ماجد الخليفي "يسار" مع مرافقيه
اجتاز الحدود الأوغندية ـ الرواندية دون سؤال أو جوازات
سعودي يقطع آلاف الكيلومترات لتتبع غوريلا نادرة في غابات رواندا
الغوريلا تأكل أوراق الخيزران
كينغي (رواندا): محمد آل عطيف
قام الرحالة السعودي ماجد الخليفي برحلة إلى الإقليم الجبلي شمال غرب جمهورية رواندا، والذي يعتبر موطنا للحيوانات البرية التي تستوطن الجبال الحدودية في أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لاقتفاء آثار الغوريلات الجبلية النادرة، حيث لا يزال يعيش في هذه الدول الثلاث 700 من أنواع الغوريلا على مستوى العالم، ويوجد في أوغندا نصف العدد.
يروى الخليفي تفاصيل الرحلة ويقول "بدأت رحلتي من دبي إلى مطار عنتيبي قرب العاصمة الأوغندية كامبالا، ويدين الأوغنديون بالنصرانية و5% فقط مسلمون، بينما تبلغ نسبة المسلمين في رواندا 1% فقط، والطعام اليومي السائد في تلك المناطق هو الموز المطبوخ والذرة وأنواع البطاطس المسلوقة، تؤكل مع لحم الماعز أو الدجاج".
ويضيف "بعد قضاء ليلة في العاصمة الأوغندية كامبالا، توجهنا برا نحو الغرب إلى محمية الملكة إليزابيث الوطنية التي تبعد مسافة 550 كيلومتراً عن العاصمة كامبالا، والتي تضم مجموعات من الغوريلات النادرة، وكان الطريق وعراً إلى حد ما، حيث تنتشر مزارع الشاي والبن والخضروات والموز على جانبيه، وسط طبيعة خلابة".
وأشار إلى أنه قضى الأيام الثلاثة الأولى في زيارة موتيلات وسط غابات كيباله وغابات إيشاشا التي تشتهر بها الأسود المفترسة وغابات وكهوف موراماغامبو التي يتواجد بها الملايين من حيوان الوطواط الطائر، مخلفة رائحة كريهة تملأ أرجاء المكان.
وتابع قائلا "لم تدم إقامتي في منتجع موييا على بحيرة الأمير إدوارد الذي تملكه عائلة هندية سوى يومين، توجهت بعدها بالسيارة من محمية الملكة إليزابيث في أوغندا إلى محمية المنطقة البركانية شمال رواندا، واستغرقت الرحلة 12 ساعة قطعت خلالها مسافة حوالي 500 كيلومتر في طريق أجزاء منه غير معبدة، والمشهد العجيب أننا اجتزنا الحدود الأوغندية ـ الرواندية بكل سهولة ويسر، حيث لم نُسأل من سلطات الهجرة عن جنسيتنا، ولم تُختم جوازاتنا، ووصلنا إلى منطقة كينيغي مدخل المحمية التي تحوي آخر ما تبقى من الغوريلات الجبلية، والتي تفضل العيش على قمم الجبال وارتفاع بين 2400 متر و3000 متر فوق سطح البحر".
وعن الصعوبات التي واجهها قال الخليفي "بدأت المعاناة عند تسلق الجبال للبحث عن الغوريلات، بعد أن زودنا المرشد السياحي صموئيل موجاتني بتعليمات مشددة حول كيفية التصرف عند مواجهة هذه الحيوانات الخطرة، وأخبرنا في طريق سيرنا بأن الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض استخدمت كاميرات دقيقة لوضع خريطة للتفاصيل الدقيقة لإحدى الغابات الإفريقية التي تعتبر الملجأ الأخير لحوالي 700 من الباقين على قيد الحياة من الغوريلا الجبلية".
وأشار الخليفي إلى أن الغوريلات تعيش في منطقة تلتقي فيها حدود رواندا وأوغندا والكونغو، وهي منطقة برية متشابكة ليس من السهل السير فيها، ولذلك دعيت وكالة الفضاء الأوروبية من أجل وضع خرائط من الجو لهذه المنطقة في مشروع استمر عامين بالتعاون مع اليونسكو انتهى مؤخراً، حيث عقد مؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس للإعلان عن الخرائط والمعلومات الجغرافية التي تم جمعها أمام علماء الطبيعة المهتمين بالأمر.
وتابع الخليفي قائلا: "رافقنا في رحلتنا في البحث عن الغوريلا الجبلية أربعة أفراد من متتبعي الأثر ومجموعة من حرس المحمية من الجيش الرواندي، وبعد تسلق مرهق استغرق 3 ساعات وصلتنا رسالة بالراديو من أحد متتبعي الأثر تفيد بأنه وجد الغوريلا في مكان ما، فتوجهنا للمكان المحدد، فشاهدنا عائلة كاملة من الغوريلات مكونة من ذكر ضخم يزن حوالي 220 كيلوجراماً وطوله متران، وعدة إناث مع صغارهن".
وأشار الخليفي إلى أنه سمح لهم بالبقاء داخل الغابة المطيرة لمشاهدة الغوريلات لمدة ساعة واحدة، ثم عادوا للنزول من الجبل قبل أن يحل المساء، ويصف طريق العودة ويقول "ومن كينيغي شمال غرب رواند توجهنا للعاصمة كيغالي التي تبعد 90 كيلومتراً على طريق جميل يمر بمناطق جبلية مغطاة بمزارع الشاي والبن والموز، ومن العاصمة كيغالي عدنا إلى دبي عن طريق نيروبي".
وعبر الخليفي عن سعادته بالقيام بهذه الرحلة، التي يعتبرها من أندر وأصعب المغامرات السياحية لهواة عالم الحيوان، حيث إن هذا النوع من الغوريلا في طور الانقراض.