كلّ لحظة بعون الله وأنتم إلى الحي القيّوم أقرب


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

موضوع مغلق
قديم 19-01-2007, 02:56 AM
  #1
مصطفى بنعدادة
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 3
مصطفى بنعدادة is on a distinguished road
افتراضي كلّ لحظة بعون الله وأنتم إلى الحي القيّوم أقرب

^&)§¤°^°§°^°¤§(&^

بسم الله الغنيّ في أفعاله القاهر فوق عباده، لا إله إلا هو الفرد الصّمد،
والصّلاة والسّلام على الرّحمة المهداة من جاء برسالة حضارية ربّانية للعالمين
وعلى أصحابه الكرام البررة، سفن الهدى وشموس التّقوى إلى يوم الدّين

حـضـرة الإخــوة الأعــزّاء،

كان أبلغ ردّ حضاري على من اتّهم أمّة القرآن بالإرهاب
وعلى من تطاول بالقول البذيء والرّسوم السّاخرة
على النّبيّ الخاتم صلّى الله عليه وسلّم
من جاء بالرّحمة والنّور المبين للخلق أجمعين
- وليس للمسلمين فقط، بل للعاصي ولغير المسلمين كذلك –
هو هذه اليقظة الكبيرة والصّحوة العريضة للأمّة
وخاصّة في صفوف شبابها الذين هم عمودها الفقري -،
وكذا الحضور المكثّف في شهر رمضان المهيب
للصّلوات في بيوت الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها
وقضاء أيّام جليلة وليال نافعة مع كتاب الله عزّ وجلّ ودراسته
واجتماع حجاج بيت الله الحرام في مكّة المشرّفة لأداء فريضة العمر
- في مشهد لم يسبق له نضير من قبل يغيض الكفار –
مستغلّين كلّ أيّام الله الزّاهية ونفحاته الرّخاء السنية
لإعلان قوّة تمسّكهم الكبير بالدّين الحنيف
وارتباطهم الشّديد بالذي جاء به الرسول الأمين صلّى الله عليه وسلّم
مبتهلين إلى الحيّ القيّوم في تضرّع وتبتّل أن يعزّ الإسلام والمسلمين
وأن ينصر دين الحقّ والمساواة
ويظهره في الكون الذي لا يفتر طرفة عين عن تسبيحه تقدّس في علاه.

ألم يعلم المتطاولون أنّ أحد أركان الإيمان عند المسلمين
هي الإيمانُ بجميع الأنبياء والرّسل وتعظيمهم وتوقيرهم جميعاً – دون استثناء –
عليهم أفضل الصّلاة وأزكى السّلام :
كعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السّلام؟!!

إنّ العالم الغربي يريد الإسلام أن يضعف بكلّ الوسائل،
غير أنّ الإسلام ينتشر ويظهر ويتقوّى يوماً بعد يوم
بأمر من تكفّل بحفظ القرآن وأمّة القرآن ثمّ بصفوة معتنقيه، وليخسأ الحاقدون.

إنّ عظمة الدّين المتين الذي جئت به لإخراج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّك الكريم وعظمة سماحته وعظمتك عند قيّوم السّماوات والأرض
وعظمة خلقك الفاضل وعظمة سجاياك الحميدة
يا سيّدي يا رسول الله * صلّى الله عليك وسلّم *
لا يقدر أحد أن يمسّها بسوء لأنّ الوجود كلّه يشهد برسالتك السّمحة ذات القدر العالي،
إلا من خسر بفعله وقوله الدّنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

فعالم يا سيّدي يا رسول الله * صلّى الله عليك وسلّم وشرّف وعظّم *
بدون خلق ولا دين ولا مبادئ لا يقيم مدنية مثالية
ولا حضارة ولا حتّى حضارة صناعية مادية.

فمن حقّ البشرية كلّها أن تعيش حياة دون حروب،
حياة رغدة يحبّ بعضنا البعض لأنّنا من فصيلة الإنسان الطّيّب المستخلف في الأرض.

فكفى خوفاً وكفى حروباً وكفى تهجيراً وكفى عصبية وكفى استعلاءً
وكفى طمعاً في حقّ الغير وكفى جشعاً
وكفى صناعة للأسلحة المدمّرة للأخلاق والفضيلة والأرواح البشرية البريئة.

ليعلم هؤلاء وغيرهم ومن تسوِّ له نفسه أمراً إلى يوم القيامة
أنّه كان مِن قبلهم مَن هم أشدّ منهم قوّة وافتراءً على الله ورسله وأشدّ تنكيلاً بعباده،
فأخذهم جباّر السّماوات والأرض من حيث لم يحتسبوا.

وليعلم المسلمون أيضاً أنّه ما يصيبهم الآن
من غمّ وهمّ وحزن وضيق في الصّدر وضنك في العيش
وانهزام وراء انهزام وصغار في الأرض لأنهم نقضوا عهد الله وانحازوا إلى غيره واستكبروا عن الاعتصام بحبل الله المتين وانغمسوا في الذّنوب سراً وعلانية، فإذا أردنا عِزّ الأمّة الإسلامية وأردنا أن تقوم بوظيفتها من جديد
- وظيفة الأمة حدّدها الله تعالى، وهي :
انقاذ البشرية جمعاء من الضلال بالدلائل والحجة البالغة الضابطة، فدورها كبير -.
فلنبدأ بمقاطعة الذّنوب وترك المعاصي - أوّلا –
ونؤدّي بحبّ وإخلاص الأمانة التي في عنقنا بحقّها
قال الله تبارك وتعالى في محكم التّنزيل :
[ إن تـنـصـروا الله يـنـصـركـم ويـثـبّـت أقـدامـكـم ]
فلنبدأ بالاستجابة لله تعالى ولرسوله الصّادق المعصوم صلّى الله عليه وسلّم.

فأوّل خطوة للنّصر أيّها الإخوة البررة هي
أن نخلص التّوحيد لله تعالى وأن نحافظ على ما أمرنا به في كتابه المكنون
من سعي مع التّوكّل واستغاثة به وحده تقدّس في علاه في كلّ صغيرة وكبيرة
والعمل بما جاء به الرّسول الأمين صلّى الله عليه وسلّم
من منهج قويم وخلق عظيم وألا نلتفت إلى أهل الأهواء والشّهوات والزّيغ
الذين يريدون أن نميل عن الصّراط المستقيم ميلا عظيماً.

وألا نستهين بالدّعاء الصّالح في كلّ حين مع حسن الظّنّ في عطاء المنعم الجليل،
فالدّعاء أيّها الأحبّة الكرام نجّى بأمر الله يونس عليه السلام
وأهلك قوم نوح ورفع قدر سليمان
وأظهر دين محمّد صلّى الله وسلّم عليه
فلا نتردّد ولا نشكّ طرفة عين في عظمة وقدرة ذي الجلال والإكرام.

نعم أيّها الإخوة،
لقد اجتمع الكثيرون من مختلف الممل على بغض هذا الدّين القيم
نتيجة شيء يجدونه في مستقرّ أنفسهم منه ومن معتنقيه
وذلك لسوء سلوكنا اليومي وتعامل بعضنا مع بعض بدون احترام متبادل
ولتفرّقنا أحزاباً وشيعاً لعرض من الدّنيا قليل مهين،
فنحن الآن في أشدّ الحاجة - أكثر ممّا مضى –
إلى الهداية والرّحمة والنّصْرَة
ولا يوجد ذلك إلا في الكتاب العزيز والسّنّة الصّحيحة
فلنستمسك بهما بقوّة حتّى يظهر الإسلام بحسن تطبيقنا له
في صورة مشرقة ونقية تنبع منها
السّماحة : - السماحة مطلوبة، لكن بالحجم المطلوب كذلك -
والوسطية : - الوسطية دين الفطرة، وهي الطريق السويّ الذي يجب اتّباعه -،
والقدوة المثالية عسى ربّنا الودود أن يهدينا سواء السّبيل ويرحمنا برحمته الواسعة
وينصر الحقّ بالحقّ ونكون سبباً في هداية النّاس إلى عبادة ربّ النّاس وإسعادهم،
ومن تمّ نكون من السّعداء في الدّنيا والآخرة وفي زمرة الصّادقين ومعيتهم فضلا من الله ونعمة.

إنّ سعادة الدّنيا وسعادة الآخرة أيّها البررة
تدرك عن طريق الالتزام بما جاء عن ربّ العزّة والجلال
وكذا الثّبات على المبدأ وهجر السّوء وسوء الأخلاق
ونصرة المظلوم ونصرة إخواننا المسلمين
بنصرة الله تعالى في أنفسنا
بالتقيّد بأوامره وإقامة سنّة الحبيب المجتبى صلّى الله عليه وسلّم قولاً وعملاً،
وعند العودة الصّحيحة تكون الانطلاقة بعون الله المدبّر الحكيم جلّ في علاه.

أمّا بعد أيّها الأعزّاء،
لقد اقتربت صحيفة هذا العام الهجري أن تطوى
ولن تفتح إلا يوم القيامة فأكثروا من الدّعاء والاستغفار وصالح الأعمال،
فالأعمال بالخواتم.

إنّ الهجرة الخالدة كما بيّن الصّادق الأمين صلّى الله عليه وسلّم
ليست مجرد تحول وانتقال من مكان إلى مكان،
بل لا تكون أتمّ وأهمّ إلا إذا فارق المسلم المعاصي وترك نوازع الهوى،
ووساوس الشيطان، وذلك بامتثال الأوامر واجتناب النّواهي،
لينتصر الحقّ على الباطل،
وهذا هو المصير وقد أخبر به الكبير المتعال الذي يملك الأسباب والمسببات
والنّتائج والمصائر بالأدلّة الواضحة التي تنضح بالصّدق، وتنطق بالحقّ.
إذا أرادت الأمّة أن تسترجع مجدها وريادتها كما كانت عليه في صدر الإسلام الأول
فعليها أن تجدّد العهد مع فاطرها الرّقيب
وتهاجر بقلوب نقية العجز والكسل في هذا العصر الشّديد التّطوّر
وأن تستغلّ جلّ أوقاتها في البناء لا في الهدم، في الخير لا في الشّرّ،
في الطّاعات لا في المعاصي،
في المزيد من طلب العلم النّافع
لا أمام الفضائيات الفاضحات التي تدمّر عافية الأمّة
وتنقل مسامعها وعيونها وتفكيرها من الطّيّب إلى الخبيث،
اللهمّ يا حيّ يا قيّوم أعنّا على استعمال هذا الجهاز وغيره فيما يرضيك،
فالقلوب بين أصابعك تقلّبها كيف تشاء، فبمشيئة قدرتك ثبّت قلوبنا على طاعتك يا ألله.

فلنبدأ أيّها البررة بسم الله المعين حياة جديدة،
وبتجديد الإيمان الخالص قولاً وعملاً،
وبالذّكر المؤثّر في النّفس والوجدان
عسى أن يهدينا ربّنا الكريم سواء السّبيل ونكون بتوفيقه وتسديده أفراداً صالحين
وممّن رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك هو الفوز العظيم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

فبهذه المناسبة المباركة يسعدني غاية السّعادة وأسرتي
أن نرفع لكم ولأحبّ وأقرب النّاس إليكم أجمل التّهاني وأطيب المتمنّيات
أن يجعل مطلع هذا العام الهجري الجديد بالفتح والتّمكين لأمّة التّوحيد،
كما نبتهل إليه جلّ وعلا بخشوع المتذلّل أن يجعل عقيدة التّوحيد الخالص مستقرّة
في قلوب أبنائنا وأبناء المسلمين أجمعين وعنّا معهم،
وأن يوفّقنا وإيّاكم لخالص العمل وأصوبه،
وأن يخرجنا جميعاً من سجن المعصية إلى ساحة الطّاعة بمنّه وجوده،
اللهمّ يا رحمان الدّنيا والآخرة ورحيمهما ارحم آبائنا وأمّهاتنا
وارض عنهم ولمن له الحقّ علينا جوداً منك وإحساناً.
وكلّ عام، بل وفي كلّ لحظة وأنت وأهليكم أجمعين
إلى البرّ الرّحيم أقرب وبه جلّ وعلا أعرف ومنه جلّ جلاله أخوف
ولدار كرامته الخالدة السّعيدة أسبق،
*** والله المستعان ***.

وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم
- سورة يوسف، الآية : 53 -.
في غرّة العام الهجري المبارك الجديد لسنة 1428
^&)§¤°^°§°^°¤§(&^
مصطفى بنعدادة غير متواجد حالياً  
قديم 20-01-2007, 08:20 AM
  #2
محمد الشايع
عضو متميز
 الصورة الرمزية محمد الشايع
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: ديار قحطان
المشاركات: 862
محمد الشايع is a glorious beacon of lightمحمد الشايع is a glorious beacon of lightمحمد الشايع is a glorious beacon of lightمحمد الشايع is a glorious beacon of lightمحمد الشايع is a glorious beacon of lightمحمد الشايع is a glorious beacon of light
افتراضي رد : كلّ لحظة بعون الله وأنتم إلى الحي القيّوم أقرب

شكراً على الموضوع

وجزاك الله خير



تحياتي
محمد الشايع غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيرة مختصرة عن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم العطرة. ابو سعد القحطاني مجلس النبي صلى الله عليه وسلم 126 07-09-2013 06:03 PM
وصف النبي (صلى الله عليه وسلام)وصفاته. ذيب المعادي مجلس النبي صلى الله عليه وسلم 26 09-02-2008 04:31 PM
هدا مجموع ما يخص يوم عشوراء احببت ان انقله لكم ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 11 04-10-2007 06:33 AM
الدقائق الحاسمة في معركة الموت. أبو عامرية المجلس الـــــعــــــــام 18 15-09-2007 04:53 PM
مناسك الحج و العمرة اللبيب مجلس الإسلام والحياة 6 28-04-2007 02:39 PM


الساعة الآن 07:51 PM

سناب المشاهير