الخطبة يجب أن تعايش الواقع الذي يعيشه المجتمع ،، أما كثرة الوعظ أو كثرة الكلام في السياسة فهي غير محمودة.
نحن أمة الوسط والإكثار من موضوع بحد ذاته يفسد الخطبة.

أعرف أحد الخطباء -غفر الله لي وله وللمسلمين أجمعين- أعاد علينا خطبة بعنوان "الاستغفار" مرتين أو ثلاث بنفس النص ونفس الأفكار ونفس العناصر ،، وأعاد علينا أخرى بعنوان "التقوى" حتى إني لأكاد أن أعرف ماهي النقاط التالية في خطبته تلك،، وما ذلك إلا لأنه لا يكتب خطبته بل يرتجلها ارتجالاً ،،

وهذا يذكرني بمقولة للشيخ ناصر العمر يذكرها عن أحد الخطباء إذ يروي صاحب الخطيب :أنه كان في الطريق يوم الجمعة إلى مسجد الجمعة ومعه صديقه الذي سيخطب ، فقال الخطيب: ماذا تقترح عليّ من موضوع لخطبة اليوم؟ -وهم في طريقهم للمسجد- فتساءل صاحبه: أ لم تجهز الخطبة حتى الآن ؟ قال: لا ،، قال: إذن ما رأيك أن تتكلم عن فضل المدينة المنورة ؟ قال: حسناً ، فلما صعد على الخطبة فإذا هو يتكلم عن فضل مكة المكرمة ،، فلما سأله صاحبه عن ذلك ،، قال: إني لما صعدت على المنبر رأيت أنه ليس من المناسب أن أتكلم عن المدينة المنورة ولم أكن قد تكلمت عن مكة المكرمة ،،
انظروا !! يقرر موضوع الخطبة وهو على المنبر.

ينقص بعض الخطباء -إن لم يكن أكثرهم- الإعداد الصحيح للخطبة.

تحياتي للجميع
أبو زيد

مرحبًا بك أخي الكريم ..

كلامك في محلة وأرى بأن هذا المجال يرجع بكيانة إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ..

الخطباء في الغالب يحتاجون إلى فنون التخاطب والتعامل مع الغير ..

يحتاجون إلى القاعدة البلاغية الذهبية لكل مقام مقال ..

بيئة الخطبة هي التي تحدد أسلوب الخطيب يجب على أي خطيب أن يراعي مثل هذه الجوانب فهي مهمة إلى حد كبير ..

نعم كلامك يمس واقعًا ملموسًا وبرأيي أن الوزارة لو تقوم بإعطاء دورات للخطباء في كيفية الإلقاء واختيار المواضيع ..

وأنا هنا لا أقصد الخطباء الأصيلين من المشايخ الذين لهم قصب السبق ولكن أعني من لتحق بركب الخطابة مؤخرًا ..

حتى أنني أذكر أنه في إحدى الخطب التي حضرتها تكلم الخطيب عن الوظائف وقلة الفرض !! واظنه لم يأت بشيء جديد فحديث المجتمع كفيل بهذا الأمر والكتاب والصحافة وغيرها أما الجمعة فلها منبرها السامي الأوحد ذا الطريق الواضح فليست الأمة بحاجة إلى كلام مثل هذا ..

مرحبًا بك وشكرًا وأتمنى لك التوفيق ,,

مرحبًا بك أستاذي الكريم ..

وشكرًا لتعليقكم الكريم في هذا الجانب ..

ولا تعجب أخي الكريم ..

قلت أننا نحتاج إلى فن وتثقيف ومراعاة للأحوال والمتغيرات الإجتماعية الدينية ..

بعض الخطباء لديه فصاحة ولكنه لا يجيد صياغة الخطبة ولا يحسن اختيار الموضوع ..

وبعضهم ليس لديه القدرة في جذب الناس وشدهم إليه بل تجد الرؤوس تتمايل وهذه حقيقة ..

وأذكر أنني حضرت خطبة وكانت مدبجة كما تفضلت في إنجازات الملك عبدالعزيز وما آل إليه الملك فهد من توحيد وبناء وتطور وازدهار رحمهم الله تعالى جميعًا ..

وفي الواقع أن ولاة أمورنا لا يريدون مثل هذا الكلام ولا يلتفتون له فهم أرفع من مدح أو ذم ولكن ما يريدونه وتريده الأمة هو الإصلاح والتوجيه والإرشاد للمجتمع وسيرها على نهج الكتاب والسنة ..

وباختصار الأئمة يفتقدون المرجعية التي توجههم للموضوعية التي تمس المجتمع ..


للأسف أن الكثير من الخطباء لم يأخذ الخطابة إلا من أجل المرتبات الزهيدة والتي قد تكون وبالاً عليه في الدنيا والآخرة ..

وهذا أمر عظيم وهناك جملة أسمعها دائمًا ضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأظن أن المنبر الخطابي يحتاج إلى الأكفاء ..

شكرًا لك وأسأل الله عزوجل ان يحسن حالنا وحال امتنا ولك التقدير ..