نفسها، وهذا واضح وضوح الشمس لا يستطيع ان ينكره احد. ويكفي ان اسرائيل ـ بحكم الشرعية الدولية ـ كما يسمونها تعتبر دولة محتلة لارض الغير، وان الفلسطينيين يدافعون عن وطنهم المحتل، ويقاومون عدوا غازيا لهم. ثانيا: ان هذا العدوان طبيعة في اسرائيل، منذ قامت والى اليوم، بل هي لم تقم الا على المجازر والاستباحة للدماء والحرمات والاموال. فلو اغمد الفلسطينيون اسلحتهم الخفيفة القليلة لاستمر الاسرائيليون يقتلون ويذبحون ويدمرون. ثالثا: لا ينبغي ان نضخم في اثر الضربات الاسرائيلية على الفلسطينيين، ونغفل آثار الضربات الاستشهادية في كيان بني صهيون، وما تحدثه من رعب وذعر وتهديد للمستقبل، وشعور بعدم الاستقرار، حتى فكر كثيرون في الرحيل، ورحل بعضهم بالفعل، ناهيك عما تحدثه من اثر في السياسة والسياحة والاقتصاد وغيرها.
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:36 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود