قصة مشيختي بعد الثانوية :


ملتقى الكتاب والمؤلفين خاص بما تخطه اقلام كُتْاب الموقع

 
قديم 24-06-2005, 02:39 AM
  #1
ناقد خطير
عضو مشارك
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 187
ناقد خطير has a spectacular aura aboutناقد خطير has a spectacular aura about
Thumbs قصة مشيختي بعد الثانوية :

الجزء (((1)))

إهداء خاص لـ ((( بحر المشاعر)))
هذه القصة حدثني بها أحدهم وهو من قبيلة قحطان قائلاً:
بعد أن انتهيت من مرحلة الثانوية ، وبعد استلامي للملف الأخضر تقدمت لجامعة الملك سعود ، وبما أن معدلي في المرحلة الثانوية مرتفع فقد أتاح لي فرصة كبيرة في إيجاد حرية أكبر للاختيار في الأقسام المطلوبة في سوق العمل ، ومع ايجابية هذه الفرصة في الاختيار إلا أنها سببت لي شيئاً من الحيرة وأدخلتني في حيص بيص .مما دعاني إلى استشارت أخي الأكبر والذي أسدى إلي بنصيحة خطيرة أدخلتني في دوامة من التفكير الخيالي ، ثم انسحب من مسرح قراري لأجد نفسي وحيدأً من جديد..
قال لي : تخيل نفسك بعد عشر سنوات وقد تخرجت من القسم الذي اخترته ، وقد حصلت على أعلى الدرجات العلمية فيه ، وتوظفت ماهو الشعور الذي ستشعر به ؟وهل هذا ماتطمح به ليكون رسالتك في الحياة؟. الحقيقة أن الفكرة راقت لي ، خاصة وأن مرحلة ( المراهقة ) التي كنت فيها يشطح بها الفرد إلى الإكثار من الخيال والتوسع فيه مقارنة بغيرها من المراحل العمرية الأخرى .. استمررت على هذا التفكير برهة من الزمن ... مما جعلني أعيش في الأحلام الوردية في يقظتي و منامي ، فليلة أرى نفسي طبيباً يعيش للإنسانية ، وتارة أرى نفسي عالماً فيزيائياًً لا يشق له غبار وتارة أرى نفسي إداريا ناجحاً أتبختر في عالم المال والإعمال ( كعاشق الوطن ) ..
وفي إحدى الليالي رأيت فيما يرى الرأي اليقضان أني تخرجت من الجامعة بدرجة دكتوراه في الطب في تخصص له علاقة بالمخ ،، وإذ بي أتلقى التهاني من المقربين والأصدقاء .. رأيت نفسي وقد اكتسى وجهي بالبياضين بياض العمل المثمر وبياض الشيب الذي بدأ يعصف بالشعر الأسود ... إيه ذلك يهون ... هكذا قلت في نفسي ... والمهم أني كافحت ونجحت .. لخدمة أمتي وديني ثم وطني ... المهم أن ما عانيته .. على مر السنين الماضية لم يقهر عزيمتي وإرادتي .... والمهم أني في الوضع المهم.
انتهت نشوة الفرح وبدت مرحلة جديدة من كفاح جديد ...وهكذا الحياة كفاح و جماح يعقبه بأذن الله نجاح ... وكما قالت هيلن كيلر ( الحياة مغامرة جريئة أو لاشيء) ... وجدت الوظيفة التي طالما حلمت بها ... وجدت ذاتي في مساعدة الآخرين وإسعادهم والتخفيف من معاناتهم... ومع ذلك لا تخلوا الأيام من كدر يكسر جمود الروتين السعيد ... ويمحص به الشقي والسعيد ... ليكون حجة لأحدهم وحجة على الأخر...
ما وجدته هو بعض اللمز والهمز ممن لم يسمع قوله تعالى : ( ويلٌ لكل همزة لمزة) ... أصحاب الجلسات ... وأكلوا التمرات في الفيات الساعات الطويلات...من أبناء جلدتي وعمومتي... ذاك لم يكن له كبير أثر علي لولا أنني وجدت أثره على أبنائي وأخواني.... تجد أحدهم يقول : لا يهمك تراه معالج عجز في الولادة...
أه .. من الناس لا يعجبهم العجب ولا الصوم في رجب .... ابعد الكد والجهد أجد النظرة الدونية ... والطعن في الظهر ...أجد في الظهر أربع خناجر وبالصدر أربعة ... نعم مشكلة لا جات سيرتك بلسانٍ البدو ....قد يكون من سلبياتي أنني ابحث عن عملٍ يعطي صورة حسنة عني .. كما أن أذناي تشنفان عند سماع المدح والثناء فيني ... ومهما حاولت تجاوز هذه الصفة إلا أن الطبع يغلب التطبع .
معاناتي حتى في الأفراح تقلب الطاولة علي لتكون أتراح ... أذكر ذات مرة و كنت أجلس على مائدة الطعام في مناسبة زواج ... وكان رأس المفطح على صحني ... فتبسم أحدهم وكان على نفس الصحن بسمة خبث ، ونظر بعينً لا ينطبق عليها قول الشاعر : إن العيون التي في طرفها حورٌ
ونظر إلى أجرب أبخر يجلس بجانبي نظرة تحوي قاموس اللمز والهمز ثم أعاد النظر الي ،وبدأ يسألني عن هذا الرأس والمخ ... وهو يأكل وعيناه تبحلقان .. ومعه اثنان كأنهما الصيخمان لا أنس ولاجان ( مخرش!!) أكيلة من الدرجة Vip أما أنا فقد انطلقت شارحا لهم وإذ بهم يجهزون على الأولي والتالي.... ثم يعقب ذلك صمت بعد أن سمعوا الميكرفونات لأصحاب المحاورات ... (خلوها ).. وإذ بهم يقفزون طرباً ..حتى ان أحدهم مسكت معه غلط من نشوة الفرح بالمحاورة ونط على الطاولة .. رابطاً شماغه بأسفل وسطه يتمايل على مواويل الأعراب ... (يامال الشام ... ويامال فرقا العين ) .. والأخر مبسوط وأنا في النسيان ... فلا أكلت ولا شرحت ولا استمتعت ...
وذات يوم أخر كنت عند أحدهم ...توفي والده .. وحضرت معزياً له في منزله ... وجلست أواسي .. ويبدو أنني الرجل الخطأ في المكان الخطأ... وقد اكتشفت ذلك بعد أن حضر سعيدان بن بطاح شيخ كراع البطون ... وإذا بي المكان ينقلب من إحزان إلى روشة مهايطة ... أرحب القهوة ياولد .... الليلة العشاء ... كيف الحال!!!!!!!. وإذا بالأنظار في الانتظار .. ماذا سيقول الشيخ .. وكأنه سيأتي بخبر السماء!!. وبعد أن نطق أيقنت بمقولة ( سكت دهراً ونطق كفراً ) وبما تقوله العوام ( تزحر الجبل فولد الخنفساء) .. ومن يلومه وهو رجل ليس عنده تعلوم ولا يفك الخط ومع ذلك يفك عقول البسطاء من الناس...والناس حوله ما بين مبتسم ومعجب ... وأنا هناك وحيدأً أتعب أتعب .........أتعب.

خخخخخخخخخوخ ...أأأأخخخخخخخخخخ أخخخ ((( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))
عند الفجر استيقظت من الكابوس ... الذي ألم بي تلك الليلة وحمدت ربي أن لم أكن طبيباً ... صليت الفجر وعدت إلى النوم ... وفي الصباح سألني أخي ان كنت قررت على قسم معين قلت : أي قسم شريطة ألا يكون الطب ... استغرب ونظر إلي شزراً وقال : أنت من جدك إلا تريد أن تصبح طبيباً .. أم تراك تقول هذا لأنك أبس منها ( توه عليك حامضة) قلت : بل والله من جدي .. هل تريد أن يقولوا عني طبيب عجز... نظر إلي مغضباً ...وقال: بسم الله عليك شكلك تنعس ...وخرج من المنزل ...
قلت : يغضب أخي ولا أتوهق مع أعراب الجماعة ... قال أيش يبيني طبيب عجز... ياعمي طير يا خطير..
انطلقت مسرعا وطبيت على السرير ... لأنعم بالفراش الوثير ... ودخلت في عد الخراف التي تدخل الحظيرة ... واحدة اثنتان ثلاثة ................. مئة...أخ خوووخ.. يبدو أني دخلت في نومً عميق!!.
عندما نمت استيقظت لأغسل وجهي لأني لم أكمل عد الخراف المئة ههههههههه ، أمزح!!!.




يتبع الجزء (((2)))
__________________
خلف كلماتي..هناك نية ايجابية...يراها الايجابيون...حاول أن تراها....
ناقد خطير غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة سجن الشاعر محمد بن جروان بالكويت غانم بن هادي مجلس الديار و قصص وسوالف من الماضي 63 15-04-2012 12:20 PM
قصة الفارس/ سعد بن عفيصان كااااامله تركي الفهري مجلس فرسان قحطان 20 18-10-2007 08:15 PM
قصة مشيختي بعد الثانوية :الجزء((2)) ناقد خطير ملتقى الكتاب والمؤلفين 21 16-09-2007 11:40 AM


الساعة الآن 01:35 PM

سناب المشاهير