العرب لا يقرأون

د. عائض القرني




إذا ركبت مع أوربي وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب، وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي، أو كالعاشق الهاوي، يتعرف على الركاب، ويسولف مع الأصحاب والأحباب. بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية، ونحن أمة (اقرأ)، ولكن ثقلت علينا المعرفة، وخف علينا القيل والقال، ولو سألت أكثر الشباب: ماذا قرأت اليوم ؟ وكم صفحة طالعت ؟ لوجدت الجواب: صفر مكعَّب، مع العلم أن غالب الشباب بطين سمين ثخين بدين، لأنه مجتهد في تناول الهنبرقر والبيتزا، وكل ما وقعت عليه العين ووصل إلى اليدين:

* سل الصحون التباسي عن معالينا ـ واستشهد البَيْضَ هل خاب الرجا فينا

* كم (كبسة) شـهدت أنا جحافلهـا ـ وكـم خـروفٍ نـهشناه بـأيدينا.

يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة، لأنهم وزّعوا الأوقات على السمر مع الشاشات، أو التّحلق على الكبسات، أو متابعة آخر الموضوعات. الإنسان بلا قراءة قزم صغير، والأمة بلا كتاب قطيع هائم، طالعت سِيَر العظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف، وهيامهم بالمعرفة وعشقهم للعلم، حتى مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً، وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي، وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألف مجلده، وقال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب، سألت شباباً عن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة، قال صاحب كتاب فن الخطابة: العظمة هي قراءة الكتب بفهم، وقال الروائي الروسي الشهير تيولوستي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن، وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها:

* جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ ـ بعدَ المماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ.

صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر، وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلاّن، استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد، والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد:

* وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت ـ وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ.

قاتل الله التسويف والإرجاف، وسحقاً لمن زرع شجرة «ليت» لتثمر له «سوف»، وتخرج له «لعلَّ» ليذوق الندامة:

* وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ ـ حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ.

حيّا الله الهمم الشماء، والعزيمة القعساء، التي جعلت أحمد بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتاب الفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية:

* لولا لطائف صنع الله ما نبتتْ ـ تلك المكارم في لحمٍ ولا عصبِ.

وددتُ أنَّ لنا يوماً في الأسبوع يخصص للقراءة، ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة عشر صفحات كل يوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً، ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع لتتضح أمامنا أبواب المعرفة وتتسع آفاقنا، وتُنار عقولنا. فيا أمة (اقرأ) هيا إلى قراءة راشدة، واطلاع نافع، وثقافة حيّة، ومعرفة ربانية، وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب خير جليس، وشكراً للأمير بن صمادح حيث يقول:

* وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ

* فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ

* ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!

* فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ.

الله يجزاك خير يامحتري السيل

ويجزى شيخنا الفاضل ألف خير

وكلامه صحيح الله يهدي شباب المسلمين

والقصور حاصل الله يرحمنا برحمته

محتري السيل لك فالقمة مكان كبير

تقبل تحياتي وتقديري

__________________

__________________

أخي العزيز محتري السيل

جزيت خيراً على مانقلت

من درر للشيخ عائض القرني حفظه الله

وبالفعل القراءه تنمي العقل وتصقل الموهبه وتثري المعرفة ولكن زماننا زمن الإنترنت والفضائيات أثر في بداياته على القراءة ولكن الشباب بإذن الله سيعود للقراءة

جزاك الله خيراً

أخي بن رشد ماقلته أحد الأسباب الهامة في هجر القراءه والله يفرجها على المسلمين

ودمتم،،،

__________________
اللـهـم
اصلـح لي ديـني الذي هـو عصمـة أمـري
واصلح لي دنيـاي الـتي فيـهـا معــاشــي
واصلح لي آخرتي الـتي فيـها مـعـــادي
واجـعل الحيـاة زيـادة لي في كـل خــيــر
واجـعل المــوت راحــة لي مـن كـل شـــر


ازا مر زمان ولم تروني ,,, فهذه رعصاتي على الكيبورد فتذكروني

الأخوة الأعزاء

أبو عساف وأبن رشد و أبو سالم

لو تعلمون كم أنا سعيد بردودكم على المشاركة

وأضافتكم الرائعة التي أضفت على الموضوع الشيء الكثير

تمنياتي لكم بالتوفيق

اخي محتري السيل الف شكر على نقلك المميز يالغالي وهذا حال العربي

__________________

أجمل شي في ألانسان قلب صافي يدعو لك

كلام

والله في محله وروووووووووووعه

مشكور يالغالي

__________________
[frame="7 80"]شف قصور بشرقي الهياثم ..... عقب مسكانها صارت خرايب

وجدي وين راح وين جدك ....... عقب ما كانو بهالدنيـــاصحايب


الشاعر /سعد الهماش العاصمي
رحمه الله[/frame]

العرب اذا قرأوا ..
تقوقعوا على أنفسهم ..
فمرضوا ..

وأبلشونا !!

( أقصد الكتب خارج نطاق الشريعه )


===


وصدق الشيخ عائض .. حتى في القطارات والباصات يقرأون .. ونحن مشغولين بـ ( ويش الحال )

والكلام هذا ينطبق على شرق آسيا أيضا ... هواة قرآءة أيضا ..


أصلح الله العرب ..
لاهنت يامحتري ..

__________________
الحمد لله

الأخوة الأعزاء

أبو ريان
و
محمد ال عاصم
و
بو سلطان


زادني شرف مروركم وتعليقكم على الموضوع

وأتمنى ان أكون قد وفقت في الأختيار لتعم الفائدة

الف الف الف الف الف الف شكر على هذا الموضوع والنقل الممتاز