رد : المنطقة الشرقية ترصد أول كسوف خلال العام الجديد
.
ونعم يا أخوي سعد ولا هنت والموضوع يجب الإنتباه على صغار السن لما فيه من الضرر .
الله لا يهينك وتسلم على التحذير
وأحب أن يكون ذلك واضحآ فأوردت ما وجدته قد يفيد ولك الشكر .
تقبل تقديري واحكاي والسلام
------------------------------------------------------------
تم اقتباس الجواب من جامعة الملك سعود اتمنى ان يكون مفيد لك وتفيد غيرك كاتب هذا الموضوع هو د. عبد الرحمن أحمد المسلم فجزاه الله الف خير .
هل يقتصر ضرر الشمس على العين أثناء الكسوف
تقوم وسائل الإعلام المختلفة بدور مشكور في توعية الناس في هذه الأيام وذلك بمناسبة حدوث كسوف الشمس المتوقع بإذن الله. ولعلي أنتهز هذه الفرصة للحديث مع التنبيه على مضارها أثناء حدوق الكسوف.
فالشمس كمصدر حراري تبث أشعتها في الكون وتصل إلى الأرض كواحدة من المجموعة الشمسية، وكمية هذا الإشعاع التي تصل إلى الأرض تختلف بإختلاف المواقع الجغرافية على الأرض من مرتفعات ومنخفضات، وعلى حسب بعدها وقربها من الشمس، وكذلك على حسب كمية العوالق الهوائية من الأتربة وبخار الماء والتي تتسبب في حجب جزء من هذه الإشعاعات. كما أن الأغلفة مثل طبقة الأوزون والتي تحيط بالأرض تقوم بامتصاص كميات كبيرة من الأشعة الضارة قبل وصولها إلى الأرض.
تبعث الشمس بإشعاعات مختلفة، فالإشعاعات التي تتراوح أطوال موجاتها مابين 380 و 780 نانوميتر والتي تمثل الضوء المرئي، فإنها تخترق الأغلفة الجوية وتصل إلى الأرض بكميات كبيرة لتضيء الأرض. أما الموجات التي تقل عن 380 والمعروفة بالأشعة فوق البنفسجية أو تزيد على 780 والمعروفة بالأشعة تحت الحمراء والتي لاترى بالعين البشرية، فيتم امتصاص جزء كبير منها قبل وصولها إلى الأرض.
لكن جزءاً ليس باليسير من الأشعة الفوق بنفسجية يستطيع الوصول إلى الأرض، وهذه الأشعة التي تحمل في موجاتها طاقة عالية لها تأثير سيء على الجلد وعلى العين. أما الأشعة التحت حمراء فإنها تحمل في موجاتها طاقة ضعيفة وليس لها تأثير على الجسم سوى عند التعرض لها مباشرة وبكميات كبيرة كتلك التي قد تحدث في مصانع الزجاج والحديد.
ماهو تأثير الأشعة الفوق البنفسجية على الجسم؟
يتأثر الجلد بتعرضه مباشرة لتلك التي تحدث عند ارتياد الحمامات الشمسية، فتسسب الحروق ويفقد الجلد بعضاً من مرونته ويبدو مترهلاً كما تحدث تغيرات جلدية من بينها حدوث بعض أنواع السرطان الجلد، أما أجزاء العين المختلفة ، فتتأثر مباشرة بتلك الأشعة. ولعل أهمها الشبكية، وهي الجزء الحساس الذي يستقبل الضوء ويبعث الإشارات المناسبة إلى الدماغ ليحولها إلى صور مرئية. فتلك الأشعة تتلف المستقبلات الضوئية وبالتالي تؤثر مباشرة على الرؤية. أما الملتحمة وهي الغشاء الخارجي الذي يغلف العين، فيصيبه بعض الإحتقان في الأوعية الدموية وكذلك نشوء زوائد لحمية مثل الظفرة والتي قد تمتد إلى سطح القرنية، وقد تعيق الرؤية في بعض الأحيان. وكذلك القرنية يصيبها بعض الضرر نتيجة لامتصاصها تلك الأشعة فتحدث بها تغيرات سطحية قد تكون حادة على شكل تقرحات وقد تكون مزمنة على شكل سحابات تقلل من شفافيتها وبالتالي تقلل من نفاذيتها للضوء وهذا ينعكس على وضوح الرؤية. أما عدسة العين التي تفترض أن تكون شفافة، فإن تلك الأشعة تحدث تغيرات في مكوناتها البروتينية ينتج عنها عتمات (الماء الأبيض) تعيق الرؤية.
كل هذه التغيرات التي تصيب الجلد والعين معروفة ويكثر انتشارها في المناطق الحارة، وبين أولئك الناس الذين يمارسون أعمالهن خارج المباني وفي البراري مثل الرعاة والبدو وكذلك الذين يرتادون السواحل ومتسلقي الجبال. الشيء الذي يجب ذكره أن تأثير هذه الاشعة هو تأثير تراكمي، وهذا يعني أن التعرض لتلك الأشعة ولو لفترات متقطعة يؤدي إلى تراكم تأثيرهامحدثة تلك التغييرات المذكورة سابقاً. ومما يساعد على حدوثها وجود التهابات مزمنة في العين وجفافها والتعرض للأتربة وللرياح الجافة.
ولقد حبا الله العين بوسائل متعددة لحمايتها في الظروف المعتادة. فالجفون والرموش تؤدي دورها في حماية العين من مضار أشعة الشمس. فعند التعرض لأشعة الشمس أو لأي مصدر ضوئي شديد الإضاءة يقوم الإنسان وبشكل لا إرادي بإغلاق جفونه إلى الحد الذي يسمح بمرور كمية من الضوء تكفي فقط لماسعدته على الرؤية وبذلك يجنب الإنسان عينيع مخاطر التعرض للأشعة الشديدة.
أما حدقة العين (البؤبؤ) فلها نفس الدور فعند تعرضها للإضاء الشديدة تنقبض عضلات الحدقة وتصغر فتحتها بدرجة كبيرة تقل معها كمية الضوء التي تصل إلى داخل العين أما في الأجواء الخافتة والمظلمة فإن البؤبؤ يتسع بدرجة كبيرة ليسمح بدخول أكبر كمية من الضوء لتمكن العين من الرؤية في تلك الظروف الصعبة.
كما تقوم أنسجة العين المختلفة مثل القرنية والعدسة بإمتصاص كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة قبل وصولها إلى شبكية العين.
وكذلك عندما ينفذ الضوء إلى داخل العين ويتجمع في مركز الرؤية في الشبكية فإن حرارة تلك الأنسجة ترتفع، ولتقليل أثر إرتفاع الحرارة الشبكية عن طريق الدم والذي يمر بسرعة كبيرة في تلك المنطقة وبالتالي يؤدي دور جهاز تبريد للشبكية.
ولزيادة حماية العين من ضرر ضوء الشمس الشديد وإشعاعاته الخطرة ( الأشعة الفوق بنفسجية) فإنه ينصح باستعمال النظارات الشمسية ذات المواصفات الجيدة والتي تحتوي على مرشحات لها القدرة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية بكاملها. كما ينصح بعدم معاينة الأجسام شديدة الإضاءة مباشرة وخاصة تلك التي تنبعث منها الأشعة الفوق بنفسجية مثل أجهزة لحام الأوكسجين وكذلك أفران صهر الحديد والتي تنبعث منها أشعة تحت الحمراء.
إن حدوث الكسوف يجذب انتباه كثير من عامة الناس لمتابعته كظاهرة فلكية ومما يشجع الناس على معاينة الشمس مباشرة انخفاض شدة الإضاءة أثناء فترة الكسوف حيث يحجب القمر جزءاً من أشعة الشمس وبالتالي يقل الوهج الحراري الصادر من الشمس الذي يمنع الناس عادة من معاينة الشمس في الظروف المعتادة.
كما أن بؤبؤ العين يتسع بدرجة كبيرة في تلك الأجواء المظلمة المصاحبة لحدوث الكسوف فتدخل كميات كبيرة من الأشعة الضارة وتصل إلى مركز الإبصار في الشبكية فتحدث تغيرات كيميائية وحرارية تتلف المستقبلات الضوئية مما يؤثر على الرؤية بدرجة كبيرة تصل إلى العمى في بعض الاحيان وهذه الظاهرة معروفة منذ القدم بـ "عمى لكسوف ".
وحيث أن شبكية العين تفتقد للنعايات العصبية التي تنقل الغحساس بالألم كتلك الموجودة في الجلد مثلاً فإن تلف الشبكية يكون غير مصحوب بأي نوع من أنواع الألم.
ونظراً لخطورة كسوف الشمس على الرؤية فإننا ننصح عامة الناس بتجنب التحديق في قرص الشمس أثناء الكسوف كلياً حتى مع أستعمل المرشحات والوسائل الأخرى المعروفة حيث لا يمكن للإنسان العادي التأكد من مطابقة تلك المرشحات للمواصفات المطلوبة لحماية العين. فالأمر لا يحتمل المجازفة فيكتفي بمتابعة هذه الظاهرة عبر شاشات التلفاز حيث ستقوم بتغطية الحدث لحظة بلحظة مما يمكن المشاهد من الاستمتاع برؤيته دون التعرض للخطر. كما ننصح بحماية الأطفال من التعرض للعمى وذلك بإبقائهم داخل المنازل طوال فترة الكسوف.
البصر نعمة من نعم الله علينا فيجب المحافظة عليها.
د. عبد الرحمن أحمد المسلم
إستشاري طب وجراحة العيون
المصدر
http://faculty.ksu.edu.sa/2038/Lists/Articles/DispForm.aspx?ID=5