هكذا تكلم عبد الله!! فأين أنتم؟!

هكذا تكلم عبد الله!! فأين أنتم؟!


نعم!!..
إنه الشعور بالمسؤولية، وقد تم التعامل معه وفقاً لما تقتضيه واجبات الالتزام الأخلاقي قبل كل شيء!!..
فعندما تتم معالجة الأمور والقضايا المصيرية الحاسمة، بمنطق العقل والتروي المتَّسم بالحكمة والتأني، بعيداً عن
الانفعالات العاطفية، التي قد تصل إلى حد التشنّج أحياناً.. مما يُفقدنا أن ننظر إلى ما نحن بصدده برؤية واضحة المعالم.
. فتكون النتيجة.. التسربل بين دهاليز المتاهات، التي كثيراً ما أفقدتنا الانتصار في قضايانا بينما نحن أصحاب حقٍ
فيها.. ولدينا من التجارب ما يحفل به تاريخنا المعاصر!!..
ولتأكيد إثبات حقيقة ما أشرت إليه ـ تعالوا بنا يا قُراء إيلاف ـ لنلقي نظرة سريعة على الخطوات التي اتبعتها القيادة
السياسية في المملكة العربية السعودية، في آلية تعاملها مع الأحداث الدامية التي تجري فوق أراضي فلسطين ولبنان!!..


• في البداية أصدرت المملكة العربية السعودية بياناً أنحت فيه باللائمة على المغامرات غير المدروسة التي تجر لبنان إلى
معركةٍ غير متكافئة ـ وهذا ما حدث بالفعل ـ وقد استغلت قناة الجزيرة ـ كعادتها ـ ذلك البيان لتتخذ منه وسيلةً لتأجيج
المشاعر ضد المملكة وقيادتها في ظروفٍ حرجة.. وكانت (أي الجزيرة) وكأنها في عُرسٍ وهي تستجدي مشاهديها كي
يتصلوا ليوجهوا النقد للقرار السعودي!!.. في الوقت الذي كان فيه المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة يُبرم
الصفقات التجارية للرساميل القطرية الإسرائيلية مستمراً في عمله!!..

• وعندما عقدت جامعة الدول العربية مؤتمرها الطارىء لوزراء الخارجية العرب كي يبحثوا العدوان الإسرائيلي على
فلسطين ولبنان، وتمخضت نتائجه عن الفشل الذريع في الوصول إلى صيغةٍ، غير إعلان عمرو موسى عن موت عملية
السلام برمتها!!.. في هذا الوقت كانت القيادة السعودية تحثّ أعضاء دول مجلس التعاون على القيام بواجبها نحو ما
يجري في فلسطين ولبنان.. فكان ذلك التبرع الأول لتضميد الجراح..
وهنا لابد من الإشارة إلى أن إعلان السلام مع العدو الإسرائيلي قد تم يوم كان عمرو موسى أحد كبار مهندسي ذلك
الاتفاق، وما دام قد أعلن بنفسه عن موت السلام، فإن الواجب يقتضي من الشقيقة الكبرى ـ أم الدنيا ـ أن تعلن القرار
المناسب، وتستجيب لرغبة الأمة العربية بأسرها، وتبادر بطرد السفير الإسرائيلي، وتقطع العلاقات مع مَنْ يدمرّون
ويقتلون الإنسان العربي!!.. وكفى لقادتها بالتعلل من أنهم يلتزمون بالاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، وتاريخ إسرائيل
هذه يحفل بعدم الاحترام لكل الاتفاقيات الدولية!!..

وإني لأتساءل ببراءة.. إن مصر.. هي أقوى قوة ضاربة في المنطقة، ولديها أقوى الجيوش العربية المسلحة!!.. فإذا لا
تتحرك الآن لنُصرة أشقّائها العرب ـ كما كانت دائماً ـ فلمن تدّخر ذلك الجيش إذاً؟!!.. ولدعاة السلام والتطبيع أقول: إلى
أين أوصلكم السلام أو ذلك التطبيع؟!!.. وها هي مصر عاجزةٌ عن اتخاذ قرارٍ بالوقوف إلى جانب أشقائها باعتبارها
الشقيق الأكبر؟!!..

• عندما استفحل الدمار في لبنان، وفشلت الدول العربية، وفشلت جامعتها، بالارتقاء إلى مستوى ما هو مطلوبٌ منهم،
حيال ما يجري من كوارث، أخذ الجميع ينتظرون من مجلس الأمن الدولي أن يتحرك ضميره، ويعمل على إيقاف القتال في
لبنان وفي فلسطين.. لكن مجلس الأمن الدولي قد أظهر انحيازاً واضحاً لإسرائيل، وجاءت قراراته مخيّبةً للآمال..

أمام هذا الإحباط العربي.. كانت عجلة السياسة السعودية تتحرك باتجاه الدول الكبرى، صانعة القرار، فانصبّت مباحثات
ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي على معالجة ما يجري من مجازر في لبنان وفلسطين، وتدعو إلى وقف إطلاق
النار في لبنان!!..
من ناحيةٍ أخرى يتجه سعود الفيصل وبندر بن سلطان نحو البيت الأبيض، نظراً لما بين السعودية وأمريكا من علاقاتٍ
متميزة، فيطرح على الإدارة الأمريكية مشروعاً، تمت دراسته بعنايةٍ مع معظم الأطراف ذات العلاقة في المنطقة، وفيه
دعوةٌ إلى وقف إطلاق النار!!.. فكان جواب الأمريكان شديد التمسك بشروط إسرائيل!!..
وفي هذه الأثناء تفشل دعوة الرئيس اليمني لعقد قمةٍ عربية..

• وهنا جاء الرد الطبيعي والأخلاقي والملتزم بالوقوف الإيجابي الفاعل مع الأشقاء في فلسطين ولبنان، فصدر قرار
القيادة السعودية بذلك التبرع السخي ـ كما وصفه السنيورة ـ ولم تكتفي السعودية بذلك، بل دعت إلى تشكيل لجانٍ
شعبية لجمع التبرعات، وقال مسؤولٌ سعودي كبير: " إنني على ثقة أن تبرعات الشعب السعودي للوقوف إلى جانب
أشقائه في فلسطين ولبنان ستصل إلى مئات الملايين من الدولارات."
وما كل هذا إلا بداية!!.. لعل ما سوف يأتي سيكون أكثر من ذلك!!.. فالمواطن العربي المُحبَط، والذي وصل إلى مرحلةٍ
من اليأس من قياداته ينتظر أن تُتخذ في الأيام القادمة الخطوات التالية:

• مؤتمر قمةٍ يُعقد على وجه السرعة، بأجندة محددة تحتوي على دعوةٍ إلى مقاطعة إسرائيل سياسياً واقتصادياً مع
جميع الدول التي ارتبطت معها بعلاقاتٍ ديبلوماسية!!..

• اتخاذ مواقف أكثر شدةً مع الدول التي تناصر إسرائيل في عدوانها.. مهما كان الثمن.. فمليارات أمريكا التي امتهنت
كراماتنا وأذلتنا ما عادت تُجدي مع ما يجري في المنطقة.. ولا أظن أن الشعوب التي تأخذ من أمريكا ترضى بلقب
(الشعوب المستجدية)!!..

• إعادة ترتيب البيت العربي، وفقاً للمتغيرات التي طرأت على المنطقة بفعل السياسات الأمريكية، وخصوصاً في العراق،
وفي غير العراق من مناطق الوطن العربي..

***
• أرجو ألا أُتهم بأنني من الحالمين في هذه المطالب!!.. فبعد قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخير، أستطيع القول:
إن حجر الأساس لشرق أوسطٍ عربيٍ، حُرٍ، كريمٍ، قوي، قد وضعه هذا الرجل العربي الشهم!!..
فهل هناك مَن يُسارع إلى أن يضع يده مع يد عبد الله في وضع ذلك الحجر؟؟!!.. علّنا نبدأ بعصر الصحوة العربية
الحديثة.. بعد إخفاقات تجرّعناها طويلاً!!..
شريطة أن تتم هذه الصحوة بعيداً عن التشنُّج، والانفعالات العاطفية، والضحك على الذقون، باسم الدونكيشوتيات
الثورية التي خدعتنا لعقودٍ وأوصلتنا إلى الحضيض!!.. فهل من مُجيب؟!!..



منقول

حفظ الله الملك عبدالله .....


انه مخلص في كل مايقوله ......


مشكور اخي الكريم عيون قحطان

__________________
« اللهم كما أحسنت خَلقي فحسن خُلقي »

أخي عيون قحطان كلامك رائع ومحاوراتك جميلة ، ومعك حق في ما تقول
وحفظ الله ديننا وولاة أمرنا
اللهم أنصر المستضعفين من المؤمنين في كل مكان

__________________

كلام جميل ياعيون قحطان وشكرا لك على النقل المميز 0

اسأل الله ان يحفظ ولاة امرنا وان يرزقهم البطانة الناصحة الصالحة 0

ونسال الله ان ينصر اخواننا المستضعفين في كل مكان 0

كلام جميل اخي الكريم

تقبل تحيات اخيك الزهيري المغترب

شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة

__________________

كلنا تحت حكم الله ثم حكم بو متعب

والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين

__________________

قحطان هم بحر المراسي منهو يلين كـل قاســي

وان جـــاء نـهــار الحـرب فـقـوم تـتـعـب الحـراب