أخوتي الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه أحكام في النذر كتبتها للفائدة منها وليعلم الأخوة جميعاً حكمها وكفارتها وخاصة نسمعها كثيراً ولا نعلم قدر الذنب فيها وما فيها من كفارات نغفل عنها كثيراً وما أردت بذلك إلا ابتغاء وجهه الله سبحانه وتعالى :
النذر هو : إلزام مكلف نفسه لله تعالى شيئاً بكل قول يدل عليه قال تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا ) وقال – صلى الله عليه وسلم – " من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي فلا يعصه " رواه البخاري

1 – النذر المطلق : مثل أن يقول : ( لله عليّ نذر ) ، وأطلق ولم يقل : ( صلاة وصيام ) فهذا كفارته كفارة يمين ، وورد في الترمذي التقييد : " كفارة النذر إذا لم يسمّ كفارة اليمين "

2 – نذر اللجاج والغضب : ويسميه بعض العلماء ( نذر اليمين ) أي : النذر الذي حكمه حكم اليمين ، ومعنى اللجاج والغضب أي الغالب الذي يحمل عليه الغضب والملاجّة والمخاصمة والمجادلة ، فهذا حكمه حكم اليمين وهو الذي قصد به الحث أو المنع أو التصديق أو التكذيب.
مثاله : قال " إذ لم أسافر اليوم إلى مكة فعليّ صيام شهر " ، ولم يسافر فحكمه هنا حكم اليمين ؛ لأن المقصود هنا الحث ، أي أنه يحث نفسه على السفر .
مثال آخر : " إن سافرت إلى مكة هذا اليوم فعليّ صيام شهر " فهنا حكمه حكم اليمين فهو مخيّر بين ألا يسافر ولا كفارة عليه ، أو أن يسافر وعليه كفارة يمين .

3 – النذر المباح : كما لو قال : ( لله عليّ أن أبس هذا الثوب ) ، فهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أنه ليس فيه كفارة ، وذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين : " أن نذر المباح مخير صاحبه بين فعله وبين كفارة اليمن إذا لم يفعله .

مثاله " كما لو نذر أن يطلق زوجته " والطلاق مكروه ولا يباح إلا عند الحاجة ، وعلى هذا من نذر نذراً مكروهاً إن فعله بَرَّ بنذره ، وإن تركه لزمته كفارة يمين والأولى أن لا يفعله ، وأن يكفر كفارة يمين .

5 – نذر المعصية :

مثاله " نذر أن يشرب الخمر ، أو أن يسمع الغناء " فهذا النذر لا يجوز الوفاء به ، وقرر الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – أنه لا يجوز والوفاء به ويلزم الناذر كفارة يمين ، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " من نذر أن يعصي الله قلا يعصه " ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " من نذر في معصية الله وكفارته يمين "

6 – نذر التبرر : وهو الطاعة وهذا النوع يقسمه العلماء إلى قسمين :
أ – أن يكون مطلقاً مثل أن يقول : " لله علي أن أصوم شهراً " ، فهذا يجب الوفاء به لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – " من نذر أن يطيع الله فليطعه "
ب – أن يكون نذراً معلقاً لحصول نعمة أو اندفاع نقمة ، مثل أن يقول : ( إن نجحت في الامتحان فلله عليّ نذر أن أذبح شاة ) .
فهنا إن قصد بذبح الشاة التقرب إلى الله تعالى أصبح نذر طاعة فيلزمه الذبح ، وإن قصد إظهار الفرح والسرور فيكون النذر مباحاً يُخَيَّر بين فعله كفارة يمين .