أخي الحبيب .. المحيط ..
جزاك ربي خيرا ً كثيرا ً يا حبيب على الموضوع ..
فهو من أفضل المواضيع على الإطلاق في المنتدى ...
و على الرغم من أنني قرأت و سمعت كثيرا ً عن وصف النبي محمد صلى الله عليه و سلم ... إلا أنني لم أر وصفا ً
دقيقا ً مفصلا ً شاملا ً مثل هذا التفصيل الطيب ...
وفقك ربي ورعاك وجعل الجنة مثوانا و مثواك يا حبيب ...
إلا أني استغرب من نقطة أوردتها يا غالي ... لعلك لم تنتبه لها ... ألا وهي : ــ
تعال سويا ً يا حبيب .. نعرف من هو ابن الفارض ... وذلك في إطار الكلام عن كفار الصوفية ...
ابن عربي
هو أبو بكر محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي ، المعروف بابن عربي , صاحب كتاب الفصوص ، والفتوحات المكية ، توفى سنة (638 هـ) , عداده في غلاة الصوفية من أهل وحدة الوجود ، الذين تقوم بدعتهم على القول بالوحدة الذاتية لجميع الأشياء مع تعدد صورها في الظاهر ، فكل شيء هو الله ، واختلاف الموجودات هو اختلاف في الصور والصفات ، مع توحد في الذات , وقد اعتبر ابن عربي نفسه خاتم الأولياء.
ولد بالأندلس , ورحل منها إلى مصر ، وحج وزار بغداد ، واستقر في دمشق حيث مات ودفن ، وله فيها الآن مسجد وقبر يُزار.
قال الذهبي رحمه الله: ((ومِن أردئ تواليفه كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما في
الدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)). (سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((سألت شيخنا الإمام سراح الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)). (لسان الميزان: 4ـ364).
وقال الحافظ ابن حجر: ((ولا أرى يتعصب للحلاج إلا من قال بقوله الذي ذكر أنه عين الجمع فهذا هو قول أهل الوحدة المطلقة ولهذا ترى ابن عربي صاحب الفصوص يعظمه ويقع في الجنيد ، والله الموفق)).
(لسان الميزان: 2ـ315)
وقال العز بن عبد السلام رحمه الله: ((شيخُ سوءٍ مقبوحٍ ، يقول بِقِدَمِ العالَمِ ، ولا يُحَرِّم
فرجاً)). (سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
وألف الشيخ برهان الدين البقاعي المتوفى سنة (885 هـ) كتاباً سمّاه: تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي , ذكر فيه أسماء جماعة من الذين صرحوا بكفره ، أو ذمه ذماً شنيعاً ، منهم:
بدر الدين بن جماعة (ص: 140) ، وشمس الدين محمد بن يوسف الجزري (ص: 141) وحفيده إمام القرّاء محمد بن محمد الجزري صاحب الجزرية (ص: 176) , وعلي بن يعقوب البكري (ص: 144) , ومحمد بن عقيل البالسي (ص: 146) , وابن هشام , صاحب مغني اللبيب (ص: 150) , وشمس الدين محمد العيزري (ص: 152) , وعلاء الدين البخاري الحنفي (ص: 164) ، وعلي بن أيوب (ص: 182) , وشرف الدين عيسى بن مسعود الزواوي المالكي (ص: 143) ، وشمس الدين الموصلي (ص: 154) , وزين الدين عمر الكتاني (ص: 142) , وبرهان الدين السفاقيني (ص: 159) , وسعد الدين الحارثي الحنبلي (ص: 153) , ورضي الدين بن الخياط (ص: 163) , وشهاب الدين أحمد ابن علي الناشري (ص: 163).
ومنهم: محمد بن علي النقاش, قال في وحدة الوجود (ص: 147): ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)).
ومنهم علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني المفسر الصوفي. (الدرر الكامنة: 1ـ250)
ومنهم: أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, فقد في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم﴾ (صفحة: 142-143):
((ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج , والشعوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين)). وعد جماعة ثم قال: ((وإنما سردت هؤلاء نصحاً لدين الله وشفقة على ضعفاء المسلمين .وليحذروا , فإنهم شر من الفلاسفة الذي يكذبون الله ورسله, ويقولون بقدم العالم, وينكرون البعث , وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء, وادعائهم أنهم صفوة الله!!)).
ومنهم: تقي الدين السبكي (ص: 143) , فقد قال: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره, فهم ضلال جهالٌ , خارجون عن طريقة الإسلام , فضلاً عن العلماء)).
عمر بن الفارض
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((ابن الفارض ، ناظم التائيّة في السلوك على طريقة المتصوفة المنسوبين إلى الاتحاد ، هو أبو حفص عمر بن أبي الحسن علي بن المرشد بن علي الحموي الأصل المصري المولد والدار والوفاة ، تكلم فيه غير واحد من مشايخنا بسبب قصيدته المشار إليها وقد ذكره شيخنا أبو عبد الله الذهبي في ميزانه وحط عليه)). (البداية والنهاية: 13ـ143).
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((ولد في ذي القعدة سنة (576 هـ) بالقاهرة ، ومات سنة (632 هـ) قال المنذري: سمعت منه من شعره ، وقال في التكملة: كان قد جمع في شعره بين الحوالة والحلاوة ، قال الذهبي: إلا أنه شابَهُ بالاتحاد في ألذ عبارة وأرق استعارة كفالوذج مسموم ثم أنشد من التائية التي سماها نظم السلوك أبياتا منها:
لها صلواتي بالمقام أقيمها وأشهد فيها أنها لي صلَّتِ
كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
ومنها:
وها أنا أبدي في اتحادي مبدأي وأنهي انتهائي في مواضع رفعتي
وفي موقفي لا بل إلى توجهي ولكن صلاتي لي ومني كعبتي
ومنها:
ولا تك ممن طيّشته دروسه بحيث استقلت عقله واستفزت
فثم وراء العقل علم يَدِقُّ عن مدارك غايات العقول السليمة
تلقيته عني ومني أخذته ونفسي كانت من خطئي محيدتي
ومنها:
وما عقد الزنار حكماً سوى يدي وان حلَّ بالإقرار فهي أحلت
وإن خرَّ للأحجار في الله عاكفٌ فلا بعد بالإنكار بالعصبية
وإن عبدَ النارَ المجوسُ وما انطفت فما قصدوا غيري لأنوار عزتي
قلت ومن هذه القصيدة:
وجُدْ في فنون الاتحاد ولا تَحِد إلى فئة في غرَّة العمر أصبت
ومنها:
إلي رسولاً كنتَ مني مرسلاً وذاتي أماني علي استقلت)).
قال الذهبي: ((فإن لم يكن في تلك القصيدة صريح الاتحاد الذي لا حيلة في وجوده فما في العالم زندقة ولا ضلال ، اللهم ألهمنا التقوى وأعذنا من الهوى فيا أئمة الدين ألا تغضبون لله فلا حول ولا قوة إلا بالله)). (سير أعلام النبلاء: 22ـ368).
قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ((سألت شيخنا الإمام سراج الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر. فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه. قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر.
ورأيت في كتاب التوحيد للشيخ عبد القادر القوصي قال: حكى لي الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي قال: كنت بجامع مصر وابن الفارض في الجامع وعليه حلقة ، فقام شاب من عنده وجاء إلى عندي وقال جرى لي مع هذا الشيخ حكاية عجيبة ، يعني بن الفارض ، قال دفع إلي دراهم وقال اشتر لنا بها شيئاً للأكل فاشتريت ومشينا إلى الساحل فنـزلنا في مركب حتى طلع البهنسا فطرق باباً فنـزل شخص فقال: بسم الله ، وطلع الشيخ فطلعت معه وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف والشبابات وهم يغنون له ، فرقص الشيخ إلى أن انتهى وفرغ ، ونزلنا وسافرنا حتى جئنا إلى مصر ، فبقي في نفسي فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب فقال له: يا سيدي فلانة ماتت ، وذكر واحدة من أولئك الجواري ، فقال: اطلبوا الدلال وقال: اشتر لي جارية تغني بدلها ، ثم أمسك أذني فقال: لا تنكر على الفقراء)). (لسان الميزان: 4ـ364).
وقال أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم} (صفحة: 14-143): ((ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج, والشوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين)).
وقال الشيخ محمد بن علي النقاش في وحدة الوجود: ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)). (تنبيه الغبي: 147).
بعض العلماء الذين كفروا ابن الفارض
فقد رَمى ابن الفارض بالزندقة – بشهادة الكتب الموثوق بها – نحو من أربعين عالماً , هم دعائم الدين من عصره إلى عصرنا وهم :
1. سلطان العلماء عز الدين ابن عبد السلام الشافعي .
2. والحافظ الفقيه الأصولي تقي الدين ابن الصلاح الشافعي .
3. والإمام الفقيه المحدث الصوفي قطب الدين القسطلاني الشافعي .
4. والإمام نجم الدين أحمد بن حمدان الحنبلي – وقد شرح التائيه وبين عواره فيها بيتاً بيتاً - .
5. وأبو علي عمر بن خليل السكوتي المالكي .
6. والشيخ جمال الدين بن الحاجب المالكي.
7. وقاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد الشافعي.
8. وقاضي القضاة تقي الدين عبد الرحمن ابن بنت الأعز الشافعي.
9. وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة الشافعي.
10. والشرف عيسى الزواوي المالكي.
11. والسعد الحارثي الحنبلي.
12. والإمام أبو حيان الشافعي .
13. وأبو أمامة ابن النقاش الشافعي .
14. والحافظ شمس الدين الموصلي الشافعي .
15. وشيخ الإسلام تقي الدين السبكي الشافعي .
16. وشيخ الفقهاء الزين الكتاني الشافعي .
17. والشيخ تقي الدين ابن تيمية الحنبلي .
18. الكمال جعفر الأدفوي الشافعي.
19. والبرهان إبراهيم السفاقسي المالكي.
20. والشهاب أحمد بن أبي حجلة الحنفي .
21. والحافظ شمس الدين الذهبي الشافعي.
22. والحافظ عماد الدين ابن كثير الشافعي .
23. والعلامة شمس الدين محمد العيزري الشافعي .
24. وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني الشافعي .
25. وعلامة زمانه علاء الدين محمد البخاري الحنفي .
26. وقاضي القضاة ولي الدين العراقي .
27. وقاضي القضاة حافظ عصره شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي .
28. وقاضي القضاة بدر الدين محمود العيني الحنفي .
29. وقاضي القضاة شمس الدين البساطي المالكي .
30. وعلاّمة اليمن بدر الدين حسين بن الأهدل الشريف المنذري الشافعي .
كما شهد بهذا النقل عنهم نحو من عشرين كتاباً من مصنفاتهم ومصنفات غيرهم من العلماء , وهي شرح التائيه لابن حمدان , وديباجة ديوان ابن الفارض, ولحن العوام لابن خليل , وتفسير أبي حيان البحر والنهر، والفرقان لابن تيمية , وقصيدة السفاقسي التي يقول فيها :
وكالمشتري القونوي ابن فارض فلا برد الله ثراهم ولا أسقى
( والقونوي الذي ذكره صدر الدين صاحب ابن عربي ) ، وكتاب ابن أبي حجلة , والميزان ولسانه لابن حجر , والتاريخ لابن كثير بخطه , وناصحة الموحدين للعلاء البخاري , والفتاوى المكية للعراقي , وتاريخ العيني , وشرح التائية للبساطي , وكشف الغطاء لابن الأهدل .
فهذه ستة عشرة كتاباً شهدت بكفره من بضع وعشرين عالماً هم أعيان كل عصر .
وممن كفره من شيوخ المذاهب هم :
31 . قاضي القضاة سعد الدين الديري الحنفي .
32. وقاضي القضاة محقق زمانه شمس الدين القاياتي .
33 . ونادرة وقته عز الدين بن عبد السلام القدسي الشافعي .
34 . والعلامة علاء الدين القلقشندي الشافعي .
35 . والشيخ يحيى العجيسي المالكي .
36. والعلامة شمس الدين البلاطنيسي الشافعي شيخ الشاميين في وقته .
37 . وشيخ الإسلام عبد الأول السمرقندي الحنفي .
38. والعلامة كمال الدين ابن إمام الكاملية الشافعي .
39. والعلامة شهاب الدين ابن قر الشافعي .
40. والعلامة أبو القاسم النويري المالكي .
فهولاء أعيان العلماء في عصر ابن الفارض وفي كل عصر شهدوا عليه بالكفر والزندقة .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .