ضـربة معفي وحلم شيخ


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 30-01-2007, 07:26 PM
  #1
أبوعبدالله
..:: قلم من ذهب ::..
 الصورة الرمزية أبوعبدالله
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,759
أبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond repute
Bawling ضـربة معفي وحلم شيخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مقدمة :
عندما يقرأ أحدكم رواية انجليزية أو قصة يلاحظ أن المؤلف لابد أن يصف أصحاب الشخصيات في عمله : مثل لون العينين ، لون الشعر ، الفم ، اليدين ، وإن كان صاحب الشخصية امرأة فلا يخلو الوصف من التطرق إلى مناطق (جسمغرافية). وبإعادة نظري في أسلوب الوصف هذا وتمحيصه وجدت أنه مفيد فعلاً وله دور في استحضار هيئة الشخصية.لذا قررت اليوم أن أكتب عن شخصية وأطبق أسلوب الوصف الانجليزي أو الأوروبي أن جاز التعبير لكن بنكهة نجدية أصلية.وسأتفوق على الوصف الانجليزي كثيراً حتى أميز شخصيتنا وأخالفهم في الأسلوب.واعتذر عن كثرة استعمال الأقواس وهدفي هو لمن لايعرف بعض المفردات أن تساعده في القراءة . وإن ذكرت مفردة"نجد" فهذا لايعني تحيزاً بل لانقل ذهن القارىء الى المنطقة حتى يفهم الكلمة ضمن سياقها النصي والزمكاني.

فلو قدر لأحدكم أن يحل ضيفاً على صاحبنا هذا لكانت هيئته كالتالي :شايب ، طاعن في السن يتواقد حيوية ، محني لحيته ، عاصب رأسه بمعمه الأبيض ، ومقتط(محتزم) له بخنجر سلتها حضرمية ، تلقط الحب وتقص العظم بعد ، قرم ، محب للخير ، يزلزلك بكلمة (أرحبوا) ، شجاع ما يقول(كم هم)، جسور ، إذا حليت عليه قوبعك الشحم : يطبخ ذي(الذبيحة) في مرقة ذي(الذبيحة السابقة : كناية عن كرمه) .

وأما يديه فكفه الأيمن أشثن(خشنه وجافة) لا يدهنها إلا بعد تناول ودس(دهن)ذبيحة دسمة سواء في بيته أو عند غيره وأصبعه الوسطى معقوفة إذ حكها الرشا على الرص(حجارة رصف البئر) يوم كان ماتحاً(من يجر الدلو من البئر) على بئر ينزح الماء لسقي ذوده.وقد لذع ظاهر ذراعه الأيمن بثلاث رقم(كويات)حتى ما تهتز الشيزل إذا ركّب عليها(صوب البندقية) ليصمي الصيده(يقتلها في مكانها).أما يده اليسرى فلا يمكن أن يمدها عليك أو يعطيك شيئاً بها غير أنها لم تسلم من محش الوهط (الوهط:شجر من أنواع العضاة إذ يشعل الأبال ناراً ثم يقعذذه(يشلوطه) حتى يذهب شوكه ويقذله"يقطعه "قطع صغيرة فتأكله الإبل وتحبه كثيراً ).

إذا دخلت مجلسه فأول ما يقع نظرك عليه هو رأس وعل "تيس" محنط ومحشو بالساف(نبات يشبه النصي له رائحة عطرية تقعد الرأس)وقرناه كناعورة على بئر ، كما أن بصرك أيها القارىء العزيز لن ينقلب إليك خاسئاً حسيراً بل سيلحظ بندقيته الشيزل مكبع(ملبس) كرزيها(أخمصها)قفدة(جلدة)رأس وعل وموسّر(مجبر) مقدمة خشابها مع السبطانة بسيور جلد . وإذا انعمت النظر من حولك لأبصربت مساند المجلس قديمة ، المراكي مسامات(جمع مسامة) ، ومشب الضوء(النار) له مدخنة مرتفعة إلى أعلى كأنها غليون سقس 28، ومن حول المشب قطف(كيس من جلد تيس أو خريف)تخزن فيه القهوة والبهار .أما إذا رفعت بصرك قليلاً إلى يمين وجار الضوء رأيت محامس القهوة الحديدي يتدلى يلاصقه يده الحديدة مرتبط بها بسلسلة عفت عليها السنون. إذا جلست حول الضوء فلن تمكث طويلاً حتى يرمي شيخنا الوقور إذن خروف أو تيس في الجمر أمام ناظريك دون التفوه بكلمة دلالة على أن واجبك مذبوح ولا مجال للرفض أو الاعتذار بتاتاً.
أما سيارته جيب شبح طراز(94) توه بسباياه(قراطيسه) والدليل أنه لو يشغل مكيفها طلع غبار ، مطربل(ملبس) صندوقه بأساتك سيارات حتى لايتمخش ، ولا يروح عليه إلا إذا بدا له لزوم.

ذات يوم جاءت سيارة مقبلة غبارها ساطع(يتركز في السماء :متصاعد في السماء) وتوقفت بالباب ففز الشيخ كعادته خارجاً إلى صاحب السيارة مرحباً به غير أن الضيف عاجله بعصا(معدالة) وانهال عليه ضرباً فأدار شيخنا الجليل ظهره للضارب فطفق (قاض العور المعثور)يضرب الشيخ ضرباً والشيخ يردد:"والله ياولدي ما رضيت بها ، مارضيت بها ، رح الله يهديك" وبعد عدة ضربات بالعصا اللئيمة توقف نازع العدة يبحلق في شيخ ويحندر إليه برود وفشل ، نظرات انكسار وانحسار ، نظرات موتة ضمير في ضرب أمير ، وغادر يجر أذيال الهزيمة متمنياً أن الأرض ابتلعته ، متوهماً أنه قد هدم العور المزعوم ، عور الأوهام ، ويالها من جاهلية أولى .
تعود أسباب الاعتداء هذا أن احد أحفاد شيخنا الوقور ضرب أحد أقارب المعتدي على الشيخ حتى تمدد(كناية عن شدة الضرب) بحجة أنه ضايقه(حده)بسيارته على الطريق.ومن المصادفات إن منزل الشيخ قريباً جدا لبعض الأماكن التي دارت فيها بعض من أيام العرب في الجاهلية.
لك الله أيها الشيخ الشهم ..ما قدر حلمك رغم عدم علمك
ما قدر سنك .. ولا كبرك
ما قدر شعرات شيبك
ما قدر الأقصين قبل الأدنين
ما قدر هادم العور معروفك عليه ولا حسنتك عنده قبل أن يقضه (هادم اللذات)
الأهم أيها الشيخ الوقور (المعفي) أن تكون كبش فداء ، وحمال أسية لغيرك ليمسح فيك العور المزعوم ، وأن يرضي الربع الذين غروه(حثوه) على أن لايمسون تلك الليلة حتى (يتعشون)رجال زعموا.


التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 30-01-2007 الساعة 07:27 PM
أبوعبدالله غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة لبني زيد في مناصرة الملك عبد العزيز بني زيد مجلس الديار و قصص وسوالف من الماضي 4 17-07-2006 01:57 AM
زيد بن الخطاب المعمري مجلس الإسلام والحياة 2 18-08-2005 01:08 PM


الساعة الآن 07:45 AM

سناب المشاهير