ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 19-03-2009, 12:29 PM
  #21
مقبل السحيمي
..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
 الصورة الرمزية مقبل السحيمي
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432
مقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

بارك الله فيك ونفع الله بك وبعلمك ورفع الله قدرك أخي الحبيب والمبارك
مقبل السحيمي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2009, 10:56 AM
  #22
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

وفيك بارك ربي وشكرا على مرورك
================================================== ===============================
اللقاء الثاني من سلسلة اشراط الساعة
الخطبة الأولى

أما بعد:

بدأنا في الجمعة الماضية، الحديث عن أشراط الساعة الصغرى، وهي الأمارات والعلامات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، أنها ستكون قبل قيام الساعة.

وقد ذكرنا في الجمعة الماضية عدداً منها: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، موته عليه الصلاة والسلام، يكثر المال في أيدي الناس، تقليد هذه الأمة لأمم الكفر كاليهود والنصارى، انتشار الأمن في بعض فترات الأمة، قتال الترك، ضياع الأمانة، وكان آخرها قبض العلم وظهور الجهل.

وها نحن نكمل الحديث، فهذه مجموعة أخرى من أشراط الساعة، مما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، أنها ستكون وسينتشر بعضها والله المستعان.

فمن أشراط الساعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بها: انتشار الربا والعياذ بالله، بين الناس، وعدم المبالاة بأكل الحرام.

عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بين يدي الساعة يظهر الربا)) رواه الطبراني. وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام)).

إن الربا أيها الأحبة ومع كل أسف قد ضرب بأطنابه وغرس قوائمه في ديار المسلمين، الذي دينهم يحرم عليهم الربا أشد تحريم، يكفيك في ذلك قول الله تعالى: فأذنوا بحرب من الله ورسوله . عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) متفق عليه.

إن الربا الذي قد انتشر في مجتمعات المسلمين اليوم لهو أحد الأسباب الذي أدى إلى فساد الصلات، وإفساد المكاسب والمطاعم والمشارب، وكل هذا سيؤدي إلى عدم نفع الأعمال وقبول الدعاء، والتأييد بالنصر على الأعداء، وبهذا عُلل وجود آية الربا يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعاف مضاعفة بين عدد كثير من آيات الجهاد التي نزلت في غزوة أحد في سورة آل عمران، إيماءً إلى أن من أسباب قبول الأعمال وحصول النصر، تطهير الأموال التي تنفق في العبادات التي من أفضلها الجهاد في سبيل الله.

فإذا أرادت الأمة قبول أعمالها، وحصول النصر على أعدائها، فعليها تطهير أموالها، ومحاربة الربا في بلادها، لا أن تكون هي جالبةً للذل والخزي بنفسها بسبب تعاملاتها الربوية خصوصاً عن طريق ما يسمى بالديون الخارجية.

لقد عصم المسلمون زماناً طويلاً في الماضي من وباء الربا، وحفظت أموال الأمة التي جعلها الله قياماً للمسلمين من أن يسيطر عليها المرابون الذين يأكلون ثروات الشعوب، ويدمرون اقتصادها، ووجد أولئك أن اعتصام المسلمين بدينهم وابتعادهم عن التعامل بالربا جدار صلب يقف في وجه مطامعهم الخبيثة إلى أن وجّه عباد الصليب تلك الهجمة الفكرية الشرسة على ديار المسلمين، وزرعوا ألغام بشرية في أرضها من جلدتها ويتكلمون بلغتها إلا أنهم يحاربون دينها، فكان من جملة ما فعلوا إقصاء الشريعة عن الحكم، وإبعاد الدين عن الهيمنة على حياة الناس، وإفساد مناهج التعليم، وتربية رجال من هذه الأمة وفق مناهج الكفر، فقام أولئك الذين رضعوا فكر الغرب، وتغذوا بُسمّه الزعاف، ينادون بأخذ كل ما عند الغرب، ولا شك بأنها دعوة صريحة للضلال والانسلاخ من القيم، فعمل الذين أضلهم الله على علم والذين اتبعوهم على إقرار الأنظمة الربوية وإقامة المؤسسات والبنوك الربوية في ديار المسلمين وظن بعض هؤلاء أنهم هدوا للطريق التي ترقى بها أمتهم، وها نحن اليوم نشاهد بأعيننا انتشار الربا في ديار المسلمين انتشار السرطان في الجسد، ولا زلنا نعاني من التخلف والقهر والاستبعاد، ولا يزال أباطرة الربا يربضون على قلب الأمة الإسلامية في كل شبر من أراضيها، وكل هذا تحقيق لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أشراط الساعة: كثرة الشرط وأعوان الظلمة، روى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال – أو قال – يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله، ويروحون في غضبه)). وفي رواية للطبراني في الكبير وسنده صحيح: ((سيكون في آخر الزمان شرطةٌ يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم)) . وقد جاء الوعيد بالنار لهذا الصنف من الناس الذين يتسلطون على المسلمين بغير ذنب فعلوه ولا جرم ارتكبوه إلا أن يقولوا ربنا الله، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس..)).

قال النووي رحمه الله: وهذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم فأما أصحاب السياط، فهم غلمان والي الشرطة.

وعند مسلم أيضاً يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: ((إن طالت بك مدة، أوشكت أن ترى قوماً يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته، وفي أيديهم مثل أذناب البقر)).

ومن أشراط الساعة: انتشار الزنا، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن فشو الزنا وكثرته بين الناس أن ذلك من أشراط الساعة، ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشراط الساعة . . فذكر منها: ويظهر الزنا)).

وعند الحاكم في مستدركه بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدّاعات)). فذكر الحديث وفيه: ((وتشيع فيها الفاحشة)).

الزنا أيها الأحبة، من أفحش الفواحش، وأحط القاذورات، وقد قرنه الله بالشرك فقال: الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ومع ما سينتشر بل انتشر تحقيقاً لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فعل جريمة الزنا يبدد الأموال، وينتهك الأعراض، ويقتل الذرية ويهلك الحرث والنسل، عاره يهدم البيوت، ويطأطئ الرؤوس، يسوِّد الوجوه، ويخرس الألسنة، ويهبط بالرجل العزيز إلى هاوية من الذل والحقارة والازدراء، هاوية ما لها من قرار، ينزع ثوب الجاه مهما اتسع، ويخفض عالي الذكر مهما ارتفع، إن الزنا يجمع خصال الشر كلها، من الغدر والكذب والخيانة، إنه ينزع الحياء ويذهب الورع ويزيل المروءة، ويطمس نور القلب، ويجلب غضب الرب، إنه إذا انتشر أفسد نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الأبضاع، وصيانة الحرمات، والحفاظ على روابط الأسر، وتماسك المجتمعات، لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن المجتمع كله يصيبه الأمراض والأوجاع بسبب انتشار الزنا، يقول ابن عمر رضي الله عنهما، أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، أعوذ بالله أن تدركوهن، وذكر منها - ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم)).

سؤال يرد؟! ما ذنب المجتمع في أن ينتشر فيه الأمراض؟

ذنبه: أنه لم يقاوم تيار الفساد، ولم يقاوم الأسباب التي تؤدي إلى انشار الزنا في البلد.

ذنبه: أنه لم يأمر بالمعروف ولم ينهى عن المنكر.

ذنبه: أنه يساعد تيار الفساد في التمدد، ويقاوم تيار الخير من أن ينتشر.

فكان ذنب هذا المجتمع، أن يذوق مرارة الوجع مع الزناة والزواني الذين أصابهم الزهري والسيلان والإيدز.

إذا أردنا حماية أنفسنا من أوجاع الزنا، وأردنا حماية أولادنا وبناتنا من الوقوع في هذه الرذيلة، فعلينا بذل كل سبب في الوقوع أمام هذا التيار من خلال:

أولاً: ما يحصل في الأسواق وبالأخص في المجمعات التجارية من التبرج والسفور والميوعة سواءً من الأجنبيات أو من بنات البلد فإن هذا يزيد ارتفاع نسبة الزنا.

ثانياً: ما يعرض في وسائل الإعلام، من أغانٍ ماجنة، وصور فاضحة، وقصص ساقطة، وأفلام هابطة، مما يحرك ويثير شهوة الكبير المتزوج فكيف بالشاب المراهق، والبنت المراهقة، فكل من يتساهل في أن يعرض أو يسمع شيء من هذا في بيته، ثم يقع أحد أولاده في الانحراف، فإنه يتحمل وزره يوم القيامة أمام الله عز وجل.

ثالثاً: إسكات هذه الأبواق العلمانية المضللة التي تسعى في نشر هذا السقوط الاجتماعي إما بكتابة مقالات في جرائد ومجلات، أو نظم قصائد غرامية، وكلمات عشق وغرام ونشرها هنا وهناك، أو بأية طريقة أخرى يحاولون من خلاله نشر سمومهم وأفكارهم، هذا التيار يسعى جاهداً بكل ما أُتي من حيلة ووسيلة إلى تغريب حياة الناس، وجعل الواقع يشابه الواقع الغربي المنحل في كل شيء، إنه لا بد علينا جميعاً من فضح هؤلاء ومقاومة شرهم، بنشر الخير، ورد أفكارهم بالحجة والبرهان والمحاضرات، وإلا لو ترك لهم المجال ونشروا نتنهم، أصابنا جميعاً ذلك الوجع، ((أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم، إذا كثر الخبث)).

والخبث والله قد كثر، وبوادر الانحلال قد لاح، ولا داعي أيها الأحبة أن نشابه النعام ونضع رؤوسنا في التراب، فلنكن صرحاء، هذه المشاكل، وهذه القضايا التي نسمعها كلنا، كل يوم عشرات القضايا، وعشرات الجرائم، في الأسواق، وحول المدارس، والمعاهد والكليات، والشقق المفروشة، وشواطئ البحر، بكل صراحة، هؤلاء أولاد من؟ هل هم أولاد الجن. أم أنهم أولادنا وبناتنا، هذه القصص التي تصل لمراكز الهيئات يومياً بالأرطال من المجمعات التجارية من الذي يمارسها، أولاد كوكب آخر، فلماذا التغافل، ولماذا دس الرؤوس، ولماذا الثقة المفرطة والاطمئنان الزائد، وكأن أولادنا أولاد الصحابة. كلنا يعرف بأن الشهوة لو تحركت فإنها لا تعرف التوسط والاعتدال، حتى تخرج في سبيلها.

فاتقوا الله يا أولياء الأمور في الأولاد والبنات، فإن عذاب الدنيا لا يقارن بعذاب الآخرة قال الله تعالى: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً .

أيها المسلمون: لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور ستقع بانتشار الزنا، فوالله إن لم ننتبه سيدركنا قوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي هريرة عند أبي يعلى قال: ((والذي نفسي بيده لا تفني هذه الأمة، حتى يقوم الرجل إلى المرأة، فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذٍ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط)).

قال القرطبي رحمه الله: (في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، إذ أخبر عن أمور ستقع فوقعت خصوصاً في هذه الأزمان).

رحم الله القرطبي وأسكنه فسيح جناته، إذا كان هذا وقع في زمنه، وقد توفي في القرن السابع، فكيف لو رآى زماننا هذا، الذي قد اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبحت قلة الحياء شعار أسر كاملة، وعوائل معروفة، كانت معروفة إلى سنوات قريبة بالستر والعفاف.

فنسأل الله جل وتعالى أن يدركنا برحمته.

فإن واقعنا ينذر بشر عظيم، وباب سينكسر، نسأله العفو والعافية، إنه سميع الدعاء.

أقول قولي هذا . . .


الخطبة الثانية

الحمد لله............

أما بعد:

ومن أشراط الساعة، والتي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها ستكثر وتنتشر، بل ويستحلّها الناس ظهور المعازف وأصوات الموسيقى والغناء وانتشارها بين الناس، عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سيكون في آخر الزمان خسف، وقذف ومسخ، قيل ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات)) رواه ابن ماجة وسنده صحيح، وهذه العلامة قد وقع شيء كبير منها في العصور السابقة، وهي الآن، وفي هذا الوقت أكثر ظهوراً، وأعظم انتشاراً، فقد ابتلي كثير من المسلمين بالمعازف، وأشربت قلوبهم حب الغناء، وسماع الموسيقى، وارتفعت أصوات المغنين والمغنيات، الأحياء منهم والأموات، في كل مكان، وتساهل الناس في هذا الأمر، وصار سماع الغناء جزء من حياتهم، ولا ينكر ارتفاعه في الأسواق والأماكن العامة، وامتلأت البيوت به، وكل هذا أيها الأحبة، مؤذن بشرّ والله المستعان. فقد جاء الوعيد لمن فعل ذلك بالمسخ والقذف والخسف، كما في الحديث السابق، بل والأعظم من هذا، إذا استحلّ الناس الغناء والمعازف، وفعلاً قد استحلها كثير من الناس، ويستغرب إذا قلت له بأن سماع الموسيقى والغناء حرام، فهؤلاء عقوبتهم كما ثبت في البخاري أنهم يمسخون قردة وخنازير إلى يوم القيامة، فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرّ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم تأتيهم – يعني الفقير لحاجة – فيقولوا ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)).

إن المتأمل لواقع الناس اليوم، يرى أن هذه الأمة إن لم يتداركها الله برحمته، فإنها مقبلة على فتن عظيمة، لقد أحب الناس اللهو والعبث والمرح، نزعت الجدية من حياتهم، نسوا أننا أمة مجاهدة، أمة صاحبة رسالة، تكالب علينا الأعداء من كل جانب، نهبت أموالنا، اغتصبت أراضينا، سرقت خيرات الأمة، ومازلنا نرقص ونغني، تعجب أحياناً من رجل كبير في السن يتمايل مع أصوات المعازف، فكيف بالشاب المراهق.

إن مما عوّد الناس على سماع الغناء، وجعلها عادية في حياتهم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وزاد الطين بِلةً، دخول الدشوش في البيوت، وهذا شر عظيم، وجرم كبير، يرتكبه رب الأسرة في حق أولاده لأنها دعوة صريحة إلى الفواحش، محطات كاملة، تبث وعلى مدى 24 ساعة، برامج فقط رقص وغناء، بشكل فاضح ساقط، والبنت تنظر وتسمع، والولد، والزوجة، والبيت كله يتربى على هذا، ألا تظنون أننا لا نحاسب حساباً عسيراً على هذا، والله سنحاسب، ولعلي أختم كلامي بأن أقرأ عليكم ورقة موقعة من فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حول إدخال رب الأسرة الدش في بيته وما هي عقوبته عند الله عز وجل
اللهم اصلح احوالنا واحوال المسلمين يارب العالمين
عباد الله صلوا على من امركم الله بالصلاة والسلام عليه............
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2009, 11:02 AM
  #23
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

اللقاء الثالث من سلسلة اشراط الساعة

الخطبة الأولى
الحمد لله ...........

أما بعد:

ومن أشراط الساعة معاشر المسلمين، استكمالاً لما سبق، وما زلنا في علامات الساعة الصغرى وبقي علينا الكبرى، انتشار وكثرة شرب الخمر في هذه الأمة، والأدهى من ذلك استحلال بعض الناس لها، نعم ولا غرابة أن يستحل بعض هذه الأمة ما حرم الله، روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أشراط الساعة)). وذكر منها: ((ويشرب الخمر)). وعند الإمام أحمد وابن ماجة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه)).

لقد ابتلي عدد غير قليل من المسلمين بشرب الخمر والعياذ بالله، وابتلي به أكثر أصحاب الأموال والترف إلا من رحم الله، وأصحاب الوجاهات، لأسباب منها: أن الحصول عليه يحتاج إلى ميزانية، لارتفاع سعره، وهذا ما لا يتمكن منه الفقير الفاسق، ومنها :أن هذه الطبقة من المجتمع، تقليداً لأشباههم الكفار الغربيين، يعتبرونه من مكملات الوجاهة ومن تتمات البروتوكولات – زعموا – لكن مع ذلك الفرق كبير بين المُقلِدّ والمُقَلَّد، فالكفار مع كفرهم، لكنهم أعقل ممن قلدوهم من المسلمين في تناول الخمر، يذهبون عقولهم لكن بعقل، وفي أوقات محددة، وبعضهم تحت إشراف طبيب، أما أصحاب الترف، وأصحاب الملذات واللعب من هذه الأمة، مع كونهم مسلمين، ومع أنهم يعلمون حرمته، لكنهم يذهبون عقولهم بغير عقل، نسمع عن بعضهم أنهم لا يشربون الخمر بالكأس بل بالسطل، حيوانية وبهيمية متناهية، وبعضهم يبقى بالأربع والخمس أيام فاقداً للوعي، لا يترك لنفسه فرصة ولا دقيقة واحدة ليعود إليه عقله.

لقد كثر الخمارين في أوساط الناس، وكثر أيضاً الخمارات، وكل هذا تحقيقاً لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، أما كثرة الخمارين، فإن الواقع يشهد لذلك، قبيل سنوات، كان المبتلى بالخمر، لا أحد يعرف عنه، يتستر حتى من أهل بيته، أما الآن، فلكثرة البلوى به، أصبح عند الناس تبلد إحساس وعدم اكتراث بهذا الأمر، فلا يبالي إذا عرف الناس عنه أنه يتعاطى المسكرات ذهب الحياء حتى من الناس، أصبحنا نسمع في واقعنا وكأن الأمر عادي جداً فلان أتانا وهو سكران، فلان يشرب في بيته، فلان .. وهكذا وكأن الأمر لا شيء، أما كثرة الخمارات، فلو اتيحت لك فرصة أن تجلس لبضع دقائق مع أحد أعضاء الهيئات، ليعطيك بعض أخبار الخمارات، فأظنك لا تصدق العدد في البلد الواحد، كالخبر مثلاً ليس بالآحاد، بل بالعشرات وربما أكثر، مصانع داخلية في الشقق والبيوت، وأكثر البلوى والمصائب كما بلغنا من العمالة الأجنبية، فهم سبب لكثير من المفاسد في البلد، يجتمع العشرة وربما أكثر في الشقة الواحدة، وليس بينهم متزوج، ومع غياب متابعة الكفيل، يفعلون كل شيء، فيفتحون لهم مصنعاً، وأحياناً يكون السبب هو الكفيل نفسه إذا أخرّ رواتبهم، وهم بحاجة إلى المال، ماذا يفعلون؟ فيغريهم الشيطان إلى مثل هذه الطرق، لكن المصيبة على من يبيعون؟ تتم البيعة على أولاد البلد، ممن يتوفر في أيديهم المال، فاتقوا الله عباد الله، الأب يتابع ولده، والكفيل يتابع ومكفوله وكلنا نكون رجال هيئة، نتعاون مع الأعضاء الرسميين، لنخفف الشر المنتشر في كل مكان.

أيها المسلمون: لقد تحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم في انتشار الخمر، وليس أعظم انتشاراً من أن تباع جهاراً ونهاراً، وتشرب علانية في بعض البلدان الإسلامية، وتحت غطاء رسمي يحمي ذلك كله، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

من كان يتصور أن يصل الحال بالمسلمين، أن يرضوا ببيع الخمر في بلادهم، الكفار حكوماتهم كافرة، وليس بعد الكفر ذنب، ولكن العجب فيمن يدعي الإسلام، ثم يرضى ببيع الخمر بين المسلمين، إن كان استحلالاً، فإن من استحل الخمر كافر، يستتاب، فإن تاب وإلا قُتل كافراً مرتداً، تضرب عنقه، ثم لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، وإنما يرمس بثيابه في حفرة بعيدة، لئلا يتأذى المسلمون برائحته، وأقاربه بمشاهدته، ولا يرث أقاربه من ماله، وإنما يصرف ماله في مصالح المسلمين، ولا يدعى له بالرحمة، ولا النجاة من النار، لأنه كافر مخلد في نار جهنم إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا . هذا المستحل، أما غير المستحل فهو عاصي لله فاسق خارج عن طاعته، مستحق للعقوبة، وعقوبته في الدنيا الجلد، وقد كان يفتي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن من تكرر منه شرب الخمر فإنه يقتل في الرابعة، عند الحاجة إليه، إذا لم ينته الناس بدون القتل. وهذا والله عين الفقه، فإن الصائل على الأموال إذا لم يندفع إلا بالقتل قتل، فما بالكم بالصائل على أخلاق المجتمع، وصلاحه وفلاحه، لأن ضرر الخمر لا يقتصر على صاحبه، بل يتعداه إلى نسله ومجتمعه، ولعل هذه الفتوى أنسب فيمن يسمحون ببيع الخمور في ديار المسلمين.

ومن أشراط الساعة: زخرفة المساجد والتباهي بها، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أشراط الساعة أن يتباهى الناس بالمساجد)) رواه النسائي وابن خزيمة بسند صحيح. وعند الإمام أحمد: ((لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)).

زخرفة المساجد، هو نقشها، وعلة النهي والله أعلم أن ذلك علامة الترف والتبذير والإسراف، إضافة إلى أنه يشغل الناس عن صلاتهم، أضف إلى ذلك قول ابن عباس كما في صحيح البخاري أنه من عمل اليهود والنصارى: ((لتُزخرفُنّها كما زخرفت اليهود والنصارى)). لهذا ولغيره ورد النهي، لمّا أمر عمر بن الخطاب بتجديد المسجد النبوي على عهده، نهى عن الزخرفة وأكد على ذلك فقال: ((أكنّ الناس من المطر، وإياك أن تحمرّ أو تصفرّ، فتفتن الناس)). رحم الله الفاروق عمر، فإن من أتوا بعده، لم يأخذوا بوصيته، ولم يقتصروا على التحمير والتصفير، بل وتعدوا ذلك إلى النقش كما ينقش الثوب.

معاشر المسلمين: إن التباهي في بناء المساجد، صار أمراً ظاهراً لكل أحد، ومنذ القديم، والسلاطين والملوك والخلفاء، يتباهون في بناء المساجد وتزويقها وزخرفتها، حتى أتوا وعلى مر التاريخ بالعجب، ولا زالت بعض هذه المساجد قائمة حتى الآن في الشام ومصر وتركيا، وبلاد المغرب والأندلس والهند، وغيرها. ولا تزال هذه العادة مستمرة إلى يومنا هذا، التباهي، والزخرفة، الأول يبني مسجداً يتباهى بأنه صاحب أطول مئذنة في العالم، والثاني أكبر قبة، والثالث أوسع، والرابع أجمل، والخامس أحسن، المهم أنه على وزن أفعل – ما في العالم، ويمكن أن يلحق ما هو على وزن أفعل: أسوء، وأقبح، إذا كان مخالفاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

إن عمارة بيوت الله جل وتعالى إنما تكون، بالطاعة والذكر والصلاة، وتحقيق ما وجدت المساجد في هذا الدين من أجله، يكفي في المسجد أن يقي الناس الحر والبرد والمطر.

إن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في وقته من جريد النخل لكنه كان مكاناً للصلاة والذكر، وكان مقراً لاجتماع مجلس الشورى، وكانت قاعدة عسكرية، ينطلق منها جحافل الإيمان إلى أصقاع المعمورة، يفتحون البلاد وينشرون دين الله، وكانت جامعة تخرج منها الفقهاء والمحدثين والمفسرين، وكانت مأوى للفقراء والمساكين، كأهل الصفة وغيرهم.

إلى غير ذلك مما وجد المسجد في الإسلام لأجله، أما اليوم فصحيح أن مساجدنا، أطول، وأكبر، وأوسع، و .. و .. لكن المقاصد الشرعية الأخرى للمساجد عطلت، فأصبح أسوء، وأبشع، وأبعد من السنة.

لقد جاء الوعيد من نبيكم بالخبر الصحيح بالدمار إذا زخرفت المساجد وحليت المصاحف، روى الحكيم الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ((إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم)).

والذي عليه الشافعية كما نقله المناوي رحمه الله: (أن تزويق المساجد ولو الكعبة بذهب أو فضة حرام مطلقاً، وبغيرهما مكروه).

فنسأل الله جل وتعالى العفو والعافية.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .

نفعني الله وإياكم. . .


الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين .. وأشهد أن لا إله إلا الله. . .

أما بعد:

ومن أشراط الساعة أيضاً ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة القتل في آخر الزمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال – القتلُ القتل -)) رواه مسلم. وروى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن بين يدي الساعة الهرج، قالوا وما الهرج؟ قال القتل، قالوا: أكثر مما نقتل؟ إنا نقتل في العام الواحد أكثر من سبعين ألفاً، قال: إنه ليس بقتلكم المشركين ولكن قتل بعضكم بعضاً، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: إنه ليُنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنه على شيء وليسوا على شيء)) .. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قَتلَ، ولا المقتول فيم قُتل، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج، القاتل والمقتول في النار)).

وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث قد وقع بعض منه، فحدث القتال بين المسلمين في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، ثم فتح الباب بعد ذلك .. لكن قتال الصحابة ليس كقتال من جاء بعدهم، فلم تكن لهم أطماع دنيوية على مال أو حكم أو رياسة كما يصور ذلك بعض المنحرفين من الكُتاب، ويصدقه السذج وضعاف الإيمان. تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ويكفي أنهم قوم قد حطوا رحالهم في الجنة.

ثم صارت الحروب تكثر في بعض الأماكن دون بعض، وفي بعض الأزمان دون بعض، وغالبها لا تخلو من أطماع، إما على حكم وهذا الغالب، أو على مال أو حروب طائفية دينية، وأحياناً تقوم حروب دون أن يعرف لها سبب، وإن ما حصل في القرون الأخيرة من الحروب المدمرة بين الأمم والتي ذهب ضحيتها الألوف بل الملايين. وانتشرت الفتن بين الناس بسبب ذلك، وكلما تسلم زعيم حكم دولة فأول ما يبدأ به هو تصفية كل المقربين من الوزراء والأمراء والأعوان للذي قبله.

وكذلك، فإن انتشار الأسلحة الفتاكة التي تدمر الشعوب والأمم، له دور كبير في كثرة القتل حتى صار الإنسان لا قيمة له، يذبح كما تذبح الشياه، وذلك بسبب الانحلال، وطيش العقول، فعند وقوع الفتن، يُقتل المقتول ولا يدري لماذا قُتِل وفيم قُتل، بل أننا نرى بعض الناس يقتل غيره لأسباب تافهة، وذلك عند اضطراب الناس ويصدق على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليُنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان)) نسأل الله العافية، ونعوذ به من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

بقي تعليقان قصيران حول كثرة القتل.

الأول: إن جميع الحروب التي تُكاد ضد المسلمين في هذا الوقت، سواءً كانت موجهة مباشرةً ضدهم أو كانت بالتحريش بينهم، فينبغي أن نعلم أن ورائها الغرب الحاقد على الإسلام، متمثلة في دولة عاد الكبرى – وهي حروب دينية صليبية بحتة – يراد منها القضاء على أكبر عدد من المسلمين بالقتل، وإن كانت في الظاهر قد تأخذ أسباباً تروج في الإعلام أنها غير دينية، لا شك أنهم يحققون مكاسب مادية من وراء ذلك، لكن قضية الدين في المقدمة، ولقد كثر القتل في المسلمين في هذه الأزمان، بسبب هذا المخطط الصليبي الحاقد.

فمرة: يعطون الضوء الأخضر لدولة تغزو جارتها، ومرة يتسببون في فتن بين جارتين فيقع بينهم حروب لسنوات، تستنزف فيها أموال، وتزهق أنفس، ومرة يكونون وراء حرب طائفية داخل الدولة الواحدة، ومرة يكون الطرف الآخر هم أنفسهم مباشرة كما حصل في البوسنة، ويخترعون لها أي سبب.

ما محصلة هذا كله: المحصلة كثرة القتل في المسلمين.

الأمر الثاني: إن هذا القتل الذريع في المسلمين، والغالب أنهم أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم شعوب تلك الدولة أو رعايا الدولة الأخرى، أنهم والعلم عند الله تعالى أن هذا القتل لهم بدون سبب يخفف عنهم عذاب الآخرة، فقد روى الحاكم في المستدرك بسند صحيح عن صدقة بن المثنى قال: حدثنا رباح بن الحارث عن أبي بردة قال: بينا أنا واقف في السوق في إمارة زياد إذا ضربت بأحدى يدي على الأخرى تعجباً، فقال رجل من الأنصار قد كانت لوالده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما تعجب يا أبا بردة؟ قلت أعجب من قوم دينهم واحد، ونبيهم واحد، ودعوتهم واحدة، وحجهم واحد، وغزوهم واحد، يستحل بعضهم قتل بعض، قال فلا تعجب فإني سمعت والدي أخبرني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أمتي أمة مرحومة، ليس عليها في الآخرة حساب ولا عذاب، إنما عذابها في القتل والزلازل والفتن)). وفي رواية أبي موسى في مسند الإمام أحمد بسند صحيح: ((إن أمتي أمة مرحومة، ليس عليها في الآخرة عذاب، إنما عذابها في الدنيا: القتل والبلابل والزلازل)).
[/color][/size]

التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 23-03-2009 الساعة 11:03 AM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2009, 11:10 AM
  #24
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

اللقاء الرابع من سلسلة اشراط الساعة

الخطبة الأولى

أما بعد:
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

أيها المسلمون لازلنا في هذه السلسلة المباركة

فذكرنا من جملة من ذكرنا، استفاضة المال بأيدي الناس وأن هذا من علامات الساعة، ومنها ضياع الأمانة، وانتشار الربا والزنا والخمور، وظهور الجهل، وكثرة القتل، وانتشار الأمن،وغيرها من العلامات، والتي اشبعت حديثاً هناك.

وها نحن نستكمل الحديث عن علامات الساعة الصغرى.

إن الله جلت حكمته، قد أخفى على كل أحد وقت قيام الساعة، وجعل ذلك من خصائص علمه، لم يُطلع عليها أحداً، لا ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفيّ عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعملون .

ولكنه سبحانه وتعالى، قد أعلمنا بأماراتها وعلاماتها وأشراطها، لماذا؟ وما الحكمة؟ لنستعد لها.

إن في سرد هذه العلامات والأشراط عليكم أيها الأحبة، من خلال كلام النبي صلى الله عليه وسلم، تحذير للأمة، وتنبيه للناس ليستيقظوا من غفلتهم، ويدركوا بأن الساعة قريبة، وأن الواجب الاستعداد لها.

وبعض هذه العلامات ظهر وانقضى، والبعض نعيشه الآن، والبعض ننتظره، بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وسيقع لا محالة.

ومن أشراط الساعة استكمالاً لما سبق: تقارب الزمان، روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان)).

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة)) رواه الإمام أحمد بسند صحيح.

ما معنى تقارب الزمان؟ معنى تقارب الزمان، قلة بركة الزمان، كما سمعتم في الحديث تكون السنة كالشهر، تمضي عليك السنة ولم تفعل شيئاً، ولم تنجز عملاً يذكر، كأنه شهر، والشهر يقل بركته، فيصير كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة، كم يستغرق وقت احتراق السعفة، بضع دقائق، الساعة بركتها كالدقائق والله المستعان.

وهذا أيها الأحبة، يشعر به العقلاء من الناس، وأهل العلم، والفطنة، وأصحاب العقول الراجحة، والأذهان الصافية، أما فسقة الناس وجهالهم، وأصحاب الهمم الدنيئة، وأصحاب الشهوات العاجلة، فهؤلاء لا يشعرون بشيء، إن هم إلا كالأنعام، همّ الواحد أن يملأ بطنه من الطعام والشراب ويستمتع ويقف عند ذلك. يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم .

ما السبب أيها الأحبة في تقارب الزمان؟ وما هو السبب في قلة بركة الوقت؟ وأظن أن الكثيرين منكم فعلاً يشتكي من هذه القضية، يمر عليك اليوم، واليومان والشهر والسنة، والإنجاز قليل، والعطاء ضعيف، السبب هو ظهور الأمور المخالفة للشرع في حياة الناس الخاصة، وفي مجتمعاتهم، إنه من الغلط ربط قلة البركة ونزعها من حياة الناس بغير القضايا الشرعية، إن علاقتها المباشرة بالأمور الشرعية ولا غير، يشتكي الناس من قلة البركة في الأوقات كما كان في الماضي، يشتكي الناس من قلة البركة في المال، يستلم الموظف عشرة آلاف أو أكثر، ولا يدري أين ذهب الراتب وفي الماضي كان يأخذ نصف راتبه الآن، ويجد ما يوفر بل ويتصدق، يشتكي الناس قلة البركة في الأولاد، نعم لديك سبعة أو ثمانية من الولد، لكن أين هم؟ ما وجودهم، ما قيمتهم بين الناس؟ هذه وغيرها يشتكي الناس من نزع البركة فيها، والسبب كما قلت أيها الأحبة وأقول، السبب نحن، ضعف إيماننا، وكثرة معاصينا، وجرأتنا على الحرام، كثرة فشو المنكرات في مجتمعاتنا، وقلة المنكرين كل هذا وغيره، عاقبنا الله جل وتعالى، وهذه تعد عقوبة يسيرة، نزع البركة من حياتنا قال الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي رحمه الله تعالى: (ولعل ذلك – أي تقارب الزمان – بسبب ما وقع من ضعف الإيمان، لظهور الأمور المخالفة للشرع من عدة أوجه، وأشد ذلك الأقوات، ففيها من الحرام المحض ومن الشبه ما لا يخفى، حتى أن كثيراً من الناس لا يتوقف في شيء ومهما قدر على تحصيل شيء، هجم عليه ولا يبالي، والواقع – والكلام لا يزال له – أن البركة في الزمان وفي الرزق وفي النبت إنما تكون عن طريق قوة الإيمان، واتباع الأمر واجتناب النهي، والشاهد لذلك قوله تعالى: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ).

ومن أشراط الساعة: ظهور الشرك في هذه الأمة، هذه العلامة ظهرت بل هي في ازدياد، ولها صور وأشكال لا تُحصى، لقد وقع الشرك في هذه الأمة، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث ليحارب الشرك، لقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم فتحها، وحول الكعبة وفوقها 360 صنماً، تعبد من دون الله، وكان بيده معول فصار يضربها ويكسرها وهو يتلو قول الله تعالى: وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاُ فأعلن عليه الصلاة والسلام التوحيد، وأقامه بين الناس، لكن بعد سنوات القرون المفضلة، وقع الشرك في هذه الأمة مرة أخرى، بل ولحقت قبائل منها بالمشركين، وعبدوا الأوثان، وبنوا المشاهد على القبور، وعبدوها من دون الله، وقصدوها للتبرك والتعظيم، وقدموا لها النذور، وأقاموا لها الأعياد، وصور أخرى من الشرك. روى أبو داود والترمذي بسند صحيح عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وضع السيف في آمتي، لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان)). هذه بعض صور الشرك مما كان في الماضي ولا يزال، أما اليوم فقد ظهرت صور أخرى، تتعدى عبادة الحجر والشجر، فصار في مجتمعاتنا الطواغيت أنداداً من دون الله، وصار الشرك في تشريع الناس لأنفسهم ما يخالف شرع الله عز وجل، وصار الشرك بإلزام البشر بالتحاكم إلى غير شريعة الله، وصار الشرك بتنصيب أشخاص في جهة أو لجنة أو مجلس، اتخذوا أنفسهم آلهة مع الله في التحليل والتحريم، وصار الشرك في اعتناق البعض المذاهب العلمانية والإلحادية والاشتراكية والقومية والوطنية وغيرها، ثم قبل ذلك كله وبعده، يزعمون أنهم مسلمون.

ومن أشراط الساعة: ظهور الفحش وقطيعة الرحم وسوء الجوار، روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة)). فهذه ثلاثة أمور ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أنها من علامات الساعة، وكلها والله منتشرة بيننا.

لقد انتشر الفحش بين كثير من الناس، غير مبالين بالتحدث بما يرتكبون من معاصي، وهذا تفاحش والعياذ بالله، إن من المهانة والذلة والخسة وعدم المروءة أن يقع المرء في معصية أو خطأ أو جريمة أو فاحشة، وقد بات يستره الله، ثم يصبح ويكشف ستر الله عنه بأن يتحدث بين زملائه وأقرانه بما فعل، فإن حصل هذا – وهو حاصل – فاعلم إنها من أشراط الساعة.

أما قطيعة الأرحام، فالله المستعان وإلى الله المشتكى، وصلنا إلى مرحلة، أن القريب لا يصل قريبه، بل يحصل بينهم التقاطع والتدابر إلى درجة أن الشهور تلو الشهور تمر وهم في بلد واحد، وربما في حارة واحدة، فلا يتزاورون ولا يتواصلون، أليس هذا حاصل أيها الأحبة، لاشك أنه حاصل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على صلة الرحم وحذّر من قطيعتها وقال: ((إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة؟ قال نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلى، قال فذاك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، اقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) رواه مسلم.

أما عن سوء الجوار، فحدث عنه ولا حرج، فكم من جار لا يعرف جاره، ولا يتفقد أحواله ليمد له يد العون إن احتاج، بل ولا يكف شره عنه، يقول بعض الجيران، لا نريد من جيراننا خيراً، نريد أن يكفوا شرهم عنا.

نسأل الله جل وتعالى أن يصلح أحوالنا، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يفقهنا في ديننا.

أقول هذا القول . . .


الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .......
أما بعد:

ومما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة: تشبُّب المشيخة، روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون قوم يخضِبون في آخر الزمان بالسواد، كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة)). لقد انتشر بين الرجال في هذا العصر، صبغُ لحاهم، ورؤوسهم بالسواد، يريدون أن يتشببوا، والصبغ بالسواد حرام حرام يا عباد الله، لا يجوز أن يغير الرجل ولا المرأة، الشعر بالسواد، نعم التغيير سنة، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتغيير لكن بغير السواد، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غيّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)).

وبهذا يعرف أن بعض المحلات التي تبيع صبغ الشعر الأسود، أنه حرام عليهم، ولا يجوز لهم بيعه، وهذه من البيوع المحرمة، ولا حجة بأن هذا طلبات الزبائن والناس تريد هذا، فانتبه يا صاحب المحل أن تخلط حلال مالك بحرام، فالربح الذي يأتيك من هذه السلعة، اتركها لله وسيعوضك الله خيراً منها.

أما حواصل الحمام، فالمراد به والله أعلم صنيع بعض الرجال في هذا العصر، من حلق العوارض، ويتركون اللحية على الذقن فقط، ثم يصبغونه بالسواد، فيغدو كحواصل الحمام.

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم – ((لا يريحون رائحة الجنة)) – قال ابن الجوزي رحمه الله: (يحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنة لفعل يصدر منهم، أو اعتقاد، لا لعلة الخضاب، ويكون الخضاب سيماهم، كما قال في الخوارج سيماهم التحليق، وإن كان تحليق الشعر ليس بحرام).

ومن أشراط الساعة أيضاً: كثرة الشح، والشح هو أشد البخل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((من أشراط الساعة أن يظهر الشح)) رواه الطبراني في الأوسط، وروى البخاري عنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويُلقى الشح)). وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزداد الأمر إلا شدة ولا يزداد الناس إلا شحاً)). إن الشح خلق مذموم، نهى عنه الإسلام، ويبن أن من وُقي شح نفسه فقد فاز وافلح، قال الله تعالى: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون .

عُرف بعض الناس بالكرم، والجود، والسخاء، وأنه رجل معطاء، لا يسمع بباب نفقة في خير إلا وله فيها سهم، فمرة ينفق على مسكين، ومرة يتصدق على فقير، ومرات يرسل لأرامل وأيتام، إذا سمع بجمعية خيرية كان أول المساهمين، وإذا سمع ببناء مسجد كان أول المبادرين، مثل هذا الإنسان يبشر بخير، فإن الله جل وتعالى يبارك له في ماله فكلما زاد في العطاء زاده الله، ((يا ابن آدم انفق ينفق الله عليك، ما من يوم يصبح الناس فيه إلا وملك ينزل من السماء يقول: اللهم أعط منفقاً خلفا، وأعط ممسكاً تلفا)). وهناك من أهل الخير ممن كانت لهم مشاركات طيبة، وبها عرفوا، والآن قلت مساهماتهم، وأمسكت أيديهم على جيوبهم فإذا ما سُألوا أجابوا: الأوضاع الاقتصادية الراهنة، كساد السوق، كثرة الالتزامات الرسمية وغير الرسمية، نقول لهم، هذا هو الاختبار للمؤمن الحقيقي، الذي ينفق وقت الشدة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة . إن الله جل وتعالى يغيّر من أحوال الزمان، من رخاء إلى شدة ومن شدة إلى رخاء، والمؤمن مبتلى، والصادق من لا ينقطع حتى في أوقات الشدة، ويعلم بأن هذا اختبار من الله له، ليضاعف له الأجر والمثوبة.

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دمائهم، واستحلوا محارمهم)) رواه مسلم

اللهم احسن لنا الختام اللهم احينا مسلمين وامتنا مسلمين واحشرنا في زمرة الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين
الدعاء..........
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 23-03-2009, 10:04 PM
  #25
مقبل السحيمي
..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
 الصورة الرمزية مقبل السحيمي
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432
مقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

بارك الله فيك وفي عملك وجهودك
والله يجعلها في ميزان حسناتك
مقبل السحيمي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 24-03-2009, 10:32 AM
  #26
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

مشكور يا شيخ مقبل وجزاك الله خيرا على مرورك
================================================== ====================================
اللقاء الخامس من سلسلة اشراط الساعة
الخطبة الأولى
ان الحمد لله نحمده ..........
أما بعد:
نواصل حديثنا معكم ايها الأحبة عن أشراط الساعة، ولا نزال في الصغرى منها، ذكرنا في الجمعة الماضية: تقارب الزمان، وظهور الشرك في هذه الأمة، وظهور الفحش، وقطيعة الرحم وسوء الجوار، وتشبب كبار السن، وكثرة الشح.
ثم هذه مجموعة أخرى من أشراط الساعة، فمنها: كثرة التجارة وفشوها بين الناس، حتى تشارك وتزاحم النساء فيها الرجال.
روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه بسند صحيح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة)). وروى النسائي عن عمرو بن تغلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشراط الساعة أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة)) وهذا أمر حاصل وظاهر لكل أحد، إن كثرة التجارة وانتشارها أمر لا بأس به، بل قد يكون مطلوباً، فهو يغني الإنسان عن سؤال الغير، لكن البأس، أن تؤدي التجارة ويؤدي هذا المال للإفتتان، ثم الطغيان، كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى وكذلك المرأة، الأصل أنه لا بأس من مشاركتها في التجارة، والدخول فيه، لكن البأس ما هو حاصل من واقعنا في هذا الزمان، التمرد، والاستغناء عن الزوج، بل والتسلط عليه، وصار المسكين موقفه ضعيفاً، فالمال بيدها، أضف إلى ذلك نقصان العقل والدين، فماذا تتوقع بعد ذلك، لا غرابة إذا سمعنا، بل أصبح هذا أمراً عادياً عند بعض الأسر، أن تسافر بعض النساء لوحدهن، ولا أتكلم هنا عن بعض الأسفار الداخلية، ولا عن ما ذكره الفقهاء في كتبهم من سفر المرأة مع مجموعة إلى الحج، بل أعني سفر عدد من النساء، وفي الغالب أخوات للسياحة والتنزه والإصطياف في الخارج، وهذا حاصل وواقع .. وصل قلة الحياء والإستهانة بأوامر الله وعدم الخجل حتى من الناس أن يقال ويعرف أن بنات فلان قضين شهراً من عطلة الصيف في أوربا، أو أمريكا، أو أحد بلدان الشام، بل وصار الناس يستقبلون مثل هذه الأخبار دون نكارة، ولا حرج، لو سألت وبحثت عن بعض أسباب ذلك، لوجدت أن وفرة المال، وكثرته في يد المرأة، قد يؤدي إلى مثل ذلك، بل وأشد من ذلك .. لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يخشى على هذه الأمة الفقر، إنما يخشى عليها أن تبسط عليها الدنيا، فيكثر المال، وتفشو التجارة، فيقع بين الناس التنافس، الذي يؤدي إلى الهلاك، ففي الحديث أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)) رواه البخاري ومسلم .. وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟ قال عبدالرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله، قال رسول صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك: تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون)). فالمنافسة على الدنيا، تجر إلى ضعف الدين، وهلاك الأمة، وتفريق الكلمة، كما وقع في الماضي، وكما هو واقع الآن.
تجد أخوين، خرجا من بطن واحد، ومن صلب رجل واحد، يحصل بينهم مشاكل ومنازعات وخصومات، بل ويصل الأمر إلى المحاكم، من أجل خلاف على مزرعة، أو أرض، أو كانا شريكين في تجارة، والله المستعان.
وتصديق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من فشو التجارة، أصبحت ترى مدينة صغيرة، كالتي نحن فيها الآن، كان سوقها قبيل سنوات محصور في شارع واحد، والآن أصبحت المدينة كلها سوق، وتحولت معظمها إلى مجمعات تجارية، أضعاف أضعاف حاجة البلد، والعجيب أن التجار يشتكون من كساد السوق، وفي المقابل هناك ازدياد متضاعف على فتح محلات أخرى وجديدة، بمذا نفسر هذا؟ إن تفسيره أنه أحد علامات الساعة.
أيضاً ومن أشراط الساعة: ذهاب الصالحين، وقلة الأخيار، وكثرة الأشرار، حتى لا يبقى إلا شرار الناس، وهم الذين تقوم عليهم الساعة .. روى الإمام أحمد بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض – (شريطته أي أهل الخير والدين) – فيبقى فيها عجاجة – (وهم الأراذل الذين لا خير فيهم) – لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً)). معنى الحديث أن الله يأخذ أهل الخير والدين، ويبقى غوغاء الناس وأراذلهم ومن لا خير فيهم، وتأمل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربط القضية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وروى الإمام أحمد أيضاً بسند صحيح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يأتي على الناس زمان، يُغربلون فيه غربلةً، يبقى منهم حثالة – (والحثالة الردئ من كل شيء) – قد مرِجت – (أي اختلطت) – عهودهم وأماناتهم واختلفوا، فكانوا هكذا، وشبك بين أصابعه)).
متى يكون ذهاب الصالحين؟ ومتى يقل الأخيار ويكثر الفجار؟ يكون ذهاب الصالحين، عند كثرة المعاصي، وعند ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ((أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم. إذا كثر الخبث)).
والخبث والله قد كثر، وطفح على السطح، ولم يعد الخبث مستوراً، بل أصبح ظاهراً ويعلن عنه، دخل الخبث معظم البيوت، أصبحت ترى الخبث في شوارع المسلمين وأسواقهم، بل لقد تخلل الخبث إلى سلوكيات الأمة وأخلاقها، كان في الماضي يستحي الناس من ظهور وبروز شيء من خبثهم وفجورهم ومعاصيهم، أما اليوم وصل الأمر إلى المجاهرة بالخبث.
أصبح الرجل الصالح الذي لا يريد أن يتلوث بخبث المجتمع غريباً، بل حتى عوام الناس صاروا يطلقون عليه بقولهم – فلان ملتزم – إذا كان هو ملتزماً فأنت ماذا تكون؟ هذا اعتراف منك بأنك غير ملتزم، أي غير ملتزم بأوامر الله، غير ملتزم بأحكام الشرع، وهذه هي الإنتكاسة أيها الأحبة.
أرجع إلى الخبث، ((أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث)).
إن كثرة الخبث في المجتمع، سبب لذهاب النعم، وحلول النقم، الخبث سلاّب للنعم جلاّب للنقم، خبث الناس وفجورهم ومعاصيهم يسبب تسلط الخصوم، وتسيطر الأشرار والفجار، وارتفاع الأسعار، وشح الوظائف، وكثرة الجرائم وقلة الأمطار، وانتشار الأوبئة فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .
ما نزل بالأمة من ذل وهوان وآلام، وعقوبات ومحن وفتن إلا بسبب كثرة الخبث وقلة الصالحين، فحرمت الأمة من خيرهم وبركتهم ودعوتهم، وما يصيب الأمة في واقعها ما هي إلا نذر لكي يعودوا ويرجعوا ويكفوا من نشر الخبث وتقليص تمدد الصالحين. وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون وقال جل شأنه: فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم . ولعلك تسألني وتقول ما هو الخبث؟ وماذا تعني بالخبث؟ فأقول لك إن الخبث صوره لا تعد ولا تحصى لكن خذ بعض النماذج:
إن من الخبث، إقامة الربا، وانتشار الفواحش، وكثرة الزنا ومن الخبث: إكرام الكفار والفجار، وإهانة الصالحين والأخيار، ونبذ أحكام شريعة الجبار، ومن الخبث: تضيع الصلوات ومنع الزكوات، واتباع الشهوات، وارتكاب المنكرات، ومعاداة أولياء من بيده الأرض والسماوات.
من الخبث: انتشار الغش والظلم، كثرة أكل الحرام، ارتفاع أصوات المعازف، تساهل الناس في سماع الغناء، عدم الإكتراث بمشاهدة التبرج والسفور.
من الخبث: فشو رذائل الأخلاق، ومستقبح العادات في البنين والبنات، وتسكع النساء في الأسواق، وكثرة مشاكل المغازلات والمعاكسات، هذه نماذج وغيرها أضعاف مضاعفة .. ولعله ثار في ذهنك، لماذا لم يذكر الخطيب خبث الإعلام وما يبثه من سموم، والخبث الموجود في التلفاز عبر هذه القنوات؟
الجواب: فإن هذا لا يكفيه إشارة عابرة، وإنما يحتاج إلى كلام مفصل، وسيكون بإذن الله تعالى، خصوصاً الخبث الأكبر، وشيطان الخبائث، ما يسمونه: الدش.

والمشكلة أن الناس نيام، والمجتمع غافلٌ لاه، لا يعلم بأن الخبث، يهدم الأركان، ويقوض الأساس، ويزيل النعم، وينقص المال، وترتفع الأسعار، وتغلو المعيشة، وتحل الهزائم الحربية والمعنوية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون .

قال الله تعالى: أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون .
نسأل الله جل وتعالى أن يرحمنا برحمته. وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه. . .

الخطبة الثانية
الحمد لله .......
أما بعد:
ومن أشراط الساعة أيضاً: ارتفاع الأسافل من الناس على خيارهم، واستئثارهم بالأمور دونهم، فيكون أمر الناس بيد سفهالهم وأراذلهم ومن لا خير فيهم، وهذا أيها الأحبة من انعكاس الحقائق وتغيّر الأحوال، وهذا أمر مشاهد جداً في هذا الزمان، فترى أن كثيراً من رؤوس الناس وأهل العقد والحل هم أقل الناس صلاحاً وعلماً، إلا من رحم الله مع أن الواجب أن يكون أهل الدين والتقى هم المقدمون على غيرهم في تولي أمور الناس، لأن أفضل الناس وأكرمهم هم أهل الدين والتقوى، قال تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يولي الولايات وأمر الناس إلا من هم أصلح الناس وأعلمهم، وكذلك خلفاؤه من بعده، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها ما رواه البخاري عن حذيفة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران: ((لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حَق أمين)) فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث أبا عبيدة.
اسمع أخي المسلم إلى هذه الأحاديث في أن من أشراط الساعة إرتفاع أسافل الناس، روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنها ستأتي على الناس سنون خدّاعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة)) وفي حديث جبريل الطويل قوله: ((ولكن سأحدثك عن أشراطها، إذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها)) رواه مسلم.
وفي الصحيح: ((إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((من أشراط الساعة، أن يعلو التحوت الوعول، قال: أكذلك يا عبدالله بن مسعود سمعته من حِبي؟ قال: نعم ورب الكعبة، قلنا وما التحوت؟ قال: سفول الرجال، وأهل البيوت الغامضة يرفعون فوق صالحيهم، والوعول: أهل البيوت الصالحة)) رواه الطبراني في الأوسط.
وفي الصحيحين، عن حذيفة رضي الله عنه، فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قبض الأمانة، قال: ((حتى يقال للرجل: ما أجلده ما أظرفه ما أعقله، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان)).
وهذا هو الواقع بين المسلمين في هذا العصر، يقولون للرجل: ما أعقله، ما أحسن خلقه، ويصفونه بأبلغ الأوصاف الحسنة، ربما لم يوصف بها بعض الصحابة، وهو من أفسق الناس، وأقلهم ديناً وأمانة، بل قد يكون عدواً للإسلام والمسلمين، ويعمل على هدم الدين ليل نهار، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ولا داعي لكي تتيقن أن إرتفاع أسافل الناس على خيارهم، وتقلد الأمور دونهم، أن تنظر إلى بعيد، لو نظرت إلى أقرب المؤسسات حولك أو الشركات، أو المصالح والمكاتب، لرأيت أنه يتولى أمر هذه المصلحة، أو ذلك المكتب، أو ذلك القسم أو الإدارة، أقلهم علماً وخبرة بل وشهادة، وربما لا يحمل شهادة، ولا يفقه شيء في العمل، وإذا نظرت إلى خلقه وسلوكياته، لرأيته أفسق من في الإدارة، أو المؤسسة، وأنزلهم خلقاً ومعاملة، بل ربما لو فتشت في أوراقه وملفاته، لوجدت عليه قضايا وطامات، سرقات، اختلاسات، ناهيك عن القضايا الأخلاقية، وربما لم يسلم من جره للهيئة عدة مرات. فلو سألت، كيف تقلد هذا هذا المنصب، وكيف ارتفع هذا ، لجاءك الجواب، بأنه هذا هو الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون من أشراط الساعة.
عباد الله
صلوا على من امركم الله بالصلاة والسلام عليه............... الدعاء
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 24-03-2009, 10:39 AM
  #27
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

هذا هو اللقاء السادس من هذه السلسلة المباركة اشراط الساعة
لخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره........

ومن أشراط الساعة الصغرى، استكمالاً لما سبق.

ظهور الكاسيات العاريات: والمراد بهذا خروج النساء عن الآداب الشرعية، وذلك بلبس الثياب التي لا تستر عوراتهن، وإظهارهن للزينة وما يجب عليهن ستره، من أبدانهن. روى الإمام أحمد بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف، إلعنوهن فإنهن ملعونات)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات، مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)) رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (من أشراط الساعة، أن تظهر ثيابٌ يلبسها نساءٌ كاسيات عاريات).

إن هذه الأحاديث وأمثالها يعد من معجزات النبوة، فإنه لم ير عليه الصلاة والسلام ما أخبر به، ولكنه وقع كما أخبر، وذكر بأن هذا من أشراط وعلامات الساعة: من ذلك ظهور الكاسيات العاريات.

تخرج النساء كما نشاهد في عصرنا هذا، يلبسن ثياب، لكنه لا يستر، الستر مطلوب شرعاً، فتكون المرأة كأنها عارية، إما لرِقة هذه الثياب وشفافيتها، وإما لقصره بحيث أنها لا تؤدي وظيفة الستر المطلوبة، وإما لأنها ثياب ضيقة، تُظهر تفاصيل جسمها، فتبرز صدرها، وعجيزتها، فتكون كأنها عارية، وكل هذا واقع ومشاهد.

إن المجتمع قفز قفزات سريعة في وقت قصير من الزمن، وصار هناك تحول ملحوظ في ملابس النساء عندنا، وشياطين مصممي الأزياء عرفوا من أين تؤكل الكتف.

إن الحديث عن الملاحظات الشرعية على ما تلبسه نساءنا، حديث قد يطول، وليس هذا مجال تفصيله، ولكن سأنبه إلى ظاهرتين، انتشرتا انتشاراً سريعاً وملحوظاً في الآونة الأخيرة، وكلا الظاهرتين، أفتى عدد من علمائنا بحرمتها فعليك أيها الأب أو الزوج، أو ولي الأمر، بعد هذا أن تتبع ما أقوله في أهل بيتك، فإن كان حاصلاً يكون المنع والتنبيه لكي لا تقع أنت أيضاً في الإثم، وتشارك في المحرم لرضاك بهذا، بل ربما يكون الإثم الأعظم عليك لأنك ولي الأمر وبإمكانك المنع، أما المرأة، فهي ناقصة عقل ودين.

الظاهرة الأولى: وضع العباءة على الكتف. وتظن المرأة أنها قد سترت نفسها بهذه الطريقة، وهي قد سترت بعض الستر، لكن ليس هذا ما أمرها الله به، إن العباءة إذا وضعت على الكتف، وقعت المرأة أولاً في محذور التشبه بالرجال، لأن وضع العباءة على الكتف من خصائص الرجال، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال، وتقع أيضاً في المحذور الثاني وهو إبراز الجسد وهيئته وحجمه، وهو حرام أيضاً ولا يجوز، فعلى المرأة، أن تضع عباءتها على رأسها، لينزل إلى قدميها وتكون بذلك قد سترت نفسها كما أمر الله.

الظاهرة الثانية: لبس النساء للبنطال. وهذه الظاهرة انتشرت في مجتمعنا مؤخراً انتشار النار في الهشيم، وهي ظاهرة غربية جاءتنا من ديار الكفر، لا تتناسب مع عاداتنا ولا أعرافنا، ولا يناسب هذا مجتمعنا، كيف رضيت به المرأة؟ لا أدري. بل كيف رضي الأب أن تخرج بناته وهن لابسات للبنطال، وكيف رضي الزوج أن تخرج زوجته؟ لا أدري؟ حجتهم أنها ساترة لنفسها بالعباءة، وهذه حجة ضعيفة، فالعباءة قد يحركها الهواء، وكثرة الحركة، وقد تقع المرأة، أقول وإن لم يحصل هذا فإن ظهورها أمام النساء بهذا الشكل فيه محذور شرعي، وهي تجسيد عورتها وإبرازه، فتكون من النساء الكاسيات العاريات اللاتي لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. فلبسه حرام ولا يجوز، فتنبه أيها الأب، وأنت أيها الزوج.

ومن أشراط الساعة أيضاً: صدق رؤيا المؤمن. فكلما اقترب الزمان، وكلما قربت الساعة كثرت هذه العلامة، وهي أن المؤمن يرى الرؤية في المنام، فتقع الرؤيا في الواقع كما رآها، وكلما كان المرء صادقاً في إيمانه، كانت رؤياه صادقة، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اقترب الزمان، لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا، أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزء من النبوة)).

لعلك تسأل: ما الحكمة أنه كلما اقترب الزمان صدقت رؤيا المؤمن؟ ولماذا كانت من علامات الساعة صدق رؤيا المؤمن؟

الجواب والعلم عند الله تعالى: أنه كلما اقترب الزمان، زادت غربة الإسلام كما في حديث مسلم – ((بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ)) – إذا زادت غربة الإسلام، قبض أكثر العلم، ودرست معالم الشريعة، وازداد الفتن، وأصبح الناس على مثل الفترة، ويقل عندها أنيس المؤمن ومعينه، فالناس عندها يكونون محتاجون إلى مجدد، ومذكر، لما دَرَس من الدين، كما كانت الأمم تذكر بالأنبياء، لكن لما كان نبينا آخر الأنبياء وتعذّرت النبوة في هذه الأمة، فإنهم يعوضون بالرؤيا الصادقة، التي هي جزء من خمس وأربعين جزء من النبوة.

وإذا ازدادت غربة الإسلام، وذلك بقلة عدد الأخيار الصالحين، وكثرة عدد الفسقة الموجودين، وأصبح الغلبة لملة الكفر، وأصبحت الترأس لأهل الجهل والفسق، وعندها يشعر المؤمن فعلاً بالغربة، فيقل المعين، وينعدم الأنيس، ويزداد الوحشة، ويأخذ أمر الدين بالاضمحلال، عندها، تأتي هذه العلامة رحمة من الله تعالى، وأنساً للمؤمن، وإكراماً له، وتسلية لقلبه، فتكون رؤياه صادقة، نسأل الله جل وتعالى الإعانة.

ومن أشراط الساعة أيضاً وعلاماتها الصغرى: كثرة الكذب، وعدم التثبت في نقل الأخبار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم)) رواه مسلم. وفي رواية: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم)).

لا نكون مبالغين أيها الأحبة، إذا قلنا بأن الكذب أصبح من سمات هذا العصر، صار الكذب على جميع المستويات، الخاصة والعامة، الرسمية وغير الرسمية، الصغير والكبير، أصبح الناس لا يثقون بشيء خذ بعض الأمثلة في صحافتهم لعلمهم بأنه قد دخله عنصر الكذب، لمصلحة فلان أو فلان، ومع كل أسف إن شعوب العالم الإسلامي صارت تثق وتأخذ أخبارها من الغرب الكافر، ولا تثق بإعلامها من أجل دقة الأخبار والتثبت والمصداقية عندهم، وأصبح الناس لا يثقون بتصريحات مدرائهم، حتى على مستوى العمل والوظيفة، لدخول عنصر الكذب والنفاق فيه.

والأخطر من هذا كله إذا دخل عنصر الكذب في البيت، كأن يصدر من أب ويعرف الابن، أو يدخل المدرسة، فيصدر من مدرس ويكتشف الطالب، عندها قل على التربية السلام.

ومما يؤسف له، أنك أصبحت تشم رائحة الكذب على بعض الفئات العاملة للإسلام، ويُدخل تحت باب التورية، من أجل مصلحة الدعوة، وهو في الحقيقة كذب.

إنك تستطيع أن تتعامل في دائرة السوق، أو في دائرة العمل، أو غيرهما من قطاعات الحياة، تستطيع أن تتعامل مع فاسق، أو مع شارب خمر، أو مع آكل ربا، لكنك لا تستطيع أن تتعامل مع كذّاب.

اسمع لهذا الحديث الصحيح عند مسلم، عن عامر بن عبدة قال: قال عبدالله بن مسعود: ((إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم، فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدِّث)).

نسأل الله تعالى العفو والعافية، والستر في الدنيا والآخرة.

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه . . . أقول قولي هذا . . .


الخطبة الثانية

أما بعد:

ومن أشراط الساعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم: كثرة النساء وقلة الرجال، عن أنس رضي الله عنه قال لأحدثنكم حديثاً لا يحدثكم أحدٌ بعدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيّم الواحدُ)).

إن الله جل وتعالى يقدّر في آخر الزمان أن يقل من يولد من الذكور، ويكثر من يولد من الإناث، ويقدر جل وتعالى أيضاً حصول الفتن، التي تكون سبباً في القتال، فيذهب بسببه كثير من الرجال قتلى، وتبقى النساء، وهذا كما هو معروف شأن الحروب والمعارك .. جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه كما في صحيح مسلم: ((ويُرى الرجل يتبعه أربعون امرأة يَلُذْن به)).

أيها المسلمون: إن مجتمعنا الذي نعيش فيه، مع أنه ولله الحمد لم يُبتلَ بالحروب والمعارك، ومع ذلك فإن ظاهرة العنوسة ظاهرة واضحة في كثير من البيوتات والأسر، بنات جاوزن سن الزواج ولم يقدر المولى لهن زوجاً يناسبها، وبهذا يظهر حكمة التشريع الإسلامي الذي يحث على التعدد، فالشريعة الإسلامية أباحت للرجل أن يتزوج بأكثر من زوجة حفظاً للمجتمع، وقضاءً على هذه الظاهرة، وإلا فمن لهؤلاء العوانس، غداً يموت أبوها وتموت أمها، وتبقى ذليلة عند أخ لا يحترمها، أو ولي لا يقدّر قدرها. فكونها تحصل على نصف رجل، أو ثلث رجل، خيراً لها أن تعيش طول عمرها بلا رجل، فربما رزقها الله أولاداً تأنس بهم، ويكون لها بيتاً تستقر فيه هذا مع نصف رجل، خير لها أن تعيش طول حياتها لوحدها، وقبل هذا كله، وقبل ذكر هذه المحاسن في التعدد، يكفي أنه تشريع من الله، والله جل وعز هو الذي خلقنا، وهو سبحانه يعلم ما يُصلح أحوالنا وما يفسدها، فلا يحرم الله شيئاً إلا وفيه مضرة، ولا يبيح شيئاً إلا وفيه المنفعة، لكن المشكلة، هذه القناعات عند الناس اليوم، بأن الزواج الثاني يجلب المشاكل، وأن التعدد ظلم للمرأة، ولو فتشنا من أين جاءت هذه الآراء، وكيف صار الناس يعتقدون ويظنون هذا الظن، لوجدت أن الناس أقنعهم بذلك الإعلام، هذه الأفلام التي تعرض على الناس، وهذه المسلسلات التي يشاهدها الناس، تعرض الزواج الثاني بأنه يفرق الأولاد ويظلم المرأة ويجلب المشاكل، مسلسل بعد آخر، وفيلم بعد آخر، يتأثر الناس وتتغير قناعتهم، ولو بحثت خلف الستار، من هم القائمون على هذه الأفلام ومن المنتجون لهذه المسلسلات، هل هم أناس مخلصون، همهم حماية الشعوب المسلمة، ونشر الفضيلة، أم أن القائمين عليها مجرمون، بل ولهم علاقات مشبوهة بمنظمات سرية، ولقد كشف الزمان أوراق عدد من كبار الممثلين – زعموا – ومن أبطال الشاشة، ومن ممثلات قديرات، كما يعبرون، اتضح أنهم أعضاء في منظمات ماسونية، يعملون ليل نهار ويخططون لهدم الدين، فيصورون أحكام الشرع وأوامر الله أنها ظلم ومشاكل، ومع الأسف، نحن مغفلون نصدق ونتأثر بكل ما يبث وينشر.

فهل نرتقي بعقولنا قليلاً .. وهل من تأمل وتبصر.

نغيّر قناعتنا حول أحكام شرعها الله جل جلاله بسبب فيلم أو مسلسل، ونقتنع بأن التعدد خطأ، ثم بعدها لتنتشر الرذيلة والفاحشة في البلد بسبب كثرة العوانس، والمطلقات، ومن مات أزواجهن.


الا وصلوا وسلموا على من امركم الله بالصلاة والسلام عليه
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 24-03-2009, 10:44 AM
  #28
خادم والديه العبدي
عضو فضي
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 2,287
خادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond reputeخادم والديه العبدي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

الله يجزاك خير ويرحم والديك على التميز

تحياتي00000000اخوك
خادم والديه العبدي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 24-03-2009, 10:53 AM
  #29
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

مشكور اخوي خادم والديه ورزقك الله برهم وجمعك بهم في الفردوس الاعلى
================================================== =================================
هذا هو اللقاء السابع من هذه السلسلة المباركة اشراط الساعة
لخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره........

ومن أشراط الساعة الصغرى، استكمالاً لما سبق.

منها ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكثر موت الفجأة بين الناس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من أمارات الساعة – وذكر منها – أن يظهر موت الفجأة)) رواه الطبراني في الصغير .. وهذا أمر مشاهد في هذا الزمن، حيث كثر في الناس موت الفجأة. لقد كان في الماضي يشعر الرجل ويحس بمقدمات الموت، ويبقى لأيام مريضاً، يعرف أن هذا مرض الموت، فيكتب وصيته، ويودع أهله، ويوصي أولاده، بل ويقبل على ربه، ويتوب مما سلف منه، ويبدأ في ترديد الشهادة، ليُختم له بها. أما الآن، فترى الرجل صحيحاً معافى، لا يشتكي من شيء البتة، ثم تسمع خبر وفاته فجأة، وهذا ما يسمى في الوقت الحاضر بالسكتة القلبية. ومثله الحوادث المفاجأة، التي يهلك بها الناس فجأة، فإذا كان الأمر كذلك، فعلى العاقل أن يتنبه لنفسه، ويرجع ويتوب إلى ربه، لتكن مستعداً أخي الحبيب لموت الفجأة، فربما لا تكمل سماع هذه الخطبة، وكم من رجل كبّر تكبيرة الإحرام، ولم يُسلم منها. ولهذا كان الإمام البخاري رحمه الله يقول:

اغتنم في الفـراغ فضـل ركـوع فعسى أن يكون موتك بغتة

كم من صحيح رأيتُ من غير سقيم ذهبت نفسه الصحيحة فلته

قال ابن حجر رحمه الله: وكان من العجائب أن البخاري نفسه رحمه الله وقع له ذلك أو قريباً منه.

ومن أشراط الساعة أيضاً: أن تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً، روى مسلم في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)).

إن أرض العرب أرض قاحلة كما هو معروف، شحيحة المياه، قليلة النبات، غالب مياهها من الآبار والأمطار، فمن علامات الساعة أن تنقلب هذه الأرض ويكثر فيها المياه، حتى تكون أنهاراً، فتنبت بها النباتات، فتكون مروجاً وحدائق وغابات، ونحن نشاهد في وقتنا هذا أن عيوناً كثيرة تفجرت كالأنهار، وقامت عليها زراعات كثيرة، ولعل من أعجب ذلك هذا الحديث الصحيح في صحيح مسلم عن منطقة تبوك، والتي بدأنا نشاهد شيئاً من خيرات أرضها، ما لم تكن من قبل.

فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك: ((إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يُضْحِي النهار – أي أنكم ستصلون إليها وقت الضحى – فمن جاء منكم، فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي، يقول معاذ: فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبغىُّ بشيء من ماء – أي تسيل بماء قليل – قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئاً؟ قالا نعم. فسَّبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لهما: ما شاء الله أن يقول قال: ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً، حتى اجتمع في شيء، قال ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء منهمر، أو قال غزير، حتى استقى الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا، قد ملئ جناناً)). وها نحن نرى الآن أرض تبوك قد ملئت جناناً.

ومن أشراط الساعة أيضاً: تمني الموت من شدة البلاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه)) رواه البخاري.

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدِّين إلا البلاء)) رواه مسلم.

وتمني الموت يكون عند كثرة الفتن وتغيّر الأحوال وتبديل رسوم الشريعة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: سيأتي عليكم زمان لو وَجَد أحدكم الموت يُباع لاشتراه. وكما قيل:

وهذا العيش مالا خير فيه ألا موتٌ يباع فأشتريه

والأمر كما قال الحافظ العراقي رحمه الله: إن هذه الحالة، لا يلزم كونه في كل بلد ولا في كل زمن، ولا في جميع الناس، بل يصدق اتفاقه للبعض في بعض الأقطار في بعض الأزمان.

فنحن ولله الحمد نعيش في عافية، أسأل الله جل وعز، أن نبقى في عافية، وأن يجنبنا الفتن، وإلا فالأيام حبلى، فإن هذا العصر الذي نحن فيه الآن، في الوقت الذي نعيش فيه نحن بأمان، فإن غيرنا من المسلمين، وفي بلاد كثيرة، يمرون بأحوال، فعلاً يتمنى الواحد منهم الموت من شدة البلاء.

لقد مرت أيام وما تزال سمعنا أخبارهم على المسلمين في لبنان وفلسطين، ومسلمي العراق من الأكراد وغيرهم، ناهيك عن مسلمي البوسنة أو الشيشان أو غيرها. مرت أحوال على ضعاف المسلمين هناك يتمنى الواحد أن يكون في بطن الأرض، ولا يرى ويعيش ما يحصل له على ظهرها.

تخيل يا أخي أنت: أنهم دخلوا عليك في بيتك وأنت جالس أو نائم مع أهلك وأولادك ثم أمسكوا بأبوك الشيخ الكبير، وذبحوه أمامك ذبح الشاة، وأمسكوا بأمك العجوز وبقروا بطنها وأنت تنظر، ثم انتزعوا منك زوجتك، وانتهكوا عرضها، وفعلوا فيها الفاحشة أمام عينيك، أما أولادك الصغار، فيأخذ الواحد تلو الآخر، ويغمس في بركة حتى يموت غرقاً وأنت تشاهد، أليس الموت خير لك من هذا، ألا تتمنى الموت قبل أن تعيش هذه الحالة، أسأل الله تعالى أن لا نرى مثل هذه الأحوال.

إذن فاعلم يا أخي، بأن لك إخواناً مستضعفين في بلدان كثيرة في العالم الإسلامي وغيره، يعيشون في مثل هذه الحالات وأشد، وتمر بهم أحوال أصعب من هذا، مذابح وحشية يمارس مع المسلمين، القتل بأقسى صوره وأشكاله .. تأتي أخبار من طاجاكستان وغيرها أنه يؤتى بأعداد من المسلمين، ثم يؤخذ الواحد تلو الآخر، ويمرر على منشار كهربائي، تخيل ينتظر دوره في الطابور، وهو يرى أمام عينيه القتل بهذه الصورة، يقطع بالمنشار.

ويؤخذ الأطفال والأولاد، ويوضعون في أنابيب، ثم يغلق طرفي الأنبوب لساعات حتى يموت الطفل .. ألا يكفي في قتل هؤلاء أن يقتلوا مباشرة بالرصاص، أو بالقنابل والرشاشات إبادة جماعية. بلى يكفي.

لكن هؤلاء النصارى يتلذذون في قتل المسلمين بأبشع الصور. وما ذكرت فقط نماذج سريعة، وإلا ما يُرى ويُسمع أشد من هذا. فإنا لله وإنا إليه راجعون. ونحن هنا منشغلون في متابعة الدوري، وجولات المصارعة الحرة، ورجالنا ولا أقول الشباب أو النساء، بل الرجال ما يزال أحدهم يغني ويرقص وكأن الأمر لا يعنيه. هل تظنون أن الله لا يسألنا، ولا يحاسبنا عن هذا التقصير والإهمال تجاه المسلمين، أم أن الله لا يحاسبنا عن حياة الغفلة واللهو والعبث التي نعيشها، والله الذي لا إله إلا هو سيسأل كل واحد منا، بنفسه عن واقعه، وعن أحوال أمته، فماذا أنت مجيب؟ وقد نعاقب نحن عقوبة دنيوية عاجلة، ونبتلى بمثل ما ابتُلي به غيرنا نتيجة تقصيرنا وغفلتنا عنهم، والحال كما تعرفون من أنفسكم، والله لا نحسن حتى الهرب، لا نعرف كيف نهرب، كما حصل في أزمة الخليج قبل سنوات، فضلاً عن المواجهة والبذل والصبر.

والله جل وتعالى لا يحابي أحدا، لأنك من قبيلة كذا، أو لأن نسبك إلى فلان أو فلان. المخالفة الربانية، وعصيان أمر الله، يوجب العقوبة، إما في الدنيا أو في الآخرة، أو في الدنيا والآخرة.

فلنتقي الله أيها المسلمون، ولننتبه، كفانا غفلة وكفانا عدم مبالاة، فالأمر جد خطير، ولنبدأ ببعض الخطوات العملية، وكل بإمكانه أن يقدم لأمته .. خذ هذا المثال، لماذا لا تقتطع شيئاً يسيراً من مرتبك ودخلك تجعلها لله، لنكبات المسلمين هنا أو هناك، ولكي نكون عمليين، لا نريد ألف ريال شهرياً، ولا ألفين، هل تعجز عن عشرين ريال شهرياً، في الشهر نريد منك فقط عشرين ريال لا تزيد، فقط نريده شهرياً، تواصل هذا المشرع معنا، البعض يتحمس بسماع خطبة أو محاضرة، ثم يتصدق ويتبرع بألوف ثم ينام بعدها عشر سنين لا نريد صدقات العواطف، وتبرعات الفلتات العارضة، نريد عشرين ريال شهرياً إلى أن تموت، لو حسبنا فقط أهل هذا الحي، والبيوتات الموجودة والتزم كل مكلف بذلك، كم سنجمع شهرياً، أنا متأكد أنها تزيد على العشرة آلاف، أليس هذا المبلغ بإمكاننا أن نفك به عوز أسر فقيرة وأرامل في نفس حينا هذا، ونستر عليهم، لئلا يذلوا أنفسهم لغيرهم، وهكذا لو تحركنا بمثل هذه المشاريع البسيطة السهلة، والتي لا تكلفنا كثيراً، لقدمنا كثيراً لأمتنا، وهذه فقط فكرة خطرت بالبال، وأنا متأكد بأن العقلاء والأذكياء أمثالكم، لو فكروا، لخرجوا بعشرات الأفكار المناسبة.

نسأل الله جل وتعالى أن يلهمنا رشدنا . . .

أقول هذا القول . . .


الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد:

ومما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ضمن أشراط الساعة، أنه في آخر الزمان يخرج رجل من قحطان، يحكم الناس بالعدل، وهو رجل صالح، تدين له الناس بالطاعة، وتجتمع عليه، ويكون ذلك عند تغيّر الزمان، ولهذا ذكر البخاري رحمه الله حديث القحطاني في باب تغير الزمان.

والقحطاني ليس هو المهدي الذي سيخرج أيضاً في آخر الزمان، فإن خروج المهدي يكون من علامات الساعة الكبرى، وسيكون خروجه بعد القحطاني بزمن، وليس القحطاني هو الجهجاه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيحكم أيضاً ويكون له الملك في آخر الزمان، لأن الجهجاه رجل من الموالي، أما القحطاني فهو من الأحرار نسبة إلى قحطان الذي تنتهي أنساب أهل اليمن من حمير وهمدان وغيرهم إليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه)) رواه البخاري ومسلم. ومعنى يسوق الناس بعصاه: كناية عن استقامة الناس، وانعقادهم إليه، واتفاقهم عليه، وفيه إشارة أيضاً إلى القسوة على أهل المعصية، لأنه رجل صالح، يحكم بالعدل، ولا يرضى بانتشار المعاصي والمنكرات تحت ولايته.

ولمّا حدّث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بهذا الحديث غضب معاوية رضي الله عنه، فقام وتكلم وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن هذا الأمر – أي الحكم – في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبّه الله على وجهه ما أقاموا الدين)).

ومعاوية رضي الله عنه لم ينكر حديث خروج القحطاني، ولكنه كان يريد رضي الله عنه التأكيد على أن الخلافة لا تجوز في غير قريش، لكن بشرط، كما في حديث معاوية – ما أقاموا الدين – والحديث في البخاري فإذا لم يقيموا الدين، خرج الأمر من أيديهم، وقد حصل هذا، فإن الناس لم يزالوا في طاعة قريش إلى أن ضعف تمسكهم بالدين فضعف أمرهم، وتلاشى ملكهم، وانتقل الحكم إلى غيرهم.

وهذه سنة ربانية ماضية إلى يوم القيامة فكلما بدّل الناس، بُدّل عليهم.
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 25-03-2009, 07:29 AM
  #30
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت


هذا هو اللقاء الثامن من هذه السلسلة المباركة اشراط الساعة


لخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره........

أما بعد:

واستكمالاً لموضوعنا عن أشراط الساعة، وما نزال في سرد الصغرى منها، فهذه مجموعة أخرى: من علامات الساعة ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان كثرة الروم – وهم النصارى – وقتالهم للمسلمين، روى مسلم في صحيحه حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تقوم الساعة والروم أكثر الناس)). وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة – فذكر منها – ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر – وبنو الأصفر هم الروم النصارى – فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية – أي راية – تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً)).

وهذا يعني بأن عدد النصارى في هذه المعركة يقارب المليون لأنهم سيأتون تحت 80 راية وتحت كل راية اثنا عشر ألفاً .. وهذا القتال يقع في الشام في آخر الزمان، قبل ظهور الدجال، كما دلت على ذلك الأحاديث ويكون انتصار المسلمين على الروم تهيئة لفتح القسطنطينية، والتي هي فتحها أيضاً من أشراط الساعة .. فعن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفظت منه أربع كلمات أعدُّهن في يدي، قال: ((تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله، قال: فقال نافع: يا جابر لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم)) رواه مسلم. وجاء تحديد أرض المعركة مع النصارى أنها في الشام في حديث أبي الدرداء في سنن أبي داود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة في أرض بالغوطة في مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام)).

قال ابن المنيّر رحمه الله – وهو الحافظ زين الدين عبداللطيف من أعيان القرن التاسع الهجري – قال: أما قصة الروم – يقصد المعركة الكبرى بين المسلمين والنصارى – فلم تجتمع إلى الآن، ولا بلغنا أنهم غزوا في البر في هذا العدد، فهي من الأمور التي لم تقع بعد، وفيه بشارة ونذارة، وذلك أنه دّل على أن العاقبة للمؤمنين، مع كثرة ذلك الجيش، وفيه بشارة إلى أن عدد جيوش المسلمين سيكون أضعاف ما هو عليه.

أيها المسلمون .. إن صراع المسلمين مع النصارى صراع قديم بدأ هذا الصراع مع غزوة مؤته، وكان هذا أول التقاء للمسلمين مع النصرانية، في جماد الأولى سنة ثمان من الهجرة، وانتهت المعركة الذي كان عدد المسلمين فيه ثلاثة آلاف وعدد النصارى مائة ألف، انتهت بانسحاب الجيش المسلم بدون هزيمة، لكن قذف الله الرعب في قلوب النصارى، وبدأ الخوف من هذه القوة الجديدة التي ظهرت في جزيرة العرب وقبل هذه الغزوة بعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسائل إلى ملوك عصره يدعوهم للإسلام، فكان من جملة ما بعث رسالة إلى قيصر ملك الروم – وهم النصارى في ذلك الوقت ((بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبدالله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين)).

إن هذا الكتاب الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم للنصارى يمثل الإعلان الدائم والمستمر على أن الصراع بين الإسلام والنصرانية سيبقى، لأن الشرط الذي في هذا الكتاب هو قبول الإسلام، والخروج من النصرانية، بل والتخلي عن الزعامة، ونحن نشاهد أن زعامة العالم اليوم في أيديهم، أما نحن المسلمون فواجب علينا تحقيق هذا الكتاب، والسعي لتنفيذه وبذل كل غالٍ ورخيص في سبيل الوصول إليه.

أيها المسلمون: ينبغي أن نعلم بأن من سنن الله الثابتة في هذا الكون هو ديمومة الصراع مع النصارى، وإنه سيستمر إلى نهاية العالم، وقد ورد ما يشير إلى بقاء هذا الصراع في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم بطريق غير مباشر حيث قال: فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، والأصرح منه قول الله تبارك وتعالى: ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون .

إذن صراع الإسلام مع النصرانية، سيستمر إلى قيام الساعة، وهو فتنة ابتلى الله بها المسلمون، وهذا قدرهم وما عليهم إلا الصبر و حتمية المواجهة، وسيكون هذا الصراع بين مد وجزر، تنتهي بالمعركة الفاصلة، وبالملحمة الكبرى التي يحشد لها النصارى قرابة مليون شخص تنتهي بالهزيمة النهائية حيث لا يقف الجيش الإسلامي إلا بعد أن يفتح روما العاصمة الروحية للنصرانية، وعند هذا الفتح تنتهي معركة الروم، ويتحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يتم فتح الروم، ويتبع ذلك مباشرة المعارك مع الدجال الذي ينتهي الأمر بقتله، وعندئذٍ تضع الحرب أوزارها ويقرب العالم من نهايته، ويتحقق وعد الله بتبديل الأرض غير الأرض، ويعود الخلق جميعهم إلى موجدهم لنبدأ بعد ذلك الحياة السرمدية الأخروية.

روى الحاكم في المستدرك والإمام أحمد في مسنده، انتبه لهذا الحديث العظيم، واللفظ للحاكم، عن خالد بن معدان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تصالحون الروم صلحاً آمناً حتى تغزون أنتم وهم عدواً من ورائهم فتَسلَمون وتفتحون وتنصرون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم: غلب الصليب، ويقول قائل من المسلمين: بل الله غلب، فيتداولونها بينهم، فيثور المسلم إلى صليبهم وهم منهم غير بعيد، فيرميه، ويثور الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه، فيكرم الله عز وجل تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، فيقول الروم لصاحب الروم: كفيناك حد العرب، فيغدرون فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً)). وفي رواية أخرى للحاكم: ((ستصالحكم الروم صلحاً آمناً ثم تغزون أنتم وهم عدواً فتنصرون وتسلمون وتفتحون ثم تنصرفون بمرج فيرفع لهم رجل من النصرانية الصليب فيغضب رجل من المسلمين، فيقوم إليهم فيدق الصليب، فعند ذلك تغضب الروم، فيجتمعون للملحمة)).

في هذا الحديث العظيم يتضح بعض الحقائق، التي تبين مستقبل الصراع مع النصارى:

الأول: أن هذه الهيمنة من قبل النصارى اليوم على العالم ستزول، وأن هذه القوة المادية وهذه التقنية لن تستمر حتى نهاية العالم. قال الله تعالى: حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون . إذن فهذه العقلية التي يعيشها الغرب اليوم، ويرون أنهم قادرون على فعل كل شيء، وهذا التباهي بالقوة العقلية والمادية والعسكرية والتقنية، ستزول بقوة الواحد الأحد.

ثانياً: يشير الحديث إلى خفض الهيمنة العالمية المعاصرة للنصارى، وفك ارتباط الحكومات العربية المعاصرة مع العدو الصليبي اليهودي، وابتعاد النفوذ الصليبي عن المنطقة مما يتيح للمسلمين تسلم زمام الأمور وتكوين دولة إسلامية تمثل قوة جديدة في العالم، يلتجئ إليها النصارى، ويطلبون الصلح للحصول على مساعدة لمحاربة عدوها الذي سينزل بها الدمار.

ثالثاً: إن هذا الصلح الذي سيتم مع النصارى في آخر الزمان يتم بناءً على رغبة من النصارى، فهم الذين يطلبون الصلح بقصد الاستعانة بالمسلمين، وهذا يؤكد أنه سيكون للمسلمين دولة قوية، وهو مؤشر إلى أنه قبل الملحمة ستقوم للمسلمين دولة قوية، يخشاها النصارى، ولمعرفتهم بقوة المسلمين يحشدون لهم ما يقارب من مليون شخص – ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألف –.

رابعاً: يفهم من هذا الحديث أن الفكر العلماني المعاصر التي تتبناه الدول النصرانية، سوف يحل محله الفكر الديني الصليبي، وأن الدول النصرانية ستعود إلى دينها، بعد أن قضت ردحاً من الزمن وهي غارقة في شهواتها وعلمنتها، وأن الدين سيكون هو المحرك لهذه الدول، وهذا يؤخذ من الحديث من قيام رجل منهم برفع الصليب بقصد إظهار القوة النصرانية، فيغضب المسلمون لذلك، فيعمدون إلى الصليب فيكسرونه مما يثير غضب النصارى، فيقومون بقتل الجيش الذي كان معهم، وبهذا ينقضون الصلح مع الدولة الإسلامية.

خامساً: إن هذا الحديث وأمثاله من علم الغيب الذي أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ونحن أمة تؤمن بالغيب ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون .

فانطلاقاً من إيماننا بالغيب، وثقة بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم فنحن على موعد مع الروم وسيتحقق كل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وسترفرف رايات المجاهدين فوق دول النصارى، وسيطأ المسلمون بأقدامهم عاصمة الفاتيكان الحالية – روما –، وستلتحم هذه الأمة مع أعدائها ويكون الغلبة لها، وستقع المعركة الفاصلة مع الروم، وسيكسر الصليب فوق رؤوس أصحابها، وستكون معركة شديدة قوية، وسيكون قتلاها عدد كبير من الطرفين.

روى مسلم في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق – ودابق قرية قرب حلب – فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سبقوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج، فينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فيتنزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكنه يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته)).

اللهم إن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين. . .

أقول هذا القول. . .

الخطبة الثانية

أما بعد:

أشرنا في ثنايا الخطبة الأولى إلى أن من أشراط وعلامات الساعة أيضاً أن يفتح المسلمون القسطنطينية، وسيكون هذا قبل خروج الدجال، وبعد قتال الروم في الملحمة الكبرى، وانتصار المسلمين عليهم، فعندئذٍ يتوجهون إلى مدينة القسطنطينية، فيفتحها الله للمسلمين بدون قتال، وسلاحهم التكبير والتهليل.

والقسطنطينية فتحت أيام الترك، ولكن بقتال ثم رجعت في أيدي الكفار العلمانيين، وستفتح فتحاً أخيراً بخبر من الصادق المصدوق وبدون قتال.

وفتح الترك لها كان تمهيداً للفتح الأعظم. ففي صحيح مسلم حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا نعم يا رسول الله، قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها – قال ثور الديلي أحد رواة الحديث – لا أعلمه إلا قال – الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم، إذ جاءهم الصريخ، فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون)).

والقسطنطينية هي المعروفة الآن بـِ اسطنبول من مدن تركيا. إن القسطنطينية لم تفتح في عصر الصحابة، فإن معاوية رضي الله عنه، بعث إليها ابنه يزيد في جيش فيهم أبو أيوب الأنصاري ولم يتم لهم فتحها، ثم حاصرها بعد ذلك مسلمة بن عبدالملك، ولم تفتح أيضاً، ولكنه صالح أهلها على بناء مسجد بها، ثم فتحت أيام الترك بقتال، لكنها رجعت تحت حكم الكفار العلمانيين، وها نحن ننتظر الفتح الأعظم لها، بإذن الله عز وجل، وسيسبق ذلك أمور وأحوال، منها عودة ورجوع المسلمين إلى دينهم الذي أعرضوا عنه.

نسأل الله جل وتعالى فرجاً عاجلاً غير آجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أذكار, أدعية, خطب, خطبة الجمعة, صلاة الجمعة, إسلاميات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يوقف هدردماءاهل السنه يامسلمين في ايران المجوسيه الرافضية الصفوية ؟؟ ابومحمدالقحطاني فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 10 29-04-2015 06:44 PM
إبن سبأ اليهودي مؤسس الديانة الشيعية ابو عائشة الطائي فضائح وجرائم الروافض ضد أهل السنة 2 20-12-2009 10:31 PM
غزوات حدثت في شهر الانتصارات في رمضان المناضل السليماني مجلس الإسلام والحياة 5 30-08-2009 06:27 AM
أرقـــــــام وإيمـــيــلاتــ الدكـــتـــور جــــــــابـــــر القحطاني وبعض الوصفاتـــ سعيد الجهيمي عالم الصحه والغذاء 12 20-03-2008 12:02 PM
فتاوى السحر والمس والعين مفرغا من شريط للعلامة ابن باز : اعداد بعض طلبة العلم ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 11 26-05-2007 01:52 PM


الساعة الآن 05:50 PM

سناب المشاهير