ياسر القحطاني نجم آسيا

بسم الله الرحمن الرحيم


سجل ياسر القحطاني اسمَه بماء الذهب في تاريخ الكرة السعودية والآسيوية بعد أن تحصَّل على لقب أفضل لاعب كرة قدم في القارة الآسيوية للعام 2007م، وكم هي كبيرةٌ فرحة الرياضيين السعوديين والعرب وكل محبي المتعة الكروية وهم يتابعون الاحتفالات التي أقيمت في (سيدني) الاسترالية أول أمس وتُوِّج خلالها النجم الموهوب، و الخلوق جداً بالأفضلية بكل جدارة واستحقاق، فهذا اللاعب المميز المالك لكل ما تتطلبه رياضة كرة القدم من ذكاء، و موهبة، وإخلاص، وروحٍ عالية إضافةً إلى الخلق الرفيع تمكن طوال مسيرته الرياضية الممتدة منذ العام 2001من بناء اسمه القوي بتدرجٍ مثيرٍ للإعجاب بدأه مع القادسية الفريق الذي شقَّ عن طريقه قائمة لمنتخبات السعودية المختلفة ولم يكن تمثيله لفريق بعيد عن البطولات آنذاك عائقاً أمام إبراز ما لديه من مواهبَ كامنة، لكن المؤكد أن اللاعب الطموح وكل متابعي الكرة في المملكة كان لديهم القناعة الكاملة بأهمية انتقاله إلى أحد أندية المقدمة لمصلحته، ومصلحة الكرة السعودية حتى جاء القرار التاريخي بانتقال ياسر القحطاني لفريق العاصمة (الهلال) قبل سنتين من الآن محدِثاً التحوَّل الإيجابي الكبير في مستوى النجم المميز بعد مفاوضاتٍ محتدمة وتنافسٍ حادّ بينه و بين شقيقه (الاتحاد) كانت على مدى أسابيع حديث الوسط الرياضي.
القرار التاريخي بانتقال ياسر للهلال هو برأيي نقطة التحوُّل الحقيقية في مسيرة هذا النجم، بل إن ذلك كان طريق الحفاظ على موهبةٍ سعودية في مركزٍ نادر، المستفيد من ذلك لم يكن الهلال فحسب بل الدوري السعودي ومنتخب الوطن؛ أقول ذلك لأن معاناة اكتشاف المواهب في الأندية باتت صعبة أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، وحين يتمُّ اكتشاف اللاعب الموهوب فعلاً تجد هذه الأندية صعوبةً بالغةً في المحافظة عليه.

ياسر القحطاني من اللاعبين القلائل الذين يحظون بحبِّ وإعجاب الرياضيين من مختلف الميول، ولاشك أن أخلاقيات التعامل التي يتحلى بها، واحترامه زملاءَه ومنافسيه له الدور البارز في ذلك فضلاً عن أن اللاعب النجم والهداف المميز يحظى غالباً بتقدير الجميع.

الطموح العالي بوابة النجاح، وردة فعل النجم المتألق في تصريحاته بعد الحصول على الجائزة تؤكد أن الرجل لم يعتبرها قمة الإنجازات بقدر ما هي سبيل ستفتح له أبواب الاحتراف الأوربي، وطالما كشف ياسر من (سيدني) عن تلقيه عروضاً أوربية؛ من الأهمية بمكان أن يدرك المسؤولون في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن الفرصة مواتية لدراسة احتراف هذا اللاعب مع نادي الهلال والخروج بالنتيجة التي ترضي جميع الأطراف، خاصة وأن مشاركاتِنا العالمية لا زالت دون المستوى، ويتضح خلالها الفارق الكبير بيننا وبين المنتخبات الأوربية المحترفة، ولنا في كارثة (ألمانيا) المونديالية عِبرة.

الجائزة القارِّية التي تابعها العالم، والعروض الأوربية، وموهبة و إمكانات وثقة ياسر في قدراته تجعلنا متفائلين بقرب انطلاق احتراف اللاعب السعودي خارجياً.

منقول000

__________________
ٍ