الحلقة الثالثة والأخيرة
القرية تدخل المدينة
وقد جرى إيقاف فهد لمدة ثلاثة أيام تم تقدم لكفالته أحد الموثوقين وأطلق سراحه.
أما الضابط فيصل، فإنه من تجاربه وخبرته، ومن القرائن التي وجدها في هذه القضية فقد لاحظ أن فهد قد وقع في أحبولة كيدية، لكن فيصل قد وضع نصب عينيه أن يمتحن قدرته وكفاءته لكشف غموض هذه القضية، ووضع برنامجاً، وخطة وراح يسير في تنفيذها، ولكن بهدوء ودقة وصبر وسرية، وكان أول ما فكر به فيصل أن يقابل المدير العام، الذي كان فهد يعمل تحت رئاسته، وذلك ليتحرى منه عن سلوك فهد واستقامته.
دخل فيصل الوزارة بصفته مراجعاً وليس محققاً، لكنه بعد دخوله مكتب المدير العام صارحه عن نفسه وعن مهمته، وسأل المدير عن فهد، فأثنى المدير على فهد وامتدحه وقال إنه من خيار الموظفين، وأضاف المدير، أنه مختار وغير مصدق، لما حدث، ولم يفت فيصل أن يلمح حول أنه ربما هناك مكيدة حيكت ضد فهد، وأنه قد يكون لها أطراف من بين موظفي الوزارة، ورد المدير: حتى الآن لم يتبين لنا شيء من ذلك، وبشكل غير مباشر سأل فيصل عن المدير السابق للمستودع، وهل كان حسن السيرة، وتردد المدير بعض الشيء، ولكنه عاد وأجاب بقوله: إن له سابقة غير حسنة، وقد حوسب عليها وانتهت، غادر فيصل الوزارة وقد انحصرت ظنونه حول المدير السابق، جميل محمود، وقد قرر فيصل استدعاء جميل المذكور وجاء إلى إدارة الأمن، وحياة فيصل واستقبله استقبالاً حسناً، ودعاه إلى مكتبه الخاص وجلسا لوحدهما ودار الحديث التالي:
فيصل: أخ جميل علمت أنك موظف قديم وقدير ولديك خبرة وممارسة طويلة، لماذا نقلت من المستودع؟
جميل: المستودع يا أخ فيصل مسئولية كبيرة وبه مشاكل، وتعب ، ونقص ، وزيادة وأنا كما ترى قد كبرت، لذا فقد طلبت نقلي إلى عمل آخر فيه هدوء وعدم مسئولية وتم ذلك.
فيصل: الموظف الذي خلفك وأسمه... أسمه.. فهد، نعم أسمه فهد يظهر أنه غير ملم بالعمل وغير قادر على إدارة المستودع أليس كذلك؟
جميل: والله الأخ فهد شاب طيب وخلوق، ولكنه كما ذكرت تنقصه الخبرة والممارسة.
فيصل: ونتيجة لعدم خبرته ها هو قد سقط في الامتحان.
جميل: الله يكون في عونه، إنها ورطة في الحقيقة، فهو لم يمض عليه سنة، وارتكب هذه الغلطة.
فيصل: تعتقد انه قد غلط وأخطأ وتصرف تصرفاً غير لائق.
جميل: العلم عند الله، والإنسان معرض للخطأ، ويا مقلب القلوب والأبصار.
فيصل: ذكرت أن فهد شاب طيب وخلوق، ألا تستطيع مساعدته وإيجاد حل لمشكلته.
جميل: صحيح هو شاب طيب ولكن كيف لي أن أساعده. ما دام أنه قد أعترف بالخطأ.
فيصل: لا هو لم يعترف بالغلط، هو اعتراف بمسؤوليته النظامية.
جميل: المهم أنه قد وقع تحت المسئولية، وعليه أن يدفع الثمن.
فيصل: ماذا تشير عليه أن يفعل، وما هو الحل في رأيك.
جميل: ما دام أنه اعترف بمسئوليته النظامية، فلا بد أن يتحمل تكاليف المفقودات، يعني عليه أن يقدم الاعتذار، وأن يستعد بدفع قيمة المفقودات.
فيصل: الم تتعرض (يا أخ جميل) لمشكلة كمشكلة فهد طيلة عملك، وكيف تصرفت حيال تلك المشكلة؟
جميل: من يعمل (يا أخ فيصل) لا بد أن يتعرض للمشاكل وللأخطاء.
فيصل: سمعت أنك غير راض عن فهد لماذا؟
جميل: أبداً أنا اقدره وأعزه وأتمنى له الخلاص من هذه الورطة.
فيصل: سمعت أيضاً أنك قد استأت من فهد أثناء جرد وتسليم المستودع، أليس كذلك؟
جميل: المستودعات يا أخ فيصل فيها أخطاء ومشاكل وتلفيات في الموجودات، والأخ فهد لعدم خبرته كان يدقق في كل صغيرة وكبيرة.
فيصل: عندما تم واكتمل جرد المستودع واستلامه من قبل فهد، هل تسلمت براءة ذمة؟
جميل: في الحقيقة كان هناك بعض التلفيات التي لم يوافق فهد على استلامها، لذا فقد كلفتني الإدارة بدفع ثمنها، وبعدما دفعت الثمن تسلمت براءة الذمة.
فيصل: ما هو نوع التلفيات هل تذكر لنا شيئا منها.
جميل: بعض المكيفات وبعض المعدات الأخرى.
فيصل: هل تسلم فهد كافة مفاتيح المستودع.
جميل: نعم وقد نص على ذلك في محضر التسليم.
فيصل: ألم يجر تغيير الأقفال بعد ذلك؟
جميل: والله لا أدري ولم أتابع ذلك.
فيصل: ألم يبق لديك أي نسخة من المفاتيح؟
جميل: أبداً وكلا.... ماذا يا أخ فيصل هل يعني ذلك اتهاماً لي؟
فيصل: لا أبداً مجرد سؤال لإتمام بعض الثغرات في الموضوع.
جميل: أشكرك على أنك لم تقصد أتهامي.
فيصل: أخ جميل ... أصل هنا إلى نهاية حديثي معك وأشكرك.
ولم يكتف فيصل بسؤال جميل فقط بل سأل عدداً من الموظفين عن فهد وقد أثنوا عليه جميعا ما عدا واحداً هو خليل سليمان... لذا فقد قرر فيصل استدعائه وأخذ أقواله.
فيصل: خليل أنت كاتب في المحاسبة ما نوع عملك بالذات؟
خليل: كنت أسجل داخل وخارج المستودع.
فيصل: هذا يعني أنك كنت تحت رئاسة المدير السابق جميل.
خليل: نعم كنت تحت رئاسة جميل.
فيصل: ما رأيك في جميل هل هو إداري جيد؟
خليل: نعم إنه إداري ممتاز وقد خسره المستودع.
فيصل: يقال أنه هو الذي طلب النقل أليس كذلك؟
خليل: صحيح إنه هو الذي طلب النقل، وكان يظن أن المدير العام لن يوافق، لأنهم لن يجدوا من فيه الكفاية لاستلام المستودع، ولكن المدير وافق على نقله.
فيصل: لماذا في رأيك طلب النقل من المستودع؟
خليل: الحقيقة المستودع يحدث فيه نقص وتلفيات، وهو يمكن عنده تلفيات، ويخشى أنها تحسب عليه.
فيصل: والموظف الجديد الذي استلم من جميل ما رأيك فيه، هل هو متمكن ويمكن أن يقوم بالعمل؟
خليل: والله الموظف الجديد بالطبع لن يكون بكفاءة جميل والدليل ما حدث.
فيصل: ما الذي حدً؟
خليل: الم تصل إليكم قضية اختفاء مجموعة الآلات؟ هذا وهو لم يمض على شغله سنة واحدة.
فيصل: تعني أنه قام بإخفاء الآلات..
خليل: هل فتحت الأرض بطنها وابتلعتها؟.. مستودع مقفل ومفاتيحه بين يديه.. فأين ذهبت المفقودات؟
فيصل: إذا أنت تشك في أمانة فهد وتظن أن له علاقة باختفاء الآلات.
خليل: والله يا أخ فيصل ما أقدر أشهد بشيء ما رأيته ولكن القرائن هي التي تقول وليس أنا.
فيصل: هل كنت تساعد جميل عند استلامه العينات من الموردين؟
خليل: نعم فقد كان يعتمد علي ويثق بي أحياناً استلم الأعيان نيابة عنه ولكن هو الذي يوقع على الأوراق.
فيصل: هل كنت أنت وجميل تستلمون الأعيان في أوقات الدوام أو في خارج الدوام.
خليل: بعض الأحيان نستلم الأعيان بعد الدوام لأن الأخ جميل كان حريص على العمل حتى ولو بدون أن يحسب له خارج دوام.
فيصل: عندما تعملون بعد نهاية الدوام هل يبقى معكم من البوابين الذين معهم مفاتيح الوزارة أحد؟
خليل: أحياناً يبقون وأحياناً ينصرفون ويعطونا المفاتيح وبعد إنتهاء عملنا نمر على بيوتهم ونعطيهم المفاتيح.
فيصل: وحرس الأسوار... البوابة الرئيسية ماذا يكون موقفهم؟
خليل: هم يعرفونا ولا يستنكرون علينا العمل خارج الدوام واستلام الأعيان.
فيصل: يعني يمكن أن تدخلوا وتخرجوا العينات بشكل عادي؟
خليل: نعم لأنهم يعرفون مدير المستودع وقد تعودوا على مثل هذا العمل.
فيصل: هل يدري الحرس أبواب الأسوار أ مدير المستودع قد تغير؟
خليل: حراس الأسوار يتغيرون دايم ومنهم من يدري ومنهم من لا يدري.
فيصل: خليل أشكرك والآن بإمكانك الانصراف.
أنهى فيصل تحقيقاته..وقد تواترت لديه الظنون والشكوك تجاه المدير السابق... والموظف خليل... ولكن ليس لديه قرينة واقعية يستطيع بها توجيه الإتهام إليهما.. لذا فقد كتب تقريره الموجه للمدعي العام، وظمنه إشارات من الإتهام للرجلين المذكورين جميل وخليل ومع أن القضية بإنتقالها إلى المدعي العام قد ابتعدت بعض الشيء عن الجهات الأمنية، إلا أن فيصل لم ينقطع عن متابعة القضية وتتبع غيبياتها... وقد قام ببعض الإجراءات التي تخص القضية..
وصلت الأوراق إلى المدعي العام.. وتبلغ المتهم فهد بموعد الجلسة القضائية .. وقد افتتح الجلسة المدعي العام أمام القاضي عبد الله بن عبد الرحمن آل إبراهيم.
قال المدعي العام: يا فضيلة القاضي إنني باسم الدولة والدفاع عن المال العام أتقدم إليكم وبين يدي قضية ومنها نسخة بين يدي فضيلتكم، إنها قضية غريبة منسوبة لشاب مثقف عهدت إليه أمانة لم يصنها، ومن المؤسف أن الدلائل كلها تشير إلى مسؤوليته، لأنه لم يستطع الدفاع عن نفسه مما اثبت التهمة عليه، وقد اعترف بمسؤوليته النظامية عن المفقودات التي كانت في عهدته، لذا فإنني أطلب من فضيلتكم الحكم على المذكور بما شرع الله في مثل هذه القضايا والله خير الحاكمين..
وسأل القاضي المتهم فهد... ماذا لديك؟.. قال فهد: يا فضيلة القاضي إنني أعترف بمسؤوليتي النظامية، فقد استلمت المفقودات ووضعتها في حرز له أقفال ودونه حراس، ولكني لا أعترف بجرم إخفائها، يا فضيلة القاضي، إنني قد تربيت في بيت مؤمن ونقي وطاهر، وأسرتي وعشيرتي أبرياء، وسلوكهم مشهود له بالأمانة والثقة والدين، وإن اختفاء المفقودات التي لابد لها ممن أخفاها، إنها يا فضيلة القاضي قضية محيرة وباهتة لي، وربما بها امتحان لإيماني وصبري، لكن ثقتي بالله ثم بأمانتي تجعلني أثق أن الله سيكتب لي البراءة، وكذلك ثقتي في حكمتكم وخبرتكم وفراستكم، بأنكم ستكشفون الحقيقة وتتوصلون إلى المجرم الحقيقي...
استمع القاضي إلى مرافعة المدعي العام ثم دفاع المتهم فهد، لكن القاضي انطلاقاً من خبرته وحكمته قرر تأجيل الجلسة لمدة أسبوع، ثم أخذ أوراق القضية معه إلى منزلة، ليعيد النظر في محتوياتها، وليدقق ويفحص كل عبارة وكل كلمة موجودة بها، وكان القاضي بالإضافة إلى ضلوعه وخبرته في العلوم الشرعية والفقهية، كان مثقفاً ومطلعاً، وله قراءات ومطالعات وساعة في شتى العلوم، ولاسيما المحاكمات والتحقيقات، لذا فإنه بعد إطلاعه وفحصه لأوراق القضية، تبين له أن المتهم فهد شبه برئ وأن هناك مجرمين آخرين، وبهذا الاستنتاج يتفق به القاضي مع استنتاج الضابط فيصل، لذلك لم يتردد القاضي من استدعاء الضابط فيصل بصفة خاصة، ليتدارس معه القضية، غايته من ذلك إحقاق الحق والبحث عن المجرم الحقيقي، وكان القاضي حين يخلو بنفسه أحياناً يتذكر الحديث القائل "قاض في الجنة وقاضيان في النار" وقد سأل نفسه لماذا يدخل النار اثنان من ثلاثة؟: ألم يكونا يحكمان بما أنزل الله؟... وراح يفكر ويحلل ويفسر، ثم توصل إلى نتيجة (اجتهادية) مؤداها أن للقضاء أحيانا جوانب قد لا ترد في النصوص، وإنما تعتمد على الخبرة والفطنة والذكاء والفراسة وقوة البديهة، هذه الجوانب ربما لاينتفع بها كثير من القضاة، الذين يحكمون على ما يظهر لهم أو ما يقدم لهم من تقارير وتحقيقات غير دقيقة، أو بينات فيها خلل، ثم يعود القاضي ويدعو ربه أن يوفقه في أحكامه وأن لا يجعله من الاثنين الذين أخطئنا عن غير قصد تدارس القاضي والضابط الذين يمثلان (بإخلاص) السلطة القضائية والتنفيذية ويحدوهما خدمة العدالة وخدمة وطنهما ودولتهما، اتفق القاضي والضابط وتطابق حدسهما بأن التهمة غير بعيدة عن الرجلين الآخرين جميل وخليل وكان هناك مجموعة من القرائن التي تشير إلى أنهما متهمين وهي:
العداء الذي يكنه جميل ضد فهد بعد إنكشاف قضية الميكفات.
أخطأ فهد لأنه لم يغير الأقفال، والتي يحتمل أن يكون جميل قد احتفظ بنسخة منها.
قيام جميل وبعض زملائه ومنهم خليل بالعمل بعد الدوام واحتفاظ جميل بمفاتيح الوزارة التي بعهده البوابين والذين لا يحضرون دائما... بل يتركون المفاتيح بعهده جميل.... ثم يقوم جميل بتوصيلها للبوابين بعد إنتهائه من العمل(كما ذكر خليل في إفادته).
تعود حراس البوابة الخارجية على رؤية جميل وهو يدخل ويخرج العينات بصفته مديراً للمستودع.
أقوال خليل المتعاون مع جميل والذي حمل فيها على فهد، واتهمه صراحة بإخفاء المفقودات تلك بعض القرائن المؤشرة على الإتهام، وقد تطابق رأي القاضي ورأي الضابط على استنتاج تلك القرائن، وبناء على ذلك فقد قرر القاضي إعادة أوراق القضية إلى الجهات الأمنية لإعادة التحقيق واستدعاء المشتبه بهما خليل وجميل والتحقيق معهما بشيء من الحزم، وبناء على الصلاحيات للجهات الأمنية فقد جرى توقيف جميل وخليل لمدة ثلاثة أيام وكل منهما على حده، ووضع الضابط فيصل خطة متدرجة للإيقاع بالمتهمين إن كانا ضالعين في الخيانة بالفعل .. وحضر جميل لدى مكتب وجرى الحوار التالي:
فيصل: أستاذ جميل لا تؤاخذنا حين استدعيناك مرة ثانية، فأنت كما يقول التعبير الشهير برئ حتى تثبت إدانتك، وأنا أرجو أن تكون بريئا، والمحكمة قد أعادت أوراق القضية لاستكمال بعض المعلومات، التي تتعلق بجوانب البقية، ونحن نأمل أن نتعاون نحن وأنت ونبحث عن الحقيقة التي لابد، وأقول لابد، أن توجد يوما ما.
جميل: أشكرك يا أخ فيصل على تعبيراتك الطيبة كما إنني أعدك بأن أكون صادقاً ومتعاوناً معك.
فيصل: لا أشك في أنك ستتعاون معنا، والآن دعنا نعود للوراء بعض الشيء، لقد تأكد لدينا مسئولية فهد النظامية، فهل تعتقد أنه قد تصرف بالمفقودات وأنه قد خطط لذلك بحنكة وبراعة؟
جميل: والله يا أخ فيصل، أنا لا أستطيع الجزم بذلك، ولكن كل شيء جائز.
فيصل: عند حضور فهد في المحكمة سمعت أنه لمح وأشار، إلى أنه يتهم بعضا من الموظفين في الوزارة، من تظن أنه يعني أو سيوجه له التهمة؟
فيصل: أعتقد أنه من الصعب أن يوجه إتهاماً إلى أحد الموظفين، وليس لديه دليل.
فيصل: هذا صحيح معك حق، ولكن ربما يطلب الموظف أو الموظفين، الذين سيتهمهم للحضور عند المحكمة ويطلب منهم اليمين، وذلك أقصى ما لديه.
جميل: هذا شأنه، وما دام أن أي موظف سيتهمه فهد ويحضر للمحكمة فإنه سيقسم إذا كان بريئاً.
فيصل: وإن كان غير بريء.
جميل: والله لا أستطيع قول شيء حول ذلك.
فيصل: أخ جميل عندي فكرة أو رأي أود عرضه عليك، وأرجو أن تفكر به وترد عليّ برأيك والرأي هو لماذا لا نحاول اختصار الموضوع، ويجري التعاون بينك وبين فهد، وتدفعون قيمة المفقودات، وعلى هذا الأساس نقوم بحفظ المعاملة. ونتفاهم مع الوزارة بعد دفع المبلغ، بأن يوافقون على وقف الإجراءات الجزائية.
جميل: والله يا أخ فيصل هذه فكرة جيدة، ولكن من الصعب أن أتحمل مبلغاً كبيراً مثل هذا (خمسين ألف ريال) وأنا غير مسئول عن المشكلة، وليس لي علاقة بها.
فيصل: يا أخ جميل أنا قلت إننا نريد اختصار القضية ولملمتها وعدم عرضها على المحاكم فقد يتهمك فهد حتى لو كنت بريئا، وتتعرض أنت وسمعتك للأخذ والرد، ونصيحتي لك أن تتحمل هذا المبلغ وتوكل على الله، ودعنا ننهي القضية في مهدها.
جميل: أخ فيصل أرجو أن تمهلني يومين أو ثلاثة أيام حتى أفكر، وربما أجد أحد الموظفين ليتعاون معي ويدفع المبلغ.
فيصل: لا مانع يا أخ جميل وإنك بهذا التصرف تثبت حكمتك وخبرتك..
غادر جميل مكتب فيصل وهو في دوامة من التفكير، بعد ذلك جرى استدعاء خليل وأمام فيصل جرى ما يلي:
فيصل: مرحبا يا أخ خليل... لا تؤاخذنا لأننا قد استدعيناك مرة ثانية، وجرى استضافتك عندنا لبعض الوقت، فقد أعيدت المعاملة من المحكمة لنستكمل أو لنستوضح عن بعض الأمور، وبما أنك رجل مستقيم وأعتقد أنك تتحلى بالصدق والأمانة، لذا فإنني أرجو أن تفيدنا بما لديك عن قضية المفقودات من المستودع.
خليل: أشكرك يا أستاذ فيصل، وأنا مستعد بأن أقول لك بصراحة عن ما أعرفه عن الموضوع.
فيصل: أشكرك يا أخ خليل وهذا ما كنت أمله فيك، فماذا لديك عن الموضوع؟
خليل: والله يا أستاذ فيصل في الحقيقة أنا كنت أعمل مع الأخ جميل في المستودع وكنت أتعاون معه في بعض الأشياء التي لا أستريح لها.
فيصل: مثل ماذا يا أخ خليل؟
خليل: مثل قضية المكيفات فقد كنت أعلم مكيف جاء بالمكيفات القديمة ووضعها مكان المكيفات الجديدة، أما ماذا فعل بالجديدة فلا أدري..
فيصل: أنا أشكرك يا أخ خليل لأنك أبديت شيئا من حساب الضمير وهذا دليل أنك رجل طيب ولكن أنا ما زلت أطلب بل أرجوك أن تعطينا معلومات أكثر، وخاصة عن قضية فهد..
خليل: والله يا عم فيصل هذي مشكلة كبيرة وأنا ما أقدر أقول فيها شيء ما يثبت ويجري إنكاره من الآخرين.
فيصل: يا خليل.. لا تخاف وأنا أضمن لك عدم المسئولية، لو أنك أخبرتنا بالحقيقة.
خليل: يا عم فيصل الموضوع فيه خراب بيوت لعدد من الأشخاص.
فيصل: يا خليل أنا تعهدت لك بأنه لن يلحقك شيء وإنما نعتبرك شاهد.
خليل: أنا ودي أواجه جميل وبعدها أقولك كل شيء.
فيصل: يا خليل جميل اعترف بكل شيء، ولا داعي أنك تواجه.
خليل: صحيح اعترف ... وقال مين معاه...
فيصل: أنت يا خليل الذي يعطينا أسماء اللي كانوا معاه ومعك.
خليل: يا عم فيصل أنا داخل على الله ثم عليك هذا جميل رجل ما عنده ذمة وهقنا معاه .. وخرب بيتنا الله يخرب بيته.
فيصل: لا عليك يا خليل أنت ما راح يجيك ضرر الضرر يقع على الشخص اللي خطط ونفذ العملية، والآن احكي بالتفصيل من الذي كان مع جميل وكيف تم تنفيذه العلمية.
خليل: بس أرجوك يا عم فيصل أنك تساعدني وتخرجني من هذه المشكلة اللي أنا وقعت فيها دون قصد، أما كيف صارت العلمية، فهو.. جميل بعد ما سلم المستودع إلى فهد كان زعلان وحاقد على فهد، لأنه كشفه في موضوع المكيفات، فهو فكر أن ينتقم من فهد.. ولأنه كان رئيسي وله علي بعض الجمايل فقد طلب مني ومن زميلي حمدان أن نتعاون معه للإنتقام من فهد، ولأنه يحتفظ معه بنسخة من باب المستودع ونسخة من باب الوزارة فقد قام بإحضار سيارة بعد نهاية الدوام ودعاني وزميلي حمدان لأن نذهب معه، ولم نكن نعلم إلى أين، وقد توجه للوزارة.. وكان قد تفاهم مع أحد الحراس ولا ندري كيف؟.. ودخلنا معه وكان معنا عمال أثنين، حتى نحن لم نحمل ولا كرتون واحد، بل العمال هم الذين حملوا السيارة، ولا أدري لماذا أتى بنا معه وقد خرجنا من الوزارة وكل ذهب إلى داره، أما هو فقد أخذ السيارة وما عليها ولا ندري إلى أين، هذا كل ما حصل، فنحن لا ذنب لنا فأرجوك أن تساعدني.
فيصل: أشكر الله واحمده لأن الحق قد أنطقك، وعلى كل حال كما وعدتك سنحاول أن نخفض عنك الجزاء.
وبعد أن نجح فيصل هذا النجاح الباهر لم ينس أن يتصل بالقاضي ويخبره بما حدث... فشكره القاضي وأثنى عليه، لأنه قد أنصف المظلوم من الظالم.
في اليوم التالي حضر جميل إلى مقر إدارة الأمن وهو ينوي الموافقة على دفع نصف التكاليف، استقبله فيصل، ولم يرد أن يفاجئه بل طلب منه أن يفيد بما قرر...
قال جميل: يا أخ فيصل إنه بناء على نصيحتك ورأيك الصائب فإنني سوف أتحمل هذا المبلغ الذي لا طاقة لي به ولكن الأمر لله...
قال فيصل: لا بأس ولكن نحن سنستضيفك لدينا لبعض الوقت...
وبهت جميل وقال: لماذا يا أخ فيصل لقد وافقت أن أدفع نصف التكاليف...
قال له فيصل: ربما يطلب منك أن تدفع أكثر وأكثر..
وتهاوت معنويات جميل وقال: ماذا تعني يا أخ فيصل....
قال فيصل: لقد اكتملت حلقات الخيانة التي خططت لها وسوف نحيلك غداً إلى المحكمة لتنال جزاءك.

السلام عليكم ورحمه الله

أرى ان الضابط فيصل كان في الموعد تماما

فكان بطل هذا الجزء إلى حد ماء


لاهنت اخوي ووالدي الغالي سعد ابو حيمد


وزين نزلت الجزء الثالث وكنا بإنتظارة لتصبح الثلاثة أجزء مجموعة لمحبي الروايات

رائع يا ابا خالد


وفقك الله ورعاك وسدد خطاك


تقبل مروري السريع يا ابا خالد

-----------------------------------------------------------------------------------------

تلميذك الصغير / منصور العبدالله ( وااااادي الغلاااااا )

__________________



اللهم أرحم والدتي ..وأجعل قبرها روضه من رياض الجنه..واسكنها جناتك

أخي الحبيب / سعد


أمتعتنا بارك الله فيك ونتظر روائية جديدة


الف شكر لك يالغالي

__________________

أجمل شي في ألانسان قلب صافي يدعو لك

ا خى الكريم ابا ريان اشكرك على تصيح موقع الحلقه الثالثة وقرائتك لها

لاهنت يا كاتبنا القدير ..

بالفعل قصة رائعة ..

كما عودتنا على كل رائع ..

أشكرك جزيل الشكر ..

اخى مشارى اشكرك وارجو ان اكون عند حسن ظنك


اخوك سعد