الروح .. النفس .. الموت ...!!


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

موضوع مغلق
قديم 03-12-2007, 12:19 AM
  #1
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي الروح .. النفس .. الموت ...!!

جميل أن نقرأ ونبحث ... خاصة في الأشياء التي لانعرف عنها الإ القليل

ولم يرد فيها شئ قطعي الثبوت ... وفيها مجال للحوار والنقاش .. وهنا

أضع بعض الأسئلة التي قد تساعد فيما نود البحث فيه :

ما الفرق بين الروح و النفس ....؟

ما الذي يتحكم بالإنسان أهو العقل أم المشاعر أم الضمير

وماعلاقتها بالنفس والروح ....؟

هل تموت الروح ......؟

كم مرة يموت الإنسان وما الفرق بينها ....؟

ماذا يحدث للروح خلال النوم .......؟

النعيم والعذاب يوم القيامة هل هو للروح أم للنفس أم للجسد

أم لبعضها أم لها جميعا ......؟؟

؟؟؟؟ .... قرأت كتاب الروح لإبن القيم .. وكتاب لغز الموت للدكتور مصطفى

محمود ..... وبعض المقالات في الأنترنت ..... ولكنني لم أجد الجواب الشافي وإن كان

بعضها فيه معلومات قيمة ... ولكن التناقض في بعضها يجعلنا نقف في حيرة ..

.... لذا :

أطرح تلك الأسئلة لتكون محفز لي ولكم للبحث عن إجابات منطقية ومختصرة لها ..

.... بإنتظار مشاركاتكم ..


...........
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
قديم 04-12-2007, 12:12 AM
  #2
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي رد : الروح .. النفس .. الموت ...!!

الروح في ضوء القرآن الكريم


دكتور / أحمد شوقي الفنجري(1)

لقد حاول الإنسان منذ القدم أن يعرف ما هي الروح وما هو الموت، ومع عصر التفجر العلمي في القرن العشرين بدأ الإنسان بالاستعانة بالأجهزة العلمية الدقيقة في دراسة الروح... واعترفت الكثير من الجامعات العلمية بهذا العلم في أوروبا وأمريكا فخصصت له مقعداً للتدريس والتعليم مع غيره من الظواهر التي تسمى ما وراء الطبيعة. وكان أولها في جامعة كامبردج سنة 1940م ثم اكسفورد سنة 1943م ثم تتابعت الجامعات.

كذلك تكونت جمعيات أهلية كثيرة في أنحاء العالم من الهواة والباحثين الجادين تتبادل الدراسات والتجارب العلمية. ولها مجلات دورية مثل المجلة الروحية في أمريكا وإنجلترا... وهم يعقدون الكثير من المؤتمرات والندوات تماماً كما تفعل الجماعات الطبية والعلمية ويتبادلون آخر ما توصلوا إليه من علم.

ومن أوائل التجارب التي كانوا يجرونها أن يضعوا إنساناً يحتضر على جهاز به ميزان لتقدير وزن الروح بعد خروجها من الجسم ويضعون على رأسه جهاز (eeg)لقياس ذبذبات المخ الكهربائية أثناء الوفاة وعلى قلبه جهاز لرسم القلب (eeg)كذلك وضعوا كاميرات خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتصوير الروح أثناء خروجها (infra red photography)حيث وجد أنها لا تظهر بالضوء العادي. ( 1 ).

وقد وجد العلماء إرتباطاً كبيراً بين علم الأرواح وعلم التنويم المغناطيسي (hypnosis)وعلم التخاطر (telepathy)وهو علم نقل الأفكار عن بعد وأيضاً علوم دراسة الأشباح والجن.

ولم يعد علم الأرواح قاصراً على التسلية والهواية أو كشف المجهول... بل دخل مجال العلاج الطبي وخاصة في الأمراض التي عجز الطب الحديث عن شفائها مثل الصرع والجنون والشيزوفرينيا ( 2 ) وألفت في ذلك الكثير من الكتب والمجلات وبعضهم استطاع إجراء عمليات جراحية بالأرواح وإخراج الأورام من جسم الإنسان في مؤتمر عام وبشهود من الأطباء.

وتعرف الروح في نظر العالم أنها عبارة عن موجات ذات تردد عالي وأنها موجودة بيننا في كل مكان وفي العالم الأثيري... ولكننا لا نراها ولا نسمع صوتها بسبب عجز العين البشرية والأذن عن ذلك... فقد ثبت علمياً أن العين البشرية لا ترى إلا في حدود معينة هي ألوان الطيف. فالضوء الأحمر الذي نراه بالعين له ذبذبة ( 4×10 10) = 400 ألف مليون ذبذبة / ثانية...

أما الضوء ( تحت الأحمر infra red)فهو أقل من ذلك فلا تراه العين، والضوء البنفسجي له تردد ( 7× 10 10 ) = 700 ألف مليون ذبذبة / ثانية فإنه زاد عن ذلك في فوق البنفسجية فلا تراها: وقد قدروا الأرواح بأنها ذبذبة أعلى من فوق البنفسجية وأقل من الذبذبة (ray×).

ونفس الشيء بالنسبة للأذن البشرية التي تسمع فقط من 20 ذبذبة / ثانية وحتى 000 و20 ذبذبة وما زاد عن ذلك فلا تسمعه، وقد ثبت بالتجربة أن بعض الحيوانات كالكلاب والقطط والخيل تسمع أكثر مما يسمعه الإنسان، ولذلك تراها تجفل أو تصرخ فجأة لأنها تسمع ما لا نسمعه نحن...

ويقسم علماء الأرواح الأدلة إلى نوعين ذهني (mental)ومادي (phlysical)فمن النوع الأول الذهني ظاهرة التخاطر (telesphy).وظاهرة الرؤية عن بعد (clain voiance)وظاهرة الخطاب المباشر الذي تستعمل فيه الروح حنجرة الوسيط ونتكلم بلغتها الأصلية التي قد لا يعرفها الوسيط.

أما الأدلة المادية فمنها نظرية التجسيد (materialization)،ونظرية رفع الأشياء (lev - itation)،ونظرية التصوير الروحي (psychic photography)وهو علم جديد ظهر في السنوات الأخيرة فقط بعد اختراع أفلام خاصة.

وآخر ما وصلت إليه الدراسات في ماد (d.n.a)التي يعتقد العلماء أنها تمثل سر الحياة والروح في الخلية الحية واكتشاف تركيبها الكيميائي، وقد نال الكشف عن ذلك جائزة نوبل.

ورغم كل هذه الأبحاث والإنجازات فما زالت الإنسانية في أول الطريق وما زال موضوع الروح أحد الأسرار الغامضة على العلم، وما يزال الدين هو مصدر العلم الرئيسي عن سر الروح.

الجانب الديني:

لم يرد أي تعريف للروح في التوراة أو الإنجيل وإنما استعملت هذه الكلمة بأوصاف أخلاقية ومعنوية مثل الروح الشريرة أي: الشيطان والروح الرضية التي تفرق بين الناس والروح الخفية كالملائكة واستعمل لفظ الروح القدس عن الله.

وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في قومه وأعلن النبوة ذهب بعضهم إلى اليهود يسألونهم في أمر يمتحنون به هذا النبي فطلبوا منهم أن يسألوه في أمر لم يخبر به أي نبي من قبله وهو الروح. فلما سئل الرسول في ذلك أمهلهم حتى يأتيه فإذا بالقرآن يرد عليهم )ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ([الإسراء: 85].والمعنى العلمي لهذه الآي أن الروح أمر يصعب على البشر أن يفهموه لأنه أكبر من علمهم وعقولهم ومهما أوتي الإنسان من العلم لن يفهم حقيقة الروح، وهذا هو السر في هذا الرد المقتضب حتى لا يقع الناس في البلبلة والظنون وينشغلوا عن الدعوة الجديدة بأمور فلسفية وقد ذهب المفسرون بعد ذلك إلى شتى التفاسير فمنهم من قالوا: إن هذا الرد معناه: نهى المسلمين عن الدراسة والعلم بهذه القضية... بينما ذهب الأكثرية بأنها لم تنص على القول: ( قل الروح من علم ربي ) بل نصت: ( من أمر ربي ) والفارق بينهما كبير وواضح ومن هنا فلم يتوقف علماء المسلمين عن الكتابة والدراسة في هذا الموضوع من ذلك كتاب ( الروح لابن سينا ) وكتاب ( الروح لابن القيم ) وعشرات الكتب على مر العصور.

وهذه بعض القضايا عن الروح التي ذكرت في القرآن وجاء العلم الحديث لتأكيدها:

أولاً: أننا لا نرى الأرواح ولا نسمع صوتها لا لأنها غير موجودة ولكن لقصور في العين البشرية والأذن البشرية عن إدراكها وقد شرحنا ذلك علمياً... والقرآن الكريم يؤكد هذه الحقيقة فيذكر أن هناك أشياء كثيرة حولنا لا نراها بأعيننا فيقول تعالى: )فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ([الحاقة: 38 ـ 39]. ومن الإعجاز القرآني:أن الله تعالى يقسم قسماً بكمية الأشياء التي لا نبصرها بأعيننا حيث قدر العلم الحديث أن نسبة ما تبصره العين البشرية إلى ما لا تبصره هو 1: 10 مليون وهذه نسبة مهولة ما كان أحد يتصورها أو يعقلها وقت نزول القرآن وهذا هو مغزى القسم العظيم.

ثانياً: والإسلام لا يقف عند هذه الظاهرة حيث عجز العلم الحديث عن تفسيرها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن الروح: ( يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق ) البخاري.

فالله تعالى خلق العين والأذن البشرية لا ترى ولا تسمع الأرواح.. حتى لا يصاب الإنسان بالهلع والذعر من سماعها وهذا أمر بديهي ورحمة من الله تعالى بالبشر الأحياء... فطالما كانت الصلة المادية بين الإنسان والأرواح منقطعة ولا يمكن لمسهم أو التحدث معهم في الظروف العادية... فلا شك أننا نصاب بالفزع إذا رأيناهم أو سمعناهم دون أن نستطيع لمسهم.

والقرآن الكريم يؤكد على هذه الحقيقة حتى مع الأنبياء: فقد فزع سيدنا إبراهيم حين زاره الملائكة... فمد إليهم يده بالطعام ولكنه لم يجد لهم جسداً يمكن أن يلمسه ففزع منهم وفي ذلك يقول تعالى:

)فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ([هود: 70].وتفسير ذلك: أن الملائكة كالأرواح ليس لها جسد يمكن لمسه باليد. ونفس الشيء حدث مع سيدنا لوط عندما زاره الملائكة في بيته ففزع منهم )ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً ([هود: 77].

ثالثاً: ومن الإعجاز العلمي في الإسلام أنه أول من أشار إلى حقيقة أن بعض الحيوانات كالخيل والكلاب تستطيع أن ترى الأرواح وتسمع صوتها دون البشر فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا سمعتم صهيل الخيل ونباح الكلاب بعد هدأة الليل فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها ترى ما لا ترون ).

وهذه الحقيقة العلمية لم تكتشف إلا في أواخر القرن العشرين بعد اختراع أجهزة الضوء أو السمع ذات التردد العالي.. وقد اخترعت ( صفارة الكلاب ) والتي يسمعها الكلب ولا يسمعها الإنسان وأصبحت إحدى وسائل التدريب والتجارب العلمية...

رابعاً: ويؤكد العلم الحديث أن الأرواح لا يمكنها الظهور أو الإتيان بأي عمل ملموس في جلسة الأرواح إلا في وجود الظلام أو على الأكثر ضوء أحمر ضعيف... وتعليل ذلك: أن الروح عبارة عن ذبذبات ضوئية وصوتية تتكسر في وجود الضوء العادي أو الصوت العادي... ولذلك فإن جلسات تحضير الأرواح لا تعقد إلا ليلاً وفي الليالي القمرية الهادئة التي لا يوجد بها برق ورعد. وقد أشار الرسول إلى هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها العلم حيث يقول: ( أقلوا الخروج في هدأة الليل فإن لله دواباً يبثهن في هذه الساعة ). ومعنى هدأة الليل: هو الجمع بين الظلام والهدوء فهو إيجاز بلاغي.

خامساً: حياة البرزخ بين القرآن والعلم:

الروح بعد مغادرتها الجسم لا تنتقل إلى الجنة أو النار مباشرة بل إلى حياة البرزخ.. وكلمة البرزخ أصلها فارسي وكان يستعملها العرب للتعبير عن مكان بين مكانين وقد استعملها القرآن عن مرحلة أو حياة بين حياتين... وفي ذلك يقول تعالى: )ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ([المؤمنون: 100]فالبرزخ مرحلة بين الموت ويوم تقوم الساعة.

والعلم الحديث يتفق مع القرآن في وجود البرزخ ولكنه يطلق عليه اسم ( العالم الأثيري ) وتصفه كتب العلم الحديث بأنه عبارة عن الفراغ الموجود بين الأرض وجميع السماوات المحيطة بنا... بما فيها الشمس والكواكب السيارة وبعد الاكتشافات المبهرة في عالم الذرة أضيف إليه الفراغ الموجود في داخل جميع الأجسام الصلبة وداخل الذرة نفسها... أي: بين البروتون والإلكترون، فالأرواح تعيش حرة طليقة في هذه الفراغات الهائلة لا يمنعها أي حاجز عادي وتستطيع أن تنفذ من داخل فراغات الذرة ولو كانت حائطاً من الصلب.

سادساً : والروح تنتقل في عالم البرزخ بسرعة قدرها أحد علماء المسلمين المعاصرين بأنها خمسون مرة سرعة الضوء. فقد توصل الدكتور منصور حسب النبي أستاذ علم الفيزياء بجامعة عين شمس في كتابه ( الإعجاز العلمي في القرآن ) على معادلة حسابية من آيتين من القرآن الكريم:

ـ الأولى في سورة السجدة الآية الخامسة حيث يقول الله تعالى:

)يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ([السجدة: 5].ومعنى هذه الآية: أن المسافة التي يقطعها ( الأمر الكوني ) في زمن يوم أرضى تساوي في الحد والمقدار المسافة التي يقطعها القمر في مداره حول الأرض في زمن ألف سنة قمرية، وقوله: مما تعدون. أي: في الكون المشاهد لكم وفي الأمور الخاضعة لقياسكم. وبحل هذه المعادلة القرآنية الأولى ينتج لنا سرعة 299792.5كم / ث مساوية تماماً لسرعة الضوء في الفراغ المعلنة دولياً، والمتفقة مع مبدأ اينشتاين.

أما الآية الثانية فتتحدث عن سرعة الروح والملائكة في عالم الغيب وتقدرها بأنها تعادل خمسين مرة × السرعة السابقة أي: خمسين مرة سرعة الضوء وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة المعارج الآية الرابعة:

ـ )تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (.ومعنى ذلك: أن سرعة الروح تساوي 299792.5 × 50 كم / ث والله أعلم.

سابعاً: طبيعة الروح من طبيعة الله: في أكثر من آية من القرآن الكريم يؤكد الله تعالى أن الروح هي نفخ من روح الله: وقد ذكر ذلك عن نفخ الروح في جسد آدم بعد إتمام خلقه فيقول تعالى: )فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ([ص: 72].. ويقول عن الجنين حين تدب في جسده الروح: )ثم سواه ونفخ فيه من روحه ([السجدة: 9].فالروح في الإنسان هي نفخ من روح الله وطبيعتها من طبيعة الله.. فهي لا ترى بالعين البشرية. فالله تعالى يقول عن نفسه: )لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ([الأنعام: 103]. ويقول أيضاً: )ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ([الأعراف: 143].

ثامناً: ومن الإعجاز الطبي أيضاً ما ذكره القرآن من أن الروح لا تبعث في الجنين في بطن أمه إلا بعد الشهر الثالث من عمره وقد قدرها الفقهاء 120 يوماً وهذا هو نفس ما توصل إليه العلم في العصر الحديث. فالجنين قبل ذلك لا يكون كامل النمو فهو إما نطفة أو علقة أو مضغة، وكلها مراحل بدون روح وهو ما يسمى في الطب بالحياة البيولوجية مثل حياة النبات أو حياة المني والبويضة، وفي ذلك يقول الله تعالى: )ثم سواه ونفخ فيه من روحه ([السجدة: 9]. ومعنى سواه: أي: أكمل خلقه... ومعناه: أن نفخ الروح لا يأتي إلا بعد اكتمال الخلق والنمو في الرحم وهذا ما يؤكده العلم فالجنين بعد الشهر الثالث يتحول إلى إنسان حي وله حركة إرادية ويسمع الأصوات بل إن بعض الأبحاث العلمية تذكر أنه يطرب للموسيقى وينزعج لخلافات الوالدين ولا يحدث ذلك إلا بعد اكتمال الشهر الثالث.

تاسعاً: والله تعالى يحفظ الروح داخل الجسد فلا تفارقه إلا بأمره وفي الموعد المحدد وفي ذلك يقول تعالى: )إن كل نفس لما عليها حافظ ([الطارق: 4].

والحافظ هنا كلمة تحمل معاني كثيرة، فالحافظ قد يكون ملاكاً داخل الجسم أو خارجه يلازم الروح ويحافظ عليها حتى لا تغادر الجسد. وبطبيعة الحال فإننا لا نرى هذا الملاك أو نحس به. والعلم الحديث يؤيد هذه النظرية مع اختلاف في التسمية والتعبير... إذ أن الحافظ هنا في العلم هو مواد في الكيمياء الحيوية موجودة داخل أجسامنا تحافظ على العلاقة بين الروح والجسد وتقول النظريات العلمية أن هذه العلاقة إذا اختلت فإن الإنسان يصاب بالكثير من الأمراض النفسية والروحية دون أن يكون به مرض عضوي.

عاشراً: ومن الآيات التي حيرت المفسرين على مر العصور قوله تعالى )وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ([الأنعام: 98].وقد فسرها بعضهم بأن المستقر هو الرحم الذي ينمو فيه الجنين والمستودع هو صلب الرجل أي: الخصية التي تمد الأرحام بالحيوانات المئوية. وهذا تفسير خاطىء لأن الآية تتحدث عن الأنفس أي: الأرواح وليس الأجساد وكثيراً ما يتحدث القرآن الكريم عن الروح بكلمة النفس. والتفسير الذي نراه أن المستقر هو جسم الإنسان الذي تستقر فيه الروح في الحياة الدنيا منذ أن تدخل في جسم الجنين وحتى وفاة الإنسان، أما المستودع فهو حياة البرزخ التي تنتقل إليها الأرواح كلها إلى أن يأتي يوم البعث فتبقى فيها الروح وديعة مع غيرها إلى أن تقوم الساعة.

حادي عشر: الحياة في البرزخ:

والأرواح في البرزخ تكون سعيدة أو تعيسة لأنها تنبأ بمكانها يوم القيامة في الجنة أو النار حسب أعمالها في الدنيا، والله تعالى يصف حياة المؤمنين الصالحين في البرزخ )ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ([آل عمران: 170].

وأما الكفار والبغاة فيعرفون مصيرهم في النار والعذاب ويقول تعالى: )وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم (.ويفسر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: ( إنما نسمة المؤمن طائر يعلق من شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه ) متفق عليه.

ويقول أيضاً: ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الجنة أو النار بالغداة والعشي ). والأرواح تعيش حرة طليقة في البرزخ بين السماء والأرض وهي لا ترتبط بالجسم ولا بالقبر... وكان الناس قبل الإسلام يقدسون المقابر ويبنون للموتى أضرحة فاخرة ويضعون فيها الطعام والأنوار والحراس اعتقاداً منهم أن روح الميت مرتبطة بالقبر وتسعدها هذه المظاهر... فأمر الإسلام بهدم القبور وتسويتها بالأرض بل نهى الرسول عن زيارتها حتى ينسى الناس هذا التقليد الجاهلي فلما نسوه وآمنوا قال الرسول: ( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترقق القلوب ) وفي رواية أخرى: ( إنها تذكر بالموت ) ( ولم يقل: فإنها تسعد الميت ).

ومعناه: أنه لا توجد صلة بين روح الميت والقبر أو بينها وبين الجسد والأرواح تتفاوت في مستقرها في البرزخ أعظم التفاوت فمنها أرواح في أعلا عليين في الملأ الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين ومنها أرواح في أسفل السافلين مع القتلة والزناة والمشركين. هكذا رأى رسول الله الأرواح ومنازلها في البرزخ ليلة الإسراء وبشر به.

والأرواح في البرزخ تتزاور بينها، كما أنها تسمع كلام الأحياء وتتأثر بدعواتهم الصالحة وتزورهم أينما كانوا والقرآن الكريم يقول:

)ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ([الرعد: 31]والرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الموتى عند زيارته للمقابر... فيقول له الصحابة: يا رسول الله! أتخاطب جيفاً قد بليت. فيقول لهم: ( لستم بأسمع لكلامي منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ). متفق عليه.

ثالث عشر: الأشياء التي تنفع الميت في البرزخ نوعان:

أولاً: أشياء فعلها قبل موته: يقول رسول الله: ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته قبل موته علماً علمه، ونشره، وولداً صالحاً يدعو له ومصحفاً ورثه ومسجداً بناه وبيتاً لابن السبيل بناه ونهراً أجراه وصدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته ). متفق عليه.

الصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح وبناء بيت للإيواء أو بناء مسجد أو شق نهر أو حفر بئر أو غرس شجر مثمر كلها ترفع درجة الميت عند الله.

ثانياً: ما يفعله له الأحياء فأربع أمور: أولها قضاء الدين عنه ثم الدعاء والصلاة والصوم له وقراءة القرآن على روحه ثم رصد صدقة جارية له ثم الحج عنه.

المراجع:

1ـ راجع كتاب تصوير الأرواح:

(hans holzar psyshic photography souvenir press ltd london).

2ـ (thirty years spiritual hcaler. By harry edwards. london).

3ـ كتاب ( على حافة العالم الأثيري. د. رؤوف عبيد ( مترجم ).

4ـ دكتور منصور حسب النبي أستاذ الفيزياء بجامعة عين شمس كتاب ( الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ).

5ـ كتاب فقه السنة ( الشيخ سيد سابق ).


--------------------------------------------------------------------------------

[1]– طبيب استشاري، ومفكر إسلامي، وعضو مجلس إدارة جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمصر.


................
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
قديم 04-12-2007, 01:03 AM
  #3
سعيد الجهيمي
مراقب سابق
 الصورة الرمزية سعيد الجهيمي
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: شبـكـة قـحــطـــــان
المشاركات: 8,123
سعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond reputeسعيد الجهيمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : الروح .. النفس .. الموت ...!!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخ خالد اشكرك على طرحك للموضوع وبكل تفاصيله ومراجعه

والله يعطيك العافيه وتقبل المرور
__________________

بيض الله وجه الشاعر أبو مشرف البشري على هالقصيدة ولا هو بغريب الطيب من منبعه

اشكر المصمم سلمان آل سعد على التوقيع








سعيد الجهيمي غير متواجد حالياً  
قديم 04-12-2007, 01:09 AM
  #4
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : الروح .. النفس .. الموت ...!!

أخي الفاضل أمر الروح كما أخبر به سبحانه وتعالى في قوله ( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وأيضاً ما ورد في السنة المطهرة من أنها لا تعود الى البدن بعد الموت إلا وقت السؤال.. ثم تنتقل الى عالم البرزخ الى أن يشاء الله جلَّت قدرته.. وهي في كل الأحوال من عالم الغيب الذي لا يدركه ويعلمه إلا الله وحده.. وهو أمر أكده شيخ الإسلام ابن تيمية، يرحمه الله مستندا على أحاديث صحيحة.
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
قديم 04-12-2007, 12:30 PM
  #5
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي رد : الروح .. النفس .. الموت ...!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد الجهيمي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخ خالد اشكرك على طرحك للموضوع وبكل تفاصيله ومراجعه

والله يعطيك العافيه وتقبل المرور
لاهنت على المشاركة
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
قديم 04-12-2007, 12:57 PM
  #6
مقبل السحيمي
..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
 الصورة الرمزية مقبل السحيمي
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432
مقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : الروح .. النفس .. الموت ...!!

جزاك الله خير ياأخ فواز وبارك الله فيك

كفيت ووفيت
مقبل السحيمي غير متواجد حالياً  
قديم 06-12-2007, 06:36 PM
  #7
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي رد : الروح .. النفس .. الموت ...!!

الروح في القرآن الكريم

ذكر لفظ "الروح" في القرآن الكريم على أوجه عديدة تكثر بها معانيه حسب السياق القرآني، بحيث نجد هذه الكلمة في عشرين آية من أصل ثمانية عشر سورة من القرآن الكريم نستخلص منها المعاني التالية :

أ- الروح بمعنى النفس: وردت في موضعين من القرآن الكريم في قوله تعالى : {و لو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت و الملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم}، و في قوله عز و جل : {الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها}. فالروح و النفس واحد، و هي التي يعيش بها الإنسـان ، و تحصل بها الحيـاة، و الحركـة، و الإرادة، و هي الواردة في قوله تعالى : {و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}. و أخرج البخاري (ت256هـ)، عن عبد الله بن مسعود (ت32هـ)، قال :بينما أنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في حرث و هو متكئ على عسيب إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقال ما رأيكم إليه و قال بعضهم لا يستقبلكم بشيء تكرهونه فقالوا سلوه فسألوه عن الروح فأمسك النبي صلى الله عليه و سلم فلم يرد عليهـم شيئـا فعلمـت أنه يوحى إليه فقمت مقامي فلما نزل الوحي قال :{و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا}، فالروح بهذا المعنى جوهر لا يعلم كنهه إلا الله تعالى. وأهل السنة يجعلون الروح اسما للنفس (و لهذا وصف الروح بالأمارة بالسوء مرة، و بالمطمئنة مرة أخرى)، فالروح و النفس واحد ، و معناه ما تكون به الحياة.
و جاء في الحديث الشريف في قول الرسول الكريم: (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، و حنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان قال : فتخرج كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، و في ذلك الحنوط، و يخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض. قال : فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب }.
فالروح إذن من خلال هذه المعاني الواردة في النصوص و المعاجم، تعبر عن القوة التي هي المصدر الحياة، و التي يزاولها عن البدن تتوقف الحياة تماما، و هي بالتالي تدل عن معاني الحركة، والتعقل،و التدبير، و الإرادة، و كل ما تقوم به الحياة.

ب- الروح بمعنى الرحمة نحو قوله تعالى : {و أيديهم بروح منه} ، أي أعانهم برحمة منه ، و"قواهم " برحمة منه .
و أضاف الإمام القرطبي لمعنى التأييد بالروح أقوال أخرى منها : النصر، و الهدى، والإيمان، و البرهان .

ج- الروح بمعنى الوحي: في قوله عز و جل: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده}، جاء في تفسير الآية أن الروح هنا هي الوحي، كما في قوله تعالى: {و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا}، و قوله تعالى: {يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار} ، وقد يكون الوحي هنا أيضا بمعنى الرسالة، و النبوة، و كلام الله، و القرآن .

د- الروح بمعنى جبريل عليه السلام: ، و سمي في القرآن الكريم بروح القدس في قوله ذلك تعالـى: {قل نزله روح القدس} و هو الملك جبريـل عليـه السلام كما جاء في تفسير الآيـة و يستخلص أيضا من قوله تعالى: {و أيدناه بروح القدس} وهو المعنى الوارد في قولـه تعالى:{ تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } في قوله تعالى: {و كذلك أوحينا إليك روحا من امرنا} فهو ما نزل به» جبريل عليه السلام من الدين فصار تحيا يه الناس أي يعيش به الناس « .
كذلك نجد نفس المعنى في قوله عز و جل: {نزل به الروح الأمين}.

هـ - الروح بمعنى عيسى ابن مريم عليهما السلام، في قوله تعالى: {و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه}، و عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: {من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و أن عيسى عبد الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، والجنـة حق، و النار حق، أدخله الله الجنـة على ما كان منـه العمل} ، و قوله "روح منه" (يعني بالروح أنه كان من غير شيء كقولـه تعالـى :{و نفخ فيه من روحه} يعني أنه كان من غير شيء ).

و- الروح بمعنـى ملك: أو جنس من الملائكة، لأن الله تعالى أسمى (أشراف الملائكة أرواحا) ، نحو قوله عز و جل : { يوم يقوم الروح و الملائكة صفا} ، و الروح هنا جنس من الملائكة، و ذكر ابن عباس ( ت68هـ) أنه ملك في السماء السابعة، وجهه على صورة الإنسان، وجسده على صورة الملائكة، و هو المعنى ذاته الذي نجده أيضا في القاموس القرآن ، غير أن القول الذي ذكره ابن عباس فيه اختلافات كثيرة في كتب التفسير ، التي ذكرت أصنافا أخرى من الملائكة، و رغم أنه تكرر ذكر الروح في القرآن الكريم، و الحديث النبـوي الشريـف بمعاني مختلفة إلا أن (الغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد، و تكون به الحياة) ، بما في ذلك معاني الوحي، و القرآن، و جبريل، و عيسى عليهما السلام. فقد (سمي عيسى عليه السلام روحا في قوله : {و روح منه}و ذلك لما كان له من إحياء الموتى ) ، و كذلك سمي الحي و القرآن روحا (لأنه حياة من موت الكفر فصار بحياته للناس كالروح الذي يحيا به جسد الإنسان ) ، و ذلك لكون القرآن يمثل السبب (للحياة الأخروية الموصوفة ) في قوله عز و جل : {و إن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } .

أما الروح بمعنى جبريل عليه السلام فالمراد منه (ما نزل به جبريل من الدين فصار تحيا به الناس، أي يعيش به الناس) .و الذي يجمع بين هذه المعاني كلها هو ما تكون به الحياة على النحو الذي في المعنى الأول للروح و هو "النفس".

و هذا ما يدفع للتساؤل عن "الروح"، و "النفس" هل هما شيء واحد أو شيئان متغايران ؟ ذهب البعض إلى أنهما متغايران، في حين نجد قول البعض بأن مسماهما واحد وهم الجمهور و دليلهم في ذلك ماورد في القرآن الكريم من اشتراك في المعنى يواكبه الدليل اللغوي. و بذلك تكون الروح، أو النفس الإنسانية هـي تلك < اللطيفة العالمة، المدركة من الإنسان> ، و هو المعنى الذي نلمسه من خلال معاينة الحياة الجسدية التي تعكس ملازمة النفس للجسم،و استعمالها إياه بخلاف معنى الموت الذي هو مفارقة النفس أو الروح للبدن.

و استعمال الصوفية لكلمة الروح لا يخالف استعمال الجمهور في كون " الروح"، و "النفس" يشتركان في مدلول واحد يشكل مصدر الحياة للإنسان. فإذا كنا نجد الإمام الغزالي ( ت505هـ)، يجعل من < الروح و النفس معنى واحدا و هو الجوهر، العارف، المدرك من الإنسان بإلهام من الله تعالى > كما قال عز و جل : {و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها} ، فإننا نجد الإمام القشيري (ت465هـ)، يميز تمييزا خفيفا بين الصوفي في عمومه لأن المقصود بالنفس هي محل الأوصاف المذمومة ، و هذا الوصف يوازي النظر الصوفي في عمومه لأن المقصود بالنفس هنا "النفس الأمارة بالسوء"، أما الروح في جملتها، و صفائها الرباني فهي محل الأحوال اللطيفة، والأخلاق المحمودة.

و قد صور كل من الإمامين الغزالي ( ت505 هـ)، و القشيري ( ت465هـ)، الروح بصفة "اللطافة"، و مثلوا لها "بأعيان لطيفة" ، و أنها محل للعلوم، و الإدراكات. ووجه لطافتها ناتج عن كونها مفارقة لعالم الحس، و شبيهة بعالم المخلوقات اللطيفة كالملائكة من حيث المغايرة لعالم المادة، و هذا ما جعلها تتميز بصفاء "المواصلات " الإدراكية المتعلقة بنوع عالمها.

و إذا كان الصوفية ينعتون الروح بهذه الصفات ( اللطافة، الإدراك، المعرفة، المواصلات...) فإن ذلك لا يعني مخالفتهم لقوله عز و جل :{قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا} لأن المقصد من ذلك ليس البحث عن الروح التي هي سر الحياة التي استأثر الله عز وجل بعلمها و لم يكشفه لنبيه الكريم. فالروح بهذا المعنى (لا رخصة في وصفه إلا بأن يقال هو أمر رباني )، كما قال عز و جل : {قل الروح من أمر ربي}. و مثل هذه الأمور تقصر الأفهام عن إدراكها، و تعجز العقول عن وصفها لذلك انعدمت فيها الرخصة، و إنما كان بحث الصوفية في الروح من أجل تتبع مختلف أنماط الناتج عنها.

منقول

--------------------
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
قديم 12-12-2007, 06:42 PM
  #8
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي رد : الروح .. النفس .. الموت ...!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الوهابي مشاهدة المشاركة
أخي الفاضل أمر الروح كما أخبر به سبحانه وتعالى في قوله ( قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وأيضاً ما ورد في السنة المطهرة من أنها لا تعود الى البدن بعد الموت إلا وقت السؤال.. ثم تنتقل الى عالم البرزخ الى أن يشاء الله جلَّت قدرته.. وهي في كل الأحوال من عالم الغيب الذي لا يدركه ويعلمه إلا الله وحده.. وهو أمر أكده شيخ الإسلام ابن تيمية، يرحمه الله مستندا على أحاديث صحيحة.

بارك الله فيك على مشاركتك القيمة

...........
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا سـيفعـل الـمـلك في ............؟!! ( صور ) أبو حسين الحبابي مجلس الإسلام والحياة 3 14-01-2007 05:39 PM
الموت الموت ياغفل ابوفراس القحطاني مجلس الإسلام والحياة 4 29-12-2006 09:29 PM
صناعة النفس ابو سعد القحطاني المجلس الـــــعــــــــام 16 14-11-2006 04:51 PM
من علامات حضور الموت :- عبدالرحمن مجلس الإسلام والحياة 7 04-07-2005 07:44 AM


الساعة الآن 12:51 PM

سناب المشاهير