كتب غانم بن هادي آل سليمان القحطاني رواية عن الشيخ/ عقاب بن خالد المسعودي القحطاني قصة هذه الأبيات للشاعر محمد بن جروان آل عليان القحطاني والتي تحكي قصة سجنه في دولة الكويت وإليكم الأبيات والقصة كاملة.
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا ناشد عني وسجني وما كان= سجني على البرهان وابيض من الشاش
وقفت أنا وقفة سحا شانها شان= في ساعة يفشل بها النذل واللاش
شيمة عرب يفخر بها كل ديقان= نبغى بها سترٍ عن المسرَد الواش
ليتك معي في يوم زوغات الأذهان= يوم اختلط حس المدافع ورشاش
يوم المعزّب قال وين ابن جروان= ذي ساعة الناموس ما عاد منهاش
قلت ابتجح يا رافع الصوت بلشان= ترى الخوي نرخصله الروح ببلاش
حنا سوالفنا جميلات وسمان= يفخر بها من ربعنا كل شواش
وحنا إلى منّه غشا الجو دخان= والماو جاله بالضرايب تويهاش
قول على البرهان ما فيه نقصان= ما هيب سوالف شارد عقب ماانحاش
نبغى ننومس من تسموا بقحطان=ا نشّدوا من يمنا كل طرّاش
يا لله لا تشمت علينا بعدوان= اللي تنبش للرذيلة بمنقاش
ما هوب قولت قاله افلان وفلان= الصدق أقول وصاحب الزور لاعاش[/poem]
وهذه صوره للقصيده بخط الشاعر ابن جروان
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الراوي عقاب المسعودي =الشاعر ابن جروان رحمه الله[/poem]
يروي عقاب بن خالد المسعودي القحطاني قصة سجن الشاعر محمد بن سالم بن جروان ال عليان القحطاني حيث بين أنه في عام1376هـ الموافق عام1956م كنت أعمل سائقاً في (كراج) قصر الملك سعود بن عبدالعزيز والشاعر محمد بن جروان يعمل في الحرس الملكي السعودي فطلب منهم محمد بن دخيّل الشلوه الخنفري القحطاني أن يذهبوا معه للكويت للعمل هناك سائقين مع الشيوخ ال مالك آل صباح حيث أنهم يرغبون في سائقين سعوديين ثقات فكنا من ضمن من زكاهم واختارهم الشلوه لهذا العمل ومعهم أيضاً سعود بن ذعار الكويلخ الخنفري وعايد بن مزيد النبري الشمري وسفاح بن شارع بن شلال آل عريف الظفيري.
بعد ذلك بأيام قليلة تقرر توجههم إلى الكويت براً بسيارتين وأخذوا عدة أيام وليالي تخللها قنص وتنزه في الطريق البري حتى وصلوا الكويت وأقاموا في بيت معازيبهم آل مالك آل صباح وأقاموا عندهم شهراً وعشرين يوماً ولم يتسلموا خلالها أي رواتب ولا غيرها سوى كسوة العيد عبارة عن بشت لكل واحد منهم في تلك الأثناء كان يحكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وفي ظهيرة اليوم الخمسين من إقامتهم تمت مهاجمتهم في قصر آل مالك من قبل الجيش الكويتي الذي قام بقصف خزان القصر وإطلاق نار كثيف على من بداخل القصر.
وقد أسفر سقوط الخزان عن حوادث وفاة كل من الشيوخ فيصل وحمد ومانع، وخليفة آل مالك آل الصباح واثنان من شمر ,كما توفي ابن شنار آل روق الذي كان ضيفاً في ذلك اليوم وهو خال لأحد آل مالك.
وكان المجموع ثلاثون شخصاً قتل منهم من ذكرنا وأصيب بن جروان ومحمد الشلوه وأعتقلوا مع الباقون ومعهم عبد الله بن عواد ال لغيصم والحساوي بن مطران ال لغيصم وقد قال بن جروان يصف هذا الهجوم بالأبيات التالية :
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
من صلاة الظهر إلى الليل ورجال الظفر=تحت صلو النار بأمات خمس حاربين
نعم يا بو مالك دون حقه ما أعتذر =ما تزحزح من محله وحاز العايلين
قالوا غادر الكويت واخل النا المقر =قال هذا أمر عصيناه والقاسي يلين[/poem]
وقد أعتقل المصابون والناجون من الهجوم وأودعوا في السجن سجناً إنفرادياً مكبلين بالسلاسل والقيود في سجن يعد معتقلاً مخيفاً و جائراً.
وفي السنة الثانية من السجن خفف عنهم الضغط وجمعوا في عنبر على شكل صالة مكشوفة السقف وبها مظلات صغيرة جانبية وأعطوا طعاماً وشيئاً من الصابون وملابس وغيره حيث تغيرت المعاملة إلى الأحسن.
ومن قصائد بن جروان في الإعتزاز بنفسه هذه الأبيات التي قال فيها :
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يوم المعزب قال وين ابن جروان =ذي ساعة الناموس ما عاد منهاش
قلت ابتجح يا رافع الصوت بلشان =ترى الخوي نرخص له الروح ببلاش
نبغى ننومس من تسموا بقحطان =لانشدو من يمنا كل طراش
قول على البرهان ما في نقصان =ماهيب سوالف شارد عقب ما انحاش[/poem]
وقد قضى ابن جروان وأخوياه سنين الشباب في سجن ظالم أخذ أحلامهم وشبابهم وآمانيهم في الحياة وعانوا الأمرين حتى من أبناء قبيلتهم الذين تهاونوا حتى في زيارتهم إلا ماندر وكذلك المطالبة بالإفراج عنهم حيث كانت الحجج الواهية ومنها أن الموضوع سياسي ولايستطيع أحد أن يتدخل فيه باستثناء الشيخ الشهم المرحوم خالد بن فيصل بن حشر رحمه الله رحمة الأبرار فقد تشفع عند الأمير فيصل بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود في السنة الثامنة من السجن وقام الأمير فيصل بن سعد بالتوسط لدى الشيخ صباح السالم الصباح حاكم الكويت ويعتبر أقوى من توسط وحاول في الموضوع كما أنه قابل خارج المملكة في لبنان الشيخ عبدالله المبارك الصباح وتشفع عنده وحاول عدة محاولات ويقال أن الشيخ عبدالعزيز بن لبدة رحمه الله كان له محاولة قوية في إخراجهم من السجن واستمر سجنهم بعد ذلك حتى أتموا تسع سنوات وستة أشهر وكان خلال السنين الأولى قد أرسل ابن جروان قصائد أثنى فيها على الشيخ خالد بن حشر كقوله:
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
نعم بابن فيصل إلى جاء مجاله =ماذكر غيره واحد ارتكالها
يستاهل البيضا ويستاهل الثنا =ذي جابة حق علينا مقالها[/poem]
كما قال ابن جروان قصائد عظيمة لكافة شيوخ وقبائل قحطان تنخاهم للفزعة والجاهية والتوسط ولكن دون جدوى ولم تجد آذاناً صاغية ولم يعذر هؤلاء السجناء قبائلهم على تهاونهم وتركهم لهم فاتجه ابن جروان بقصائده إلى قبائل أخوياه ينخاهم فيها لعل لديهم محاولة أو تعاون معهم يفيد لإخراجهم من السجن وهم شمر والظفير ولكن دون جدوى فاستسلموا لأمر الله وصبروا إلى أن أتى فرج الله بعد سجن دام 9 سنوات وست شهور في قضية لاذنب لهم فيها حيث أن القضية خلاف بين آل صباح ولا علم لهم به ولكنه قدر الله ولا يُجزع منه.
حيث قال ابن جروان في ذلك:
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رحنا نبي العيشة وستر أعراضنا =وعيالنا نبغي نسد أحوالها
فحالت علينا الدولة المعلومه =قوم يدلبح ميلها بعدالها
سجنوا ثمان سنين تحت المظلمه =مامنكم اللي سال عما جرالها[/poem]
وقال أيضاً:
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
رحنا ندوّر للغنايم والأشباب =في ظف ذربين الجناب النسابه
صارت علينا من تقادير الاسباب =دعواً بها الرجّال يخطي جوابه [/poem]
وقد تمت رواية هذه القصة لما لها من الأهميه وتوضيح الحقيقة ولما جرى في سجن الكويت لابن جروان وأخوياه التي انشد فيها ابن جروان رحمه الله أجمل أبيات شعر المعاناة ودوّن فيها تاريخاً راسخاً استحق البحث عن الحقيقة من أحد الرجال الذين عاشوا هذا الوضع كاملاً وشاهد لما جرى وموثقاً لكل أحداثه وشامخاً وزاهياً بصبرٍ يهد الرواسي ويبني الأمل ويسمو بالنفس ويزيد الإعجاب وهو الشيخ/ عقاب بن خالد بن عايض المسعودي القحطاني والذي أوضح أنه بعد إقرار الإفراج عن المجموعة السعودية المسجونة تم تسليمهم إلى خفر السواحل السعودية في عهد الشيخ صباح السالم الصباح الذي أفرج عنهم بعد تأكده من براءتهم مما نسب إليهم ونقلوا إلى إمارة الدمام حيث أطلق سراحهم.
وكفلهم عند الأمير ابن جلوي فراج بن مقبل بن حذيفة الخنافر ولا في بن سعود العقيلي الشمري وراجعوا في معاملتهم هناك وفور خروجهم أقام لهم حسن بن عبدالكريم المسعودي مأدبة غداء لهم جميعاً ثم قام عبدالمحسن بن مبارك المسعودي القحطاني بنقلهم على حسابه الخاص من مطار الظهران إلى مطار الرياض جميعاً القحاطين والشمامرة والظفيري وأقام لهم حفل عشاء واحتفى بهم ثم طلب منهم زيارة الأمير فيصل بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود في قصره بالمربع وشكروه على محاولته الشفاعة لهم لدى حكومة الكويت وفي اليوم التالي قاموا بزيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز والسلام عليه حيث ضيفوهم القحاطين الموجودين بالإمارة وأبلغوهم أن الأمير سلمان يعرض عليهم خوته لإجلاله لهم ولما روي له عنهم ولكنهم اختاروا الذهاب لمقابلة أهلهم وذويهم واستعد عبدالمحسن بن مبارك المسعودي بسيارة لكل واحد منهم توصله إلى أهله واستقبلتهم قبائلهم بشوق بعد طول غياب ومرحلة يأس. واندمجوا في الحياة وكل منهم بحث عن عمل ولم يبق منهم على قيد الحياة الآن سوى راوي هذا التاريخ عقاب بن خالد بن عايض المسعودي القحطاني ويعتقد أن عايد بن مزيد النبري الشمري مازال حياً فقد شوهد قبل سنوات قليلة والله أعلم, مع العلم أنه قد هرب من سجن الكويت عندما كان بالمستشفى في السنة الثالثة من سجنه وله قصة هروب كاملة وشيقة.
ونحن بدورنا نقوم بالشكر والعرفان والامتنان له لتفضله بالإدلاء بالقصة الحقيقية الكاملة التي شرح فيها المعاناة والمتاعب والكيفية من بدايتها إلى نهايتها وندعو الله له بطول العمر والصحة والعافية إنشاء الله والشكر موصول لابنه محمد بن عقاب الذي ساهم بمجهوده بالحصول على المقابلة مع والده حفظه الله.
وصورة الشيخ عقاب المسعودي في مقدمة القصة توثيقاً وإبرازاً لشخصية الراوي.
وتفاعلاً مع هذه القصة قال غانم بن هادي آل سليمان القحطاني هذه القصيدة:
[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يحتار من يبني على بني بيطار= أما نقص ولا تعدى وزادي
والزود مثل النقص في بعض الأمرار= ومن لا تثبّت في مماشيه غادي
ميّزت فالدنيا ورديت الأنظار= واللي حداني من سنا الربع حادي
ربعٍ على ميلات الأيام صُبّار= ما هزهم ضيم العدا والبعادي
يوم أحتمى سوق المبايع بالأعمار= جلابة الأرواح يوم المزادي
ما طاوعوا شور المهبّي لياشار= يردون حوض الموت وِرد العوادي
يوم المدافع تقصف الدار بالنار= دون النسابه والعواني تفادي
لزموا متاريسٍ على شرفة الدار= وأركوا على العادي بضرب الزنادي
ما راعهم هدم المباني والآثار= لين الذخيرة كمّلت بالنفادي
يومٍ غدا البارود عجه ومعصار= قرّوا وقالوا بالكريم اعتمادي
كثروا العساكر وأعلن الشيخ معذار= يا أهل الفعول أصغوا لصوت المنادي
قال المعزب يا هل المدح والكار= ما عاد ينفعنا كثير التمادي
حكمة حكيم قدّر الكون بأقدار= بأمره يسيل السيل في كل وادي
الشاعر أندب للقحاطين بأشعار= تناقلوها بين حضر وبوادي
خص الشيوخ ومجدّ كبار وصغار= وأرسل لهم هجنٍ تطوف البلادي
ركايب ركابها فوق الأكوار= تومي بأهاليها صباح وهجادي
وطيارةٍ تنقل مكاتيب وأخبار= وهموم ربعٍ صبرهم في نفادي
حطت شمال مويسل(1) وعجها ثار= من صوتها ترجف حيودٍ عيادي
تنخى القروم وكل من فيه تعبار= شيوخ ولاَّ من برايه سدادي
لآواسفابه ليت وإن صار ما صار= كيف أومرانا يسفهون المنادي
قصيد ابن جروان والموقف الحار= يهتز منه طويق ويفز عادي(2)
ياللي كسبت المدح تكرار ومرار= تستاهل البيضاء بروس المبادي
يا نعم يا شيخ مواقيفه اكبار= عسى على قبره يهب البرادي
شيخ ولوهو في البِلا وافي أشبار= أبن حشر "خالد" طويل الأيادي
عساه بالفردوس جنات وأنهار= أثني عليه من العلوم الجدادي
والشيخ ابن لبده وقف وقفة خيار= عبد العزيز أوصى بضرب الهنادي
شرحت قصة لابة جورها جار= ميّل عليهم وقتهم بالشدادي
يالله عسى الميت بجنات الأبرار= والحي منهم ما يشوف الزهادي
تم الجواب ونشبك أطوال بقصار= ومن لا يوثق حجته ما استفادي
عقاب(3) علمني وسجلت تذكار= وارجو السموحه لو يصير انتقادي
صلوا على المختار ونزيد بأذكار= وغيب الليالي يدلهمّ بسوادي[/poem]
(1) مويسل : موقع في الحصاه.
(2) عادي : يعدو ويركض.
(3) عقاب : عقاب المسعودي راوي القصة.
كاتب القصة وجامع أحداثها
غانم بن هادي آل سليمان القحطاني