كلمة وداع ،، قبل الفراق ....


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

موضوع مغلق
قديم 31-10-2005, 05:33 PM
  #1
نسناس
عضو فضي
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 1,429
نسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond repute
افتراضي كلمة وداع ،، قبل الفراق ....

في أواخر شهر رمضان يظهر التباكي, وتبدو الحسرة, وتشاهد اللوعة على وجوه أهل الصيام,
كُل ذلك حزناً على فراق شهر رمضان ,
لكن هذا الشعور يختفي بعد أيام قليلة من شوال, بل ربما اختفى عند البعض يوم العيد !!
وهنا !! ( أكسيراً ) ودواءً لهذه الحالة !!
استعمله البعض , فوجدوه نافعا يبقي معه مفعول شهر رمضان أشهراً طويلة تمتد إلى رمضان الذي يليه,

إنه سر رمضان .. وجوهره .. وإكسيره .. إنه العيش مع القرآن الكريم !!

العيش مع القران العزيز ... تلاوةً .. وتدبراً ..
العيش معه عيشة تملاً القلب , والسمع , والبصر ،،
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ "

أذكر حادثة في رمضان الماضي (1425 هـ),
حيث اتصل بي شاب وهو من طلابي, ويحفظ القرآن الكريم ، وطلب مني لقاءً ليعرض مشكلة له في بيته مع زوجته, وثمرة هذه المشكلة أنه يريد أن يطلق زوجته !
وبعد أن سألته بعض الأسئلة التي تكشف وجه المشكلة, أدركت أن الخلل موجود في ( قلبه) وليس في زوجته ,
فقلت له: كيف هي علاقتك مع القرآن ؟! فقال: لا بأس, وعندي بعض التقصير !
ظن الأخ أني أسأله عن مراجعته للحفظ, فقلت له: لست عن هذا أسألك, وإنما أسألك عن تدبرك للقرآن, وعيشك مع آياته ! فصمت قليلاً –وكأنني أطرح عليه مستحيلاً - !
فقال: لكن التدبر ياشيخ صعب, وليس بالسهل, ولا يدركه إلا العلماء !
فقلت له: يا أخي الذي لا يدركه إلا العلماء هو دقائق التفسير, أما التدبر فلا !
دهش صاحبي !! لكنني لم أدع دهشته تطول, بل قطعتها عليه بمثال بسيط يدركه أي عامي يعرف اللغة العربية البسيطة,
فقلت له: تأمل معي آخر سورة (عمَّ) : " إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً "
فقلت له: توقف قليلاً لمدة دقيقة واحدة فقط, واسأل نفسك: من هو المنذِر هنا ؟ فقال: الله !!
فقلت : أتدري ما معنى أن يكون المنذر هو الله ؟ إن معناه أن الذي ينذرك هو الذي بيده الحياة والموت, وعنده الجنة والنار, وإذا أراد شيئاً قال له: كن, فيكون, فهل تعلم له سمياً ومثيلاً ؟!
ثم قلت له: انقل نفسك إلى مشهد القيامة, وعش هذا الموقف, وأنت تتخيل صحائف أعمالك قد نشرت, صحائف السيئات وصحائف الحسنات ! مالذي تتمناه تلك اللحظة ؟ قال: أن تستر السيئات, وألا يفضحني ربي على رؤوس الأشهاد !
فقلت له: فلماذا يتمنى الكافر أن يصير تراباً ؟ فأجبته: لأنه يرى الحيوانات تصير تراباً –بعد أن يقتص من بعضها لبعض- فهو يتمنى أنه كان كلباً, أو خنزيراً, فهو أهون عليه من هذا العذاب الذي ينتظره, وما أعظمه وأقساه ! ولو لم يكن إلا أنه عذاب دائم أبدي: " لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُون َ" ،
قلت له: هذا التدبر الذي أريده منك في هذه المرحلة, هل هذا يحتاج إلى عالم ؟ قال: لا !!!

ثم عدت إلى مشكلته ثانية، فقلت له: من حقي عليك, أن تتريث في قرار طلاقك أسبوعين على الأقل, خاصة وقد رزقك الله من زوجتك لؤلؤتين كريمتين, ودرتين مصونتين, وأنت تعيش شهر القرآن, فداو قلبك بتدبر ما تقرأ, ثم تعال ودعنا نتناقش في قرار الطلاق !

لم يمض إلا أقل من أسبوع –إي والله- حتى اتصل بي, وقال لي: لقد ألغيت قرار الطلاق ! قلت له: ما السبب ؟ قال: عرفت أن الداء في قلبي, فوجدت الدواء, وعرفت (الإكسير) !
ثم لما انصرم شهر رمضان, قال لي: ما مر علي مذ عقلت أحلى ولا أفضل من رمضان هذه السنة, والسبب هو العيش مع القرآن, ومحاولة تدبره قدر الطاقة, بدلاً من قراءة الهذرمة التي تربينا عليها !

وشاهد القصة .. أن هذا الأخ بشرني فيما بعد أن الأمر لم يتغير عليه كثيراً –بعد رمضان- والسبب هو العيش مع القرآن, حتى قال لي: إن قراءة الجزء الواحد قد تصل معي إلى ثلاث ساعات أحياناً بدل ثلث ساعة, وذلك أنني أخذت على نفسي ألا أترك آية إلا وأحاول أن أفهم ما فيها من خطاب وتوجيه, فأسأل الله لي وله الثبات.

أما قصة مكالمة ثانية :
فهي لأخت اتصلت بأحد إخواني من طلبة العلم –وهو الذي حدثني بهذه القصة- قبل رمضان الماضي (1425 هـ) تشكو من أنها تتوب ثم تعود إلى المعصية, ثم تتوب وتعود, معللةً السبب بأن البيئة التي تعيش فيها بيئة مليئة بالمعاصي .. فكان السؤال المعتاد –الذي اتفقنا على طرحه على كل من يعاني من مشكلة قلبية-: كيف علاقتك بالقرآن ؟ فأبدت أنها مقصرة في القراءة, فضلاً عن التدبر والتأمل, وعلاج القلب بهذا القرآن !
وهنا مكمن المشكلة عند أكثر المسلمين الذين وللأسف لا يعرفون الاستشفاء بالقرآن إلا في جانب الرقية الشرعية, عند السحر والعين والصرع, مع أن علاج القلب من أمراضه المعنية كالقسوة والحسد والغل والشك والشرك, وهذه الأمراض والأعراض أعظم عند الله _تعالى_ من الأمراض النفسية بكثير.

فقال لها صاحبي: هل تتصورين أن أطلب منك بأن تعتزلي في غرفتك ؟ أو أطلب منك أن تخرجي من بيتك لوحدك في شقة لوحدك ؟ هذا غير ممكن .. أين أنت من امرأة فرعون ؟ التي ضربها الله مثلاً لأبي بكر, وعمر, وعثمان, وعلي, ولي ولك, ولكل مؤمن إلى يوم القيامة, تلك المرأة التي كانت تعيش في بيئة كفرية إلحادية, ومع ذلك هاجرت بقلبها إلى ربها لما لم تقدر على مفارقة جو المعصية ببدنها !
وبعد أيضاح لأثر هذه القصة تربوياً وإيماناً, أوصاها صاحبي بأن تتدبر القرآن, وشرح لها كيفية ذلك بما يناسب مستواها, وأوصاها بأن تركز على جزئي (تبارك وعمَّ).

اتصلت الأخت بعد ثلاثة أشهر تقريباً على صاحبي, وقالت له: أنا التي اتصلت بك قبل أشهر وشكوت لك كذا وكذا, وأنا الآن –يا شيخ- والله لا أجد الذي كنت أعانيه من العودة بعد التوبة, بل والله أصبحت –بعد عيشي مع القرآن ومحاولة تدبري له- لا أجد للمعصية طعماً ولا لذة, ولو وقعت فيها !

الله أكبر, صدق ربي إذ يقول: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس:58), ألا ما أعظم توفيق الله للعبد حينما يأخذ دواء القرآن ليضعه على داء القلب !
ألم يقل الله " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " ؟

هل نتصور أخي الكريم أن أحداً يعيش مع القرآن, ويتأمله, ويتدبره, ويلتمس الشفاء به, ليصلح قلبه به, ويصلح أحوال بيته وأسرته به, كما فعل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ هل نتصور أن مثل هذا يشقى ؟ " مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى " , بل أنزله سعادة, وهداية, ورحمة, ونوراً، ودليلاً إلى الجنة.

وبعد: فلم أذكر في هذا المقام أمثلة من أحوال السلف الصالح –وهي كثيرة جداً- حتى لا يحتج محتج بأنهم لم يدركوا ما في زمننا من الفتن, والصواف عن القرآن, بل ذكرت قصتين فقط –ووقفت على أضعافها- لأناس أحياء, وشباب أيضاً لعل الله تعالى أن يرزقنا الاعتبار والادكار, والحمد لله رب العالمين .


منقوووول ،،،

التعديل الأخير تم بواسطة نسناس ; 31-10-2005 الساعة 05:37 PM
نسناس غير متواجد حالياً  
قديم 06-11-2005, 05:58 PM
  #2
هاني_الصقر_السلفي

.: مشرف ســـابق :.

 الصورة الرمزية هاني_الصقر_السلفي
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: Egypt
المشاركات: 2,901
هاني_الصقر_السلفي is just really niceهاني_الصقر_السلفي is just really niceهاني_الصقر_السلفي is just really niceهاني_الصقر_السلفي is just really niceهاني_الصقر_السلفي is just really nice
افتراضي

أخي الحبيب .. نسناس ..

لا أدري لماذا أبحث عن كل المواضيع الخاصة برمضان ...

ففي القلب له أشواق ... و ذكريااااات ... و حنييييييين ... وحب لا يعلمه إلا الله تعالى ...

نعم و ربي .. إن القرآن يغير ً من آفات القلوب ... و يشفي كل أمراضه ... و يعالج سمومه ..

وقد عشنا و رب الكعية أياما ً راااااااااااااااائعات ... لا تقدر بثمن .. في ذلك الشهر الفضيل الحبيب ...

ولا أطيق و الله أن أقول لرمضان ... وداعا ً ..

أو أسمع كلمة ... فراق رمضان ...


و لكن .. ماذا نفعل ... سنة الله تعالى في كونه و مخلوقاته ... هكذا قدرها و هكذا أرادها سبحانه و تعالى ..


وفقك ربي و رعاك أخي الحبيييييييب .. نسناس ..

و دمت لنا ذخرا ً يا طيب ...

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
__________________








هاني_الصقر_السلفي غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:43 PM

سناب المشاهير