إخواني حفظكم الله
الأمر خطير جدا ، فهذه الفتن بعينها ، نسأل الله العفو والعافية ، فأهل الفساد وقلة الدين مصيبة على هذه البلاد بل والأمة برمتها ، وهم واضحين ومعروفين ، وأهل الغلو والمتسترين بالدين وهم بعيد منه ، أشد خطرا ، وخصوصا أننا شعب متدين ونميل كثيرا لمن نعتقد أن ذلك عقيدته وسلوكه ، ولكن أندس بين أهل الدين أصحاب مأرب وهوى ، وإذا أردتم معرفتهم فهم أهل العمل في الخفاء والظلام ، ويميلون إلى الفئوية والتحزب ، فمتى رأيتم أحدا في هذا العصر يسلك ذلك المسلك فأعلموا أنه على ضلال ، خصوصا في المدارس ، ومن كان ذا مبدأ سليم ، فليدعو أمام الكل وفي وضح النهار بما يرضي الله ورسوله ، ويكون صاحب هم ورسالة لكل الطلاب ،بل ولكل أفراد المجتمع ، وعليه أن يعلم ويعمل على أن أشد الناس حاجة له هم أهل الجنوح والتقصير ، أما الطلاب الأسوياء فهم في نعمة من الله ولا يحتاجون لإجمعاتنا بهم تحت ستار الظلام وفي الإستراحات .
ثم أن معاداة أهل الدين ، وخصوصا مشائخنا في هذا البلد الطيب ، يعتبر خطرا كبيرا جدا ، ويلزم الإبتعاد عنه والتوبة ، وعلى المربي مسؤليات دينية تربوية سلوكية لا تخفى على عاقل ، والمقيم الحقيقي لذلك ( دور المعلم ومقاصده ) هو الطالب ، حتى ولو أنجرف حاليا خلف تيار معين ( يمينا أو يسارا ) ، فسيحاسب نفسه مستقبلا ، ثم يضع الأشياء في أماكنها الصحيحة ، والخسران كل الخسران لكل من قصر عنده أو عمل على تظليله ، تحت أي ستار .
رزفقنا الله وإياكم الهداية إلى الطريق المستقيم ، وحفظ الله الدين وهذه البلاد من كل سؤ ، وأسأله بعزته وجلاله ، أن يظهر الحق ، ويخذل الظالم أيا كان .
والعاقبة للمتقين .

__________________
[poem font="Arial,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/23.gif" border="solid,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أنا للخوي والجار سماح الخطايا = إن زبن بي المضهود حماي ذماره
يالفني المطلق ولي عنده وقارا = والنذل عن دربي بعيد مســـــاره[/poem]