عائض القرني ...وإنك لعلى خُلُق عظيم ....


 
قديم 07-03-2008, 04:44 PM
  #1
مرعي بن دواس الحبابي
مراقب سابق
 الصورة الرمزية مرعي بن دواس الحبابي
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: حفر الباطن
المشاركات: 4,916
مرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond reputeمرعي بن دواس الحبابي has a reputation beyond repute
افتراضي عائض القرني ...وإنك لعلى خُلُق عظيم ....

وإنك لعلى خُلُق عظيم
د. عائض القرني

من منكم يقرأ أخلاقه عليه الصلاة والسلام ثم لا يهتز كيانه وتسيل دموعه، ويذوب قلبه شوقاً ؟ من منكم يملك عواطفه أمام نبله وكرمه وشهامته وتواضعه صلى الله عليه وسلم ؟ من ذا الذي يطالع سيرته الجميلة وصفاته الجليلة وأخلاقه النبيلة، ثم لا ينفجر باكياً ويصرخ: أشهد أنك رسول الله ؟

ليتنا نعامل أصدقاءنا كما عامل رسولنا صلى الله عليه وسلم أعداءه: " إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعطي من حرمني وأن أعفو عمن ظلمني"، ليتنا نعامل المسلمين كما عامل رسولنا صلى الله عليه وسلم المنافقين فقد صح عنه أنه كان يعفو عنهم ويستغفر لهم ويَكِلُ سرائرهم إلى الله، ليتنا نعامل أبناءنا كما عامل رسولنا صلى الله عليه وسلم الخدم والعمال،

فقد كان له صلى الله عليه وسلم غلام يهودي يخدمه فمرض الغلام فعاده صلى الله عليه وسلم وجلس عند رأسه وسأل عن حاله ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم الغلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستبشر مسرور: "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار"،

وقام رجل من اليهود يتقاضى الرسول صلى الله عليه وسلم ديْناً في المسجد أمام الناس ورفع اليهودي صوته على الرسول صلى الله عليه وسلم وألـحَّ بصخب وغضب والرسول صلى الله عليه وسلم يتبسّم ويترفَّق به فلما طال الموقف صرخ اليهودي قائلاً: أشهد أنك رسول الله لأننا نقرأ في التوراة عنك أنك كلما أُغضبت ازددت حلماً، آذاه قومه، طردوه، شتموه، أخرجوه، حاربوه، ما تركوا فعلاً قبيحاً إلا واجهوه به فلما انتصر وفتح مكة قام فيهم خطيباً وأعلن العفو العام على رؤوس الأشهاد والتاريخ يكتب والدهر يشهد: (عفا الله عنكم اذهبوا فأنتم الطلقاء)

طرده أهل الطائف ورموه بالحجارة وأدموا عقِبيه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فأخذ يمسح الدم ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، يوقفه الأعرابي في الطريق فيقف معه طويلاً ولا ينصرف حتى ينصرف الأعرابي، تسأله العجوز فيقف معها مجيباً مترفّقاً باراً حنوناً، تأخذ الجارية بيده صلى الله عليه وسلم فينطلق معها حتى توقفه على مشهدٍ أثَّر في نفسها، يحافظ على كرامة الإنسان واحترام الإنسان وحقوق الإنسان فلا يسب ولا يشتم ولا يلعن ولا يجرّح ولا يشهّر وإذا أراد أن ينبّه على خطأ قال: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ؟ ويقول: "ليس المؤمن بالطّعان ولا اللعّان ولا الفاحش البذيء" ويقول: "إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجالسَ يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"، يخصف نعله، يخيط ثوبه، يكنس بيته، يحلب شاته، يؤْثِر أصحابه بالطعام، يكره التّزلّف والمديح والتّملّق، يحنو على المسكين، يقف مع المظلوم، يزور الأرملة، يعود المريض، يشيّع الجنازة، يمسح رأس اليتيم، يشفق على المرأة، يقري الضيف، يُطعم الجائع، يمازح الأطفال، يرحم الحيوان، قال له أصحابه: ألا تقتل الشرير الفاجر رأس المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول ؟ فيقول: "لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه".

أقرأُ سير العظماء والفاتحين والمجددين والمصلحين والعباقرة فإذا قرأتُ سيرته صلى الله عليه وسلم فكأنني لا أعرف أحداً غيره، ولا أعترف بأحد سواه، يصغرون في عيني، يتلاشون من فؤادي، ينتهون من ذاكرتي، يغيبون عن مخيّلتي:

تعاودني ذكراك في كل لحظة

ويُورق فكري فيك حين أفكّرُ

وأصرخ والآهات يأكلها الأسى:

زمانك بستان وروضك أخضرُ

أحبك لا تفسيرَ عندي لصبوتي

أفسّر ماذا ؟ والهوى لا يُفسّرُ

بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لن تغيب عنّا، أنت في قلوبنا، أنت في أرواحنا، أنت في ضمائرنا، أنت في أسماعنا وأبصارنا، أنت في كل قطرة من دمائنا، أنت في كل ذرة من أجسامنا، أنت تعيش في جوانحنا بسنَّتك وهديك ومُثُلك العليا وأخلاقك السامية، فديناك بالأنفس، فديناك بالأبناء والأهل جميعاً، أرواحنا لروحك الفداء، أعراضنا لعرضك الوقاء:

أتسأل عن أعمارنا ؟ أنت عمرنا

وأنت لنا التأريخ أنت المحرِرُ

تذوب رموز الناس مهما تعاظموا

وفي كل يوم أنت في القلب تكبرُ

صلى الله وسلم عليك كلما ذكرك الذاكرون، وصلى الله وسلم عليك كلما غفل عن ذكرك الغافلون.
__________________
إذا أصابك هم فلا تقل
يا رب ... إن همي كبير
ولكن ..
قل يا هم ... إن ربي كبير


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مرعي بن دواس الحبابي غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاورة رائعة بين الشيخ عائض القرني والشاعر المبدع تركي 2000 خالد العاصمي مجلس المحاورات المنقوله والصوتيه 1 11-12-2006 06:15 AM
كلمة الاستاذ عمرو خالد عن أحداث الدنمارك أعز إنسان مجلس النبي صلى الله عليه وسلم 1 13-04-2006 07:33 PM
رحبوا بالشيخ عائض القرني العذر والسموحه المجلس الـــــعــــــــام 2 21-01-2006 08:39 PM
الشيخ عائض القرني يعدل عن قراره المستكشف مجلس الإسلام والحياة 11 05-01-2006 09:14 AM


الساعة الآن 07:40 PM

سناب المشاهير