قـصــة مــزنــة والجـمـس أبوشكمانين ( 454)


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 14-12-2005, 10:22 AM
  #1
أبوعبدالله
..:: قلم من ذهب ::..
 الصورة الرمزية أبوعبدالله
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,759
أبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond repute
Bawling قـصــة مــزنــة والجـمـس أبوشكمانين ( 454)

كما أسفلت ووعدتكم بطرح بعض من مذكراتي التي دونها ، ها أنا ذا اطرح القصة الثانية بعد قصة(باب ما جاء في قصة قفص القهبية في ربوع نجد العذية)
----------------------------------
تخرجت الفتاة/مزنة من كلية الشريعة ، كانت ذات دين ، وخلق ، وجمال . صدر تعيينها معلمة في إحدى المدارس القريبة من منزل أبيها.كانت تحلم بزوج متدين يعينها على دينها ودنياها ،ويرفع عن كاهلها بعض أعباء الحياة ، ويكونا بيتاً آمناً يرزقان فيه ذرية صالحة. إلا أن والدها قد وأدها وعقد عليها بابن عمها ساعة ولادتها حالما استهلت ببكاء صدمة الميلاد .فكلما اقبل خاطب اسمعه والدها قراره الحاسم:"مزنة لولد عمها".

كان ابن عمها/حنش يعمل عسكرياً برتبة عريف ، سيارته جمس شكمانين 454 ، مركب له دبات صوته كالرعد إذا دعس بنزين يكاد يشفط السيارات التي من حوله . كانت عين حنش على مزنة يريد أن ينطوي حولها ويلتف كما تلتف الحية حول فريستها. طال على الأمد على مزنة فقررت التحرى عن "حنش " قبل الاقتراب منه ومن شجرته. أخذت تهمس في آذان قريباتها تستطلع الوضع عن حنشها ودينه وخلقه وسلوكه وكل مرة تتضارب المعلومات الواردة إليها فمن ذام لابن عمها وانه لايصلح أن يسرح في(سبع من المعزى ، وانه لايسوى التالية من الغنم), ومن مادح له يثني عليه وأنه(رجل صتيمه ، موتره جمس شكمانين ما يقبل البنزين العايدي لو فنجال، كل يتمناه ، له شنب يقف عليه الصقر معكوف وراء أذنيه-وزنديه يمشي عليها بعير الفصام).

كل مرة عند مزنة تنكسر الجرة وتلتحم حتى حطمها والدها بتكفينها قبل حينها قائلاً :"إذا ما تزوجت "حنش" فمن يتزوجه أو يزوجه؟ليس له من الربع إلا نحن فهل ترضين بقولة الناس أن ابن عمك عاقة؟ ما فيه خير؟رخمه؟علة في النحر وسبيكة في الظهر؟هل تريدين إساءة سمعتي أمام القاصي والداني؟ليس هناك أمراة أصلح منك له!!لعله يهتدي على يديك "وتعقلينه" ويهجد ويترك منه الوجوجة والدنفسه.
كان "حنش" متعروج(متعاطي ومروج) ، ينفق راتبه في مضيعات العقول وكل ليلة في مجلس عمه يخطب مزنة(ماسكه غلط-نسأل الله السلامه).كان والدها يعلم أنه قد شنق ابنته من حيث لايدري وأنه وقع في فخ لا فكاك منه فكان يهديء من "حنش" وتحرشاته به إلا أن الأخير أخذ يهايط ويمايط ويزبد ويرعد مثل صوت شكمانات جمسه مهدداً عمه بأن الرد في الأيام القادمة سيكون بأبو دائرة(11) ما لم ينفذ عطيته.

قال والدها:"يابنتي!ابن عمك جاء يخطبك ، هاه ما هو رأيك؟الرجل يهددني بأبو شرم(طبعاً ليس منتجع شرم الشيخ بمضر)؟وافقي وفكينا منه ؟لعله يهتدي على يديك وتعقلينه ؟"وعلى ماقال الموصي:"سمننا في دقيقنا"
مزنة:"أبتي!أنت قتلتني في مهدي ، وأنت تعلم أنه يأتي "معطبها" كل ليلة في مجلسك ويخطبني ، أنا لا أريده ، مدمن مخدرات ومروج وسكار نكار؟! كيف اقترن برجل كهذا؟أبي كلمني بالعقل ، بالمنطق ، كلمني بما يقبله عقلك وعقلي؟منذ صغري وأنت تناديني يافلذة كبدي، ياعيني ، فهل ترضى أن تشوى فلذة كبدك أمامك أو أن تفقأ إحدى عينك؟ّخاف الله فيني؟فيه الجهات الأمنية قدم إليها شكوى. القضية يا أبي ليست بالقوة أن أتزوجه؟هذا كلام فارغ ، لايعقل ، هذا زواج فاشل من الآن ؟
اسمع يأبتي!لو عرضك عليك الزواج من فتاة آية في الجمال وأنت لاتريدها فهل تقبل ؟
رد والدها مباشرة:"ابداً ، يابنتي ، التي لاتريدني لا أريدها"
ردت مزنة في الحال:"فما بالك لو أجبروك على فتاة مدمنة مخدرات؟" هل تقبل بها؟
رد والدها -وعيناه تدمعان والتفت وراءه يمسحهما (كي لا تراه فتقول أنه رخمة ،يبكي كأنه بنت)-أنا أعطيتك ابن عمك يوم كنت أنت في المهد صبية ولن أتراجع.وإذا لم أفِ بوعدي فقد يسبب مشكلة قبلية لاتحمد عقباها وتسيء سمعتنا بين الربع والفرقان"ثم كيف أقدم شكوى ضد ابن أخي؟عيب علينا أن نشتكي احد ربعنا؟ياعيباه يابنتي."إن رفعناها ففي الشارب وإن طمناها ففي اللحية""البنت لولد عمها"مزنة لولد عمها"

لم يكن هناك خيار أمام مزنة سوى أداء صلاة الاستخارة ولما فرغت من دعاء الاستخارة مال قلبها قليلاً إلى الاقتران بـ"حنش" إرضاءاً لوالدها وتحاشياً من حصول إعصار "كاترينا" بينهما وزوج المستقبل .
مر على زواجهما أعوام تعيسة.فعندما يعود حنش من العمل ويصادف تأخر الكبسة بلحم "التويس اللباني--توه مفطوم" عن موعدها يوقف مزنة في إحدى أركان البيت لمدة "ثلاث ساعات داخلية-جزاء عسكري"وقد يسمح لها"بالمرواحة" وهي في مكانها كي يتحرك الدم في جسمها وقد يأمرها بتطبيق تمرين(Push-up -- البشم) أو يسحبها من شعرها ويركلها ببصطاره(أكرمكم الله).صبرت مزنة إلا أن كل شيء له حد فكل أسبوع يردها والدها إلى حيث تأتي.حاولت إصلاح حنشها فكان رده عليها الصفع واللطم وكلما ذكرته بنبي الرحمة-محمد صلى الله عليه وسلم- بأنه نهى عن الضرب المبرح عموماً ونهى عن الضرب على الوجه خصوصاً يرد عليها بعناد ومكابرة وسخرية أحياناً.كانت تأمره للصلاة فلا مجيب..تطلب منه قضاء حاجاتها فلا معين..لا يسمع ..لا يرى .. قلبه ميت..لايحذف ولا يأتي بحيود(حصى).

بعد زواجهما بأيام زاد غياب حنش عن العمل مرددا في نفسه (المرأة محلابة مركابه)(خلني ارتاح في البيت واستلم راتبها وأحط رجل على رجل"وأطبق قول رسولنا "أمحمد"--يقول فيما معناه-عليك براعية الحلال الواجد يامال الشحم".زاد حنش في عصيانه وتمرده ففصل وأصبح في البيت جاثماً.استلم مستحقاته وأصبح كريماً بين ليلة وضحاها مضاهياً حاتم الطائي لدرجة أنه كاد في إحدى الليالي أن يذبح فيلاً لأحد الشلة .كانت مزنة ساعده الأيمن الذي لا يكل ولا يمل ولا يهدأ لها بال لعل الله يرد حنش إلى الصواب إلا أنه كان يجنح إلى الضلال(نسأل الله السلامة) . عندما ينفذ التمر"القدوع" تتجه في غفلة من حنشها وتتكفف جارتها فتأتي بكتلة تمرة ، وأحياناً تذهب إلى أخرى لتجلب بهاراً (هيل)لاعداد دلة مزعفرة حسب طلب ابو شنب .أما الحاجة إلى المال فديدنها أنها تنسل خلسة كالشعرة من العجينة إلى جارة أخرى في الحي لتضفر بقليل من النقود دون علم راعي (الجمس الشكمانين) وإن انكشف أمرها فالضرب أمامها والجزاءات العسكرية خلفها. تراكمت الديون على مزنة ولم يعد راتبها يغطي المصاريف فباعت حليها ومجوهراتها فأصبحت عطل بعد أن كانت زوجة بطل.

في إحدى الليالي نامت متعبة مرهقة نفسياً وجسدياً مرتمية على سريرها وفي بحر الأحلام والكوابيس المزعجة صحت على هدير دبات شكمانات الـ(454)ووجدت نفسها على سريرها في صندوق الجمس ، طرقت الزجاج الخلفي تطلب من "حنش" التوقف وكان متجهاً بها حينذاك مع بعض الأثاث يريد بيعه والسرير ليشتري(ما يجلى عماس الرأس). ومرة باع اسبالاً بالية من ثيابها ليشترى وجبة عشاء .
كان حنش يجلد مزنة جلد الزانية ويفترسها كالأسد الهصور فنتزع مرتبها من بين يديها قوة منه وضعف منها ليشتري ما يحلو له .وفي أحد الأيام طفح الكيل وتصدع الميكال واشتبك الكائل والمكتال فقالت كلمة تمنت لو لم تتفوه بها:"حنش! ما أحسن "ابغض الحلال إلى الله" حينها كأنما صفعته على وجهه فقفز في نحرها كالذئب حاول خنقها بالعقد الذي في رقبتها لكنه فلم يذكر أنه باعه فشدها من شعرها إلى أسفل فكاد أن يدق رقبتها وأن يفصل رأسها عن جسدها واستمر يرفس بطنها كأنما يدرس حب قمح في بيدار حتى خرجت من المستشفى بعد "عملية إسقاط جنين ".

كان كلما صحا من تأثير المخدرات اسمعها شريطه المعهود "مزنة يابنت عمي كلها شدة وتزول ، سأسلك الطريق الصحيح وتجيك في النور" . لم ينقطع رجاؤها بالله.طالت الأيام على مزنة ولم يحدث يتحسن وضع حنش بل ازدادت سموم نابيه. لما ساءت حالتها النفسية طلبت منه مراجعة العيادة النفسية فرفض بشدة مزمجراً:"أيش!!طبيب نفسي!ما عاد عليك إلا هي؟!!اقطعي واخسي يابنت ال..."كرر على مسمعيها بأنها موسوسة ومهلوسة "وشدة وتزول".في أحد الأيام غاب عن المنزل فاستقلت سيارة أجرة بصحبة جارتها في الحي واتجهت إلى العيادة النفسية وقابلت متخصصة نفسانية وصرفت علاجاً لها ومهدئات.تحسنت حالتها ولما عثر "حنش" على العلاج النفسي حشرها في إحدى زوايا المنزل عاقداً معها جلسة التحقيق التالية.
حنش:"علميني يوم تصرفين علاج بدون علمي"
مزنة:"أبشرك أدمنت مثلك.صح أنك تتناول علاجاً كل يوم؟أنا أخذت منه وصلح لي"(تريد التخلص من الموقف)
حنش(يكشر عن نابيه):"ألعبيها على غيري! أنتم يالحريم ..أمهات حمير"!
مزنة:"خاف الله ياحنش ، (11) عام وأنت تنهشني-اقصد-ونحن في فقر مدقع ونتكفف إلى الناس(تصرف انتباهه عن موضوع العلاج)
حنش(في حالة غضب):"أقول اتركي عني الخراط!اعطيني العلاج الذي اصطرفتيه من العيادة".
مزنة(وقد أحضرت العلاج):"هاه ، هذا هو"
حنش(وقد أمرها بوضع العلاج في القمامة)مؤكداً:"تريدين الناس يقولون "زوجة حنش" مجنونة تعالج في العيادة النفسية.شرفي وجاهي وسمعتي أولى يا فدغه".

في أحد الأيام حل السعد ضيفاً كريماً على مزنة وتعيساً على حنش الذي خدعته رغم نابيه المسمومين حتى أوصلها إلى بيت أبيها وهي أول مرة يقوم بهذه المهمة وفاتحت الموضوع مع أبيها بأنها لن تعود حتى إن كانت على الآلة الحدباء محمولة.جاء حنش يلدغ على عادته فرفضت العودة أو المصالحة أو تدخل أي طرف مهما كانت المبررات والمغريات.لما تأزم الموقف ورأى حنش أنه وصل نهاية طريق مسدود قرر ألا يخرج من ساحة المعركة خاسراً فاشترط عليهما قائلاً:
"مزنة ، ياحبة عيني!مزنة يابنت عمي!أزهمك وإلا ازهم الذيبة !لاتخليني في أحلك الظروف!!"
مزنة(ترد بقوة ونفاذ صبر):"أنت الذي صنعت الظروف وأنا الذي سأمزقها"أظهر من حلقي يابن عمي"،"الرجل لايصير شوكة في حلق بنت عمه "
حنش:"أفا وين الشهامة والنخوة والمروءة يابنت عمي !أنت قلبي على الأرض يمشيى ياقبلة البشر"
مزنة:"أول مرة في حياتي اسمع هذا الكلام منك ياحديب الأرقط!!
حنش:"مصممة على الفرقة"
مزنة:"نعم، والله لو كان الكافور يفوح من جسمي وأنا على النعش الأحدب ما ارجع ولا أريد لك رقعة وجه ابدا؟"
حنش:"خلاص!إذن أنت "ناشز" ولازم تعيدين إلي المهر الذي دفعت إليك ، اعطيني المهر والحصان والفرس وكل شيء..حتى الإبرة والمخيط هاتيها كلها؟"
مزنة:"ياليتها وطت رمضاء!!أبشر! فكة من جحا غنيمة ، سأتركك وشجرتك"،"سأرد قراشيعك لك ياطيب الفال ، يا أبا الفلات"وترى النبي صلى الله عليه وسلم فيما ما معنى حديثه أن الذي يرتد عطيته مثل الكلب يستعيد ما يتقيأه .
مزنة(تريد إثارة الغيرة فيه حتى يتراجع عن قراره):"أجل ، أعطني مهلة حتى أقف عند إشارات المرور وأشحذ أهل الخير لكي اجمع قيمة ما دفعته لي مهراً"
>>> يتبع في المرة القادمة
-----------------------
هل أكمل القصة أم نقف عند هذا الحد ونتركها على طموم المرحوم؟
مع تحياتي
أخوكم
الحادي
والله الهادي
أبوعبدالله غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 PM

سناب المشاهير