صحابي من مذحج قحطان

هو عمار بن ياسر بن عامر العنسي المذحجي (أبو اليقظان)
ولد سنة سبع وخمسين قبل الهجرة صحابي من الولاة الشجعان ذوي الرأي، وأحد السابقين إلى الإسلام والجهر به ، وممن عُذب في الله ، شهد بدراً وبقية المشاهد وهو أول من بنى مسجداً في الإسلام ( مسجد قباء في المديــنة ) ، لقَّـبهُ النبي صلى الله عليه وسلم ( الطيّب المطيّب ) وله 62 0 وفي الحديث : ( تقتلك الفئة الباغية ) أي الخارجة عن الطاعة ، وكان من أصحاب علي يوم صفين حيث قتل بها سنة سبع وثلاثين ، وكان شيخاً تجاوز عمره التسعين0
وأصل عمار من اليمن ، وسبب قدوم أبيه ياسر مكة أنه قدم وأخوان له يُقال لهما ( الحارث ومالك ) يطلبون أخاً لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن ، وأقام ياسر بمكة ، وحالَفَ أبا حذيفة بن المغـيرة بن عبد الله بن عمــــرو بن مخزوم ، وزوّجهُ أبوه أمَةً يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عماراً ، فأعتقه أبو حذيفة ، ولم يـزل ياســـــر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالإسلام ، فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر0
قال عمار بن ياسر : لقيتُ صُهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقلـت له : ما تريـد ؟ : قال لي : ما تريد أنـت ؟ فقلتُ : أردت أن أدخل على محمد صلى الله عليه وسلم فأسمع كلامه ، قال : وأنا أريد ذلك ، فدخلنا عليه فعرضَ علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم مكثنا يوماً على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون ، فكان إسلام عمار وصُهيب بعد بضعةٍ وثلاثين رجلاً0
وأُمـه سمــية بنت خياط هي أول من استشهد في سبيل الله عز وجل( ) عن عروة بن الزبير قال : كان عمار بن ياسر من المستضعفين الذين يُعذبون بمكة ليرجع عن دينه0
قال محمد بن عمر : والمستضعفون قومٌ لا عشائر لهم بمكة ، وليست لهم منعة ولا قوة ، فكانت قريش تعذبهم في الرمضاء بأنصاف النهار ليرجعوا عن دينهم( )0
وعن عمر بن الحكم قال : كان عمار بن ياســر يُعذب حتى لا يدري ما يقول ، وكان صُهيب يُعذب حتى لا يدري ما يقول ، كان عمار بن ياسر يُعذب حتى لا يدري ما يقول ، وبلال وعامر بن فُهيرة ، وقومٌ من المسلمين ، وفيهم نزلت هذه الآية {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلموا} [سورة النحل/41]0
قال محمد بن كعب القرظي : أخبرني من رأى عمار بن ياسر متجرداً في سراويله ، قال فنظرت إلى ظهره فيه حبطٌ كثير ، فقلت : ما هذا ؟ هذا مما كانت تعذبني به قريش في رمضاء مكة0
وقال عمرو بن ميمون : أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار ، قال : فكان رســول الله صـــلى الله عليه وســـلم يمُرُّ به ويُمرُّ يده على رأســــه فيقول : (يا نار كوني برداً وسلاماً على عمـار ، كما كانت على إبراهيم ، تقتلك الفئة الباغية) ( )0
وعن عثمان بن عفان قال : أقبلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمار وعمار وأُمه ، وهم يعذبـون ، فقال ياسـر : الدهر هكذا ؟ فقال له النبــي صلى الله عليه وســـــلم (اصْبر ، اللهم اغفر لآل ياسر ، وقد فعلتَ)( )0
وعن يوسف المكي أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بعمار بن ياسر وأبي عمار وأُمه وهم يُعذبون في البطحاء ، فقال : (أبشروا يا آل عمار فإن موعدكم الجنة)0
وعن ابن اسحاق قال : إن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة على الإسلام ، وهي تأبى غيره حتى قتلوها( )0
وعن أبي الحسن بن أحمد بن متوبة : في قوله عز وجل : { مَن كَفَرَ باللهِ مِنْ بَعدِ إيمانهِ إلا مِنْ أُكرهَ وقلبُهُ مُطمئنٌ بالإيمان} [ سورة النحل/106] ، نزلت في عمار بن ياسر ، اخذه المشركون فعذبوه فلم يتركوه حتى سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه ، فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما وراءك) ؟ قال شرٌ يا رســـول الله ، ما تركت حتى نلت منك ، وذكرت آلهتهم بخير ؟ قال : (كيف تجد قلـبك ؟ قال : مُطمئناً بالإيمان !! قال : (فإن عادوا فعُد لهم)( )0
وعن سعيد ين جُبير قال : قلتُ لابن عباس : أكان المشركون يبلغون من المسلمين في العذاب ما يُعذرون به في ترك دينهم ، فقال : نعم والله إن كانوا ليضربون أحدهم ويُجيعونه ويُعطشونه حتى ما يقدر على أن يستوي جالساً من شدة الضُّر الذي به ، حتى أنه ليُعطيهم ما سألوه من الفتنة ، وحتى يقولوا له : اللات والعُزى ، إلهك من دون الله ؟ فيقول : نعم حتى إن الجعل ليمر بهم فيقولون له : هذا الجعل إلهك من دون الله ؟ فيقول : نعم ، افتداءً لما يبلغون من جهده( )0

قال ابن سعد : وهاجر عمار بن ياسر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية .
وهو أول من اتخذ في بيته مسجداً يُصلي فيه عمار0
ولما هاجر عمار بن ياسر من مكة إلى المدينة نزل على مُبشّر بن عبد المنذر0 وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمار بن ياسر وحُذيفة بن اليمان( )0
وعن جرير بن حازم قال : سمعت الحسن يقول : قال عمار بن ياسر : قد قاتـلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنس والجن ، فقيل له : ما هذا ؟ قاتلتَ الإنس فيكف قاتلت الجن ؟ قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً فأخذت قِربتي ، ودلوي لأستقي ، فقال لـي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أما إن سيأتيك آتٍ يمنعك من الماء) ؟ قال : فلما كنتُ على رأس البئر إذا برجل اسود كأنه مَرَس ، فقال : لا والله لا تستقي منها ذنوباً واحداً ، فأخذته فصرعته ، ثم أخذت حجراً فسكرت به أنفه ووجهه ، ثم ملأتُ قربتي فأتيت بها رســول الله صلى الله عليه وســــلم فقال : هل أتاك على الماء أحد ؟ فقلتُ : عبدٌ أسود ، فقال : (ما صنعت به) ؟ فأخبرته ، فقـال : (أتدري من هو) ؟ قلتُ لا ، قال : (ذاك الشيطان جاءَ يمنعكَ من الماء)( )0
وكان عمر بن الخطاب استعمله على الكوفة ، وكتب إليهم : أنه من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم( )0

مناقب عمار بن ياسر
أخرج البخاري عن أبي سعيد قال : كنا نحمل في بناء المسجد لبنةً لبنةً ، وعمار يحمل لبنتين لبنتين ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه ويقول : (ويحَ عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)( )0
وأخرج أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح ، عن خالد بن الوليد ، قال : كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام ، فأغلظت له في القول ، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكوني ، قال : فجعل يُغلظ له ولا يزيده إلا غلظةً والنبي صلى الله عليه وسلم ساكتٌ لا يتكلم فبكى عمار ، وقال : يا رسول الله ! ألا تراه ؟ فرفع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (من عادى عماراً عاداه الله ، ومن أبغض عماراً أبغضه الله) قال خالد : فخرجت فما كان شئٌ أحب إلي من رضا عمار ، فلقيته فرضي0
وأخرجه الطبراني مطوّلاً بأسانيد رجاله رجال الصحيح من حديثه وفيه : (ومن يحقِّر عماراً يحقره الله ، ومن يسب عماراً يسبه الله ، ومن ينتقص عماراً ، ينتقصهُ الله) 0
وأخرج أحمد بإسناد رجاله رجال الصحيح ، والطبراني في الكبير والأوسط عن الحسن ، قال : قال عمرو بن العاص : ما كنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسـلم مـات يوم مات وهو يحبُّ رجلاً فيدخله الله النار ، قـيل : كان يستعملك ؟ قال : الله أعلم ، ولكنه قد كان يحب رجلاً ، قالوا : من هو ؟ قال : عمار بن ياسر 0
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن أبي الهُذيل قال : لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده جعلَ القوم يحملون ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحمل هو وعمَّار ، فجعل عمار يرتجز ويقول :
ونحن المسلمون نَبْتَـني المساجدا

وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (المساجدا) . وقد كان عمار اشتكى من قبل ذلك ، فقال بعض القوم : ليُموتن عمّار اليوم ، فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنفض لَبِنَته وقال : (ويحكَ يا ابن سُمية تقتلك الفئة الباغية)( )0

وأخرج أحمد بإسناد رجاله رجال الصحيح عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بان أبن سمية ما عُرض عليه أمر إلا أختار أشدهما)( )0
وأخرج البزار بإسناد رجاله رجال الصحيح من حديث عائشة ، قالت : ما أحدٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إن شئت قلت فيه ، ما خلا عمار بن ياسر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (مُلئَ إيماناً إلى مُشَاشهِ) 0
وأخرج البزاز والطبراني ورجالهما ثقات عن حذيفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ابو اليقظان على الفطرة ، لا يدعها ، حتى يموت أو يمسه الهرم) 0
وأخـرج ابن سعد عن سلمة بن كُهيل قال : قال عمار بن ياسر يوم صفين : الجنة تحت البارقة ، الظمآن قد يَردُ الماء المأمور وذا اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، والله لو ضربونا حتى يُبلغونا سعفات هجر لعلمت أنا على حق وأنهم على باطل ، والله لقد قاتلت بهذه الراية ثلاث مرات مع رســـول الله صـلى الله عليه وسـلم ، وما هذه المرة بأبّـرهنّ ولا أنقاهن( )0
وأخرج ابن سعد عن عبد الحارث بن الفُضيل عن أبيه عن عُمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال : شهد خُزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسلُّ سيفاً ، وشهد صفين ، وقال : أنا لا أصلُ أبداً حتى يُقتل عمار فأنظر من يقتله ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( تقتله الفئة الباغية ) ، فلما قُتل عمار بن ياسر قال خزيمة : قد بانت لي الضلالة ، واقترب فقاتل حتى قُتل( )0
وأخـرج الطبراني في الكبير عن ابن مســـعود عنه صلى الله عليه وســلم قال : (إذا أختلف الناس كان ابن سمية مع الحق) 0
وأخرج الحاكم في المستدرك وقال : صحيح الإسناد من حديث ابن مسعود أنه قال : (لا أعلم أحداً خرج إلى الفتنة يريد به وجه الله والدار الآخرة ، إلا عمار بن ياسر) 0
أخرج ابن سعد أن علياً رضي الله عنه قال يوم صفين حين قُتل عمّار : إن أمراً من المسلمين لم يَعظُم عليه قتل ابن ياسر وتدخلُ به عليه المصيبة الموجعة لغير رشيد ، رحم الله عماراً يوم أسلم ، ورحم الله عماراً يوم قُتل ، ورحم الله عماراً يوم يُبعث حياً ، لقد رأيت عماراً وما يُذكَرُ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة إلا كان رابعاً ولا خمسة إلا كان خامساً ، وما كان أحدٌ من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشك أن عماراً قد وجَبَتْ له الجنة في غير موطن ، ولا اثنين ، فهنيئاً لعمار بالجنة ، ولقد قيل : إن عماراً مع الحق والحق معه ، يدور عمار مع الحق أينما دار ، وقاتِلُ عمار في النار0



للمزيد بكتابنا القواعد والاركان من أعلام قحطان ص80 وماتلاها .

__________________
للإطلاع على تحقيقي حول قصيدة حسان بن ثابت


للإطلاع على الموضوع اضغط هنا

لزيارة موقعي أنساب العرب

تفضّل بزيارة هذا الرابط

http://ansabalarab.com/

الله يجزاك خير يابو ابراهيم


ونحتاج وخصوصا في هذا الشهر الفيضل



لمثل هذة المعلومات عن صاحبه رسول الله


وكيف وهو من قحطان




انار الله قلبك وسمعك يابو ابراهيم



وجزيت خيري الدنيا والاخره



وفقك الله يالغالي

__________________



اللهم أرحم والدتي ..وأجعل قبرها روضه من رياض الجنه..واسكنها جناتك

يأخ منصور العبدالله
اسعدني مرورك وكلامك المشجع فيما أوردناه عن الصحابي الجليل والمناضل الصبور عمار بن ياسر وما ادراك ما عمار بن ياسر ! . ياليت الاعضاء يتأملوا سيرة هذا الصحابي وبقية أهله .


تقبل تحياتي

__________________
للإطلاع على تحقيقي حول قصيدة حسان بن ثابت


للإطلاع على الموضوع اضغط هنا

لزيارة موقعي أنساب العرب

تفضّل بزيارة هذا الرابط

http://ansabalarab.com/

ومن لايعرف عمار بن ياسر


وما ولحق بهم من عذاب هو واباه وامه


رضي الله عنهم


كلامك صحيح مقصرون في الاطلاع والاستفادة من سيرهم


وفقك الله

__________________



اللهم أرحم والدتي ..وأجعل قبرها روضه من رياض الجنه..واسكنها جناتك