روي أنَّه قيل للمسيح بن مريم عليه الصلاة والسلام : يا روح الله بلغني أنك تحيي الموتى
قال : نعم بإذن الله , قيل: وتبريء الأكمه ! قال : نعم بإذن الله
قيل : فما دواء الحمق ؟
قال : هذا الذي أعياني !
قال الشاعر :
لكلَّ شيءٍ دواءٌ يـُستطبُ بهِ
................... إلى الحماقة أعيت من يداويها
والحمق في اللغة ضد العقل أو قلّته . قال إبن الأعرابي : الحماقة مأخوذة من حمقت السوق
أذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه .
ومن صفات الحمقى وخصال النوكي : سرعة الجواب , وكثرت التلفت , والتدخل فيما لايعنيه.
قال جعفر الصادق رحمه الله : الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل كلما ازداد رياً إزداد مرارة .
وإذا أردت التزود من أخبار الحمقى وخصال النوكى فارجع غير مأمور لكتاب " أخبار الحمقى والمغفلين "
للإمام أبى الفرج إبن الجوزي رحمه الله تعالى .
قال الإمام الخليل بن أحمد روح الله روحه الناس أربعة :
رجلٌ يدري ويدري أنه يدري فهذا عالمٌ فاسألوه
ورجلٌ يدري ولا يدري أنه يدري فهذا ناسٍ فذكروه
ورجلٌ لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا مُستعتبٌ فعلموه
ورجلٌ لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا أحمقٌ فاجتنبوه .
وضدُ الحمق العقلُ كما أسلفت ," وبضدها تتبين الأشياءُ ", " والضدُ يظهر حسنه الضدُ "
فإنَّ رذيلة الحمق تبين لك فضيلة العقل.
قال الشاعر :
إذا كنتَ ذا عقلٍ صحيحٍ فلا يكن
.......................... عشيركَ إلا كلّ من كانَ ذا عقلِ
فذو الجهل إن عاشرتهُ أو صحبتهُ
...................... يضلّكَ عن عقلٍ ويغويكَ بالجهلِ
قال : المتنبي :
لولا العقولُ لكان أدنى ضيغمٍ
................................ أدنى إلى شرفٍ من الإنسانِ
ولما تفاضلت النفوس ودبّرت
................................... أيدي الكماة عوالي المرّانِ
وقال :
يهون علينا أن تصابَ جسومنا
....................................وتسلمَ أعراضٌ لنا وعقولُ
كانت هذه إشارة لعلو العقل وارتفاعه وخفض الحمق وانحطاطه .
فاعلم أنَّ من أعظم النَّقم مؤانسة الحمقى ومجالسة النوكي وإن كانوا أقرباء محبين ,
ومن أجلّ النِّعم محاورة الأدباء ومصاحبة العقلاء وإن كانوا أعداء مبغضين
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
منقول