عندما يتجرد الانسان من نوازع الغابه( علي خان)

قد تتلاشى أدوار البطوله ..
ويذوب معدن المروءه..
الا في استديوهات التصوير..
لقد اصبح ينقب عنها في صفحات التاريخ وكأنها أحفوره
خصوصا مع طغيان المدنيه
والسعي وراء النفعيه
خارج هذه المعمعه..!!!
قام المواطن الباكستاني الجنسيه علي خان بدور سيعجز عنه الكثير من جيلي..
والكثير جدا..
قام هذا المقيم الباكستاني بتجرده من درن الدنيا وأدلجة المجتمع وتقسيماته ..
في وقت يقوم الانسان فيه بدوره الوظيفي فقط ..
فرجل الامن هو الشرطي ومنقذ الغرقى هو رجل الدفاع المدني والمحسن الى الناس هي الجمعيات الخيريه..
وغيرها الكثير..
قام هذا الانسان النقي بأنقاذ 14 مواطنا سعوديا من الغرق..
ولم يبالي بالتعب وخطورة الموقف..
لم يصنع حاجزا نفسيا..
بوجوده بناته الثلاث الذي يعيلهم..
لم ينتظر الادوار البرستيجيه والانظمه الوظيفيه ..
لم يجعل فارق الجنسيه
والمعامله الدونيه
لمن هو مثله عذرا يملأ ما بين الارض والسماء ..
بل عانق الانسانيه الخاليه من الشوائب وضرب اروع ادوار التضحيه والبطوله
مع وجود الكثير ممن يحملون الجنسيه السعوديه واقفين للفرجه كما هي العاده والتسبب بالزحام وطرح الاسئله المعتاده بصفق الكفين والمحوقله..
لم يكن الرقم 15 رقم حظه الدنيوي ولكنه كما ارجو ويرجوا الكثير السبب في دخوله الجنه..
فلله دره من رجل ..
لقد كتبت عنه بتجرد حتى لا اخون احساسي بالتنميق ..
وفيني حرقه على بنياته ..
ولكننا في بلد الخير..
والايادي البيضاء..
وهاهم اليوم ابناء جده يسجلون 5200صوت يرفعونها الى امانة جده بغرض تسمية احد شوارعها بأسمه..
وهو أهل لمن يخلد اسمه في تلك الاروقه..

أخي عبدالعزيز

كتبت وبينت فأبلغت

شكر الله لك سعيك وكم تحتاج ساحتنا لمن يكتب عن المغمورين الذين يسطرون البطولات يوميا على صفحات التاريخ ولا يرجى من الكتابة عنهم الا اظهار الحق وبيانه بلا تنميق ولا تملق ولا تزلف

الكتابة أمانة وأنت أشرت الى موضوع غاية في الروعة وهو في الحقيقة رسالة للمسؤولين عندنا أن يتجردوا من المحسوبيات والأقذار الدنيوية الزائلة
وأقل ما يمكن تقديمه للشهيد بإذن الله أن تعامل عائلته كعائلات المصابين والمكلومين من أهل جدة أيا كانت جنسيته ويشملوا بالأمر الملكي بإرسال 1000000 ريال لأسرته البائسة الفقيرة وبناته الذين ضحَى بهم وأنقذ غيرهم

ولقد آلمني حقيقة انه لم يزر أحد من الدبلوماسيين السعوديين عائلته في مسقط رأسهم في وادي سوات

وإنما قامت الندوة العالمية للشباب الإسلامي (وهي تابعة لرابطة العالم الإسلامي وليست مؤسسة خيرية سعودية) بزيارة عائلته وتقديم واجب العزاء لهم وتقديم مساعدة مالية عاجلة لهم وقد نشر هذا الخبر في الصفحة الأولى لجريدة الوطن السعودية في عددها لهذا اليوم وأنا واثق أن من قرأ الخبر لا بد أن تدمع عيناه من منظر ابنتيه بجانب قبر والدهما

أما بالنسبة له فأسأل الله أن يكتبه من الشهداء ويرزقه نعيم الجنة الذي لا ينقطع
ولا يحتاج بعد ذلك الى أمانة جدة( التي لا تحمل من الأمانة الا اسمها) ان تسطر اسمه على شارع ستدمره السيول أو أقلها يمتلئ بمياه المجري كل عام مرة أو مرتين

شكرا عبدالعزيز مرة أخرى