قلم علمي آخر يتحدث عن ( أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير ) لحماد الخاطري


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 29-05-2007, 07:44 PM
  #1
المعضادي
عضو جديد
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 15
المعضادي is on a distinguished road
افتراضي قلم علمي آخر يتحدث عن ( أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير ) لحماد الخاطري

قلم علمي آخر يتحدث عن ( أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير ) لحماد الخاطري




حول كتاب "أوثق المعايير" لحماد الخاطري
أوراق ثقافية ... صورة جديدة للبحث في علم النسب


لقد أتيحت لي فرصة للاطلاع على ما جاء في كتاب “أوثق المعايير في نسب بني ياس والمناصير” لمؤلفه حماد بن عبد الله الخاطري كمحاولة أولى من باحث اماراتي يتوغل في التاريخ الشفاهي، ويعد دراسة مقارنة مع المكتوب والمسموع ليوظفها في خدمة البحث في علم النسب. وقرأت بعض الآراء التي قيلت في الكتاب على صفحات ملحق “الخليج” الثقافي والملاحظات التي أبداها الأساتذة الكتّاب حول ما جاء فيه، وقد كان بعض هذه الكتابات تفسيرياً لآراء وصل اليها المؤلف، والبعض الآخر تركزت أفكاره على التشكيك في عددٍ من الحقائق التي اعتقد الباحث أنه توصل اليها، ولاحظت أنّ مقالة الباحث علي بن محمد المطروشي المُعنونة ب (وجهة نظر) هي الأقرب للنقد والصّواب، ومن المعروف أنّ النقد العلمي له مناهجه وأساليبه المتعارف عليها وله متخصصون قد درسوا هذا العلم ومارسوه، ومن أبرز ما فيه، ابتعاد الناقد عن التكذيب والطّعن والتجريح، فالكتابة والبحث موضوعان مهمان يسيران بخط واحد للوصول الى الحقيقة التي جعلها الكاتب الباحث هدفاً له وعادةً تكون مسالك الوصول الى ذلك الهدف متعددة ومتنوعة تدل على إبداع هذا الباحث أو ذاك عبر اعتماده على الطرائق المنهجية والعلمية وما يبتكره من وسائل مساعدة.

د. عبد العزيز الجاسم *

إن الناقد المتسلح بوسائل النقد العلمية المنهجية يبدي دائماً الرأي في أي المسالك أسلم في عملية الوصول الى ذلك الهدف، وقد يعمل على ازالة العثرات التي واجهها الباحث في محاولته واضعاً في الحسبان المتاعب والصعوبات التي يواجهها كل باحثٍ مجدّ، ويبقى دوماً البوصلة التي تهدي الى الاتجاه الصحيح من خلال تشخيصه للسلب والايجاب بوضع الدليل الذي يشخص حالة السلب أو الايجاب ان وجدت، ولا يكون باحثاً عن المساقط والعيوب والهنات متناسياً الايجابيات في فن من فنون المعرفة، وبهذا يكون الناقد عامل بناء لا معول هدم يدفع بالآخرين الى العزوف عن البحث والكتابة والتقصي والابداع.

لقد كان كتاب “أوثق المعايير” عملاً بحثياً رائعاً وكتاباً يقتنى، تجسدت فيه الطريقة البحثية التي اعتمدها مؤلفه، والتي تمثلت بملاحقة المعلومة في الميدان مهما بعُد، والتي قادته الى الطاعنين في السن ورجال الدين والشعراء ليجمع ما تختزنه ذاكرتهم من روايات عن الآباء والأجداد، وما تحتفظ به صدورهم من قصائد شعرية تعزّز بين الحين والآخر تلك الروايات، والانتقال بعد ذلك الى الوثائق والمخطوطات التي يحتفظ بها الأشخاص هنا وهناك وملاحقة ما ورد فيها في المكتبات العامة والخاصة ومقارنة ذلك المجموع من خلال دراسة منهجية قارنت بين المحفوظ، والمكتوب، واستخلاص النتائج، ومزاوجتها مع ما جاء في المصادر والمراجع القديمة والحديثة، وما كان متطابقاً منها ومتشابهاً وخاصة أسماء الرجال وفروع القبائل، واستطاع أن يفصل بين تلك المتشابهات وإعادتها الى جذورها الأصلية وابعادها عن بعضها بعضاً بعد أن أوقعها الاسم المتشابه في التصور أنها من أرومة واحدة. وقد أعجبني المطروشي بوجهة نظره والتي نشرت عبر الملحق الثقافي لجريدة “الخليج” بعددها 10226 في 16/5/2007م، وأشار فيها الى (سهولة انضمام الدخلاء في القبيلة)، وهؤلاء عادةً يكونون من ساكني القبيلة أو مواليها أو حلفائها أو أصهارها ومع طول زمن السكن يذوب هؤلاء في القبيلة ويحمل البعض منهم اسمها في ما بعد، وقد استطاع حماد الخاطري أن يزيل هذا اللبس عن عددٍ من الفروع المتداخلة في قبيلتي بني ياس والمناصير، من خلال التحالف والمصاهرة والمساكنة عبر أدلة واضحة معززة بالقرائن موثقة من أبناء هذه الفروع وكبارها. ويبدو ذلك واضحاً جلياً في ما كتبه عن جميع فروع بني ياس والمناصير وتلك صورة جديدة استطاع الباحث من خلالها وضع أسلوب خاص به في التوثيق مخالفاً عدداً غير يسير من الذين كتبوا في النسب واعتمدوا الكتاب والكتاب وحده.

بالاضافة الى ما أسلفت، فقد اطلعت على عدد من الكتابات التي أشارت سلباً الى كتاب الخاطري منها “ان أهم صفة يتميز بها كتاب الخاطري هي التسرع بالحكم اعتمادا على أدلة غير موثوق بها”. ان هذا القول يعد تجنياً على الكتاب والباحث والراوي والوثيقة والمرجع، وقد جاء بهذا الشكل المطلق لينفي الحقائق التي أوردها المؤلف وقال عنها في مقدمة كتابه إنه بذل أكثر من أربع سنوات، فأين الاستعجال بالاضافة الى أن الوثيقة التي اعتمدها الباحث واحتوت على حديث للشيخ زايد رحمه الله لم تكن مشكوكاً فيها، والرواة الذين ذكروا في الكتاب لم نجد من يشكك بمصداقيتهم، وكذلك الرجال الذين احتفظوا بمخطوطاتٍ لا تتحدث عن النسب وانما أتى عرضاً من خلال ما ورد فيها من تاريخ استطاع الباحث أن يوظفه لمصلحة البحث. ووجدت أن الناقد قد استشهد بالمؤرخ الكبير محمد بن جرير الطبري، وفاته أن ذلك المؤرخ الجليل قد أخذ كثيراً من كتاباته عن ابن الكلبي في الوقت الذي عاب فيه ذلك الناقد اعتماد حماد الخاطري على شيخ النسابين ابن الكلبي.

أما ما أثير حول عدم اتخاذ الشعر قرينة للاستدلال على الحدث، فإنه مردود لعدة أسباب منها:

1- أن الشعر كان ديوان العرب وسجل أيامهم وما فيها من أحداث ووقائع وصفات.

2- الشعر مرآة المجتمع تنعكس عليه صورته وما هو عليه من ثقافة وآداب وعلوم، وقد قسّمه كتاب الأدب حسب زمنه فقالوا جاهلي، واسلامي، وأموي، وعباسي، وعصر النهضة.... الخ.

3- لقد كان الشعر في عصر الدولتين الأموية، والعباسية، وقبلها صدر الاسلام مفسراً لألفاظ التشريع والعقيدة، حيث أن القرآن الكريم تحدى ببلاغته واصفيه بأنه شعر.

ومن ذلك سؤال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من على المنبر عن معنى (التخوف) في قوله تعالى من سورة النحل الآية 47 “أو يأخذهم على تخوّف”، فأجابه رجل من هذيل قائلاً: انّ التخوّف في لغتنا التنقص، وقد قال الشاعر:

تخوّفَ الرَحلُ منها شامكاً قَرِداً ****كما تخوَّفَ عَوْدُ النبعةِ السُّفُنُ

وقد ذكر صاحب العمدة في الجزء الأول ص 15 أن عمر رضي الله عنه كتب الى أبي موسى الأشعري (مُر من قبلك بتعلم الشعر، فانه يدل على معالي الأخلاق وصواب الرأي ومعرفة الأنساب)، وعلى هذا فإن من يتصدى لعلم النسب والكتابة فيه يعتمد على تعزيز ما يكتبه بما يجده من شعر.

4- إن الشعر في بوادي العرب ومجالس أهلها يمثل مادة الحديث في المجالس وهو الشغل الشاغل لهم حيث صوّر سخاءهم وشجاعتهم وشكل موقع مراعي ابلهم، ومحاسنَ أحسابهم وأنسابهم وخاصة في القرون الأربعة الماضية، ومن ذلك ما استشهد به حماد الخاطري من قول الشاعر صالح بن رويشد الوبراني قبل قرنين من الزمن اذ يقول:

منصور بن جمهور جد المناصير****وياس ابن عمه وحـن مدعينـه
نرعى ورا رملة وهيبة الى الدير****ومن حد نجـران يليـن المدينـة


ألا ترى أن هذا الشاعر قد حدد نسبه ومواقع مراعي ابله وابل أهله. فكيف لا يعتمد؟

وهناك مسألة مهمة أود الاشارة اليها وهي أن عدم ذكر ترجمة أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب التراجم لا يعني عدم وجود هذا الصحابي، وان أهم الكتب التي اعتمدها المؤرخون في كتابتهم عن الصحابة كانت:

1- “أسد الغابة في معرفة الصحابة” لابن الأثير.

2- “الاصابة”، لابن حجر العسقلاني.

ولم يذكروا الا الأعداد التالية فقد ترجم ابن الأثير ل 7554 وترجم العسقلاني ل ،12304 بينما قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرات الآلاف من الرجال، وحضر فتح مكة ألف مقاتل من جهينة القضاعية وحدها، ولم يترجم لجميع هؤلاء فهل يعني ذلك عدم وجودهم، والأكبر من ذلك أن الله تبارك وتعالى بعث 4000 نبي وفق الرواية التالية: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يونس عن عتبة البصري العبدي عن أبي سهل عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور الأزدي عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بعث الله أربعة آلاف نبي) بينما لم يذكر القرآن الكريم الا خمسة وعشرين نبياً، فهل يعني ذلك عدم وجودهم، وقد قال تعالى في سورة غافر آية 78 “ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك”.

ومن هنا يتبين ضعف قول من قال اننا لم نجد ترجمة لأحمد بن اياس في كتب الصحابة.

أما ما ورد في الكلمة النقدية المنشورة في عدد الخليج 10212 ، بتاريخ 5/5/2007م بخصوص بقاء قسم من القبائل بعد رحيل تلك القبائل عن مواطنها بعد معارك تجري بينها وبين قبائل أخرى فذلك يتنافى والمنطق الذي كان سائداً قبل أكثر من قرن من الزمن، وقد ينطبق ذلك على القبائل التي تخرج طوعاً طلباً للماء والكلأ. أما اجلاؤها في الحرب، فان كل ما يؤول للقبيلة يكون غنيمة للقبيلة المنتصرة، والأمثلة على ذلك كثيرة ذكرها أكثر من كاتب من الكتاب المعاصرين أمثال أبي عبد الرحمن عقيل الظاهري في كتابه “آل الجربا في التاريخ والأدب”، فكيف تترك القبيلة أبناءها أو يبقى بعضهم بعد خسارة المعركة، وعلى هذا يكون تحليل الباحث حماد الخاطري لأبيات الشيخ بطي الفلاسي التي تحدث فيها عن اجلاء قبيلة عبد القيس عن مواطنها في منطقة ليوا صحيحاً ومطابقاً للمنطق حين قال:

حنـا وطينـا عبـد قيـس بأرضهـا****وأضحى نخلها بين ياس يقسمي

وهناك أكثر من نقد ورد في تلك المقالة لا يخفى تفسيره على القارئ اللبيب، خاصة إنكار وجود اسم أحمد في صدر الاسلام بينما كان هناك أحمد بن حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمير المخزومي وهو ابن عم خالد بن الوليد ترجم له ابن الأثير في “أسد الغابة” الجزء الأول ص،53 وغيره كثير في كتب التراجم ونحن لسنا بصدد ذكرها، وغير ذلك مثل الاحتجاج بالوزير المغربي صاحب كتاب “الايناس” وهو كتاب لا يعنى بالأنساب وانما يعنى بضبط الأسماء، وفيه أخطاء كثيرة مثل اسم حميس الذي أورده الوزير المغربي خطأ باسم جميس ووضعه في باب الجيم ص،128 بينما هو حميس بن عامر بن ثعلبة بن مودوعة ذكره ابن الكلبي في كتابه “نسب معد واليمن الكبير” الجزء الثالث ص 47 ، وذكره ابن حبيب في كتابه مختلف القبائل ومؤتلفها ص،358 وغير ذلك. ومن أراد الاطلاع على أخطاء الوزير المغربي فليعد الى ما كتبه عنه مؤرخ الجزيرة العربية حمد الجاسر في مقدمة كتاب “الايناس في علم الأنساب”.

وهناك مسائل لا ترقى الى المرتبة الكبيرة والجهد المبذول من قبل الباحث حماد الخاطري رغم وجود هنات بسيطة لا يخلو منها عملٌ بهذا الحجم، وخصوصاً عندما نرى فقرة من فقرات النقد تقول إن محمد بن جرير الطبري ذكر ما نصه (مات منصور بن جمهور بعد الهزيمة عطشاً في الصحراء، ولما بلغ خليفته هزيمته خرج بعيال منصور بعد الهزيمة وثقله في عدة من ثقاته فدخل بهم بلاد الخزر) (تاريخ الرسل والملوك 7/464 (4). وهناك فرق بين الاختفاء والدخول وهل يعني أن الداخل في بلد ما قد لا يعود منه لا هو ولا أحفاده أو أحفادهم؟ وهنا نسأل هل أبناء الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم لا يوجد لهم ذرية في المدينة ومكة؟ وهل ذابوا في العراق عندما خرجوا اليها؟ ولا يخفى على أحد ما نالهم من ملاحقة وقتل وسجن.

وأكتفي بهذا القدر وأبارك للمؤلف هذا الجهد مع ثنائي على محبي هذا العلم الذين سبقوني في وجهات نظرهم وأبدوها على صفحات هذه الجريدة، متمنياً ازدهار العلم والمعرفة في أوطاننا العربية والاسلامية من خلال النخبة الباحثة وفق المناهج العلمية الرصينة والناقدة التي تبني وتشجع وتبتعد عن الغث من القول.

الثقافة النقدية

إن من المهم ملاحظته من قبل القارئ هو النقد الذي يعد وسيلة لاثراء أي علم وأي عمل معرفي أو فني يتصدى لموضوع بعينه من المواضيع المعرفية والفنية المختلفة، وعادة يكون الناقد غنياً بثقافة نقدية تؤهله للولوج في هذا الباب عبر ثقافة، وممارسة كتابية، وتحصيل علمي، وبخلافه يكون النقد أعرج لا يستطيع مواصلة الشوط باتجاه الهدف وقاصراً عن تسليط الضوء على الموضوع المنقود، ويحدِث للقارئ المهتم والمتابع متاهات لا يستطيع أن يشخص بها الغث من السمين ويكون ذلك النقد أقرب الى الفوضى من زرع الثقة في المتطلعين الى الكتابة الساعين الى بناء المعرفة وخاصة في علم مهم كعلم النسب الذي شهد منذ بدايات القرن الماضي اهتماماً كبيراً في المجتمع العربي، بعد أن تطورت وسائط الاتصال والانتقال والتعرف إلى أسماء قبائل بين المشرق والمغرب بالاضافة الى ما تيسر للباحث من أمور لم تكن في متناول يد غيره من الذين سبقوه في الفترات الزمنية التي سبقت الثورة الصناعية وازدهار الحضارة الانسانية.

* عضو الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب
المصدر :
http://www.alkhaleej.ae/articles/sho...cfm?val=388427
المعضادي غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شــــــــيعي هـــــــــداه الله يقول : سنحان بن عامر مجلس الإسلام والحياة 18 14-06-2007 02:50 AM
شبيه صدام ابن سحمه المجلس الـــــعــــــــام 6 07-01-2007 10:40 PM


الساعة الآن 11:34 AM

سناب المشاهير