ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 17-06-2009, 06:21 AM
  #1
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

هذه ثلاث خطب متوالية عن الاختبارات الأولى
-----------------------------------------------------------------------
الحمدُ للهِ ما انتظمتْ بتدبيرِهِ الأمُورْ ، وتوالتْ بحكمتِهِ السّينينَ والشهورْ ، وسبحتْ بسناءِ صنعتِهِ أسرابُ الطُيورْ، وسعَ المُقترفين بعفوِهِ وغُفرانِهْ ، وعمَّ المُفتقرين بفضلِهِ وإحسانِهْ ،خرتْ لعظمتِهِ جباهُ العابدينْ ، فطوبى لمن عبدْ ، واعترفتْ بوحدانيتِهِ قُلوبُ العارفينْ ، فويلٌ لمنْ جَحَدْ ، كم سُئلَ فأجزلْ ، وكم عُصي فأمْهلْ ، لا راتقَ لما فتقْ ، ولا فاتقَ لما رتقْ ، ولا رازقَ لمن حرمْ ، ولا حارمَ لمن رزقْ ، أشهدُ أن لا إلهَ لنا غيرُهْ ، ولا ربَّ لنا سواهُ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وسلم تسليماً كثيراً : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ، أو ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعدُ:أيُّها المُسلمونَ، قَبلَ أَشهُرٍ مَعدودةٍ ، بَدَأَ العامُ الدِّراسيُّ لِطُلابِ المَدَارسِ والجامعاتِ ، وفي أَوَّلِ يَومٍ منهُ ، نَظَرَ كثيرٌ مِنَ الطلابِ إلى ما أمامَهم من أيامٍ ، فَرَأَوا أنها طَوِيلةٌ مُمتدّةٌ ، وأنَّ بإمكانِهم أنْ يَلهُوا في أَولِها ويَلعبوا، ثم يَعكُفُوا على كُتُبِهِم وَدَفَاتِرهِم في آخِرِها عُكُوفَ الجَادِّينَ، فَيَلتهِموُا ما فِيها من قَوَاعدَ وَمَعلُوماتٍ، وَيَشرَبوُا مَا تَحوِيهِ مِن مَسَائِلَ وَتَفرِيعَاتٍ، وَمَا زَالوا على الإِهمالِ مُقِيمِينَ، يَأكُلُ التَّسويفُ أَوقَاتَهُم سَاعةً بَعدَ سَاعةٍ، وَيَلَتهِمُ التَّأجِيلُ فُرَصَهُم يَومًا بَعدَ يَومٍ، حَتى اقتربَ مَوعدُ الاختِبارِ ، وَحَانت سَاعةُ الصِّفرِ، فإذا بِهِم يَجِدُونَ نَتِيجَةَ تَفرِيطِهِم ، وإِضاعتِهِم الأوقاتَ، يَجِدُونهََا نَدَمًا وَأَلمًا وَحَسَرَاتٍ، فَاستبدَلَ كَثيرٌ مِنهُم ، بِفرْحةِ اللَّعِبِ طُوالَ العَامِ ، تَرْحَةَ َاَلمُذَاكَرَةِ ،وَبِجَلَسَاتِ الأحبَابِ ، العُكُوفَ على الكِتَابِ، بَل كَم مِن أبٍ وأمٍّ ، لم يَستَريحا في مَنَامٍ ، ولم يَهنَئَا بِطَعَامٍ ، تَضَامُنًا مَعَ أَبنائِهِم وبَنَاتِهِم ، وَخَوفًا على مُستقبلِهِم مِنَ الضَّيَاعِ.وَهَذا الشُّعورُ بِرَهْبةِ الامتحانِ مِن قِبَلِ الأبناءِ ، وَذَاكَ الخَوفُ مِن قِبَلِ الآباءِ والأولياءِ ، إنما هُوَ شُعُورٌ طَبيعِيٌّ وَخَوفٌ جِبِلِّيٌّ، لا غُبارَ عَلَيهِما ولا عَيبَ فَيهِما، وَلَكِنَّ المُصِيَبةَ العُظْمَى ، وَقَاصِمَةَ الظَّهرِ الكُبرَى ، أنْ تَرَى هذا الشُّعورَ ، أَوفرَ مَا يَكونُ عِندَ أُمُورِ الدّنيا وَاختِبَارِها اليَسِيرِ ، الذي أعظمُ ما يَحصلُ لِلطالبِ مِن جَرَّائِهِ ، أنْ يخُفِقَ فِيهِ أو يُحرَمَ مِنه ، فإذا جاء أمرٌ مِمَّا يَخُصُّ الآخِرةَ واختبارَهَا الحقيقيَّ ، رأيتَ الأبوينِ أَبرَدَ ما يَكونانِ شُعُورًا، وَوَجدتَ الأبناءَ ، أَقَلَّ ما يُلْفَونَ اهتِمَامًا. كم مِن أَبٍ وَأمٍّ ، حَرِصا عَلَى إيقاظِ أبنائِهِم عِندَ أَذَانِ الفَجرِ ، في أَيَّامِ الامتِحَانَاتِ ، بل في أيامِ الدِّراسةِ، وَبَذَلُوا كُلَّ ما في وُسعِهِم لِتَنبِيهِهِم وَتَنشِيطِهِم، لِئَلا يفوتَهُم مَوعدُ الدِّراسةِ أوِ الامتحانِ فيُخفِقُوا، وَكم قد ذَكَّرُوهُم بِفُلانٍ ، وعَلانٍ ، مِمَّن نَجَحُوا في دِرَاسَتِهِم وَتعلِيمِهِم ، وَهُمُ الآنَ يتقلَّدونَ أغلى المناصبِ وَيَتَرَبَّعُونَ على أعلى المَرَاتِبِ؛ لعلَّهُم يَقتدونَ بِهِم ، ويَصنعُونَ مِثلَ ما صَنَعُوا، وَلَكِنَّ هَذينِ الوَالِدينِ ، لم يَهتَمَّا في يَومٍ مَا بِإِيقَاظِ الأبنَاءِ لِصَلاةِ الفَجرِ صَلاةِ العَصرِ، مَعَ عِلمِهِمَا بِأَهَمِّيَّةِ الصلاةِ وَخَطَرِ تَركِها، وَلَم يَربِطاهُم في دِينِهِم بِالقُدُوَاتِ الحَقِيقِيينَ ، مِن سَلَفِهِمُ الصَّالِحِ ، وَعُلَمَاءِ الأمَّةِ الرَّبَانِيينَ.إنَّ مِنَ الشَّقَاءِ الوَاضِحِ ، وَالخَسَارَةِ الفَادِحَةِ ، أنَّ يَظَلَّ اهتِمامُ الإِنْسانِ مُنصَبًّا على هذهِ الدُّنيا وَزَخَارِفِها، وَأَن لا يَظْهَرَ حِرصُهُ إلاَّ عليها وَمِن أَجلِها، لا يُسعِدُهُ إلا نَجَاحُهُ في اختِبارِها، وَلا يُحزِنُهُ إلاَّ إِخفَاقُهُ في جَمعِ حُطامِها، ثم لا يُهِمُّهُ بَعدَ ذَلكَ أَمرُ الآخِرَةِ ، ولا أَينَ مُوقِعُهُ مِنها، مَعَ عِلمِهِ أنَّهُ لا بُدَّ أنْ يَصيرَ إليها يَومًا ما، وَأَنَّها هِيَ المَقَرُّ وَفِيها البَقَاءُ، إِنْ في سَعَادَةٍ وَإِنْ في شَقَاءٍ.إنَّ كُلَّ مُوَفَقٍ مِنَ العِبَادِ ، لا يَمُرُّ بِهِ مُوقِفٌ ، حتى وَإنْ كان دُنيويًا بَحْتًا ، إلاَّ تَذَكَّرَ بِهِ الآخِرةَ وَيَومَ الحِسَابِ. وَنحنُ مُقبِلونَ على امتحِانَاتِ الطُّلابِ، فَإِنَّ هَذِهِ الأيامَ العَصِيبَةَ على أبنَائِنا ، بل وَعَلى كَثيرٍ مِنَ الآباءِ ، لا بُدَّ أنْ نَتَذَكَّرَ بهَا يَومَ السُّؤَالِ والحِسَابِ ، وما أَعَدَّ اللهُ فَيهِ مِنَ الثَّوَابِ والعِقَابِ،يقولُ تعالى (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ *وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ *يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ *فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ *خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ *وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود:103-108].إِنَّهُ كَمَا أنَّ الطُّلابَ ، يُسْأَلُونَ في الامتِحَانِ ، وَلَن يَنجَحَ مِنهُم إلاَّ مَن كَانَ مُجِدًّا مجتَهِدًا ، وَلَن يُفلِحَ مِنهُم وَيَنَالَ الدَّرَجَاتِ العَالِيةَ ، إلاَّ مَنِ اغتَنَمَ عَامَهُ مِن أَوَّلِه، فَيَجِبُ أَنْ نَعلَمَ أنَّ كُلَّ عَبدٍ ، سَيُسْأَلُ يَومَ القِيامَةِ عَمَّا سَلَفَ مِنهُ وَكَان، وَلَن يَنجَحَ إلاَّ أَهلُ التَّقوَى وَالإيمَانِ ، الذين يَغتَنِمُونَ الأعمَارَ ويُبادِرُونَ الأوقَاتَ ، في التَّزَوُّدِ مِنَ البَاقِياتِ الصَّالِحَاتِ وَاكتِسَابِ الحَسَنَاتِ،يقولُ جلَّ في عُلاه (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الحجر:92، 93]. فَكُلٌّ سَيُسْأَلُ لا مَحَالَةَ، دَاعِيًا كانَ أو مَدعُوًّا، رَسُولاً أو مُرسَلاً إليه، يقولُ سُبحانَه (وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ *وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) [الأعراف:6-9] إنهُ وَإِنْ حَرِصَ أَهلُ الدُّنيا ، على إِخفَاءِ أَسئِلَةِ الاختِبَارِ عَنِ الطُّلابِ ، إلاَّ أنَّ اللهَ مِن رَحمتِهِ وَلُطفِهِ بِعبادِهِ ، جَعَلَ أَسئِلَةَ الاختِبَارِ الأُخرَوِيِّ مَكشُوفَةً ، وَمَعلُومَةً لِكُلِّ أَحَدٍ، فَقَد كَشَفَهَا مُعَلِّمُ البَشَرِيَّةِ الخيرَ بوحيٍ مِن ربِّهِ جل وعلا، وَنَصَحَ الأُمَّةَ بِتَوضِيحِها لهم، وَحَذَّرَهُم وَأَنذَرَهُم، فَقَالَ  : {لَن تَزُولَ قَدَمَا عَبدٍ يَومَ القِيامةِ حَتَّى يُسأَلَ عَن أَربعِ خِصَالٍ: عَن عُمُرِهِ: فِيمَ أَفنَاهُ؟ وَعَن شَبَابِهِ: فِيمَ أَبلاهُ؟ وَعَن مَالِهِ : مِن أَينَ اكتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنفَقَهُ؟ وَعَن عِلمِهِ: مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟} أّلاَ فَأَعِدُّوا لِلسُّؤَالِ جَوَابًا، وَأَعِدُّوا لِلجَوَابِ صَوَابًا، إحفظُوا الرَّأسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطنَ وَمَا حَوَى، وَتَذَكَّرُوا المَوتَ والبِلَى، وَاترُكُوا زِينَةَ الحَيَاَةِ الدُّنيَا لِتَفُوزُوا بِالأُخرَى، وَاعلَمُوا أَنَّهُ لا خَيرَ في طُولِ العُمُرِ ، إلاَّ مَعَ حُسنِ العَمَلِ، وَلا في زَهرَةِ الشَّبَابِ ، إلاَّ بِالطَّاعَةِ ، وَلا في كَثرةِ المَالِ ، إلاَّ مَعَ حُسنِ الإنفَاقِ، وَلا في العِلمِ إلاَّ بِالعَملِ وَالتَّطبِيقِ إنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ـ أيُّها الإِخوَةُ ـ قَد تَجَاوَزَتْ أَعمَارُهُمُ الأربَعينَ وَالخَمسينَ، وَمَعَ ذَلك مَا زَالُوا يَلعَبُونَ وَيَلهُونَ سَامِدِينَ، يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الجُمُعَةِ وَالجَمَاعَةِ، وَيُقَصِّرُونَ في العِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ، أَوقَاتُهُم تَضِيعُ في قِيلٍ وَقَالٍ، وَمَجَالِسُهُم غِيبةٌ ، وَنَمِيمَةٌ وَجِدَالٌ، أَضَاعُوا عَصرَ الفُتوَّةِ والشَّبَابِ ، وَمَا كَفَاهُم، فَيُرِيدُونَ أن يُلحِقُوا بِهِ عَصرَ الكُهُولةِ والشَّيخُوخَةِ ، وَإِنَّ إِخوَانًا لهم مِن أَهلِ الغِنى والثَّرَاءِ ، مَا زَالُوا يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللهِ بِلا خَوفٍ ولا تَوَرُّعٍ، يَحرِصُونَ عَلَى جَمعِ الأَموَالِ ، مِن كُلِّ وَجهٍ وَسَبِيلٍ، لا يَتَوَرَّعُونَ عَن غِشٍّ وَلا رِبا، ولا يَأبَهُونَ بِمَا أَخَذُوهُ بِالحِيَلِ وَشَهَادَاتِ الزُّورِ، وَلا بِمَا كَسَبُوهُ بِالأَيمَانِ الكَاذِبَةِ ، وَالخُصُومَاتِ الفَاجِرَةِ. أمَّا مَعشرُ الشَّبَابِ ـ وَمَا أَدرَاكَ مَا حَالُهُم؟! ـ فَوَقتُهُم مُضَاعٌ ، وَفُرَصُهُم غَيرُ مُغتَنَمَةٍ، سَهَرٌ مُمْتَدٌ وَسَمَرٌ طَوِيلٌ ، في غَيرِ عِبادةٍ وَلا تَحصِيلٍ، نَومٌ عَنِ الصَّلاةِ وَتَثَاقُلٌ عَنِ الطَّاعَاتِ، وَصَحوٌ في البَاطِلِ ، وَخِفَّةٌ إلى المَعَاَصِي، عَلِمُوا فَلَم يَعمَلُوا، وَقَالُوا: سَمِعنَا وَعَصَينا، وَأُشرِبُوا في قُلُوبِهِم حبَّ المُوبقِاَت والشَّهَوَاتِ، فَلَبِئسَ العِلمُ عِلمُهُم، إذْ لم يُورِثْهُمُ العَمَلَ ، وَخَشيَةَ العَلِيمِ سُبحَانَه.أيُّهَا المُسلِمُونَ، إِذَا كَانَ هَذَا هُوَ حَالُ جُمهُورِ شَبَابِنَا وَشِيبنَِا، فَأَينَ الإِعدَادُ لاختِبَارِ الآخِرةِ؟! وَكَيفَ سَتَكُونُ الإِجَابَةُ عَنِ الأَسئِلَةِ ، بَينَ يَدِي رَبِّ العَالَمِينَ؟! (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [النحل:111]..فاتقوا اللهَ ـ يَا طُلابَ الآخرةِ ـ وأطيعوهُ، وراجِعوا كتابَ ربِّكُم والزمُوهُ، واقتدوا بمعلمِكُم الخيرَ واتَّبِعُوهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ *وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ *إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنب وخطيئة فاستغفِروه، فقد فاز المستغفِرون
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً لا ينفد، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ الواحد الأحد الفردُ الصَّمَد ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُه ، صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.أما بعدُ:فإنَّ أولادَنا أمانةٌ في أعناقِنا، وَسَنُسْأَلُ عنها فيما نُسألُ عنه ولا بُدَّ، قال صلى الله عليه وسلم : {كلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعيتِهِ}.وإذا كان الأمرُ كذلكَ ، فَيَجِبُ أن لا يَكُونَ كُلُّ هَمِّنا أن يُحَصِّلَ أبناؤُنا دنيًا فانِيةً، أو يَحُوزُوا مَنَافِعَ زَائِلَةً، أو يتقلَّدُوا مَنَاصِبَ غَالِيةً ويَرتقوا رُتَبًا عَالِيةً، ثم نتركَهم بعدَ ذلك بِلا تربيةٍ إسلاميةٍ ، وتوجيهٍ سديدٍ؛ لأنَّ هَذهِ الأُمُورَ الدُّنيَوِيَّةَ البَحتةَ سَتُصبِحُ وَلا شَكَّ وَبَالاً عَلَيهِم ، إذا لَم تُربَطْ بَشَرْعِ اللهِ وَالدَّارِ الآخِرةِ، فَلْيكنْ هَمُّنا إِصلاحَهُم ، عَقِيدةً وَقَولاً وَفِعْلاً وَسُلُوكًا، لِيَستَفِيدُوا مِن دِرَاسَتِهِم ، وَمِن جَمِيعِ أُمُورِ حَيَاتِهِم، وليستَغِلُّوهَا في الخَيرِ ، وَنَشرِ الإسلامِ والدَّعوَةِ إليهِ.وَمَا دامَ الكَلامُ عَنِ الاختِبَارِ وَأَيَّامِهِ ، وَعَنِ التَّربِيَةِ وَأَهَمِّيَتِهَا، فَإِنَّ هُنَا أَمْرًا مُهِمًا جِدّ مُهِمٍّ ، مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِالأبناءِ وَتَربيتِهِم، رَأَيتُ أنْ أُنَبِّهَ عَلَيهِ ،كُلَّ أَبٍ حَرِيصٍ غَيُورٍ ، يَعِي المَسؤوليةَ المُلقَاةَ عَلَى عَاتقِهِ ، وَيَشعُرُ بها، ذَلكم هُوَ أَنَّ أَيَّامَ الاختباراتِ والامتحاناتِ ، كَثيرًا مَا يَخرجُ الطَّالبُ فيها مِنَ المَدرَسَةِ مُبكِّرًا، وَهُنا مَكمَنُ الخَطَرِ وَمَنبَعُ الشَّرِّ، حَيثُ يَستَغِلُّ كَثيرٌ مِن عَبيدِ الشَّهَوَاتِ ، هَذا الوَقتَ الضَّائعَ الذي يَمتَدُّ إلى أَكثرَ مِن ثَلاثِ سَاعاتٍ أَحيَاَنًا، فَيَتَكَرَّمُون مَأْزُورِينَ غَيرَ مَأْجُورِينَ ، ويَجعَلُونَ مِن سَيَّارَاتِهِم ، مَأْوًى لِكَثِيرٍ مِنَ الأَيتامِ الضَّائِعِين ، الذينَ فَقَدُوا محَاَضِنَ التَّربيةِ السَّلِيمَةِ، وَبُلُوا بأمهاتٍ تَخَلَّينَ ، أَو آبَاءٍ مَشغُولِينَ ، فَيَحصُلُ في هذا الإرْكَابِ مِنَ الشَّرِّ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ، مِنِ استماعِ غِنَاءٍ وَمَزَامِيرَ، وَإِيذَاءٍ لِعِبادِ اللهِ في أَسوَاقِهِم وَشَوَارعِهِم، وَمُهَاوَشَاتٍ وَمُنَاوَشَاتٍ، إلى لوَاطٍ وَهَتْكٍ لأعرَاضِ هؤلاءِ الأبناءِ المَخدُوعيَن مِن قِبَلِ تِلكَ السِّباعِ الضَّارِيةِ، بَلِ البَهَائِمِ العَارِيَةِ ، التي تَشَبَّعَت بما في الدُّشُوشِ مِن خَلاعةٍ وَمُجُونٍ، فَعَادَت لا تُفَكِّرُ إلاَّ في كَيفيةِ قَضَاء ِالشَّهوَةِ والبَحثِ عَنها.ألا فَاتقوا اللهَ أيُّهَا الآبَاءُ، واحفَظوا أَبنَاءَكُم مِنَ الضَّيَاعِ ، وَمِمَّا لا يَليقُ بِكُم ولا بِهِم فَرَحِمَ اللهُ أبًا اهتَمَّ بِأَبنَائِهِ وَتَابَعَهُم ، وَأَخَذَ عَلَى أَيدِيهِم ، دَونَ كُلِّ شَرٍّ وَمَنَعَهُم ، وَطُوبَى لِمَن كَفَى النَّاسَ شَرَّ أَبنَائِهِ وَأَذَاهُم، ذَاكَ وَاللهِ هُوَ المُسلِمُ حَقًّا، قَالَ صلى الله عليه وسلم : {المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَيَدِهِ، والمُهَاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللهُ عَنْه}. وَيَا لخسَارَةِ مَن ضَيَّعَ أَبنَاءَهُوَأَهمَلَهُم، وَتَرَكَ لهم الحَبلَ عَلَى الغَارِبِ، وَشَجَّعَهُم لِيُؤذُوا عِبَادَ اللهِ ، بِغَيرِ ما اكتسبوا، (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب:58] عبادَ الله ،صلّوا على المعصومِ عليهِ الصلاةُ والسلام ، فَإنَّهُ يقولُ بأبي هوَ وأُمي {حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني } ويقول{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ، اللّهُم اجعلْ رزقَنَا رغداً ، ولا تُشمتْ بنا أحداً ، اللهم إنا نسألُكَ ، بعزِّكَ الذي لا يرامُ ، وملكِكَ الذي لا يُضامُ ، وبنورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ ، أن تكفيَنا شرَّ ما أهمَنا وما لا نهتمُ به ، وأن تعيذَنا من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، اللهم رَغّبْنا فيما يبقى ، وَزَهّدْنا فيما يفنى ، وهبْ لنا اليقينَ ، الذي لا تسكنْ النفوسُ إلا إليهِ ، ولا يُعوَّلُ في الدينِ إلا عليهِ ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
---------------------------
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 06:28 AM
  #2
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

الثانية في نفس الموضوع موضوع الاختبارات
------------------------------------------------------------------------------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
ثم أمّا بعد: فاتقوا الله ـ عباد الله ـ، فبتقوى الله تُنال الدرجات، وتزكو الأعمال، وأكثروا من ذكره وشكره، فبذكره تطمئن القلوب، وبشكره تحفظ النعم، وتزودوا من الصالحات فخير الزاد التقوى.
في هذه الأيام وما مضى من أيام, تشتعل العزائم, وتتضافر الجهود, وتتهيأ المدارس والمؤسسات التعليمية, ويهتم الآباء بتوجيه أبنائهم وتشجيعهم, وينشط الطلاب للمذاكرة سهراً وجداً واجتهاداً.
العقول الخاوية تصبح بالامتحانات واعية, والنفوس الباردة تصير فيها جادة, والهمم الفاترة تحول بسببها عالية صامدة.
ونتساءل هنا لم كل هذا الاهتمام والجد؟ لماذا كل هذه التضحية والبذل؟ ولأي شيء كان هذا التوجيه والنصح؟
والجواب ولا أظنه يعزب عن أذهانكم أيها الأفاضل: لقد آمن الجميع بأن الامتحان يمثل اجتياز طريق للمستقل, أو هو لضمان وظيفة وعمل, أو نافذة للرزق والكسب, لذلك فإن تحطيم أستار الكسل في أيام الامتحانات لم يعد في حياة الناس غريباً.
ولفترة الامتحانات فوائد ومكتسبات غير الحصول على الشهادة, وارتفاع المعدلات, أوجز بعض هذه الفوائد كما يلي:
في فترة الامتحانات يقبل الطلاب على المساجد لما يجدوا فيه من طمأنينة وسكينة تخفف روعهم, وتزيل همهم, بصدق الالتجاء إلى ربهم, والوقوف بين يديه في ضراعة ورجاء بأن يسهل الله وييسر عليهم كل عسير.
وهنا لفتة للآباء الكرام, والمربين الأفاضل بحسن استغلال هذا التوجه لأبنائهم وترغيبهم فيما عند الله, وتذكيرهم بأن المحافظة على الصلاة في أوقاتها, والمسارعة إلى أدائها جماعة, إنما هو امتحان آخر يشترك فيه الجميع الأب والابن والمعلم, فالجميع داخل في هذا الامتحان, والسعيد الموفق من حافظ على صلاته بالقيام بأداء أركانها وواجباتها وشروطها دونما إخلال أو تقصير, ليجوز هذا الامتحان ويوفق في هذا الاختبار.
ولي مع الطلاب في هذا وقفة يسيرة, فأنت أيها الطالب الموفق المبارك عند استذكارك لدروسك, تجدك تحرص كل الحرص على استيفاء جميع ما قرر عليك بالقراءة والحفظ, وأسألك: هل أنت في شأن صلاتك كذلك؟؟؟
الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام, وعماد الدين, فقد قال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) أخرجه مسلم من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
أيها الممتحن, والجميع في هذه الدنيا ممتحن, ارعي سمعك إلى ما هم به النبي صلى الله عليه وسلم, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلا فيصلى بالناس, ثم أنطلق معى برجال معهم حزم من حطب, إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار) متفق عليه واللفظ لمسلم.
فينبغي علينا أن نجد كل الجد, وأن نحرص أشد الحرص على تفقد شأن صلاتنا, والقيام فيها على أكمل وجه, وأحسن حال, ففي الحديث: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة, فإن صلحت صلح له سائر عمله, وإن فسدت فسد سائر عمله) صححه الألباني, السلسلة الصحيحة 1358.
أيها المسلمون: في فترة الامتحانات يقبل الطلاب على عبادة جليلة, كثر مع صوارف الدنيا عنها اللاهون, ألا وهي الانطراح والالتجاء إلى فاطر الأرض والسماء, بالإكثار من الدعاء, وطلب العون والتوفيق.
أيها المؤمنون, إن مما يجب الإيمان به, أن العبد إذا دعا الله تعالى وهو مستوفي لشروط إجابة الدعاء, منتفية عنه موانعها, فإن الله تعالى يستجيب لدعائه, إما عاجلاً في الدنيا, وإما أن يدخره له يوم القيامة, أو يصرف عنه من السوء مثلها.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها), قالوا: إذا نكثر, قال صلى الله عليه وسلم: (الله أكثر) رواه الإمام أحمد والحاكم وصححه الالباني, -1633 صحيح الترغيب والترهيب-, وفي الأثر: (لا يرد القدر إلا الدعاء) حسنه الألباني.
وفي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).
فعليك أيها الأب المبارك وأنت أيها الطالب الموفق أن تستجيب لله تعالى وتؤمن به, وأن تثق بوعده, وأن تدعوه وتتحرى أوقات الإجابة, وأن لا تستعجل في دعائك, واستفتح دعائك بالثناء على الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واختمه بذلك, ففي المسند والسنن عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال صلى الله عليه وسلم: (لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب) صححه الألباني, صحيح الترغيب والترهيب 1640.
قال ربنا: (وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِ إذَادَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْلِي وَلْيُؤْمِنُواْبِي لَعَلَّهُم ْيَرْشُدُونَ) – الآية 186 من سورة البقرة-.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول ما تسمعون, واستغفر الله تعالى إنه هو الغفور الرحيم..

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلّم تسليمًا كثيراً, ثم أما بعد: فيا عباد الله: أوصيكم بتقوى الله تعالى, في السر والعلانية, فمن اتقى الله وقاه, وأرشده وسدده.
ومن فوائد فترة الامتحانات: استيقاظ الهمم العقول, والعزوف عن اللهو واللعب, والعيش بحياة جادة منظمة مرتبة, وترك حياة الكسل والنوم والبطالة.
ومنها كذلك ايقان الجميع بأن لكل ثمرة وكسباً, نصباً وجهداً, وأن الأمنيات لا تنال بالأحلام والتخيلات, وإنما بالهمة العلية, والنفس الأبية
قال الإمام يحيى بن أبي كثير رحمه الله: (لايستطاع او لا يحصل العلم براحة الجسم.(
يقول أحد الفضلاء: (لو أن همم ابنائنا للعلم, كهممهم في الامتحانات, لاخرجت الأمة علماء أجلاء كثيرين)
ثم اعلموا رحمكم الله أن الله يأمركم بالصلاة والسلام على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ الأحزاب: ٥٦،
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 17-06-2009, 06:32 AM
  #3
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

هذه هي الخطبة الثالثة في نفس الموضوع الاختبارات

امتحانات الدنيا وامتحانات الآخرة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ومبلِّغ الناس شرعه فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
معاشر المؤمنين عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فإن تقوى الله جل وعلا عزّ وفلاح في الدّنيا والآخرة وهي خير زاد يبلّغ إلى رضوان الله وهي وصية الله جل وعلا للأولين والآخرين من خلقه كما قال جل وعلا: ﴿ولقد وصَّينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإيَّاكم أن اتقوا الله﴾ [ النساء: ١٣١ ]، وهي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته وهي وصية السلف الصالح فيما بينهم فاتقوا الله عباد الله وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة وتذكروا رعاكم الله وقوفكم بين يدي الله جل وعلا وسؤاله لكم يوم القيامة عمَّا قدمتم في هذه الحياة.
عباد الله لقد ثبت في الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل به" سؤالاتٌ خمس يُسألُ عنها كل عبد يوم القيامة, سؤال عن العمر, وسؤال عن مرحلة الشباب على وجه الخصوص مع أنها داخلة في العمر, وسؤالان عن المال من أين اكتسبه العبد وفي أي سبيل أنفقه وصرفه, وسؤال خامس عن العلم, عن العلم الذي تعلّمه ومن ذلك ما يسمعه في خطب الجمعة وفي الدروس العامة وما يقرؤه في كتاب الله وما يسمعه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من وجوه تحصيل العلم يسأل عنه يوم القيامة ماذا عمل به لأن مقصود العلم العمل.
عباد الله هذه سؤالات خمس توجّه للخلائق يوم القيامة فلا تزول قدما عبد من عند الله حتى توجه إليه هذه السؤالات والواجب على العاقل الحصيف أن يُعِدَّ للمسألة جوابا وأن يُعِدَّ للجواب صوابا.
عباد الله إننا نعلم أننا مسؤولون يوم القيامة ومختبرون وممتحنون ونعلم أيضا تحديدا سؤالات ذلك الامتحان, التي تلقى على الناس يوم القيامة فكم هو جدير بالعبد الموفق عباد الله أن يجعل هذه السؤالات الخمس بين عينيه ونصب عينيه مادام في ميدان العمل يتذكر سؤال الله جل وعلا له عن عمره, وسؤال الله تبارك وتعالى له عن شبابه, وسؤال الله تبارك وتعالى له عن ماله, وسؤال الله تبارك وتعالى له عن علمه, إننا مسؤولون حقا وصائرون إلى هذا الأمر حقا وواقفون بين يدي الرب العظيم جل وعلا وهو سائلنا. لقي بعض السلف رجلا كان مقصرا مفرطا في أمره فقال له: كم من العمر تبلغ؟ قال: ستون سنة, قال: أَوَ ما علمت أنك في طريق وقد أوشكت أن تبلغ نهايته فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون فقال له: أَوَ تعلم تفسير هذه الكلمة قال: وما تفسيرها؟ قال: قولك: إنا لله أي أنا لله عبد, وقولك: وإنا إليه راجعون أي وأنا لله راجع, فإذا علمت أنك لله عبد وأنك إليه راجع فاعلم أنك مسؤول فإذا علمت أنك مسؤول فأعد للمسألة جوابا. تنبه الرجل وقال: فما الحيلة إذن؟ قال: الحيلة يسيرة أحسن فيما بقي يُغفَر لك ما قد مضى.
عباد الله كم هو جدير بنا ـ إيْ والله ـ أن نتذكر هذا الامتحان وأن نتأمل في هذا الاختبار وأن نتذكر وقوفنا بين يدي الرب الجبار جل وعلا ونعد لهذا الامتحان جوابا.
عباد الله إن أبناءنا وبناتنا في هذه الأيام يستقبلون امتحانا دنيويا على تحصيلهم في العام الدراسي يُمتحنون على ما حصلوه ويختبرون فيما تلقوه من علم وتُوَجَّهُ إليهم سؤالات في هذا الامتحان سؤالات لا يعرفونها على وجه التحديد لكنهم يفاجؤون بها وقت الاختبار ثم إن لهذا الاختبار هيبةً في نفوس الطلاب بل وهيبة في نفوس الآباء والأمهات.
عباد الله وكم هو جميل بالآباء والأمهات في إقبالهم على أبنائهم في هذه الأيام نصحا وتوجيها ومراجعة واستذكارا ومتابعة للمذاكرة كم هو جميل بهم هذا وهم الحريصون على نجاح الأبناء الراغبون في فوزهم الخائفون من إخفاقهم كم هو جميل بالأب والأم أن يكون مع أبنائه كذلك لكن أعظم من هذا وأعظم أن يكون حرص الأب والأم على ابنه وبنته في الاختبار الأعظم يوم القيامة عندما يقف هذا الابن بين يدي الله أو تلك البنت بين يديه فيسألون عن هذه الحياة.
احرصوا عباد الله على توجيههم وحسن دلالتهم ونصحهم في امتحانهم بين يدي الله أم أننا حدود اهتماماتنا دنيوية؟ لا لوم عباد الله على أب أو أم يحرص على نجاح ابنه في امتحانات الدنيا لا لوم عليه بل هذا من تمام التربية وكمال التوجيه لكن اللوم كلَّ اللوم أن يكون هذا هو حدود اهتمامه ومبلغ علمه وغاية نصيحته لابنه دون أن يرعاه فيما سيلقاه يوم القيامة بين يدي الله وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا) وتأمل هنا قال عليه الصلاة والسلام: (لا تجعل الدنيا أكبر همنا) وهذا فيه أن اهتمامك بالدنيا لا شيء فيه ولا ملامة عليك في هذا الاهتمام وإنما الملامةُ كل الملامة أن تكون الدنيا هي غاية اهتمامك ومبلغ علمك.
عباد الله إنها لفرصة عظيمة في مثل هذه الأيام أن نُقبِل على الله جل وعلا إقبالا صادقا في تحقيق رضاه وبلوغ ما يحبه جل وعلا من صالح الأعمال وسديد الأقوال إننا في هذه الأيام نرقب نتائج امتحانات أبنائنا الطلاب وكلنا يتمنى نجاح ابنه ويرغب في فوزه ولا يوَدُّ أن يكون مخفِقًا راسبا ولا شيء في ذلك كما قلت لكنها فرصة عظيمة لتقوية الاهتمامات والنهوض بالعزائم ليكون النصح بالغًا والتوجيه كاملا فيما يتعلق برضى الرب جل وعلا وفي الوقت نفسه لا يُنسى نصيب العبد وحضَّه من الدنيا. عباد الله إن مما يؤكد عليه في مثل هذه الأيام أهمية الأمانة وأن العبد يسأل عنها يوم القيامة أمانة عامة عباد الله في كل جانب من جوانب الحياة أمانة في العقيدة والتوحيد وأمانة في العبادة والعمل وأمانة في البيوع والمعاملات وأمانة في كل أوجه ومجالات الحياة, ومن ضمن الأمانة المتأكدة التي ينبغي أن تُرْعى أمانة المعلم في أسئلته وامتحانه وفي مراقبته لطلابه فإن هذه أمانة عظيمة يُسأل عنها أمام الله جل وعلا, وكذلك أمانة الطالب في أدائه لامتحاناته وبعده عن الأوجه المخلّة والطرائق المشينة في أداء الامتحانات وذلك بالغِش والخديعة والمكر ونحو ذلك وقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من غشَّنا فليس منَّا" وعموم الحديث يدخل فيه الاختبار وغيره عباد الله.
عباد الله وإن مما ينبغي أن يُعنى به في مثل هذه الأيام صدق الدُّعاء وتمام الالتجاء إلى الله جل وعلا بأن يحقق لأبنائنا وبناتنا النجاح في الدنيا والآخرة فالنّجاح بيده سبحانه والتوفيق منه جل وعلا فكم هو جميل أن يوجه الابن والبنت إلى الله جل وعلا يدعوه بصدق ويلح عليه بالدعاء بأن يكتبه من الناجحين وأن يجعله من الفائزين الرابحين.
عبادَ الله وإن مما يُنَبَّه عليه في هذا المقام ورقة تروَّج في بعض المدارس فيها أدعية محدّدة لأعمال معينة فيها دعاء يقال عند المذاكرة, ودعاء يقال عند دخول قاعة الامتحانات, ودعاء يقال عند كتابة الإجابة, ودعاء يقال عند الفراغ منها, أدعية محدّدة في كل مجال من هذه المجالات وهي عباد الله وهي تكلف ما أنزل الله به من سلطان وتخرُّصٌ لا دليل عليه وقول على الله وفي دين الله بلا علم وقد قال العلماء قديما من استحسن فقد شرع ولهذا يجب الحذر من مثل هذه الأوراق وإنما يُوَجَّه الطلاب عموما إلى الإقبال على الله بالدعاء وسؤاله التوفيق والنجاح دون أن يحدَّد أمورا لا دليل عليها ولا برهان من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هذا وإني لأسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكتب لنا أجمعين النجاح في الدنيا والآخرة والفوز برضاه وأن يجنبنا سخطه إنه سميع الدُّعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.

الخطبة الثانية

الحمد لله ولي التوفيق والسداد, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
عباد الله اتقوا الله تعالى فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه وتذكروا رعاكم الله أن تقوى الله جل وعلا هي العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك معصية الله وعلى نور من الله خوف عقاب الله فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن تقواه هو خير زاد يبلِّغ إلى رضوان الله واعلموا رعاكم الله أن الكيس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني وعليكم رعاكم الله بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ [ الأحزاب: ٥٦ ] وقال صلى الله عليه وسلم "من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا" اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وأبي الحسنين علي, وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين, اللهم أعز الإسلام والمسلمين, اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم انصرهم نصرا مؤزرا اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم ارحم ضعف إخواننا المسلمين في العراق وفي فلسطين وفي كل مكان اللهم أيدهم بتأييدك واحفظهم بحفظك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وسدده في أقواله وأعماله وألبسه ثوب الصحة والعافية وارزقه البطانة الصالحة الناصحة. اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين. اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم نَجِّح أبناءنا الطلاب وألهمهم الهداية والصواب يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله أوله وآخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أذكار, أدعية, خطب, خطبة الجمعة, صلاة الجمعة, إسلاميات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوقف هدردماءاهل السنه يامسلمين في ايران المجوسيه الرافضية الصفوية ؟؟ ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 10 29-04-2015 06:44 PM
إبن سبأ اليهودي مؤسس الديانة الشيعية ابو عائشة الطائي فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 2 20-12-2009 10:31 PM
غزوات حدثت في شهر الانتصارات في رمضان المناضل السليماني مجلس الإسلام والحياة 5 30-08-2009 06:27 AM
أرقـــــــام وإيمـــيــلاتــ الدكـــتـــور جــــــــابـــــر القحطاني وبعض الوصفاتـــ سعيد الجهيمي عالم الصحه والغذاء 12 20-03-2008 12:02 PM
فتاوى السحر والمس والعين مفرغا من شريط للعلامة ابن باز : اعداد بعض طلبة العلم ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 11 26-05-2007 01:52 PM


الساعة الآن 06:16 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود