نونية القحطاني من بلاد الاندلس ايام الفتوحات الاسلامية
نونية القحطاني
تأليف
الإمام
"أبي محمد الأندلسي القحطاني"
وعمرها اكثر من الف سنه ايام الفتوحات الاسلامية
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا منزل الآيات والفرقان = بيني وبينك حرمة القرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى = واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري وأقض مآربي = وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي = واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي = واربح به بيعي بلا خسراني
طهر به قلبي وصف سريرتي = أجمل به ذكري واعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي= كثر به ورعي واحي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي = أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي = واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صورتني وخلقتني = وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني = وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني= من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني= وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني= وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة = والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا = وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا = حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي = لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي = ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي = وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها = بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم = مالي بشكر أقلهن يدان
فوحق حكمتك التي آتيتني = حتى شددت بنورها برهاني
لئن اجتبتني من رضاك معونة = حتى تقوي أيدها إيماني
لأسبحنك بكرة وعشية = ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأذكرنك قائما أو قاعدا = ولأشكرنك سائر الأحيان
ولأكتمن عن البرية خلتي = ولاشكون إليك جهد زماني
ولأقصدنك في جميع حوائجي = من دون قصد فلانة وفلان
ولأحسمن عن الأنام مطامعي = بحسام يأس لم تشبه بناني
ولأجعلن رضاك أكبر همتي = ولاضربن من الهوى شيطاني
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى = ولأقبضن عن الفجور عناني
ولأمنعن النفس عن شهواتها = ولأجعلن الزهد من أعواني
ولأتلون حروف وحيك في الدجى = ولأحرقن بنوره شيطاني
أنت الذي يا رب قلت حروفه = ووصفته بالوعظ والتبيان
ونظمته ببلاغة أزلية = تكييفها يخفى على الأذهان
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه = من قبل خلق الخلق في أزمان
فالله ربي لم يزل متكلما = حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده = موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا = جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا = قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه = صدقا بلا كذب ولا بهتان
لسنا نشبه صوته بكلامنا = إذ ليس يدرك وصفه بعيان
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته = أبدا ولا يحويه قطر مكان
وهو المحيط بكل شيء علمه = من غير إغفال ولا نسيان
من ذا يكيف ذاته وصفاته = وهو القديم مكون الأكوان
سبحانه ملكا على العرش استوى = وحوى جميع الملك والسلطان
وكلامه القرآن أنزل آيه = وحيا على المبعوث من عدنان
صلى عليه الله خير صلاته = ما لاح في فلكيهما القمران
هو جاء بالقرآن من عند الذي = لا تعتريه نوائب الحدثان
تنزيل رب العالمين ووحيه = بشهادة الأحبار والرهبان
وكلام ربي لا يجيء بمثله = أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها = ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه = ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورة أو آية = فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكن = رب البرية وليقل سبحاني
فإذا تناقض نظمه فليلبسن = ثوب النقيصة صاغرا بهوان
أو فليقر بأنه تنزيل من = سماه في نص الكتاب مثاني
لا ريب فيه بأنه تنزيله = وبداية التنزيل في رمضان
الله فصله وأحكم آيه = وتلاه تنزيلا بلا ألحان
هو قوله وكلامه وخطابه = بفصاحة وبلاغة وبيان
هو حكمه هو علمه هو نوره = وصراطه الهادي إلى الرضوان
جمع العلوم دقيقها وجليلها = فيه يصول العالم الرباني
قصص على خير البرية قصة = ربي فأحسن أيما إحسان
وأبان فيه حلاله وحرامه = ونهى عن الآثام والعصيان
من قال إن الله خالق قوله = فقد استحل عبادة الأوثان
من قال فيه عبارة وحكاية = فغدا يجرع من حميم آن
من قال إن حروفه مخلوقة = فالعنه ثم اهجره كل أوان
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا = إلا بعبسة مالك الغضبان
والوقف في القرآن خبث باطل = وخداع كل مذبذب حيران
قل غير مخلوق كلام إلهنا = واعجل ولا تك في الإجابة واني
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله = والقائلون بخلقه شكلان
وتجنب اللفظين إن كليهما = ومقال جهم عندنا سيان
يأيها السني خذ بوصيتي = واخصص بذلك جملة الإخوان
واقبل وصية مشفق متودد = واسمع بفهم حاضر يقظان
كن في أمورك كلها متوسطا = عدلا بلا نقص ولا رجحان
واعلم بأن الله رب واحد = متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية = والآخر المفني وليس بفان
وكلامه صفة له وجلالة = منه بلا أمد ولا حدثان
ركن الديانة أن تصدق بالقضا = لا خير في بيت بلا أركان
الله قد علم السعادة والشقا = وهما ومنزلتاهما ضدان
لا يملك العبد الضعيف لنفسه = رشدا ولا يقدر على خذلان
سبحان من يجري الأمور بحكمة = في الخلق بالأرزاق والحرمان
نفذت مشيئته بسابق علمه = في خلقه عدلا بلا عدوان
والكل في أم الكتاب مسطر = من غير إغفال ولا نقصان
فاقصد هديت ولا تكن متغاليا = إن القدور تفور بالغليان
دن بالشريعة والكتاب كليهما = فكلاهما للدين واسطتان
وكذا الشريعة والكتاب كلاهما = بجميع ما تأتيه محتفظان
ولكل عبد حافظان لكل ما = يقع الجزاء عليه مخلوقان
أمرا بكتب كلامه وفعاله = وهما لأمر الله مؤتمران
والله صدق وعده ووعيده = مما يعاين شخصه العينان
والله أكبر أن تحد صفاته = أو أن يقاس بجملة الأعيان
وحياتنا في القبر بعد مماتنا = حقا ويسألنا به الملكان
والقبر صح نعيمه وعذابه = وكلاهما للناس مدخران
والبعث بعد الموت وعد صادق = بإعادة الأرواح في الأبدان
وصراطنا حق وحوض نبينا = صدق له عدد النجوم أواني
يسقى بها السني أعذب شربة = ويذاد كل مخالف فتان
وكذلك الأعمال يومئذ ترى = موضوعة في كفة الميزان
والكتب يومئذ تطاير في الورى = بشمائل الأيدي وبالأيمان
والله يومئذ يجيء لعرضنا = مع أنه في كل وقت داني
والأشعري يقول يأتي أمره = ويعيب وصف الله بالإتيان
والله في القرآن أخبر أنه = يأتي بغير تنقل وتدان
وعليه عرض الخلق يوم معادهم = للحكم كي يتناصف الخصمان
والله يومئذ نراه كما نرى = قمرا بدا للست بعد ثمان
يوم القيامة لو علمت بهوله = لفررت من أهل ومن أوطان
يوم تشققت السماء لهوله = وتشيب فيه مفارق الولدان
يوم عبوس قمطرير شره = في الخلق منتشر عظيم الشان
والجنة العليا ونار جهنم = داران للخصمين دائمتان
يوم يجيء المتقون لربهم = وفدا على نجب من العقيان
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى = يتلمظون تلمظ العطشان
ودخول بعض المسلمين جهنما = بكبائر الآثام والطغيان
والله يرحمهم بصحة عقدهم = ويبدلوا من خوفهم بأمان
وشفيعهم عند الخروج محمد = وطهورهم في شاطئ الحيوان
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا = جنات عدن وهي خير جنان
فالله يجمعنا وإياهم بها = من غير تعذيب وغير هوان
وإذا دعيت إلى أداء فريضة = فانشط ولا تك في الإجابة واني
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها = فلهن عند الله أعظم شان
لا تمنعن زكاة مالك ظالما = فصلاتنا وزكاتنا أختان
والوتر بعد الفرض آكد سنة = والجمعة الزهراء والعيدان
مع كل بر صلها أو فاجر = ما لم يكن في دينه بمشان
وصيامنا رمضان فرض واجب = وقيامنا المسنون في رمضان
صلى النبي به ثلاثا رغبة = وروى الجماعة أنها ثنتان
إن التراوح راحة في ليلة = ونشاط كل عويجز كسلان
والله ما جعل التراوح منكرا = إلا المجوس وشيعة الصلبان
والحج مفترض عليك وشرطه = أمن الطريق وصحة الأبدان
كبر هديت على الجنائز أربعا = واسأل لها بالعفو والغفران
إن الصلاة على الجنائز عندنا = فرض الكفاية لا على الأعيان
إن الأهلة للأنام مواقت = وبها يقوم حساب كل زمان
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى = شخص الهلال من الورى إثنان
متثبتان على الذي يريانه = حران في نقليهما ثقتان
لا تقصدن ليوم شك عامدا = فتصومه وتقول من رمضان
لا تعتقد دين الروافض إنهم = أهل المحال وحزبة الشيطان
جعلوا الشهور على قياس حسابهم = ولربما كملا لنا شهران
ولربما نقص الذي هو عندهم = واف وأوفى صاحب النقصان
إن الروافض شر من وطئ الحصى = من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه = ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه = جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه = روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد = بأبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى = وهما بدين الله قائمتان
قل إن خير الأنبياء محمد = وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد = وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد = بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا = في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا = وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد = يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما = لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه = وبقربه في القبر مضطجعان
كانا على الإسلام أشفق أهله = وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما = أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما = أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي = هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف = من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم = وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها = قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة = بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره = وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه = هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها = وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه = دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة = بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه = ومحا الظلام وباح بالكتمان
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم = في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة = وترا فيكمل ختمة القرآن
ولي الخلافة صهر أحمد بعده = أعني علي العالم الرباني
زوج البتول أخا الرسول وركنه = ليث الحروب منازل الأقران
سبحان من جعل الخلافة رتبة = وبنى الإمامة أيما بنيان
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي = من بعد أحمد في النبوة ثاني
أكرم بفاطمة البتول وبعلها = وبمن هما لمحمد سبطان
غصنان أصلهما بروضة أحمد = لله در الأصل والغصنان
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم = وسعيدهم وبعابد الرحمن
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى = وامدح جماعة بيعة الرضوان
قل خير قول في صحابة أحمد = وامدح جميع الآل والنسوان
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى = بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم = وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما = تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلى = عثمان فاجتمعوا على العصيان
ويل لمن قتل الحسين فإنه = قد باء من مولاه بالخسران
لسنا نكفر مسلما بكبيرة = فالله ذو عفو وذو غفران
لا تقبلن من التوارخ كلما = جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله = سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك = والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد = فمكانه فيها أجل مكان
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم = واعرف عليا أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره = فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة = وتنصه الأخرى آلها ثاني
والعن زنادقة الجهالة إنهم = أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا = بفساد ملة صاحب الإيوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم = شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد = وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة = ألقى بها ربي إذا أحياني
إحذر عقاب الله وارج ثوابه = حتى تكون كمن له قلبان
إيماننا بالله بين ثلاثة = عمل وقول واعتقاد جنان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى = وكلاهما في القلب يعتلجان
وإذا خلوت بريبة في ظلمة = والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها = إن الذي خلق الظلام يراني
كن طالبا للعلم واعمل صالحا = فهما إلى سبل الهدى سببان
لا تتبع علم النجوم فإنه = متعلق بزخارف الكهان
علم النجوم وعلم شرع محمد = في قلب عبد ليس يجتمعان
لو كان علم للكواكب أو قضا = لم يهبط المريخ في السرطان
والشمس في الحمل المضيء سريعة = وهبوطها في كوكب الميزان
والشمس محرقة لستة أنجم = لكنها والبدر ينخسفان
ولربما اسودا وغاب ضياهما = وهما لخوف الله يرتعدان
أردد على من يطمئن إليهما = ويظن أن كليهما ربان
يا من يحب المشتري وعطاردا = ويظن أنهما له سعدان
لم يهبطان ويعلوان تشرفا = وبوهج حر الشمس يحترقان
أتخاف من زحل وترجو المشتري = وكلاهما عبدان مملوكان
والله لو ملكا حياة أو فنا = لسجدت نحوهما ليصطنعان
وليفسحا في مدتي ويوسعا = رزقي وبالإحسان يكتنفاني
بل كل ذلك في يد الله الذي = ذلت لعزة وجهه الثقلان
فقد استوى زحل ونجم المشتري = والرأس والذنب العظيم الشان
والزهرة الغراء مع مريخها = وعطارد الوقاد مع كيوان
إن قابلت وتربعت وتثلثت = وتسدست وتلاحقت بقران
ألها دليل سعادة أو شقوة = لا والذي برأى الورى وبراني
من قال بالتأثير فهو معطل = للشرع متبع لقول ثان
إن النجوم على ثلاثة أوجه = فاسمع مقال الناقد الدهقان
بعض النجوم خلقن زينة للسما = كالدر فوق ترائب النسوان
وكواكب تهدي المسافر في السرى = ورجوم كل مثابر شيطان
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا = إذ كل يوم ربنا في شأن
والله يمطرنا الغيوث بفضله = لا نوء عواء ولا دبران
من قال إن الغيث جاء بهنعة = أو صرفة أو كوكب الميزان
فقد افترا إثما وبهتانا ولم = ينزل به الرحمن من سلطان
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها = ولقل ما يتجمع الضدان
وإذا طلبت طبائعا مستسلما = فاطلب شواظ النار في الغدران
علم الفلاسفة الغواة طبيعة = ومعاد أرواح بلا أبدان
لولا الطبيعة عندهم وفعالها = لم يمش فوق الأرض من حيوان
والبحر عنصر كل ماء عندهم = والشمس أول عنصر النيران
والغيث أبخرة تصاعد كلما = دامت بهطل الوابل الهتان
والرعد عند الفيلسوف بزعمه = صوت اصطكاك السحب في الأعنان
والبرق عندهم شواظ خارج = بين السحاب يضيء في الأحيان
كذب أرسطاليسهم في قوله = هذا وأسرف أيما هذيان
الغيث يفرغ في السحاب من السما = ويكيله ميكال بالميزان
لا قطرة إلا وينزل نحوها = ملك إلى الآكام والفيضان
والرعد صيحة مالك وهو اسمه = يزجي السحاب كسائق الأظعان
والبرق شوظ النار يزجرها به = زجر الحداة العيس بالقضبان
أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم = تدبير ما انفردت به الجهتان
أم غاب تحت الأرض أم صعد السما = فرأى بها الملكوت رأي عيان
أم كان دبر ليلها ونهارها = أم كان يعلم كيف يختلفان
أم سار بطلموس بين نجومها = حتى رأى السيار والمتواني
أم كان أطلع شمسها وهلالها = أم هل تبصر كيف يعتقبان
أم كان أرسل ريحها وسحابها = بالغيث يهمل أيما هملان
بل كان ذلك حكمة الله الذي = بقضائه متصرف الأزمان
لا تستمع قول الضوارب بالحصا = والزاجرين الطير بالطيران
فالفرقتان كذوبتان على القضا = وبعلم غيب الله جاهلتان
كذب المهندس والمنجم مثله = فهما لعلم الله مدعيان
الأرض عند كليهما كروية = وهما بهذا القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة = بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشا للورى = وبنى السماء بأحسن البنيان
والله أخبر أنها مسطوحة = وأبان ذلك أيما تبيان
أأحاط بالأرض المحيطة علمهم = أم بالجبال الشمخ الأكنان
أم يخبرون بطولها وبعرضها = أم هل هما في القدر مستويان
أم فجروا أنهارها وعيونها = ماء به يروى صدى العطشان
أم أخرجوا أثمارها ونباتها = والنخل ذات الطلع والقنوان
أم هل لهم علم بعد ثمارها = أم باختلاف الطعم والألوان
الله أحكم خلق ذلك كله = صنعا وأتقن أيما إتقان
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه = إن الطبيعة علمها برهان
أين الطبيعة عند كونك نطفة = في البطن إذ مشجت به الماآن
أين الطبيعة حين عدت عليقة = في أربعين وأربعين تواني
أين الطبيعة عند كونك مضغة = في أربعين وقد مضى العددان
أترى الطبيعة صورتك مصورا = بمسامع ونواظر وبنان
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا = من بطن أمك واهي الأركان
أم فجرت لك باللبان ثديها = فرضعتها حتى مضى الحولان
أم صيرت في والديك محبة = فهما بما يرضيك مغتبطان
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى = بالمنطق الرومي واليوناني
وشريعة الإسلام أفضل شرعة = دين النبي الصادق العدنان
هو دين رب العالمين وشرعه = وهو القديم وسيد الأديان
هو دين آدم والملائك قبله = هو دين نوح صاحب الطوفان
وله دعا هود النبي وصالح = وهما لدين الله معتقدان
وبه أتى لوط وصاحب مدين = فكلاهما في الدين مجتهدان
هو دين إبراهيم وابنيه معا = وبه نجا من نفحة النيران
وبه حمى الله الذبيح من البلا = لما فداه بأعظم القربان
هو دين يعقوب النبي ويونس = وكلاهما في الله مبتليان
هو دين داود الخليفة وابنه = وبه أذل له ملوك الجان
هو دين يحيى مع أبيه وأمه = نعم الصبي وحبذا الشيخان
وله دعا عيسى بن مريم قومه = لم يدعهم لعبادة الصلبان
والله أنطقه صبيا بالهدى = في المهد ثم سما على الصبيان
وكمال دين الله شرع محمد = صلى عليه منزل القرآن
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع = يوما على زلل له ابوان
الطاهر النسوان والولد الذي= من ظهره الزهراء والحسنان
وأولو النبوة والهدى ما منهم = أحد يهودي ولا نصراني
بل مسلمون ومؤمنون بربهم = حنفاء في الإسرار والإعلان
ولملة الإسلام خمس عقائد = والله أنطقني بها وهداني
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا = فكلاهما في الصحف مكتوبان
جمل زمانك بالسكوت فإنه = زين الحليم وسترة الحيران
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة = وتوق كل منافق فتان
أد الفرائض لا تكن متوانيا = فتكون عند الله شر مهان
أدم السواك مع الوضوء فإنه = مرضى الإله مطهر الأسنان
سم الإله لدى الوضوء بنية = ثم استعذ من فتنة الولهان
فأساس أعمال الورى نياتهم = وعلى الأساس قواعد البنيان
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله = فالفور والإسباغ مفترضان
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا = لكنه شم بلا إمعان
وعليك فرضا غسل وجهك كله = والماء متبع به الجفنان
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا = فكلاهما في الغسل مدخولان
وامسح برأسك كله مستوفيا = والماء ممسوح به الأذنان
وكذا التمضمض في وضوئك سنة = بالماء ثم تمجه الشفتان
والوجه والكفان غسل كليهما = فرض ويدخل فيهما العظمان
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة = أمر النبي بها على استحسان
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى واستيقظت من نومك العينان
وكذلك الرجلان غسلهما معا = فرض ويدخل فيهما الكعبان
لا تستمع قول الروافض إنهم = من رأيهم أن تمسح الرجلان
يتأولون قراءة منسوخة = بقراءة وهما منزلتان
إحداهما نزلت لتنسخ أختها = لكن هما في الصحف مثبتتان
غسل النبي وصحبه أقدامهم = لم يختلف في غسلهم رجلان
والسنة البيضاء عند أولي النهى = في الحكم قاضية على القرآن
فإذا استوت رجلاك في خفيهما = وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا = فتمامها أن يمسح الخفان
وإذا أردت طهارة لجنابة = فلتخلعا ولتغسل القدمان
غسل الجنابة في الرقاب أمانة = فأداءها من أكمل الإيمان
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها = لا خير في متثبط كسلان
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا = حتى يعم جميعه الكفان
وإذا عدمت الماء فكن متيمما = من طيب ترب الأرض والجدران
متيمما صليت أو متوضئا = فكلاهما في الشرع مجزيتان
والغسل فرض والتدلك سنة = وهما بمذهب مالك فرضان
والماء ما لم تستحل أوصافه = بنجاسة أو سائر الأدهان
فإذا صفى في لونه أو طعمه= مع ريحه من جملة الأضغان
فهناك سمي طاهرا ومطهرا = هذان أبلغ وصفه هذان
فإذا صفى في لونه أو طعمه = من حمأة الآبار والغاران
جاز الوضوء لنا به وطهورنا = فاسمع بقلب حاضر يقظان
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز = منه الطهور لعلة السيلان
إلا إذا كان الغدير مرجرجا = غدقا بلا كيل ولا ميزان
أو كانت الميتات مما لم تسل = والما قليل طاب للغسلان
والبحر اجمعه طهور ماءه = وتحل ميتته من الحيتان
إياك نفسك والعدو وكيده = فكلاهما لأذاك مبتديان
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا = فكلاهما في العلم محذوران
فقليل مائك في وضوئك خدعة = لتعود صحته إلى البطلان
وتعود مغسولاته ممسوحة = فاحذر غرور المارد الخوان
وكثير مائك في وضوئك بدعة = يدعو إلى الوسواس والهملان
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد = فالقصد والتوفيق مصطحبان
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة = لم يجزنا حجر ولا حجران
من أجل أن لكل مخرج غائط = شرجا تضم عليه ناحيتان
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة = لم يجز إلا الماء بالإمعان
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة = أو طول نوم أو بمس ختان
أو بوله أو غائط أو نومة = أو نفخة في السر والإعلان
ومن المذي أو الودي كلاهما = من حيث يبدو البول ينحدران
ولربما نفخ الخبيث بمكره = حتى يضم لنفخة الفخذان
وبيان ذلك صوته أو ريحه = هاتان بينتان صادقتان
والغسل فرض من ثلاثة أوجه = دفق المنى وحيضة النسوان
إنزاله في نومه أو يقظة = حالان للتطهير موجبتان
وتطهر الزوجين فرض واجب = عند الجماع إذا التقى الفرجان
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا = فهما بحكم الشرع يغتسلان
واغسل إذا أمذيت فرجك كله = والانثيان فليس يفترضان
والحيض والنفساء أصل واحد = عند انقطاع الدم يغتسلان
وإذا أعادت بعد شهرين الدما = تلك استحاضة بعد ذي الشهران
فلتغتسل لصلاتها وصيامها = والمستحاضة دهرها نصفان
فالنصف تترك صومها وصلاتها = ودم المحيض وغيره لونان
وإذا صفا منها واشرق لونه = فصلاتها والصوم مفترضان
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها = إن الصلاة تعود كل زمان
فالشرع والقرآن قد حكما به = بين النساء فليس يطرحان
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل = أو لا فغاية طهرها شهران
مس النساء على الرجال محرم = حرث السباخ خسارة الحرثان
لا تلق ربك سارقا أو خائنا = أو شاربا أو ظالما أو زاني
قل إن رجم الزانيين كليهما = فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم = للمحصنين ويجلد البكران
والخمر يحرم بيعها وشراؤها = سيان ذلك عندنا سيان
في الشرع والقرآن حرم شربها = وكلاهما لا شك متبعان
أيقن بأشراط القيامة كلها = واسمع هديت نصيحتي وبياني
كالشمس تطلع من مكان غروبها = وخروج دجال وهول دخان
وخروج يأجوج ومأجوج معا = من كل صقع شاسع ومكان
ونزول عيسى قاتلا دجالهم = يقضي بحكم العدل والإحسان
واذكر خروج فصيل ناقة صالح = يسم الورى بالكفر والإيمان
والوحي يرفع والصلاة من الورى = وهما لعقد الدين واسطتان
صل الصلاة الخمس أول وقتها = إذ كل واحدة لها وقتان
قصر الصلاة على المسافر واجب = وأقل حد القصر مرحلتان
كلتاهما في أصل مذهب مالك = خمسون ميلا نقصها ميلان
وإذا المسافر غاب عن أبياته = فالقصر والإفطار مفعولان
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا= في الحضر والأسفار كاملتان
والشمس حين تزول من كبد السما = فالظهر ثم العصر واجبتان
والظهر آخر وقتها متعلق = بالعصر والوقتان مشتبكان
لا تلتفت ما دمت فيها قائما = واخشع بقلب خائف رهبان
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا = وعشائنا وقتان متصلان
والصبح منفرد بوقت مفرد = لكن لها وقتان مفرودان
فجر وإسفار وبين كليهما = وقت لكل مطول متوان
وارقب طلوع الفجر واستيقن به = فالفجر عند شيوخنا فجران
فجر كذوب ثم فجر صادق = ولربما في العين يشتبهان
والظل في الأزمان مختلف كما = زمن الشتا والصيف مختلفان
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا = واسكت إذا ما كان ذا إعلان
ولكل سهو سجدتان فصلها = قبل السلام وبعده قولان
سنن الصلاة مبينة وفروضها = فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
فرض الصلاة ركوعها وسجودها = ما إن تخالف فيهما رجلان
تحريمها تكبيرها وحلالها = تسليمها وكلاهما فرضان
والحمد فرض في الصلاة قراتها = آياتها سبع وهن تبياني
في كل ركعات الصلاة معادة = فيها ببسملة فخذ مثاني
وإذا نسيت قراتها في ركعة = فاستوف ركعتها بغير توان
إتبع إمامك خافضا أو رافعا = فكلاهما فعلان محمودان
لا ترفعن قبل الأمام ولا تضع = فكلاهما امران مذمومان
إن الشريعة سنة وفريضة = وهما لدين محمد عقدان
لكن آذان الصبح عند شيوخنا = من قبل أن يتبين الفجران
هي رخصة في الصبح لا في غيرها = من أجل يقظة غافل وسنان
أحسن صلاتك راكعا ساجدا = بتطمن وترفق وتدان
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا = فالإحتقان يخل بالأركان
بيت من الليل الصيام بنية = من قبل أن يتميز الخيطان
يجزيك في رمضان نية ليلة = إذ ليس مختلطا بعقد ثان
رمضان شهر كامل في عقدنا = ما حله يوم ولا يومان
إلا المسافر والمريض فقد أتى = تأخير صومهما لوقت ثان
وكذاك حمل والرضاع كلاهما = في فطره لنسائنا عذران
عجل بفطرك والسحور مؤخر = فكلاهما أمران مرغوبان
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا = أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى = شر البرية من له وجهان
لا تحسدن أحدا على نعمائه = إن الحسود لحكم ربك شان
لا تسع بين الصاحبين نميمة = فلأجلها يتباغض الخلان
والعين حق غير سابقة لما = يقضى من الأرزاق والحرمان
والسحر كفر فعله لا علمه = من ههنا يتفرق الحكمان
والقتل حد الساحرين إذا هم = عملوا به للكفى والطغيان
وتحر بر الوالدين فإنه = فرض عليك وطاعة السلطان
لا تخرجن على الأمام محاربا = ولو أنه رجل من الحبشان
ومتى أمرت ببدعة أو زلة = فاهرب بدينك آخر البلدان
الدين رأس المال فاستمسك به = فضياعه من أعظم الخسران
لا تخل بامرأة لديك بريبة = لو كنت في النساك مثل بنان
إن الرجال الناظرين إلى النسا = مثل الكلاب تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها = أكلت بلا عوض ولا أثمان
لا تقبلن من النساء مودة = فقلوبهن سريعة الميلان
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا = فعلى النساء تقاتل الأخوان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا = ومحاسن الأحداث والصبيان
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة = إن الطلاق لأخبث الأيمان
إن الطلاق مع العتاق كلاهما = قسمان عند الله ممقوتان
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا = وادفنه في الاحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما = في السر عند أولى النهى شكلان
لا يبدو منك إلى صديقك زلة = واجعل فؤادك أوثق الخلان
لا تحقرن من الذونوب صغارها = والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا = فالنذر مثل العهد مسئولان
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا = عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما = إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها = تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد = لك مهربا وتلاقت الصفان
فاجعل كتاب الله درعا سابغا = والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة = واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى = فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند = لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص = متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه = كالثعلب البري في الروغان
أصل الجدال من السؤال وفرعه = حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد = لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به = فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا = ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا = فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة = فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم = إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح = فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة = حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا = وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما = عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا = فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه = لا يستقل بحمله الكتفان
كن فاعلا للخير قوالا له = فالقول مثل الفعل مقترنان
من غوث ملهوف وشبعة جائع = ودثار عريان وفدية عان
فإذا عملت الخير لا تمنن به = لا خير في متمدح منان
أشكر على النعماء واصبر للبلا = فكلاهما خلقان ممدوحان
لا تشكون بعلة أو قلة = فهما لعرض المرء فاضحتان
صن حر وجهك بالقناعة إنما = صون الوجوه مروءة الفتيان
بالله ثق وله أنب وبه استعن = فإذا فعلت فأنت خير معان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا = حذر الممات ولا تقل لم يان
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها= فالعسر فرد بعده يسران
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا = فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا = فالله يبغض عابدا شهواني
اقلل طعامك ما استطعت فإنه= نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه = شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه= فهما له مع ذا الهوى بطنان
حصن التداوي المجاعة والظما = وهما لفك نفوسنا قيدان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا = يوما يطول تلهف العطشان
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا = سيما مع التقليل والإدمان
إياك والغضب الشديد على الدوا = فلربما أفضى إلى الخذلان
دبر دواءك قبل شربك وليكن = متألف الأجزاء والأوزان
وتداو بالعسل المصفى واحتجم = فهما لدائك كله برءان
لا تدخل الحمام شبعان الحشا = لا خير في الحمام للشبعان
والنوم فوق السطح من تحت السما = يفني ويذهب نضرة الأبدان
لا تفن عمرك في الجماع فإنه = يكسو الوجوه بحلة اليرقان
أحذرك من نفس العجوز وبضعها = فهما لجسم ضجيعها سقمان
عانق من النسوان كل فتية = أنفاسها كروائح الريحان
لا خير في صور المعازف كلها = والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه = عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى = سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة = من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمع = من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا = فالزهد عند أولي النهى زهدان
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا = طوبى لمن أمسى له الزهدان
لا تنتهب مال اليتامى ظالما = ودع الربا فكلاهما فسقان
واحفظ لجارك حقه وذمامه = ولكل جار مسلم حقان
واضحك لضيفك حين ينزل رحله = إن الكريم يسر بالضيفان
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا = فوصالهم خير من الهجران
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا = وتحر في كفارة الإيمان
وتوق أيمان الغموس فإنها = تدع الديار بلاقع الحيطان
حد النكاح من الحرائر أربع = فاطلب ذوات الدين والإحصان
لا تنكحن محدة في عدة = فنكاحها وزناؤها شبهان
عدد النساء لها فرائض أربع = لكن يضم جميعها أصلان
تطليق زوج داخل أو موته = قبل الدخول وبعده سيان
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ = أو أشهر وكلاهما جسران
وكذاك عدة من توفي زوجها = سبعون يوما بعدها شهران
عدد الحوامل من طلاق أو فنا = وضع الأجنة صارخا أو فاني
وكذاك حكم السقط في إسقاطه = حكم التمام كلاهما وضعان
من لم تحض أو من تقلص حيضها = قد صح في كلتيهما العددان
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر = حكماهما في النص مستويان
عدد الجوار من الطلاق بحيضة = ومن الوفاة الخمس والشهران
فبطلقتين تبين من زوج لها = لا رد إلا بعد زوج ثاني
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها = فيحل تلك وهذه زوجان
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة = ورضا بلا دلس ولا عصيان
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة= فهما مع الزوجين زانيتان
إياك والتيس المحلل إنه = والمستحل لردها تيسان
لعن النبي محللا ومحللا = فكلاهما في الشرع ملعونان
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى = فكلاهما بيديك مأسوران
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب = لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها = من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم = محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد = وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا = شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك = حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا= هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد = صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم = في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها = بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها = وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما = وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا = وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة = وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها= إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه = أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه = والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيهما ملابس سندس = وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد = أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور = من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم = كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق = سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها = شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما = تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها = فنعيمها يبقى وليس بفان
آدم الصيام مع القيام تعبدا = فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم = إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة = فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى = من خشية الرحمن باكيتان
لا تقذفن المحصنات ولا تقل = ما ليس تعلمه من البهتان
لا تدخلن بيوت قوم حضر = إلا بنحنحة أو استئذان
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة = إن الصبور ثوابه ضعفان
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها = الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا = وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد = علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى = وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره = لم ينقسم سهم ولا سهمان
لا تلتمس علم الكلام فإنه = يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله = تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد = يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى = جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم = فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم = والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم = والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم = وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق = مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم = يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى = ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله = وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله = قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر = فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته = بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت = من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك = وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة = ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا = ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها = وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا = والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده = والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة = لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه = فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته = فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله = شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه = صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده= رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه = إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا = مخلوقة وجميع ذلك فإني
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا = وليس كسائر الحيوان
وحياة ربي لم تزل صفة له = سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه = حقا أتى في محكم القرآن
وحياتنا بحرارة وبرودة = والله لا يعزى له هذان
وقوامها برطوبة ويبوسة = ضدان أزواج هما ضدان
سبحان ربي عن صفات عباده = أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي = يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت = بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه = ومدادنا والرق مخلوقان
من قال في القرآن ضد مقالتي = فالعنه كل إقامة وآذان
هو في المصاحف والصدور حقيقة = ايقن بذلك أيما ايقان
وكذا الحروف المستقر حسابها = عشرون حرفا بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله = حقا وهن أصول كل بيان
حاء وميم قول ربي وحده = من غير أنصار ولا أعوان
من قال في القران ما قد قاله = عبد الجليل وشيعة اللحيان
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى = بكلاب كلب معرة النعمان
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم = لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فانه = قد كان مجموعا له العميان
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه = أبيات كل قصيدة مئتان
والآن أهجو الاشعري وحزبه = وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم = عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى = وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني = آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم = حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم = وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني = من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت = أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة = ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا = اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى = أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم = سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا = والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم = لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد = وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم = لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم = فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم = وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم = فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله = فعل الكلاب بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني = رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة = اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم = فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها = فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي = والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما = حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا اشعرية إنني = ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها = أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم = حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم = وكسرتكم كسرا بلا جبران
أزعمتم أن القرآن عبارة = فهما كما تحكون قرآنان
إيمان جبريل وإيما الذي = ركب المعاصي عندكم سيان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم = أهما لمعرفة الهدى أصلان
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما = وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر = أم عاقل أم جاهل أم واني
عطلتم السبع السموات العلا = والعرش اخليتم من الرحمن
وزعمتم أن البلاغ لأحمد = في آية من جملة القرآن
هذي الشقاسق والمخارف والهوى = والمذهب المستحدث الشيطاني
سميتم علم الأصول ضلالة = كاسم النبيذ لخمرة الأدنان
ونعت محارمكم على أمثالكم = والله عنها صانني وحماني
أني اعتصمت بجبل شرع محمد = وعضضته بنواجذ الأسنان
اشعرتم يا اشعرية أنني = طوفان بحر أيما طوفان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم = أنا سمكم في السر والإعلان
أذهبتم نور القرآن وحسنه = من كل قلب واله لهفان
فوحق جبار على العرش استوى = من غير تمثيل كقول الجاني
ووحق من ختم الرسالة والهدى = بمحمد فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم = ما دام يصحب مهجتي جثماني
ولأهجونكم واثلب حزبكم = حتى تغيب جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم = حتى أبلغ قاصيا أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم = غيظا لمن قد سبني وهجاني
ولأنزلن إليكم بصواعقي = ولتحرقن كبودكم نيراني
ولأقطعن بسيف حقي زوركم = وليخمدن شواظكم طوفاني
ولأقصدن الله في خذلانكم = وليمنعن جميعكم خذلاني
ولأحملن على عتاة طغاتكم = حمل الأسود على قطيع الضان
ولأرمينكم بصخر مجانقي = حتى يهد عتوكم سلطاني
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم = فيسير سير البزل بالركبان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم = حتى يغطي جهلكم عرفاني
ولأغضبن لقول ربي فيكم = غضب النمور وجملة العقبان
ولأضربنكم بصارم مقولي = ضربا يزعزع أنفس الشجعان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم = سعطا يعطس منه كل جبان
إني بحمد الله عند قتالكم = لمحكم في الحرب ثبت جنان
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي = وإذا طعنت فلا يروغ طعاني
وإذا حملت على الكتيبة منكم = مزقتها بلوامع البرهان
الشرع والقرآن أكبر عدتي = فهما لقطع حجاجكم سيفان
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم = فهما لكسر رؤوسكم حجران
إن أنتم سالمتم سولمتم = وسلمتم من حيرة الخذلان
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى = فنضالكم في ذمتي وضماني
يا اشعرية يا اسافلة الورى = يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم = بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني = كيلا يرى إنسانكم إنساني
تغلي قلوبكم علي بحرها = حنقا وغيظا أيما غليان
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة = وأسا علي وعضوا كل بنان
قد عشت مسرورا ومت مخفرا = ولقيت ربي سرني ورعاني
وأباحني جنات عدن آمنا = ومن الجحيم بفضله عافاني
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه = والكل عند لقائهم أدناني
لم أدخر عملا لربي صالحا = لكن بإسخاطي لكم أرضاني
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا = أنا غصة في حلق من عاداني
وأنا المحب لأهل سنة أحمد = وأنا الأديب الشاعر القحطاني
سل عن بني قحطان كيف فعالهم = يوم الهياج إذا التقى الزحفان
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهم = وها لهم سيفان مسلولان
نصروا بألسنة حداد سلق = مثل الأسنة شرعت لطعان
سل عنهم عند الجدال إذا التقى = منهم ومن أضدادهم خصمان
نحن الملوك بنو الملوك وراثة = أسد الحروب ولا النسا بزوان
يا أشعرية يا جميع من أدعى = بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة = من شاعر ذرب اللسان معان
خرز القوافي بالمدائح والهجا = فكأن جملتها لدي عواني
يهوي فصيح القول من لهواته = كالصخر يهبط من ذرى كهلان
إني قصدت جميعكم بقصيدة = هتكت ستوركم على البلدان
هي للروافض درة عمرية = تركت رؤوسهم بلا آذان
هي للمنجم والطبيب منية = فكلاهما ملقان مختلفان
هي في رؤوس المارقين شقيقة = ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب الأشعرية كلهم= صاب وفي الأجساد كالسعدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا = أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
وأنا الذي حبرتها وجعلتها = منظومة كقلائد المرجان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي = وصفعت كل مخالف صفعان
مع أنها جمعت علوما جمة = مما يضيق لشرحها ديواني
أبياتها مثل الحدائق تجتنى = سمعا وليس يملهن الجاني
وكأن رسم سطورها في طرسها = وشي تنمقه أكف غواني
والله أسأله قبول قصيدتي = مني وأشكره لما أولاني
صلى الإله على النبي محمد = ما ناح قمري على الأغصان
وعلى جميع بناته ونسائه = وعلى جميع الصحب والإخوان
بالله قولوا كلما أنشدتم = رحم الإله صداك يا قحطاني[/poem]