الشيخ ابن سعدي........يرد على الدنمارك


موضوع مغلق
قديم 21-02-2006, 09:07 PM
  #1
بن عاصي
عضو
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: بلاد التوحيد والسنة
المشاركات: 97
بن عاصي is on a distinguished road
افتراضي الشيخ ابن سعدي........يرد على الدنمارك

بسم الله الرحمن الرحيم

دحض شبهات الكفار على الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم للشيخ العلامة الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي(ت:1376هـــ).

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا }{ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }{ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا } [الفرقان : 4 - 6] .
ذكر الله تعالى في هذا قدح المكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وإدلاءهم بهذه الشبه التي يعلمون ويعلم الناس بطلانها ، فزعموا أنه افترى هذا القرآن ، وأنه ساعده على ذلك قوم آخرون ، فرد الله عليهم هذه المقالة المنتهية في القبح بأن هذا ظلم عظيم ، وجراءة يعجب السامع كيف سولت لهم أنفسهم هذا القول الهراء ، وأنه من الزور والظلم ; فإنهم قد كانوا يعرفون بلا شك صدقه وأمانته التي لا يلحقه فيها أحد ، وأنه لم يجتمع بأحد من أهل العلم ، ولا رحل في طلبه ، وقد نشأ بين أمة أمية في غاية الجهل والضلال ، وقد جاءهم بهذا الكتاب العظيم الذي لم يطرق العالم أعظم منه ، ولا أعلى معاني وأغزر علما ، ولا أبلغ من ألفاظه ومعانيه ، وأتم من حكمه وحكمه ومبانيه .
وقد تحدى أقصاهم وأدناهم ، وأفرادهم وجماعتهم ، وأولهم وآخرهم أن يأتي بمثله أو بعشر سور من مثله ، أو بسورة واحدة من مثله ; وصرح لهم أنهم إن أتوا بشيء من مثله فهم صادقون ، وهم أهل الفصاحة والبلاغة في الكلام ، فعجزوا غاية العجز عن معارضته والإتيان بمثله ، واتضح لهم ولغيرهم عيهم وعجزهم ، وتبين بطلان دعواهم .
وكل من حاول أن يأتي بكلام يعارض به ما جاء به الرسول صار كلامه ضحكة للصبيان فضلا عن أهل النظر والعقول ، وكل شبهة يدلون بها في معارضة الرسول من حين يوجه لها النظر الصحيح تضمحل وتزهق ، { إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [الإسراء : 81] .
ومن جراءتهم أنهم قالوا : إن هذا القرآن الذي جاء به محمد أساطير الأولين ، اكتتبها من كتب الأولين المسطورة ، فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ، فيا ويحهم ! من الذي عندهم في بطن مكة يمليها ؟ وهل يوجد في ذلك الوقت في مكة أو ما حولها كتب تملى ؟ ولو فرض وقدر أنه يوجد أحد ، لم يختص محمد وحده بالأخذ عنه ؟
ولما كانت هذه مقالة زور وافتراء ، لا يخفى كذبها على أحد ، تشبثوا وقالوا : كان محمد يجلس إلى قين حداد في مكة فارسي فيتعلم منه ، فلهذا قال عنهم : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ } [النحل : 103] : بالغ في البيان والبلاغة نهايتها وغايتها .
فلا يمكن الجمع بين النقيضين : أن يتعلمه من هذا الأبكم أعجمي اللسان ، الذي لم يعرف عنه علم يرجع إليه ، ولا معرفة يتميز بها ، وهذا القرآن الذي جاء به مع كمال بلاغته حوى علوم الأولين والآخرين .
ولما كان هذا القول الذي قالوه ، والمكابرة التي تجرءوا عليها قد علم الموافق والمخالف كذبها وافتراءها ، وكان جميع أعداء الرسول لهم ورثة ، يقومون بالعداوة للرسول والدين ، ويعطونها حقها ولو جلبت عليهم ما جلبت من الدخول في الكذب والافتراء والمكابرة ، وقد عرف هؤلاء الأعداء المتأخرون مكابرة إخوانهم الذين باشروا تكذيب الرسول ، ورأوا أن مقالتهم قد بطلت واضمحلت ، وبان زورها لكل أحد ، صاغها هؤلاء المكذبون بعبارة موهوها ، وظنوا أنها بهذا التمويه تروج ، فزعموا - وما أسمجه وأكذبه من زعم - أن محمدا كان يتعلم من نفسه ; وأنه كان يخلو بالطبيعة : السماء والأرض والشمس والقمر والنجوم ، فيعطيها لبه ، ويناجيها بقلبه ، فيخيل إليه أصناف التخاييل ، فيأتي بها إلى الناس زاعما أنها من وحي الله على يد جبريل ، وأن هذه التخيلات من الأمور العالية التي يعتاد الإتيان بها أهل الرأي والحجى . ولما رأوا آثارها الجليلة في الإسلام وأهله ، وتعاليمه وتقويمه للأمم ، وبهرهم هذا النور العظيم لجأوا إلى هذا التحذلق الذي منتهاه وغايته أنهم صوروا النبي صلى الله عليه وسلم ورقوه إلى رجل من الطبيعيين ، كما قال هذا القول الباطل أحد ملاحدة الإفرنسيين ، وتلقاها عنه بعض الملاحدة العصريين ، وهو مبني على إنكار وجود رب العالمين ، وأنه ما ثم إلا عمل الطبيعة ، وقد علم الناس أن هذا القول المزور أعظم مكابرة ومباهتة من قول الأولين ، وأن هذا الافتراء الذي ولدوه بعد مئات السنين أوضح ضلالا وظلما وجراءة ووقاحة من زور الأولين ، وأن هؤلاء الأراذل الذين أعجبوا بآرائهم وتاهوا بعقولهم قد بين الله كذبهم فيما قالوه ، وأن عقولا ولدت هذه الأقوال المؤتفكة والخيالات الفاسدة والمقالات الفاسدة لعقول سافلة وآراء ساقطة ، يعرف فسادها بنتائجها ومكابرتها ، وإنكارها أجلى الحقائق ، ولهذا قال تعالى : { قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [الفرقان : 6] . فالرب القادر العظيم ، الذي أحاط علمه بجميع الأسرار ، وعلم أحوال العباد حاضرها ومستقبلها ، فأنزله لهدايتهم ، وجعله منارا وعلما يهتدي به المهتدون في كل وقت وحين .
فجميع الحقائق التي دعا إليها هذا الرسول وهذا القرآن حقائق ثابتة نافعة للعباد ، لا يأتي من الحقائق ما يغيرها ، ومحال أن يأتي شيء أصلح منها أو مثلها أو يقاربها : { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [المائدة : 50] .
ومن كمال علمه وقدرته أنه لو تقول عليه أحد بمثل هذه المقالة لعاجله بالعقوبة ، فلما أيد من جاء بها بنصره وحججه ، ورأى العباد آياته في الآفاق وفي أنفسهم ، التي يتبين بها أنه الحق ، وما سواه ضلال ، علم بذلك أن هذا الرسول أصدق الخلق وأنصحهم وأبرهم وأعلمهم وأخشاهم وأتقاهم لربه ، وأن أعداءه المكذبين له أكذب الخلق وأغشهم ، وأعظمهم جهلا وضلالا وغيا وفسادا في كل زمان ومكان .
ومن مكابرة أعداء الرسول أنهم جعلوا يتناقضون في مقالاتهم ، ويتفننون في إفكهم المكشوف كذبه ، فمنهم من قال : إنه مجنون ، ومنهم من قال : ساحر وكاهن ، ومنهم من قال : مسحور ، ومنهم من قال : لو كان صادقا لجاءت الملائكة تؤيده ، ولو كان صادقا لأغناه الله عن المشي في الأسواق ، وجعل له جنات وأنهارا وأموالا كثيرة . . وكل يعلم أن هذه الأقوال - مع تناقضها - ليست من الشبه فضلا عن كونها من الحجج ، ولهذا قال تعالى معجبا : { انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا } [الإسراء : 48] .
ومثل هذه الأقوال التي يذكرها الله عن المكذبين للرسول هي بنفسها تدل على كذبهم ومكابرتهم قبل أن يعرف بطلانها من الأدلة الأخرى ، وإذا وزنت هذه الأقوال الجارية من الأولين رأيت نظيرها وأقبح منها جارية من الملاحدة المتأخرين ; ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } [التوبة : 33] .
فما جاء به الرسول من الهدى في جميع أبواب العلوم النافعة ، والدين الحق الذي هو الصلاح المطلق ، أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقا ، وأكبر الأدلة على إبطال كل ما ناقضه من أقوال المؤتفكين ; والحمد لله رب العالمين .
================================================== =================
قلت: رحم الله هذا الامام فكأنه بين ظهرانينا ونفع الله بعلومه وفقهه.

[المرجع:
تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الأحكام
.]
بن عاصي غير متواجد حالياً  
قديم 21-02-2006, 09:55 PM
  #2
محمد الحياني

.: مشرف ســـابق :.

 الصورة الرمزية محمد الحياني
تاريخ التسجيل: Aug 2005
الدولة: k . s .a
المشاركات: 8,767
محمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond reputeمحمد الحياني has a reputation beyond repute
افتراضي

جزاه الله خيراً وكثر الله من أمثاله



وفقك ربي على مانقلت وأبدعت
__________________
« اللهم كما أحسنت خَلقي فحسن خُلقي »
محمد الحياني غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 AM

سناب المشاهير