24 يميناً تُنهي خلافاً بين قبيلتي شمر وقحطان

أنهى شيوخ شمل قبائل شمر وقبائل قحطان، عصر أمس في مدينة الدمام، خلافاً نشب بين القبيلتين جراء مضاربة بين مجموعة من أفراد القبيلتين قبل نحو شهر.
وأنهى المتصالحون الخلاف بأن تدفع قبيلة "سنجارة" من شمر إلى قبيلة "آل حمري" من قبيلة الحباب قحطان نصف مليون ريال وتقسم مجموعة منهم "يمين المِثْل".
وتعود تفاصيل القضية إلى خلاف بين مجموعة شبّان من "سنجارة" و"آل حمري"، وقد تطور الخلاف إلى مضاربة استُخدم فيها السلاح الأبيض ونجم عنها طعن أحد أبناء قبيلة شمر ودهس أحد أبناء الحباب بسيارة أدت إلى إصابته بكسور في قدميه.
وكانت الأجهزة الأمنية تدخلت لتطويق الموقف ومنع تفاقم المشكلة وتسليم المتخاصمين إلى شرطة الدمام للتحقيق في الحادث.
وبذل كل من الشيخ سعود بن دليم القحطاني شقيق شيخ شمل قبائل قحطان ومشايخ وأعيان قبيلة شمر جهودهم للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الخلاف، وعُقد مجلس صلح بالتنسيق مع جهات أمنية. وتوافدت، عصر أمس، جموع من القبيلتين يتقدمهم الشيوخ والنواب والأعيان إلى مقر الصلح الذي تقرر بأن يكون في منزل آل حمري بحي الريان بالدمام.
وبدأ الشيخ سعود بن دليم ـ الذي كان الوسيط لقبيلة شمر ـ حديثه بالحمد والثناء على نعمة الأمن والأمان في بلاد الحرمين الشريفين بفضل الله ثم تطبيق ولاة الأمر للشريعة الإسلامية، وأشار إلى نبذ قبائل شمر وقحطان وكافة القبائل في جميع المناطق الفتن والتعصبات القبلية التي انتهت بعد توحيد هذه البلاد على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود مشيراً إلى أنه ليس هناك فرق بين قبيلة وأخرى فالجميع في ظل القيادة الرشيدة سواسية لا تفريق بينهم.
وأوضح الشيخ سعود بن دليم أن "شمر" جاءت بأعيانها وقبائلها إلى مقر الصلح في رضا قبائل قحطان وأنهم مستعدون بكل ما يفرض عليهم لتقديمه لهم.
ثم تقدم كل من الشيخ محمد بن آل حمري والد المصاب ومشبب بن فرحان بن حمري وعدد من مشايخ وأعيان القبيلة وردوا عليهم بالحمد والثناء على نعمة الإسلام وعلى ما أنعم به على هذه البلاد من ولاة أمر يحكمون بالشريعة منذ تأسيسها على يد المؤسس المغفور له بإذن الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وما يولونه من جهود في نبذ التعصب والإصلاح بين المتخاصمين.
وثمنوا توجيهات ولاة الأمر ممثلين في أمراء المناطق لكافة مشايخ القبائل في جميع المناطق بتوجيههم والتأكيد عليهم بسرعة إنهاء المشاكل وحلها قبل تفاقمها وحرصهم على أن يكون الجميع يداً واحدة تسودهم المحبة والإخاء والتعاون في نهضة هذه الوطن.
وأجمع الجميع على أن المشاكل تبدأ بأمور صغيرة ثم تكبر شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى ما لا تحمد عقباه وهو ما يجب على الجميع أن يتداركوه بالصلح والتنازل وأن ما بين القبيلتين من علاقات قديمة ووطيدة منذ تاريخ الآباء والأجداد يستلزم من الجميع السير عليه. ثم طلب قبائل "شمر" التشاور فيما بينهم حول الصلح وبعد نصف ساعة تقدم شيوخ ونواب وأعيان قبيلة "آل حمري" الحباب قحطان وطلبوا من الشيخ سعود بن دليم أن يفرض هو والمشايخ الذين معه شروط الصلح حسب ما ترضاه ذممهم وحسب ما يرون أنه مناسب.
ورجعت قبائل شمر وتشاورت فيما بينها وبمعيتهم الشيخ فهد بن دليم والشيخ علي بن علي المهداني وأعلن نيابة عنهم الشيخ سعود بن دليم أن قبائل شمر تُقدم لهم مبلغ نصف مليون ريال ويمين24 حالفاً لهم بالمثل مقابل الصلح وبعد مفاوضات ومشاورات طويلة تقدم الشيخ محمد بن علي بن حمري والد المصاب وتنازل عن المبلغ واليمين تقديراً لشيوخ شمل القبيلتين والشيوخ الحاضرين وابتغاء لوجه الله،مشترطاً أخذ القبيل من كلا الطرفين للحفاظ على سلامة أبناء كلتا القبيلتين لترتفع الأصوات بحمد الله وشكره.
ثم تعانق الجميع، وبعدها تمّ تحديد موعد تدوين الصلح والتوقيع عليه من كلا الطرفين صباح اليوم الاثنين في مقر هيئة الرقابة والتحقيق لتوثيق التنازل عن الموقوفين على ذمة القضية.
وغادرت قبائل "شمر" مقر الصلح رافعة الراية البيضاء لقبائل "قحطان".