لك الحمد!.. القصيبي و سليمان الدويش
الوزير السعودي الدكتور غازي القصيبي نشر يوم الأحد 21/5/2006م بجريدة الجزيرة قصيده شعرية وذلك ردا على مهاجِمه زعيم تنظيم القاعدة الدولي أسامة بن لادن ، بعدما وصفه ابن لادن بأنه أحد رؤوس الليبرالية في المملكة العربية السعودية الذين اعتبرهم من المستهزئين بالدين وحذر من الاستماع إليهم.
جاء فيها الاتي:
لك الحمد!..
شعر: غازي القصيبي
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لك الحمد . والأحلام ضاحكةُ الثغرِ
لك الحمد .. والأيامُ داميةُ الظفر
ِلك الحمد .. والأفراح ترقصُ في دمي
لك الحمد .. والأتراح تعصف في صدري
لك الحمد .. لا أوفيك حمداً .. وإن طغى
زماني .. وإن لَجّت لياليهِ في الغدر
ِ
قصدتك ياربّاه .. والأفقُ أغبرٌ
وفوقيَ من بلوايَ . قاصمة الظهر
ِ
قصدتك ياربّاه .. والعمرُ روضةٌ
مُروَّعة الأطيار . واجمة الزهر
ِ
أجرُّ من الآلام .. ما لا يطيقه
سوى مؤمنٍ يعلو .. بأجنحة الصبرِ
وأكتم في الأضلاع .. ما لو نشرته
تعجّبتِ الأوجاع مني .. ومن سرّي
ويشمت بي حتّى على الموت .. طغمةٌ
غدت في زمان المكر .. أسطورة المكر
ِ
ويرتجزُ الأعداءُ .. هذا برمحه
وهذا بسيفٍ حدّهُ .. ناقعُ الحبر
ِ
لحا الله قوماً .. صوّروا شرعة الهدى
أذاناً ببغضاء .. وحجّاً إلى الشرِّ
يعادون .. ربّ العالمين بفعلهم
وأقوالهم .. ترمي المُصلّينَ بالكفر
ِيهدّدني دجّالهم .. من جحوره
ولم يدر أن الفأر .. يزأر كالفأر
ِجبان .. يحضّ الغافلين على الردى
ويجري إلى أقصى الكهوف .. من الذعر
وما خفت .. والآساد تزأر في الشرى
فكيف بخوفي من .. رويبضة الجحر؟
ولم أخشَ يا ربّاه .. موتاً يحيط بي
ولكنني أخشى حسابك .. في الحشر
ِ
وما حدثتني .. بالفرار عزيمتي
وكم حدثتني بالفرار .. من الوِزرِ
إليك عظيم العفو .. أشكو مواجعي
بدمع على مرأى الخلائق . لا يجري
ترحّل إخواني .. فأصبحت بعدهم
غريباً .. يتيم الروح والقلب والفكرِ
لك الحمد .. والأحباب في كل سامرٍ
لك الحمد .. والأحباب في وحشةِ القبر
ِ
وأشكرُ إذ تعطي .. بما أنت أهله
وتأخذ ما تعطي .. فأرتاحُ للشكر [/poem]
-----------------
احتدم الصراع بين سعادة الوزير والشيخ وبعض المفكرين السعوديين
حول قصيدة الدكتور الوزير غازي القيصبي بعنوان لك الحمد
فمنهم مؤيد لة ومنهم معارض وهذه شاكلته كل كاتب او مثقف او قاص لابد لة من مؤيدين ومعارضين ومحايدين
وهذا رد سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
على قصيدة الدكتور غازي القصيبي التي نشرت الأسبوع الماضي بالاتي:
فقد اطلعت على قصيدة للدكتور غازي القصيبي والتي كتبها بصفته الشخصية لا الرسمية مما يعتبر في رأي القراء رأيا شخصيا لا تصريحا رسميا. وبما أن الدكتور غازي حاول الظهور في قصيدته بمظهر المظلوم وأقحم فيها جميع خصومه وجعلهم برتبة واحدة ليوحي للقارئ أن من يقف منهم بوجهه فهو على منهج من وصفه بقوله:
يهدّدني دجّالهم من جحوره
ولم يدر أن الفأر يزأر كالفأرِ
وهذا البيت برغم ضعفه فالفأر لا يزأر إلا أنه جاء محاولة منه لتبرير ماقبله مما لا يشك من عرف الدكتور غازي أنه يقصد به من وقف في وجه قراره من أهل العلم والفضل من جميع طبقات المجتمع. وبما أنه حاول أن يظهر نفسه مظهر الناسك المتعبد وهو في الوقت ذاته يتغنى بماضيه المجيد ويتباكى على ماسلف ومن ماضيه شقق الحرية وغير ذلك مما لايتسع المقام لبسطه هنا وآخر ما في ماضيه الذي سبق قصيدته تقديمه لرواية بنات الرياض وقراره الساعي لتوظيف المرأة والزج بها في ميادين العمل المختلطة . وبما أن الكلمة أمانة وليس من لازم الكلمة أن نرتبط بمن حاول الدكتور غازي رمينا في شباكه لذا فإني أقول له : هذا ردي ولست أدافع عن من تسميهم بأهل الكهوف ولست أثني عليهم ولا آخذ بحقهم , لكني كتبتها وعلى عجل أدافع فيها عن كل من اتهمه الدكتور بأنه عدو للشريعة لمجرد أنه خالفه القول والرأي وهذا ظاهر في قوله:
لحا الله قوماً صوّروا شرعة الهدى
أذاناً ببغضاء.. وحجّاً إلى الشرِّ
يعادون ربّ العالمين بفعلهم
وأقوالهم ترمي المُصلّينَ بالكفرِ
وإليكم ما همشته معتذرا لكل قارىء عن الضعف والقصور ففي الحياة من المشاغل ماهو أهم من مجاراة هؤلاء بمثل هذه الترهات ولكنها رغبة من يعزُّ عليُّ رده ,وأقول لكل من طبل للدكتور مدبجا مدحه بعبارات يخدع فيها العامة والسذج بأن المقصود في كلام غازي هو ابن لادن أو غيره نحن نعلم من يقصد غازي ولسنا بأغبياء فابحثوا عن مخرج آخر أو فقولوا كما قال غيركم : المعنى في بطن الشاعر. وهذه هي قصيدتي:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لك الحمد يارباه .. حمدا مع الشكر
لك الحمد .. أرغمت المعاند ذا الكبر
لك الحمد .. أن جاء المخادع ناصحا
تنسَّك حتى صار .. كالحسن البصري
لك الحمد والحرباء .. إن دقَّ عظمها
ففيها من الأسرار .. ما حيرت فكري
لك الحمد والبأساء .. تفضح ذا الردى
لك الحمد والنعماء . تُجلب بالشكر
لك الحمد يارباه .. والعقل نعمة
نمِيْزُ به بين الفريسة .. والنسر
فمن كان لايدري .. فتلك مصيبة
وأعظم من هذا .. مصيبة من يدري
حكوا في قديم الدهر .. أن بعوضة
على نخلة صاحت .. عزمت على السفْر
سأرحل فاحتاطي لنفسك .. واحذري
فأقبح بهذا الفخر .. مع صاحب الفخر
متى شعر النخل البواسق .. مرة
بأن بعوضا حل ضيفا .. على التمر
وهرٌّ يحاكي الأسد .. في نفخ زوره
وأعجب من هذا .. فقيه بلا شعر
لنا الله .. نرمى كل يوم بريبة
وذو الرِّيَبِ المحتال .. يفسد كالفأر
لنا الله والإصلاح .. يُنمَى لغيرنا
فأين جليس الكير .. من حامل العطر
لنا الله .. والأفاك أرسل سهمه
وبالخنجر المسموم .. في عرضنا يفري
لنا الله .. والإعلام طوع بنانهم
من الصفحة الأولى .. إلى صفحة الشعر
إذا طعنوا في الدين .. قالوا رواية
ولو زلَّ شيخ .. قيل مالك من عذر
وفي شقق مهجورة .. قد تجمعوا
ليحيون ليلا .. ثم يوفون بالنذر
فإن قيل هذا منكر .. أو محرَّم
تنادوا وقالوا .. ذاك يقذف بالكفر
وصاحوا جميعا .. جاء يسعى بفتنة
كما الساحر الملعون . يفتن بالسحر
يريدونها حرية .. لا أبا لهم
على نهج عَبَّاد الصليب .. أو العبري
وكم أجلبوا نحو الزعيم .. بخيلهم
لعل سموم الحقد .. في قلبه تسري
مطاياً تعلَّى فوقها .. كلُّ حاقد
وسيَّرها كالبُهم .. تجلب للنحر
يبيعون من أجل الدنية .. دينهم
ومن قبله باعوا .. الضمائر بالخُسْر
فهل مبلغ عني .. رسالة ناصح
وفيها حقوق الطبع .. قابلة النشر
لمن كان في يوم .. من الدهر حاله
كحال أبي نواس .. عشرا على عشر
وفي برهة أضحى .. كرهبان مكة
فسبحان من أجري الينابيع .. من صخر
تنسَّكْ وقم لله ماشئت .. وارتجز
من الشعر أبياتا .. ودوِّن من النثر
فلا فرق في الإسلام .. بين مخادع
ولابين كذاب .. ولا صاحب المكر
وما كنت أرجو .. أن أجاري سفاهه
أخاف – معاذ الله - .. أنقص من قدري
فإن كان شيطان .. إلى الشعر أزَّني
فمن لي بمن يرقي .. وينفث في صدري[/poem]