(1)
مقدمة : من جملة الظواهر الأنثربيولوجية التي تستحق الدراسة هي ظاهرة إنقراض الريف في قبيلة قحطان حيث تغير هذا الريف بل وانحسر كثيراً مقارنة بغيره من الأرياف التي تعرضت لإحلال ثقافي وهجمات سيسو-ثقافية تغييرية أدت إلى تخلل هذا الريف بل وانحساره وتحول إنسانه إلى ما بات يعرف بالشخصية " السعودية!" وتعني في عمقها البنائي ذلك الإنسان الذي يتمظهر بمفردات الثقافة المركزية التي تشكلت في بيئة صحراوية ومستمدة من قيم الصحراء ومثلها , وأيضاً من قيم الإنغلاق الثقافي و قيم ثقافة الندرة التي ميزت تلك الجهات وخلقت ما أسماه الكاتب عبدالرحمن الوابلي " ثقافة البلدات" وهي ثقافة كما يصفها جون حبيب مؤلف كتاب ( الإخوان السعوديون في عقدين ) بثقافة " المباهج فيها قليلة وقائمة على الزهد والتقشف " وذلك في وصفه لواقع منطقة نجد إبان زيارته لها في الستينيات من القرن الهجري الماضي. لكن ما ميز الإنقراض الريفي في قبيلة قحطان أنه كان أكثر شراسة ( لأسباب سنتحدث عنها لاحقاً) وكان أيضاً خارجاً عن النسق السائد للإحلال الثقافي من زاوية كون هذا الإنقراض أدى إلى تحول ثقافي فيه عنف وفيه رمزية تمجد هذا التحول وتجعله أمراً محموداً وتصفه بمفردات ثقافية ليست من صميم تاريخ وهوية وثقافة وعمق وجذور هذا الريف والذي كان ومازال "بعضه" حاضراً وبقوة في نسقه المحلي وفي صيرورته وتاريخه و في إرتباطه. (2) ما هو ريف قبيلة قحطان ؟ ( لمحة أنثربيولوجية -تاريخية ) : لحسن الحظ وإن كان بإمكاننا الإعتماد كلية على " الذاكرة الشعبية" التي مازالت حية وغضة وطرية ومتواجدة في كل بيت وفي كل قرية وفي كل جماعة وفي كل فخذ و " بد" ( بكسر الباء) وفي كل قبيلة من أحد رفيدة إلى ظهران الجنوب بل وإلى راحة سنحان إلا أننا ووفاءاً للمنهج العلمي الذي نحاول أن نتبناه ونحلل من خلاله مثل هذه الظواهر فإنه ومن حسن الحظ تتوافر لدينا عدد من المصادر التاريخية " الأجنبية" - كيلا تتهم كما اتهمت بقيت مصادر التاريخ لدينا - وهذه المصادر غنية بالمعلومات والتفاصيل الأنثربيولوجية التي تهمنا في هذا الصدد وهي وإن كانت معلومات "وصفية" إلا أنها مهمة جداً من زاوية كوننا نستطيع فهمهما وتحليلها من خلال السياق الثقافي المحلي . من بين المصادر التي نعتمد عليها هنا ثلاثة مصادر : كتابات جون فيلبي في كتابه " المرتفعات العربية" و كتاب " عسير قبل الحرب العالمية الأولى" وكتابات متناثرة في مجلات وكتب رحلات عربية ككتاب " في بلاد عسير" . في صفحة 72 -73من كتاب ( عسيـر قبل الحرب العالمية الأولى ) يصف كينيهان كورناليس قبيلة قحطان بقوله : " قبائل قحطان في عسير هي رفيدة اليمن ( ويقصد رفيدة قحطان تمييزاً لها عن رفيدة عسير ) و بني بشر وسنحان الحباب وعبيدة ووادعة ( ليست من قبيلة قحطان !) وشريف وهم يعرفون على العموم بقبيلة قحطان ولهم ولاء لقائد مشترك لكنهم اتحاد قبلي غير مركز حيث تكون كل قبيلة اتحاداً لوحدها ولكل له طموحاته وأصدقائه وأعداؤه وله " مناطقه المحددة" " ثم يضيف " في أوقات السلم كل قبيلة تحتكم لنفسها ومع أن الشيخ بن دليم زعيم هذه القبائل يتدخل في أمور الإصلاح القبلي إلا أنه لا يتدخل كثيراً في كيفية إدارة هذه القبائل أمورها ..... وقد كان والد بن دليم هذا مديراً لناحية قحطان إلا أنه ثار على المتصرفية مما أدى بالأتراك أن يهاجموا الحرجة ويحرقوا قصره لكنهم في النهاية انسحبوا من ناحيته ولم يدخلوا تلك الناحية منذ ذلك الحين ...وبن دليم رجل شاب يبلغ الخامسة والثلاثين وغني بمقاييس هذه البلاد وله سمعة كبيرة كقائد في الحرب وكمدير لقبائله , والقبائل هنا بعيدة كثيراً عن قبائل قحطان الشمالية التي تمتد من غرب وادي الدواسر إلى الحوطة تقريباً لكن في أوقات الجفاف تتجه بعض القبائل الشمالية بإبلها وأغنامها إلى الجنوب بحثاً عن المرعى لكن هذه العلاقة تنتهي عند ذلك , وقبائل قحطان في عسير عدا بعض الأقسام البدوية تتميز بأدب التعامل وبالغنى والإهتمام بالتجارة أو الزراعة . .. " ثم يصف قبيلة رفيدة بقوله " مسالمون ومنخرطون في الزراعة أو التجارة " ويصف قبيلة عبيدة بقوله " من أشجع القبائل في قحطان وأكثرها ثراءاً وتكون قبيلة عبيدة في الحرب تحت راية بن دليم لكن في أوقات السلم يتبعون مشائخهم ... وعلاقة عبيدة بالقبائل الأخرى تتميز بالتسامح والكرم إلا أن الأقسام البدوية تكون صعبة المراس لكن لا يذكر أنهم نهابين !" ( ص 75) . ثم يتحدث عن سراة عبيدة بقوله " من أكبر أسواق جنوب عسير وتبعد حوالي السبعين ميلاً عن أبها والسراة تتكون من أكثر من 200 بيتاً مبنية من الحجر والطين المجفف .... وكثير من عبيدة منخرطون في التجارة وبعضهم يعيش بشكل كبير في رُجال وأبها والنماص كتجار وبعضهم لديهم علاقات تجارية في جدة. وهم ذوو طموح ليصبحوا أغنياء وقراهم كثيرة متعددة ومبنية بشكل محصن ... " ( ص 75-76) . واستطراداً فقد تحدث كورناليس عن بقية القبائل بنفس المفردات التي ذكرت سابقاً مع بعض التفاصيل الأنثربيولوجية التي تستحق الدراسة . وعندما ننتقل إلى عهد آخر وبعد 40 سنة تقريباً وذلك بعيد توحيد المملكة نجد أن جون أو عبدالله فيلبي ألف كتاباً بعنوان " المرتفعات العربية" وهو وإن كان كتاباً يتحدث عن وصف جغرافي وطبوغرافي للمنطقة إلا أنه ذكر الكثير من المعلومات الأنثربيولوجية المهمة وقد زار جهة من قبيلة قحطان يتغير فيها الريف عن ذاك الذي يمتد عبر جبال السروات إذ رحل فيلبي من خميس مشيط ثم اتجه لطريب والعرين والمضة وجاش ثم الصبيخة وتثليث ثم ذهب بعد ذلك بمحاذاة أقصى نهاية السفوح الشرقية إلى نجران وهنا دون أيضاً معلومات مهمة عن هذه الأجزاء التي كلما اتجهنا شرقاً كلما قل الريف وازدادت البداوة حتى تصل إلى نقطة أسماها جون فيلبي الحد الذي تبتدأ به نجد وهو كما يذكر نهاية الصخور الجرانيتية وبداية الرمال وذلك في منطقة بعيد تثليث بقليل أسمها نجد بن سالم . وعند رحلته عبر هذه المناطق خصوصاً في الريف منها يقول : ( ص 776) " الأطفال هنا يبدون محبين للحياة وكذلك النساء الذين حيونا وكانت وجوههم ظاهرة إذ الحجاب في هذه المنطقة هو تناسق مع واقع الطبيعة والثقافة كما أرى أكثر من كونه شعوراً قيمياً ..." ثم يصف عبر رحلته كلما اتجه شرقاً يصف حال قرية بعيد تثليث " الناس في شمالي تثليث يعيشون حياة بائسة وغير سعيدة في هذه الصحراء الممتدة .." وبالطبع احتوى كتاب جون فيلبي الكثير من الملاحظات والتدوينات الأنثربيولوجية القيمة جداً ولولا ضيق المجال لذكرت الكثير منها . والجزء الثالث من المصادر لا يكاد يبتعد كثيراً عما ذكر وخصوصاً بعض الأعداد القديمة لصحافيين أمريكيين ومنقبين و علماء آثار دونوا الكثير من ملاحظاتهم في مجلة ( عالم أرامكو) امتدت منذ الستينيات الهجرية إلى نهاية التسعينيات . ( 3) تحليل للنصوص : بالطبع يمكننا الحديث عن هذا الريف من خلال الذاكرة وبمجرد الحديث إلى الكثير من كبار السن الذين مازالوا إلى يومنا هذا يتجهون كل يوم محدد في الأسبوع إلى الأسواق الشعبية أو من خلال زيارتهم وتدوين حديثهم عدا أن ذلك هو مدون بشكل تلقائي في ذاكرة الإنسان نتيجة التربية والمعرفة الدقيقة بهذا الأمر إلا أن مثل هذه الأمور لا تقبل من إنسان قد يراه آخرون أنه لا يمثل الحياد العلمي فعندها يكون مضطراً لأن ينقل من مصادر غير محايدة في هذه القضية . هذا الريف تميز كما ذكرت المصادر بأنه أولاً مستقر وممارس لحياة الإنتاج وهذا يفرض نمطاً أنثربيولوجياً معيناً يكون فيه الإنسان متميزاً بصفات إنسانية كثيرة تميز شخصيته وتميز ذاته ومن أولها أنه إنسان "منتج" وهذا الإنتاج يفرض بدوره نطاقاً حياتياً معيناً يكون فيه الإنتاج لا " الريع" هو ما ينمي إقتصاده وبالتالي استقراره ثم علاقته مع المحيط وتفاعله معه ومن ناحية أخرى وكما نستقرأ من النقولات الأنثربيولوجية أعلاه سنجد أن هذا الريف تميز بثقافة البناء والسوق و"البلاد" و قوانين كثيرة مصاغة كي يتم التفاعل الإنساني في هذا المحيط بالإضافة إلى أن عملية الإنتاج ذاتها ونمطيتها وطبيعتها حتمت مشاركة المرأة في هذه الحياة ومساهمتها الند للند للرجل مما ساهم بدوره في صياغة علاقة إجتماعية متقبلة للمرأة ولدورها ومساهمتها في الإنتاج ومن ناحية أخرى حمت منظومة " القوانين" التي وإن لم يكن الوعي بأهمتيها كمفهوم حضاري ينبغي أن يطور أكثر إلا أن تلك القوانين وفرت الحماية والتفاعلية ما بين الإنسان والموارد والأرض والآخر . ومن ناحية أخرى تميز هذا الريف بكونه متسامحاً ومتقبلاً للآخر متى ما إلتزم بحزمة القوانين ولذلك كان انضمام فرد إلى جماعة أو قبيلة أمراً متعارفاً عليه إذ أن هذا الشخص يعتبر إضافة قوية إلى عملية الإنتاج وأيضاً تحصيل قوة بشرية إضافية وتميز هذا الريف أيضاً بتجذر ثقافة "الحياة" ولذلك تنوعت فيه الفنون التراثية بدرجة كبيرة ولم تقتصر على لون واحد, لكن لعل أهم ملاحظة دونها كل أولئك الرحالة هم وصفهم للناس بالبساطة و"البهجة "على رغم الظروف الإقتصادية التي لك تكن بأحسن حال وخصوصاً أثناء زيارة فيلبي لأسباب يطول شرحها تاريخياً. الحس القبلي كان موجوداً وموظفاً لكن "وظيفته" كان لغرض طبيعي و"حياتي" فالقبيلة عملت في هذا الريف كمؤسسة إجتماعية ضخمة بل نستطيع أن نقول أنها أطلقت نظام " التأمين" مثلاً ربما قبل أن يسمع به الكثير بمعنى أن القبيلة كانت تتحمل بالتساوي على أفرادها كل ما قد يلحق بها إما بتجهيز المحاربين أو بالدفع لأي أضرار يتسبب بها أحد أفرادها , من هنا سنجد أن القبيلة عملت في ذلك الحين كمؤسسة حياتية والغريب أن القبيلة في هذا الريف كانت الحاضن للحياة الثقافية والإجتماعية المتسامحة بل وعملت على تدعيمها وأيضاً حماية أفرادها عدا أن القبيلة في هذا الريف تلتزم تماماً بحدودها الجغرافية مع القبائل المجاورة وأيضاً تقتسم أراضي القبيلة بالتساوي بين أفرادها لا فرق بين الشيخ وغيره ولذلك لم تعرف إقطاعيات كبيرة بل كانت " البلاد" تقتسم بشكل متساوي بين أفراد الجماعة الواحدة ولعل مرد ذلك هو أنه لو حصل بعض الأفراد أو الأسر على أراضي أكبر فإنها لن تستطيع تشغيل هذه " البلاد" في عملية الإنتاج فاليد العاملة " الشقاي" - كما يطلق عليه - لم تتوافر في ذلك الزمان إلا في أوقات محددة من مواسم الحصاد . (4) ما الذي حدث لهذا الريف ؟ بدأ هذا الريف يتحول بل وينقرض تدريجياً وبنسبة ربما تكون أسرع من غيره من الأرياف وهذا يحتم علينا أن نستقرأ هذه الظاهرة ونحذر منها لأنها أولاً ضارة بالإنسان كإنسان وضارة للمجتمع على العموم لأن هذا التحول - كما نرى - تحول سيئ نحو خيار ثقافي لا يتانسب أبداً وطبيعة هذا الإنسان وهويته وجذوره وأيضاً كون هذا التحول هو تردي إلى نسق يكون أبعد عن حقيقة هذا الإنسان مما يجعلنا نرى شخصيات " مزيفة" ثقافياً فلا هوية لها ولا معرفة دقيقة بمفردات ثقافتها مما يؤدي بدوره إلى وجود إزدواجيات في الشخصية الثقافية " Identity Crisis" وهذا الأمر بتنا نراه واضحاً جداً . قبيلة قحطان هي القبيلة الوحيدة في منطقة عسير والتي لها إمتداد قبلي في منطقة نجد عبر هجرة الجحادر المعروفون بقحاطين نجد من تثليث وقيل تهامة إلى جنوب نجد وقد كان لزاماً على هذه القبيلة أن تتأقلم مع الواقع الجغرافي والثقافي في المنطقة الجديدة وهذا بدوره شكل هوية مميزة وواضحة للجحادر ونسق ثقافي واضح مايزال إلى الآن حياً وقوياً ولأن حركة " التوحيد الوطني" إنطلقت من نجد وكذلك الآيديولوجية الدينية إصطبغت بالكامل بثقافة البلدات النجدية ( كما يصفها الدكتور عبدالرحمن الوابلي ) فقد كان للقبائل النجدية وخصوصاً البدوية المساهمة الأكبر في عملية التوحيد كون الآيديولوجيا الدينية تشرعن ثقافة هذه البيئة وتمنحها بريقاً خلاصياً آسراً مما أدى بدوره إلى حشد آيديولوجي رهيب ولم يعرف في الجزيرة العربية مثله منذ عهد القرامطة الذين كانوا عقائديين بدورهم . ونظراً للهزيمة الساحقة للآخر وخصوصاً الريف في عسير ولقيمه ولثقافته ولهويته ونظراً للإحلال الثقافي الذي كان شاملاً ومدعماً بأموال النفط حدث تغير سيسو-ثقافي رهيب بل ومفاصل مع قيمه النسقية الأصلية ومن هنا ضاعت أو فقدت هوية هذه الأرياف ودخلت في دور " تقمص" ثقافي مزور وشخصيات مزورة لم يتبق لديها من ثقافة الريف سوى مفردات " قبائلية" تناسب تلك القبائل البدوية في نجد وعقليات تناسب عقليات البلدات التي نشأت في ظل ثقافة الندرة وثقافة الحذر والإنكفاء على الذات والخوف من الفناء . وبالطبع هذا يؤدي بدوره إلى محاولة النظر إلى الهوية المندثرة لإسترداد الكرامة ولمحاولة التعريف بالذات سيما والآخر لم يعترف بهذا الريف " المتحول" ولم يعطه أي إحترام ولهذا نرى محاولات هنا وهناك لإسترداد الكثير من الصور التاريخية " العسكرية" محاولة لإثبات أننا نملك ذات الرصيد " العسكري" " الرجولي" لكن الإحباط كان أنه حتى هذا الرصيد العسكري لم يتم الإعتراف به بل تم وصمه " بالتزوير" ولهذا كان التحول لنمط القبيلة البدوية وذات مفرداتها الخالصة هو أحد السبل - كما يرى البعض - للتعريف بالذات وهذا أحد أسباب انتشار ظاهرة " المزايين" وخصوصاً لدى قبائل كثيرة لم يحفل تاريخها بالإبل وثقافة الناقة " والمغاتير " . لكن كان يوجد لدى ريف قحطان إتجاه آخر مضافاً إلى ما سبق وهو تفضيل خيار " إقحطان" على " قحطان " ... أي هو انتصار ساحق للبداوة على قيم الريف ومفرداته والسبب بالطبع هو كون هناك من " إقح طان" من يستطيع تعويضنا في هذا الزخم الثقافي الجديد وإعطاءنا هوية أخرى ولهذا نشأت ظاهرة جديدة وهي الزحف نحو " إقحطان" ومحاولة التلصق بالجحادر وتاريخهم تعويضاً عن هذا التحول الثقافي ولذلك أيضاً انتصرت الثقافة الصحراوية التي تزداد كلما اتجهنا شرقاً من هذا الريف حتى تصل إلى البداوة الخالصة في أقصى الشرق وبالطبع فهذا ليس عيباً في البداوة ذاتها إذ هي نمط تكيفي مع المعطى البيئي , لكن هذا " التلصق" يحاول الآن استكمال انقراض هذا الريف تماماً خصوصاً وأن الإنسان الريفي قد ترك هذا الريف وهاجر إلى ما يظنه " المدينة" وهي ليست كذلك فهي بالأصح " بداوة مجمدة" وثقافة بلدات تضخمت مئات المرات في المساحة لكنها لم تتضخم في الثقافة إذ ثقافتها هي ذاتها . ولذلك نجد تمظهرات عديدة لإنقراض هذا الريف ولعل من أهمها إندثار مفهوم القبيلة التي تعترف بالأرض وثقافة الأرض والحدود والبلاد والأسواق والحصون والوديان والخلجان والكظامات فتحولت إلى قبيلة " النسب فقط " وهذا النسب كان " موجهاً " أكثر منه مفهوم حقيقي فالبعض مثلاً يحاول " ضم" قبائل أو عوائل بني زيد إلى القبيلة والسبب أنهم مذحجيون مثلاً ! في حين أن شمران مذحجية الأصل بل إن قبائل " الحكمي" في جيزان مذحجية الأصل لو حاولنا تطبيق مفهوم " النسب" لكن لأن بني زيد نجديون ولأن الحكمي " جيازيين" سنجد فارقاً هائلاً في الفهم في هذا الموضوع وإزداوجية غريبة والعارفون بالقبيلة يعلمون تماماً أنها لم تقم فقط على عماد النسب بل قامت على ظروف تحالفية وجغرافية معينة فهي متصلة القرى والأراضي من بلاد رفيدة إلى بلاد الحباب . ومن ضمن التمظهرات أيضاً محاولة محو الشخصية الإنسانية لإنسان هذا الريف فمن يقارن مثلاً بين الشيبان الذين يقصدون أسواق أحد رفيدة وسراة عبيدة و ظهران الجنوب وسبت بني بشر ويقارنهم بمن لديه شارب كث و " جمس عبارتين" وشعر متدلي من الخلف سيعلم أن هناك تحولاً هائلاً حدث في هذا الريف . ومن ناحية أخرى نجد أن بعضاً من هذا الريف يعلم أدق التفاصيل عن تاريخ الجحادر ومعاركهم مع غيرهم من القبائل النجدية في حين لا يعلم شيئاً عن تاريخه هو وإن علم فإنه لا يعجبه بالقدر الكافي لكون هذا التاريخ مرتبط إرتباطاً مباشراً بتاريخ حضاري معين كانت فيه هذه القبيلة وبكل فخر أحد أعمدة هذه الأرض وساهمت في أدوار حضارية وتاريخية كبيرة في عهدي الدولة اليزيدية ومحاولات التحرر الوطني من القبضة التركية . ومن مظاهر هذا الإنقراض أيضاً ظاهرة " القلطة" حيث بدأ هذا اللون الشعبي والذي نحترمه بكل تأكيد كلون شعبي لقبائل معينة بدأ في الإنتشار وخصوصاً لدى القبائل القاطنة في أقصى الشمال الشرقي والتي لم تعرف هذا اللون تاريخياً لكن كتمظهر هام نرى أنهم بدأوا يعتنقون مثل هذا اللون والذي بدوره بدأ يزحف رويداً رويداً على " القزوعي" و" العرضة" و " الخطوة" و المداقيل الجميلة التي اشتهر بها هذا الريف . ومن ناحية أخرى نرى أحد المشايخ القبليين يهتم كثيراً بالإبل والنياق في دور تاريخي غريب جداً في حين أن والد جده والذي مات قبل 110 سنوات تقريباً كان " مديراً" لناحية قبيلته وممثلاً في البرلمان العثماني وكان مثقفاً بمقاييس تلك الأزمان . ولأن هذا الريف بدأ ينقرض كثيراً سنجد هناك تبرم كبير من عبئه فمن ضمن التمظهرات هو التبرم من مشيخة القبيلة لكونها مشيخة حضارية وبغض النظر عن مواقفها في ظروف تاريخية متغيرة إلا أنها على الدوام عملت متعالية على المفهوم النسقي لشيخ القبلية " الغازية" و " المغزوة" كما في الأدبيات البدوية بكونها مشيخة ذات بعد سياسي كبير ومساهم وعمل في مهام وطنية كثيرة ماضياً وحاضراً وهذا التبرم سببه كون هذه المشيخة تمثل العمق الحضاري لهذا الريف ولقيمه ولهويته ولتاريخه وسنجد بالمقابل محاولة للتلصق بمشخيات أخرى لا لسبب إلا لكونها من نجد مما يعني محاولة التبرؤ من هذا الريف والإلتصاق بالكاريزما النجدية الآسرة وهذا أكثر ما يحدث لمن نشأ وترى خارج الإقليم في عسير فمفهوم " إقحطان" عنده أكثر جاذبية بكثير من " قحطان " ولهذا قابلت بعضهم والذي يتحدث بلهجة معينة ويفهم أدق التفاصيل في نسق " إقحطان" في حين لو تسأله عن قريته وجماعته لا يعرف من هم ولا يعرف أي شيء عن ثقافة قرية ولا نظامها الإجتماعي والثقافي بل حتى أبسط الأسماء والأدوات والأعراف !! وفي ظل العهد الإنترنتي الحديث وإنتشار المنتديات سنجد مدى تغلغل ظاهرة إنقراض الريف فعندما ندخل مثل هذه المنتديات سنجد أن ثقافة " إقحطان" التي لا تمثل عددياً أكثر من 20% على أحسن الأحوال هي الثقافة السائدة هناك بل إنك لا ترى أي صورة للحصون والجبال والوديان والبلاد ولا للقط العسيري ولا للألبسة المميزة سواء في السراة أو تهامة بل ما تراه ما هو إلا صور للكثبان الرملية وللصقور على أن مهنة " الصقار" ومطاردي الصقور هي مهنة معيبة في هذا الريف !! ولذلك تعتبر مثل هذه المنتديات توضيح قوي وشاهد على إنقراض هذا الريف وتصحره . (5) ما هو الحل ؟ طبعاً لا يوجد حل شامل وكافِ لهذه الظاهرة إلا عبر الوعي وعبر نشر التاريخ ونشر مفردات الثقافة فالتحول النسقي الذي يحدث في هذا الريف يعقد أيضاً المسألة في كامل المنطقة لكون ريف قحطان بالذات من أكثر الأرياف تأثيراً ومخالطة لبقية الأرياف في المنطقة ولا تكاد تخلو قرية واحدة من علاقات اجتماعية كصداقة وزواج ونسب بالقبائل من الأرياف الأخرى في عسير وشهران وبللحمر وبني شهر وغيرهم ولذلك من الطريف أنك تجد أحد أبناء الريف العسيري يظن أن " القلطة" هي لعبة القحاطين !! . لكن لعل من المبشرات أن الإنسداد الإجتماعي الحاصل وأيضاً " الرفض" للتلصق بالآخر وتاريخه أدى للبعض للبحث مجدداً عن هذا الريف وما يجعلنا نتفاءل هو أن " الوعي" وتخلخل قيم الثقافة الحذرة هو في دوره عامل إيجابي يحتم البحث عن حلول أخرى أزعم أننا نمتلك الكثير منها لنقدمه لا لأنفسنا بل للوطن ككل . منقول |
(1)
مقدمة : ظاهرة إنقراض الريف في قبيلة قحطان وهل بقي ريف بمعنى الكلمة في الممكلة باستثناء النزر القليل في جازان وتهامة بشكل عام حيث تغير هذا الريف بل وانحسر كثيراً مقارنة بغيره من الأرياف غير صحيح وكلام مرفوض وتغير الريف وانحسارة في المملكة كان بشكل متوازي بل قد يكون ريف قحطان اقل تأثراً من ريف عسير على سبيل المثال كون منطقة أبها وما حولها كانت أكثر احتكاكاً بالغير بحكم أن جميع المسئولين والعساكر والخويا كانوا من خارج المنطقة. التي تعرضت لإحلال ثقافي وهجمات سيسو-ثقافية تغييرية أدت إلى تخلل هذا الريف من الذي أحل هذه الثقافة قحطان لم تتعرض لإحلال ثقافي فقد كانت بعيدة عن المراكز الحضارية إن صح التعبير أما استخدام مفردات مثل " سيسو - ثقافي " وغيرها فهي مجرد ادوات قص ولزق ولا استبعد ان يكون كاتب الموضوع يجهل معناها كما يجهل معنى "أنثربيولوجيا" بل وانحساره وتحول إنسانه إلى ما بات يعرف بالشخصية " السعودية!" وتعني في عمقها البنائي ذلك الإنسان الذي يتمظهر بمفردات الثقافة المركزية التي تشكلت في بيئة صحراوية ومستمدة من قيم الصحراء على هونك يا رجل قحطان ليست تبعاً قحطان هي من شكلت الشخصية السعودية مع قلة من القبائل الأخرى قحطان هي شكلت خارطة المملكة قحطان هي العمود الرئيسي لهذه الدولة في الانشاء والتكوين قحطان هي مركز اثقافة المركزية التي تتكلم عنها باختصار قحطان شكلت الشخصية السعودية مع باقي السعوديين ولكنها كغيرها من القبائل الأخرى احتفظت بطابها الخص لغة وثقافة وموروث . ومثلها , وأيضاً من قيم الإنغلاق الثقافي و قيم ثقافة الندرة التي ميزت تلك الجهات وخلقت ما أسماه الكاتب عبدالرحمن الوابلي " ثقافة البلدات" وهي ثقافة كما يصفها جون حبيب مؤلف كتاب ( الإخوان السعوديون في عقدين ) بثقافة " المباهج فيها قليلة وقائمة على الزهد والتقشف " وذلك في وصفه لواقع منطقة نجد إبان زيارته لها في الستينيات من القرن الهجري الماضي. كان الكاتب يتكلم عن الشخصية السعودية فكيف ينتقل إلى ثقافة الانغلاق تناقض واضح في الموضوع. لكن ما ميز الإنقراض الريفي في قبيلة قحطان أنه كان أكثر شراسة يا دافع البلاء الكاتب بحاجة للإستعانة بقواميس اللغة لإختيار كلمة مناسبة ( لأسباب سنتحدث عنها لاحقاً) وكان أيضاً خارجاً عن النسق السائد للإحلال الثقافي من زاوية كون هذا الإنقراض أدى إلى تحول ثقافي فيه عنف وفيه رمزية تمجد هذا التحول وتجعله أمراً محموداً عنف ورمزيه ث يقول محموداً من اي وجهة نظر يتكلم وتصفه بمفردات ثقافية ليست من صميم تاريخ وهوية وثقافة وعمق وجذور هذا الريف والذي كان ومازال "بعضه" حاضراً وبقوة في نسقه المحلي وفي صيرورته وتاريخه و في إرتباطه. قبل قليل يقول الكاتب تغير وبشراسه والآن يقول كان ومازال بعضه اذا انتفى معنى الشراسة وانمتفى الكلام عن تحول الريف القحطاني ويجب علي الاعتراف انني اندهشت من توظيف كلمة" صيرورته" هنا (2) ما هو ريف قبيلة قحطان ؟ ( لمحة أنثربيولوجية -تاريخية ) : لحسن الحظ وإن كان بإمكاننا الإعتماد كلية على " الذاكرة الشعبية" التي مازالت حية وغضة وطرية ومتواجدة في كل بيت وفي كل قرية وفي كل جماعة وفي كل فخذ و " بد" ( بكسر الباء) وفي كل قبيلة من أحد رفيدة إلى ظهران الجنوب بل وإلى راحة سنحان إلا أننا ووفاءاً للمنهج العلمي الذي نحاول أن نتبناه ونحلل من خلاله مثل هذه الظواهر فإنه ومن حسن الحظ تتوافر لدينا عدد من المصادر التاريخية " الأجنبية" - كيلا تتهم كما اتهمت بقيت مصادر التاريخ لدينا - وهذه المصادر غنية بالمعلومات والتفاصيل الأنثربيولوجية التي تهمنا في هذا الصدد وهي وإن كانت معلومات "وصفية" إلا أنها مهمة جداً من زاوية كوننا نستطيع فهمهما وتحليلها من خلال السياق الثقافي المحلي . ما دامها وصفية فقد انتفت فائدتها العلمية ولم تعد غنية بالمعلومة كما تقول. من بين المصادر التي نعتمد عليها هنا ثلاثة مصادر : كتابات جون فيلبي في كتابه " المرتفعات العربية" و كتاب " عسير قبل الحرب العالمية الأولى" وكتابات متناثرة في مجلات وكتب رحلات عربية ككتاب " في بلاد عسير" . في صفحة 72 -73من كتاب ( عسيـر قبل الحرب العالمية الأولى ) يصف كينيهان كورناليس قبيلة قحطان بقوله : " قبائل قحطان في عسير هي رفيدة اليمن ( ويقصد رفيدة قحطان تمييزاً لها عن رفيدة عسير ) و بني بشر وسنحان الحباب وعبيدة ووادعة ( ليست من قبيلة قحطان !) وشريف وهم يعرفون على العموم بقبيلة قحطان ولهم ولاء لقائد مشترك لكنهم اتحاد قبلي غير مركز حيث تكون كل قبيلة اتحاداً لوحدها ولكل له طموحاته وأصدقائه وأعداؤه وله " مناطقه المحددة" " ثم يضيف " في أوقات السلم كل قبيلة تحتكم لنفسها ومع أن الشيخ بن دليم زعيم هذه القبائل يتدخل في أمور الإصلاح القبلي إلا أنه لا يتدخل كثيراً في كيفية إدارة هذه القبائل أمورها ..... وقد كان والد بن دليم هذا مديراً لناحية قحطان إلا أنه ثار على المتصرفية مما أدى بالأتراك أن يهاجموا الحرجة ويحرقوا قصره لكنهم في النهاية انسحبوا من ناحيته ولم يدخلوا تلك الناحية منذ ذلك الحين ...وبن دليم رجل شاب يبلغ الخامسة والثلاثين وغني بمقاييس هذه البلاد وله سمعة كبيرة كقائد في الحرب وكمدير لقبائله , والقبائل هنا بعيدة كثيراً عن قبائل قحطان الشمالية التي تمتد من غرب وادي الدواسر إلى الحوطة تقريباً لكن في أوقات الجفاف تتجه بعض القبائل الشمالية بإبلها وأغنامها إلى الجنوب بحثاً عن المرعى لكن هذه العلاقة تنتهي عند ذلك , وقبائل قحطان في عسير عدا بعض الأقسام البدوية تتميز بأدب التعامل وبالغنى والإهتمام بالتجارة أو الزراعة . .. " ثم يصف قبيلة رفيدة بقوله " مسالمون ومنخرطون في الزراعة أو التجارة " ويصف قبيلة عبيدة بقوله " من أشجع القبائل في قحطان وأكثرها ثراءاً وتكون قبيلة عبيدة في الحرب تحت راية بن دليم لكن في أوقات السلم يتبعون مشائخهم ... وعلاقة عبيدة بالقبائل الأخرى تتميز بالتسامح والكرم إلا أن الأقسام البدوية تكون صعبة المراس لكن لا يذكر أنهم نهابين !" ( ص 75) . نهابين من هو الذي لم يذكر ذلك هل كاتب الموضوع يقول بأن كينيهان كورناليس لم يقول عن عبيدة بانهم نهابين استغرب من كاتب الموضوع جعل كلمة نهابين من ضمن الاقتباس هل كاتب الموضوع يقول بأن عبيدة نهابين وان كينيهان كورناليس لم ذكر ذلك ما هذا الافتراء والحقد على عبيدة ثم يتحدث عن سراة عبيدة بقوله " من أكبر أسواق جنوب عسير وتبعد حوالي السبعين ميلاً عن أبها والسراة تتكون من أكثر من 200 بيتاً مبنية من الحجر والطين المجفف .... وكثير من عبيدة منخرطون في التجارة وبعضهم يعيش بشكل كبير في رُجال وأبها والنماص كتجار وبعضهم لديهم علاقات تجارية في جدة. وهم ذوو طموح ليصبحوا أغنياء وقراهم كثيرة متعددة ومبنية بشكل محصن ... " ( ص 75-76) . هل هذا هو معنى الريف ؟ حتى يقتبس الكاتب هذا النص تلفيق واضح واستطراداً فقد تحدث كورناليس عن بقية القبائل بنفس المفردات التي ذكرت سابقاً مع بعض التفاصيل الأنثربيولوجية التي تستحق الدراسة . اي قبائل قحطان ام غير قحطان وعندما ننتقل إلى عهد آخر وبعد 40 سنة تقريباً وذلك بعيد توحيد المملكة نجد أن جون أو عبدالله فيلبي ألف كتاباً بعنوان " المرتفعات العربية" وهو وإن كان كتاباً يتحدث عن وصف جغرافي وطبوغرافي للمنطقة إلا أنه ذكر الكثير من المعلومات الأنثربيولوجية المهمة وقد زار جهة من قبيلة قحطان يتغير فيها الريف عن ذاك الذي يمتد عبر جبال السروات إذ رحل فيلبي من خميس مشيط ثم اتجه لطريب والعرين والمضة وجاش ثم الصبيخة وتثليث ثم ذهب بعد ذلك بمحاذاة أقصى نهاية السفوح الشرقية إلى نجران وهنا دون أيضاً معلومات مهمة عن هذه الأجزاء التي كلما اتجهنا شرقاً كلما قل الريف وازدادت البداوة حتى تصل إلى نقطة أسماها جون فيلبي الحد الذي تبتدأ به نجد وهو كما يذكر نهاية الصخور الجرانيتية وبداية الرمال وذلك في منطقة بعيد تثليث بقليل أسمها نجد بن سالم . وعند رحلته عبر هذه المناطق خصوصاً في الريف منها يقول : ( ص 776) " الأطفال هنا يبدون محبين للحياة وكذلك النساء الذين حيونا وكانت وجوههم ظاهرة إذ الحجاب في هذه المنطقة هو تناسق مع واقع الطبيعة والثقافة كما أرى أكثر من كونه شعوراً قيمياً ..." هنا تناقض واضح سواء من جون فيلبي او من صاحب الاقتباس فالاطفال يحبون الحياة سواء في طريب او محايل عسير او في نيو يورك او في ديس اباب اما الوجوه الظاهره فلا اعتقد ان جيش الاخوان الذي فتح كل المنطقة الجنوبية وكان معظمه من عبيدة خاصة ومن قحطان عامة يتركون وجوه النساء ظاهرة وهم الذين " يسدحون الرجل ويضعون الخنجر علر رقبته اذا لم يعرف اصول دينه" هنا اقتباس خاطيء او انه اقتباس لتمرير شيء ما يخفيه كاتب الموضوع خاصة عندما يقول: تناسق مع واقع الطبيعة والثقافة وانا اتساءل أي ثقافة في ذلك الوقت يبحث عنها هذا المزور . ثم يصف عبر رحلته كلما اتجه شرقاً يصف حال قرية بعيد تثليث " الناس في شمالي تثليث يعيشون حياة بائسة وغير سعيدة في هذه الصحراء الممتدة .." ان كان يقصد الفقر وسوء المعشة وقلة المياه فالحال هو هو لم يتغير حتى الآن وفي عصر العولمة وقمة التكنولوجيا ووفرة المال وهذا ما يعزز القول بان الريف في ضواحي تثليث لا يزال على ماهو عليه ولم تشمله مصطلحات السابقة يا كاتب الاقتباسات . وبالطبع احتوى كتاب جون فيلبي الكثير من الملاحظات والتدوينات الأنثربيولوجية القيمة جداً ولولا ضيق المجال لذكرت الكثير منها . والجزء الثالث من المصادر لا يكاد يبتعد كثيراً عما ذكر وخصوصاً بعض الأعداد القديمة لصحافيين أمريكيين ومنقبين و علماء آثار دونوا الكثير من ملاحظاتهم في مجلة ( عالم أرامكو) امتدت منذ الستينيات الهجرية إلى نهاية التسعينيات . حتى الآن لم نحصل على تعريف محدد لما يسميه الريف القحطاني كل ما ذكر هو اقتباس من كتب ولو غير الكاتب جملة " ريف قحطان" واقتبس ما كتبه هؤلاء الكتاب عن شهران او عسير لكان الموضوع متطابق. ( 3) تحليل للنصوص : بالطبع يمكننا الحديث عن هذا الريف من خلال الذاكرة كم عمر الكاتب ؟ وبمجرد الحديث إلى الكثير من كبار السن الذين مازالوا إلى يومنا هذا يتجهون كل يوم محدد في الأسبوع إلى الأسواق الشعبية حتى الاطفال في يومنا هذا يذهبون إلى الاسواق الشعبية بل ان الاماكن التي ذكرها فيلبي وهي طريب وجاش والمضه والصبيخة لا زالت تحتفظ بسوق اسبوعي يرتاده الرجال والنساء والاطفال بل وحتى البنقال والافغان أو من خلال زيارتهم وتدوين حديثهم عدا أن ذلك هو مدون بشكل تلقائي في ذاكرة الإنسان نتيجة التربية والمعرفة الدقيقة بهذا الأمر إلا أن مثل هذه الأمور لا تقبل من إنسان قد يراه آخرون أنه لا يمثل الحياد العلمي فعندها يكون مضطراً لأن ينقل من مصادر غير محايدة في هذه القضية . غير محايده اذن انتفى كلامك عن الذاكره وعن كبار السن هذا الريف تميز كما ذكرت المصادر بأنه أولاً مستقر وممارس لحياة الإنتاج لم يذكر اي من مصادرك هذا الكلام قصدي هذا الهراء وهذا يفرض نمطاً أنثربيولوجياً معيناً يكون فيه الإنسان متميزاً بصفات إنسانية كثيرة تميز شخصيته وتميز ذاته ومن أولها أنه إنسان "منتج" وهذا الإنتاج يفرض بدوره نطاقاً حياتياً معيناً يكون فيه الإنتاج لا " الريع" هو ما ينمي إقتصاده وبالتالي استقراره ثم علاقته مع المحيط وتفاعله معه ومن ناحية أخرى وكما نستقرأ من النقولات الأنثربيولوجية أعلاه سنجد أن هذا الريف تميز بثقافة البناء والسوق و"البلاد" و قوانين كثيرة مصاغة كي يتم التفاعل الإنساني في هذا المحيط بالإضافة إلى أن عملية الإنتاج ذاتها ونمطيتها وطبيعتها حتمت مشاركة المرأة في هذه الحياة ومساهمتها الند للند للرجل مما ساهم بدوره في صياغة علاقة إجتماعية متقبلة للمرأة ولدورها ومساهمتها في الإنتاج ومن ناحية أخرى حمت منظومة " القوانين" التي وإن لم يكن الوعي بأهمتيها كمفهوم حضاري ينبغي أن يطور أكثر إلا أن تلك القوانين وفرت الحماية والتفاعلية ما بين الإنسان والموارد والأرض والآخر . حشو كلام لا ينطبق على ريف قحطان بل ينطبق حتى على ريف الهند او هندوراس وقد يكون الكاتب وضح هنا مقصده وهو اقحام المرأة في الموضوع قد يكون يهدف إلى شيء يود دسه بين السطور. ومن ناحية أخرى تميز هذا الريف بكونه متسامحاً ومتقبلاً للآخر متى ما إلتزم بحزمة القوانين هل تقصد ريف النيبال أم ريف غينيا بيساو؟ ولذلك كان انضمام فرد إلى جماعة أو قبيلة أمراً متعارفاً عليه إذ أن هذا الشخص يعتبر إضافة قوية إلى عملية الإنتاج وأيضاً تحصيل قوة بشرية إضافية وتميز هذا الريف أيضاً بتجذر ثقافة "الحياة" ولذلك تنوعت فيه الفنون التراثية بدرجة كبيرة ولم تقتصر على لون واحد, لكن لعل أهم ملاحظة دونها كل أولئك الرحالة هم وصفهم للناس بالبساطة و"البهجة "على رغم الظروف الإقتصادية التي لك تكن بأحسن حال وخصوصاً أثناء زيارة فيلبي لأسباب يطول شرحها تاريخياً. ما هذا الاكتشاف الخطير ألم اقل لكم ان الكلام هنا يجوز ان يكون عن أي ريف وعن أي مجتمع. أي منطق يقبل هذا؟ أي عقل يقبل هذا؟ الحس القبلي كان موجوداً وموظفاً لكن "وظيفته" كان لغرض طبيعي و"حياتي" فالقبيلة عملت في هذا الريف كمؤسسة إجتماعية مبروك كل القبائل في العالم بهذا النمط حتى قبائل اقزام افريقيا البدائية. ضخمة بل نستطيع أن نقول أنها أطلقت نظام " التأمين" الله اكبر عليك حتى أبو جهل قبل الاسلام يجمع أوال قريش كما تجمعها صناديق القبائل حالياً وكما تفعل القبائل قبل مئة سنة وقبل خمسين وهكذا. ما الجديد لديك يا كاتب القص واللزق (كادت ان تكون خطأ مطبعي) مثلاً ربما قبل أن يسمع به الكثير بمعنى أن القبيلة كانت تتحمل بالتساوي على أفرادها كل ما قد يلحق بها إما بتجهيز المحاربين أو بالدفع لأي أضرار يتسبب بها أحد أفرادها تناقض آخر لا يزال هذا الامر معمول به عند قحطان وغيرهم هل زال بهذا الريف ؟؟؟؟؟؟؟ هراءءءءءءءء , من هنا سنجد أن القبيلة عملت في ذلك الحين كمؤسسة حياتية والغريب أن القبيلة في هذا الريف كانت الحاضن للحياة الثقافية والإجتماعية المتسامحة بل وعملت على تدعيمها وأيضاً حماية أفرادها عدا أن القبيلة في هذا الريف تلتزم تماماً بحدودها الجغرافية مع القبائل المجاورة شيء أكيد والا فالحرب ستقوم مرة أخرى . ما الجديد؟ وأيضاً تقتسم أراضي القبيلة بالتساوي بين أفرادها لا فرق بين الشيخ وغيره لا والف لا الشيخ يختلف قديماً وحديثاً ولو تساوى الشيخ والفرد لتغيرت موازين كثيرة هنا خانك التعبير. ولذلك لم تعرف إقطاعيات كبيرة بل كانت " البلاد" تقتسم بشكل متساوي بين أفراد الجماعة الواحدة ولعل مرد ذلك هو أنه لو حصل بعض الأفراد أو الأسر على أراضي أكبر فإنها لن تستطيع تشغيل هذه " البلاد" في عملية الإنتاج فاليد العاملة " الشقاي" - كما يطلق عليه - لم تتوافر في ذلك الزمان إلا في أوقات محددة من مواسم الحصاد . جهل تام فمن يملكون" البلاد" هم القلة قديماً وحديثاً. والشقاي" العماميل" على طول الموسم الزراعي صيفاً وشتاءً صحح معلوماتك يا كاتب الاقتباسات. (4) ما الذي حدث لهذا الريف ؟ بدأ هذا الريف يتحول بل وينقرض تدريجياً وبنسبة ربما تكون أسرع من غيره من الأرياف وهذا يحتم علينا أن نستقرأ هذه الظاهرة ونحذر منها لأنها أولاً ضارة بالإنسان كإنسان وضارة للمجتمع على العموم لأن هذا التحول - كما نرى - تحول سيئ نحو خيار ثقافي لا يتانسب أبداً وطبيعة هذا الإنسان وهويته وجذوره وأيضاً كون هذا التحول هو تردي إلى نسق يكون أبعد عن حقيقة هذا الإنسان مما يجعلنا نرى شخصيات " مزيفة" ثقافياً فلا هوية لها ولا معرفة دقيقة بمفردات ثقافتها مما يؤدي بدوره إلى وجود إزدواجيات في الشخصية الثقافية " Identity Crisis" وهذا الأمر بتنا نراه واضحاً جداً . قبيلة قحطان هي القبيلة الوحيدة في منطقة عسير والتي لها إمتداد قبلي في منطقة نجد عبر هجرة الجحادر المعروفون بقحاطين نجد من تثليث وقيل تهامة إلى جنوب نجد وقد كان لزاماً على هذه القبيلة أن تتأقلم مع الواقع الجغرافي والثقافي في المنطقة الجديدة وهذا بدوره شكل هوية مميزة وواضحة للجحادر ونسق ثقافي واضح مايزال إلى الآن حياً وقوياً ولأن حركة " التوحيد الوطني" إنطلقت من نجد وكذلك الآيديولوجية الدينية إصطبغت بالكامل بثقافة البلدات النجدية ( كما يصفها الدكتور عبدالرحمن الوابلي ) فقد كان للقبائل النجدية وخصوصاً البدوية المساهمة الأكبر في عملية التوحيد كون الآيديولوجيا الدينية تشرعن ثقافة هذه البيئة وتمنحها بريقاً خلاصياً آسراً مما أدى بدوره إلى حشد آيديولوجي رهيب ولم يعرف في الجزيرة العربية مثله منذ عهد القرامطة الذين كانوا عقائديين بدورهم . ونظراً للهزيمة الساحقة للآخر وخصوصاً الريف في عسير ولقيمه ولثقافته ولهويته ونظراً للإحلال الثقافي الذي كان شاملاً ومدعماً بأموال النفط حدث تغير سيسو-ثقافي رهيب بل ومفاصل مع قيمه النسقية الأصلية ومن هنا ضاعت أو فقدت هوية هذه الأرياف ودخلت في دور " تقمص" ثقافي مزور وشخصيات مزورة لم يتبق لديها من ثقافة الريف سوى مفردات " قبائلية" تناسب تلك القبائل البدوية في نجد وعقليات تناسب عقليات البلدات التي نشأت في ظل ثقافة الندرة وثقافة الحذر والإنكفاء على الذات والخوف من الفناء . وبالطبع هذا يؤدي بدوره إلى محاولة النظر إلى الهوية المندثرة لإسترداد الكرامة ولمحاولة التعريف بالذات سيما والآخر لم يعترف بهذا الريف " المتحول" ولم يعطه أي إحترام ولهذا نرى محاولات هنا وهناك لإسترداد الكثير من الصور التاريخية " العسكرية" محاولة لإثبات أننا نملك ذات الرصيد " العسكري" " الرجولي" لكن الإحباط كان أنه حتى هذا الرصيد العسكري لم يتم الإعتراف به بل تم وصمه " بالتزوير" ولهذا كان التحول لنمط القبيلة البدوية وذات مفرداتها الخالصة هو أحد السبل - كما يرى البعض - للتعريف بالذات وهذا أحد أسباب انتشار ظاهرة " المزايين" وخصوصاً لدى قبائل كثيرة لم يحفل تاريخها بالإبل وثقافة الناقة " والمغاتير " . لكن كان يوجد لدى ريف قحطان إتجاه آخر مضافاً إلى ما سبق وهو تفضيل خيار " إقحطان" على " قحطان " ... أي هو انتصار ساحق للبداوة على قيم الريف ومفرداته والسبب بالطبع هو كون هناك من " إقح طان" من يستطيع تعويضنا في هذا الزخم الثقافي الجديد وإعطاءنا هوية أخرى ولهذا نشأت ظاهرة جديدة وهي الزحف نحو " إقحطان" ومحاولة التلصق بالجحادر وتاريخهم تعويضاً عن هذا التحول الثقافي ولذلك أيضاً انتصرت الثقافة الصحراوية التي تزداد كلما اتجهنا شرقاً من هذا الريف حتى تصل إلى البداوة الخالصة في أقصى الشرق وبالطبع فهذا ليس عيباً في البداوة ذاتها إذ هي نمط تكيفي مع المعطى البيئي , لكن هذا " التلصق" يحاول الآن استكمال انقراض هذا الريف تماماً خصوصاً وأن الإنسان الريفي قد ترك هذا الريف وهاجر إلى ما يظنه " المدينة" وهي ليست كذلك فهي بالأصح " بداوة مجمدة" وثقافة بلدات تضخمت مئات المرات في المساحة لكنها لم تتضخم في الثقافة إذ ثقافتها هي ذاتها . ولذلك نجد تمظهرات عديدة لإنقراض هذا الريف ولعل من أهمها إندثار مفهوم القبيلة التي تعترف بالأرض وثقافة الأرض والحدود والبلاد والأسواق والحصون والوديان والخلجان والكظامات فتحولت إلى قبيلة " النسب فقط " وهذا النسب كان " موجهاً " أكثر منه مفهوم حقيقي فالبعض مثلاً يحاول " ضم" قبائل أو عوائل بني زيد إلى القبيلة والسبب أنهم مذحجيون مثلاً ! في حين أن شمران مذحجية الأصل بل إن قبائل " الحكمي" في جيزان مذحجية الأصل لو حاولنا تطبيق مفهوم " النسب" لكن لأن بني زيد نجديون ولأن الحكمي " جيازيين" سنجد فارقاً هائلاً في الفهم في هذا الموضوع وإزداوجية غريبة والعارفون بالقبيلة يعلمون تماماً أنها لم تقم فقط على عماد النسب بل قامت على ظروف تحالفية وجغرافية معينة فهي متصلة القرى والأراضي من بلاد رفيدة إلى بلاد الحباب . ومن ضمن التمظهرات أيضاً محاولة محو الشخصية الإنسانية لإنسان هذا الريف فمن يقارن مثلاً بين الشيبان الذين يقصدون أسواق أحد رفيدة وسراة عبيدة و ظهران الجنوب وسبت بني بشر ويقارنهم بمن لديه شارب كث و " جمس عبارتين" وشعر متدلي من الخلف سيعلم أن هناك تحولاً هائلاً حدث في هذا الريف . ومن ناحية أخرى نجد أن بعضاً من هذا الريف يعلم أدق التفاصيل عن تاريخ الجحادر ومعاركهم مع غيرهم من القبائل النجدية في حين لا يعلم شيئاً عن تاريخه هو وإن علم فإنه لا يعجبه بالقدر الكافي لكون هذا التاريخ مرتبط إرتباطاً مباشراً بتاريخ حضاري معين كانت فيه هذه القبيلة وبكل فخر أحد أعمدة هذه الأرض وساهمت في أدوار حضارية وتاريخية كبيرة في عهدي الدولة اليزيدية ومحاولات التحرر الوطني من القبضة التركية . ومن مظاهر هذا الإنقراض أيضاً ظاهرة " القلطة" حيث بدأ هذا اللون الشعبي والذي نحترمه بكل تأكيد كلون شعبي لقبائل معينة بدأ في الإنتشار وخصوصاً لدى القبائل القاطنة في أقصى الشمال الشرقي والتي لم تعرف هذا اللون تاريخياً لكن كتمظهر هام نرى أنهم بدأوا يعتنقون مثل هذا اللون والذي بدوره بدأ يزحف رويداً رويداً على " القزوعي" و" العرضة" و " الخطوة" و المداقيل الجميلة التي اشتهر بها هذا الريف . ومن ناحية أخرى نرى أحد المشايخ القبليين يهتم كثيراً بالإبل والنياق في دور تاريخي غريب جداً في حين أن والد جده والذي مات قبل 110 سنوات تقريباً كان " مديراً" لناحية قبيلته وممثلاً في البرلمان العثماني وكان مثقفاً بمقاييس تلك الأزمان . ولأن هذا الريف بدأ ينقرض كثيراً سنجد هناك تبرم كبير من عبئه فمن ضمن التمظهرات هو التبرم من مشيخة القبيلة لكونها مشيخة حضارية وبغض النظر عن مواقفها في ظروف تاريخية متغيرة إلا أنها على الدوام عملت متعالية على المفهوم النسقي لشيخ القبلية " الغازية" و " المغزوة" كما في الأدبيات البدوية بكونها مشيخة ذات بعد سياسي كبير ومساهم وعمل في مهام وطنية كثيرة ماضياً وحاضراً وهذا التبرم سببه كون هذه المشيخة تمثل العمق الحضاري لهذا الريف ولقيمه ولهويته ولتاريخه وسنجد بالمقابل محاولة للتلصق بمشخيات أخرى لا لسبب إلا لكونها من نجد مما يعني محاولة التبرؤ من هذا الريف والإلتصاق بالكاريزما النجدية الآسرة وهذا أكثر ما يحدث لمن نشأ وترى خارج الإقليم في عسير فمفهوم " إقحطان" عنده أكثر جاذبية بكثير من " قحطان " ولهذا قابلت بعضهم والذي يتحدث بلهجة معينة ويفهم أدق التفاصيل في نسق " إقحطان" في حين لو تسأله عن قريته وجماعته لا يعرف من هم ولا يعرف أي شيء عن ثقافة قرية ولا نظامها الإجتماعي والثقافي بل حتى أبسط الأسماء والأدوات والأعراف !! وفي ظل العهد الإنترنتي الحديث وإنتشار المنتديات سنجد مدى تغلغل ظاهرة إنقراض الريف فعندما ندخل مثل هذه المنتديات سنجد أن ثقافة " إقحطان" التي لا تمثل عددياً أكثر من 20% على أحسن الأحوال هي الثقافة السائدة هناك بل إنك لا ترى أي صورة للحصون والجبال والوديان والبلاد ولا للقط العسيري ولا للألبسة المميزة سواء في السراة أو تهامة بل ما تراه ما هو إلا صور للكثبان الرملية وللصقور على أن مهنة " الصقار" ومطاردي الصقور هي مهنة معيبة في هذا الريف !! ولذلك تعتبر مثل هذه المنتديات توضيح قوي وشاهد على إنقراض هذا الريف وتصحره . (5) ما هو الحل ؟ طبعاً لا يوجد حل شامل وكافِ لهذه الظاهرة إلا عبر الوعي وعبر نشر التاريخ ونشر مفردات الثقافة فالتحول النسقي الذي يحدث في هذا الريف يعقد أيضاً المسألة في كامل المنطقة لكون ريف قحطان بالذات من أكثر الأرياف تأثيراً ومخالطة لبقية الأرياف في المنطقة ولا تكاد تخلو قرية واحدة من علاقات اجتماعية كصداقة وزواج ونسب بالقبائل من الأرياف الأخرى في عسير وشهران وبللحمر وبني شهر وغيرهم ولذلك من الطريف أنك تجد أحد أبناء الريف العسيري يظن أن " القلطة" هي لعبة القحاطين !! . لكن لعل من المبشرات أن الإنسداد الإجتماعي الحاصل وأيضاً " الرفض" للتلصق بالآخر وتاريخه أدى للبعض للبحث مجدداً عن هذا الريف وما يجعلنا نتفاءل هو أن " الوعي" وتخلخل قيم الثقافة الحذرة هو في دوره عامل إيجابي يحتم البحث عن حلول أخرى أزعم أننا نمتلك الكثير منها لنقدمه لا لأنفسنا بل للوطن ككل . منقول |
(1)
مقدمة : من جملة الظواهر الأنثربيولوجية التي تستحق الدراسة هي ظاهرة إنقراض الريف في قبيلة قحطان حيث تغير هذا الريف بل وانحسر كثيراً مقارنة بغيره من الأرياف التي تعرضت لإحلال ثقافي وهجمات سيسو-ثقافية تغييرية أدت إلى تخلل هذا الريف بل وانحساره وتحول إنسانه إلى ما بات يعرف بالشخصية " السعودية!" وتعني في عمقها البنائي ذلك الإنسان الذي يتمظهر بمفردات الثقافة المركزية التي تشكلت في بيئة صحراوية ومستمدة من قيم الصحراء ومثلها , وأيضاً من قيم الإنغلاق الثقافي و قيم ثقافة الندرة التي ميزت تلك الجهات وخلقت ما أسماه الكاتب عبدالرحمن الوابلي " ثقافة البلدات" وهي ثقافة كما يصفها جون حبيب مؤلف كتاب ( الإخوان السعوديون في عقدين ) بثقافة " المباهج فيها قليلة وقائمة على الزهد والتقشف " وذلك في وصفه لواقع منطقة نجد إبان زيارته لها في الستينيات من القرن الهجري الماضي. لكن ما ميز الإنقراض الريفي في قبيلة قحطان أنه كان أكثر شراسة ( لأسباب سنتحدث عنها لاحقاً) وكان أيضاً خارجاً عن النسق السائد للإحلال الثقافي من زاوية كون هذا الإنقراض أدى إلى تحول ثقافي فيه عنف وفيه رمزية تمجد هذا التحول وتجعله أمراً محموداً وتصفه بمفردات ثقافية ليست من صميم تاريخ وهوية وثقافة وعمق وجذور هذا الريف والذي كان ومازال "بعضه" حاضراً وبقوة في نسقه المحلي وفي صيرورته وتاريخه و في إرتباطه. (2) ما هو ريف قبيلة قحطان ؟ ( لمحة أنثربيولوجية -تاريخية ) : لحسن الحظ وإن كان بإمكاننا الإعتماد كلية على " الذاكرة الشعبية" التي مازالت حية وغضة وطرية ومتواجدة في كل بيت وفي كل قرية وفي كل جماعة وفي كل فخذ و " بد" ( بكسر الباء) وفي كل قبيلة من أحد رفيدة إلى ظهران الجنوب بل وإلى راحة سنحان إلا أننا ووفاءاً للمنهج العلمي الذي نحاول أن نتبناه ونحلل من خلاله مثل هذه الظواهر فإنه ومن حسن الحظ تتوافر لدينا عدد من المصادر التاريخية " الأجنبية" - كيلا تتهم كما اتهمت بقيت مصادر التاريخ لدينا - وهذه المصادر غنية بالمعلومات والتفاصيل الأنثربيولوجية التي تهمنا في هذا الصدد وهي وإن كانت معلومات "وصفية" إلا أنها مهمة جداً من زاوية كوننا نستطيع فهمهما وتحليلها من خلال السياق الثقافي المحلي . من بين المصادر التي نعتمد عليها هنا ثلاثة مصادر : كتابات جون فيلبي في كتابه " المرتفعات العربية" و كتاب " عسير قبل الحرب العالمية الأولى" وكتابات متناثرة في مجلات وكتب رحلات عربية ككتاب " في بلاد عسير" . في صفحة 72 -73من كتاب ( عسيـر قبل الحرب العالمية الأولى ) يصف كينيهان كورناليس قبيلة قحطان بقوله : " قبائل قحطان في عسير هي رفيدة اليمن ( ويقصد رفيدة قحطان تمييزاً لها عن رفيدة عسير ) و بني بشر وسنحان الحباب وعبيدة ووادعة ( ليست من قبيلة قحطان !) وشريف وهم يعرفون على العموم بقبيلة قحطان ولهم ولاء لقائد مشترك لكنهم اتحاد قبلي غير مركز حيث تكون كل قبيلة اتحاداً لوحدها ولكل له طموحاته وأصدقائه وأعداؤه وله " مناطقه المحددة" " ثم يضيف " في أوقات السلم كل قبيلة تحتكم لنفسها ومع أن الشيخ بن دليم زعيم هذه القبائل يتدخل في أمور الإصلاح القبلي إلا أنه لا يتدخل كثيراً في كيفية إدارة هذه القبائل أمورها ..... وقد كان والد بن دليم هذا مديراً لناحية قحطان إلا أنه ثار على المتصرفية مما أدى بالأتراك أن يهاجموا الحرجة ويحرقوا قصره لكنهم في النهاية انسحبوا من ناحيته ولم يدخلوا تلك الناحية منذ ذلك الحين ...وبن دليم رجل شاب يبلغ الخامسة والثلاثين وغني بمقاييس هذه البلاد وله سمعة كبيرة كقائد في الحرب وكمدير لقبائله , والقبائل هنا بعيدة كثيراً عن قبائل قحطان الشمالية التي تمتد من غرب وادي الدواسر إلى الحوطة تقريباً لكن في أوقات الجفاف تتجه بعض القبائل الشمالية بإبلها وأغنامها إلى الجنوب بحثاً عن المرعى لكن هذه العلاقة تنتهي عند ذلك , وقبائل قحطان في عسير عدا بعض الأقسام البدوية تتميز بأدب التعامل وبالغنى والإهتمام بالتجارة أو الزراعة . .. " ثم يصف قبيلة رفيدة بقوله " مسالمون ومنخرطون في الزراعة أو التجارة " ويصف قبيلة عبيدة بقوله " من أشجع القبائل في قحطان وأكثرها ثراءاً وتكون قبيلة عبيدة في الحرب تحت راية بن دليم لكن في أوقات السلم يتبعون مشائخهم ... وعلاقة عبيدة بالقبائل الأخرى تتميز بالتسامح والكرم إلا أن الأقسام البدوية تكون صعبة المراس لكن لا يذكر أنهم نهابين !" ( ص 75) . ثم يتحدث عن سراة عبيدة بقوله " من أكبر أسواق جنوب عسير وتبعد حوالي السبعين ميلاً عن أبها والسراة تتكون من أكثر من 200 بيتاً مبنية من الحجر والطين المجفف .... وكثير من عبيدة منخرطون في التجارة وبعضهم يعيش بشكل كبير في رُجال وأبها والنماص كتجار وبعضهم لديهم علاقات تجارية في جدة. وهم ذوو طموح ليصبحوا أغنياء وقراهم كثيرة متعددة ومبنية بشكل محصن ... " ( ص 75-76) . واستطراداً فقد تحدث كورناليس عن بقية القبائل بنفس المفردات التي ذكرت سابقاً مع بعض التفاصيل الأنثربيولوجية التي تستحق الدراسة . وعندما ننتقل إلى عهد آخر وبعد 40 سنة تقريباً وذلك بعيد توحيد المملكة نجد أن جون أو عبدالله فيلبي ألف كتاباً بعنوان " المرتفعات العربية" وهو وإن كان كتاباً يتحدث عن وصف جغرافي وطبوغرافي للمنطقة إلا أنه ذكر الكثير من المعلومات الأنثربيولوجية المهمة وقد زار جهة من قبيلة قحطان يتغير فيها الريف عن ذاك الذي يمتد عبر جبال السروات إذ رحل فيلبي من خميس مشيط ثم اتجه لطريب والعرين والمضة وجاش ثم الصبيخة وتثليث ثم ذهب بعد ذلك بمحاذاة أقصى نهاية السفوح الشرقية إلى نجران وهنا دون أيضاً معلومات مهمة عن هذه الأجزاء التي كلما اتجهنا شرقاً كلما قل الريف وازدادت البداوة حتى تصل إلى نقطة أسماها جون فيلبي الحد الذي تبتدأ به نجد وهو كما يذكر نهاية الصخور الجرانيتية وبداية الرمال وذلك في منطقة بعيد تثليث بقليل أسمها نجد بن سالم . وعند رحلته عبر هذه المناطق خصوصاً في الريف منها يقول : ( ص 776) " الأطفال هنا يبدون محبين للحياة وكذلك النساء الذين حيونا وكانت وجوههم ظاهرة إذ الحجاب في هذه المنطقة هو تناسق مع واقع الطبيعة والثقافة كما أرى أكثر من كونه شعوراً قيمياً ..." ثم يصف عبر رحلته كلما اتجه شرقاً يصف حال قرية بعيد تثليث " الناس في شمالي تثليث يعيشون حياة بائسة وغير سعيدة في هذه الصحراء الممتدة .." وبالطبع احتوى كتاب جون فيلبي الكثير من الملاحظات والتدوينات الأنثربيولوجية القيمة جداً ولولا ضيق المجال لذكرت الكثير منها . والجزء الثالث من المصادر لا يكاد يبتعد كثيراً عما ذكر وخصوصاً بعض الأعداد القديمة لصحافيين أمريكيين ومنقبين و علماء آثار دونوا الكثير من ملاحظاتهم في مجلة ( عالم أرامكو) امتدت منذ الستينيات الهجرية إلى نهاية التسعينيات . ( 3) تحليل للنصوص : بالطبع يمكننا الحديث عن هذا الريف من خلال الذاكرة وبمجرد الحديث إلى الكثير من كبار السن الذين مازالوا إلى يومنا هذا يتجهون كل يوم محدد في الأسبوع إلى الأسواق الشعبية أو من خلال زيارتهم وتدوين حديثهم عدا أن ذلك هو مدون بشكل تلقائي في ذاكرة الإنسان نتيجة التربية والمعرفة الدقيقة بهذا الأمر إلا أن مثل هذه الأمور لا تقبل من إنسان قد يراه آخرون أنه لا يمثل الحياد العلمي فعندها يكون مضطراً لأن ينقل من مصادر غير محايدة في هذه القضية . هذا الريف تميز كما ذكرت المصادر بأنه أولاً مستقر وممارس لحياة الإنتاج وهذا يفرض نمطاً أنثربيولوجياً معيناً يكون فيه الإنسان متميزاً بصفات إنسانية كثيرة تميز شخصيته وتميز ذاته ومن أولها أنه إنسان "منتج" وهذا الإنتاج يفرض بدوره نطاقاً حياتياً معيناً يكون فيه الإنتاج لا " الريع" هو ما ينمي إقتصاده وبالتالي استقراره ثم علاقته مع المحيط وتفاعله معه ومن ناحية أخرى وكما نستقرأ من النقولات الأنثربيولوجية أعلاه سنجد أن هذا الريف تميز بثقافة البناء والسوق و"البلاد" و قوانين كثيرة مصاغة كي يتم التفاعل الإنساني في هذا المحيط بالإضافة إلى أن عملية الإنتاج ذاتها ونمطيتها وطبيعتها حتمت مشاركة المرأة في هذه الحياة ومساهمتها الند للند للرجل مما ساهم بدوره في صياغة علاقة إجتماعية متقبلة للمرأة ولدورها ومساهمتها في الإنتاج ومن ناحية أخرى حمت منظومة " القوانين" التي وإن لم يكن الوعي بأهمتيها كمفهوم حضاري ينبغي أن يطور أكثر إلا أن تلك القوانين وفرت الحماية والتفاعلية ما بين الإنسان والموارد والأرض والآخر . ومن ناحية أخرى تميز هذا الريف بكونه متسامحاً ومتقبلاً للآخر متى ما إلتزم بحزمة القوانين ولذلك كان انضمام فرد إلى جماعة أو قبيلة أمراً متعارفاً عليه إذ أن هذا الشخص يعتبر إضافة قوية إلى عملية الإنتاج وأيضاً تحصيل قوة بشرية إضافية وتميز هذا الريف أيضاً بتجذر ثقافة "الحياة" ولذلك تنوعت فيه الفنون التراثية بدرجة كبيرة ولم تقتصر على لون واحد, لكن لعل أهم ملاحظة دونها كل أولئك الرحالة هم وصفهم للناس بالبساطة و"البهجة "على رغم الظروف الإقتصادية التي لك تكن بأحسن حال وخصوصاً أثناء زيارة فيلبي لأسباب يطول شرحها تاريخياً. الحس القبلي كان موجوداً وموظفاً لكن "وظيفته" كان لغرض طبيعي و"حياتي" فالقبيلة عملت في هذا الريف كمؤسسة إجتماعية ضخمة بل نستطيع أن نقول أنها أطلقت نظام " التأمين" مثلاً ربما قبل أن يسمع به الكثير بمعنى أن القبيلة كانت تتحمل بالتساوي على أفرادها كل ما قد يلحق بها إما بتجهيز المحاربين أو بالدفع لأي أضرار يتسبب بها أحد أفرادها , من هنا سنجد أن القبيلة عملت في ذلك الحين كمؤسسة حياتية والغريب أن القبيلة في هذا الريف كانت الحاضن للحياة الثقافية والإجتماعية المتسامحة بل وعملت على تدعيمها وأيضاً حماية أفرادها عدا أن القبيلة في هذا الريف تلتزم تماماً بحدودها الجغرافية مع القبائل المجاورة وأيضاً تقتسم أراضي القبيلة بالتساوي بين أفرادها لا فرق بين الشيخ وغيره ولذلك لم تعرف إقطاعيات كبيرة بل كانت " البلاد" تقتسم بشكل متساوي بين أفراد الجماعة الواحدة ولعل مرد ذلك هو أنه لو حصل بعض الأفراد أو الأسر على أراضي أكبر فإنها لن تستطيع تشغيل هذه " البلاد" في عملية الإنتاج فاليد العاملة " الشقاي" - كما يطلق عليه - لم تتوافر في ذلك الزمان إلا في أوقات محددة من مواسم الحصاد . (4) ما الذي حدث لهذا الريف ؟ بدأ هذا الريف يتحول بل وينقرض تدريجياً وبنسبة ربما تكون أسرع من غيره من الأرياف هنا كلمة " ربما" بدلاً من كلمة " شرسه" التي استخدمها الكاتب سابقاً وبما أنه استخدم كلمة ربما هنا فقد اصبح غير متأكد مما يكتب فربما هنا تنفي التأكيد ويصبح الوضع قابل للتشكيك. وهذا يحتم علينا أن نستقرأ هذه الظاهرة ونحذر منها لأنها أولاً ضارة بالإنسان كإنسان وضارة للمجتمع على العموم لأن هذا التحول - كما نرى - تحول سيئ نحو خيار ثقافي لا يتانسب أبداً وطبيعة هذا الإنسان وهويته وجذوره أي تحول اي ثقافة تتحدث عنها قحطان هويتها واضحة قحطان تؤثر ولا تتأثر ما حصل في أقصى الجنوب هو حاصل في أقصى الشمال الموضوع لا يعني ريف قحطان او قحطان او القبيلة الفلانية او الجزء الجغرافي الفلاني يا مسكين أي ضرر تتكلم عنه هوية قحطان لم تتغير وإن كان هناك تغيير فهو للأحسن هويتنا هوية الوطن جذورنا هي جذور أصل العرب ابحث عن قبيلة أخرى لتطبق عليها ابحاثك العالمية. وأيضاً كون هذا التحول هو تردي إلى نسق يكون أبعد عن حقيقة هذا الإنسان مما يجعلنا نرى شخصيات " مزيفة" ثقافياً فلا هوية لها ولا معرفة دقيقة بمفردات ثقافتها مما يؤدي بدوره إلى وجود إزدواجيات في الشخصية الثقافية " Identity Crisis" وهذا الأمر بتنا نراه واضحاً جداً . فهم خاطيء واستنتاج في غير محله ثقافة قحطان هي الغالبة على غيرها بين القبائل صوتهم الأعلى في الإصلاح هم المقدمون في البلاغة هم الافصح كيف تجأ ان تقول لا هوية لهم ، والقحطاني حين يتحدث يعرف انه قحطاني بل يعرف من أي فروع قبيلة قحطان. قبيلة قحطان هي القبيلة الوحيدة في منطقة عسير والتي لها إمتداد قبلي في منطقة نجد عبر هجرة الجحادر المعروفون بقحاطين نجد من تثليث وقيل تهامة إلى جنوب نجد معلومات مغلوطة تثليث لم يعرف انه من عسير إلا بعد التقسيم الاداري الحديث وإلا فهي جزء من نجد هذا أولاً ثم أن الجحادر لم ينلوا نجد جميعهم ثم أن جزء من عبيدة نزل نجد مع الجحادر وبعدهم وقبلهم فالفهر وآل الجرو عرفوا وادي الرشا ونزلوه قبل غيرهم والمسارده وحماله نزلوا في نجد مع غيرهم وآل عايذ عبيدة نزلوا نجد قبل أن يعرفه غيرهم من قحطان الحالية ولم يسبقهم إليه إلا الضياغم من عبيدة. وبما ان معلوماتك مغلوطه فإن استنتاجاتك ستكون مغلوطة وقد كان لزاماً على هذه القبيلة أن تتأقلم مع الواقع الجغرافي والثقافي في المنطقة الجديدة وهذا بدوره شكل هوية مميزة وواضحة للجحادر ونسق ثقافي واضح مايزال إلى الآن حياً وقوياً ولأن حركة " التوحيد الوطني" إنطلقت من نجد وكذلك الآيديولوجية الدينية إصطبغت بالكامل بثقافة البلدات النجدية ( كما يصفها الدكتور عبدالرحمن الوابلي ) فقد كان للقبائل النجدية وخصوصاً البدوية المساهمة الأكبر في عملية التوحيد كون الآيديولوجيا الدينية تشرعن ثقافة هذه البيئة وتمنحها بريقاً خلاصياً آسراً مما أدى بدوره إلى حشد آيديولوجي رهيب ولم يعرف في الجزيرة العربية مثله منذ عهد القرامطة الذين كانوا عقائديين بدورهم . أبداً هوية العاطفي الذي ينزل مدينة الرين هي نفس هوية العاطفي في بلدة القيرة والفهري الذي ينزل في مدينة الجله هي نفس هوية الفهري الذي ينزل في الصبيخة ولا أجد أي فرق بين الجروي من أهل الفويلق وأهل الغضاة لا أدري من أين تأتي بهذه الخزعبلات ربعنا ونعرفهم جيداً ونظراً للهزيمة الساحقة للآخر وخصوصاً الريف في عسير في عسير اين ذهب ريف قحطان ولقيمه ولثقافته ولهويته ونظراً للإحلال الثقافي الذي كان شاملاً ومدعماً بأموال النفط أموال النفط الاخ/ عبدالباري عطوان على غفلة أي نفط واي ثقافة وأي بليلة او فول تتكلم عنه حدث تغير سيسو-ثقافي رهيب بل ومفاصل مع قيمه النسقية الأصلية أجزم أنك تكتب مالا تعي ومن هنا ضاعت أو فقدت هوية هذه الأرياف ودخلت في دور " تقمص" ثقافي مزور وشخصيات مزورة لم يتبق لديها من ثقافة الريف سوى مفردات " قبائلية" تناسب تلك القبائل البدوية في نجد وعقليات تناسب عقليات البلدات التي نشأت في ظل ثقافة الندرة وثقافة الحذر والإنكفاء على الذات والخوف من الفناء . لا أجد اي تقمص ثقافي فقبائل قحطان لا زالت تحتفظ بلهجاتها المحلية ومورثاتها الشعبية وإلى الآن لم نصل إلى ما تقوله مطلقاً فالبشري أو السنحاني أو الشريفي أو أهل السراة بشكل عام لا يمكن ان يتقمص لهجة النجدي أو حتى لهجة شرق قحطان والعكس أيضاً بل إن عبيدة أنفسهم لديهم تقسيمات تجعلهم مختلفين في اللهجة والمورث فاي تقمص ثقافي تصد واي تزوير وازدواجيه إن كنت تتحدث عن اللهجة السعودية الدارجة فكل ابناء الوطن يتكلمونها بل حتى دول الخليج وبعض الدول الشامية اصبحوا يجيدونها وليس في هذا مسخ للثقافة ولس في ضياع للهوية والموروث وبالطبع هذا يؤدي بدوره إلى محاولة النظر إلى الهوية المندثرة لإسترداد الكرامة استرداد الكرامه اعتقد انك تهذري وتقول مالا تعي لم تذهب كرامة أحد من قحطان ولست أنت ومنهم على شاكلك من يستطيعون زرع الحقد والبغضاء بين قبائل قحطان وباقي المجتمع السعودي اذا كانت بعض الاقلام وبعض المنتديات في عسير تروج لهذه الاقوال وتزرع الشك والريبة بين بعض القبائل وبين هذا الوطن ، فإن هذه الاقلام وما تزرع من حقد غير مرحب بها هنا وقحطان هي صاحبة السبق في فتح الجنوب وفي توحيد هذا الكيان ككل ولن تلتفت إلى هذه الاقلام النجسة. ولمحاولة التعريف بالذات سيما والآخر لم يعترف بهذا الريف " المتحول" ولم يعطه أي إحترام ولهذا نرى محاولات هنا وهناك لإسترداد الكثير من الصور التاريخية " العسكرية" محاولة لإثبات أننا نملك ذات الرصيد " العسكري" " الرجولي" لكن الإحباط كان أنه حتى هذا الرصيد العسكري لم يتم الإعتراف به بل تم وصمه " بالتزوير" ولهذا كان التحول لنمط القبيلة البدوية وذات مفرداتها الخالصة هو أحد السبل - كما يرى البعض - للتعريف بالذات وهذا أحد أسباب انتشار ظاهرة " المزايين" وخصوصاً لدى قبائل كثيرة لم يحفل تاريخها بالإبل وثقافة الناقة " والمغاتير " . هنا بدأت ملامح ما تصبو إليه وهي التفرقة بين قحطان جنوبيها ونجديها بين حضريها وبدويها وقد كان المزاين كالقشة التي قصمت ظهر البعير فقد كنت انت واشكالك من الحاقدين تراهنون على فشل المزاين وعدم نجاحه وعدم تكاتف قحطان وفروعا فأراد الله ان يظهركم على حقائقكم أما قولك ان قبائل كثيرة لم يحفل تاريخها بالإبل فكل فخذ وكل " بد" من قحطان من تهامة حتى السراة حتى نجد حتى الخليج ولها وسمها الخاص الذي تفتخر به حتى الفروع التي تحضرت وتركت البداوة لها وسمها ولها إبلها المعروفة ولعل أكبر دليل على ذلك القبائل التي تقطن السراة . لكن كان يوجد لدى ريف قحطان إتجاه آخر مضافاً إلى ما سبق وهو تفضيل خيار " إقحطان" على " قحطان " ... أي هو انتصار ساحق للبداوة على قيم الريف ومفرداته والسبب بالطبع هو كون هناك من " إقح طان" من يستطيع تعويضنا في هذا الزخم الثقافي الجديد وإعطاءنا هوية أخرى ولهذا نشأت ظاهرة جديدة وهي الزحف نحو " إقحطان" ومحاولة التلصق بالجحادر وتاريخهم تعويضاً عن هذا التحول الثقافي ولذلك أيضاً انتصرت الثقافة الصحراوية التي تزداد كلما اتجهنا شرقاً من هذا الريف حتى تصل إلى البداوة الخالصة في أقصى الشرق وبالطبع فهذا ليس عيباً في البداوة ذاتها إذ هي نمط تكيفي مع المعطى البيئي , لكن هذا " التلصق" يحاول الآن استكمال انقراض هذا الريف تماماً خصوصاً وأن الإنسان الريفي قد ترك هذا الريف وهاجر إلى ما يظنه " المدينة" وهي ليست كذلك فهي بالأصح " بداوة مجمدة" وثقافة بلدات تضخمت مئات المرات في المساحة لكنها لم تتضخم في الثقافة إذ ثقافتها هي ذاتها . اتضحت رؤيتك الآن وزادت قناعتي بأن تحاول ان تثير البلبة بين قحطان قحطان وإقحطان كل منهم يفتخر بثقافته وجغرافيته وكل منهم له لهجته وموروثه والتحول إلى " نجد" ليس مقصور على قبيلة واحدة فقط فحتى الدول اتجهت إلى هناك. وبمناسبة البداوة الخالصة أحب ان الفت نظرك إلى أن البدو في محيط المدن الجنوبية أكثر بكثير من بادية نجد . ولذلك نجد تمظهرات عديدة لإنقراض هذا الريف ولعل من أهمها إندثار مفهوم القبيلة التي تعترف بالأرض وثقافة الأرض والحدود والبلاد والأسواق والحصون والوديان والخلجان والكظامات فتحولت إلى قبيلة " النسب فقط " فهم قاصر لما هو على أرض الواقع احمد الله انني في الجنوب واعرف ربعي وإلا كنت شكيت في الأمر. وهذا النسب كان " موجهاً " أكثر منه مفهوم حقيقي فالبعض مثلاً يحاول " ضم" قبائل أو عوائل بني زيد إلى القبيلة والسبب أنهم مذحجيون مثلاً ! معلومة خاطئة كبقية معلوماتك المغلوطة بنو زيد من قضاعة وليسوا من مذحج. في حين أن شمران مذحجية الأصل نعم ولكن البعد الجغرافي والتحالف القبلي يبعد ما تقربه الانساب فقبيلة عبده الشمرية هي أقرب إلى عبيدة فهل يعني ان اقف بجانب عبده إذا اعتدت على الحادر؟ بالطبع لا . فالجحادر اقرب حالياً من عبده التي هي اقرب نسباً . بل إن قبائل " الحكمي" في جيزان مذحجية الأصل هم ابناء الحكم بن سع العشيرة ويسري عليهم ما يسري على شمران سابقاً. لو حاولنا تطبيق مفهوم " النسب" لكن لأن بني زيد نجديون ولأن الحكمي " جيازيين" سنجد فارقاً هائلاً في الفهم في هذا الموضوع وإزداوجية غريبة والعارفون بالقبيلة يعلمون تماماً أنها لم تقم فقط على عماد النسب بل قامت على ظروف تحالفية وجغرافية معينة فهي متصلة القرى والأراضي من بلاد رفيدة إلى بلاد الحباب . كلامك مردود عليك فلم تدخل قبيلة بني زيد في قحطان المعاصرة ابداً وبنو زيد مثلها مثل غيرها من القبائل التي تنتسب إلى قحطان الأعلى فقط. ومن ضمن التمظهرات أيضاً محاولة محو الشخصية الإنسانية لإنسان هذا الريف فمن يقارن مثلاً بين الشيبان الذين يقصدون أسواق أحد رفيدة وسراة عبيدة و ظهران الجنوب وسبت بني بشر ويقارنهم بمن لديه شارب كث و " جمس عبارتين" وشعر متدلي من الخلف سيعلم أن هناك تحولاً هائلاً حدث في هذا الريف . مثال أجوف حتى نوع السيارة لا يود منها في المملكة إلا ما يعد على الاصابع والشوارب الكثة في كل مكان بل كانت شعار لبعض الشخصيات في السراة وفي احد رفيدة. ومن ناحية أخرى نجد أن بعضاً من هذا الريف يعلم أدق التفاصيل عن تاريخ الجحادر ومعاركهم مع غيرهم من القبائل النجدية في حين لا يعلم شيئاً عن تاريخه هو وإن علم فإنه لا يعجبه بالقدر الكافي لكون هذا التاريخ مرتبط إرتباطاً مباشراً بتاريخ حضاري معين كانت فيه هذه القبيلة وبكل فخر أحد أعمدة هذه الأرض وساهمت في أدوار حضارية وتاريخية كبيرة في عهدي الدولة اليزيدية ومحاولات التحرر الوطني من القبضة التركية . بدأت المعالم تتضح أكثر خاصة بعد ان ذكرت الدولة اليزيدية . ألم اقل لك بأنك زارع فتنة وانكم تكنون الكره لقبائل قحطان وخاصة باديتها بسب فتح ابها ومعركة حجلا واسر حسن بن عايض وخفره إلى الرياض مع بواسطة مجموعة من فرسان الفهر . يقول المثل: طولة العبيدي طولة لي، وهو مثل قاله جحدري ، فهل يعني ان الجحادر تركوا عزتهم وفخرهم بعد هذا المثل لا وألف لا وكذلك قحطان عندما يعددون مفاخر الجحادر او بادية قحطان قهذا لا يعني عدم افتخارهم بأنفسهم او ترك تاريخهم ونسيانه وإهماله. اما التحرر من القبضة التركية فقد كان في كل ارجاء الجزيرة العربية يامسكين فالثوار العرب كانوا من اقصى الجنوب إلى أقصى الشمال حتى في أكبر معاقل الاتراك وهي مكة والمدينة. ثم ماذا تقصد بالتحرر الوطني اي وطن تتكلم عنه بعد ان اتضحت توجهاتك بكل تأكيد تقصد الوطن اليزيدي"دولة آل عايض" لقد مر علينا هنا اسماء من قبل تردد مثل هذه الخزعبلات. ومن مظاهر هذا الإنقراض أيضاً ظاهرة " القلطة" حيث بدأ هذا اللون الشعبي والذي نحترمه بكل تأكيد كلون شعبي لقبائل معينة بدأ في الإنتشار وخصوصاً لدى القبائل القاطنة في أقصى الشمال الشرقي والتي لم تعرف هذا اللون تاريخياً لكن كتمظهر هام نرى أنهم بدأوا يعتنقون مثل هذا اللون والذي بدوره بدأ يزحف رويداً رويداً على " القزوعي" و" العرضة" و " الخطوة" و المداقيل الجميلة التي اشتهر بها هذا الريف . القلطة ليست قحطانية مطلقاً لا في الجنوب ولا في نجد وبهذا يجب عليك الاستدلال بشيء آخر. أما القزوعي فهو في الصل من نجران واليمن وظهران الجنوب"وادعه" فهو ايضاً ليس من موروث قحطان. العرضة والخطوة لقبيلة عسير ورجال الحجر وليست لقحطان في الاصل والقلطة ايضاً لون شعبي نسائي عسيري وبهذا فالقلطة والخطوة والقزوعي والعرضة كلها تأثرت بها قحطان من جيرانها في نجد والجنوب اذا هي ليست لنا بمرورث حتى نندم على فقدها او التأثر بها. بقيت " المداقيل" ولا تعرف الا في الجنوب وقد بدأت بعض القبائل النجدية بالتأثر بها وبهذا اصبح تأثير ثقافة الجنوب على نجد هنا أكبر وهو دحر لحجتك واستنباطاتك. ومن ناحية أخرى نرى أحد المشايخ القبليين يهتم كثيراً بالإبل والنياق في دور تاريخي غريب جداً في حين أن والد جده والذي مات قبل 110 سنوات تقريباً كان " مديراً" لناحية قبيلته وممثلاً في البرلمان العثماني وكان مثقفاً بمقاييس تلك الأزمان . ان كنت تقصد من شيوخ قحطان فاتحداك وامام كل قاريء ولأن هذا الريف بدأ ينقرض كثيراً سنجد هناك تبرم كبير من عبئه فمن ضمن التمظهرات هو التبرم من مشيخة القبيلة لكونها مشيخة حضارية وبغض النظر عن مواقفها في ظروف تاريخية متغيرة إلا أنها على الدوام عملت متعالية على المفهوم النسقي لشيخ القبلية " الغازية" و " المغزوة" كما في الأدبيات البدوية بكونها مشيخة ذات بعد سياسي كبير ومساهم وعمل في مهام وطنية كثيرة ماضياً وحاضراً وهذا التبرم سببه كون هذه المشيخة تمثل العمق الحضاري لهذا الريف ولقيمه ولهويته ولتاريخه وسنجد بالمقابل محاولة للتلصق بمشخيات أخرى لا لسبب إلا لكونها من نجد مما يعني محاولة التبرؤ من هذا الريف والإلتصاق بالكاريزما النجدية الآسرة وهذا أكثر ما يحدث لمن نشأ وترى خارج الإقليم في عسير فمفهوم " إقحطان" عنده أكثر جاذبية بكثير من " قحطان " ولهذا قابلت بعضهم والذي يتحدث بلهجة معينة ويفهم أدق التفاصيل في نسق " إقحطان" في حين لو تسأله عن قريته وجماعته لا يعرف من هم ولا يعرف أي شيء عن ثقافة قرية ولا نظامها الإجتماعي والثقافي بل حتى أبسط الأسماء والأدوات والأعراف !! قد يكون ذلك ولكنهم قلة وهم في الغالب يحبون المهايطة ولو سألت أقرب قحطاني ممن لهم دراية بقحطان لعدد لك كل هذه الاسماء التي انت تحوم حولها. وبهذا يكونون قلة والقلة ليست بعبرة. أما باقي الكلام الذي سردته عن المشيخة فينم عن خواء فكري من صاحب الموضوع. وفي ظل العهد الإنترنتي الحديث وإنتشار المنتديات سنجد مدى تغلغل ظاهرة إنقراض الريف فعندما ندخل مثل هذه المنتديات سنجد أن ثقافة " إقحطان" التي لا تمثل عددياً أكثر من 20% على أحسن الأحوال هي الثقافة السائدة هناك بل إنك لا ترى أي صورة للحصون والجبال والوديان والبلاد ولا للقط العسيري ولا للألبسة المميزة سواء في السراة أو تهامة بل ما تراه ما هو إلا صور للكثبان الرملية وللصقور على أن مهنة " الصقار" ومطاردي الصقور هي مهنة معيبة في هذا الريف !! نعم هذا ذنب اهل الوديان وأهل " اللقط" فهم لم يعرفوا الانترنت الا بعد أهل نجد فكل مواقع قحطان الرئيسية اسسها نجديون. وكلامك الآن يبدو مردوداً عليك فقد كثرت مواقع " اللقط العسيري" والجبال والوديان واصبحت اكثر من أن تحصى بل ان موضوعك هذا نشر فيها كلها باسم " صبي السراة " أما كون الصيد بالصقور مهنة معيبة في هذا الريف فقد كذبت ورب االبيت ولا أعرف قحطانياً واحداً يستعيبها ولذلك تعتبر مثل هذه المنتديات توضيح قوي وشاهد على إنقراض هذا الريف وتصحره . اذا كانت المنتديات دليل على انقراض الريف وتصحره فأبشرك بانها أصبحت الآن دليل على انقراض الصحراء وتريفه فقد اصبحح عددها بالعشرات وهنيئاً لك بها فهي فعلاً " متصحرة ثقافياً وأخلاقياً" بالضبط كتصحر موضوعك هذا. (5) ما هو الحل ؟ الحل ان يحجر عليك وعلى منهم على شاكلتك وان توضع في زريبة في ريف من ارياف الامواه لمدة سنة حتى تعرف الفرق بين الريف والتصحر طبعاً لا يوجد حل شامل وكافِ لهذه الظاهرة إلا عبر الوعي وعبر نشر التاريخ ونشر مفردات الثقافة فالتحول النسقي الذي يحدث في هذا الريف يعقد أيضاً المسألة في كامل المنطقة لكون ريف قحطان بالذات من أكثر الأرياف تأثيراً ومخالطة لبقية الأرياف في المنطقة ولا تكاد تخلو قرية واحدة من علاقات اجتماعية كصداقة وزواج ونسب بالقبائل من الأرياف الأخرى في عسير وشهران وبللحمر وبني شهر وغيرهم ولذلك من الطريف أنك تجد أحد أبناء الريف العسيري يظن أن " القلطة" هي لعبة القحاطين !! . لا يهمنا اذا كانت ثقافتهم ناقصة لكن لعل من المبشرات أن الإنسداد الإجتماعي الحاصل وأيضاً " الرفض" للتلصق بالآخر وتاريخه أدى للبعض للبحث مجدداً عن هذا الريف وما يجعلنا نتفاءل هو أن " الوعي" وتخلخل قيم الثقافة الحذرة هو في دوره عامل إيجابي يحتم البحث عن حلول أخرى أزعم أننا نمتلك الكثير منها لنقدمه لا لأنفسنا بل للوطن ككل . لا اعتقد انك تبحث عن شيء للوطن بقدر ما انت تبحث عن شيء للوطن "اليزيدي " العسيري ان صح التعبير ولا استطيع القول الا اذهب بعيداً عنا غير مأسوف عليك فقحطان أكبر من أن تثير بين افرادها مثل هذه الأقوال المشينة وأن تثير بين افرادها البلبلة والحقد والبغضاء. منقول |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
تعليمات المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
معلقة أمروء القيس.. مع شرحها.. والتعريف بالشاعر | عبدالله الوهابي | مجلس عذب الكلام | 15 | 17-03-2012 07:26 PM |
الامير خالد بن طلال يطالب بحجر اموال الوليد ومنعه من السفر | مرعي بن دواس الحبابي | المجلس الـــــعــــــــام | 7 | 29-06-2009 11:45 PM |
طريقه تجميع الكمبيوتر من البدايه الى النهايه وحتى التشغيل | عبدالله السحيمي | مجلس برامج الكمبيوتر و الأنترنت | 11 | 27-09-2007 06:53 PM |
ناصر أحمد البحري - أبو جندل (الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن) -1- | طارق القويفل | المجلس الـــــعــــــــام | 16 | 15-09-2007 01:39 PM |