رد : من ذكريات الشيخ علي الطنطاوي
أخي العزيز أبو ريم جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الرائع الذي قلبت به المواجع
عن ذكرى أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
ومهما كانت الردود وبلغت الكلمات لن نستطيع أن نوفي الشيخ حقه
وأحب أن أضيف على مشاركتي عن مقتل (ابنته) بنان الطنطاوي رحمها الله ...
مقتل بنان الطنطاوي
يصف الشيخ علي الطنطاوي مقتل أبنته في مذكراته :
((إن كل أب يحب أولاده، ولكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حبي بناتي... ما صدقت إلى الآن وقد مر على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة وأنا لا أصدق بعقلي الباطن أنها ماتت، إنني أغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف، أنها ستعلمني على عادتها بأنها بخير لأطمئن عليها، تكلمني مستعجلة، ترصّف ألفاظها رصفاً، مستعجلة دائما كأنها تحس أن الردى لن يبطئ عنها، وأن هذا المجرم، هذا النذل .... هذا .......يا أسفي ، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله، ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها ، ثم اقتحم عليها على امرأة وحيدة في دارها فضربها ضرب الجبان والجبان إذا ضرب أوجع ، أطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها وفي وجهها ، ما هربت حتى تقع في ظهرها كأن فيها بقية من أعراق أجدادها))
وهنا لتعرف حقيقة الحب لدى الشيخ علي الطنطاوي..
حقيقة الحب لدى الشيخ علي الطنطاوي
يستطيع أن يمحو من النفس صورة المجد والجاه ، والفضيلة والرذيلة ، والطموح والحسد ، ولكن لايمحوه شىء 0الحب أحجية الوجود،ليس في الناس من لم يعرف الحب،وليس فيهم من عرف ماهو الحب الحب مشكلة العقل التى لاتحل ولكنه حقيقة القلب الكبرى0 الحب اضعف مخلوق واقواه، يختبىء في النظره الخاطفه من العين الفاتنه وفى الرجفه الخفيفه من الاغنيه الشجيه، والبسمه المومضه من الثغر ثم يظهر للوجود عظيما جباراً،فيبنى الحياه ويهدمها ويقيم العروش ويثلها،ويفعل في الناس والدنيا الافعايل من حرم الكلام في الحب ؟!! ما في الحب شيء !! ولا على المحبين من سبيل !! إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه ، أو يضيع خلقه ، أو يهدم رجولته ، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم .. ما أشقى المحبين! يمشون كما يمشي الناس ويأكلون كما يأكلون, ولكنهم يعيشون في دنيا لا يعرفها الناس ولا يصلون إليها, تضيق الدنيا بالمحب إذا جفاه محبوبه, حتى ليكاد يختنق فيها على سعتها, ويجد في العش الضيق الذي يلجأ إليه مع محبوبه دنيا واسعة, ويتألم المحب في اللذائذ إذا لم يذقها معه من يحب .. والطبيعة الجميلة سواد في عين المحب قاتم إذا لم تنرها مقلتا المحبوب .. هذا هو الحب .. ثوب براق تحمله المرأة وتمشي حتى تلقى رجلاً فتخلعه عليه فتراه به أجمل الناس ، وتحسب أنه هو الذي كانت تبصر صورته من فرج الأحلام وتراها من ثنايا الأماني .... مصباح في يد الرجل ، يوجهه إلى أول امرأة يلقاها فيراها مشرقة الوجه بين نساء لا تشرق بالنور وجوههن ، فيحسبها خلقت من النور وخلقن من طين فلا يطلب غيرها ولا يهيم بسواها ، لا يدري أنه هو الذي أضاء محياها بمصباح حبه .. خدعة ضخمة من خدع الحياة ، خفيت عن المحبين كلهم من عهد آدم إلى هذا اليوم .. هذه هي حقيقة الحب .. فلا تسمع ما يهذي به المحبون!..
__________________
اللـهـم
اصلـح لي ديـني الذي هـو عصمـة أمـري
واصلح لي دنيـاي الـتي فيـهـا معــاشــي
واصلح لي آخرتي الـتي فيـها مـعـــادي
واجـعل الحيـاة زيـادة لي في كـل خــيــر
واجـعل المــوت راحــة لي مـن كـل شـــر
ازا مر زمان ولم تروني ,,, فهذه رعصاتي على الكيبورد فتذكروني