معونة العريس عادة متوارثة في منطقة عسير
سراة عبيدة: محمد آل عطيف
دأبت الكثير من المجتمعات العربية على تقديم مساعدات عينية ونقدية للعريس، مساعدة له في تحمل مصاريف الزواج، البعض يطلق عليها تسمية "النقوط"، بينما اشتهرت في أغلب المناطق السعودية بـ "المعاون"، وهو مبلغ رمزي يقدم من أقارب وجماعة وأصدقاء ومحبي العريس.
ويقول سعد بن محمد أبو قفرة (رجل أعمال) " "المعاون" عادة جميلة توارثتها الأجيال في عسير، حيث يعلن عن إقامة الزواج في قصر من القصور أو استراحة أو حتى في القرية، وتوزع رقاع الدعوة، فيجتمع ما اتفق على تسميته "المعاونون"، وهم الذين يقدمون المساعدة للعريس على مقربة من مكان الاحتفال، ويبدأون في تجميع المبالغ التي عادة ما تتراوح بين 100 ريال وألفي ريال، وتدون في بيان الأسماء وأمام كل اسم المبلغ الذي قدمه، وتعطى لكبيرهم أو أكثرهم معرفة بعادات وتقاليد القبيلة".
ويضيف " تجهز المجموعة قصيدة قصيرة يرددها الجميع حتى يصلون إلى درجة حفظها، وأحيانا يعترض البعض على تلك القصيدة ويطالبون الشاعر بتغييرها عدة مرات، وبمجرد اتفاقهم على النص يتم ترديده بصوت عال، وعند اقتراب صف المعاونون من صف مستقبليهم يصمت الجميع، ثم يعلن كبير المستقبلين عن الترحيب بالمدعويين في أرجوزة طويلة، ويرد عليها المدعوون، ويخرج أحدهم من الصف ومعه المبلغ، حيث يقول مخاطبا العـريس أو والـده " وصلتنا دعوتكم ولم نجد عذرا في الوصول إليكم ومعنا معاون (قيمة المبلغ)، وكل شخص معاونه أمام اسمه، فيرد عليهم الوالد أو العريس " كثر الله خيركم"، ويدعوهم لوجبة دسمة (الوصل)، وغالبا ما تكون مزيجا من البر والسمن وبعض الفاكهة والعصائر".
ويشير أبو قفرة إلى أن استقبال الوفود المعاونة يستمر حتى ما قبل صلاة العشاء، حيث تؤدى الصلاة جماعة، ثم يدعون لتناول طعام العشاء المكون عادة من الرز ولحم الخراف، وأحيانا لحم الجمال الصغيرة(حاشي)، وفي السهرة تستأجر فرقة فنون شعبية وهي الأخرى تنال نصيبها من المال، ويبدأ الحاضرون في الرقص الشعبي من خطوة وزحفة وقزوعي وعرضة حتى ساعة متأخرة من الليل.
المصدر
والصور تفضل بها علي صديقي محمد آل عطيف وهي لزواج تركي بن سعد ابو قفرة صيف العام الماضي في خميس مشيط