سراة عبيدة: من قتل براءة الريف؟ .......... من قتل براءة التحليل؟
طالعتنا صحيفة الوطن صفحة 18 لكاتبها المميز والقدير جداً الأستاذ الدكتور في جامعة الملك خالد علي بن سعد الموسى برد على الكاتبة في نفس الصحيفة نادين البدير ، وتناقلته رسائل الجوال واصبح حديث المجالس أترككم مع المقالين
سراة عبيدة: من قتل براءة الريف؟
نادين البدير*
أجمل حكايات الطفولة كانت تلك التي تجري أحداثها في القرى وبين المزارع والسواقي والبساتين، قدمت لنا كل حكاية وصفا رائعاً لقرية ريفية وديعة، عرفتنا تلك القصص بالخصال الجميلة التي تميز أهالي الريف عن سكان المدن، هم أناس بسطاء متعاونون تكسو ملامحهم المحبة ويغلب عليهم طابع التسامح والكرم، هذا ما نشأنا عليه.
إلا أن ما حدث في سراة عبيدة مؤخرا لم يعكس تلك الصورة التي رسمتها الحكايات القديمة مطلقا، فهل اخترع المؤلفون القصص وصدقتها عقولنا الصغيرة؟ الواقع أن ما روي لنا كان الحقيقة بعينها لكن القرى لم تعد القرى، لقد غزاها فكر شوه أحلى معالمها وقضى على براءة محياها، ما حدث في سراة عبيدة لهو دليل على اغتيال أجمل بقايا الماضي، دليل على تعقيد بساطة أناس كانوا منذ زمن يعيشون حياتهم بفطرية متناهية وبسعادة متناهية. تعقدت بساطتهم حتى استنكروا إباحة الشيخ العبيكان استخدام الطبول في الأفراح.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تلقى شبان سراة عبيدة مناهج دينية مختلفة عن تلك التي يتلقاها الشبان في بقية المدن والقرى السعودية؟.
كلنا نهلنا من نفس العلوم وحفظنا ذات المناهج الدينية، مازلت أذكر درس الثقافة الإسلامية في الصف الثاني أو الثالث الثانوي الذي كان يتناول أنواع المعازف ويعطي الأدلة والنصوص على تحريمها. وإلى يومنا هذا تصر أعداد كبيرة من مدرسي ومدرسات الدين وجموع غفيرة من أئمتنا وفقهائنا ومشايخنا على تحريم الغناء وآلاته ذلك أنه هلاك يلهي عن الصلاة، أما الرقص فقد جرموه بعد قرنه بالشيطان، لكنهم من ناحية أخرى قد أباحوا الدق على الدفوف. ولو حاول أحد الطلاب أو الطالبات الاجتهاد قليلاً، لتكشف له أو لها أن الدفوف هي الآلة الموسيقية الوحيدة المستخدمة لجلب الجان والأرواح في حلقات الزار والخزعبلات الخالية من البيانو أو العود أو حتى الأورج، وسيتوصل المجتهد أو المجتهدة إلى تساؤل مفاده: أليس من الأجدر منع الدفوف بدلا من تحريم البيانو والعود والكمان؟ تلك الآلات التي عزف عليها أعظم موسيقيين أنتجتهم البشرية فكان أن خلدوا ألحانا هي منجزات تعكس أزمنة وحقباً مختلفة عاش بها الإنسان أروع مداه الفني الراقي. ندخل اليوم الألفية الثالثة لاعنين المدنية والانفتاحية محرومين من تلك المنجزات التي تغنى بها الخلفاء الأمويون والعباسيون ومن أتى بعدهم ممن عرف عنهم ولعهم بالموسيقى .
أي تأخر وأي صدع تعاني منه عقولنا؟
رغم ذلك فليس تحريم الغناء أو تحليله هو ما دعاني لكتابة هذا المقال، فأشد مسلمي العالم تمسكا بالشرع يرقصون ويغنون رجالا ونساء ويتفاخرون باستعراضاتهم الشعبية الراقصة التي تميز ثقافاتهم المختلفة، لكنه الإهمال الشديد لكل ما هو قروي أو ريفي إذ إننا بطبيعتنا العربية نصر على تجميل الواجهات الخارجية فقط دون الالتفات لتجميل الداخل، وعليه فقد ركزنا توجيه الجهود والثروات لإعمار المدن على حساب الأرياف، حتى وصلنا إلى درجة أن تطالعنا الصحف بين الفينة والأخرى بشكاوى لأهالي قرى متعددة يطالبون بإدخال الكهرباء التي لم تنر طرقهم بعد، وشكاوى أخرى تطالب بتعبيد طرقات قرى لم تعرف الشارع بعد، وفيما لا يستطيع أبناء المدن الاستغناء عن شبكة الإنترنت فإن مواطنين آخرين لا يملكون شبكة هاتف في قريتهم كما يعانون من ندرة المياه.
فمتى سنحسن صنيعاً لتلك الأماكن التي اعتقدنا في الماضي أنها تحيا على هامش المجتمع السعودي، لتفاجئنا اليوم بإنتاج فكري مثير للجدل؟ لقد نشأت العديد من الشخصيات التي تشكل أهم رموز التطرف في المجتمع السعودي في تلك القرى وتلقت تربيتها هناك.
ولو بحثنا في أسباب تفشي التطرف في القرى دون المدن، لوجدنا أنه من الطبيعي أن تكون نسبة تأثر أهالي المدن بما يتلقونه أدنى من نسبة تأثر أهالي القرى بها، إذ إن بيئة المدينة تفرض على سكانها نمط حياة منفتحاً نوعا ما فلا تدع مجالا لتأثرهم جميعا ببضعة تسجيلات متطرفة توزع مجانا على بوابات منازلهم، وعلى النقيض من ذلك فقد كان من السهل التغلغل بين عقول سكان الأرياف البعيدين عن حياة المدينة وصخبها، كانت عقليتهم البريئة أقرب إلى عجينة الصلصال القابلة للتشكيل، وقد حدث أن تشكلت وتعقدت فقتلت براءتها وتحولت إلى فكر متشدد داع إلى العنف.
أين كنا جميعا حين كانت عقلية التسامح في القرى تتآكل وتنقرض؟ حقيقة الأمر أننا كنا في سباتنا غافلين، ولم يتنبه أحدنا إلى الخطر المحدق بنا من داخل الريف فيما عدا كتابات نادرة لم تلق أهمية تذكر في حينها، كان من أهمها مقال نشر في صحيفة الوطن للدكتور سليمان الهتلان بعنوان (في الجنوب: جانا الحيا جانا) وصف فيه الكاتب السعودي قريته سراة عبيدة في يوم ماطر، وكيف تغير عليه الجنوب حين زاره بعد غياب طويل.
يقول الكاتب (صار في كل قرية مفت خاص يعلن حرمة الغناء البريء في مناسبات الزواج، ويشهر تصنيفاته ضد كل من يحاول التنبيه إلى خطر فكر التكفير... غاب حضور المرأة القوي في كيان المجتمع الجنوبي وتحول أحيانا إلى كابوس يقلق رجولة الجنوب بفعل هجمة أشرطة الصحوة والفكر المستورد الذي شوه إنسانية المرأة وأعدم ثقة الرجل في عاداته وتقاليده وطمس ثقافة الجيل وبراءة القرية) ويختم مقاله بقوله: (حينما تصبح "القدوة" في عقول آلاف الشباب المتطلع إلى حقه الوطني في مشاركة فاعلة هي رموز التطرف والجهل والإرهاب في مخابئها وأوكارها فليس أمامنا سوى قرع أجراس الخطر من شر فتنة قد تحرق كل ما أنجزه الآباء والأجداد من أجل بناء وحدة حقيقية...).
لكن ابن القرية المقهور من إهمال قريته ومن هيمنة ثقافة التكفير والمسخ الفكري لم يلق استجابة تذكر لأجراس الخطر التي قرعها عبر مقاله طلبا لنجدة قريته مما ألم بها، ولو أننا مجتمعات تفكر بما يقدمه لها كتاب الجيل الجديد وتأخذه على محمل الجدية لكنا فهمنا المقصود من ذلك المقال وتداركنا الأمر وأنقذنا ما يمكن إنقاذه، إلا أننا اعتدنا المعالجة ولم نعتد الوقاية، اعتدنا التدخل بعد وقوع المصيبة ولم نعتد التنبؤ بها.
ويشبه التطرف الفكري المستشري في بعض القرى السعودية المختلفة بالوحش الذي صنعه فرانكشتاين في رواية ماري شيلي، ففي الماضي قام من يطلقون على أنفسهم اليوم ( تيار الاعتدال والوسطية) بتمهيد بيئة خصبة لولادة الفكر المتوحش، قدموا له الغذاء بأيديهم فكبر حتى ليكاد يقضي علينا جميعا، حرموا عليه العزف على العود فصفعهم بالدفوف، أمروه بقتل كل كافر يصادفه فالتفت إلى أخيه وأشهر بوجهه السلاح، أم كان ذلك التيار ليتوقع أن يستقبلوه بالأهازيج بعد ثقافة العنف التي زرعها في نفوسهم؟ أسئلة أخرى كثيرة نتحمل جميعنا مسؤولية الإجابة عليها: ماذا حل بالقرية؟ من حولها إلى مزرعة للإرهاب والتطرف؟ ومتى ستعود أريافنا إلى سابق عهدها الوردي البريء؟.
سمعت فيما سمعت، أن المرأة الجنوبية كانت بارعة في الفنون وكانت تقوم بتلوين جدران المنزل العسيري البهي ببراعة متقنة حتى لتتنافس البيوت على أجملها بهاء وتناسقا في اللون. سمعت كذلك أن النساء في بعض قرى المملكة كن يشاركن الرجال الفرح في المناسبات، حيث اقتضى أحد طقوس الزواج هناك رقصة يقدمها أهالي القرية تصطف بها النساء والرجال بعضهم قبالة بعض، ويبدؤون الرقص بأن يتقدم أحد الصفوف خطوة فيتراجع الآخر وهلم جرا، وقد كنت أظن أني إذا زرت تلك القرى سأستمتع برؤية تلك المشاهد، لكني اكتشفت أن ذلك كله تحول إلى حكايات تروى للأطفال عن قصص جدات يخجل من فعلتهن الأحفاد.
*كاتبة سعودية
المصدر
سراة عبيدة: من قتل براءة التحليل؟
علي سعد الموسى
في مقالها المثير، ما قبل الأمس, قتلت نادين البدير براءة التحليل وهي تتحدث عن سراة عبيدة وتتساءل: من قتل براءة الريف؟ أزعم أن لا أحد في الوسط الثقافي اليوم يستطيع تشخيص حالة سراة عبيدة بأكثر من استطاعتي لسبب بسيط: لأنهم أهلي وتفاصيل حياتي وهم يقفزون إلى واجهة الأحداث, لأن بضعة منهم طردوا شيخاً فاضلاً من المسجد, فلم يكونوا نشازاً على بياض الصحافة, بل ظاهرة استنكار للسواد الأغلب الأعم من بياض تلك القبيلة. تقول نادين البدير: إن الأماكن التي تحيا على هامش المجتمع تفاجئنا اليوم بإنتاج فكري مثير للجدل لأننا نعمل على تجميل الواجهات دون الالتفات للداخل وركزنا على توجيه الجهود والثمرات لإعمار المدن على حساب الأرياف, حتى وصلنا إلى درجة أن تطالعنا الصحف بين الفينة والأخرى بشكاوى لأهالي قرى يطالبون بالكهرباء وتعبيد الطرقات في قرى لم تعرف الشارع بعد, وفيما لا يستطيع أبناء المدن الاستغناء عن الإنترنت فإن مواطنين آخرين لا يملكون شبكة هاتف في قريتهم... إلخ. هذه إذن هي المبررات التي قادت للحالة في سراة عبيدة من وجهة نظر الكاتبة القديرة, وهي وجهة نظر بها تبسيط مخل لعله أبرز ثقوب وعيوب الكتابة عن حالة كانت الكاتبة بعيدة عنها بعد الزهرة عن كوكب الأرض, ولو أنني فصلت واسترسلت في حالة ووضع الأفراد الذين قادوا الاحتجاج ضد الشيخ لكانت النتيجة مذهلة. لكنني هنا سأتحدث عن عموميات يعرفها كل سكان عسير عن هذه المحافظة. أهلها بالفطرة عصاميون وبكل المقاييس هم من يتصدر ويستأثر بقطاع البيزنس في عسير, وهم صولجانه ورجال أعماله. هم سادة تجارة العقار, وسواد صالات المساهمة في قطاع الأسهم, وبالقياس, لو أننا أجرينا مسحاً مالياً اقتصادياً لهذه المحافظة مع نظيراتها من ذات الفئة لحصلنا على ما يقتل تحليل نادين البدر بنسبة التطرف إلى المادة, ولكانت هذه المحافظة تحديداً في موقع وطني متقدم. أنا هنا أتحدث عن أرقام أعرفها وأمتلكها بالفعل. في آخر مسح لأقدم مدرسة ثانوية هناك عن خريجيها, يعمل اليوم منهم أكثر من سبعين أستاذاً جامعياً في جامعاتنا الوطنية الرسمية, وهو رقم يبز مدناً كاملة لا محافظات من ذات الفئة. فيها ثالث أقدم مدرسة نظامية في عسير, ومنها انطلقت أول مدرسة للبنات في المنطقة, واقرأوا "حزام" أبي دهمان الذي كان أول قصة ريفية سعودية بقياسات عولمية. من المحافظة ذاتها أكبر رقم من تاريخ الأسر التجارية وأعمقها أثراً اليوم لا على مستوى الإقليم, بل على مستوى المنطقة, وهم يدخلون اليوم دائرة الانتشار الوطني, البطالة في عرف أهل السراة ليست مصطلحاً اقتصادياً, بل وصفة عيب اجتماعية وبينهم متلهم الدارج الذي لا يعرفه أحد غيرهم وهم يرددون: اخلقني يا ربي واتّكل.
وباختصار, فما لم يأخذه أهلي بالتخطيط أخذوه بالمعاريض وهم - وهذا مصدر فخري - أهل باع طويل وأصحاب حجة وملاك طموح وإصرار لهم انتشارهم في كل إدارة حكومية على المستوى الوطني, وإذا أراد أحدكم أن يختبر هذا القول فليرفع صوته من حوله: هل هنا أحد من السراة؟ أو فليأت ليرى في سراة عبيدة أنموذجاً يدحض ربط الغلو والتشدد بالإهمال أو بطء التنمية. وعلى العكس يثبت "الأنموذج" السعودي كافة أن من "الفقعة" ما قتل. استخدمت نادين البدير مثلنا الدارج "العرس عند الحضر والرش عالقرى", مع تحوير لغوي للقتل كي يمر على الرقيب, لأنني أستصعب التحليل الذي يترك المدخل إلى جحر الثعبان فينبش من حوله وبعيداً عنه. قوائم المطلوبين المتتابعة تحمل سيرة ذاتية لكل مطلوب من يوم الولادة حتى تاريخ القبض, ومروراً بالأحياء والمدارس والشوارع والمنابر والمراكز والأندية التي مروا بها, وكل هذه السيرة مع كل فرد تثبت أن للمدينة ضلعاً وقدحاً أعلى ودورة مع العنف والتطرف لا تنافسها فيه قرية أو هجرة. ربما أخطأ بعض أهلي في السراة مع شيخ فاضل, ولكنهم لم يكفروا أحداً, ولم يخرجوا - بشهادتي - على ثابت ديني أو وطني, ونحن قبيلة تحاسب نفسها على كل كلمة, فلماذا تكون سراة عبيدة على واجهة الأحداث وتحت تضخيم المشرحة في ذات الوقت الذي أضحت به خريطة العنف واضحة جلية؟. لقد بقيت سراة عبيدة ثوباً نقياً مع سلسلة القوائم في ذات الوقت الذي استأثرت مدينتان سعوديتان فقط بتسعة من الأسماء في القائمة الأخرى الأخيرة, فلم تصبها سهام الكتاب والمحللين وكأن سراة عبيدة وحدها على كوكب الأرض والبقية في مدار المريخ. تعلم أختنا نادين البدير أن خريطة الغلو برجوازية مدنية حضرية خالصة, وتعلم أيضاً أن حجم قيمة الأسلحة التي امتلكوها على المستوى الوطني يقارب المليارين, وتعلم أيضاً عن ملايين النقد - الكاش - المكشوف تحت الكاميرا مع كل عملية أمنية, ناهيك عن أن الرموز من سلالة أسر ثرية أرستقراطية. كنت أربأ بأختي نادين البدير عن التطرف في التحليل وهي تتكلم عن ماضي بعض القرى- في صفين متقابلين - نساءً ورجالاً على أنغام الطبل, وهم يمارسون الفلكلور الشعبي, ثم تتساءل من قتل هذه البراءة؟.
يؤسفني أولاً, أن نادين لا تعرف ما هي السراة وأين موقعها على الخريطة ناهيك عن بدئها في التحليل دون إدراك للنسيج القبلي والاجتماعي والنواميس التي تحكم أهلها ولا تاريخهم كأحفاد لسالم الزير, أو أبناء لجنب بن سعد العشيرة. البراءة التي تتحدث عنها هي براءة الرقص, والرقص الذي يعرفه أهل السراة ليس إلا رقصة الخنجر الجافة على حنجرة جافة برمش عيون جافة, وأكاد أجزم وأقسم أنه لا يوجد ناموس قبلي على وجه هذه الأرض يبز ناموس أهل السراة بالمرأة وغلاء المرأة ومهر المرأة وقيمة المرأة. أختي, نادين: أكاد أجزم وأقسم إنه لا جدتي ولا أمي ولا زوجتي ولا أختي رقصن لحظة واحدة أمام ناظري وأنا الليبرالي - المستغرب في عرف أهلي بالسراة - فكيف بهن يرقصن في صفين متقابلين؟ ومن هو الذي أوحى لك بهذه الخطوة؟. نحن قبيلة لا تمارس الرقص وإن مارسناه فعلى طريقتنا منذ أن كان غيرنا في أماكن كثيرة يعبد الشجر والأصنام ويمارس التعويذة وطرائق التصوف والتبرك. كارثة سراة عبيدة - وهذا أقوله بكل صدق - أن بها من المشايخ اليوم ما يوازي نصف عدد السكان, وبها من الوعظ المستهدف الخاص ما يكفي أن تشاهده بالإعلان على كل بقالة أو صراف أو مخبز. كارثتها الأخرى أن بيننا من يكتب عنها وكأنها وحدها النشاز دون أن نعرف إن كانت السراة بالفعل تقع على هذه الخريطة.
*أكاديمي وكاتب سعودي
المصدر