الأرق.. شبح يطارد الطلاب وقت الامتحانات

الأرق.. شبح يطارد الطلاب وقت الامتحانات
رويدا السعايدة


من الجميل أن ينعم الطالب بقسط كافٍ من النوم بعد قضاء يوم منهك في الدراسة، إلا أن الأمر قد ينعكس تماماً بعد أن ظهرت مشكلة الأرق التي باتت تهدد كثيراً من الشباب وخصوصاً طلبة الثانوية؛ بسبب دخول موسم الامتحانات التي بدأت في السابع والعشرين من الشهر الماضي، وتستمر حتى الثامن عشر من الشهر الحالي.


أسباب الأرق
قال أخصائي علم النفس د.محمود الخوالدة: يعرف الأرق بأنه أحد أنواع اضطرابات النوم الذي ينتج عن نشاط في خلايا الدماغ وترافقه اضطرابات أخرى للنوم كالمشي والكلام وصك الأسنان أثناء النوم.

وحول أسباب الأرق قال: من أكثر الأسباب المؤدية إلى الأرق؛ الأفكار التسلطية التي يعيشها الطالب أثناء النوم حيث انها تسيطر على الفرد وتمنع استقرار خلايا الدماغ وبالتالي تشكل الأرق النفسي، إضافة إلى صراع الأفكار الذي يعيشه الطالب في مواقف الاختيار؛ إما أن يبقي فكرة أو يسقطها.

وأضاف: تشير مدرسة التحليل النفسي إلى أن الرغبات والخبرات المؤلمة المكبوتة في منطقة اللاشعور (الصندوق الأسود) تسيطر على الشباب، لأن هذا الصندوق في حالة صراع دائم وخصوصاً أثناء النوم، أما بالنسبة للمدرسة الوجودية فإنها ترى أن أسباب الأرق تنتج عما يسمى بـ''الآخر''، أي التفكير بشخص آخر والذي يضغط على أعصاب الفرد ويؤرق منامه.


وتابع: من الأسباب الأخرى العوامل المرتبطة ارتباطاً وثيقاً في تكوين الأرق؛ منها هيئة النوم وامتلاء المثانة وشرب المنبهات، إضافة إلى لون الغرفة والإضاءة والجوع وضغوطات الدراسة.


العلاج

وحول طبيعة علاج الأرق قال د.الخوالدة: تشير الدراسات النفسية إلى أن هناك أكثر من استراتيجية في العلاج ومنها العلاج الطبيعي من خلال تناول بعض المهدئات والمثبطات لخلايا الدماغ والتي تعمل على تحقيق الاتزان وبالتالي النوم.
أما بالنسبة للعلاج المعرفي فقال: يركز هذا النوع من العلاج على خلخلة الفكرة التسلطية وحسم الصراع المعرفي الذي يعيشه الطالب، إضافة الى ادخال معلومات جديدة مثل الاخبار المفرحة التي من شأنها مساعدة الطالب في النوم.

وأضاف: هناك مجموعة من الطرق السلوكية لعلاج الأرق منها ممارسة الرياضة والاستماع إلى موسيقى هادئة.



دراسة علمية
وبينت دراسة علمية، يقوم بها علماء في معهد ماكس بلانك بألمانيا، أن النوم مفيد للطلاب من أجل ذاكرة أقوى.
ولعل أكثر الفئات التي تهمها مثل هذه الدراسة؛ الطلاب الذين يعانون ليلة الامتحان من الإحساس بأنهم نسوا المعلومات التي درسوها، ويحتارون بين اختيار النوم أو مزيد من المراجعة، فقد وجد الباحثون أن النوم يساعد بصورة كبيرة على حدوث التغيرات المطلوبة مخياً في اتصال الخلايا العصبية والمخ، ولهذه الاتصالات دور أساسي في قدرة المخ على التحكم في السلوك والتعلم والذاكرة.
ويعتقد الباحثون أن النتائج قدمت دليلاً قوياً على أن النوم يساعد العقل على أداء وظيفته جيداً، وأنه يحول الخبرة إلى ذاكرة، وتظهر أهمية هذا الأمر أثناء طريقة استعدادنا للامتحانات.
ووجد الباحثون أن التغيرات في المخ متصلة بالنوم العميق أكثر من النوم الخفيف، واكتشفوا أن النوم يلعب دوراً مهماً في تنمية العقل.

منقول

مقال جميل سلمت يمينك وعسى الله يوفق الطلاب في امتحاناتهم

__________________