أفواه تريد أن تطفي لهب الشمس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الأمين سيد الثقلين وخير خلق الله أجمعين أما بعد

إن علم التاريخ ونسب القبائل له في العلم مكان وشأن .
ومن درى أخبار من قبله *** أضاف أعماراً إلى عمره

وقبائل الجزيرة العربية ومنها القبائل اليمنية لها من شِعب الزمان نسب , فهوداً جدها وسبأ أباها .
فإن أثارنا تدل علينا *** فانظروا بعدنا إلى آثارِ

لكن في القرون الماضية أهمل الناس علم النسب فتناثرت أشجاره . وأنا هنا أتكلم عن علم النسب الخاص بقبائل مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ . والذين يسمون في هذا العصر بقبائل قحطان .
وتمر الأيام وتنقضي السنون , وتبداء الأعناق تشرئبا والأقلام تُدوِن وتبحث في هذا العلم فمنهم المصيب ومنهم المخطئ فمن المهتمين بعلم النسب من أعتمد على ما تتناقله الأجيال الأبناء عن الأباء , في إثبات النسب لكل قبيلة اعتماداً على الرواية وعلى أشعارٍ وقصائد . وهناك من دخل غمار هذا العلم ودخل في متاهات علمه , لكنه جعل نصب عينيه أن يكون اعتماده على الرواية الثبتة الصحيحة وعلى المدونات والمخطوطات الموثقة , وللحقيقة فهم قله .
وقبل ثلاثة أشهر أو أقل . وقع في يدي كتاب جليل عظيم في محتواه ملئ بدرره النفيسة موثقةٌ في مصادرة أعتقد أن من قام على تأليفه تعب وكابد في إجاد المصدر الموثوق الصحيح المأمون فكان في محتواه المعلومة الصادقة , ومن تتبع الأنساب شبه كامل .
وذاك الكتاب ليس بالقرآن المنزل الذي لا يأتيه الباطل أو الخطئ . لأنه عمل بشري .
من الذي ما يساء قط *** ومن له الحسنى فقط
إن ذلك الكتاب هو " موسوعة قحطان بنو مضيم " الذي قام على تصنيفه الأخوين الكريمين :-
1- محمد بن مطلق الشامخ .
2- مانع بن عائض آل عاطف .
وللحقيقة فإن الجهد الذي بذلاه والعمل الذي قاما به جبار وجب على كل منصف أن يشكرهما ويشد على أيديهما .
والذي دعاني لأدبج هذه المقالة ما سمعته وسمعه غيري من أن هناك أيادي تريد أن تحجب الشمس بيدها الصغيرة , وهناك أفواه تريد أن تطفئ لهب الشمس بأنفاسها الضعيفة .
ولهؤلاء أقول لهم :
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموا من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدو
ولعامة المطلعين والباحثين في علم النسب أقول :
لا تقولوا وترددو ما يقوله غيركم , ولكن أرجعوا للمصدر الذي نقله الناقلون لكم . ثم أحكموا بعقولكم وفهمكم لا بعقل وفهم أحاد البشر . وشكراً للجميع .

14 / 6 / 1428هـ

شكراً لك اخوي عبدالله السحيمي وشكراً أيظن أخوي ابو تركي على مروركما وفق الله الجميع