أتمني من الجميع الأطلاع ( أدب الحوار في الأسلام )

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الأعضاء ...................................... المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد :
الحقيقة أشكركم علي أهتمامكم في المواضيع المطروحة في المنتدي الأسلامي وهذا يدل علي جهدكم الطيب في توضيح المواضيع من ناحية المشاركة والردود في المواضيع .
ولكن أتمني أن لاتكون الردود شخصية لأن هذا يفسد البناء الهادف لهذه المواضيع وانني يعلم الله سبحانة وتعالي ماكتبت هذه ألا محبةٍ في الله والتعاون بيننا جميعاً ولهذا لابد أن يكون الحوار مفيد للطرفين ولاشك أن أرقي أنواع الحوار هو حوا ر الدعوة إلي الله تعالي ذلك هو حوار الرسل وأتباعهم ومن جنس هذا الحوار هو حوار الدعاة بينهم للقيام بأمر الدعوة إلي الله تعالي ولكي يكون هذا الحوار متجانساً في رقيه مع مقصودة ولكي يتحقق التفاعل اللازم .
والمقصود بالتفاعل هنا هو مراجعة محاور الراي أو الأجتهاد المعروض من قبله بالنظر والاعتبار إلي ما يعقب عليه الآخرون من معارضة أو تقييد مما يقتضي التعديل والوصول إلي حقيقة ماتقتضيه هذه التعقيبات من تعديل أو الإجابة عليها وإثبات عدم اقتضائها لذلك التعديل .
إن هذا التفاعل الذي نرجوا أن ينبغي إلية هو من أعظم أسباب رقي المعرفة والأخلاق كما أن فيه تحقيق معني الأخوة والتناصح وتحقيق قول الحبيب محمد صلي الله علية وسلم : (المؤمن مرآة المؤمن ) . رواة البخاري في الأدب المفرد ؛ وفي هذا التفاعل يتحقق معني الأخوة في هذا المنتدي ومافيها من الرحمة في التناصح والتسديد ومافيها من القوة في إضافة الصواب إلي الحوار وفي تحويل الخطاء إلي صواب .
وأن لايأخذ كل منا قصدة في الحوار إحراج المقابل بقصد التقليل من شأنه وهذا النوع من الحوار مع سلبيته فإنه يقطع ماينبغي وصلة من حبال التواصل المشروع فإن الإصل في الحوار التناصح وطلب الخير ومن المعلوم لايعمد إلي هذا النوع إلا الجهال وأشباههم من مسعري الفتن ( وحاشا الله أن يكون من هذا الشبكة الرائعة بأعضائها وبمواضيعها المطروحة ) أما أهل العلم وطلبته فإنهم أبعد مايكونون عن ذلك مع خصمائهم ومخالفيهم في الراي والأجتهاد .
قال شيخ الأسلام ابن تيمية (المجموع الفتاوي )3\245 " هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني ، فإنه وان تعدي حدود الله فيُ بتكفير أو تفسيق أو أفتراء أو عصبية جاهلية فإنا لا اتعدي حدود الله فيه ، بل أضبط ماأقوله بميزان العدل ، واجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدي للناس حاكماً فيما أختلفوا فيه ؛ قال تعالي : " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه " سورة البقرة آية (213) ؛ وقال تعالي : " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول " سورة النساء آية (59) .
ولهذا لانجعل الحوار كحلبة مصارعة لابد فيها من فائز وخاسر ، فلابد من معرفة أن الحوارإنما هو مقدمة للتفاعل المعرفي بين المتحاورين وإظهار الاحترام والأخوة الإسلامية للمحاورين وهذا مماتظاهرت النصوص الشرعية علي تقريره وتفصيله علي مستوي الفرد والمجتمع في الأمة المسلمة بل جعله النبي صلي الله عليه وسلم مقياساً علي الخير والفضل بين المسلمين .
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً " متفق علية .
وأتمني من الأخوة الأعضاء أتخاذ اللين والرفق عند الحوار ومع أن هذا من جنس حسن الخلق ، فإن الإشارة إليه علي حدة لها أهمية خاصة بسبب مايكون من الشد الحاصل أثناء الحوار .وعن عائشة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي علي الرفق ما لا يعطي علي العنف وما لا يعطي علي ما سواه " . رواة مسلم .
ومن هذا الباب ترك تصعيد الجدال عند حدوثة ، وإن كان محقاً دفعاً للمفسدة المترتبة علي ذلك . فعن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أنا زعيم ببيت في الجنة لمن ترك المراء ، وإن كان محقاً " . رواة أبوداود، والحديث صحيح عند الألباني في السلسلة الصحيحة (273 ) .
واخيراً لابد من الأخوة التزام اظهار التقديروالاحترام للعلماء المنسوبين إلي أهل السنة والجماعة وإن تباينت إجتهاداتهم في الأحكام والمواقف .
قال تعالي " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " . سورةالعنكبوت آية (69) .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .


أخوكم في الله أبو مصعب .

__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله

" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)

"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "