مـــشــوقــات لـلـحــج (8)


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 12-10-2011, 11:30 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي مـــشــوقــات لـلـحــج (8)

أخي المسلم:
إن الإسلام في نهاية المطاف هو الصلاة بالمعنى الذي سبق بيانه
وعلى هذا الوزن تُقَوّم أعماله كلها يوم القيامة ، وعلى ذلك يتحدد مصيره الأخير..!
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الحاكم الحاسم:
" إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح
وإن فسدت فقد خاب وخسر! وإن انتقص من فريضة قال الرب:
انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك "
[ رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير]
وأوضح من هذا دلالة قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله ، وإن فسدت فسد
سائر عمله " [رواه الطبراني ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير]
فليس عبثاً إذن أن قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصلاة في مراتب أعمال ابن آدم على
سبيل ترتيب الأولويات: حيث قال
" أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ، ثم بر الوالدين ، ثم الجهاد في سبيل الله " [متفق عليه]
وأن جعلها آلاف الدرجات في المسجدين ، إن الأمر يا صاح جدّ! وما بقي لمسلم تَرَك الصلاةَ
من إيمانه إلا ما لا يخلده في النار ، لا ما ينقذه منها بإطلاق ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " [رواه مسلم]
وقال أيضاً " بين الكفر والإيمان ترك الصلاة " [رواه الترمذي بسند صحيح ، وصححه الألباني
في الجامع الصغير] ومثله قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك " [رواه ابن ماجه بسند صحيح
وصححه الألباني في الجامع الصغير] وهذه الأحاديث وما في معناها تقتضي
أن المسلم التارك لصلاته قد شابه الكفار في صفاتهم ، فكفر عملاً ، وإن كان يدعي أنه مسلم
لأن المسلم إنما يتميز بصفة الصلاة التي هي عنوان إسلامه كما بيناه قبل فمن فقد عنوانه فَقَدَ
هويته ، أين أنت من جمال وهو يصف جمال المؤمنين ، لقد وصفهم بالصلاة باعتبارها أول
وسام نوري بعد الإيمان يشع من قلوبهم ، وهو أمر يكاد يكون مطرداً في كل آي القرآن
يقول المولى ـ عز وجل ـ في أول سورة البقرة
{ الم ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }
ومن أجمل ما ورد في ذلك فاتحة سورة المؤمنون ، إذ جعل الله أول صفاتهم الخشوع في
الصلاة وآخرها المحافظة على الصلاة ، وكل أعمال الصلاة من فعل الخيرات وترك المنكرات
جعلها فيما بينهما ، فاقرأ وتدبر .. واحفظ واحدة واحدة
{ قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ
هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ
رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُون أُوْلَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
فالخير كله فاتحته الصلاة
والخير كله خاتمته الصلاة
والخير كله غايته الصلاة
والخير كله وسيلته الصلاة
فما هو نصيبك من هذا الخير؟
فاتحة ، وخاتمة ، وغاية ، ووسيلة؟
إن من أعجب العجب أن ألزم الله ـ جل جلاله ـ المسلمين بالصلاة إلزاماً ، حتى في أحرج
الظروف وأخطرها: الحرب .. ولذا قال ـ جل جلاله ـ
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا
أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 238-239]
فقوله { فَإِنْ خِفْتُمْ }
يعني في حال الحرب وانعدام السلم والأمن ، سواء لحظة الاشتباك أو لحظة الترقب ، وقوله
{ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً }
وقال ـ تعالى ـ { وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا
أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا
حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً
وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ
اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ
فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً } [النساء: 102- 103]
تأمل كيف جاء تأكيد ربطها بالوقت في ظروف الحرب حتى لا يؤخرها مسلم عن وقتها الذي
فرضها الله فيه ، فالحرب ، بل الاشتباك في المعركة وهو ما يسمى ـ بـالمسايفة ـ ليس
عذراً لتأخير الصلاة عن وقتها ، وإنما هو يؤثر فقط في شكل أدائها لا في إسقاطها
أو إخراجها عن وقتها ، فصلّ على أي حال كنت ، وخذ حذرك ، فإلى الذين يرابطون في أسواق
التجارات ، أو يرابطون لتابعة السياسات على الشاشات ، وإلى الذين قد طمست المباريات
ويفرطون أو يتكاسلون في أداء الصلوات ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، إليكم المفهوم النبوي
للرباط! قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سياق التنبيه والترشيد
" ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟!
إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة .. فذلكم الرباط!
فذلكم الرباط! فذلكم الرباط! " [رواه مسلم]
إنه تفسير نبوي لقول الله ـ تعالى ـ في محكم البلاغ القرآني { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ
فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ
الصَلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم
مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [النور: 36- 38]
فكيف لو كانت في المسجد الحرام؟
يا حسرة على العباد! .. لو يدركون ما قيمة هذه الصلوات؟
ويا حسرة ثم يا حسرة! على نابتة من أبناء الحركات الإسلامية ، تعددت بهم السبل من
هنا وهناك ، وتفرقت بهم الأهواء ، وانغمسوا في التيه من كل صوب ، وأضاعوا هذه الصلوات
خشوعها ومواقيتها وجمالها ، فصدق عليهم قوله ـ تعالى ـ
{ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَياًّ } [مريم: 59]
أما علمت يا من تركت الصلاة أو تهاونت وتكاسلت في أدائها أنها العبادة التي تدخل من خلالها
إلى النور والبرهان والنجاة!! فاختر لنفسك ما ينجيها إن كنت من العاقلين!.
هذا وإلى لقاء آخر ـ إن شاء الله ـ
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مـــشــوقــات لـلـحــج (7) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 12-10-2011 11:18 AM
مـــشــوقــات لـلـحــج (6) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 11-10-2011 05:54 AM
مـــشــوقــات لـلـحــج (5) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 11-10-2011 05:45 AM
مـــشــوقــات لـلـحــج (4) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 1 05-10-2011 10:02 AM
مـــشــوقــات لـلـحــج (2) سعيد شايع مجلس الإسلام والحياة 0 04-10-2011 08:28 AM


الساعة الآن 12:47 PM

سناب المشاهير