السيف من اشهر الاسلحة التى استخدمت خلال عصور طويلة كأهم سلاح حربى فردى حتى اكتشاف البندقية، وله اسماء وتعاريف كثيرة، لانه عرف منذ القدم فى معظم بقاع العالم، وكان له شكل خاص عند كل شعب على حدة، لذلك تعددت اشكاله وتطور بعضها مع تقدم الحضارات فبات من الصعب ان يوضع له تعريف محدد يميزه عن السكين والخنجر والمدية، وتعريف السيف انه سلاح للهجوم يستخدم باليد، له نصل طويل قد يكون مستقيما أو مقوسا مصنوع من الحديد أو الصلب ومثبت فى مقبض له غالبا واقية لليد، وتتوقف وظيفته فى الطعن أو القتل على شكل نصل السيف،اذا كان له حد أو حدان . وخلال التاريخ صنع اليف من موالد مختلفة راوحت بين الحجر والخشب والعظم والنحاس والبرونز والحديد والصلب،واستخدم اشكال منها القصير والطويل والثقيل والمستقيم والمقوس والعريض والضيق والمدبب والمستدير، ومنها ذو الحد الواحد أو الحدين، ويمتاز سيف كل شعب بطرازه واساليب طرقه وصنعه وصقله وزخرفته، وان لم يعد السيف اليوم سلاحا للقتال،لكنه مازال رمزا ينطوى على كثير من المعانى منها ان رفعه الى الهامة من أرفع ضروب الاحترام وكسره يعنى الضعه وتسليمه معناه الخضوع .



غير العرب والسيوف
استعمل العرب قبل الاسلام المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد فى صناعة السيوف، واحتفظ الادب الجاهلى بصور شتى للسلاح فى تلك العصور ولا سيما للسيف وحسب ماذكر الدكتور عبد الرحمن ذكى فى احدى مؤلفاته ان المترادفات لاسماء اليف تشكل معجما نادرا لا مثيل له عند الشعوب الاخرى، وذلك يعبر عن اهتمام العرب بالفروسية ونزوعهم الى المبارزة والصيد، ولكن هذا لايعنى ازدهار صناعة السلاح عند العرب كما عند الفرس والهنود والصينيين ووفر السلاح عند نصارى العرب لازدهار فن الحدادة بينهم، وازدهرت تلك الصناعة فى بصرى فى حوران مصانع السلاح التى كانت تطبع النقوش والصور على الاسلحة، وكان مثلا على نصل سيف الحارث بن ظالم صورة حيتين، وكان للمالك بن زهير سيف عليه صورة سمكة فعرف بذى النون .


العرب والسيوف




السيوف الى نوعين منها السيوف العتيقة والسيوف غير العتيقة ومن السيوف العتيقة السيوف اليمانية والسيوف القلعية والسيوف الهندية،ويصل طول السيف اليمانى العتيق الى أربعة قدود نها العريض الاسفل المخروط الرأس،والمربع السيلان تربيعا مخروطا الى طرف السيلان، ويجرى على نصله أربع شطب وهى القنوات التى تحفر على وجه النصل لتقلل من ثقله، وأكثر السيوف اليمانية يبلغ عرض نصلها ثلاثة

أصابع تامة،ويبلغ عرض أقل ما يكون منها أصبعين ونصف أصبع، ولا تكاد تخلو السيوف اليمانية من الفرند وهو الجوهر ذو اللون الذى يميل اؤلى السواد، وقد توضع عليه الرسوم والتماثيل وتكتب عليها الاسماء ليخفى اثر الفرند، ومن السيوف اليمانية أيضا ما يعرف بالموصول السنان، ومنها الموصول الصدر،ويكون ذلك نتيجة الضرب بالسيف فيقطع .أما السيوف القلعية وهى التى يبلغ نصلها بين أربعة أشبار وخمسة وعرضه بين ثلاث أصابع،اربع وقدودها متساوية أعاليها وأسافلها واحدة، أما النوع الثالث من السيوف العتيقة هى السيوف الهندية وهى فى قدود القليعة،ويشبه جوهرها السيوف اليمانية اءلا أن لونها يضرب اءلى السواد .
أما السيوف غير العتيقة فقد قسمها الكندى اءلى عدة انواع هى البهائج والرثوث أو الرسوب والسيوف الصغار البيلمانية، والسلمانية وحسب ما وصف الكندى فان السيو البهانج عراض النصال عرضها اربع اصابع أو أكثر أما السيوف الرثوث فعرضها أربع أصابع أو أقل، والسيوف السليمانية لطيفة العروض وفرندها يتراوح بين الطول والقصر،وبداية السف السلمانى كنهايته مستويان فى العروض .أما السيوف المولدة فهى خمسة انواع فالسيوف الخرسانية فقد صنعت من حديد خرسانى وطبعت فى خراسان وهى مساويه للقلعية أما السيوف البصرية فاءنها ذات شفرات حسنة مختلفة القدود والسيوف الدمشقية فقد عرفت بجودتها منذ القدم وامتزت نصالها بقطعها الجيد، والسيوف المصرية منها ما طبع فى مصر وتمتاز بطولها واستواء سطحها، والسيوف الكوفية فقد صنعت بالكوفة عند نشأتها وهى سيوف قصيرة عرضها يبلغ ثلاث أصابع وطولها ثلاثة أشبار، والسيوف السرنديبية فاختلف بحسب امكنة صنعها فى خراسان أو المنصورة أو فارس أو سرنديب، وكانوا يحمونه بفحم الخشب وليس بفحم القصب فيخرج فرنده رقيقا أصفر، وهناك أيضا السيوف القلجورية التى وصفا الكندى بأنها خفيفة الوزن لاتزيد على رطلين، وتنسب اءلى مدينة الطرقونية فى الاندلس .

اسلحة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام

تحدث كتاب السيرة أن الرسول محمد ( صلعم ) كانت له جملة أسياف منها البتار والمعصوب والمخذم والرسوب والحتف والعضب الذى كان قد أعطاه سعد بن عبادة وكان للنى سيف قلعى اصابه من سلاح بنى قيقعان وورث عن ابيه سيف اسمه المعور . اما اشهر سيوف الرسول فهو حتما ذو الفقار الذى غنمه فى معركة بدر وكان للعاصى بن منبه السهمى بن الحجاج، فبات سيفه المفضل الذى لا يفارقه فى حرب من حروبه وسمى ( ذو الفقار ) لحزوز مثل فقرات الظهر كانت فى وسطه، وانتقل ذو الفقار سيف النبى المختار بعد وفاته اءلى على بن أبى طالب ثم صار لبنيه، ثم انتقل ذو الفقار الى المعتز المتوكل، ثم صار من بعده اءلى المهتدى بالله، وقيل انه تحول اخيرا اءلى الخلفاء الفواطم .وذكر أن نبينا محمد ( صلعم ) كان يتوشح بالسيف فى عنقه بواسطة حمالة على الطريقة العربية المتبعة فى ذلك الحين، وأمتاز العرب باءطلاق أسماء خاصة على السيوف ومما اشتهر منها كثيرا أهمها مع أسماء أصحابها، الخطاب ( ذو الوشاح ) على بن أبى طالب ( ذو الفقار ) أبوموسى الأشعرى (الصدى ) خالد بن الوليد ( القرطبى ) سعد بن ابى وقاص ( ملاء ) سعد بن عبادة (الرقراق ) .



سيوف الدول

يوجد من سيوف الأمويين ما يعتقد أنه سيف الخليفة الأموى عمر بن عبد العزيز الذى توفى عام 1.1 هجرية كما نقش عليه،وسيف له مقبض مذهب وواقية من الحديد نقش على نصله العام 1.5 هجرية واسم الخليفة الاموى هشام بن عبد الملك، واذا صحت نسبة هذه السيوف الى القرون الاسلامية تشهد بأن المسلمين كانوا يستعملون السيوف المستقيمة النصال، وتختلف أشكال أطرافها، فمنها ما يبدو ما يبدو مدببا أو مربعا أو بين هذا وذاك . ولم يصل من سيوف العصر العباسى الا سيف مستقيم النصل له واقية من الحديد ومقبضة من الذهب نقش على نصله اسم الخليفة أبو أحمد المستعصم بالله الذى ولى الخلافة واغتيل فى غزوة المغول .


عرفت مصر الفرعونية شتى انواع السلاح والسيف من ابرزها ن وكان عموما ذ ا نصل مستقيم وقصير ولا يزيد على 3 أقدام له حدان وطرفه مدبب يستخدم كاخنجر وكانت قبضته بسيطة الصنع مقعرة الجانبين لسهولة القبض عليه، وترصع أحينان بالاحجار النفيسة أو المعان القيمة، وكان النصل من البرونز السميك والمنتفخ عند الوسط،ولكن السلاح فى مصر كان يتغير بتغير الدول، وبقى شكل السيوف وزخارفها ونقوشها فى العصر الفاطمى غامضا،ويروى المقريزى ان الخلفاء الفاطميين



جمعوا أسلحة نادرة كان من بينها سيف ذو الفقار وهو أحد السيوف الخمسة أو السبعة التى أهدتها ملكة سبأ بلقيس الى سليمان وهى ذو الفقار ن وذو النون، ومخذم، ورسوب، والصمصامة .ولم تصلنا من دولة المماليك الا ما روى عن الظاهر بيبرس فقد قيل أن السيف الذى كان يتقلده هو أصلا سيف الخليفة عمر بن الخطاب، وكان يحمله على الطريقة البدوية أى انه كان يعلقه على الجانب الأيسر من نطاق يمر فوق الذراع اليمنى . ومن أهم اسباب ضياع السيوف الاسلامية فى العصر المملوكى انها كانت توزع اسلحة السلطان او الامراء على خاصيته بعد وفاته، فكانت تبعثر على الرجال ثم تباع أو تضيع وتندثر وانشىء فى هذا العصر سوق لبيع الاسلحة . وفاخرت الشام بصنع السيوف الممتازة التى تنقش على نصالها الايات الكريمة، والاشعار، والدعوات وكانت مقابضها ترصع بالحجارة الكريمة وتصنع لها الاغماد المزخرفة، كما صنعت السيوف فى والشوير ودومة فى لبنان كما اشتهرت فى الشام ولبنان أسر السلاحين فعرف منهم بنو السيوفى وآل بولاد، وجوهر، وجوهرى، ومسابكى، وصيقلى، وحداد، نحاس، حفار، وطباع، اما فى تركيا فقد بلغت صناعة السيوف أوج قمتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر،وبلغ سلاحوها درجة فى الابداع يحسدون عليها، وممن برعوا فى صناعة السيوف التركية ( الاؤسطة سنان ) الذى قيل أنه صنع سيفا يطوى كالنطاق ( الحزام ) وكان على مرونته سريع الاعتدال من تلقاء نفسه . أما فى الاندلس فقد استخدم العرب السيوف المستقيمة ذات الحدين وكان من بين الغنائم التى استولى عليها بعد فتح الاندلس ما يقرب بنحو الف سيف، واشتهرت عدة مدن اسبانية بصناعة السيوف منها مرسية، واشبيلية، والمرية، وغرناطة، ولاشك أن مكانة طليطلة بلغت اسمى الاءزدها فنسبت اليها السيوف، ولما اصبحت غرناطة حاضرة الدولة الاسلامية فى الاندلس وانحسر فيها حكم المسلمين انتقلت اليها صناعة السلاح .أما ( قم ) باءيران فقد صنع فيها فى منتصف القرن السابع عشر ابدع النصال الايرانية، كما اشتهر اقليم خاراسان بصنع النصال النفيسة،واشتهرت ايضا سيستان، وقزوين .

منقووووووول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الموضوع راااائع تسلم يمناك على النقل الموفق

ويمناك اخوي القويفل

لاهنت على النقل الجميل يالذيب

__________________

لسماع قصائد الشاعر : سعيد بن مانع
اضغط هنا

أخي المحيط .. جزاك ربي خيرا ً .... يا غالي ...

بصراحة استفدت كثيرا ً جدا ً من هذا الموضوع ... حيث لم أكن أعرف عن السيوف إلا القليل ...

وفقك الله أخي المحيط دوما ً لكل خير .,.

لكن أخي الحبيب ..

يا حبذا لو ابتعدت عن كتابة ( صلعم ) بعد كلمة محمد ... حيث أن هذا من المنهيات الشرعية ...

فإن كان بإمكانك تعديل المشاركة ... فأرجوك بادر بتغييرها .... وكتابة صلى الله عليه وسلم كاملة ...

وفقك الله أخي الحبيب ..

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

__________________

الاخوان بن مانع و هاني شرفني مروركم الكريم

الاخ هاني بالنسبه الى( صلعم )انا لم اكتبه لان الموضوع منقول