خواطر رمضانية (( 13 ))

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






كان للمعلم في ماضي الزمان مكانة عظيمة وهيبة واحترام وتقدير وإجلال وأولوية وحصانة
كان هو المعلم والموجه والمربي والأب والراعي والمرشد والقدوة والنموذج الذي يقتدى به
والأسوة الحسنة الذي يحتذى به فمنه نأخذ العلم والتربية والأخلاق والسلوك والآداب.........


عندما كنت ادرس في المرحلة المتوسطة ومن بعدها الثانوية كنت لاأستطيع ان أضع عيني في عين المعلم وإذا رأيته في خارج المدرسة يمشي في الشارع أو السوق أو أي مكان آخر كنت
أختبيء وأتوارى عنه احتراما وتقديرا وهيبة منه وليس خوفا ...........

كنا في الماضي ونحن طلاب يغلب علينا الأدب واحترام المعلم والحصص الدراسية والخوف من الأب وتقديره وإجلاله والحرص على النجاح لإرضاء والدينا واهلنا مع ضعف الإمكانات وعدم توفر المعاون في البيت على أداء الواجبات .........فلاحصص تقوية ولامعلم خصوصي ولاأي دلع من الذي نراه اليوم في أبنائنا الذين أصبحوا يتشرطون عندما يصلون الثانوية يريدون مدارس أهليه
بمبالغ ورسوم عالية تثقل كاهل الأب من اجل هذا الأبن والنتيجة ......؟؟؟؟

بطالة ونوم وكسل ولامبالاة وموضات وخروج من البيت أغلب اليوم .......جيل تعيس وضعيف علميا وثقافيا وفكريا ......جيل هزيل انغمس في موضات العصر قصات شعر ولباس مزركش وألوان نسائية وسلاسل وبكلات وقلة أدب............

ولو طلبت منه يأتي بغرض من السوق أو طلبت منه أمه أو أخته أن يوصلهم لمكان معين أقام الدنيا ولم يقعدها وعبس ولوا بوزه زي مايقولون ..........................
الله أكبر مشغول الأخ .......مشغول بماذا ..... طبعا بالنت أو بمباراة أو فلم أو مواعد صديق له


أعود للمعلم الذي اهتزت مكانته وأصبح بلاقيمة أو وزن في هذا الزمان .......انقلب الوضع رأسا على عقب .........نقرأ في احيان كثيرة طالب يعتدي على معلم ..................ولي أمر يدخل مدرسة ويضرب معلم رسب أبنه في مادته .....
طالب يكسر سيارة معلم ................تشابك بالأيدي بين طلاب ومعلمهم ..........
نقل معلم من مدرسته بسبب الإعتداء على طالب ( علما ان الطالب هو من بدأ ) ؟؟؟

أصبح الطالب يرد على المعلم ويضع رأسه براس أستاذه ويجادل ويسيء الأدب
بل يتوعده في الخارج بعد الدوام ....................

الطالب يكثر الغياب والتأخر الصباحي وليس لدية دفاتر واجبات ويأتي للمدرسة بكتاب ودفترين
لأنها ثقيلة حسب كلامه مايستطيع يشيلها ....والدخان في جيبه .........تصوروا رغم هذا كله
النظام مع الطالب ومثل هذي الأشكال تنجح وتعطى فرص لتحسين مستواه وتعديل المواظبة
والسلوك ويخرج للمجتمع جيل مهزوز وضعيف وبليد ......

حسبنا الله ونعم الوكيل على من أعطى هؤلاء الطلاب المستهترين فرصة ودللهم وأفسد أخلاقهم
بانظمة جائرة ليست في صالحهم مستقبلا
النظام مع الطالب وفي صفه مهما كان فلا احد يستطيع منعه من الحضور ولامحاسبته ولاعقابه ولاضربة ولاتعديل سلوكه ...........

يعلم الله أن قلبي يمتليء فرحا وسرورا وسعادة عندما أقابل طلابي بعد تخرجهم هذا دكتور وهذا مهندس وهذا ضابط وهذا رجل أعمال وهذا معلم في مدرسة مجاورة وهذا طالب علم وهذا خطيب مسجد ...................هذا يناديني ويقبل رأسي وهذا يسلم بحرارة ويعرض خدماته وهذا يثني على
ماقدمته له والفضل لله سبحانه كلهم تواضع وادب وإلحاح في الدعوة لزيارة البيت وأداء الواجب
والكرامة ...........


الحديث ذو شجون ويعلم الله ان في البال الشيء الكثير من مواقف ووقفات ولكن
لابد لخاطرة كهذه ان تنتهي لأن المساحة التي حددت لها انتهت ووقفت عند هذا الحد

أخوكم ومحبكم
مقبل السحيمي